نصائح وتوجيهات للشباب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

معالي مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا ضيفنا الكريم معالي الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير أصحاب الفضيلة والسعادة أبناءنا الطلاب السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته ومرحبًا بكم في هذا اللقاء الكريم الذي نسعد فيه باللقاء مع معالي الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير في محاضرة عنوانها نصائح وتوجيهات إلى الشباب ولا شك أن طالب العلم وهو بصدد تكوين نفسه علميًا يحتاج كثير إلى الالتقاء بالعلماء والاستماع إليهم فهم يصدرون عن علم ودراية وتجربة وذلك يفيد الدارس كثيرًا في رسم الطريق وترتيب الأولويات وتسديد المسيرة بإذن الله وإن من فضل الله وتوفيقه أن تكون هذه المحاضرة هي باكورة الموسم الثقافي لهذا العام الدراسي الجديد إذ تأتي هذه التوجيهات في الوقت المناسب فالنفوس متشوقة تحدوها الرغبة في الاستماع والاستفادة اسمحوا لي أيها الإخوة بين يدي المحاضرة أن أذكر طرفًا من التعريف بالمحاضر نفع الله به ولد في بريدة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وألف ودرس مراحل التعليم الأولى في القصيم ثم التحق بكلية الشريعة في الرياض وتخرج فيها سنة سبع وتسعين وثلاثمائة وألف وعيّن معيدًا في كلية أصول الدين وتابع دراساته العليا وحصل على الماجستير في العام الثاني بعد الأربعمائة والألف ثم حصل على الدكتوراه في عام سبعة بعد أربعمائة وألف وعيّن أستاذًا مساعدا في الكلية نفسها إلى العام ألف وأربعمائة وأربعة وعشرين حيث تقاعد تقاعدا مبكرا وفي مطلع هذا العام ثلاثين بعد الأربعمائة والألف صدر الأمر الملكي الكريم بتعيينه عضوًا في هيئة كبار العلماء ولفضيلته وفقه الله نشاط علمي دعوي واسع من خلال التأليف وإقامة الدروس والدورات العلمية والمحاضرات والمشاركات الإذاعية ويسرني الآن أن أدعوا فضيلته لإلقاء المحاضرة مشكورًا مأجورًا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:

هذا العنوان يلامس الرغبة والحاجة إليه قائمة وما أظن طلاب تلقوا العلم في هذه الجامعة يحتاجون إلى مثل هذه النصائح لأن لأنهم يتلقون العلم بين يدي مشايخ أجلاء وفضلاء يوجهونهم ويربونهم على المنهج الصحيح بالكتاب والسنة وعلى كل حال من هذه النصائح وهي التي يتوقف عليها صحة العمل الذي هو الإخلاص لله جل وعلا أول ما ينصح به طالب العلم الإخلاص لله جل وعلا البينة: ٥  وفي الحديث الصحيح: «إنما الأعمال بالنيات» هذا هو الشرط الأول لقبول كل عبادة والعلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة هو من العبادات المحضة التي لا تقبل التشريك فلا يصح إلا أن يكون خالصًا لله جل وعلا وقد جاء الوعيد الشديد في من طلب علمًا مما يبتغى به وجه الله لا يطلبه إلا لعرض من الدنيا الأمر ليس بالسهل ولذا يعاني كثير من الطلاب في الدراسات النظامية في الكليات الشرعية يقولون حاولنا وجاهدنا لتصحيح النية فلم نستطع أمامنا الشهادات وأمامنا الوظائف وأمامنا بناء الأسر والمتطلبات الحياتية جاهدنا وما استطعنا نترك أقول لا الترك ليس بعلاج هذه مشكلة جعلت بعض الطلاب يتركون الدراسة لما يسمعون لما سمعوا من النصوص التي فيها الوعيد الشديد على من طلب العلم لغير الله جل وعلا نقول الترك ليس بعلاج استمر وجاهد وإذا علم الله منك صدق المجاهدة صحح نيتك وهذا درب سلكه كثير من المتعلمين تجده في أول الأمر وهو غر لم يتمكن ولم يتوغل في العلم تجده النية تطيح به مرارًا يمينًا وشمالاً لكنه إذا عرف الله جل وعلا حق المعرفة من خلال كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام لن يقصد غيره لن يقصد غير الله جل وعلا فالإخلاص في غاية الأهمية وكثير من التصرفات المخالفة التي قد توجد بين بعض طلاب العلم مصدرها الخلل في هذا الشرط وإلا من كان مخلصًا لله جل وعلا فإنه يوفق لكل عمل صالح رشيد وعلى طالب العلم أيضًا أن يقتفي أثر النبي عليه الصلاة والسلام بمتابعته ظاهرًا وباطنًا فالعمل إذا لم يكن خالصًا لله صوابًا على سنة رسوله عليه الصلاة والسلام فإنه لا يقبل   ﭢﭣ الملك: ٢  ما قال أكثر عملاً أحسن يقول الفضيل بن عياض: أحسن عملاً أخلصه وأصوبه. أخلصه وأصوبه لأنه إذا لم يكن العمل خالصًا لله جل وعلا لم يقبل وإذا لم يكن صوابًا على سنة رسوله عليه الصلاة والسلام فإنه لا يقبل وأيضًا طالب العلم عليه أيضًا ملازمة التقوى في السر والعلن والتقوى خير ما يعين على التحصيل ﯹﯺ ﯼﯽ البقرة: ٢٨٢  فإذا اتقى الله جل وعلا طالب العلم بفعل المأمورات وترك المحظورات فإنه يوفق للتحصيل ويوفق أيضًا للقبول وقبول الأعمال كلها وقبول الأعمال كلها متوقف على التقوى   المائدة: ٢٧  وجاء في العبادات الكبرى في الإسلام قرنها بالتقوى    ﯨﯩ العنكبوت: ٤٥  قد يقول قائل قد يصلي الإنسان يصلي المسلم طيلة عمره وإذا تيسر له شيء من المحارم ارتكبها يزاول الفحشاء والمنكر ويصلي يقال إنما سببه الخلل في هذه العبادة والخلل في التقوى تجد السيئة تقول أختي أختي والسيئة وعمل السيئات خلل في التقوى فإذا اتقى الله جل وعلا وأدّى الصلاة على الوجه المأمور به كما جاء في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام امتثالاً لقوله عليه الصلاة والسلام: «صلوا كما رأيتموني أصلي» فإن هذه هي الصلاة التي تترتب عليها آثارها من البعد كل البعد من الفحشاء والمنكر الصيام الهدف الأعظم من شرعيته تحقيق التقوى             البقرة: ١٨٣  الحج متى تترتب عليه آثاره ويرجع الإنسان من ذنوب كيومَ ولدته أمه؟ إذا اتقى الله جل وعلا       ﭣﭤ البقرة: ٢٠٣  بشرط ﭦﭧ البقرة: ٢٠٣  سواء تعجل أو تأخر لا إثم عليه يعني يرتفع عنه الإثم بشرط أن يكون قد اتقى الله جل وعلا وهو موافق في المعنى لقوله عليه الصلاة والسلام: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيومَ ولدته أمه» لأنه إذا لم يرفث ولم يفسق فد اتقى الله جل وعلا             البقرة: ١٨٣  فإذا كانت التقوى بهذه الأهمية من شريعة الإسلام وهي وصية الله جل وعلا للأولين والآخرين إذا كانت بهذه المثابة فماذا عن فساق المسلمين؟ الذين يخرمون التقوى ترك الأوامر وفعل النواهي والله جل وعلا يقول:   المائدة: ٢٧  هل معنى هذا أن الفساق صلواتهم باطلة زكواتهم باطلة حجهم باطل صومهم باطل؟ لا   المائدة: ٢٧  يقرر أهل العلم أن المراد بالقبول هنا هو نفي الثواب المرتب على العبادة وأما الصحة المقتضية لإسقاط الطلب فإنها صحيحة فلا يؤمر فاسق بإعادة صلاته لأن الله جل وعلا إنما يتقبل من المتقين ولا يؤمر بإعادة حجه بالإجماع ما قال أحد من أهل العلم بهذا لكن الثواب المرتب على العبادة ليس له منه شيء ونفي القبول في النصوص يأتي ويراد به نفي الصحة فلا بد من الإعادة «لا يقبل الله صلاة من أحدث حتى يتوضأ» هل نقول أن هذا نفي للثواب؟ لا هذا نفي للصحة لأنه بسبب ترك شرط من شروط الصلاة لا تصح إلا به «لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار» لكن هناك نفي للقبول مع توافر الشروط والواجبات والأركان هذا لا يتوجه إليه القول بنفي الصحة وإنما القول بنفي الثواب المرتب على العبادة «لا يقبل الله صلاة عبد آبق» يعني نفي القبول هنا متجه إلى أمر خارج عن الصلاة وأهل العلم يقررون أن أنه إذا كان النهي عائد إلى أمر خارج عن عن العبادة أو العقد فإن العبادة والعقد يكونا صحيحين لكن الثواب المرتب عليها ينتفي وفرق بين من يصلي بعمامة حرير أو خاتم ذهب وبين من يستر عورته المشترطة لصحة الصلاة بحرير مثلاً فالتقوى في غاية الأهمية وهي وصية الله جل وعلا للأولين والآخرين أيضًا على طالب العلم أن يتعلم ويثابر ويجد ويجتهد ويترك الكسل عنه وإذا فترت همته فعليه أن يعيد النظر في النصوص التي تحثه على هذا من نصوص الكتاب والسنة وينظر في منزلة أهل العلم في الدنيا والآخرة   ﰐﰑ المجادلة: ١١  درجات يعني من درج الجنة ما هي بمثل الدرج اللي عندنا عشرين سانتي درجات ما بين الدرجة والأخرى كما بين السماء والأرض فإذا تحققنا في مثل هذه النصوص ونظرنا فيها بعناية ارتفعت الهمة إذًا ينظر في حال الصحابة حينما يحرصون على التعلم منه عليه الصلاة والسلام من أقواله وأفعاله أيضًا ينظر في صبر أهل العلم على شدائد التحصيل من خلال تراجمهم فهذا ينهض من همة طالب العلم وعليه أيضًا أن يتخلق بالخلق الكريم بالحكمة والموعظة الحسنة كما جاء في الآيات المتلوّة آنفا فإن الشدة لا تنفع ولا تنتج خيرًا والرفق ما صاحب شيئًا إلا زانه وما فقد من شيء إلا شانه     ﭧﭨ آل عمران: ١٥٩  فعلينا أن نسلك هذا المنهج المنهج الإلهي المنهج النبوي فننبذ عنا هذا النزغ الذي قد يوجد عند بعض طلاب العلم السمة الغالبة على طلاب العلم الفضل والخير لأنهم يعانون نصوص الوحيين التي تربي المسلم لكن قد يوجد من بعض طلاب العلم شيء من هذا سببه الجهل أيضًا علينا بالاجتماع والائتلاف والاعتصام بالكتاب والسنة الذي فيه المخرج من سائر الفتن وفيه النظر الصحيح لما يحدث في الحياة يعني يحدث حدث فتسمع من بعض من يزعم أنه يتصدى للعلم والتعليم ثم تجد التحليلات أشبه ما تكون بتحليلات الصحفيين والإعلاميين بعيدة كل البعد عن الاستشهاد والاستدلال بنصوص الوحيين والائتلاف مقرون بالرحمة والاختلاص مقرون بضدها ﭠﭡ هود: ١١٨ - ١١٩  والمقصود اختلاف القلوب الذي ينشأ عنه الشحناء والبغضاء وإلا قد قد يختلف العلماء في مسألة من المسائل وهذا حاصل من عصر الصحابة رضوان الله عليهم إلى عصرنا هذا ولكن الاختلاف الذي أو القول الذي يسنده الدليل صاحبه معذور أو التوجيه الصحيح صاحبه معذور ولو خطأ لأنه يكون له أجر واحد لكن لا يؤثر هذا على القلوب إلا إذا عرف من المخالف المعاندة وبذر السوء بين المسلمين وعرف بذلك وصار يفتي بالفتاوى الشاذة ليوجد الشرخ والخلل في صفوف المسلمين ويوجد الشكوك لدى عوامهم فإن هذا لا بد أن يبيَّن وضعه وقد ذكر علماء الجرح والتعديل أنه ليس من الغيبة المحرمة ذكروا من ذلك نقد الرواة وتجريح المجروحين ووصلوا إلى أصناف من الناس إلى أن قالوا مثل ذلك من يتساهل في الفتوى ويتتبع الشواذ فإن هذا لا بد من كشفه لئلا يغتر به الناس المقصودأن الائتلاف هو الذي جاء به الإسلام فالدين دين اجتماع ولذلك شرعت الجماعات اليومية والموسمية والأسبوعية والسنوية دين اجتماع وأوجبت صلاة الجماعة والجمعة والأعياد والحج وما أشبه ذلك كلها من  أجل اجتماع الكلمة، والفرقة والاختلاف هذا لا شك أنه من سيما أهل البدع الذين كل واحد منهم أو كل فرقة تريد أن تغلب خصمها ولو بالباطل وعلى كل واحد منا أن يعذر الآخر وإذا وجد عليه ملاحظة أن يسدي له النصيحة بالرفق واللين والقول الحسن بالدليل من الكتاب والسنة أما التهاجر والتباغظ ولم يصدر من أحدهما أي كلمة تجاه الآخر إلا في الغيبة هذه هذا ليس من الإسلام في شيء، نعم الحب في الله والبغض في الله هذه من مقررات الدين ومن ثوابت العقيدة نحب في الله كل مطيع له ممتثل لأوامره نبغض في الله كل مخالف بقدر مخالفته لكن مع ذلك نرحمه ونسدي له النصيحة ونحرص على هدايته فلا بد من بذل السبب إن استجاب فبها ونعمت إن لم يستجب فالأجر ثبت والنتائج بيد الله جل وعلا فعلينا أن نحرص على تصفية القلوب وإذا وجدنا على شخص ملاحظة سواء كانت في الغايات أو في الوسائل إذا وجدنا مخالفة فإننا نسدي له النصيحة وندفع نكلمه بدون واسطة أو ندفع له من يتأثر به ونورد عليهم من كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام وكلام أهل العلم وبذلك تأتلف القلوب وتجتمع والله المستعان أيضًا طالب العلم عليه أن يهتم ويعتني بالوحيين ومن علامة توفيق الله جل وعلا للعالم وطالب العلم أن أن يكون معوله على نصوص الكتاب والسنة ليكون علمه مباركًا ولو كان قليلاً يعني نجد في فتاوى بعض أهل العلم الاختصار الشديد كلمات يسيرة جدًا حكم ودليله تجد النور والقبول وتجد بعض الناس يفصِّل ويذكر الوجوه والاحتمالات وكذا لكن بدون دليل هذا ليس عليه النور ولا يقبله الناس نعم قد يأخذ ببعض الناس لاسيما الناشئة والمبتدئين لتفصيل وتوضيح وكذا لكن ليس هذا هو الميزان الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه فضل علم السلف على الخلف قال: من فضّل عالمًا على غيره بكثرة كلامه فقد أزرى بسلف هذه الأمة لماذا؟ لأن السلف كلامهم قليل ومبارك وكلهم لا لا لا يصدرون إلا عن قال الله وقال رسوله، الآن صاروا يصدرون عن مقدمات ونتائج وتفصيلات وتفريعات قد يتوه فيها يتيه فيها السائل لا سيما إذا كان عقله لا يحتمل ذلك إما من عوام الناس أو من مبتدئي طلاب العلم فعلى طالب العلم أن يعنى بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وما يعين على فهم الكتاب والسنة وما يعين على فهم الكتاب والسنة من لغة العرب وفروع وفنون اللغة كلها طالب العلم بأمس الحاجة إليه وأيضًا ما يسمى بعلوم الآلة يعني كيف يتعامل مع نصوص الكتاب والسنة من لا يعرف أصول الفقه كيف يتعامل مع النصوص وهو لا يعرف قواعد الحديث وعلوم القرآن لا يستطيع بحال شخص أجري معه مقابلة في إحدى القنوات وداخل عليه شخص قالوا أنتم تمنعون الاختلاط وفي صحيح البخاري أن الرجال والنساء كانوا يتوضؤون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعًا كيف نتعامل مع مثل هذا النص؟ وعندنا النصوص المحكمة التي تمنع الاختلاط من غير تكشف فكيف إذا كان هناك تكشف في مثل الوضوء؟ أهل العلم يقررون أن مقابلة الجمع بالجمع تقتضي القسمة أفراد الرجال والنساء يتوضؤون يعني كل رجل مع امرأة ولذلك ترجم عليه الإمام البخاري باب وضوء الرجل مع امرأته الذي لا يعرف يتعامل مع النصوص بيقف حائر أمام هذا النص يعني تمنعونه في المدارس وهم في الحمامات يختلطون يتوضؤون جميعًا إذًا لا بد أن نعرف كيف نتعامل مع النصوص من خلال النظر في علوم العربية كلها ومن خلال النظر في ما أصله أهل العلم استنباطًا من القواعد الشرعية التي أصلت للتعامل مع النصوص المتعارضة سواء كانت من الكتاب أو من السنة فلا يتم لطالب العلم النظر الصحيح إلا بمعرفة هذه القواعد يمر أثناء الدروس وأثناء القراءات في الكتب أمور مشكلة لكنها تنحل عند الطالب طالب العلم أو العالم الذي لديه الأهلية للنظر في مثل هذه الأمور أما الذي ليس لديه أهلية لا شك أنه سيقف حائرًا هذا لما نوقش في هذا وأورد عليه صحيح البخاري ما استطاع أن يتكلم لا يستطيع أن ينفي والحديث في البخاري ولا يعرف كيف يوفق بينه وبين غيره من النصوص ولا يعرف كيف يتعامل مع هذا النص لا بد أن يقف وهو ومثل هذا كثير تجد أنصاف المتعلمين والإشكال أنهم يتصدرون للناس ولعامة الناس ويورد عليهم الشبه ثم بعد ذلك لا يستطيعون التعامل معها فعلى الإنسان إذا أراد أن ينفع عليه أن يتعلم قبل نعم يبذل ما عنده من علم بالتدريج ولا يقتحم غمرات العلم المتين الذي لا يحسنه حتى يتقن مقدمات هذا العلم والله المستعان لأن هذه دائمًا طلاب العلم يعانون من اضطراب تقرير المسائل العلمية بسبب اختلاف الشيوخ ومقدار معرفة الشيخ بهذه القواعد تجده يقرر مسألة.. يعني نسمع كثيرًا من يتصدر للفتوى أن فعل ذوات الأسباب مثلاً في أوقات النهي ما فيه إشكال ويدخل قبيل غروب الشمس بخمس دقائق ويصلي ركعتين بناء على أن النهي عام وهذه وذوات الأسباب خاص والخاص مقدم على العام وانتهى الإشكال أقول يا أخي تأمل بدقة هل هو عموم وخصوص مطلق لتقول مثل هذا الكلام؟ والإشكال أن بعض من يتصدر لناس ما عنده أدنى إشكال في مثل هذه المسألة مع أنه رأي الشافعية فقد أما الحنفية والمالكية والحنابلة لا المقدم عندهم أحاديث النهي ويقولون نفس الكلام أحاديث ذوات الأسباب عامة في الأوقات وهذه خاصة في هذه الأوقات والخاص مقدم على العام مثل هذا يحتاج إلى دقة دقة نظر بدون عجلة فإذا قرر أن مثل هذا من العموم والخصوص الوجهي وأن هذه المسألة من عُضل المسائل ليس بالأمر الهين يعني سمعنا شيخ الإسلام يقول مثل هذا الكلام وإذا قالت حذام فصدقوها؟ شيخ الإسلام إمام من أئمة المسلمين لا أحد يشك في سعة اطلاعه وتبحره في العلم وصدقه وإخلاصه لا نشك في هذا لكنه ليس بعصوم يعني رجح رأي الشافعية فتبعه الناس كلهم وبعدين يعني أئمة آخرون أبو حنيفة ومالك وأحمد كيف نصنع بكلامهم كل هذا نشأ من عدم دقة النظر في المسألة ولا نقول أن شيخ الإسلام تجاوز هذه المسألة بسرعة هذا الذي ترجح له وحتى إذا بحثت فيها من الناحية الثانية أنها من العموم والخصوص الوجهي أيضًا تحتاج إلى مرجح خارجي وقد يدلك المرجح الخارجي إلى رأي الشافعية وقد يقودك إلى قول الجمهور لكن قبل ذلك لا تقررها على أنها مسألة سهلة عام وخاص والخاص مقدم على العام بعد أن تفصِّل فيها وتدرك أو تنظر في مدارك المسألة ومقاصدها الإمام البخاري رحمة الله عليه لما ترجم في كتاب المناسك باب الطواف بعد الصبح وبعد العصر باب الطواف بعد الصبح وبعد العصر تجد الإنسان يجي للمطاف ليذكر أذكار الصباح والمساء بعد صلاة الصبح أو في آخر العصر ثم يطوف ويصلي ركعتين قبيل غروب الشمس وما عنده أدنى مشكلة يعني قد يسنده حديث: «يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدًا طاب بهذا البيت وصلى» على ما يتقرر في القواعد يمكن أن يقال هذا عام في غير أوقات النهي طيب بعض العلماء لضيق النظر في هذه المسألة يقول لا تدخل المسجد في هذه الأوقات وبعضهم يقول قف لا  تجلس ولا تصلي ما الداعي لهذا الداعي أننا إذا نظرنا إلى هذه النصوص بدقة وجدناها متعادلة هذه عامة من وجه وخاصة وهذه عامة من وجه وخاصة وليس خصوص هذه أولى من خصوص هذه ولا عموم هذه بأولى البخاري قال باب الطواف بعد الصبح بعد الصبح وبعد العصر وصلى عمر ركعتي الطواف بذي طوى صلى عمر ركعتي الطواف بذي طوفى وأورد أحاديث النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر النهي عن الصلاة لكن ماذا يعني؟ يعني أنك تطوف بعد الصبح وبعد العصر لكن كما فعل عمر طاف بعد الصبح وأخر الصلاة حتى وصل ذي طوى وارتفعت الشمس يعني تهدر هذه الأقوال وهذه وهذه النظرات الدقيقة لهذه النصوص بمجرد أنه قيل هذا عام وهذا خاص؟ نقول هذا مثال والأمثلة كثيرة جدًا جدا يعني يقرر بعضهم أن جلدة الميتة لا يطهر بالدباغ إلا إذا كان من مأكول اللحم ويقول أن ما جاء في جلد شاة ميمونة «هلا انتفعتم بإهابها» هذا خاص وحديث «أيما إهاب دبغ فقد طهر» نقول هذا من باب الخاص والعام؟ يعني عندنا أساتذة في الأصول يقررون مثل هذا نقول خاص وعام وننتهي ولا يدخل إلا جلد مأكول اللحم نقول ذكر الخاص بحكم موافق لحكم العام لا يقتضي التخصيص يبقى عموم «أيهما إهاب دبغ فقد طهر» لأن هذا لا يقتضي تخصيص نعم لو جاء بمخالفة في الحكم قلنا هذا مقدم لأنه خاص المقصود أن على طالب العلم أن يدقق النظر وإذا أشكل عليه شيء أن يسأل أهل العلم فيما ولا يجرؤ على الفتوى بمجرد أنه نظر في هذه المسألة واستوفاها واستوعبها ولا يعرف كيف يتعامل مع النصوص الواردة فيها.

 

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.