شرح العقيدة الطحاوية (58)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

"بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين.

قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:

ونؤمن بملك الموت الموكَّل بقبض أرواح العالمين.

قال الشارح رحمه الله:

قال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [سورة السجدة:11] ولا تعارض هذه الآية قوله تعالى {حَتَّىَ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} [سورة الأنعام:61] وقوله تعالى {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [سورة الزمر:42] لأن ملك الموت يتولى قبضها واستخراجها ثم يأخذها منه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب ويتولونها بعده كل ذلك بإذن الله وقضائه وقدره وحكمه فصحت إضافة التوفي إلى كل بحسبه."

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الذي يَتوفى حقيقة هو الله جل وعلا فهو المحيي وهو المميت ويكل ذلك إلى ملك الموت الذي يتولى إخراج الروح من البدن ثم بعد ذلك يسلِّم هذه الروح إلى ملائكة الرحمة إن كان مؤمنًا أو إلى ملائكة العذاب إن كان غير ذلك فهذه النسب إلى الله تارة وإلى الملائكة تارة أخرى وإلى ملك الموت تارة أخرى لا تنافي بينها على ما ذكره المؤلف وهو واضح ولله الحمد فهي نسب صحيحة حقيقية لكن الأمر كله لله وبيد الله وهو المحيي والمميت {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ} [سورة السجدة:11] هذا هو الذي يتولى إخراج الروح من البدن {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} [سورة الأنعام:61] يستلمونها من ملك الموت يستلمون هذه الروح والمتوفي حقيقة هو الله {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ} [سورة الزمر:42].

"وقد اختلف في حقيقة النفس ما هي وهل هي جزء من أجزاء البدن أو عرَض من أعراضه أو جسم مساكن له مودَع فيه أو جوهر مجرّد وهل هي الروح أو غيرها؟ وهل الأمارة واللوّامة والمطمئنة نفس واحدة أم هي ثلاثة أنفس هل تموت الروح أو الموت للبدن وحده وهذه المسألة تحتمل مجلدًا ولكن أشير إلى الكلام عليها مختصرًا إن شاء الله تعالى."

وقد أفردها ابن القيم رحمه الله أفرد هذه المسألة في مجلد اسمه الروح وفيه أشياء قد يلاحظها بعض أهل العلم ويوافقه عليها كثير من أهل العلم وعلى كل حال هي محل نظر واجتهاد وليس بالمعصوم وقد قال بعضهم أن هذا الكتاب من أوائل مصنفاته المقصود أنه كتاب نافع في الجملة يعني بعض القصص والحكايات التي ذكرها عن الأرواح هذه قد لا تسلَّم له ولكن في الجملة الكتاب لا نظير له في بابه.

"فقيل الروح قديمة وقد أجمعت الرسل على أنها محدَثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبَّرة وهذا معلوم.."

أجمعت الرسل على أنها محدَثة يعني مخلوقة لا أنها قديمة ومرادهم بالقديم الذي ليس له أول غير متسلسل يعني لا ينتهي.

طالب: ...........

ما له علاقة، وش لون وراثية؟

طالب: ...........

هذه غير الروح هذه غير هذه متعلقة بالحياة متعلقة بالروح التي تحيى بها النفس وبمفارقتها تموت.

"وهذا معلوم بالضرورة من دينهم أن العالَم محدَث ومضى على هذا الصحابة والتابعون حتى نبغت نابغة ممن قصر فهمه في الكتاب.."

لأن هذا فرع عن مسألة التسلسل تسلسل الحوادث في الماضي وفي المستقبل ففي الماضي يمنعه جمهور أهل العلم وأما التسلسل في المستقبل فمحل خلاف لكنه موجود حتى الروح وسيأتي الخلاف في كونها تفنى أو لا تفنى؟ بجملة ثمانية أشياء قالوا إنها لا تفنى.

ثمانية حكم البقاء يعمها

 

 

 

من الخلق والباقون في حيز العدم

 

هي العرش والكرسي نار وجنة

 

 

وعجْب وأرواح كذا اللوح والقلم

 

قالوا هذه أشياء لا تفنى فلا مانع من تسلسلها في المستقبل كالجنة والنار.

"حتى نبغت نابغة ممن قصر فهمه في الكتاب والسنة فزعم أنها قديمة واحتج بأنها من أمر الله وأمره غير مخلوق وبأن الله أضافها إليه بقوله {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [سورة الإسراء:85]."

فتكون قديمة كقدم الله هذا تعبيرهم والله جل وعلا هو الأول فليس قبله شيء.

"وبقوله {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} [سورة الحجر:29] كما أضاف إليه علمه وقدرته وسمعه وبصره ويده وتوقف آخرون واتفق أهل السنة والجماعة على أنها مخلوقة وممن نقل الإجماع على ذلك محمد بن نصر المزوري."

المروزي.

أحسن الله إليك.

"محمد بن نصر المِروزي.."

المَروزي.

"المَروزي وابن قتيبة وغيرهما ومن الأدلة على أن الروح مخلوقة قوله تعالى {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [سورة الرعد:16] فهذا عام لا تخصيص فيه بوجه ما ولا يدخل في ذلك صفات الله تعالى فإنها داخلة في مسمى اسمه فالله تعالى هو الإله الموصوف بصفات الكمال فعلمه وقدرته وحياته وسمعه وبصره وجميع صفاته داخل في مسمى اسمه فهو سبحانه بذاته وصفاته الخالق وما سواه مخلوق ومعلوم ومعلوم قطعًا أن الروح ليست هي الله ولا صفة.."

الصفات صفات الباري جل وعلا هي من ذاته وجودها مع وجوده بلا نهاية أولية بلا نهاية ليس قبله شيء بأسمائه وصفاته وأفعاله جل وعلا ولا يقال أن العلم يتجدد قد يكون الإنسان هذا بالنسبة للمخلوق ليس لديه علم ثم تحدث له صفة العلم وتطرأ عليه فتكون حادثة بعده متجددة هذا لا يرد في حق الله جل وعلا لذلك قالوا أن الله جل وعلا يوصَف بالعلم ولا يوصَف بالمعرفة لأن المعرفة كما قالوا تستلزم سبق الجهل وقلنا أن الصفات الإلهية قديمة بقدمه موجودة مع وجوده ليس كالمخلوق تطرأ عليه الصفات فالعلم يحدث بعد أن كان جاهلاً والقوة تحدث بعد أن كان ضعيفًا وهكذا لكن الخالق جل وعلا ليس كمثله شيء كامل في أسمائه وفي صفاته وفي أفعاله.

ومعلوم قطعًا..

"ومعلوم قطعًا أن الروح ليست هي الله ولا صفة من صفاته وإنما هي من مصنوعاته ومنها قوله تعالى {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً} [سورة الإنسان:1]."

والإنسان كما يطلق على البدن يطلق على الروح فهو بجسده وروحه لم يكن شيئًا مذكورًا فهو مخلوق محدَث بروحه وجسده.

"وقوله تعالى لزكريا {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً} [سورة مريم:9] والإنسان اسم لروحه وجسده والخطاب لزكريا لروحه وبدنه والروح توصف بالوفاة والقبض والإمساك والإرسال وهذا شأن المخلوق المحدَث وأما احتجاجهم بقوله {مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [سورة الإسراء:85]."

توصف بالوفاة {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ} [سورة الزمر:42] والمراد بالنفس هنا الروح وتوصف أيضًا بالقبض لأن الروح إذا قبض قبضت تبعها البصر وهي أيضًا تمسك وترسل في ذكر النوم «بسمك ربي وضعت جنبي فإن أمسكتَ نفسي فارحمها وإن أرسلتَها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين».

"وأما احتجاجهم بقوله {مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [سورة الإسراء:85] فليس المراد هنا بالأمر الطلب بل المراد به المأمور والمصدر يُذْكَر ويراد به اسم المفعول وهذا معلوم مشهور."

كالخلق يراد به المخلوق.

طالب: ...........

الذي هو أمر الله جل وعلا لعباده أن يفعلوا بصيغة الطلب هل هي من هذا الأمر الذي هو طلب الفعل بصيغة افعل أو افعلوا هل هذا المراد هنا الأمر الروح من أمر ربي؟

طالب: ...........

لكن الأمر كما يُطلَق على المأمور يطلق على الأمر الذي هو الصيغة الذي بصيغة افعل إذا قلت مثلا أو أجب هذا ما هو أمر؟ أمر لكن يطلق ويراد به المأمور كالخلق الذي هو المصدر يطلق ويراد به المخلوق.

طالب: ...........

إيه هذا المشكل أنهم جعلوه قديم لأنه من أمر الله كسائر أوامره.

طالب: ...........

كسائر أوامره جل وعلا.

"وأما استدلالهم بإضافتها إليه بقوله {مِن رُّوحِي} [سورة الحجر:29] فينبغي أن يعلم أن المضاف إلى الله تعالى نوعان."

قد يقول قائل لماذا الشارح ما ذكر اسم ملك الموت؟ وجاء فيه أخبار بأنه عزرائيل لكن هذه الأخبار لا تثبت وإلا هذه مناسبتها أن يذكر اسمه.

"فينبغي أن يُعلَم أن المضاف إلى الله تعالى نوعان صفات لا تقوم بأنفسها كالعلم والقدرة والكلام والسمع والبصر فهذه إضافة صفة إلى الموصوف."

يعني لا يمكن أن تستقل بنفسها هي موجودة لكنها لا تستقل بنفسها ولا تقوم بنفسها فهذه من أوصافه جل وعلا وما يضاف إليه منه ما يستقل بنفسه كناقة الله وبيت الله فإن قلنا ناقة الله وصف من أوصافه بيت الله.. لا، هذه مخلوقات لكنها أضيفت إلى الله جل وعلا أضافها إلى نفسه تشريفًا لها.

"فهذه إضافة صفة إلى الموصوف بها فعلمه وكلامه وقدرته وحياته صفات له وكذا وجهه ويده سبحانه والثاني إضافة أعيان منفصلة عنه كالبيت والناقة والعبد والرسول والروح فهذه إضافة مخلوق إلى خالقه لكنها إضافة تقتضي تخصيصًا وتشريفًا يتميز بها المضاف عن غيره واختُلف في الروح هل هي مخلوقة قبل الجسد أم بعده؟ وقد تقدم عند ذكر الميثاق عند ذكر الميثاق الإشارة إلى ذلك واختُلف في الروح ما هي؟ فقيل هي جسم وقيل هي عرَض."

لا شك أن نفخ الروح في المخلوق يعني بعد أن تمر عليه الأطوار ثم يرسل إلى الملك فينفخ فيه لكن هل هي موجودة قبل أن ينفخها الملك فيه أو لم توجد؟ في مسألة الميثاق التي تقدمت وأن الله أخرج ذرية آدم من صلبه كالذر يعني أرواحهم تقتضي أنها متقدمة على الأبدان لكنها أُدخلت في هذا البدن بعد أن تأهَّل لقبولها بعد أن بدأ في الطور الرابع.

"فقيل هي جسم وقيل عرَض وقيل لا ندري ما الروح أجوهر أو عرض وقيل ليس الروح شيئًا أكثر من اعتدال الطبائع الأربع وقيل هي الدم الصافي الخالص الخالص من الكدَر والعفونات وقيل هي الحرارة الغريزية وهي الحياة."

يعني الإنسان إذا فقد الحرارة بالكلية وهي من الطبائع الأربع أو زادت الحرارة عن الحد المطلوب وقارن ذلك خروج الروح هل نقول أن الروح هي اختلال الأمزجة الأربعة؟ يعني إذا وصل الضغط مثلاً إلى درجة عشرين مثلاً هذا في الغالب يموت هل أنه مات بسبب.. أو أن روحه التي يعبر بها في النصوص هي وصول الحرارة إلى هذه الدرجة أو الضغط إلى هذه الدرجة؟ هذا مراد الذين قالوا أنها هي الطبائع الأربع، لكن الروح غير ذلك والأصل ألا يُبحَث فيها أكثر مما جاء في النصوص فلذلك لما سأل اليهود عن الروح أجابهم النبي -عليه الصلاة والسلام- بقول الله جل وعلا {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [سورة الإسراء:85] احسم المادة وهذه من من من المعجزات الكبرى ومن ما يدل على عظمة الرب جل وعلا ويد على صغر عقول المخلوقين وضيق علمهم {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [سورة الإسراء:85] هؤلاء المتكلمون الذين بحثوا بالتفصيل والتدقيق عن الذات الإلهية وعن أوصافه جل وعلا وأفعاله حتى ضلوا بسبب ذلك شيخ الإسلام في التدمرية من قواعده أن يقول اسأل هذا الذي أغرق في بحث ما يتعلق بالله جل وعلا عن أقرب الأشياء إليه، عن روحه، يقدر يستطيع أن يجيب؟! ما يستطيع أن يجيب روحه التي بين جنبيه ما يستطيع أن يجيب عنها ولذلك القول الفصل فيها {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [سورة الإسراء:85].

"وقيل هي الحرارة الغريزية وهي الحياة وقيل هي جوهر بسيط منبَثٌّ في العالَم كله من الحيوان على جهة الإعمال له والتدبير وهي على ما وصفت من الانبساط في العالَم غير منقسمة الذات والبنية وأنها في كل.. وأنها في كل حيوان العالَم بمعنى واحد لا غير وقيل النفس هي النسيم الداخل والخارج بالتنفس."

يعني النفَس كأن النفْس هي النفَس لأنه إذا انتهى النفَس انتهت الحياة فالحياة مقترنة بالنفَس فالنفَس والنفْس شيء واحد والنفْس هي الروح وخلصوا من ذلك إلى أن النفْس هي النفَس الذي يخرج من البدن ويرجع إليه بالتنفس.

"وقيل غير ذلك وللناس في مسمى الإنسان هل هو الروح فقط؟ أو البدن فقط أو مجموعهما أو كل منهما وهذه الأقوال الأربعة لهم فيها لهم في كلام لهم في كلامه.."

لهم.. العبارة..

طالب: ...........

روحه موجودة ويتنفَّس وليس بميت حقيقة ولا تقسم أمواله ولا يتصرف فيها وقد تعود إليه الحياة وهذا مجرَّب وثبت ذلك.

طالب: ...........

وش معناه؟ وهذه الأقوال الأربعة..

"وهذه الأقوال الأربعة لهم في كلامه.."

أي في كلام الله جل وعلا يعني في كلام الله جل وعلا.

"هل هو اللفظ فقط أو المعنى فقط أو هما أو كل منهما؟.."

الرابع الرابع هذا كله ما هو بواضح وش الفرق بينه وبين الثالث؟ الرابع في المسألتين الروح فقط البدن فقط أو مجموعهما الروح والبدن هذه ثلاثة أقوال واضحة لكن الرابع.

طالب: ...........

هل هو الروح فقط؟ أو البدن فقط أو مجموعهما ممتزجين يعني هو مزيج من الروح والبدن أو كل منهما على انفراده مثل ما نقول في الكهرباء السالب والموجَب لا بد منهما ليضيء الكهرباء لكن ما نقول أن السالب هو الموجب ولا نقول هما معا بل كل منهما على انفراد لا بد أن يوجدا مع الانفراد.

"فالخلاف بينهم في الناطق ونطقه."

والاسم والمسمى وغير ذلك من الأمور التي من هذا القبيل.

"والحق أن الإنسان اسم لهما وقد يطلق على أحدهما بقرينة وكذلك الكلام والذي يدل عليه الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وأدلة العقل أن النفس جسم مخالِف بالماهية لهذا الجسم المحسوس."

بدليل أنها تخرج من البدن ودل على أنها لها ماهية لها جرم فهي جسم.

"أن النفس جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس وهو جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد وسريان الدهن في الزيتون والنار في الفحم فمادامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا الجسم اللطيف بقي ذلك اللطيف ساريًا في هذه الأعضاء وأفادها هذه الآثار من الحس والحركة الإرادية وإذا فسدت هذه بسبب استيلاء الأخلاط الغليظة عليها وخرجت عن قبول تلك الآثار فارق الروح البدن وانفصل إلى عالم الأرواح والدليل على ذلك قوله تعالى {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [سورة الزمر:42] ففيها الإخبار بتوفيها وإمساكها وإرسالها وقوله تعالى { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ} [سورة الأنعام:93] ففيها بسط الملائكة أيديهم لتناولها ووصفها بالإخراج والخروج والإخبار بعذابها ذلك اليوم والإخبار عن مجيئها إلى ربها وقوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ} [سورة الأنعام:60] الآية ففيها الإخبار بتوفي النفس بالليل وبعثها إلى أجسادها بالنهار وتوفي الملائكة لها عند الموت وقوله تعالى {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي } [سورة الفجر:27-30] ففيها وصفها بالرجوع والدخول والرضا وقال -صلى الله عليه وسلم- «إن الروح إذا قُبض تبعه البصر» ففيه وصفه بالقبض وأن البصر يراه وقال -صلى الله عليه وسلم- في حديث بلال قبض أرواح.."

القبض هنا حقيقة حقيقة لا يقال إنه مجاز عن الوفاة بدليل أنها يتبعها البصر ولو لم تكن حقيقية ما تبعها بصره إذ البصر لا يتبع الأوهام.

"وقال -صلى الله عليه وسلم- في حديث بلال «قبض أرواحكم..»."

قد يقول قائل إن البصر يرى السراب وهو ليس بشيء السراب ليس بشيء إذا أتاه لم يجده شيئًا لكن بالتصوير يمكن أن تثبت صورة السراب؟

طالب: ...........

وش هو؟

طالب: ...........

وش هو؟

طالب: ...........

وش هو؟

طالب: ...........

هم قالوا أن الكاميرا تلتقط ما تلتقطه العين فعلى هذا السراب يظهر في التصوير وأيضًا قد يظهر السحر وتصرف الساحر وهو في الحقيقة في النهاية لا شيء الساحر يتصرف تصرف يراه الإنسان رؤية عين واستعملت الكاميرا فيه فصورت ما رآه الإنسان وفي النهاية قال له قم ما فيك شيء أخرج العينين ووضعهما على الطاولة الماصة ثم ردهما كأن لم يكن شيء المقصود أن مثل هذه الأمور الاسترسال فيها بعد قد يكون غير مناسب لكن من باب التقريب فقط.

طالب: ...........

تبعها أن الروح إذا..

طالب: ...........

على على التذكير هي تذكر وتؤنث مثل النفس.

طالب: ...........

تقدم الكلام في ذلك وهل هي قبل الجسد أو بعده؟ في حديث في حديث أخذ الميثاق يدل على أنها قديمة وأنه أخذ الميثاق على الأرواح في القِدَم لأنه خلق آدم.

"وقال -صلى الله عليه وسلم- في حديث بلال «قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء»."

في حديث النوم عن صلاة الفجر.

"وقال -صلى الله عليه وسلم- «نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر يعلق في شجر الجنة» وسيأتي في الكلام على عذاب القبر أدلة كثيرة من خطاب ملك الموت لها وأنها تخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء وأنها تصعد ويوجَد منها من المؤمن كأطيب ريح ومن الكافر كأنتن ريح إلى غير ذلك من الصفات وعلى ذلك أجمع السلف ودل العقل وليس مع من خالف سوى الظنون الكاذبة والشبه الفاسدة التي لا يعارَض بها ما دل عليه نصوص الوحي والأدلة العقلية وأما اختلاف الناس في مسمى النفس والروح هل هما متغايران أو مسماهما واحد فالتحقيق أن النفس تطلق على أمور وكذلك الروح فيتحد مدلولهما تارة ويختلف تارة."

يعني تطلق النفس ويراد بها الروح وتطلق النفس ويراد بها غير الروح كالدم ونحوه.

"فالنفس تطلق على الروح ولكن غالب ما تسمى نفسًا.. ولكن غالب ما تسمى نفسًا إذا كانت متصلة بالبدن وأما إذا إذا.."

أُخذت.

"وأما إذا أُخذت مجردة فتسمية الروح أغلب عليها تطلق على الدم ففي الحديث «ما لا نفْس له سائلة»."

نسمع في كلام أهل العلم إذا ذكروا أحدا منهم قالوا قدَّس الله روحه وقرأنا قول من يقول قدس الله نفْسه هل يمشي على كلام المؤلف هنا؟ روحه يعني بعد مفارقتها للبدن لأنه ميت هل يقوم مقامها قولهم قدس الله يعني طهر الله نفسه على كلامه ما ينطبق والأمر في ذلك يعني ليس بالصعب الأمر سهل.

"وتطلق على الدم وفي الحديث «ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء إذا مات فيه» والنفس العين يقال.."

الحديث ضعيف جدًا.

"والنفس العين.."

إطلاق إطلاق النفس على الدم هذا موجود في لغة العرب وإن لم يثبت الخبر تطلق على الدم تسيل على حد ضباة نفسونا يعني دماؤنا.

"والنفس العين يقال أصابت فلاًنا نفْس أي عين والنفس الذات كقوله تعالى {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ} [سورة النــور:61] وقوله {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ} [سورة النساء:29] ونحو ذلكم وأما الروح فلا تطلق على البدن لا بانفراده ولا مع النفس وتطلق الروح على القرآن وعلى جبريل {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا} [سورة الشورى:52]."

وهو القرآن.

"{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ} [سورة الشعراء:193] وتطلق الروح على الهواء المتردد في بدن الإنسان أيضا وأما ما يؤيد الله به أولياءه فهي روح أخرى كما قال تعالى {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} [سورة المجادلة:22] وكذلك القوى التي في البدن فإنها تسمى أرواحًا فيقال الروح الباصر والروح السامع والروح الشامّ وتطلق الروح على أخص من هذا كله."

الروح الباصر يعني القوة المدركة لما أمامها من المرئيات وكذلك السامع وكذلك الشام.

"وتطلق الروح على أخصِّ من هذا كله."

أخصَّ.

"على أخصَّ من هذا كله هو قوة المعرفة بالله والإنابة إليه ومحبته وانبعاث الهمة إلى طلبه وإرادته ونسبة هذه الروح إلى الروح كنسبة الروح إلى البدن."

يعني بها حياته تكون بها الحياة الحقيقية.

"فللعلم روح وللإحسان روح وللمحبة روح وللتوكل روح وللصدق روح."

وهو خلاصة هذه الأشياء.

"والناس متفاوتون في هذه الأرواح فمن الناس من تغلب عليه هذه الأرواح فيصير روحانيًا ومنهم من يفقدها أو أكثرها فيصير أرضيًا بهيميًا وقد وقع في كلام كثير من الناس أن لابن آدم ثلاث أنفس مطمئنة ولوامة وأمارة قالوا وإن منهم من تغلب عليه هذه ومنهم من تغلب عليه هذه كما قال تعالى {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} [سورة الفجر:27] وقال تعالى {وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [سورة القيامة:2] وقال تعالى {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [سورة يوسف:53] والتحقيق أنها نفس واحدة لها صفات فهي أمارة بالسوء فإذا عارضها الإيمان صار.."

يعني كون أن الإنسان يعتريه ما يعتريه من نوازع الخير وتغلب عليه وأحيانًا يغلب عليه نوازع شر وأحيانًا يكون بين وبين يفعل الشر ويلوم نفسه عليه ويندم عليه وأحيانًا لا يفعل إلا الخير وأحيانًا لا يفعل إلا الشر وهكذا فهي صفات لشيء واحد.

"فإذا عارضها الإيمان صارت لوَّامة تفعل الذنب ثم تلوم صاحبها وتلوم بين الفعل والترك فإذا قوي الإيمان صارت مطمئنة ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن» مع قوله «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» الحديث اختلف الناس هل تموت الروح أم لا؟ فقالت طائفة تموت لأنها نفس وكل نفس ذائقة الموت وقد قال تعالى {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} [سورة الرحمن:26-27] وقال تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} [سورة القصص:88] قالوا وإذا كانت الملائكة تموت فالنفوس البشرية أولى بالموت."

إذا كان ملك الموت يموت ملك الموت الموكَّل بقبض الأرواح يموت.

طالب: ........

وش هو؟

طالب: ........

الله أعلم.

"وقال آخرون لا تموت الأرواح فإنها خلقت للبقاء وإنما تموت الأبدان قالوا وقد دل على ذلك الأحاديث الدالة على نعيم الأرواح وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله في أجسادها والصواب أن يقال موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها وخروجها منها.."

كما أن موت الأبدان مفارقة هذه النفوس لهذه الأبدان فكذلك مفارقة النفوس للأبدان هو موت والحياة إنما هي باجتماعهما.

"فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت وإن أريد أنها تعدم وتفنى بالكلية فهي لا تموت بهذا الاعتبار بل هي باقية بعد خلقها في نعيم أو في عذاب كما سيأتي إن شاء الله تعالى وقد أخبر سبحانه أن أهل.."

الثمانية التي تبقى ويجمعها قول الناظم وذكرتها آنفا قول الناظم:

ثمانية حكم البقاء يعمها

 

 

 

من الخلق والباقون في حيز العدم

 

هي العرش والكرسي نار وجنة

 

 

وعجْب.......................

 

عجْب الذنب.

...............................

 

 

 

وعجْب وأرواح كذا اللوح والقلم

 

نعم.. وقد أخبر..

"وقد أخبر سبحانه أن أهل الجنة لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى وتلك الموتة هي مفارقة الروح للجسد وأما قول أهل النار ربنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين وقوله تعالى {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} [سورة البقرة:28] فالمراد أنهم كانوا أمواتا وهم نطف في أصلاب آبائهم وفي أرحام أمهاتم."

يعني قبل قبل نفخ الروح هذه الحالة حالة موت.

"ثم أحياهم بعد ذلك ثم أماتهم ثم يحييهم يوم النشور."

يعني قبل نفخ الروح هذا موت هم موجودون لكنهم في حكم الأموات ثم بعد أن نفخت فيهم الروح حيوا وتمت حياتهم بالولادة وعاشوا إلى أن فارقت أرواحهم أبدانهم هذه هي الموتة الثانية وبالبعث في الآخرة هذه الحياة الثانية {أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} [سورة غافر:11].

طالب: ........

وش هو؟

طالب: ........

إيه كل الخلق بهذا الاعتبار كلهم مرت عليهم هذه الأطوار.

طالب: ........

وين؟ الموت الأول ما قبل نفخ الوح والموت الثاني إذا مات خرجت روحه من بدنه مات.

"ثم يحييهم يوم النشور وليس في ذلك إماتة أرواحهم قبل يوم القيامة وإلا كانت ثلاث موتات وصعق الأرواح عند النفخ في الصور لا يلزم منها موتها فإن الناس يصعقون يوم القيامة إذا جاء الله لفصل القضاء وأشرقت الأرض بنوره وليس ذلك بموت وسيأتي ذكر ذلك إن شاء الله تعالى وكذلك صعق موسى عليه السلام لم يكن موتا والذي يدل عليه أن نفخ.."

يعني في الطور يعني في الطور صعق موسى لما تجلى الله جل وعلا للجبل.

طالب: ........

نوادر هذا هؤلاء نوادر.

"والذي يدل عليه أن نفخة.."

كما أن عيسى له أب هذا نادر.

"والذي يدل عليه أن نفخة الصعق والله أعلم موت كل من لم يذق الموت قبلها من الخلائق."

ولذلك أول من تنشق عنه الأرض الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول «فإذا موسى» يعني انشقت عنه الأرض -عليه الصلاة والسلام- وأفاق قام من قبره «فإذا موسى آخذ بقائمة العرش فلا أدري أبعث قبلي أم جوزي بصعقة الطور».

"وأما من ذاق الموت أو لم يكتب عليه الموت من الحور والولدان وغيرهم فلا تدل الآية على أنه يموت موتة ثانية والله أعلم."

اللهم صل على محمد..

هذا يقول في درس سابق ذكرت كتاب وحرَّف الاسم لكن نجيب الاسم الصحيح لسان الحال في المواعظ والأمثال لسان الحال في المواعظ والأمثال.

هو يتكلم من تلقاء نفسه ويصور أشياء ويذكرها ويقصد بذلك ما يقرب من المقامات لكنه يريد بذلك الوعظ والتذكير لشخص يقال له فلان نسيت اسمه إلا أنه في النهاية ابن خلف من المعاصرين الكتاب مطبوع قبل خمسين سنة.

طالب: ........

والله تطلق ويراد بها الروح تطلق ويراد بها الروح وتطلق النفس ويراد بها أشياء ثانية كما ذكر الشارح رحمه الله.

طالب: ........

ما جاء فيها من المخصصات هذا عموم مخصوص.

طالب: ........

لا يقل أحدكم خبثت نفسه لكن بعض الناس المجبولون على الشر لا شك أن نفوسهم ليست طيبة.