الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (07)

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين واعصمنا من الفتن أجمعين يا أرحم الراحمين.

أما بعد:

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الجواب الكافي:

"وذكر ابن أبي الدنيا في كتاب المجابين في الدعاء عن الحسن، قال: كان رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار يُكنى أبا معلق وكان تاجرا يتجر بمال له ولغيره، يضرب به في الآفاق، وكان ناسكا ورعا، فخرج مرة فلقيه لص مُقنَّع في السلاح، فقال له: ضع ما معك فإني قاتلك، قال: فما تريده من دمي؟ شأنك بالمال، قال: أما المال فلي، ولست أريد إلا دمك، قال: أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات، قال صل ما بدا لك، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات، فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال: يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعالا لما تريد، أسألك بعزك الذي لا يرام، وبملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، ثلاث مرات، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة قد وضعها بين أذني فرسه، فلما بصر به اللص أقبل نحوه، فطعنه فقتله، ثم أقبل إليه، فقال: قم، فقال: من أنت بأبي أنت وأمي؟ فقد أغاثني الله بك اليوم، فقال: أنا ملك من أهل السماء الرابعة، دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت بدعائك الثاني، فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوت بدعائك الثالث، فقيل لي: دعاء مكروب فسألت الله أن يوْليني قتله."

يوَلِّيَني يوَلِّيَني.

فسألت الله أن يوَلِّيَني قتله قال الحسن: فمن توضأ وصلى أربع ركعات، ودعا بهذا الدعاء، استجيب له، مكروبا كان أو غير مكروب."

لحظة شوي.

أقول هذا الخبر الذي ذكره ابن أبي الدنيا وغالب ما يتفرد به ابن أبي الدنيا الضعف هذا الخبر ليس بمرفوع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وإنما هو منسوب إلى هذا الصحابي إن صح وإلا ففي سنده ضعف إضافة إلى كونه في هذا الكتاب وعموم كتب ابن أبي الدنيا على جلالتها ونفاستها حوت من العلم الشيء الكثير وهو مكثر من التصنيف في هذه الأبواب لكنه لا يتحرى الصحيح رحمه الله بناء على ما عرف وألف عندهم من أنه بالسند تبرأ الذمة ويخرج من العهدة إذا ساق الخبر بسنده وهو يسوق الخبر مع علمه بضعفه لكن السند موجود وتبرأ العهدة بذلك لكن في مثل هذه الأزمان لا يكفي أن يساق السند الخبر بالسند بل لا بد من التنصيص على ضعفه وأنه لم يثبت وهذا لم يثبت بالفعل لكن لو نظرنا إلى ألفاظه ما وجدنا فيه ما يُنكَر قد يقع للإنسان ضيق ويقع في ورطة ومهلكة ثم يجتهد بدعاء مناسب ويعلم الله سبحانه وتعالى أنه مظلوم وقد قدم بين يدي سؤاله عبادة ومثل هذا في الغالب إذا كان ممن تعرف على في الرخاء أن الله سبحانه وتعالى ينجيه ينجيه مما يقع فيه وهنا لم سمع الملك وهو في السماء الرابعة دعاء هذا الملهوف أجاب الله دعاءه قد يقول قائل كثير من الناس يدعو في أوقات الضيق ولا يجاب له نعم لا يجاب لأن الدعاء سبب لا يلزم منه ترتب المسبب عليه بل قد يفيد الأثر المرتَّب عليه وقد لا تجاب الدعوة أصلا لوجود المانع وقد تُدَّخَر له يوم القيامة وقد يدفع عنه من البلاء والشر ما هو أعظم منها.

"وكثيرا ما تجد أدعية دعا بها قوم فاستجيب لهم، فيكون قد اقترن بالدعاء ضرورة صاحبه وإقباله على الله، أو حسنة تقدمت منه جعل الله سبحانه إجابة دعوته شكرا لحسنته."

مكافأة مكافأة لما قدمه يجيب الله دعاءه مكافأة له لما قدمه فهو مستحق لأن تجاب دعوته لأنه قدَّم في وقت الرخاء «تعرَّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة».

أو حسنة تقدمت منه جعل الله سبحانه إجابة دعوته شكرا لحسنته وصادف وقت إجابة، ونحو ذلك، فأجيبت دعوته فيظن الظان أن السر في لفظ ذلك الدعاء فيأخذه مجردا عن تلك الأمور التي قارنته من ذلك الداعي."

نعم، كما يقرر ابن القيم في مواضع من كتبه أن السيف بضاربه لا بحده السيف بضاربه لا بحده تسمع الآية من شخص يتأثر السامع وتسمعها من شخص قد يكون أجود في القراءة وقد يكون أندى في الصوت ومع ذلك لا تؤثِّر تسمع الكلمة والموعظة من شخص تتأثر بها وتسمع ما هو أقوى منها من شخص آخر ولا تتأثر ولا يلزم من كون هذا أجيب أن يجاب الناس كلهم لا يلزم من كون هذا المريض شفاه الله على يد هذا الراقي أن يشفى كل من دعا بهذه الدعوات.

"وهذا كما إذا استعمل رجل دواء نافعا في الوقت الذي ينبغي استعماله على الوجه الذي ينبغي، فانتفع به، فظنُّ غيرِه.."

فظنَّ غيرُه.

"فظنَّ غيرُه أن استعمال هذا الدواء بمجرده كاف في حصول المطلوب، كان غالطا، وهذا موضع يغلط فيه كثير من الناس ومن هذا قد يتفق دعاؤه باضطرار عند قبر فيجاب، فيظن الجاهل أن السر للقبر، ولم يعلم..."

نعم قد يدعو الإنسان عند قبر ويجاب ابتلاء من الله عز وجل وامتحان وإلا فالأصل أن الدعاء عبادة نعم للزائر أن يدعو للميت وهذا من إحسانه عليه بل هذا من الحكم الظاهرة لمشروعية زيارة القبور الاعتبار يستفيد هو بنفسه الزائر ويفيد المزور بدعائه له لكن قد يدعو الزائر لنفسه عند هذا القبر فيجاب ابتلاء من الله سبحانه وتعالى لهذا الداعي لكي يحث الناس على الدعاء عند القبور مثلا زيادة في الفتنة لأن قلبه ميَّال إلى الابتداع مثلا أو يكون اقترن بالدعاء في هذا الموطن من الانكسار بين يدي الله عز وجل ورقة في القلب واستحضار ما لا يوجد في غير هذا المكان فأجيب هذا هو السر وليس معنى هذا أن القبور مظنة لإجابة من دعا عندها لهذا نجد في كتب التراجم حتى من كتب بعض من ينتسب إلى السنة تجدهم إذا تكلموا عن ترجمة أحد العباد أشادوا به وبضريحه وأن الدعاء مجرَّب عنده وقبره ترياق يقولون كذا كل هذه الأصل ألا تصدر من مثل هؤلاء أهل التحقيق لكن يمكن أن يكون حصل إجابة دعوات من مثل ما أشير إليهم هنا فظنوا الأمر مطرد وهو ليس بمطرد وإلا فلو أن أهل التحقيق حموا جناب التوحيد ولم يذكروا مثل هذه الأمور لكان أولى لكان أولى فبيوت الله المساجد هي التي أحرى بالإجابة بإجابة الدعاء فيها والمسجد كما هو معروف بيت كل تقي وخير مقام قمت فيه وحلية تحليتها ذكر الإله بمسجد فبيوت الله هي أماكن العبادات وهي التي بنيت لهذا وهي محل مواطن الإجابة لاسيما في انتظار الصلوات وبين الأذان والإقامة وفي الأوقات التي جاء بيان أنها مظنة للإجابة.

طالب: .............

الناس كثير منهم مغرب بتتبع مثل هذه الأمور مغرم بتتبع مثل هذه الأمور ومنها ما يسمى بالآثار وكثير ممن ينتسب إلى العلم في بعض المذاهب آثار الصالحين والتبرك بها لها شأن عندهم لها شأن عندهم تتبع آثار الصالحين والتبرك بها له شأن لكنه لا شك أن هذا يفتح باب الغلو بهؤلاء الصالحين ولا شك أن لهذا أثر على التوحيد فلا بد من منع مثل هذه التصرفات فلا يشد الرحال إلى القبور وقد جاء في الحديث الصحيح «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد» وذكر المساجد الثلاثة المسجد الحرام ومسجد النبي -عليه الصلاة والسلام- والمسجد الأقصى وما عدا ذلك لا تشد الرحال إليه الزيارة المشروعة لا بد أن تكون بدون شد للرحل أما إذا كانت بشد رحل صارت ممنوعة، وفي الحديث «لا تشد الرحال» على كل حال قد يحصل شيء عند هذه القبور وقد ينادي بعض من ابتلي بالغلو بالمقبورين ينادي صاحب القبر يا فلان أغثني فيقول له فيأتيه الرد سمعا وطاعة أبشر وقد يطلب منه البرهان على إجابة دعوته فيخبره بأن برهان ذلك أن ترى كذا أو.. هذه إجابة شيطان وليست إجابة صاحب القبر صاحب القبر قد أرم مات {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ} [سورة فاطر:22] لكن بعض الشياطين لإضلال الناس يجيبون من داخل القبر زيادة في الابتلاء والامتحان والافتتان والله المستعان.

طالب: .............

ما هو؟

طالب: .............

الوقت؟ جاء الإمام؟ .. موجود؟

طالب: .............

الوقت طاف يعني الوقت تعدى..

طالب: .............

سم؟

طالب: .............

ما هو؟

طالب: .............

نشوف...

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك...

طالب: .............

من أهل العصر؟! لماذا نحتاج إلى جرحهم وتعديلهم؟!

طالب: .............

لا لا لا، هذا ليس له داع أصل الجرح والتعديل إنما أبيح للضرورة لأنه على خلاف الأصل والكلام في الناس لاسيما أهل العلم أمره خطير جدًّا أعراض المسلمين حفرة من حفر النار أعراض المسلمين حفرة من حفر النار خطر يعني يحذر الإنسان كل الحذر أن يتكلم في الناس لا جرح ولا تعديل إنما أبيح الجرح والتعديل للرواة للضرورة للضرورة ضرورة حفظ السنة لا يمكن أن نعرف الصحيح من الضعيف المقبول من المردود إلا من خلال الجرح والتعديل وأيضًا الجرح والتعديل بقدر الحاجة يعني إذا كانت الحاجة تقوم بالأقل ما نظرنا إلى الأعظم على كل حال مسألة الجرح والتعديل والكلام في الرجال إنما يباح للضرورة.

طالب: .............

ويبقى بقدرها.

طالب: .............

الباقين ما لهم حاجة لست بحاجة إلى أن تعرف مراتبهم اللهم إلا إذا كان...