الاسترسال في المباحات والتنعم

تعويد النفس على النعومة الزائدة لا شك أنه  قد يؤدي إلى  أن يطلبها في بعض الأحوال والظروف فلا يجدها إلا بارتكاب شيء من المكروه، وقد يتجاوز ذلك المكروه إلى شبهة، وقد يتجاوز الشبهة إلى المحرم أحيانًا، كما في حديث «الحلال بيّن والحرام بيّن» [البخاري: 52]، ولهذا كان السلف يتركون تسعة أعشار الحلال؛ لئلا يطلبوا هذا الحلال من وجهه فلا يتيسر لهم وقد عودوا أنفسهم عليه، فيتجاوزوا الحلال إلى المكروه، فمن عوّد نفسه على الاسترسال في المباحات لا شك أنه سوف يطلب بعض المكروهات حين لا يتيسر له ذلك المباح.