شرح كشف الشبهات (4)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فيقول الإمام المجدد المؤلف رحمه الله تعالى محمد بن عبد الوهاب في الشبهة الخامسة فإن قال أتنكر شفاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتبرأ منها؟" هذه عادة أهل الضلال إذا أُنكر عليهم فَرُّوا إلى شيء ينفِّرُون به العامة فحينما يُمنَع الإشراك به -عليه الصلاة والسلام- مع الله، يقولون أنتم  لا تحبون الرسول ولَفَّقُوا أشياء حتى قالوا أنكم تقولون أن عصا أحدنا أنفع له من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا هذا من أجل تنفير العامة حاشا وكلا الرسول -عليه الصلاة والسلام- الذي يجب أن نحبه أكثر من حبنا لأنفسنا وحب الوالد والولد والناس أجمعين لماذا أحببناه لأن الله جل وعلا نفعنا به وأنقذنا به فكيف نقول أن العصا أنفع منه لكن هذا من باب التنفير وتقولون حينما تقولون أن دلائل الخيرات المشتمل على صيغ بدعية من الصلوات والسلام عليه -عليه الصلاة والسلام- تقولون أن هذا الكتاب كتاب مبتدَع مخترَع وهذه الصلوات لا دليل عليها بل أوصى الشيخ محمد بن عبد الوهاب بتحريقه وقال الصنعاني في منظومته التي يمدح فيها الشيخ:

وحرَّق عمدًا للدلائل دفترا

 

..........................

وهذا في كثير من الأقطار في تركيا في المغرب في مصر وفي الشرق هذا ورد لازم يُقرَأ في كل يوم هذا الكتاب وطُبِع بأفخر الطباعات وأنا رأيت له طبعة ما رأيت ولا المصحف طُبِع مثلها وهو ديدن معهم يقرؤونه ليل نهار يقولون أنتم لا تحبون الرسول ولا تصلون عليه من الذي يرى الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- ركن في الصلاة من الأئمة الأربعة؟ ما فيه إلا الإمام أحمد والشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه كلهم تبع للإمام في المذهب الفرعي كما قال الشيخ عبد الله بن محمد في رسالته إلى أهل مكة ونحن في الفروع في الأصل على مذهب الإمام أحد ولكن لا يعني أنهم يقلدون ويخالفون الدليل لقول الإمام أحمد ولا لقول غيره من الذي الصلاة يرى يرى الصلاة ركن من أركانها إذا لم يصلِّ على النبي -عليه الصلاة والسلام- بطلت صلاته كيف يقال أنكم لا تحبون الرسول -عليه الصلاة والسلام- وإنما هو أسلوب من أساليبهم لتنفير الجهال من هذه الدعوة من أساليبهم في التنفير يقولون لو أنتم تحبون الرسول -عليه الصلاة والسلام- لكان لمثل كتاب الشفاء للقاضي عياض شأن عندكم هو له شأن عظيم في كثير من الأقطار الإسلامية وهو عندنا ليس له ذاك الوزن الذي يوجد في الخارج هو بالتعريف بحقوق المصطفى وفي شمائله ولا شك أنه كتاب نافع وفريد في بابه لكن صحيحه في الصحيحين وغيرهما من كتب السنة والإشكال أن أن فيه فيه نفس غلو فالقاضي عياض رحمه الله تعالى أجاد في تصنيف الكتاب سَدّ الذريعة وحماية جناب التوحيد تقتضي لاسيما في شروحه شروح الشفاء فيها أشياء من الغلو ضروب من الغلو لا يرتضيها موحِّد لكن مع ذلك ما جاء في حقوقه -عليه الصلاة والسلام- وما جاء في فضائله وشمائله ومعجزاته ودلائل نبوته كلها محفوظة في الصحيحين وغيرهما من دواوين الإسلام وهي أهل هذه البلاد وأتباع هذه الدعوة على عناية تامة بها وأقول لو قُرِئ مثل هذا الكتاب وعُلِّق على ما فيه ولا يحسن أن تُجَرَّد الملاحظات عليه لئلا ينفَّر منه لأن فيه فائدة كبيرة ونفع عظيم لكن يُعَلَّق على ما يُرَى فيه مخالفة وينتفع به الناس لكن الذي يُحْذَر منه أن الأسلوب فيه شيء من نفس الغلو به -عليه الصلاة والسلام- وإن كان الكتاب في جملته حق لكن يبقى أن فيه أشياء لو عُلِّق عليها لانتفع به الناس لكن وكذلك الشفاء طُبِع بطباعات نفس طبع المصحف يجعلون العناوين في برواز مثل عنوان السورة مثل عنوان السورة ويذهَّب ويجعل بين كل جملة وأخرى دائرة مثل ما يكون في المصحف بين الآيات ويزخرف ويذكر له أشياء شبيه المصحف الذي يراه وهو لا يعرف القرآن يقول هذا مصحف يجزم بأنه مصحف ويطبع في حجم المصحف وأحجامه هذا لا شك أنه ضرب من الغلو وحماية جناب التوحيد لا بد منها سد جميع الذرائع الموصلة إلى الغلو ونفس الغلو لا بد أن يُهتَم ويحتاط لهذا الباب فيه مسألة وهي مسألة الخصائص النبوية جاءت بها الأدلة الشرعية وله دخل في هذا الباب جاءت بها النصوص الصحيحة «أعطيتُ خمسا» منها «جُعِلَت لي الأرض مسجدا وطهورا» بعض العلماء يقولون الخصائص لا تقبل التخصيص وهذا معروف عن ابن عبد البر ونصره ابن حجر الخصائص لا تقبل التخصيص لأن الخصائص تشريف للنبي -عليه الصلاة والسلام- والتخصيص تقليل لهذا التشريف «جُعِلَت لي الأرض مسجدا وطهورا» هذا النص عام الأرض وإن شئت فقل مطلق على خلاف بين العلماء واعتباره من قبيل الخاص أو العام المقبرة جاء النهي عن الصلاة فيها الذي يرى أن الخصائص لا تقبل التخصيص يقول ما نخصص ولا نُقَيِّد لأن التخصيص تقليل والرسول يقول «جُعِلت لي الأرض مسجدا وطهورا» هذا الكلام مبناه على تعظيم الرسول -عليه الصلاة والسلام- وبيان شرفه وفضله وعلى العين والرأس لا أحد ينكر هذا لكن مثل هذا التخصيص من أجل إيش؟ من أجل حماية التوحيد لأن الصلاة في القبور تدعو إلى تعظيم المقبورين وتدعو إلى تجر إلى شيء من أنواع الشرك ولذلك قال «لا تصلوا إلى القبور» ومما جاء النهي عنه الصلاة في المقبرة هذا حماية جناب التوحيد ومحافظة على حق الله جل وعلا فإذا تعارَض حق الله جل وعلا مع حق نبيه -عليه الصلاة والسلام- وإن كان عندنا -عليه الصلاة والسلام- بمنزلة سَنيَّة رفيعة لا يدانيها ولا مخلوق من المخلوقات فهو أشرف الخلق على الإطلاق لكن إذا تعارض حقه مع حق الله جل وعلا فالمقدَّم في هذا لا شك حق الله تعالى لاسيما في أصل الأصول وهو التوحيد وما يضادّه من الشرك فحينما يورِد الشيخ رحمة الله عليه هذه الشبه من أولئك المناوئين والمخالفين لدعوته لا يعني أننا نتنقص الرسول أو نبخس حقه الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول {إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} [سورة آل عمران:31] كيف نتبعه ونحن نخالف ما جاء عنه «إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو» لا يمكن أن نحبه ولا نحب الله إلا باتباعه -عليه الصلاة والسلام- هذه هي المحبة الحقيقية أما الدعاوى وإنشاد القصائد والتمايل أثناء ذكره وكذا هذا لا ينفع مع مخالفة أمره وارتكاب نهيه هذا لا ينفع يقول في هذه الشبهة فإن قال أتنكر شفاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتبرأ منها لما أنكر الشيخ رحمة الله عليه طلب الشفاعة منه -عليه الصلاة والسلام- وهو في قبره قالوا أنت تنكر الشفاعة تنكر شفاعة الرسول الأولياء لهم حق {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة يونس:62] تنكرون حقهم؟ لا، لا ننكر حقهم لكن حقهم في حدود ما شرع الله جل وعلا وفيما أذن به أجاب الشيخ رحمه الله "فقل لا أنكرها ولا أتبرأ منها بل هو الشافع المشفَّع أول شافع يؤذن له في الشفاعة الرسول -عليه الصلاة والسلام- وهذا مدوَّن في الصحاح وغيرها لا أنكرها ولا أتبرأ منها بل هو الشافع المشفع وأرجو شفاعته" لكن تطلب هذه الشفاعة منه والا ممن يملكها؟ {قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً} [سورة الزمر:44] من الذي يملكها؟ الله جل وعلا واللام للملك فأنت تطلبها ممن يملكها "ولكن الشفاعة كلها لله كما قال جل وعلا {قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً} [سورة الزمر:44]" واللام للملك كما قال ابن مالك:

اللام للملك وشبهه

 

............................

إذا قلت المال لزيد يعني هو المالك لهذا المال والجل للفرس والقفل للباب والباب للدار هذه كلها شبه ملك وليس بملك "{قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً} [سورة الزمر:44] ولا تكون إلا بعد إذن الله جل وعلا كما قال سبحانه وتعالى" في آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله "{مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [سورة البقرة:255]" لا بد أن يأذن الله جل وعلا للشافع ويرضى عنه وعن المشفوع له "ولا يشفع في أحد إلا بعد أن يأذن الله فيه كما قال جل وعلا {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى} [سورة الأنبياء:28]" والله جل وعلا لا يرضى إلا الإسلام ولا يرضى إلا الإسلام ولا يرضى لعباده الشرك ولا الكفر فمن أشرك لا يرضى أن يشفع له النبي -عليه الصلاة والسلام- ولا غيره ولا يأذن بذلك ولا يشفع في أحد إلا من بعد أن يأذن الله فيه كما قال عز وجل "وهو سبحانه لا يرضى إلا التوحيد كما قال سبحانه {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} [سورة آل عمران:85] فإذا كانت الشفاعة كلها لله ولا تكون إلا من بعد إذنه ولا يشفع النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا غيره في أحد حتى يأذن الله فيه ولا يأذن الله إلا.. ولا يأذن الله إلا لأهل التوحيد" إذا كانت بهذه الشروط أن يأذن للشافع ويرضى عنه وعن المشفوع له "ولا يرضى إلا لأهل التوحيد تبيَّن لك أن الشفاعة كلها لله واطلبها منه اطلبها منه فتقول اللهم لا تحرمني شفاعته" تطلب من الله جل وعلا نثبت الشفاعة للرسول -عليه الصلاة والسلام- هذا أمر مقطوع به معلوم من الدين بالضرورة وثبتت به الأدلة القطعية لكنها لا تُطلَب إلا ممن يملكها "اللهم لا تحرمني شفاعته اللهم شفِّعْه فيَّ" فالطلب ممن؟ من الله جل وعلا "وأمثال هذا فإن قال" هذه الشبهة السادسة "النبي -صلى الله عليه وسلم- أُعطي الشفاعة النبي -عليه الصلاة والسلام- أعطي الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه الله وأنا أطلبه مما أعطاه الله" أُعطيَ زيد من الناس من بيت المال مال كثير ولنقل مليون ريال جاءه فقير أو قريب وطلب منه أن يعطيه من هذا المال طلب منه أن يعطيه هذا تنظيرهم يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطي الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه الله وهذا الذي أعطي المال شُرط عليه ألا يعطي إلا من هذا وصفه أو بعد الاستئذان ممن أعطاه إذا قال هذا مليون ريال من ولي الأمر تصرَّف فيه وأعط منه من ينتفع به من طلاب العلم بشرط هل يجوز له أن يتعدى هذا الشرط الله جل وعلا أعطاه الشفاعة لكن بشرط بشرط أن يأذن له وبشرط أن يُرضى عن المشفوع له "فالجواب أن الله أعطاه الشفاعة ونهاك عن هذا" نهاك عن الإشراك هؤلاء شفعاؤنا هذا فعل المشركين ونهاك عن هذا يعني نهاك عن الشرك "فقال الله جل وعلا {فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [سورة الجن:18]" أنت تدعو الله اللهم لا تحرمني شفاعته اللهم شفعه فيَّ لكن لا تطلبها منه قبل أن يؤذن له فهي عطية مشروطة بالشرطين الذين المتقدمين المنصوص عليهما في كتاب الله جل وعلا "{فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [سورة الجن:18] فإذا كنت تدعو الله أن يشفِّع نبيك فيه فأطعه" إذا كنت تدعو الله أن يشفع نبيه فيك فأطعه عندكم كل النسخ تدعو أو ترجو؟

طالب: ......

فإذا كنت تدعو الله هذا موجود لكن لعل الدعاء هنا لأنه يدعو النبي -عليه الصلاة والسلام- صاحب الشبهة يدعو النبي يدعو الشفاعة منه -عليه الصلاة والسلام- ويدعو النبي لكن إن كنت ترجو أن يشفعه فيك هذا الدعاء بمعنى الرجاء فإن كنت ترجو تدعو الله يعني ترجو الله أن يشفع نبيه فيك "فأطعه في قوله {فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [سورة الجن:18] وأيضًا فإن الشفاعة أعطيها غير النبي -صلى الله عليه وسلم-" هذا جواب ثاني "فصح أن الملائكة يشفعون والأفراط يشفعون والأولياء يشفعون والشهداء يشفعون" هل تأتي إلى فَرَط طفل صغير تقول والله اشفع لي تطلب منه الشفاعة أو تقول للملائكة اشفعوا لي أو توسطوا لي والأولياء "يشفعون أتقول أن الله أعطاهم الشفاعة فأطلبها منهم فإن قلت هذا رجعت إلى عبادة الصالحين" الذي تزعم أنهم شفعاؤك عند الله قبل أن يُؤذَن لهم بذلك هم أعطوا شفاعة لكن متى؟ في وقتها والنبي -عليه الصلاة والسلام- أشرفهم لا يشفع ابتداء حتى يسجد تحت العرش ويدعو الله جل وعلا ويطيل الدعاء فيقال له يؤذن له ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع "فإن قلت هذا رجعت إلى عبادة الصالحين التي ذكرها الله في كتابه وإن قلت لا" إن قلت أنا لا أطلب الشفاعة من ملائكة ولا من أولياء ولا من أطفال ولا من أحد ليش لماذا ما تطلب منهم؟ يقول هذا شرك العرب في الجاهلية يطلبون الشفاعة {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا} [سورة الزمر:3] {هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ} [سورة يونس:18] هذا شرك الأولين إن قال لا، لا أطلبها منهم "بطل قولك قولك أعطاه الله الشفاعة وأنا أطلبها مما أعطاه الله" هؤلاء أعطاهم الله الشفاعة لماذا لا تطلبها منهم يقول لا، هذا شرك نقول أيضًا دعاء النبي -عليه الصلاة والسلام- دون الله جل وعلا شرك "{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [سورة الجن:18] فإن قال" وهذه الشبهة السابعة "فإن قال أنا لا أشرك بالله شيئًا حاشا وكلا ولكن الالتجاء إلى الصالحين ليس بشرك" ولكن الالتجاء إلى الصالحين ليس بشرك "فقل له إن كنت تقر أن الله حرَّم الشرك أعظم من تحريم الزنا أعظم من تحريم الزنا وتقر أن الله لا يغفره" إذا كنت تقر أن الله حرم الشرك أعظم من تحريم الزنا وتقر أن الله لا يغفره لأنه يقرأ كما يقرأ غيره {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} [سورة النساء:48] لا يمكن أن يقول أن الشرك يغفر إذا كنت تقر أن الله حرم الشرك وأنه أعظم من جميع المحرمات "وأن الله جل وعلا لا يغفره" ويغفر ما دونه "فماذا هذا الأمر الذي حرمه الله وذكر أنه لا يغفره" اشرح لي بينه لي وش هو هالشرك ما هذا الشرك إذا قال الالتجاء إلى الصالحين ليس بشرك قطعًا لا يعرف الشرك هو لا يعرف الشرك فإنه لا يدري فقل له كيف تبرئ نفسك من الشرك وأنت لا تعرفه إذا قيل له إذا قال أنا لا أشرك ألتجئ إلى الصالحين وأدعوهم من دون الله لكن هذا ليس بشرك قيل له اشرح الشرك ما معنى الشرك؟ قطعًا لا يعرف الشرك "فقل له كيف تبرئ نفسك من الشرك وأنت لا تعرفه أم كيف يحرم الله عليك هذا ويذكر أنه لا يغفره ولا تسأل عنه" ولا تسأل عنه الآن لو أن الإنسان أصيب بمرض أو خشي من الإصابة بمرض مرض عضال ألا يذهب إلى الأطباء ويقول ما المسببات لهذا المرض خشية أن إذا وجدت أعراضه أعراضه فيه ذهب وهُرِعَ إلى الأطباء هل هذه الأعراض هي أعراض المرض الفلاني أو الفلاني وكيف الخلاص منه يعني إذا كان رأس المال الدين التوحيد قد يخرج الإنسان منه وهو لا يشعر {أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ} [سورة الحجرات:2] إذا كان الإنسان يخرج من دينه وهو لا يشعر لماذا لا يهتم بهذا الدين ويسأل عما يثبته ليلزمه ويسأل عما ينقضه ويخالفه ليجتنبه لكن الدنيا صار لها محل وحظ في النفوس كبير وصار على حساب الدين غفلوا عن دينه وأعرضوا عن الدين لا يتعلمونه ولا يرفعون به رأسًا "أم كيف يحرِّم الله عليك هذا ويذكر أنه لا يغفره ولا تسأل عنه ولا تسأل عنه ولا تعرفه" لا بد أن تعرفه ذكرنا في الدرس الماضي أنها إذا كانت الصلاة أعظم أركان الإسلام وقد يصلي الإنسان عقود سنين طويلة وهو لا يحسن الصلاة وقد يأتي بما يبطلها وهو لا يشعر وقد يأتي بما يبطل حجه وقد يأتي بما يناقض أصل الدين الشهادتين وهو لا يشعر هذا الأمر الذي جعله أركان الإسلام التي لا يقوم إلا بها أليس له وقع في نفس المسلم ويخشى من زواله إذا كان يخشى من زواله فلماذا يعرض عنه لا يتعلمه لأنه قد يقع فيما يناقضه وهو لا يشعر الشرك الأكبر وقع في المسلمين ومع ذلك مع الأسف لا يشعرون به ولا يعرفون أن هذا شرك يناقض أصل التوحيد وأن من فعله يخلد في النار ولا يغفر إذا كان الإنسان بهذه المثابة وضيَّع أصل دينه فما الذي يحرص عليه بعد ذلك "أتظن أن الله عز وجل يحرِّمه ولا يبينه لنا" يحرمه ولا يبينه لنا يعني ينزل علينا الكتاب وفيه بيان كل شيء {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [سورة الأنعام:38] ويرسل الرسول ليبين لهم ما نُزِّل إليهم ويبقى أصل الأصول مستغلِق لم يبيَّن إذا لم يبيَّن الأصل فما الذي يبيَّن إذا فُرِّط في بيان أصل الأصول الذي هو التوحيد وما يناقضه من الشرك "فإن قال" في الشبهة الثامنة "الشرك عبادة الأصنام الشرك عبادة الأصنام ونحن لا نعبد الأصنام" الشرك عبادة الأصنام ونحن لا نعبد الأصنام ما وضعنا أمامنا حجر ولا شجر طيب إذا وضعت أمامك قبر وسجدت له وش الفرق؟ ما الفرق سجدت لقبر أليس هذا هو الشرك بعينه مثل السجود للصنم مثله هذا مخلوق وهذا مخلوق أي الذنب أعظم قال «أن تجعل لله نِدًّا» أيًّا كان «وهو خلقك» "فإن قال الشرك عبادة الأصنام ونحن لا نعبد الأصنام فقل له ما معنى عبادة الأصنام أتظن أنهم يعتقدون أن تلك الأخشاب والأحجار تخلق وترزق وتدبر أمر من دعاها فهذا يكذبه القرآن" كما تقدم "وإن قال هو" يعني الشرك "من قصد خشبة أو حجرًا أو بنية على قبر أو غيره يدعو ذلك ويذبحون يدعو ذلك ويذبحون له يقولون إنه يقربنا إلى الله زلفى" هذه حجة مشركي العرب الذين بعث إليهم النبي -عليه الصلاة والسلام- إنهم يقربونا إلى الله زلفى أو إنه يقربونا "إنه يقربنا إلى الله زلفى ويدفع عنا الله ببركته ويعطينا ببركته" هذا هذه نفس حجة المشركين الأوائل "فقل صدقت وهذا هو فعلكم عند الأحجار والأبنية التي على القبور وغيرها فهذا أقر أن فعلهم هذا هو عبادة الأصنام وهو المطلوب" هذا الوجه الأول من وجهي الرد على هذه الشبهة والوجه الثاني "ويقال له أيضًا قولك الشرك عبادة الأصنام هل مرادك قولك الشرك عبادة الأصنام هل مرادك أن الشرك مخصوص بهذا وأن الاعتماد على الصالحين ودعاؤهم لا يدخل في ذلك؟ فهذا يرده ما ذكره الله تعالى في كتابه من كفر من تعلَّق على الملائكة" يعني ألقى بحوائجه عليهم واتجه إليهم في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره "على الملائكة أو عيسى أو الصالحين" تقول الشرك خاص بعبادة الأصنام لكن الذي يعبد عيسى أو يعبد الملائكة تقول شرك والا ليس بشرك لا بد أن يقول شرك لأن الله كفَّر النصارى الذين قالوا الذين عبدوه من دون الله وتبرأ منهم عيسى {أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} [سورة المائدة:116] تبرأ منهم والملائكة تبرؤوا منهم وأن يقال له أيضًا "قولك الشرك عبادة الأصنام هل مرادك أن الشرك مخصوص بهذا وأن الاعتماد على الصالحين ودعاءهم لا يدخل في ذلك فهذا يرده ما ذكره الله تعالى في كتابه من كفر من تعلَّق على الملائكة أو عيسى أو الصالحين فلا بد أن يقرَّ لك أن من أشرك في عبادة الله أحدًا أحدًا من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب" لأن القرآن نزل وبيَّن الشرك الأكبر والنبي -عليه الصلاة والسلام- طالبهم بالتوحيد والابتعاد عن الشرك ونفروا واشمأزوا إذا ذُكر الله وحده اشمأزت قلوبهم {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً} [سورة ص:5] ومع ذلك منهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد المسيح ومنهم من يعبد العزير كاليهود ومنهم من يعبد بعض الصالحين ممن ممن ذكره الشيخ كاللات وعبادة الأولياء والصالحين في المتأخرين بعد القرون المفضلة أكثر "فلا بد أن يقر لك أن من أشرك في عبادة في عبادة الله أحدًا من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب وسر المسألة" خلاصتها لبّها يعني الذي الكلام المختصر الذي يجمع ما تقدم "وسر المسألة أنه إذا قال أنا لا أشرك بالله فقل له وما الشرك بالله فسِّرْه لي فسِّرْه لي فإن قال هو عبادة الأصنام فقل وما عبادة الأصنام فسِّرها لي فإن قال أنا لا أعبد إلا الله وحده فإن قال أنا لا أعبد إلا الله وحده فقل ما معنى عبادة الله وحده فسِّرها لي" لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره لا يستطيع أحد أن يحكم على شيء بحكم صحيح حتى يتصوره على ما هو به في الواقع تصوُّر مطابق للواقع فإذا فسَّر الشرك تفسيرًا صحيحًا وفسر عبادة الأصنام تفسيرًا صحيحًا وفسر العبادة تفسيرا صحيحًا فلا بد أن يُقِرّ بأنه مشرك أو أن يقلع عما هو عليه لكن لا يمكن أن يفسِّر الشرك وهو يعرف أنه أعظم الذنوب وأنه لا يُغفَر بتفسير صحيح ويرتكب إلا معانِد ولا يمكن أن يعرف التوحيد الذي جاءت به الرسل معرفة صحيحة على ما هو عليه في الواقع ويخالفه لأنه يعرف أن التوحيد إذا خالفه إنما يقع في الشرك والشرك لا يُغفَر فإما أن يفسِّره تفسيرًا خاطئًا وإما أن يفسره تفسيرًا صحيحًا ويلتزم به أو يتنكب عنه فيكون من المعاندين "فإن فسرها بما بينه القرآن فهو المطلوب" إن فسَّر هذه الأمور بما بينه القرآن وبينه النبي -عليه الصلاة والسلام- في سنته فهو المطلوب لكن إذا بيَّن بيانًا صحيحًا قيل له كيف تخالف هذا الذي جاءت به النصوص وأنت تعرف.

إن كنت لا تدري فتلك مصيبة

 

وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

أنت تعرف أن هذا شرك وتفعله؟! "فإن فسرها بما بينه القرآن فهو المطلوب وإن لم يعرفه فكيف يدعي شيئًا وهو لا يعرفه" يقول أنا موحِّد وهو لا يعرف التوحيد كيف تدعي أنك موحِّد وأنت لا تعرف التوحيد وتقول أنا غير مشرك وأنت لا تعرف الشرك "وإن فسر ذلك بغير معناه" كما هو الواقع "وإن فسر ذلك بغير معناه بيَّنت له الآيات الواضحات في معنى الشرك بالله في معنى الشرك بالله وعبادة الأوثان وأنه الذي يفعلونه في هذا الزمان" إذا كان بيان التوحيد في القرآن بهذا الوضوح وبيان الشرك بهذا الظهور في الكتاب والسنة كيف يسري الشرك في هذه الأمة في كثير من الأقطار؟ يقولون الحج إلى الحسين أفضل من سبعين حجة إلى بيت الله وصنفوا في حج المشاهد ويزعمون أن بعض الأولياء يتصرفون في الكون من الأقطاب والأوتاد والأنجاب هكذا هذه تفصيلات عند عباد القبور والشرك محبِط لجميع الأعمال وموجب للخلود في النار يعني أليس هناك عقول تُمَيِّز أما بالنسبة لمن عنده شيء من العلم الشيخ فيما تقدم يقول عندهم علوم قد يكون من أبرز الناس في بعض العلوم في علم اللغة في البلاغة في علم الكلام عندهم علوم باهرة في أصول الفقه وقد يكون ممن يقرؤون القرآن وبكثرة لكنه لا يجاوز حناجرهم وقد يكون ممن ديدنه القراءة في كتب السنة لكنهم يقرؤونها للبركة وهذا كثير في المسلمين لاسيما في الشرق يقرؤونها للبركة لا للعمل الأمور استقرت في كتب المذاهب ولا نحتاج إلى إنما تقرأ للبركة هؤلاء الذين عندهم شيء من العلم كثير منهم مرتزقة مرتزقة يعظَّمون ويقدَّرون ويصدَّرون في المجالس ويخدَمون وإذا رجعوا عما هم عليه رجعت عنهم العامة والعامة مخدوعون بهؤلاء الذين ينتسبون للعلم هم يرون هذا الشخص يطوف بهذا القبر أو سادن لهذا القبر وهو ممن تُدَّعى فيه الولاية ويدعى فيه المعرفة والعلم هؤلاء لا شك أن عندهم ما يصدهم عن قبول الحجة لكنه لا يعفيهم ولا يعذرون به لأن الله جل وعلا يقول {إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ} [سورة الأحزاب:67-68] الذين أطاعوا السادة والكبراء عُذِروا والا ما عُذِروا؟ ما عُذِروا والا تعجب من عِظَم الأمر وهوله في التوحيد والشرك ومع ذلك يكثر في المسلمين ويخفى عليهم أمره من عامتهم ويبقى الله المستعان الموفَّق من وفَّقه الله ومن سلبه الله عقله يقع في هذه الأمور شعر أو لم يشعر "وإن فسَّر ذلك بغير معناه بيَّنت له الآيات الواضحات في معنى الشرك وعبادة الأوثان وأنه الذي يفعلونه في هذه الزمان بعينه وأن عبادة الله وحده لا شريك له هي التي ينكرون علينا ويصيحون فيه" وفي بعض النسخ منه "كما صاح إخوانهم" حيث قالوا لما قيل لهم قولوا لا إله إلا الله قالوا {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [سورة ص:5] إذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوبهم وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون يفرحون ينبسطون الآن لو تمدح عالم بما عنده من علم وإن كان عنده نوع مخالفة فرح أتباعه يقول هذه شهادة حق كما أننا نفرح إذا مُدِح العلماء أهل التحقيق من قِبَل أضدادهم نقول الحق ما شهدت به الأعداء وهذا معروف فإن قال وهذه الشبهة تاسعة "فإن قال إنهم لم يكفروا بدعاء الملائكة والأنبياء" إنهم لم يكفروا بدعاء الملائكة والأنبياء "وإنما كفروا لما قالوا الملائكة بنات الله".

طالب: ......

اللي بعده..

طالب: ......

لا، وين هذا جاي بعد!

طالب: ......

وين؟

طالب: ......

جاي جاي هذا لا، هذا جاي بعدين ذا.

طالب: ......

لا هذا متأخر.

طالب: ......

إيه عندنا وعند غيرنا فيه نسخ كثيرة على هذا.

طالب: ......

لا لا، ما هو كلها.

طالب: ......

لا، لا تقول كلها ما فيه إلا هالنسخة ما فيه إلا هالنسخة لا تقول كلها.

طالب: ......

إيه لا لا، هذا الترتيب هذا الترتيب.

طالب: ......

نفس اللي عندي.

طالب: ......

إيه ما فيه إلا نسختكم يعني لا تظنون وسواء تقدم وتأخر كلها شبهات وردود.

طالب: ......

سقط والا مؤخَّر؟

طالب: ......

فيها سقط والا مؤخَّر؟

طالب: ......

أيضًا النسخ فيها شيء من التقديم والتأخير لأن الكتاب كُتِب أكثر من مرة فيها تقديم وتأخير في هذا وفي غيره.

وش هو اللي معك؟ أي طبعة؟

طالب: ......

"فإن قال إنهم لم يكفروا بدعاء الملائكة والأنبياء وإنما كفروا لما قالوا الملائكة بنات الله ونحن لم نقل إن عبد القادر ولا غيره ابن الله" يعني لا شك في كفر من قال الملائكة بنات الله ولا من قال عزير ابن الله ولا قال المسيح ابن الله هذا لا شك في كفره لكن هل الكفر يقتصر على هذا؟ المكفرات كثيرة المكفرات كثيرة الفقهاء في كتاب المرتد حد المرتد يذكرون أشياء مكفِّرة غير ما نصوا عليه منها هذا وغيره ومعلوم أيضًا أن من يقول بكفر تارك الصلاة حتى ولو لم يقل هذه الأمور وأكثر المذاهب توسعًا في سرد المكفرات الحنفية الحنفية هم أكثر المذاهب في سرد هذه المكفِّرات "ونحن لم نقل إن عبد القادر ولا غيره ابن الله فالجواب أن نسبة الولد إلى الله تعالى كفر مستقلّ قال الله تعالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ  اللَّهُ الصَّمَدُ  لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } [سورة الإخلاص:1-3] والأحد" كما يقول الشيخ "الذي لا نظير له" الذي لا نظير له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه ولا في صفاته "والصمد المقصود في الحوائج" الذي تصمد إليه الخلائق لقضاء هذه الحوائج والذي يدعو غير الله جل وعلا هل يقول الله الصمد الله الصمد جملة من مبتدأ وخبر معرفة الجزئين فهي تقتضي الحصر كما هو معلوم تعريف جزئي الجملة يقتضي الحصر فإذا قلت الله الصمد والصمد المقصود في الحوائج الذي ت صمد إليه الخلائق في قضاء حوائجها فالذي يدعو غير الله يعترف بأن الله هو الصمد على على على الاختصاص وأنه لا يوجد صمد غيره جل وعلا الذي يدعو غير الله يصمد إليه في الحوائج يصمد إلى غير الله في حاجته فهذا لا يعترف بأن الله هو الصمد قد يعترف بأن الله صمد يعني مع غيره لكن ما يعترف بأن الله الصمد كما في الآية "فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد آخر السورة".

تفضل.

المؤذن يؤذن.

يقول المؤلف رحمه الله تعالى "والأحد الذي لا نظير له والصمد المقصود في الحوائج فمن جحد هذا" ينكر أن الله أحد أو ينكر أن الله هو الصمد المتفرد بقضاء الحوائج الذي تصمد إليه الخلائق لقضاء حوائجها فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد آخر السورة والعكس من جحد آخر السورة وقال إن له ولد أو والد ولو قال إن الله الأحد ولو اعترف بأن الله هو الصمد قال "فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد آخر السورة" ثم قال تعالى {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [سورة الإخلاص:3]" فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد أول السورة طيب لو قال الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد وجحد نبوة محمد -عليه الصلاة والسلام- أو كفر بنبي من الأنبياء الذين ذكرهم الله ونص عليهم في كتابه يكفر والا ما يكفر؟ يكفر فليس الكفر محصور فيما ادعوه بعبادة الأصنام أو بادعاء الولد لله جل وعلا "فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد أول السورة وقال تعالى {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} [سورة المؤمنون:91] ففرق بين النوعين ففرق بين النوعين وجعل كلاً منهما كفرًا مستقلا وقال تعالى {وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [سورة الأنعام:100]" يعني الله جل وعلا هو الذي خلقه وامتن عليهم بهذه النعمة ومع ذلك افتروا عليه وكذبوا عليه {وَخَرَقُواْ لَهُ} [سورة الأنعام:100] يعني كذبوا عليه {بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [سورة الأنعام:100] افتروا على الله جل وعلا تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرا الآية "ففرق بين الكفرين والدليل على هذا أيضًا أن الذين كفروا بدعاء اللات مع كونه رجلاً صالحًا لم يجعلوه ابن الله" الذين أشركوا مع الله في هذا الرجل الصالح ما قالوا إن اللات ابن الله في التفسير الثاني أن اللات مأخوذ من الإله يعني في التصريف والعزى من العزيز يعني يبتكرون لآلهتهم ويسمونهم بأسماء مشتقة من أسماء الله والمعتمد أن اللات هو الذي يلت السويق للحجاج فلما مات عكفوا على قبره "والدليل على هذا أيضًا أن الذين كفروا بدعاء اللات مع كونه رجلاً صالحًا لم يجعلوه ابن الله والذين كفروا بعبادة الجن والذين كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك" إذا قلنا أن اللات هو الذي يَلُتُّ السويق فالقراءة على خلاف هذا {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى} [سورة النجم:19] ما فيه قراءة باللاتّ من لَتِّ السويق لكنه تفسير معتبر عن ابن عباس وغيره فعلى كل حال سواء كان هذا أو ذاك سواء كان السبب اشتقاقه من اسم الإله أو كان لأن بسبب فعله وهو لَتّ السويق المقصود وحقيقة الأمر لا تختلف "والذين كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك وكذلك العلماء أيضًا في جميع المذاهب الأربعة يذكرون في باب حكم المرتد أن المسلم إذا زعم أن لله ولدًا فهو مرتد" إذا زعم أن لله ولدا فهو مرتد "ويفرّقون بين النوعين وهذا في غاية الوضوح" وهذا في غاية الوضوح طيِّب الخلْق عيال الله ما جاء هذا؟ ما جاء الخلْق عيال الله؟ لا يعني أنه أولاد له وإنما هم عالة عليه لأنه قد يسمعها شخص ويقول الخلق عيال الله ومثل هذا {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ} [سورة الأحزاب:40] طيب أزواجه أمهات المؤمنين مقتضى كون الأزواج أمهات المؤمنين أنه أبو المؤمنين إنما أنا لكم بمنزلة الوالد ما قال والد إنما أنا لكم بمنزلة الوالد لأن الله جل وعلا يقول {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ} [سورة الأحزاب:40] وهذا لنفي ولد التبني كما يقال زيد بن محمد زيد بن حارثة يقولون ابن محمد بالتبني وكذلك العلماء أيضًا في جميع المذاهب الأربعة يذكرون في باب حكم المرتد أن المسلم إذا زعم أن لله ولدا فهو مرتد ويفرقون بين النوعين يفرقون بين النوعين وهذا في غاية الوضوح "وإن قال {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة يونس:62]" الشيخ يكرر بعض الأشياء من أجل تقريرها ووضوحها إذا قال {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة يونس:62] "فقل هذا هو الحق" {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا} [سورة فصلت:30] هذا حق والا باطل؟ هذا كلام الله الله جل وعلا هو الذي قال {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة يونس:62] لكن هذا المدح فيه مصلحة لهم أو لغيرهم؟ هذا مصلحة لهم إن كنت تريد نجاة نفسك فاعمل بالأسباب التي عملوا بها لتدخل في هذا الكلام يعني أنت أقرب الناس إليك والدك تقول والله أنا لا أنا بشتغل ولا متسبب ولا طالب علم ولا طالب شهادة ولا طالب وظيفة أنا بجلس والدي له شأن وله وله.. طيب مات والدك ثم ماذا وش تستفيد؟! هذا أقرب الناس إليك أما أن تعوِّل على شخص بعيد أدركته أو لم تدركه قريب منك أو بعيد في بلدان نائية وتقول {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ} [سورة يونس:62] نعم صحيح هذا لكن أنت وش تستفيد؟! أنت ماذا تستفيد من هذه الآية؟! {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ} [سورة يونس:62] نعم نعتقد أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون كما قال الله لكن متى نستفيد إذا نظرنا أفعالهم التي أوصلتهم إلى هذه المنزلة منزلة الولاية فنعمل بها لينطبق علينا هذا النص فقل له "فقل هذا هو الحق ولكن لا يُعبَدون ونحن لا ننكر إلا عبادتهم مع الله وإشراكهم معه وإلا فالواجب عليك حبهم واتباعهم والإقرار بكراماتهم" يعني كرامات الأولياء ثابتة كما أن معجزات الأنبياء ثابتة لكن لا يلزم أن كل ولي يكون له كرامات ولا يلزم من وقوع الكرامة أن يكون أفضل من غيره كما قيل بعضهم مشى على البحر ممن له نوع ولاية ومَن هو أفضل منه وممن هو أفضل منه مات عطشا هذا لا يمنع كل شيء مقدَّر "ولكن لا يعبدون نحن لا ننكر إلا عبادتهم مع الله وإشراكهم معه وإلا فالواجب عليك حبهم واتباعهم والإقرار بكراماتهم ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلالات يعني من المعتزلة وغيرهم ودين الله وسط بين طرفَين وهدي بين ضلالتَين دين الله وسط بين طرفَين وهدي بين ضلالتَين وحق بين باطلَين" كلا طرفي قصد الأمور ذميم والأمة وسط بين الأمم وأهل السنة بين أهل الأهواء {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} [سورة البقرة:143] وأهل أهل السنة والجماعة لا شك أنهم وسط بين أهل الأهواء كما قرر ذلك وبينه ووضحه شيخ الإسلام ابن تيمية في الواسطية "وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين باطلين".

كم باقي على..؟

طالب: ......

طيب..

فإذا عرفت أن.. يقول "فإذا عرفت أن هذا الذي يسميه المشركون إذا عرفت أن هذا الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد هو الشرك الذي نزل فيه القرآن" يعني الاعتقاد في الأولياء يعتقدون فيهم أنهم ينفعون ويضرون "هو الشرك الذي نزل فيه القرآن وقاتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس عليه فاعلم أن شرك الأولين أخف من شرك زماننا أو من شرك أهل زماننا بأمرين" شرك الأولين أخف من شرك أهل زماننا "بأمرين أحدهما أن الأولين لا يشركون ولا يدعون الملائكة أو الأولياء أو الأوثان مع الله إلا في الرخاء وأما في الشدة فيخلصون لله الدعاء وأما في الشدة فيخلصون لله الدعاء" كما قرر الشيخ الإمام المجدد رحمه الله في القاعدة الرابعة من القواعد الأربع "كما قال تعالى {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [سورة العنكبوت:65]" فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون في بعض الحوادث التي تحصل من الحرائق أو الزلازل أو الفيضانات يهرع الناس إلى مواطن الأمان فيترتب على ذلك أن بعضهم يدوس بعضًا من شدة الزحام فتجد المشرك في حال الرخاء يشرك في مثل هذا ويسمع من يقول يا علي يا حسين وهو يداس تحت الأقدام بخلاف المشركين الأوائل الذين {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [سورة العنكبوت:65] حال شدة ما يفرج هذه الشدائد إلا الله جل وعلا {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [سورة العنكبوت:65] وقال تعالى {وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً} [سورة الإسراء:67] وقال تعالى {قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ  } [سورة الأنعام:40-41] نعم يُنسى من يُدعى ويُعبَد من دون الله في حال الشدة لأنه إن كان جُرِّب ما وجد عنده حل فما الفائدة في دعائه في حال الشدة إذا اشتد الأمر وإذا لم ينفع في حال الشدة فلأن لا ينفع في حال الرخاء من باب أولى "وقال تعالى {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ} [سورة الزمر:8]" ولذلكم الشدائد والمصائب فيها منح إلهية تعيد الإنسان إلى ربه الإنسان في حال الصحة وفي حال السعة والرخاء قد يغفل لكن إذا أصيب بمرض أصيب بفاقة وحاجة بمصيبة من مصائب الدنيا تجده يرجع إلى الله جل وعلا أن يكشف من أجل أن يكشف ما به المقصود أن هذه المصائب هي التي تفحص الإنسان فتجد الإنسان متعالي مترفِّع لكن متى يعرف قدر نفسه إذا مرض واحتاج تجده يخضع للطبيب وهو مجرد سبب والشفاء بيد الله جل وعلا يخضع له خضوع حسب قوة المرض الذي وقع فيه لكن الشافي من هو؟ هو الله جل وعلا ألا يلجأ إلى ربه الذي يكشف الضر؟! نعم يبذل الأسباب ويفعل الأسباب لا إشكال وفعل الأسباب جاءت بها الشريعة وإنكار الأسباب لا شك أنه غباء إنكار الأسباب غباء والاعتماد عليها شرك وأهل السنة وسط في هذا الباب بين من يلغي أثر السبب وهذا عند الأشعرية معروف يقول الأسباب ما لها قيمة وإنما يحصل المسبَّب عندها لا بها وإنما يحصل المسبَّب عندها لا بها كما يقول الكرماني وغيره في شرح البخاري يجوز أن يرى أعمى الصين بقة الأندلس يجوز أن يرى الأعمى وهو في الصين في أقصى وهو في المشرق والبقة صغار البعوض بقة الأندلس وهي في الأندلس كم بينهم من آلاف الأميال هذا لأنهم يلغون السبب وإنما يحصل المسبَّب عنده لا به يعني عندهم ما فيه فرق بين الأعمى والبصير وإنما حصل المسبَّب عند البصر لا به وهذه مسألة دقيقة وتحتاج إلى شيء من الأيضًاح لكن يقابلهم المعتزلة الذين يرون أن الأسباب مؤثِّرة بذاتها يرون أن الأسباب مؤثِّرة بذاتها أهل السنة وُفِّقُوا للاعتدال والوسطية فقالوا إن للأسباب أثرا لا بنفسها لكن الله جل وعلا هو الذي جعل فيها الأثر لكن ما فيه فرق بين كونك تخرج في أشد الأيام بردا أو أشد الليالي بردا في ثوب خفيف بعد أن اغتسلت في هذا الثوب وخرجت إلى الفضاء أو أن إذا اغتسلت تنشفت ولبست الملابس الداخلية والثوب المتين ولبست فوقه البالطو والبشت والفروة ما فيه فرق أغبى الناس بل المجانين يدركون هذا المجانين يدركون مثل هذا الفرق وتعجب أن يقول مفكرون كبار عقلاء ما فيه فرق يجوز أن يرى أعمى الصين بقة الأندلس تعجب كيف تصل العقول إلى هذا الحد والله المستعان لكنها تداعيات لأمور نكَّبوا فيها عن دليل الدليل الشرعي من الكتاب والسنة وأُلزِموا بلوازم فالتزموا بها فكان من هذه اللوازم مثل هذه الأمور "وقال تعالى {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ} [سورة الزمر:8]" قليلاً قد يتمتع بالكفر مائة سنة مائة سنة قليل والا كثير؟ يعني قد يكون عندنا كثير ومعمَّر لكن عند الله قليل نوح لما سئل وقد عاش في الدعوة تسعمائة وخمسين عام ويقال إنه عاش ألف وثلاثمائة أو ألف وأربعمائة مجموع عمره قيل له ما تصويرك لهذه الدنيا التي مكثت فيها هذه القرون العديدة قال كأني دخلت مع باب وخرجت مع باب اللي راح انتهى.

ما مضى فات والمؤمل غيب

 

ولك الساعة التي أنت فيها

"وقوله {وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [سورة لقمان:32] فمن فهم هذه المسألة التي وضَّحَها الله في كتابه وهي أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعون الله" يدعون الله تعالى يعني في الشدائد من يدعون يدعون الله جل وعلا "ويدعون غيره في الرخاء وأما في الضر والشدة فلا يدعون إلا الله وحده لا شريك له وينسون ساداتهم تبيَّن له الفرق بين شرك أهل زماننا وشرك الأولين" وهو يغرق في البحر يقول يا فلان يا جيلاني يا حسين يا بدوي وهو يحترق كذلك وهو يداس في الأقدام في مواطن الزحام يقول كذلك وتبين له الفرق بين شرك أهل زماننا وشرك الأولين يعني الفاصل أن شرك الأولين أن الأولين يخلصون في الشدة ويشركون في الرخاء ومشركو زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة "ولكن أين من يفهم قلبه هذه المسألة فهمًا راسخًا والله المستعان والأمر الثاني أن الأولين يدعون مع الله أناسًا مقربين عند الله" الأولين يدعون مع الله أناسًا مقربين عند الله "إما أنبياء وإما أولياء وإما ملائكة أو يدعون أشجارًا وأحجارًا مطيعة لله" وإما يدعون ملائكة أو أشجار أو أحجار مطيعة لله وليست عاصية" وأهل زماننا يدعون مع الله أناسًا من أفسق الناس وأفجرهم تجد هذا الولي الذي يُدعَى من دون الله ثقة به ممن من قِبَل من يدعوه تجده قد وهذا حاصل يعني ولا يُنكَر قد يقول له من ثقته به أن يترك زوجته عنده وبعض الطوائف إذا عُقِد على البنت ما تُدخَل على زوجها حتى يمر عليها هذا هذا الفاجر ومع ذلك تُدَّعى فيه الولاية وقلتُ لكم في درس من الدروس أنه في تاريخ سيناء مقبرتان واحدة للأولياء للأولياء المقربين والثانية للأولياء الشياطين كيف تجتمع ولاية وشيطنة؟! لكنها العقول التي سُلِبَت نسأل الله السلامة والعافية "والأمر الثاني أن الأولين يدعون مع الله أناسًا مقربين عند الله إما أنبياء وإما أولياء وإما ملائكة ويدعون أشجارًا وأحجارًا مطيعة لله ليست عاصية وأهل زماننا يدعون مع الله أناسًا من أفسق الناس" من أفسق الناس "والذين يدعونهم هم الذي يحكون عنهم والذين يدعونهم هم الذين يحكون عنهم الفجور من الزنا والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك" يقول كان رحمه الله أو قُدِّسَ سِرُّه وأنا أنقل كلام كان قُدِّسَ سِرُّه لم يترك مأمورًا إلا لم لم يفعل مأمورًا ولا ترك محظورًا إلا ارتكبه في كتاب طبقات الشعراني وكذا وكذا ويفعل الزنا ويفجر بكذا جاي واحد معلق بقلمه يقول إذا كان هذا رحمة الله عليه فلعنة الله على مَن؟! يعني أين العقول؟! مثل هذا يقال رحمة الله عليه وقدس سره؟! الله المستعان! "والذي يعتقد في الصالح والذي لا يعصي مثل الخشب والحجر أهون ممن يعتقد فيمن يشاهَد فسقه وفساده ويشهد به" لأن مثل هذا إذا خفيت عليه النصوص ولا عرف يفرِّق بين حق ولا باطل ومن عامة الناس قد يقال إن له شبهة يعبد شيء مقرَّب من الله من ولي أو نبي أو ملَك لكن الذي يعبد فاجر بعيد كل البعد عن الله جل وعلا وش..؟! ما وجه عبادته إياه؟! وهم في الهم سواء كلهم مشركون في النهاية شرك أكبر كما قرر الشيخ رحمه الله تعالى سواء كان ملَك أو فاجر لكن بعض الأمور قد تقبلها العقول التي ليس فيها العقول الخالية من نصوص الكتاب والسنة وبعضها تمجها الفِطَر التي اجتالتها الشياطين فضلاً عن الفطر السليمة ومع ذلك تُدَّعَى الولاية في شخص يقول ويقرر:

ألا بذكر تزداد الذنوب

 

وتنطمس البصائر والقلوب

ولي يُعبَد من دون الله ويقول هذا الكلام والله جل وعلا يقول {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [سورة الرعد:28] وهذا يقول:

ألا بذكر الله تزداد الذنوب

 

وتنطمس البصائر والقلوب

هذا له حضور في باب التصوف وفي باب الغلوّ وهو يُدَّعَى له الولاية ويقول هذا الكلام نسأل الله السلامة والعافية نسأل الله الثبات.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"