الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي)

تصنيف الكتاب
كشاف الكتاب

هذا الكتاب بحر محيط، وهو تفسير نافع لا يستغني عنه طالب علم، فقد جمع من أحكام القرآن ما لم يجمعه غيره، وهو مع جمعه ماتع أيضاً، لا تمل القراءة فيه. ينقل رحمه الله أقوال السلف بدون إسناد، ويعتني بالأحكام الفقهية، ويذكر أقوال الأئمة بأدلتها، وعنايته باللغة بارزة وواضحة، بحيث لو جرد اهتمامه باللغة لجاء تفسيراً متوسطاً، وفي مقدمة تفسيره ذكر العديد من عيون المسائل المتعلقة بفن علوم القرآن، كما ذكر فيها أنه لا يذكر الأخبار الإسرائيلية، ويكتفي بذكر الأحكام ومعاني الآيات من حيث اللغة والمنقول، ويفيض في الأحكام، لكنه مع ذلك ذكر بعض الأخبار الإسرائيلية، وتفسيره على كل حال من أنظف الكتب بالنسبة للإسرائيليات، وإن وجدت فيه. فمثل هذا الكتاب ينبغي لطالب العلم أن يعتني به، وهو مكمل لتفسير الطبري، لكن يبقى خدمة الكتاب من ناحيتين: الأحاديث، تخريجاً وتصحيحاً وتضعيفاً، الناحية الثانية: العقيدة، إذ لا بد من التنبيه على المخالفات العقدية في الكتاب.
 
وأجود طبعاته طبعة دار الكتب المصرية ليست الأولى، ولكن الطبعة الثانية من المجلد الأول إلى المجلد العشرين وهي طبعة مقابلة على نسخ كثيرة، بعض الأجزاء قوبلت على ثلاث عشرة نسخة، خرجت في حرف جميل، وورق جميل، وإحالات، وعناية فائقة، وتفصيل ممتاز، وإخراج فاخر، مما يعين على القراءة، طبع طبعات جديدة، ادعي تحقيقه، وادعي تخريج أحاديثه، مع وجود عناية في بعض الأحاديث، وبعض الآثار؛ لكن طبعة دار الكتب المصرية لا يعدلها شيء. طبع مرارا ببيروت ومن آخر طبعاته طبعة الشيخ د. عبد الله التركي. تفسير القرطبي الأصل أنه مجرد من الآيات، وإنما يذكر مقطعاً من الآية، ويفسره، على قراءة قالون، والذين طبعوا التفسير في مطبعة دار الكتب المصرية أدخلوا فيه قراءة عاصم، ولذا تجد الفرق كبيراً حينما يقرر أو يشرح المفسر كلمة من الكلمات التي يختلف فيها القراء، وهذا يوقع في حرج، فليت الذي تصرف في الكتاب، وأدخل فيه ما ليس منه، اعتنى بالقراءة التي اعتمدها المؤلف.