خطورة التفريط بعد رمضان

إذا ثبت خروج شهر رمضان بالرؤية أو بإكمال العدة فإن هذا لا يعني أن المسلم استراح من عناء العبادة، فعمر المسلم كله موسم للعبادة كما قال -جلَّ وعلا-:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99 [ومن المؤسف أن كثير ممن ينتسب إلى هذا الدين من ينظر إلى هذا الموسم العظيم على أنه عبء ثقيل يُثقل كاهله، فبمجرد ما ينتهي هذا الشهر المبارك يرجع إلى ما كان يزاوله قبل رمضان من تفريط في الواجبات، ومن مزاولة لفعل بعض المحرمات، فمثل هذا يغلب على الظن والعلم عند الله -سبحانه وتعالى- أن في قبول عمله نظر؛ لأن من علامة قبول العمل الصالح إتباعه بالأعمال الصالحة، وقد كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من رده، وهذا حال الصحابة ومن سار على هديهم {يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60].