فاسألوا أهل الذكر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فأشكر الإخوة المنظمين لهذا اللقاء الذي أرجو أن ينفعني الله وإياكم به وأن يكون خالصًا لوجهه مقربًا إلى مرضاته موصلاً إلى جناته كما أسأله جل وعلا الذي جمعنا في هذا المكان الطيب المبارك أن يجمعنا وإياكم ووالدينا ومن له حق علينا في مستقر رحمته في مقعد صدق عند مليك مقتدر، العنوان الذي أعلن موضوعا لهذا الدرس حول قول الله جل وعلا: النحل: ٤٣  وهذا أمر يتجه إلى من وصف بكونه لا يعلم              النحل: ٤٣  هذا الواجب على من لا يعلم ففرض العامي ومن في حكمه من مبتدئي الطلاب سؤال أهل العلم هذا فرضهم، هذه صفة السائل فما صفة المسؤول المسؤول لا بد أن يكون من أهل الذكر والمراد بأهل الذكر هم أهل العلم، والذكر يراد به القرآن فالعالم بالقرآن وما يعين على فهم القرآن هو الذي يسأل ويلبِّس بعض المبتدعة بأن المأمور بسؤاله هم أهل الأذكار وإن لم يكن لهم علم بالقرآن فيوجهون إلى الإفادة من شيوخهم شيوخ الطرق الذين يلبِّسون على العامة بالسبح الطويلة ويزعمون أنهم أهل الذكر أهل الذكر هم أهل القرآن     ﮛﮜ العنكبوت: ٤٩   ﭑﭒ     ص: ١  والقرآن ذكر بل أفضل الأذكار     الحجر: ٩  فالمراد بالذكر هو القرآن لكن هل يكفي من المسلم أو من يريد أن يتأهل لينوء بهذه المهمة العظيمة أن يكتفي بحفظ حروف القرآن؟ يكفي هذا؟ لا يكفي بل لا بد من حفظ حروفه والعناية بقراءته لا بد من حفظ حروفه والعناية بقراءته وتلاوته على الوجه المأمور به ليثمر الثمرة ولا بد من فهمه على مقتضى فهم السلف الصالح لا بالاجتهادات الحادثة ولا بفهم أهل الأدمغة الملوثة المتأثرة بالمفتونين إنما يفهم الذكر بفهم سلف هذه الأمة الذين عاشوا مع من أنزل عليه الذكر وعايشوه وعرفوا مقاصده وموارده ومصادره فالذكر هو القرآن ويستحق أن يسأل إذا كان من أهل القرآن بالفعل فلا يسأل من قرأ القرآن وغفل عن العمل به لا يسأل من قرأ القرآن بل حفظ القرآن ونام عنه وفرط فيه لا يسأل من خالف القرآن إنما يسأل صاحب القرآن الذي حمله بحق وأدى حقه فائتمر بأوامره وانتهى عن نواهيه قد يقول قائل حفظنا القرآن ونفهم كلام الله جل وعلا فإذا سئلنا عن مسألة من مسائل الصلاة ما أجبنا كيف نفتي الناس وقد حفظنا القرآن والله جل وعلا يقول: النحل: ٤٣  ونحن أهل الذكر؟ ابن القيم يقول: أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته هم أهل العناية به بحفظه بفهمه بتدبره بقراءة جميع جميع ما يعين على فهمه بالعمل به هؤلاء هم أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته حتى قال ابن القيم وإن لم يحفظوه يدخلون بينما لا يدخل في أهل القرآن من حفظ القرآن ونام عن القرآن ولم يهتم بالقرآن ولم يعن بقراءة القرآن وفهم القرآن وتدبر القرآن في قوله عليه الصلاة والسلام: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله» جمهور أهل العلم على أن الفقيه مقدم في الإمامة على القارئ لماذا؟ يقولون لأن الفقيه إذا عرض له ما يخل بصلاته عرف كيف يتصرف بينما القارئ الذي هو مجرد قارئ حروف هذا قد يعرض له ما يبطل صلاته وصلاته من خلفه ولا يستطيع أن يتصرف ومع ذلكم «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله» ليست لمجرد القراءة قراءة حروف لا بد من أن نعنى بكتاب الله الذي هو الذكر   ﯙﯚ الزخرف: ٤٤  لشرفٌ لك ولقومك كما جاء عن بعض السلف لا نستطيع أن ننتسب إلى هذا القرآن حتى نعنى بالقرآن ونهتم بالقرآن ونكون من أهل القرآن نقرأ القرآن على الوجه المأمور به لتترتب الآثار على ذلك وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: قراءة القرآن على الوجه المأمور به على الوجه المأمور به يعني بالترتيل والتدبر جاء الأمر بالتدبر في أربعة مواضع من القرآن وجاء الأمر بترتيله ﭽﭾ ﭿ        النساء: ٨٢   محمد: ٢٤  نصوص قوية ص: ٢٩  الآية الرابعة يعني عندنا النساء المؤمنون ص محمد آيات التدبر الآية الرابعة.

طالب: .................

الآية الرابعة.

طالب: .................

ص: ٢٩  ذكرناها.. آية المؤمنون.

طالب: ................

المؤمنون: ٦٨  المقصود أن التدبر أمر لا بد منه ليؤتي ثماره والترتيل جاء الأمر به فقراءة القرآن على الوجه المأمور به كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية تورث القلب من العلم واليقين والطمأنينة والراحة شيئًا لا يجده إلا من عاناه واهتم به.

فتدبر القرآن إن رمت الهدى

 

فالعلم تحت تدبر القرآن

نحتاج في فهم القرآن إلى السنة ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام فالسنة هي التي تبين لنا القرآن وهي التي توضح لنا القرآن فالنبي عليه الصلاة والسلام وظيفته بيان ما نُزِّل إليه فنحتاج مع القرآن إلى السنة لأنه من متطلبات القرآن نحتاج مع السنة إلى أقوال سلف هذه الأمة لنفهم القرآن والسنة بفهمهم ويوجد مع الأسف الشديد من ينادي بأن كل زمان له رجاله نحن نفهم والقرآن عربي ومحمد عليه الصلاة والسلام عربي ونحن عرب نفهم ومع ذلك يحرفون الكلم ويصنعون بآيات الله من التحريف المعنوي لأن التحريف اللفظي مضمون محفوظ من الزيادة والنقصان يحرفون تحريفًا معنويًا يخرج النصوص عن مدلولها الحقيقي والخسف كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى ذكر أنه يكثر في آخر هذه الأمة لطائفتين من الناس وذكر العلماء الذين يبدلون شرع الله بالتحريف والآن في وسائل الإعلام نسمع ونرى فالمطلوب من المسلم أن يسأل أهل الذكر أهل الذكر الذين يتوافر فيهم العلم والدين والورع، وليس في فتواه مفتٍ متبع ما لم يضف للعلم والدين الورع نعم قد يكون عند الإنسان علم لكن لمصلحة من المصالح حب شرف أو مال أو رئاسة أو شيء من هذا يفتي يفتي يشتري بآيات الله ثمنًا قليلاً قد يقول قائل أنه وش ثمن قليل الآن الأموال طائلة التي نقول.. نعم الدنيا كلها قليلة إذا كانت الدنيا لا تعدل ركعتي الصبح كلها بملياراتها فركعتا الصبح خير من الدنيا وما فيها فلا يقول قائل أن الذي يأخذ ويفتي على مقتضى أهواء المخلوق يأخذ أموال قليلة يشتري بآيات الله ثمنًا قليلاً يأكل أموال طائلة فلا يدخل لا لا الدنيا كلها قليلة بالنسبة لما عند الله جل وعلا من وعد ووعيد المقصود أن السائل هو الذي لا يعلم وهو العامي ومن في حكمه ففرض مثل هذا هو سؤال أهل العلم والمسؤول هو العالم والعالم هو الذي يعرف الحق بدليله هو الذي يعرف الحق بدليله ويعمل بما يعلم؛ لأن لأن العاصي والفاسق ليس من أهل العلم وإن حمل ما حمل وإن عرف ما عرف في الحديث المختلف فيه: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله» فالذين يحملون العلم هم العدول قد يقول قائل هناك فسّاق يحملون علم نقول هؤلاء ليسوا من أهل العلم وما يحملونه ليس بعلم يقول الناظم:

قلت ولابن عبد البر كل من عني

 

بحمله العلم ولم يوهن

فإنه عدل بقول المصطفى

 

يحمل هذا العلم لكن خولفا

من الأدلة على ذلك ﭿ          النساء: ١٧  بجهالة هل الجهالة هذه عدم العلم بالحكم؟ لا، كل من عصى الله فهو جاهل ولو حمل ما حمل من العلوم وإلا لو قلنا أن الجهالة عدم العلم بالحكم لقلنا كل من زنا أو سرق أو شرب وهو يعرف الحكم ما له توبة لكن له توبة فكل من عصى الله فهو جاهل من يحمل شيئًا مما يسمى علم وهو يعصي الله جل وعلا ويخالف ما أمر به هذا جاهل شرعًا فلا يستحق أن يسأل لا بد أن يكون عالمًا ما لم يضف للعلم والدين وهو العمل بهذا العلم بشعبه التي هي الإسلام والإيمان والإحسان يكون عاملاً بجوارحه عاملاً بقلبه هناك أعمال للقلوب تخفى على كثير من طلاب العلم وكثير منها لا يوليها حقها مع أنها أهم من أعمال الجوارح أيضًا يكون مراقبًا لله جل وعلا التي هي مرتبة الإحسان هذا هو الدين «ومن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» وش المعنى الفقه أنك تعرف أحكام الصلاة والزكاة والبيوع والمعاملات؟ هذا باب من أبواب الفقه لكن الفقه الأكبر ما يتعلق بمعرفة حقوق الله جل وعلا وما يجب له وما ينبغي وما يمتنع التي هي العقائد هذا هو الفقه الأكبر ثم يعدل بعد ذلك للفقه العملي أيضًا هناك أبواب هي من الدين ومع الأسف الشديد أنها مهجورة عند كثير من طلاب العلم من يعنى بكتاب الرقاق مثلاً من يعنى بكتاب الفتن من يعنى بكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة من يعنى بالأبواب التي هجرها أكثر طلاب العلم يعنون بأحكم الصلاة والزكاة والأحكام العملية بحيث يحتاجها العوام يسألونهم لأن العوام ما يسألون عن الاعتصام ولا يسألون عن رقاق ولا يسألون عن شيء إلا كيف يصلي كيف يحج كيف يصوم ليتصدر المجالس لكن «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» يعني في جميع أبواب الدين ومراتب الدين التي جاءت في حديث جبريل بعد أن سأل عن الإسلام والإيمان والإحسان قال في النهاية هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم، فالدي يشم أبواب الدين فلا بد أن تتكامل الآلة عند المفتين بمعرفة كتاب الله وسنة نبيه عليه الله عليه الصلاة والسلام بمعرفة أقوال الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة معرفة مذاهب فقهاء الأمصار لئلا يشط فيحدث قول لم يسبق إليه ويكون بذلك خرق إجماع لأنه لو وكل إلى فهمه دون ارتباط بفهم السلف قد يفهم شيء لم يفهمه السلف يعني إذا فهم.. يقرأ طالب العلم القرآن المعارج: ٢٤ - ٢٥  يقول المحروم عنده أموال لكن لا ينفق منها فيريد أن يعطيه من الزكاة نقول ما هو بصحيح لا يجوز دفع الزكاة لمثل هذا اللي عنده أموال لا يجوز دفع الزكاة له ولو مات جوعًا ما تدفع له الزكاة المحروم هو الذي لا يجد لا يجد شيئًا ولا يتعرض للناس فلا يسأل فهو محروم من أعطياتهم وهباتهم لأنه لا يفطن له ليس من الذين يتكففون الناس فمثل هذا أولى الناس بأن تدفع له الزكوات والصدقات كيف يفهم القرآن؟ بشخص ثقافته جلها من العلوم الوافدة لا بد أن تكون ثقافتنا مبنية على قال الله وقال رسوله مقننين ومقيدين بفهم السلف الصالح لأنهم هم الذين عرفوا الحقائق الشرعية على وجهها لأنهم مع طول العهد اختلطت بعض الحقائق العرفية في المفاهيم الشرعية عند بعض الناس عند بعض الناس اختلطت عندهم فلا بد من الارتباط بفقه السلف وعلم السلف فإذا أردنا أن نفهم القرآن نقرأ ما كتبه العلماء الموثوقون حول كتاب الله عز وجل من التفاسير الموثوقة وإذا أردنا أن نفهم السنة نقرأ الشروح المؤلفة من قبل الثقات من أهل العلم أيضًا نطلع على أقوال الأئمة بأدلتها وبهذا يبني طالب العلم نفسه ويقرأ ما يعينه على فهم النصوص وما يحتاج إليه مما يسمى من علوم الآلة التي هي وسائل لفهم العلوم التي هي وسائل لفهم العلوم وعلوم العربية تأتي في الصدارة علوم العربية يحتاجها طالب العلم لأن القرآن بالعربية والنبي عليه الصلاة والسلام يتحدث بالعربية إذًا لا بد من فهم العربية بجميع فروعها نحتاج إلى النحو نحتاج إلى الصرف نحتاج إلى متن اللغة فقه اللغة البيان المعاني البديع الوضع الاشتقاق فنون في العربية يحتاجها طالب العلم ليس معنى هذا أنه يأخذ في كل فرع من الفروع كتابًا مطولاً لا يقتصر على متن مختصر يفهم هذا المتن يقرأ عليه شرح ويسأل عما يشكل عليه ويحضر إن كان هناك دروس وينتهي الإشكال هذه وسائل تعينك على فهم الكتاب والسنة يقرأ أيضًا مما يعينه على فهم كتاب الله مما ألف في علوم القرآن وفي تجويده وضبطه ورسمه ويعرف الوقوف أيضًا لأن معرفة الوقف والابتداء يعين على فهم الجملة أيضًا يعرف لا بد أن يتعلم ما يعين على فهم السنة وما تثبت به السنة وما ينفى عن النبي عليه الصلاة والسلام مما لم يقله من علم مصطلح الحديث لا بد من معرفة أصول الفقه ليتعامل مع النصوص يعني كيف يتعامل مع النصوص من لا يعرف الناسخ والمنسوخ من لا يعرف العام والخاص من لا يعرف المطلق من المقيد المجمل والمبين أبواب كثيرة لا بد منها لطالب العلم ليتأهل ليكون ممن يُسأل ليكون ممن يسأل وليكن هدفه وقصده من التعلم والتعليم والإفتاء وجه الله جل وعلا والدار الآخرة والرغبة فيما عنده لا بد ليتأهل من الإخلاص البينة: ٥.

وهذه عبادة  بل أفضل العبادات طلب العلم لا بد من الإخلاص فإذا تعلم ليقال نسأل الله العافية

ومن يكن ليكون الناس يطلبه

 

أخسر بصفقته في موقف الندم

والثلاثة الذي هم أول من تسعر بهم النار فيهم من تعلم وعلّم بل قد يكون على هذه الطريقة أمضى عمره كله فيؤتى به يوم القيامة ماذا صنعت؟ تعلمت العلم وعلمت الناس فيقال كذبت تعلمت ليقال عالم وقد قيل فهو أول من تسعر به النار فالمسألة ليست بالسهلة تحتاج إلى نية صالحة خالصة لله جل وعلا مدعومة بتقوى لله جل وعلا ﯹﯺ ﯼﯽ البقرة: ٢٨٢  وليحذر طالب العلم الذي يؤهِّل نفسه لهذا المنصب العظيم إفتاء الناس وتوجيه الناس وتعليم الناس ليحذر كل الحذر من العجب بالنفس الذي يترتب عليه ازدراء الآخرين.

والعجب فاحذره إن العجب مجترف

 

أعمال صاحبه في سيله العرم

وليحذر كل الحذر من الكبر لأنه مع الكبر لن يدرك شيئًا من العلم العلم النافع المقصود لأن الله جل وعلا يقول: الأعراف: ١٤٦  من؟ الأعراف: ١٤٦  فليتواضع طالب العلم ليدرك خيرًا عظيمًا بنية صالحة يعرف قدر نفسه لا يتكبر لا يحتقر الناس ينشغل بعيوبه عن عيوب الآخرين لأن من فتح على نفسه باب فلان وعلان هذا زايد وهذا ناقص انشغل بعيوب الناس هذا يحرم خير الدنيا والآخرة ويحرم بركة العلم والعمل وفي نفسك ما يشغلك عن عيوب الناس سؤال أهل العلم في غاية الأهمية والحذر كل الحذر من سؤال الجهال وإن تصدروا المجالس جاء في الحديث الصحيح: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور الرجال وإنما يقبضه بقبض العلماء فإذا لم يُبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً سئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» والشواهد من الواقع ما يحتاج إلى أن تضرب الأمثلة من الواقع كلكم يدركها السؤال بالنسبة للمسلم ضروري وعدم السؤال أو سؤال الجاهل فيه الهلاك في الدنيا والآخرة «قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ جهلوا فإنما شفاء العي السؤال» قد يأتي إلى شخص ليس عنده شيء من العلم فيستفتيه في مسألة فيورده في مهلكة وهي أيضًا أعني سؤال من لا علم عنده أو عدم السؤال بالكلية هلاك الدين كيف يعبد الناس كيف يعبدون الله جل وعلا على بصيرة وهم لا يسألون؟ ولذا يفتي أهل العلم أنه يحرم البقاء في بلد ليس فيه عالم يفتي الناس لأنهم ما يتمكنون من العبادة على بصيرة وقد أمروا أن يعبدوا الله جل وعلا كيف يتمكنون وما عندهم أحد يفتيهم؟ فشأن العلم عظيم وشأن الفتوى خطير فعلى المستفتي أن يسأل من تبرأ الذمة بتقليده لا يقول فلان أيسر من فلان فلان أسهل من فلان فلان يبي يعفينا من كفارة فلان يبي يعفينا من فدية لا لا فلان يبي يبيح لنا هذه المعاملة وراها أرزاق وراها لا لا عليه أن يسأل من تبرأ الذمة بتقليده ولا تظنون أن العوام يخفى عليهم مثل هذا لا يعرفون المحق من المبطل الناصح من الغاش يعرفون يميزون فيسأل أهل العلم والعمل والورع ولذا لما جاء السائل لعبد الله بن عمر يسأله عن مسألة وجهه ابن عمر إلى غيره وهذه طريقة السلف يتدافعون الفتيا وجهه قال اسأل ابن عباس هذا عامي اسأل ابن عباس ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن دعا له النبي عليه الصلاة والسلاممة أمة  أن يعلمه الله التأويل ويفقهه في الدين يعني من فقهاء الأمة يعني في رأس القائمة إذا عد أهل الفقه والفتوى ماذا قال هذا السائل؟ قال ابن عباس مالت به الدنيا ومال بها يريد مثل ابن عمر شخص انكف عن الدنيا ولم ينظر إلى الدنيا ولا بعشر عين ابن عباس استعمل المباحات ولا يلام من اقتصر على المباحات لكن سقت هذا لبيان أن العامة يميزون فالذي مالت به الدنيا ومال بها هو حبر الأمة وترجمان القرآن وأقول هذا الكلام خطأ بالنسبة لهذا لأن ابن عباس من أولى من يسأل وأولى من يستفتى لكن أيضًا ثقة الناس وإن كانوا عوام فهم يدركون بعض الأمور المؤثرة على العلم فالتوسع في الأمور الدنيا لها أثر ابن عمر لا ابن عمر ماذا سكن قصر شاهق ابن عمر سكن؟ ابن عمر لما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» قال ابن عمر: إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح. تراه بنى البيت بأسبوع بنى بيته ليسكنه طول عمره بيده نحن نحتاج إلى بيت متواضع بالدين نبنيه بالديون المغرقة بالديون نحتاج إلى ثلاث سنوات هذه شركة رايحة وهذه شركة جاية ومراحل وكم من شخص بنى البيت وأثث وما سكن وامرأة تسأل تقول عندي الآن ميتين وثلاثين ألف وباشتري بيت ووجدت بيت يقول تدفعين الميتين والثلاثين هذه والباقي أقساط لمدة ست عشرة سنة كل شهر أربعة آلاف وثمانمية ريال امرأة يعني ما تجد ما يناسبها بهالميتين والثلاثين ستة عشر عامًا أقساط كل شهر أربعة آلاف وثمانمائة وش هذا امرأة فكيف بالرجال الذين يباهون غيرهم وأمثالهم ونظراءهم ويموت الشخص وهو مدين ويلاحق وذليل في النهار ومهموم بالليل من أجل إيش؟ من أجل تميل به الدنيا مع الناس فطالب العلم ينبغي أن يكون همه الآخرة همه الآخرة وتحقيق ما خُلق من أجله وهو عبودية الله جل وعلا لأنه خلق للعبودية الذاريات: ٥٦  يعني بهذه الطريقة يحصل طالب العلم والله اليوم عندي مساهمة اليوم عندي مضاربة اليوم بالمعارض اليوم إيش الكلام هذا؟ بيحصل علم وهو مشغول مشغول الذهن؟! ما يحصل علم أو لا دنيا ولا دين روحات وطلعات واستراحات ورحلات فالعلم لا يستطاع براحة الجسم العلم متين يحتاج إلى معاناة يحتاج إلى كد يحتاج إلى ثني الركب عند الشيوخ يحتاج إلى متابعة يحتاج إلى مدارسة يحتاج إلى تحضير قبل الحضور يحتاج إلى انتباه عند الشيخ وسؤال بأدب واحترام سؤال متعلم لا متعنت يحتاج إلى مذاكرة مع الأقران بعد نهاية الدرس وبهذا يُدرك العلم، على طالب العلم أن يعنى بالعلم من أول الأمر ولذا يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تفقهوا قبل أن تسوّدوا لأن الطالب إذا تخرج في الجامعة من كليته الشرعية وأدرك شيء من العلم لكن ليست عنايته على المطلوب ثم توظف انشغل عن العلم توظف ثم تزوج وانشغل بالأسرة وبمطالبها تفقهوا قبل أن.. وقال الإمام البخاري رحمه الله تعالى وبعد أن تسوّدوا يعني طلب العلم ليس له وقت محدد ليس له وقت محدد بل يستمر الإنسان في سلوك هذا الطريق حتى يأتيه اليقين لأنه باب من أعظم أبواب العبادة الحجر: ٩٩  «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة» المسألة ما هي بسهلة مجرد سلوك الطريق ييسر طريق الجنة ييسر طريق الجنة قد يقول قائل أنا طلبت العلم عشر سنين وعشرين سنة ودرست المراحل كلها الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعة والماجستير والدكتوراه ثم أفاجأ بأسئلة ما أفهمها اجتهد يا أخي احرص انفع نفسك ولا تضيع نفسك لأن بعض الناس يكتفي بالشهادات عنده شيء من العلم عنده قاعدة ينطلق منها لكنه خلاص دكتور وبعدين يجيك سؤال ما حسبت له أدنى حساب ثم يأتيك ثاني وثالث لا ينبغي كما يقول ربيعة لمن كان عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه والذي يقتصر على ما درسه في أول الأمر وينغمس في أمور الدنيا ويترك متابعة طلب العلم هذا ينسى ينسى ما حصّل ينسى ما حصل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى مات عن تسعين سنة وإلى آخر لحظة وهو يراجع للدروس يراجع للفتاوى ويراجع كتب العلم يعني ما فيه حد ينتهي عنده طلب العلم وكبار من علماء هذه البلاد قبل مدة قبل ستين سنة ليلة زفافه ليلة العرس أشكل عليه آية مرت في خاطره أشكلت عليه نزل للمكتبة ومنتظرة الزوجة متى انتبه؟ انتبه بأذان الصبح العلم له لذة وله نشوة أولاً لا بد من مجاوزة مرحلة امتحان التي هي مشقة على النفس والمعاناة ثم بعد ذلك خذ تلذذ كسائر العبادات ما هو بالسلف يقولون كابدنا وعانينا من قيام الليل وصيام الهواجر ثم تلذذوا بذلك عاشوا في جنة شيخ الإسلام يقول رحمه الله: في الدنيا جنة من لا يدركها لا يدرك جنة الآخرة التلذذ بالعبادة المقصود أن هذا العلم عبادة بل أفضل العبادات أفضل العبادات فعلى طالب العلم أن يؤهل نفسه ليرث أكبر قدر ممكن من ميراث النبوة فالعلماء هم ورثة الأنبياء لكن يحرص على هذا ليتصدر المجالس؟ لا، ليقال عالم؟ لا، ليتكبر على الناس؟ لا، ليكسب الأموال الطائلة؟ لا، إنما ليقربه..، لتتم معرفته بالله جل وعلا فيطلب من العلم ما يورثه الخشية والخوف من الله جل وعلا فمن كان بالله أعرف كان منه أخوف ويقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «إن أتقاكم وأعلمكم وأخشاكم لله عز وجل أنا» بالفعل ما فيه علم يصل إلى هذه الأمة إلا عن طريقه عليه الصلاة والسلام والله جل وعلا يقول: ﯣﯤ فاطر: ٢٨  فالعلم الذي لا يورث الخشية ليس بعلم ليس بعلم فعلى هذا السائل العامي لا بد أن يسأل يعبد الله على بصيرة وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب يعبد الله على جهل؟ يرتكب مبطل للعبادة وهو لا يشعر «صل فإنك لم تصل» ما قال هذا جاهل مسكين يكفيه اللي هو سوى أعاد الصلاة ثلاث مرات «صل فإنك لم تصل» المسيء في صلاته وبعض الناس يسيء في صلاته ويرتكب مبطلات وهو جاهل ولا يسأل لماذا؟ لأنه ما يهمه لو أهمه أمر دينه مثل ما تهمه أمر دنياه لسأل تصورنا شخص عنده مساهمات كثيرة يبي يسكت كل يوم بيرفع التلفون كم صارت كم وصلت؟ ويراقب شاشات ويفعل ويترك يعني شخص أودع مبلغ من المال أودع مبلغ من المال في بنك من البنوك الضحى قبل أذان الظهر مر عليهم وشلون الأمور؟ ما هو يبي ودائع فوائد ولا شيء يبي بس يحفظ المال صلى العصر ومر من عند البنك عسى ما أصيب بحريق والا اعتدي عليه صلى المغرب ومثله صلى العشاء ووجد الحارس راح وجاب له شاي وقهوة لا ينام يا أخي عشرين ألف يعني هل نحرص على أمور ديننا مثل هذا؟ لا يوجد هذا عند كثير من الناس لكن وجد أمثلة فعلى الإنسان أن يحرص على أمر دينه وعبادة ربه على على مراد الله جل وعلا لأنه إنما خلق لهذا إنما خلق لهذا وخشية أن يستغرق فينسى الدنيا التي بها قِوام الدين قيل له   ﯳﯴ القصص: ٧٧  يعني هذا المفترض في المسلم لكن مع الأسف الشديد أن حال كثير من المسلمين كأنما خلق للدنيا فهو بحاجة إلى من يذكره بالدين يحتاج إلى من يقال له ولا تنس نصيبك من الدين على كل حال لا نريد أن نسترسل في هذا الباب لكن السؤال له طرفان سائل ومسؤول والمسؤول على خطر عظيم على خطر عظيم من عرف حال السلف وتدافعهم للفتيا بحيث يمر السائل على عشرة كل واحد منهم يريد أن يكفيه أخوه هم هذه الفتيا أن يُكفى هم أمر هذه الفتيا لأنها مزلة قدم والآن بعض الناس يفتي السائل قبل أن يتم السؤال قبل أن يتم السؤال بعض الناس أبدًا يخطف وبعض الناس يسأل غيره ويجاوب هو يصير في مجلس مجلس أحد العلماء فيُسأل فيجاوب هو علشان إيش يا أخي؟ وأهل العلم يوصون بأن بأن من تصدى لهذا الأمر عليه أن يسعى في خلاص نفسه قبل أن يسعى في خلاص المستفتي كيف تسعى لخلاص نفسك؟ أولاً المرحلة الأولى أن تفهم السؤال وتصغي للسائل إذا ما فهمت قل أعد وش يصير إن كان عندك جواب انتظر تأمل السؤال ثم أجب إذا كان ما عندك جواب لا أدري قل لا أدري ولا أحد يلومك وكبار الأئمة قالوا لا ندري مالك بن أنس سئل عن أربعين مسألة فأجاب عن أربعة الأخماس بلا أدري طيب جايين من العراق وين عانيين للمدينة جايين تعبانين يسألون مالك إمام دار الهجرة نجم السنن يقول لا أدري يقول روحوا لأهل العراق وقول لهم ترى مالك يقول لا أدري نعم لا يدري وش المانع؟! وطالب العلم يستنكف أن يقول عن عضل المسائل لا أدري لا بد أن يجيب ثبت في أحاديث كثيرة أن النبي عليه الصلاة والسلام يُسأل فيسكت ثم يجيب بعد وقت لماذا؟ من أهل العلم من الشراح يقول ينتظر الوحي وهذا له وجه لأنه   النجم: ٣ - ٤  ومنهم من يقول يتأمل السؤال ويربي المفتين بعده ليتأمل السؤال الرسول عليه الصلاة والسلام مؤيد بالوحي لكن غيره تتصورون شخص يسأل في وسيلة من وسائل الإعلام التي تنشر في أقطار الدنيا يُسأل يسأله شخص يقول إن ابنه يضربه الولد يضرب أباه فيكون الجواب الأدب شرعي فللأب أن يؤدب ابنه ويفعل ويترك هذا فهم السؤال؟ ما فهم السؤال يعني عكس الجواب عكس الجواب والابن إذا سمع هذا السؤال أن الأدب مطلوب شرعًا وكذا والسؤال يعني معروف السؤال ابن يضرب ابنه إذًا الأدب مطلوب أدب، مسائل يتعجل فيها بعض الناس ولها آثارها فلا بد من التأني هناك آداب للمفتي والمستفتي كثيرة جدًا أفاض ابن القيم رحمه الله تعالى بذكرها وتفصيلها في كتابه العظيم إعلام الموقعين عن رب العالمين إعلام الموقعين إخبار الموقعين والموقعون هم المفتون وهو كتاب لا يستغني عنه عالم فضلاً عن طالب علم وبعضهم يضبطه بفتح الهمزة أعلام هذا له وجه لأنه ذكر الأعلام من الصحابة والتابعين بعد أن ذكر فتاوى إمام المفتين وهو النبي عليه الصلاة والسلام ذكر فتاوى لبعض الأعلام من المفتين لكن الكسر أرجح لأن ما يدل على إخبارهم وإرشادهم إلى ما يلزمهم أكثر من مجرد ذكر أسمائهم ونكتفي بهذه المقدمة نشوف الأسئلة لأن الأسئلة كثيرة الأسئلة كثيرة كثير من الناس يستفيد من السؤال المحدد أكثر من فائدته من الكلام المرسل كثير من طلاب العلم يستفيد من السؤال والجواب أكثر من الكلام المرسل الذي قد يكون سمعه مرارًا وكرر عليه والأصل في هذا حديث جبريل جاء يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الدين بطريقة السؤال والجواب فهذه طريقة شرعية للتعليم يعني على طريق السؤال والجواب.

 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.