إطلاق الشرك على أهل الكتاب

القولِ في أهلِ الكتابِ: هل يُقالُ هم مشركونَ أوْ لا مع أنهم كفارٌ كُفْرًا أكبرَ بإجماعِ المسلمين، خالدون مُخلَّدونَ في النارِ لا يَختَلِفُ في هذا أحدٌ؟ فمِنْ أهلِ العلمِ مَنْ يَقُولُ: هم مشركونَ؛ لأنَّ النَّصارى أشْرَكُوا المسيحَ مع اللهِ -جَلَّ وعَلا-، واليهودُ أشْرَكُوا عُزَيْرًا مع اللهِ -جَلَّ وعَلا- فهم مشركونَ. ويذهبُ بعضُ العلماءِ إلى أنهم كُفَّارٌ وفيهم شرك، لكن لا يقال: المشركون؛

بدليل قوله -تعالى-: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة: 1]،

فالقرآنُ الذي نَزَلَ على النبيِّ ﷺ وأثْبَتَ شرْكَهُم فَرَّقَ بينَهم وبينَ المشركينَ في مسائلَ. والذي قَرَّرَهُ الحافظُ ابنُ رجبٍ أنَّهُم لَيْسُوا مشركينَ وإنْ كَانُوا كفارًا بِالإجماعِ، ومَنْ شَكَّ في كُفْرِهِم فهو كافرٌ، ومع ذلك لا يُقالُ إنَّهُم مشركونَ بلْ فيهِم شرْكٌ، واللهُ أعلمُ.