شرح كشف الشبهات (2)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فيقول الإمام المجدِّد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه النفيس كشف الشبهات يقول: وهذا التوحيد" هذا التوحيد يعني الذي دعت إليه الرسل وهو الذي عَرَّفَه في مطلع هذا الكتاب وهو إفراد الله بالعبادة وليس هو التوحيد الذي يقرِّره مشركو زماننا وهو الذي أقر به المشركون الذين أرسل إليهم النبي -عليه الصلاة والسلام- وقاتلهم مع اعترافهم به وإقرارهم به وهو توحيد الربوبية يقول "هذا التوحيد" يعني توحيد الإلهية توحيد العبادة "هو معنى قولك لا إله إلا الله" هو معنى قولك لا إله إلا الله معناها لا معبود حق إلا الله لا معبود ولا مألوه ولا مرجو ولا مخوف ولا يستحق أحد من خصائصه أحد سواه إلا الله جل وعلا قال "فإن الإله عندهم هو الذي يُقصَد لأجل هذه الأمور" فإن الإله عندهم هو الذي يُقصد لأجل هذه الأمور الإله المنفي بكلمة التوحيد لا إله عند هؤلاء المشركين المنفي يثبتونه فإن الإله عندهم هو الذي يقصد لأجل هذه الأمور وهذا منفي عن غير الله جل وعلا في كلمة التوحيد التي أُمر النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يقاتل الناس حتى يقولوها ولا يكفي مجرد القول لأن هذا مجرد القول موجود عند مشركي زماننا وإن أباه ورفض القول به والتلفظ به من هو أذكى منهم وأفهم وأعرف وأفهم لهذه الكلمة من مشركي قريش كأبي جهل وأضرابه كما سيأتي في كلام المؤلف رحمه الله تعالى فإن الإله عندهم هو الذي يقصد لأجل هذه الأمور سواء كان ملكًا أو نبيًا أو وليًا أو شجرةً أو قبرًا أو جنيًا هذا هو الذي يقصدونه سواء كان مشركو العرب وغيرهم ممن بعث ممن بعث فيهم النبي -عليه الصلاة والسلام- وقاتلهم أو من مشركي زماننا هذا هو الإله عندهم وهو الذي يطلقون عليه في فيما جاء بعد ذلك من الأعصار السيِّد يطلقون على من يرجونه ويخافونه ويدعونه ويلتجئون إليه في الشدائد يطلقون عليه السيد كالسيد البدوي مثلاً وغير ممن يُتخَذ إله من دون الله "لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبِّر" لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبِّر كفار قريش لا يقولون أن الإله هو الخالق الرازق المدبِّر لأنهم يقرون به ولو كانوا يعنون بالإله الخالق الرازق المدبر ما امتنعوا من قول لا إله إلا الله لأنهم يقرون به "فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما قدمت لك وإنما يعنون بالإله ما يعني المشركون في زماننا بلفظ السيد" يعني يتفق المشركون المتأخرون مع المشركين المتقدمين المشركون المتقدمون يقرون ويعترفون بأن الله هو الخالق الرازق المدبِّر وهؤلاء يقرون بأن الله هو الخالق الرازق المدبِّر وكل من الفريقين يشرك معه في توحيد الألوهية ولذا لم ينفعهم الإقرار بتوحيد الربوبية ولم يدخلوا في الإسلام حينما أقروا به واعترفوا به كما سلف في الآيات السابقة في الدرس الماضي "فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما قدمت لك وإنما يعنون بالإله ما يعني المشركون في زماننا بلفظ السيد فأتاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها" والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها ولو كان المراد مجرد اللفظ لما تأخر المشركون من الإذعان والإتيان به لأنه لا يناقض ما هم عليه من الشرك إذا كان مجرد اللفظ وليس المراد المعنى لا يعجز أحد عن أن يقول لا إله إلا الله لكنهم يعرفون المعنى ويعرفون أن المراد والمطلوب هو المعنى لا مجرد اللفظ ولذلك صاروا أعرف وأفهم من المشركين المتأخرين الذين يطوفون بالقبور ويذبحون لغير الله وينذرون لغيره وهم يقولون لا إله إلا الله فأتاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها والكفار الجهال وهم أميون لا يقرؤون ولا يكتبون لكنهم عرب أقحاح يعرفون معاني الكَلِم وما تدل عليه "والكفار الجهال يعلمون أن مراد النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه الكلمة هو إفراد الله تعالى.. هو إفراد الله تعالى بالتعلق والكفر والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه" هذا مقتضى لا إله إلا الله نفي الألوهية عن جميع ما يعبد من دون الله وإثباتها لله وحده "والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه فإنه لما قام لهم قولوا لا إله إلا الله" الآن يسجد لقبر ويقول لا إله إلا الله هذا جهل عظيم وضلة في الرأي ووصل الجهل في بعض البقاع بهذه المناسبة أن شخصًا في بلاد البوسنة قبل الحرب الأخيرة التي صارت عليهم قبل عشرين سنة يقول واحد من الدعاة وقفنا على شخص كث اللحية لحيته بيضاء ولا يفتر من قول لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا يفتر من قولها ويبيع السمك وعنده مصحف يسمونه جوامعي القطع الكبير فإذا باع سمكة وقطع ورقة من المصحف ولفها وأعطاها الزبون هذا يعرف معنى لا إله إلا الله؟! أو يعرف من الدين سوى الاسم؟! وهؤلاء الذي يسجد للقبر ويقول لا إله إلا الله أجهل من هذا الذي يبيع السمك ويلفّه بمعنى لا إله إلا الله ومقتضى لا إله إلا الله كفار قريش لما قيل لهم قولوا لا إله إلا الله قالوا {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [سورة ص:5] رفضوا أن يقولوا لا إله إلا الله "فإذا عرفتَ" يقول الشيخ رحمه الله "فإذا عرفت أن جهال الكفار يعرفون ذلك" يعرفون المعنى ويفهمون لأنهم عرب على الفطرة يعرفون مدلولات الألفاظ وما يحيل المعاني يعرفون ذلك كله وهم المرجع في هذا في هذا الباب في اللغة العربية فإذا عرفت أن جهال الكفار يعرفون ذلك "فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جُهَّال الكفار" لأنهم لو عرفوا معناها ما وقعوا فيما وقعوا فيه من الشرك المناقض لها "وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها" شخص توفي من عشرة أو  أكثر من السنين إمام في فَنِّه في أصول الفقه في وقته هو مرجع أهل الأرض كلهم إمام ومع الأسف هو في بلده سادن قبر جاءنا ودرس عندنا وبُهِر الناس به وأفادوا من علمه ومع ذلك سادن ورث السدانة عن أبيه وجده كابرًا عن كابر ماذا يستفيد من هذا العلم؟ وسيأتي في كلام الإمام رحمه الله تعالى أن هؤلاء عندهم قد يكون عندهم علوم كثيرة ومعلومات واسعة لكن ما تنفعهم هذه العلوم إذا لم يحققوا كلمة التوحيد كلمة الإخلاص مفتاح لا إله إلا الله مفتاح الجنة لا إله إلا الله لا تفيدهم علومهم "بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني" بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني والحاذق منهم يعني مع الأسف الشديد انصراف الناس عن تعلُّم هذا العلم وكانت هذه العلوم بدهية عند الناس إلى وقت قريب مثل ما ذكرت بالأمس إذا سلَّم الإمام من صلاة الفجر سأل عن الأصول الثلاثة وسأل عن بعض ما يضطر إليه من من معاني لا إله إلا الله وشروط لا إله إلا الله وما تتضمنه وما تقتضيه وما يناقضها أما الآن لا عين ولا أثر كانت موجودة يعني ومازالت يعني موجودة في مقررات الصفوف الأولى لكنها أخذوا يخففون منها ويتخففون من كثير مما يتعيَّن على المسلم معرفته "والحاذق منهم يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله ولا يدبر الأمر إلا الله" يظنون هذا معناها المتكلمون في كتبهم وموسوعاتهم على كثرتها وتنوعها يقررون هذا المعنى يعني لو تقرأ كتب الكلام المواقف والمقاصد وغيرها من كتب الكلام مع شروحها التي لا تعد ولا تحصى التي منها ما يبلغ عشرة مجلدات وأكثر وأقل لا يحومون حول المعنى الصحيح للا إله إلا الله لا يحومون حوله وإنما يقررون أن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله ولا يدبر الأمر إلا الله من نتيجة ذلك ومن أثره أن انتشرت الشركيات في بلدانهم ولا ينكرونها لأنهم لا يدرون أنها تناقض لا إله إلا الله لأن الإنسان قد يعجب كيف انتشر الشرك في الأمة بهذه الطريقة وفيها العلماء وهي خير أمة أخرجت للناس العلم الذي لا يبنى على أساس صحيح من كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- لا ينتفع به صاحبه ولا ينفع به غيره وشواهد الأحوال ظاهرة كثير من الناس أو من ممن يسافر من هذه البلاد إلى أقرب البلدان يضيق ذرعًا بالصلاة في المسجد يقول لا نجد مسجد ما فيه قبر ولذلك نضطر نصلي أفراد في أماكن سكننا هذه مشكلة إذا كان رأس المال التوحيد الذي لا يصح بدونه أي عمل ولا يقبل من دونه أي تقرب إلى الله جل وعلا لا ينفع إذا كان المسلمون بهذه الصفة فلا بد من أن من الدعوة الجادّة إلى هذا التوحيد والحمد لله يعني الذين تعلموا في هذه البلاد وانتشروا في الأقطار نفع الله بهم نفعًا عظيمًا وطلاب المنح الذين وفدوا إلينا والدعاة الذين ذهبوا إلى البلدان والأمصار نفع الله بهم ومع ذلك يبقى أن هذه الأمور والمظاهر الشركية موجودة في كثير من أقطار المسلمين مع الأسف الشديد والحاذق منهم يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله ولا يدبر الأمر إلا الله "فلا خير في رجل جُهَّال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله" فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله أبو جهل فرعون هذه الأمة يعرف معنى لا إلى إلا الله وكبار المتكلمين وحذاقهم يخفى عليهم المعنى الصحيح للا إله إلا الله ولذا وقعوا ما وقعوا فيه من القيل والقال والكلام الذي لا طائل تحته وأفنوا أعمارهم فيما لا ينفعهم بل فيما يضرهم وفي النهاية عند حضور الأجل تمنى كبارهم أن يموتوا على عقائد عجائز نيسابور يعني بعد هذا كله يتمنى الذي أفنى العمر كامل ثمانين سنة في القيل والقال يتمنى أن يموت على عقيدة عجائز نيسابور فعلى الإنسان كما سيأتي في كلام الشيخ في الفائدتين الفرح بما آتاه الله من هذا العلم ووفقه إليه وأيضًا الخوف العظيم من سلبه كما سيأتي في كلام الشيخ رحمه الله يقول "إذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب" معرفة قلب وتحقيق ما هو معرفة لسان تقول الكلام بلسانك ولا يدخل إلى سويداء قلبك لا بد أن يكون مخزون في القلب أما بمجرد اللسان فأي شبهة تزيله إذا لم يتحقق ويتقرر في القلب "إذا عرفت ما قلتُ لك معرفة قلب وعرفتَ الشرك بالله وعرفتَ الشرك بالله الذي قال الله فيه {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}" [سورة النساء:48] يقول "وعرفتَ الشرك" الذي يضادّ التوحيد ويناقضه "وعرفتَ الشرك بالله الذي قال الله فيه {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}" [سورة النساء:48] الشرك ليس بقابل الغفران الشرك ليس بقابل للغفران وأما ما دونه وما عداه فإنه يدخل تحت المشيئة بما في ذلك كبائر الذنوب هذا قول أهل السنة والجماعة خلافًا للخوارج الذين يقولون أن مرتكب الكبيرة كافر خلافًا للمعتزلة الذين يقولون إن مرتكب الكبيرة بين المنزلتين في منزلة بين المنزلتين لا كافر ولا مؤمن ويتفقون على أنه يتفقون مع الخوارج على أنه مخلَّد في النار نسأل الله العافية والمنصوص عليه {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} [سورة النساء:48] هذا الذي لا يُغفَر والشرك كما هو معلوم نوعان أكبر وأصغر والعلماء يختلفون في هذا الشرك الذي لا يُغفَر دخول الشرك الأكبر في الآية مجمع عليه.. دخول الشرك الأكبر وأنه لا يغفر هذا متفق عليه بين أهل العلم لكن يختلفون في الأصغر هل يدخل فيما لا يُغفَر كالشرك الأكبر أو لا كغيره من الذنوب من أهل العلم من يرى أن الآية عامة تشمل جميع أنواع الشرك مادام يطلق عليه شرعًا شرك فهو داخل في {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} [سورة النساء:48] وهذا قول معروف عند أهل العلم وظاهر الآية يؤيده ظاهر الآية يؤيده ومنهم من يقول أن الشرك الأصغر حكمه حكم كبائر الذنوب تحت المشيئة وعلى القول الأول هل يخلَّد مثل ما يخلَّد المشرك شرك أكبر؟ يقولون لا، لا بد أن يعذّب لا يغفر لا بد أن يعذّب بقدر هذا الشرك ثم في النهاية يخرج ولا يخلّد كصاحب الشرك الأكبر "وعرفتَ دين الله الذي بعث به الرسل من أولهم إلى آخرهم الذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه عرفتَ الشرك وعرفتَ دين الله الذي بعث الله الذي بعث به الرسل من أولهم إلى آخرهم الذي لا يقبل الله من أحد دِيْنًا سواه وعرفت ما أصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا" إذا كنت على بصيرة وبيِّنَة من هذا كلِّه عرفت التوحيد الحقيقي المطلوب المحقِّق لمعنى لا إله إلا الله وعرفت ما يضادّه من الشرك "أفادك فائدتين الأولى الفرح بفضل الله ورحمته" لأن هذا رأس المال لأن هذا إذا فُقِد فَقَدْ خسر الإنسان كل شيء افترض أنه يعرف من العلوم ما يعرف ماذا تفيده هذه العلوم؟ لا شيء إذا لم توصله إلى الجنة فلا خير فيها أفاد من أمور الدنيا ومُتَعِها القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث كل شيء لكنه خسر هذا الخسران المبين في عدم تحقيق التوحيد يقول "الفرح بفضل الله ورحمته كما قال جل وعلا {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}" [سورة يونس:58] الفرح في الأصل ممدوح والا مذموم؟ {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [سورة القصص:76] لكن هذا إذا كان في أمور الدنيا التي لا يستفاد ولا ينتفع بها ولا تنفعه في أخراه لا يحب الفرحين كما حصل لقارون ومن على شاكلته وكم بين المسلمين من قارون؟ نسأل الله العافية ممن لا ينتفع بماله بل هي وبال ووقود عليه نسأل الله السلامة والعافية إذا كانت هذه النعمة التي أعطاه الله إياها مما يفيده في دينه ودنياه يفرح بها نعمة البصر إذا كان يستفيد منها فيما يقربه إلى الله جل وعلا وقل مثل هذا في بقية النعم كالسمع والعقل بعض الناس هذه النعم وبال عليه يستعملها فيما حرم الله عليه هذه ليست بنعم هذه تنقلب نقم يحاسَب عليها يوم القيامة "{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}" [سورة يونس:58] «للصائم فرحتان» لأن الصيام مما يقربه إلى الله جل وعلا فهو يفرح به الثانية الآن تفرح بما أعطاك الله من هذه النعمة العظمى التي لا يقاربها ولا يدانيها أيُّ نعمة توجد وإن أفاد منها الإنسان تفرح بهذه النعمة لكن مع ذلك بقدر عِظَم هذه النعمة تُشفِق وتخاف على نفسك من زوالها وتخاف على نفسك من زوالها لأنه بقدر حجمها وعِظَم وعِظَمها وفرحك بها لا تأمن أن تزول ولا تأمن أن تسلب إياها فأنت تخاف مما يضادّها الثانية "وأفادك أيضًا الخوف العظيم فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه" الخوف العظيم الإنسان يخاف من زوال النعم الإنسان يخاف من زوال النعم ويحزن على ذلك لكن بقدر هذه النعم الخوف يكون مستواه بقدر فرحه ومستوى هذه النعمة الآن الذي عنده سيارة اشتراها بجميع ما يملك واستدان على ذلك زيادة ألا يخاف عليها أشد الخوف؟ هل يعطيها أي إنسان يعيرها أي أحد؟ هل يتركها في وسط الشارع عرضة لأن عرضة لأن تصدم وعرضة لأن يعبث بها أو تسرق؟ لا، يحرص عليها وتجده يدخلها في داخل البيت ويغلق البيت لكن إذا كانت السيارة من الأنواع التي متيسرة بأيسر الأثمان ما يهتم لها مثل هذا الاهتمام الإنسان إذا كان عليه ثوب من نوع غالي خلونا في أدنى الأمور وأيسرها لا يريد أن يتدنس بشيء بينما الذي ثوبه أقل من ذلك أمره أخف المقصود أنه كلما زادت النعمة وعظمت وصعب منالها كان الخوف عليها أعظم من أن تسلب يقول "وأفادك أيضًا الخوف العظيم فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه" إن الإنسان ليتكلم بالكلمة إن الإنسان ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفًا نسأل الله العافية والذي قال والله لا يغفر الله لفلان أوبقت دنياه وأخراه والذي يقول لأخيه كافر وهو لا يستحقها تحور عليه وترجع إليه أمور خطيرة عظيمة يجب على الإنسان أن يحفظ لسانه.

احفظ لسانك أيها الإنسان

 

لا يلدغنك إنه ثعبان

الثعبان يلدغ لدغة ويمكن تُعالَج أو أسوأ احتمال تموت لكن الزلة باللسان ليست بالسهلة وليست بالهينة "يكفر بكلمة يخرجها من لسانه وقد يقولها وهو جاهل فلا يُعذَر بالجهل" وقد يقولها وهو جاهل فلا يُعذَر بالجهل ولا شك أن هذا بالنسبة للمُعرِض يُعرَض عليه الدين ويُعرَض عليه العلم وبين مسلمين ويعرِض عن دين الله وعن شرع الله لا يتعلمه ولا يرفع به رأس مثل هذا لا يُعذَر وإلا فالأصل {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [سورة الإسراء:15] وهذا ما يقرره صاحب الكتاب الإمام المجدد العذر بالجهل مسألة معروفة عند أهل العلم وطويلة الذيول ولها صُوَر ولها فروع على كل حال ليس هذا محل بسطها لكن الشيخ رحمه الله هو ممن يعذر بالجهل يعني إذا كان جهل مطبِق ما بلغه شيء من العلم لا بد أن تبلغه الحجة لأن الله جل وعلا قال {لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ} [سورة الأنعام:19] لا بد من بلوغ الحجة {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [سورة الإسراء:15] فإذا بلغت الحجة فإن كان ممن يفهم من العرب بدون ترجمة يكفي بلوغ الحجة وإذا كان من غيرهم ممن يفهم الكلام العربي لا بد أن يفهمه ولا يلزم زوال المانع من قَبُول الحجة لأنه إذا كان يفهم وبلغته الحجة يكفي هذا لأن كثير من المسلمين في الأقطار إذا قيل لهم هذا شرك والدليل على ذلك قوله تعالى وقوله -عليه الصلاة والسلام- قال لا، أنتم تقولون هذا وتقررون هذا لكن شيوخنا يقولون لا، هذا مانع من قبول الحجة لا يُشتَرَط زواله لأنه يفهم وألقي إليه الدليل والحجة من الكتاب والسنة فأعرَض اكتفاء بما عليه {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} [سورة الزخرف:23] {إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا} [سورة الأحزاب:67] يعذرون؟! وش بعد الآية؟ {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً} [سورة الأحزاب:67-68] ما عُذِروا لأنهم أطاعوا السادة والذين صدوهم عن دين الله وعلى الإنسان أن يحمد الله جل وعلا أن كان بين علماء محقِّقين يعرفون معنى لا إله إلا الله ويعرفون ما يناقضها وإلا فما الفرق بينه وبين غيره من أولئك الفئام من الناس الذين يقتدون بعلماء لهم شأن ولهم وقع ولهم تقدير واحترام بين الناس بل لهم تقديس بين الناس وإذا رآهم يفعلون رأى فعل مثلهم ويقولون هم أعرف وقريب من هذا مقلِّدَة المذاهب تجده يقال له هذا الفعل ليس بصحيح يقول لك لا، المذهب كذا تقول الدليل كذا يقول لك لا، المذهب كذا وإن كان هذا أخف بلا شك لأن صاحب المذهب صاحب سنة لكن بعضهم إذا قيل له حتى من بعض أنصاف المتعلمين من المتمذهبة تجده لا يخرج عن المذهب ولا يحيد عنه بحجة أن صاحب المذهب الإمام أحمد عرف لو كان هذا الدليل يدل على هذه المسألة ما تعداه الإمام أحمد مع أن الأئمة لأسباب أو لاختلافهم أسباب معروفة لكن لا يعني أن هذا الإمام المقتفي صاحب الأثر صاحب السنة لا يخفى عليه شيء من الدين لكن تجده يقول ولو الإمام أعرف لا شك أن العامّي فرضه التقليد وسؤال أهل العلم لكن مع ذلك إذا بلغه القول بدليله لا يصِرّ ولا يعاند وإنما عليه أن يسأل من يثق به من أهل العلم ما رأيك بهذا الدليل وهل هناك شيء يعارِضه ويمنع من العمل به؟ يكون عنده قبول للحق مبدأ القبول للحق وليس معناه أنه يُلزَم بالاجتهاد والنظر في الأدلة هذا شأن أهل العلم وإنما فرضه التقليد وبعض هؤلاء المقلِّدَة نسأل الله العافية تشددوا في هذا ورأوا تحريم الخروج عن المذاهب الأربعة الصاوي في حاشيته على الجلالين يقول ولا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة ولو خالفت الكتاب والسنة وقول الصحابي يقول لأن الأخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر نعوذ بالله يعني هذا إذا كان هذا تقليد في الفروع فكيف بمن يقلِّد في الأصول في مَفْصِل رفي لا إله إلا الله مفتاح الجنة التي لا يمكن أن يدخل الجنة بدونها والله المستعان "وقد يقولها وهو يظن أنها تقربه إلى الله تعالى" يقول الكلمة ويظن أنها تقربه إلى الله تعالى "كما ظن الكفار" وفي بعض النسخ "المشركون" ولا فرق "خصوصًا إن ألهمك الله ما قص عن قوم موسى" عليه السلام "مع صلاحهم" هؤلاء الصفوة من قوم موسى مع "صلاحهم وعلمهم أنهم أتوه قائلين {اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [سورة الأعراف:138]" إذا كان إبراهيم الذي حطَّم الأصنام يقول {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} [سورة إبراهيم:35] فماذا نقول نحن؟! ونحن على خطر عظيم في أيام فتن يصبح فيها المسلم أو الرجل مسلمًا ويمسي كافرًا ونحن نرى بعض من ينتسب إلى الدعوة تجده في هذا اليوم على قول وغدًا على قول يناقضه والله المستعان "فحينئذٍ يعظم خوفك وحرصك على ما يخلِّصك من هذا وأمثاله" فحينئذٍ يعظم خوفك وحرصك على ما يخلِّصك من هذا وأمثاله يعني بقدر هذه النعمة التي هي نعمة التوحيد أعظم النعم على الإطلاق وهي معرَّضة للزوال ألا يكون أشد الخوف من زوالها؟! يعني كما قال المؤلف في الفائدتين رحمه الله تعالى واعلم أن الله سبحانه من حكمته واعلم أن الله سبحانه من حكمته لم يبعث نبيًّا بهذا التوحيد "واعلم أن الله سبحانه من حكمته لم يبعث نبيًّا بهذا التوحيد إلا جعل الله له أعداء كما قال تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً}" [سورة الأنعام:112]" الأنبياء لهم أعداء وما من نبي بُعِث إلا عودي وقد يستمر العداء له ولا يستجيب له أحد والنبي يبعث وحده وقد لا يستجيب له إلا النفر اليسير الرجل والرجلان وقد يكون معه الرهط وقد يعاديه وينابذه أقرب الناس إليه فلا يستجيب لدعوته بل يغري به أعداءه {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ} [سورة التحريم:10] أقرب الناس إليهم وقد يكون ذلك من أولادهم كابن نوح وقد يكون من قبيلته وعشيرته كما حصل للنبي -عليه الصلاة والسلام- في أول الأمر المقصود أن إذا جاء أحد للناس بما لم يألفوه وأراد أن يخرجهم عنه عادوه لأن الناس أعداء لما يجهلون "{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً}" [سورة الأنعام:112] شياطين شياطين الإنس وقُدِّموا على شياطين الجن لأن شيطان الإنس يأتي إليك بصفة ناصح ويزخرف لك القول ويُلْبسه لباس الحق وهذه حقيقة الشبهة التي تشتبه بالحق يأتي إليك بصفة ناصح مشفق وقد تستعيذ بالله منه فلا ينصرف لكن شيطان الجن إذا استعذت بالله منه اندحر ولذلك قُدِّم شياطين الإنس على شياطين الجن {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً} [سورة الأنعام:112] يأتيك بكلام مُنَمَّق مرتَّب مزوَّق مزخرف كما نسمع وكما نقرأ في الوسائل وسائل الإعلام الموجودة الآن ولا فيه أرتب من كلام المتكلمين الذين يبنونه على المقدمات والنتائج كلام مرتب بالفعل إذا سمعه الإنسان أُعجب به ولكنه لا شيء في الحقيقة {زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً} [سورة الأنعام:112] سراب.

حجج تهافت كالسراب تخالها

 

حقا وكل كاسر مكسور

كلهم ما عندهم سنع هذا يزعم أنه كاسر وهو في الحقيقة مكسور وخصمه كذلك كلهم ويقع عليه اسم الفاعل واسم المفعول يزعم أنه كاسر وهو في الحقيقة مكسور يزعم أنه غالب وهو في واقع الأمر مغلوب وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج "وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال الله تعالى {فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ}" [سورة غافر:83] يعني دعوة الشيخ لما انتشرت في الآفاق ووجهت من قِبَل أعداء الدعوة من أهل العلم ممن ينتسب إلى علم إلى العلم في تلك الأقطار وقابلوها بالحجج وبما عندهم من العلم يقول "وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج" عندهم فيه علماء في الفنون في العربية وهم متمكنون فيها وفي الأصول وأيضًا في العلوم الأخرى في الفقه وعلوم الآلة لكن وقد يكون لهم يد في تفسير القرآن وفي شرح الأحاديث على طريقتهم على طريقتهم على طريقة المتكلمين وأكثر المفسِّرين منهم وأكثر الشراح منهم لكن هل استفادوا من كلام الله وكلام نبيه -عليه الصلاة والسلام- في معرفة لا إله إلا الله التي تنجيهم من عذابه؟ هم باقون على ما هم عليه وإذا أردت أن تعرف قدر هذه النعمة فاقرأ في تفسير الرازي مع أن طالب العلم لا يُنصَح بقراءته لأن فيه شُبَه قد تنطلي عليه لأنه كلام منمَّق ومرتَّب فقد يلتبس الحق بالباطل وهو من أضرّ الكتب على طالب العلم لأن طالب العلم قد يدرك ما في غيرها من.. وكذلك تفسير الزمخشري فيه الاعتزاليات بالمناقيش تفسير الرازي يورِد الشُّبَه ويجلِّيْها ويوضِّحها بقوَّة ثم يرد عليها ردًّا ضعيفًا هذا إذا كانت تخالف مذهبه وإلا الشبه التي تقرر مذهبه هو حامل لوائها ومن المنظِّرين للبدعة فالكتاب خطره عظيم على طالب العلم نعم فيه فوائد وفيه نفائس يعني لو انبرى متمكِّن لإبراز هذه النفائس واستخراجها من هذا الكتاب لاستغنى الناس عنه ولم يحتاجوا إليه لأنه في ضرر بالغ على طلاب العلم يقول في تفسير قوله جل وعلا {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [سورة الشورى:11] وألَّف في أعضاء الله شخص يقال له محمد بن إسحاق بن خزيمة كتابًا أسماه كتاب التوحيد والأجدر به والأولى أن يسمى كتاب الشرك ابن خزيمة مَن هو هذا؟! إمام الأئمة العلماء قاطبة يطلقون عليه بما فيهم شيخ الإسلام وغيره يقولون إمام الأئمة وسبّه بأقذع أنواع السب كله لماذا؟ لأنه يخالف مذهبه يخالف ما يقرره نسأل الله العافية عندهم علوم كثيرة وكتب ومؤلفات وحجج كتاب البحار بحار الأنوار للمجلسي مائة وعشرين مجلَّد مائة وعشرين مجلَّد يعني ما عند أهل السنة هذا الحجم لشخص واحد إلا في كتب متعددة أما كتاب واحد يبلغ هذا المقدار كتاب الفنون لابن عقيل مئات المجلدات أو مئات الأجزاء ابن الجوزي وقع لي الجزء السابع بعد ما أدري والله قال أربعمائة أو خمسة من هذا الكتاب كتاب عظيم وكبير مع أن ابن عقيل عنده مخالفة في هذا الباب في الصفات والله المستعان "وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وحجج وكتب وحجج كما قال الله تعالى" {فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ} [سورة غافر:83] إذا عرفت ذلك يعني قد يقول قائل يُسأَل العالم من أهل السنة ويجيب بكلام مبسَّط يفهمه كل أحد يفهمه العامي ويجيب بكلمتين ثلاث وعليها معها دليلها يعني مثل الشيخ ابن باز رحمة الله عليه إذا سئل عن مسألة أجاب بدقيقة أو أقل ويُسأل فلان أو عَلَّان من الناس من المبتدعة ثم بعد ذلك يجيب عن هذه المسألة بمجلد ليس هذا علامة علامة التوفيق ليست هذه علامة للتوفيق يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله في فضل علم السلف على الخلف ومن فضَّل عالمًا على آخر بكثرة كلامه فقد أزرى بسلف هذه الأمة فقد أزرى بسلف هذه الأمة لو تقرأ في فتاوى الصحابة والتابعين ما وجدت كلام كثير الحكم ودليله خلاص وعلى كل حال قد يقتضي المقام شيء من البسط وقد يكون الخصم عنده علوم وشُبَه تُنقَض ويرد عليها كما فعل شيخ الإسلام رحمه الله يعني يجيب على المسائل بكتب لماذا؟ لأن الخصوم عندهم من العلوم ما يحتاج إلى اجتثاثها من أصولها فيحتاج إلى التطويل أما إذا كان السؤال من من غير مخالِف ما عنده شيء عامّي يسأل عن مسألة تفصِّل له وتجيبه بمجلد؟! لا، من فضَّل عالمًا على آخر بكثرة كلامه فقد أزرى بسلف هذه الأمة يقوله الحافظ ابن رجب في فضل علم السلف على الخلف، من العلماء مَن طريقته التفصيل والتفريع والتنظير هذا لا مانع منه في مقام التعليم في مقام التعليم وبعض العلماء يعرض المسائل بذيولها وأصولها وفروعها لأن أمامه طلاب علم يريد أن يتمرَّنوا على العلم الشرعي هذا لا لا إشكال فيه ولا يدخل في مثل هذا يقول "إذا عرفت ذلك وعرفت أن الطريق وعرفت أن الطريق إلى الله لا بد له من أعداء قاعدين عليه قاعدين عليه أهل فصاحة وعلم وحُجَج" أهل فصاحة وعلم وحُجَج وهذا شواهد الأحوال من الواقع الذي نعيشه ما يفتي عالِم بفتوى تبرأ بها الذمة ويُصَدّ بها الشَرّ إلا انبرى له الأشرار قاعدين على هذا السبيل سبيلهم الذي اتخذوه ومنهجهم الذي انتهجوه للصد عن دين الله نسأل الله العافية فيه كلمة حق تقال من قبل عالم مخلص ينبري لها من هؤلاء العَدَد والجَمّ الغفير وتُنشَر أقوالهم وتُتَلقَّف وإذا أُريد الرد عليه أو عليهم قد لا يتيسر نشرها وهو من هذا الباب الباب وعرفت أن الطريق إلى الله لا بد له من أعداء قاعدين عليه أهل فصاحة وعلم وحجج "فالواجب عليك أن تعلَّم من دين الله ما يصير سلاحًا لك تقاتل به هؤلاء الشياطين فالواجب عليك يخاطِب طلاب العلم بسلاح العلم المبني على الكتاب والسنة "فالواجب عليك أن تعلَّم من دين الله ما يصير سلاحا لك تقاتل به هؤلاء الشياطين الذين قال إمامهم ومقدَّمهم إبليس لربك عز وجل {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}" [سورة الأعراف:16] يعني يجلس على الطريق {ثُمَّ لآتِيَنَّهُم} [سورة الأعراف:17] يسلكون الصراط المستقيم ثم يجلس عليه هذا الشيطان وأتباعه {ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ} [سورة الأعراف:17] يعني في بشتى الوسائل وأنتم ترون أن معارَضة الحق وأهل الحق الآن لا تقتصر على كلام يسلكون جميع السبل والطرق للصد عن هذا الحق {ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين } [سورة الأعراف:17] يعني الشيطان اجتال الكثير من الناس حتى صار نصيبه الذين يدخلون معه النار يعني من بعث أهل النار الذين استجابوا للشيطان نسبتهم كم؟ تسعمائة وتسع وتسعون.

يا سلعة الرحمن ليس ينالها

 

في الألف إلا واحد لا اثنان

فاحرص أن تكون من الناجين من الواحد وإذا عرفنا أن هذه النسبة هي التي تدخل النار والواحد هو الناجي ماذا يصير وضعنا يصير وجل وخوف من سوء العاقبة كما كان سلف هذه الأمة وأئمتها يخافون منه أشد الخوف.

تفضل.

المؤذن يؤذن.

يقول المؤلف رحمه الله تعالى "ولكن إذا أقبلتَ على الله تعالى وأصغيتَ إلى حجج الله وبيناته فلا تَخَف ولا تحزن" إذا أقبلت على الله وصدقت معه والتجأت إليه ورغبت إليه أن يعصمك من هذه الفتن ومما يناقض التوحيد فإن الله جل وعلا يؤيدك ويثبتك وينصرك ولكن إذا أقبلت على الله تعالى وأصغيت إلى حجج الله وبيناته يعني تقرأ القرآن وفيه من الحجج ما يكفي ويشفي وفيها من الوضوح ما لا يحتاج معه إلى عناء وتعب وأصغيت إلى حجج الله وبيناته "فلا تخف ولا تحزن {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}" [سورة النساء:76] يعني لا تخف ولا تحزن مع أن نسبة من من يتأثَّر بالشيطان تسعمائة وتسعة وتسعين من ألف الذين يجتالهم الشياطين هذه النسبة والذي ينجو واحد والشيخ يقول "لا تخف ولا تحزن!" هو يحثك ويغريك بأن تصدق مع الله وتخلص لله وتنطرح بين يديه وتنكسر بين يديه وتلجأ إليه أن يثبتك وحينئذ أبشر "{إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}" [سورة النساء:76] يقول رحمه الله "والعامي الموحد من الموحدين والعامي من الموحدين يغلب ألفًا من علماء هؤلاء المشركين كما قال تعالى {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [سورة الصافات:173] فجند الله تعالى هم الغالبون بالحجة واللسان كما أنهم الغالبون بالسيف والسنان وإنما الخوف على الموحِّد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح" هل هذا الكلام يتفق أوله مع آخره؟ كيف يوجَّه كلام الشيخ بأن العامِّي من الموحدين العامي يعني المفترض أنه لا علم عنده يغلب ألفا من علماء هؤلاء المشركين "كما قال تعالى {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [سورة الصافات:173] فجند الله تعالى هم الغالبون بالحجة واللسان كما أنهم الغالبون بالسيف والسنان وإنما الخوف على الموحِّد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح" العامي معه سلاح والا ما معه سلاح؟

طالب: ............

كيف؟

طالب: ............

إذًا العامِّي معه سلاح والا ما معه سلاح؟ كيف يغلب ألف من هؤلاء العلماء؟

طالب: ............

العامِّي نفهم من الموحِّدين الذي يعرف معنى لا إله إلا الله ويعرف مقتضاها وأدركنا من العامة من لا يقرأ ولا يكتب لكنه يحضر المجالس مجالس العلم ولا يخرجه ذلك عن كونه عامي لكن يفهم ويعتني ببعض الأمور التي تُشكِل عليه مِن لاسيما في رأس المال في التوحيد يعني كان الاهتمام بالتوحيد أكثر مما نحن عليه الآن عوام هم من المحبِّين يسمون محبّون يحضرون الدروس لا يفهمون دقائق العلوم وليست لديهم أرضية يبنون عليها لكن إذا الشيخ قرر مسألة في التوحيد وأكد عليها فهمها هذا العامي وتسلّح بما فهم ووجدناهم يردون على بعض الناس ممن يتكلم في العقائد وجدناهم في الحرمين من من عوامّنا ممن يحضر الدروس هو لا يخرجه ذلك عن وصفه عن كونه عاميًا لا يقصد بذلك العامي الذي ما مر عليه شيء هذا ما معه سلاح هذا الذي يقصده الذي يمشي بغير سلاح هذا عُرْضَة لأن يجترفه أدنى شخص بأدنى شبهة لكن اللي يحضر الدروس ولزم أهل التحقيق وإن لم يكن لديه أهلية ولا أرضية كما يعبِّر المعاصرون إنما يسمع وبفطرته يفهم مثل هذا لا يمكن أن يؤثِّر عليه من علماء الخلف المشركين هؤلاء الكلام الذي يسميهم الشيخ مشركين قال إنه يغلبهم لأنه فهم المسألة من مما يتعلَّق بلا إله إلا الله وما يناقضها وسمع الأدلة فهو يتسلَّح بما سمعه من أهل العلم وليس مما يتلقاه بنفسه من الكتب ويتابع تحصيله بنفسه كما قال تعالى {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [سورة الصافات:173] فجند الله تعالى هم الغالبون بالحجة واللسان كما أنهم الغالبون بالسيف والسنان وإنما الخوف على الموحِّد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح كمن يدخل معركة بدون سلاح.

...........................

 

كساعٍ إلى الهيجاء بغير سلاح

الذي يسعى إلى الهيجاء بغير سلاح مآله إلى أن يُقتل وهذا الذي يسعى إلى هذه المعركة التي مبناها على الأدلة العقلية المجرَّدة يسعى بغير سلاح من كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- مآله إلى إلى أن يُغلَب ويؤثَّر عليه لأنه يسمع كلام منمَّق ومزخرف ومزوَّق لا بد أن يتأثَّر في الواقع الذي نعيشه من تأثُّر كثير من المتعلمين مع الأسف الذين ليس لديهم سلاح ممن ينتسب إلى التعلم وطلب العلم يتأثرون بما يسمعون فيما يطرح من مناظرات ومحاضرات وندوات في وسائل الإعلام لا بد أن يتأثر الإنسان بما يسمع لكن من معه سلاح يتأثَّر بالخير ويرد الشر ومن لا سلاح معه قابِل لأي أمر يُعرَض عليه "وقد مَنَّ الله علينا بكتابه الذي جعله تبيانًا لكل شيء" وقد مَنَّ الله علينا بكتابه الذي جعله تبيانًا لكل شيء "وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين" {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [سورة الأنعام:38] تبيانا لكل شيء وما يخفى من المجمل بيَّنه النبيُّ -عليه الصلاة والسلام- {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [سورة النحل:44] هذه وظيفته -عليه الصلاة والسلام- "فلا يأتي صاحب باطل بحُجة إلا وفي القرآن ما ينقضها" فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها طيب لو جاء بحجة من القرآن صاحب الباطل لو جاء بدليل من القرآن الخوارج لهم أدلة من القرآن المرجئة لهم أدلة من القرآن المعتزلة يستدلون بأدلة أشاعرة كلهم يستدلون بأدلة من القرآن لكنهم يستدلون بالمتشابه وتجد في القرآن ما يقابِل هذه الأدلة ليكون المسلم متوسِّطًا فيعمل بهذا ويعمل بهذا فيأخذ من أدلة الفريقين ما يقوده إلى التوسُّط ولذلك مذهب أهل السنة وسط بين الطوائف كلها في مسائل الاعتقاد كلها وسط تجدهم وسط بين الخوارج والمرجئة لأنهم عملوا بما استدل به الخوارج ووفَّقوا بينه وبين ما عمل به المرجئة وكذلك بين الروافض والنواصب وبين القدرية والجبرية لأنهم يعملون بهذا وهذا طيب قد يقول قائل لماذا لم يأتِ القرآن بدلاً من أن يأتي بهذا وهذا أن يأتي بشيء بيِّن واضح فيه الوسطية ما لازم أن نأتي بالطرفين لماذا؟ أولا أجر الاجتهاد والاستنباط والتعب في تقرير المسائل العلمية هذا جهاد هذا نوع من الجهاد وهذا ابتلاء للمسلم وللعالم أن يبلى أن يبتلى بأدلة يستدل بها خصومه ومع ذلك يوجَد من الأدلة ما يدل على أن هذه الأدلة ليست على إطلاقها الأمر الثاني أن القرآن علاج علاج تعالَج به الأمراض أمراض القلوب وأمراض الأبدان وأمراض الأعمال يعني لو جئت إلى مجتمع فيه نوع غلوّ وتشدد ما الذي يجدي من النصوص في علاج هذا المرض أدلة المرجئة تورِد عليهم من أدلة المرجئة ما يخفف ما عندهم من غلو استفدنا والا ما استفدنا؟ لو جئت إلى مجتمع مفرِّط ضايع يقولون لا إله إلا الله ولا يعملون من الأعمال شيء يتركون المأمورات بما تكرب عليهم بأدلة الخوارج هذه الفائدة من وجود أدلة الفريقين والموفَّق من يوفِّق بينهما الموفَّق من يوفِّق بينهما "فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها كما قال تعالى {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [سورة الفرقان:33] قال بعض المفسرين هذه الآية عامة في كل حجة يأتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة" كل حجة يأتي بها سواء كانت من الكتاب أو من السنة في الكتاب ما يوجِّهها الوجهة الصحيحة كما قلنا في المثال الذي ذكرناه طيب أهل الباطل يُحتاج إلى رد باطلهم إلى رد باطلهم القرآن فيه الحجج "{وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً}" [سورة الفرقان:33] لكن لديهم شُبَه في كتبهم كتبهم مملوءة بالشبه المؤثِّرة كما ذكرنا في تفسير الرازي وغيره وفي المذاهب البدعية المعتزلة عندهم شبه الروافض عندهم شبه الأشاعرة والماتريدية وغيرهم من الطوائف كلهم عندهم شُبَه كيف نعرف هذه الشبه؟ كيف نعرف؟ هل ننتظر إلى أن يلقوا هذه الشبه أو نهجم على كتبهم ونستخرج هذه الشبه وننقضها؟ لأنهم قد يوردون هذه الشبه قبل الاستعداد لها فيتأثر بها الناس فلا بد أن يوجَد مَن يرد عليهم بعد معرفة شبههم لكن هذا الكلام لا يوجَّه إلى عموم الناس ولا إلى آحادهم ولا إلى أوساط المتعلمين ولا إلى غير المتمكنين بل طالب العلم عليه أن يتمكن من مذهب من معرفة المذهب الصحيح ويتروَّى منه ويتزوَّد ويتسلَّح بسلاح العلم بالنصوص بالكتاب والسنة ثم بعد ذلك إذا أراد أن يصد وأن يجاهد هذا جهاد القلم واللسان أن يجاهد هؤلاء وليس بأقل تأثيرًا من الجهاد بالسيف والسنان عليه أن يطَّلِع على كتبهم وينقضها وأكرر أن مثل هذا الكلام لا يوجَّه إلى العموم إنما يوجَّه إلى الأفذاذ من الناس لأن بعض الناس قد يقرأ في هذه الكتب ويعلق في قلبه شبهة لا يستطيع ردها مثل ما قلنا في تفسير الزمخشري أنه بالمناقيش استخرجت اعتزالياته بالمناقيش والرازي فيه ما هو أعظم من ذلك من الشبه المقصود أن من أهل العلم من يتعيَّن عليه أن ينظر في هذه الكتب وينقض هذه الكتب وقد قام بذلك أئمة الإسلام وإن كان بعضهم يحذر من النظر في هذه الكتب وكلامه متجه إلى من يتأثر بها أما من لا يتأثر بل يفهمها وينقضها وينقضها بها كما كان شيخ الإسلام يقرأ كتب المخالفين ويرد عليها من أصولهم وقواعدهم ومن العجيب كما يقول ابن القيم:

ومن العجيب أنه بسلاحهم

 

أرداهم نحو الحضيض الداني

نقض كلامهم بكلامهم لكن على الإنسان أن يتأهّل قبل ذلك لئلا يتضرر شيخ الإسلام نظر في الكتب المحرفة من التوراة والإنجيل ورد على اليهود والنصارى والنبي -عليه الصلاة والسلام- لما رأى الصحيفة في يد عمر غضب عليه لأنه لا يوجد في ذلك الوقت ما يُخاف منه أن يتأثروا بهذه الصحف فلا داعي لقراءتها أنت في مجتمع ما فيه مخالفين ولا تخشى على هؤلاء العامة لا داعي أن تقرأ كان الناس إلى وقت قريب لا يطلعون على كتب المذاهب يكتفون بما يرد على المخالفين بما دوّنه أهل السنة من الرد عليهم لكن الآن ظهر في المناظرات من يقول أنتم تدّعون وتزعمون أنا نقول هذا وليس بصحيح نطِّلع على كتبهم ونقول قال فلان وقال فلان لكن مَن يطِّلع؟ الذي لا يخاف عليه المتمكِّن من العلم الصحيح هذا الذي له أن ينظر وله أن يرد ولا يوجَّه هذا الكلام مثل ما كررت إلى أفراد الناس وآحادهم ولذا عِيْب على مَن حقَّق منهاج السنة أن حقَّق منهاج الكرامة وجعله في المقدمة حققه في مائة صفحة أو تزيد قليلاً منهاج الكرامة لابن المطهِّر الرافضي الذي رد عليه شيخ الإسلام جهّزه لهم محقَّق على نسخ وجعله في المقدمة الذي يريده منهم يأخذه ويترك الرد فعِيْب عليه ولذا لم يذكره مفردًا في الطبعات اللاحقة الكاملة طبعة جامعة الإمام وما بعدها أنت تجهّز لهم وتعينهم على ذلك وهو لا شك أنه مجتهِد في أن يذكر الأصل ويذكر الرد عليه لأنه ما ذكره إلا مع الرد عليه لكنه مفرد بحيث يمكن أن يستغنى به عن الرد عليه فكما صنع شيخ الإسلام في الرد على المخالفين يذكر جملة ما يذكر كتاب كامل يذكر الجملة ثم يرد عليها ثم ينقضها بسلاحهم ابن القيم أشاد بشيخ الإسلام في هذا الباب وأشاد ببعض كتبه وكل كتب شيخ الإسلام نافع ومفيد وإن كان منها في بعضها ما لا يفهمه كثير من المتعلمين يعني منهاج السنة في المجلد الرابع أكثر من ثلاثمائة صفحة كالطلاسم لا يفهمها طالب العلم لكن شيخ الإسلام عرف أصولهم وقواعدهم وعرف كيف ينقضها؟ وكذلك في المجلد السادس قريب من هذا درء تعارض العقل والنقل.

واقرأ كتاب العقل والنقل الذي

 

ما في الوجود له نظير ثاني

يقوله ابن القيم يأتي طالب علم صغير مبتدئ يسمع هذا الكلام ويروح للمكتبة ويقرأ في هذا الكتاب هذا لا يلبث أن يترك العلم أو يسمع مدح ابن كثير لعلل الدارقطني ثم يذهب إلى المكتبة ويشتري الكتاب يقرأ فيه! هذا يترك العلم بالكلية فالأمور تنزَّل منازلها وطلاب العلم على على مراتب ومراحِل منهم من يفهم ويعطى على قدر فهمه ومستواه العلمي.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"