شرح كتاب التوحيد - 27

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.

قال الإمام المجدد -رحمه الله تعالى-:

باب ما جاء في حماية المصطفى -صلى الله عليه وسلم- جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك، وقوله تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} [سورة التوبة:128] الآية.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم» رواه أبو داود بإسناد حسن ورواته ثقات.

وعن علي بن الحسين -رضي الله عنهما- أنه رأى رجلاً يجيء عند فرجة كانت عند قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال: ألا أحدثكم حديثًا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا، فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم» رواه في المختارة.

فيه مسائل:

الأولى: تفسير آية براءة.

الثانية: إبعاده أمته عن هذا الحمى غاية البعد.

الثالثة: ذكر حرصه علينا ورأفته ورحمته.

الرابعة: نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص، مع أن زيارته من أفضل الأعمال.

الخامسة: نهيه عن الإكثار من الزيارة.

السادسة: حثه على النافلة في البيت.

السابعة: أنه متقرِّر عندهم أنه لا يصلى في المقبرة.

الثامنة: تعليله ذلك أن صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وإن بعد، فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب.

التاسعة: كونه -صلى الله عليه وسلم- في البرزخ تعرض عليه أعمال أمته في الصلاة والسلام عليه."

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد،

فيقول الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-: "باب ما جاء في حماية المصطفى -صلى الله عليه وسلم- جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك" ما جاء في حماية المصطفى، حماية وصيانة ورعاية وحرص شديد، على هذا الجناب، التوحيد، وعلى تحقيقه، وعلى تخليصه وتنقيته من شوائب الشرك والبدع، حرص النبي -عليه الصلاة والسلام- على هذا الباب حرصًا عظيمًا كما سيأتي في النصوص التي أوردها -رحمه الله-، وفيما تقدم أيضًا إشارات إلى ما يدل على هذا الباب.

"وسده كل طريق يوصِل إلى الشرك" يعني قد تكون البيوت محروسة وعليها حرس، ولكن أبوابها مفتوحة، فالحرص موجود والحرَس موجودون، لكن الأبواب مشرعة، فيتحين فرصة غفلة الحرس فيدخل اللص إلى البيت، لكن النبي -عليه الصلاة والسلام- مع حرصه على جناب التوحيد وحفظه وحمايته وصيانته سد الأبواب كلها، فهذا الحصن مع ما حوله من حرس فيه أبواب وأغلاق لا يتوصل ولا يدخل من أبوابه اللص؛ لأنه مغلَق وموصَد؛ لأنه قد يقول قائل: مادام الحماية موجودة ما نحتاج إلى كلمة سد كل طريق، لا، قد تكون الحماية والصيانة والرعاية والاهتمام موجود، لكن إذا كانت الأبواب مشرعة مفتوحة قد يغفل الحامي، وقد يغفل من وُكل إليه الحماية، فيتحين من أراد الولوج غِرَّة هؤلاء الحرس، فيدخل، لكن مع ذا وجود الحرس والحماية والصيانة والعناية الأبواب مغلقة، ولذلك قال: "وسده كل طريق يوصل إلى الشرك"، وهذا من تمام شفقته -عليه الصلاة والسلام- على أمته؛ لأن تمام العناية إنما يكون بالأهم حرص النبي- عليه الصلاة والسلام- على كل خير يصل أمته، ولا خير إلا دل الأمة عليها، ولا شر إلا حذرها منه، وما ترك شيئًا إلا أخبرهم عنه -عليه الصلاة والسلام-.

فأخبرهم كما في حديث سلمان لما قيل له: أخبركم النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كل شيء قال: حتى الخراءة أخبرنا عنها، يعني كيفية الاستنجاء وكيفية التطهر من النجاسات أخبرهم عنه، فما بالكم بما هو أشرف من ذلك وأهم، فضلاً عن أن يكون التوحيد الذي هو في الحقيقة رأس المال، التوحيد الذي إذا خُدش..

النقص بسببه يختلف عن النقص في مسائل الفروع، التوحيد يقابله الشرك الذي لا يغفر، وإذا لم يأت الإنسان بالتوحيد لم يقبل منه أي عمل، وإذا وجد الشرك حبطت جميع الأعمال، فالتوحيد أهم المهمات، والشرك أعظم الذنوب والآثام، ولذا لما سئل النبي -عليه الصلاة والسلام- أي الذنب أعظم؟ قال: «إشراك بالله» قال: «إشراك بالله»، سئل: أي العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله» هذه أفضل الأعمال، وهذا بالمقابل الذي هو الشرك شر الأعمال، ولا يقبل معه عمل ولا يُغفَر إلا بالتوبة، لا يغفر إلا بالتوبة {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} [سورة النساء:48] حتى إن من أهل العلم من أدخل الشرك الأصغر في عدم المغفرة {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} [سورة النساء:48] سواء كان الشرك أكبر أو أصغر بخلاف الذنوب، ما دون الشرك سواء كانت من الكبائر أو من الصغائر فإنها تحت المشيئة.

وعلى هذا فأقل القليل من الشرك أعظم من أكبر الكبائر؛ لأنه لا يغفر، لا بد من التوبة أو من أن يعذب عليه، يعذب بقدره، وعلى كل حال من أهل العلم من يرى أن الشرك الأصغر حكمه حكم كبائر الذنوب فيدخل تحت المشيئة، ولكن عموم اللفظ {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} [سورة النساء:48] يدخل فيه الأكبر والأصغر في النص.

كل وسيلة توصل إلى الشرك فهي محرَّمة، كما أن وسائل المحرمات محرمة، والوسائل لها أحكام الغايات، فما يتوصل به إلى المحرم فهو محرم، وما يتوصل به من وسائل الشرك أيضًا محرمة كما أن ما يوصل إلى التوحيد والأسباب الموصلة إلى التوحيد واجبة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب كما هو مقرر عند أهل العلم.

"وقوله تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} [سورة التوبة:128]" هذا امتنان على هذه الأمة أن بعث فيها رسولاً منهم، وكونه منهم لا شك أنها مزية يعرفون صدقه ومخرجه ومدخله وأصله ونسبه ولغته، لا يشكل عليهم شيء مما يقوله -عليه الصلاة والسلام- "{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} [سورة التوبة:128]" القول الأول: إن المراد به العرب يبعث فيهم رسولاً منهم، يعني من العرب، ومنهم من يقول: من أنفسكم من هذه الأمة مما فيها العرب وغيرهم، ويكون المراد بالنفس أعم من أن تكون العشيرة والقبيلة، إنما جميع من يتبعه فهو منه، منهم من يقرؤها: "من أنفَسكم" يعني من أشرفكم، وهذا وإن كان له وجه من المعنى فإن القراءة به ليست متواترة.

"{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [سورة التوبة:128]" يعني يشق عليه ما يعنتكم ويشق عليكم، "{حَرِيصٌ عَلَيْكُم} [سورة التوبة:128]" يعني من قرأ في سيرته -عليه الصلاة والسلام- رأى ونظر وتبين له بوضوح هذا الحرص منه -عليه الصلاة والسلام- على هداية الناس، حتى إنه يكاد أن تذهب نفسه حسرات {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ} [سورة الكهف:6] يعني قاتل، وهذا من تمام حرصه -عليه الصلاة والسلام- على هداية أمته، وما ترك شيئًا من الخير إلا دلهم عليه، ولا شيئًا من الشر إلا حذرهم عنه -عليه الصلاة والسلام-: {حَرِيصٌ عَلَيْكُم} [سورة التوبة:128].

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

لا، كل الآية كما سيأتي في المسائل {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم} [سورة التوبة:128] هذا كله {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [سورة التوبة:128] كذلك يشهد للترجمة.

طالب: .......

أين المتن؟ قال: الآية، يعني أكمل الآية، ما قال الآية؟ إما أن يكمله أو يقول الآية، يعني أكمل الآية إلى آخرها، هذا معروف الاختصار عند أهل العلم، اختصار الآيات والأحاديث هذا معروف عند أهل العلم، وبعد ذلك يقولون: الآية أو يقولون: الحديث، يعني أكمل، والمقصود الآية كاملة، لكن من باب الاختصار.

ثم قال -رحمه الله-: "عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، لا تجعلوا بيوتكم قبورًا»" وهذا يحتمل معنى قريبًا، وليس بمراد عند جمهور أهل العلم، يعني: لا تجعلوا بيوتكم قبورًا يعني تقبرون بها من مات منكم، يعني مقابر، وهذا وإن كان قريبًا، يعني من اللفظ، لكنه غير مراد عند الجمهور، ويرد عليه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- دفن في بيته، قبر في بيته الذي مات فيه، وإن ورد حديث فيه مقال عند أهل العلم "أن الأنبياء يدفنون حيث يموتون".

 وعلى كل حال عامة أهل العلم أو جمهورهم يرون أن هذا من باب التشبيه، تشبيه محذوف الأداة، ويسمونه التشبيه البليغ، يعني تجعلوا بيوتكم كالقبور، كالقبور التي لا يفعل فيها شيء، لا يصلى فيها في أظهر أنواع العبادة الصلاة، والمراد من ذلك الحث على الصلاة في البيوت لاسيما النافلة، ولذا جاء: صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة، صلاة الرجل في بيته أفضل إلا المكتوبة، ومن المتقرر عندهم أن المقابر لا يصلَّى فيها، المتقرر عندهم أن المقابر لا يصلى فيها، فإذا لم يصل في البيوت النوافل صارت قبورًا، يعني كالقبور، وقلنا: إن هذا من باب التشبيه البليغ الذي تحذف فيه الأداة، إذا قلت: زيد أسد، هو معلوم أنه ليس بأسد، لكنه مشبه بالأسد في الشجاعة، وحذفت الأداة؛ للمبالغة، كأنه صار هو، وكأن البيوت صارت قبورًا× مبالغة في التشبيه، ولذا يسمونه التشبيه البليغ.

"«لا تجعلوا بيوتكم قبورًا»" فتخلوها من العبادة، يعني الإنسان يصلي الواجب في المسجد الذي وجبت له الجماعة حيث ينادى بها في المسجد، ويصلي من النوافل ما تشرع له الجماعة في المسجد أيضًا، وما عدا ذلك فالبيت أفضل، لذا الصلاة لاسيما بالليل ينص على أنها في البيت، وركعتان بعد المغرب في بيته، وركعتان بعد العشاء في بيته، وركعتان قبل الصبح في بيته، ينص على ذلك، حتى إن الإمام أحمد سئل: هل تجزئ راتبة المغرب في المسجد قال: أرجو، مما يدل على أهمية الصلاة صلاة النوافل في المسجد؛ لأنه أبعد عن الرياء؛ لأنه أبعد عن الرياء، ومن أجل أن يقتدى به وتتعلم الصلاة من فعله، الذي لا يصلي مع الناس، ولا قرأ في كتب العلم ما يدري كيفية الصلاة، لكن إذا صلى ولي أمره ممن يصلي مع الناس ويعرف صفة الصلاة من اقتدائه بإمامه ينقل هذه الصورة إلى زوجته وولده، فهذه الفوائد عظيمة، لهذا إضافة إلى أنه أبعد عن الرياء.

جاء في الحديث الصحيح: «لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها، لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها» من حديث أبي مرثد الغنوي في صحيح مسلم: «لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها» وهذا من حرصه -عليه الصلاة والسلام- مما يدخل في هذا الباب لحمايته جناب التوحيد وسد الطرق الموصلة إلى الشرك.

"«ولا تجعلوا قبري عيدًا»".

طالب: .......

صلاة الجنازة لا بأس، النبي -عليه الصلاة والسلام- صلى على القبر هذه مستثناة.

طالب: .......

أين؟

طالب: .......

سواء وضع في مكان أو صلي عليها قريب من القبور ما فيه شيء؛ لأن الصلاة على الجنازة مستثناة.

"«ولا تجعلوا قبري عيدًا»" العيد اسم لما يعود ويتكرر في وقت منتظم سواء كان في الأسبوع أو في الشهر أو في السنة، هذا يسمى عيدًا؛ لأنه يعود من العَود، وهو التكرار في وقت واحد، لا تجعلوا قبري عيدًا بحيث لا تخصصوا وقتًا لزيارتي.

طالب: .......

زماني أو مكاني، لكن هنا ماذا يصير ما عندنا؟ زماني نعم.

«لا تجعلوا قبري عيدًا» بأن تترددوا عليه في وقت محدد من الأسبوع أو من الشهر ومن العام، «لا تجعلوا قبري عيدًا» وهذا أيضًا من حرصه -عليه الصلاة والسلام- على حماية جناب التوحيد.

وزيارته -عليه الصلاة والسلام- داخلة في الزيارة التي جاء الحث عليها، داخلة في ضمن زيارة القبور التي جاء الحث عليها والأمر بها «زوروا القبور؛ فإنها تذكر الآخرة»، «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها» ولا شك أنها تذكر الآخرة، لكن الملاحَظ في الأوقات المتأخرة مع الأسف أنا نسمع مَن يتحدث في المقبرة وبين القبور والميت يدفن، وبعض مَن جاء معه من أهله يبكي وهذا يضحك، وهذا يبيع ويشتري، ولا شك أن هذا من موت القلوب.

كان الناس إذا مرت الجنازة بقرب بيتهم ورأوها أو في شارعهم يجلسون الأيام متأثرين، يتأثرون تأثرًا شديدًا، الآن بعض حتى من طلاب العلم تجده يتكرر تردده على المقبرة، وينظر في القبور، ويرى هذه القبور، وينظر في القبور المحفورة؛ ليعتبر ويدكر، لا يلبث أن يكون الأمر عنده عاديًّا، وقد رأيت بعيني من يدخن على شفير القبر ونصف شعره أبيض، يعني ما هو شباب كبير يدخن على شفير القبر واحد يقول لي: أنا بدأت ما أروح المقبرة يقول: والله ما فيه فرق بين القبر وحفرة الزيت!

ولذا في تفسير القرطبي في تفسير سورة {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [سورة التكاثر:1-2] ذكر النصوص الدالة على فضل زيارة القبور وأثرها في القلوب، أثر هذه الزيارة، لكن يقول: إن بعض الناس قد لا يتأثر مع التكرار، فهذا عليه بمشاهدة المحتضَرين، عليه بمشاهدة المحتضَرين، هذا له أثر بالغ في النفس، لكن إذا كان يشاهد المحتضَرين ويغسل الجنائز يوميًّا، تعود المشكلة كما هي!

في ثلاجة الأموات يوضع فيها الميت، أنا رأيت من يقوم على خدمته، الموظف الذي عندهم وضع البيبسي في إبط الميت، القلوب تحتاج إلى علاج، تحتاج إلى علاج؛ لأنك تعالج أطرافًا، والأصل فيه خلل كبير، الأصل فيه خلل كبير، لا بد من علاجه، وعلاجه بتدبر القرآن، علاج القلب بتدبر القرآن.

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

ينصح ويُبيَّن له.

طالب: .......

ليس لها حد، لكن مع ذلك التكرار ما فعله السلف، يعني حتى من جاء من السفر، حتى من جاء من السفر ما فعله من الصحابة إلا ابن عمر -رضي الله عنه وأرضاه- إذا جاء من السفر سلم على النبي -عليه الصلاة والسلام- وعلى أبي بكر وعلى أبيه، وعلى كل حال كون الإنسان يقف أمامه ويسلم عليه وعلى أبي.. هذا ما فيه إشكال، لكن الكلام على أنه كل من جاء يصلي ذهب على القبر وسلم ما فعله، ما فعلوه.

طالب: .......

صلاته وهو في بلده تبلغه حيث كان كما سيأتي.

طالب: .......

جاء الأمر بالقيام للجنازة، جاء الأمر بالقيام لها، وجاء تركه، فمنهم من يقول: إنه منسوخ، ومنهم من يقول: نسخ الوجوب وبقي الاستحباب، على كل حال هذه مسألة خلافية، وفيها نصوص ما فيها إشكال، يعني لو قام ما فيه إشكال.

"«ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم»" المبتدعة والغلاة الذين غلوا به -عليه الصلاة والسلام- مخالفون ومعارضون ومعاندون لما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- من نهيه عن الغلو «إياكم والغلو»، وصل الأمر ببعضهم إلى أن الشيطان لبَّس عليه لبَّس عليه حتى إنه سوَّل له أن قال للنبي -عليه الصلاة والسلام- وهو في قبره: امدد يدك لأقبلها فمدها وقبلها، لا شك أن هذا من استدراج الشيطان يفعل بأوليائه مثل هذا وأشد، كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.

"«وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم»" في أي مكان كما جاء عن علي بن الحسين أنه قال: ما أنت ومن في الأندلس إلا سواء أنت الذي جئت إلى هذه الفرجة وسلمت على النبي -عليه الصلاة والسلام- ما أنت ومن بالأندلس يعني في أقصى الغرب إلا سواء.

والتبليغ جاء في حديث: «إن لله ملائكة سيارة يبلغون النبي -عليه الصلاة والسلام- من يسلم عليه» وكذلك الصلاة.

"«وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم»" فلا داعي الإنسان أن يأتي عند القبر ويسلم عليه ويخيل إليه أنه أفضل ممن سلم وهو بعيد. وزيارته -عليه الصلاة والسلام- من وراء الجدران الثلاثة لا شك أنها تسمى زيارة، وابن عمر فعلها من وراء الجدار، وعلى هذا لو مر إنسان بسور المقبرة وسلم يكون مسلِّمًا أو ما هو مسلِّم؟ على هذا مسلِّم، ومنهم من يقول: إنه لا يسلِّم حتى يدخل، لا يسلِّم حتى يدخل؛ لأنهم.. ويقيسون هذا على بيوت الناس، لو تريد أن تمر عند زيد أو عبيد وقلت: السلام، وأنت خارج البيت قال: ما هذا؟!

لكن صنيع ابن عمر وغيره من السلف إتيانهم إلى قرب القبر وسلامهم عليه من وراء الحائط وهو موجود متبَع إلى الآن، يسلم عليه من الخارج -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: .......

من هو؟

طالب: .......

من هو ذا؟

أين؟

طالب: .......

يعني شد الرحل من بلده إلى المدينة لزيارة قبره -عليه الصلاة والسلام-، جاء في الحديث الصحيح: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، إلا إلى ثلاثة مساجد؛ المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى» وما عدا ذلك لا تشد الرحال إليها، لا من المساجد ولا من البقاع، ولا من العتبات على ما يقولون، كل هذا بدع، وشيخ الإسلام -رحمه الله- طوَّل في هذه المسألة وتعرَّض لشيء من الردود من قِبَل المخالِفين، وهناك كتب ألفت في هذه المسألة، ورده -رحمه الله- على الأخنائي، ولابن عبد الهادي الصارم المنكي في الرد على السبكي، وفيها كلام مطوَّل على هذا.

طالب: .......

هو الأصل زيارة المسجد إذا كان الأصل زيارة المسجد فهذا لا إشكال فيه؛ لأنه جاء فيه النص، و... مثل هذا أسهل من أن تكون النية خالصة لزيارة القبر.

 

"رواه أبو داود بإسناد حسن ورواته ثقات".

طالب: .......

هو مادام من صحابي ما يوصف بأنه بدعة، ولكن مخالفة عامة الصحابة له وكونه لم يحصل من غيره لا يدل على شرعيته.

طالب: .......

هو ما أُنكر، لكن يبقى أنهم خالفوه، كبار الصحابة ما فعلوه، لكن كونه لم ينكر نقول: ليس ببدعة.

طالب: .......

كل هذا فروع عن التساهل، ناشئ عن التساهل في أصل المسألة رؤساء دول إذا دخلوا من الباب باب المسجد يحبون حبوًا إلى أن يدخلوا القبر، قرب القبر تفتح لهم الأبواب!

وعلى كل حال المسألة الاحتياط للتوحيد هو الأصل، كما جاء في هذه الترجمة وما جاء تحتها، كل طريق يوصل إلى الشرك مع أنه -عليه الصلاة والسلام- أحب إلى كل مسلم من نفسه هذا هو الأصل، كما جاء في الحديث عن عمر: إنك لأحب الناس إلي إلا من نفسي قال: «حتى من نفسك يا عمر» يعني ما هو هذا علامة يعني استخفاف بحقه -عليه الصلاة والسلام- كلا، لكنه محض اتباع ومحبته في اتباعه.

"رواه أبو داود بإسناد حسن" ومعروف أن الحديث الحسن في درجة متوسطة بين الصحيح والضعيف، وهو من جملة ما يحتج به، لكنه دون الصحيح.

ثم قال: "ورواته ثقات" يعني مقتضى كون الرواة ثقات مع الاتصال أن يكون صحيحًا، فهذا التعبير شبيه بقول الترمذي: حسن صحيح، شبيه بقوله حسن صحيح، والعلماء تكلموا في هذا الاصطلاح وأطالوا فيه واختلفوا، ووصلت الأقوال إلى ثلاثة عشر قولاً في توجيه كلام الترمذي؛ لأنه مستشكل الجمع بين الصحة والحسن، مستشكَل لماذا؟ لأن الحكم عليه بالحسن حكم عليه بالمرتبة الدون، والحكم عليه بالصحة حكم له بأنه بلغ المرتبة العليا وهي الصحة، فلا يجتمع أن يوصَف الشيء بالدون والكمال، يعني لو قيل لك عن طالب تقديره جيد جدًّا ممتاز ماذا تقول؟ صحيح؟ صحيح جيد جدًّا ممتاز، جيد جدًّا مرتبة دون الامتياز، وممتاز مرتبة أعلى، فكيف يحكم له بالمرتبتين؟

من الأجوبة أن تنفك الجهة، يكون حسنًا من طريق وصحيحًا من طريق، وهذا ماشٍ إذا تعددت الطرق، وعلى هذا فالتنظير في جيد جدًّا ممتاز أن يكون جيد جدًّا..

طالب: .......

خَصِّص..

في التخصص؟

طالب: .......

نعم جيد جدًّا، وفي العموم امتياز والعكس، المهم أنه تنفك الجهة وينحل الإشكال.

طالب: .......

من هو؟

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

كيف؟

طالب: .......

أبو داود لا لا، ما قال شيئًا، أبو داود سكت عنه.

طالب: .......

الترمذي؟

طالب: .......

هو عرّف الحسن، وعرف الصحيح.

وقال الترمذي ما سلم

 

من الشذوذ مع راو ما اتهم

بكذب ولم يكن فردًا ورد

 

...........................

يقول الحافظ العراقي:

..........................

 

قلت وقد حس بعض ما انفرد

يعني حتى الاصطلاح الذي اصطلحه وعرفه فيه خالفه، ولذلك اصطلاح الترمذي يحتاج إلى تدقيق، ما هي سهلة، أو يحكم بأحكام عامة مطردة على جميع ما يقوله في الأحاديث، كل حديث له نظره.

طالب: .......

في المسجد شد الرحال، الاعتكاف في المسجد ما فيه إشكال، تشد الرحال إلى المسجد ما فيه أحد يعتكف يشد الرحل في القبر لا، ما فيه شيء، بل من أفضل القرب.

طالب: .......

لمن في المدينة.

طالب: .......

سنة نعم مثل المقابر الأخرى.

طالب: .......

مثل المقابر الأخرى، والصحابة أيضًا بعد وضعهم آخر، لا شك أن الإنسان إذا رأى هذه الأماكن يعني تهفو نفسه ويحصل له شيء من التأثر.

قال -رحمه الله-: "وعن علي بن الحسين" بن علي بن أبي طالب زين العابدين، من خيار أهل البيت، تابعي جليل من علماء التابعين ومن عبادهم -رضي الله عنه-.

"أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-" فرجة يعني نافذة بعض طبعات كتاب التوحيد علق عليها وقال: الفرجة هي الخوخة تكون في الجدار.

طالب: .......

عند بعض الناس صعبها وإلا فعند بعض الناس الفرجة ما يدري ما هي؟ والخوخة يعرفها، فهذه أمور تختلف باختلاف الأعراف والبلدان واللهجات وغيرها.

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

ماذا يقول؟

طالب: .......

ما الشرح الذي معك؟

طالب: .......

ماذا يقول؟

طالب: .......

الكُوَّة الكُوَّة ما هو كومة كوة، ماذا فيها؟

طالب: .......

هي الكوة والخوخة كلها معروفة، الكوة إلى عهد قريب ونحن نسمعها من العامة، نسمعها من العامة إلى عهد قريب.

"يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فيدخل فيها فيدعو فنهاه" علي بن الحسين نهاه؛ لأنه خشي عليه من الغلو، أو يظن أن هذا المكان أفضل في الدعاء من غيره.

"فنهاه وقال: ألا أحدثكم حديثًا سمعته من أبي" الحسين بن علي سبط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "عن جدي" علي بن أبي طالب.

"عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تتخذوا قبري عيدًا، لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا»" يعني كما تقدم في الحديث السابق العيد اسم لما يعود ويتكرر، فلا تكرروا الزيارة إلى قبري في أوقات منتظمة، ولا بيوتكم قبورًا بحيث تخلوها من أنواع العبادات التي من أجلِّها الصلاة؛ لأن القبور لا يصلى إليها كما في حديث أبي مرثد.

"«فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم، تسليمكم يبلغني أين كنتم»" يعني في أي مكان كنتم، ومثل ما سبق أن أشرنا إلى قول علي بن الحسين، وما أنت ومن بالأندلس إلا واحد، يعني لا فرق؛ لأن هناك ملائكة كما جاء في الخبر يبلغونه -عليه الصلاة والسلام- من يسلم عليه "«فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم» رواه في المختارة" رواه في المختارة.

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

على كل حال البر للوالد كما يكون بزيارته والدعاء له يكون أيضًا بالدعاء من بُعد؛ لأن المكان قبره -عليه الصلاة والسلام-، وما عُرف عن المسلمين جملة من حب ومودة له -عليه الصلاة والسلام- يخشى من أن يزيد هذا الأمر إلى أن يصل إلى الغلو.

"رواه في المختارة" المختارة كتاب في الحديث، كتاب مسند يروى بالأسانيد، وصاحبه متأخر الضياء المقدسي، وهو كتاب في الجملة فيه قوة، وتصحيحه أفضل من تصحيح الحاكم، بل ومن ابن حبان وغيرهما من أهل التساهل، فتصحيحه في الجملة مقبول إلا أنه كغيره من الأئمة يعني يأتي بالراجح ويأتي بالمرجوح.

طالب: .......

لا، ما له علاقة، المولد ما له علاقة بالقبر، ما له علاقة بالقبر من جهة، لكن كون المولد يتكرر في وقت واحد من كل سنة صار عيدًا من هذه الحيثية.

طالب: .......

حتى صيغة الخطاب في الصلاة بعد هذا، هذا نص ورد في مورده فيُقتصَر عليه.

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

الواجب في الصلاة في التشهد.

طالب: .......

لحظة نقول: الصلاة عليه في الصلاة واجبة، بل ركن عند الحنابلة، ركن من أركان الصلاة عند الحنابلة فقط، والصلاة عليه عند ذكره -عليه الصلاة والسلام- جاء الأمر بها، وجاء أيضًا وصف من لم يصلِّ عليه بالبخل: «البخيل من ذكرت عنده فلم يصلِّ علي»، وجاءت فيها نصوص كثيرة، منهم من يحكم بالوجوب عند ذكره -عليه الصلاة والسلام- ومنهم من يقول: إنه من باب المستحبات المتأكدة، من باب المستحب المتأكِّد، وجاء الأمر بها في كتاب الله -جل وعلا-: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [سورة الأحزاب:56] من يقول: إن امتثال الأمر يحصل بمرة واحدة، مرة واحدة في العمر ما هو كل ما ذكر، امتثال الأمر في الآية يحصل {صَلُّوا عَلَيْهِ} [سورة الأحزاب:56] خلاص صليت عليه، لكن لا شك أن هذا بخل شديد، ومن صلى عليه -عليه الصلاة والسلام- مرة صلى الله عليه بها عشرًا، وأي فضل أعظم من هذا أن يُذكَر في الملأ الأعلى عشر مرات بدلاً من أن يقول: -صلى الله عليه وسلم- مرة واحدة؟

 على كل حال فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه كتب ومؤلفات، ولابن القيم كتاب اسمه جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام -عليه الصلاة والسلام-، وفيه القول البديع للسخاوي في فضل الصلاة والسلام على الحبيب الشفيع، وكتب أخرى، الصِّلات والبُشَر في الصلاة والسلام على خير البَشر للفيروز أبادي، وغير ذلك.

قال -رحمه الله-:

فيه مسائل:

"الأولى: تفسير آية براءة" وتقدم الكلام فيها في صدر الباب.

"الثانية: إبعاده -عليه الصلاة والسلام- أمته عن هذا الحِمى، إبعاده أمته عن هذا الحمى غاية البعد" الحِمى الذي هو حماية التوحيد وصيانته وما يخدشه من الشرك وما دونه من البدع، الشرك كأنه شيء ممنوع، بل هو ممنوع شرعًا، لكن في المحسوسات «ألا وإن لكل ملك حمى» فيُمنَع منه غير الدواب التابعة لهذا الملِك، بل لا يقرَب منه؛ لأن الملِك سوف يعاقِب من يترك دوابه ترعى فيه، «ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه»، وأعظم محارمه الشرك.

"الثالثة: ذكر حرصه علينا ورأفته ورحمته" كما جاء {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [سورة التوبة:128] لا شك حرصه علينا كما تقدم في تفسير الآية، وما عرف من سيرته طيل حياته بعد بعثته إلى وفاته شيء لا يخطر على البال، بل هو أحرص من الوالد على ولده، ومن الأم على ولدها، ولذا لا خير إلا دلنا عليه، ولا شر إلا حذرنا منه.

"الرابعة: نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص" على وجه يشبهه بالعيد على وجه مخصوص يكون في وقت يتكرر، في وقت محدَّد يجعله عيدًا، أو يزاوَل عنده ما يوقع في المحظور من الغلو به -عليه الصلاة والسلام- "مع أن زيارته من أفضل الأعمال" إذا كانت زيارة القبور مأمورًا بها وجاء الحث عليها وذكرت علتها «فإنها تذكر الآخرة»، فكيف بزيارة قبره- عليه الصلاة والسلام-؟

"السادسة: حثه على النافلة في البيت" حثه على النافلة في البيت، وجاء الحديث في الصحيح: «أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة، إلا المكتوبة» و حثه على النافلة من حديث الباب بعدم تشبيه البيت في القبور أو في المقابر التي لا تصلى فيها.

"السابعة: أنه متقرِّر عندهم أنه لا يصلى في المقبرة" «لا تجعلوا بيوتكم قبورًا» ما قالوا: كيف نجعلها قبورًا، يعرفون أنها إذا لم يصل فيها صارت مقبرة، يعني كالمقبرة كما تقدم.

"السابعة أنه متقرر عندهم أنه لا يصلى في المقبرة".

"الثامنة: تعليله ذلك -عليه الصلاة والسلام- بأن صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وإن بَعُد" عن طريق أولئك الملائكة الذين يبلغونه إن صح الخبر، وإلا فيؤمَن به.. نؤمِن ونعترف ونجزم بأنها تبلغه، لكن طريقة التبليغ إن صح الخبر فعن طريق أولئك الملائكة، وإلا فالله أعلم بالكيفية.

"فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب" من أراد القرب إن كان يزعم أنه لا يبلغه إن كان بعيدًا، فالحديث نص في الرد عليه، وإن كان يعرف أنه يبلغه، لكن القرب أفضل فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب سواء كان يتوهم أنه لا يبلغه إذا بعد أو يكون سلامه عليه بالقرب أفضل بغض النظر عن جهة التفضيل الذي يتضمن الزيارة، القرب يتضمن زيارة إضافة إلى السلام عليه -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: .........

ماذا؟

طالب: .........

في قبره -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: .........

لا، وكونك تدعو لوالدك وأنت في بيتك، وأنت في صلاتك فرق بينه وبين أن تدعو له عند قبره لا من جهة الدعاء، وإنما من باب إضافة الزيارة التي جاء الحث عليها مع الدعاء.

وجاء في الدعاء من قرب أحاديث، لكن لا تثبت، وجاء في تحديد بعض الأوقات للزيارة، لكنها لا تثبت «من زار أبويه كل جمعة كتب برًّا» ضعيف جدًّا.

طالب: .........

هذا للزيارة، والزيارة مشروعة ما لم تتضمن شد رحل، الزيارة أفضل نعم.

طالب: .........

ماذا؟

طالب: .........

"الخامسة" ما فيها؟

طالب: .........

نعم.

"نهيه عن الإكثار من الزيارة" وهذا مقتضى النهي عن كونه عيدًا، مأخوذ من النهي عن اتخاذه عيدًا.

"التاسعة: كونه -عليه الصلاة والسلام- في البرزخ تُعرَض عليه أعمال أمته في الصلاة والسلام عليه" تعرض عليه أعمال أمته في الصلاة والسلام عليه، يعني في هذا الباب خاصة، وجاء أنه تعرض عليه الأعمال كل ليلة جمعة، لكن الحديث فيه كلام.

طالب: .........

تفسير آية براءة؟ ما هي ذكرت آية براءة في أول الباب؟ {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} [سورة التوبة:128].

طالب: .........

نعم، فتفسيرها يوضح المراد من الباب.

طالب: .........

ما فيه حد، لكن الإكثار والتردد الذي يجعله بمنزلة العيد الذي يعود ويتكرر يُنهى عنه، ومع ذلك الصلاة في المسجد والصلاة عليه -عليه الصلاة والسلام- سواء كان في المسجد أو خارج المسجد يكفي، اللهم صل على محمد.

طالب: .........

المسألة يعني مردها إلى العرف في الإكثار والإقلال، ومع ذلك يحرص الإنسان مع ما في قلبه من حب ومودة للرسول -عليه الصلاة والسلام- وتعظيم واتباع ألا يقرب من الأمور التي تخدش في توحيده.

طالب: .........

لا، هذا ليس بصحيح.

يقول: حديث الأعمى.. حكم التوسل بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وحديث الأعمى.. المروي..

يعني مروي عند الترمذي، لكنه حديث ضعيف.

طالب: .........

الأصل القول، الأصل هو القول.

طالب: بالنسبة للمتعجل يوم ثاني عشر.

ماذا فيه؟

طالب: إذا فرغ من طواف الوداع صلاة العشاء كم مقدار مكوثه في مكة وإلا لو أراد الراحة سيسافر برًّا يريد الراحة حتى يمضي في السفر.

يجعل الوداع بعد الراحة.

طالب: ثم يكون آخر ما يودع..

نعم يكون آخر عهده بالبيت.

طالب: ما فيه وقت محدد لها ست ساعات مثلاً..

لو غلب على أمره ونام ينتظر رفقة أو شيئًا ونام مغلوبًا فما عليه.

طالب: طيب لو مكث إلى الفجر أراد الراحة إلى الفجر كذا..

لا لا.

طالب: يعيد طواف الوداع؟

هذا الأصل.

طالب: الفأل شخص أقدم على شيء فجاءته رسالة بالخطأ من أحد زملائه فيها كلام يعني يتفاءل به، هل نقول: هذا من الفأل؟

والله الكلام الطيب طيب.

طالب: لكن أرسلت له بالخطأ فيقول: هل هذا فأل أم..؟

فأل فأل.

طالب: بعض الخطباء يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر الخطبة قال: وهذا وصلوا على نبينا محمد.. هل هذا- أحسن الله إليك- فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة يعني.. لأنه فيه بعض الكلام يقال: إنه من البدع، هل هذا الكلام يعتبر صحيحًا؟

لكنه معروف عند أهل العلم ومتقرر عندهم.

طالب: يعني تلقته الأمة بالقبول...

 

ما عليه إن شاء الله.. ما عليه إن شاء الله..

"