معنى المن والسلوى الذي أُنزل على بني إسرائيل

السؤال
ما هو المَنّ والسَّلْوى الذي أُنزل على بني إسرائيل؟
الجواب

اختلفت عبارات المفسرين في المراد بالمن والسلوى، وذُكر في التفاسير أقوال للسلف فيهما، فروي عن ابن عباس –رضي الله عنهما- أن المنَّ كان ينزل عليهم على الأشجار فيغدون إليه فيأكلون منه ما شاؤوا. فهو شيءٌ ينزل على الأشجار، وجاء وصفه في روايات أخرى بأنه كالصمغ وطعمه كالعسل.

وقال قتادة: كان المنُّ ينزل عليهم في محلتهم سقوط الثلج، أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل.

وقال الربيع بن أنس: المن شرابٌ كان ينزل عليهم مثل العسل، فيمزجونه بالماء ثم يشربونه.

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: (والظاهر –والله أعلم– أنه كل ما امتنَّ الله به عليهم من طعام وشراب، وغير ذلك، مما ليس لهم فيه عمل ولا كد)

وفي البخاري وغيره عن سعيد بن زيد -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الكَمْأَةُ مِن المَنِّ وماؤُها شِفاءٌ لِلعَيْن» [4478]، وهذا من الطب النبوي الثابت عنه -عليه الصلاة والسلام-. ويَذكر الشراح أنه جُرِّبَ من أكثر من شخص فقدوا البصر، ثم تداووا بماء الكمأة فأبصروا، ويذكرونهم بالأسماء، حتى النووي -رحمه الله- في (شرح مسلم) ذَكَر بالأسماء، وكذلك الحافظ ابن حجر –رحمه الله– ذَكَر، وغيرهم ذكروا، وهذا من الطب النبوي، فمن المفيد جدًّا أن يتداوى ويتعالج الناس بهذا العلاج الشرعي.

وأما السلوى فروي عن ابن عباس –رضي الله عنهما-: أنه طائر شبيه بالسمّانى، كانوا يأكلون منه.

وعن عكرمة: أنه كطير يكون بالجنة أكبر من العصفور.

وقال الراغب في المفردات: (السلوى أصلها ما يُسَلِّي الإنسان، ومنه: السُلوان والتسلي،

وقيل: السلوى طائر كالسمانى).

فالمنُّ هو: كل ما امتن الله به عليهم. وإن أُريد تخصيصه بالشراب -كما قيل: إنه ينزل على الأشجار كالصمغ يُمزج بالماء ويُشرب، وطمعه كالعسل- فيكون السلوى: طعامًا.