التعليق على الموافقات (1434) - 02

نعم.

طالب: أحسن الله إليك.

 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

 يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: "المسألة التاسعة: كون الظاهر هو المفهوم العربي مجردًا لا إشكال فيه، لأن الموالف والمخالف اتفقوا على أنه منزل {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 195]".

لا أحد يخالف ولا يماري في أن القرآن منزل بلسان عربي مبين، حتى الباطنية والقرامطة الذين يؤوّلون، ما يختلفون في هذا؛ لأنه لا يخالف في هذا إلا كافر، والكافر لا يتظاهر بمثل هذا الخلاف ولو نازع فيه؛ لأنه يعرف المآل معه إذا قال: إنه ليس بلسان عربي مبين.

طالب: "وقال سبحانه: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل: 103]، ثم رد الحكاية عليهم بقوله: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103]. وهذا الرد على شرط الجواب في الجدل؛ لأنه أجابهم بما يعرفون من القرآن الذي هو بلسانهم، والبشر هنا حَبر وكان نصرانيًّا فأسلم، أو سلمان وقد كان فارسيًّا فأسلم، أو غيرهما ممن كان لسانه غير عربي باتفاق منهم. وقال تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ} [فصلت: 44]".

الرد عليهم من جهة أن هذا الذي يلحدون إليه ويقولون: إن محمدًا تعلم هذا القرآن منه أعجمي، ولا يمكن أن يتآلف الأعجمي مع العربي أو يفهم هذا عن هذا إلا بأن يكون أحدهما يعرف لغة الآخر، فإما أن يكون هذا الأعجمي يعرف العربية فيلقي إليه بالعربية، أو يكون الرسول -عليه الصلاة والسلام- يعرف الأعجمية فيتلقى بها ثم يترجم إلى العربية، وهذا منتفٍ في الطرفين.

طالب: "وقال تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} [فصلت: 44]".

يعني جُعل منه هذا ومنه هذا، منه الأعجمي، ومنه العربي.

طالب: "وقد عُلم أنهم لم يقولوا شيئًا من ذلك، فدل على أنه عندهم عربي، وإذا ثبت هذا فقد كانوا فهموا معنى ألفاظه من حيث هو عربي فقط، وإن لم يتفقوا على فهم المراد منه، فلا يُشترط في ظاهره زيادة على الجريان على اللسان العربي. فإذًا كل معنى مستنبط من القرآن غير جارٍ على اللسان العربي، فليس من علوم القرآن في شيء، لا مما يستفاد منه، ولا مما يستفاد به، ومن ادّعى فيه ذلك فهو في دعواه مبطل، وقد مر في كتاب المقاصد بيان هذا المعنى، والحمد لله".

"مستنبط من القرآن غير جارٍ على اللسان العربي"، الأصل في الاستنباط أن يكون على لغة ما استُنبط منه، لكن قد يُستنبط بلغة العرب ثم يُترجم إلى لغات أخرى. هذا غير ما يقصده المؤلف.

طالب: "ومن أمثلة هذا الفصل ما ادّعاه من لا خلاق له من أنه مسمًّى في القرآن كبيان بن سمعان، حيث زعم أنه المراد بقوله تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 138] الآية، وهو من الترهات بمكان مكين، والسكوت على الجهل كان أولى به من هذا".

مثل هذا الذي ادعى النبوة وسمى نفسه: لا، سمى نفسه: لا. قال: أنا بشر بي محمد: «لا نبي بعدي»! نعم. وقريب منه من زعم في قوله -جل وعلا-: {لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} [الرحمن: 33].

طالب: "والسكوت على الجهل كان أولى به من هذا الافتراء البارد، ولو جرى له على اللسان العربي لعدَّه الحمقى من جملتهم، ولكنه كشف عوار نفسه من كل وجه، عافانا الله وحفظ علينا العقل والدين بمنه. وإذا كان بيان في الآية عَلمًا له، فأي معنًى لقوله: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 138]، كما يقال: هذا زيد للناس، ومثله في الفحش من تسمى بالكسف، ثم زعم أنه المراد بقوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا} [الطور: 44] الآية، فأي معنًى يكون للآية على زعمه الفاسد؟ كما تقول: وإن يروا رجلاً من السماء ساقطًا يقولوا: سحاب مركوم، تعالى الله".

هذا هذيان هذا.

طالب: "تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا".

كل هذا ضرب من الهلوسة، ولو فُتِّش في حال هؤلاء لوجدت عقولهم مختلة.

طالب: "وبيان بن سمعان هذا هو الذي تنسبه إليه البيانية من الفِرق، وهو فيما زعم ابن قتيبة أول من قال بخلق القرآن، والكسف هو أبو منصور الذي تُنسب إليه المنصورية. وحكى بعض العلماء أن عبيد الله الشيعي المسمى بالمهدي حين ملك إفريقية واستولى عليها، وكان له صاحبان من كتامة ينتصر بهما على أمره، وكان أحدهما يُسمى بنصر الله والآخر بالفتح، فكان يقول لهما: أنتما اللذان ذكركما الله في كتابه فقال: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1].

 قالوا: وقد كان عمل ذلك في آيات من كتاب الله تعالى، فبدَّل قوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]، بقوله: كتامة خير أمة أخرجت للناس. ومن كان في عقله لا يقول مثل هذا؛ لأن المتسميين بنصر الله والفتح المذكورين إنما وُجدَا بعد مئين من السنين من وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيصير المعنى: إذا متَّ يا محمد ثم خُلق هذان، {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ} [النصر: 2، 3] الآية".

يعني سبح بعد موتك؛ لأن ما عُلق عليه لم يوجد بعدُ، إلا بعد وفاتك، فليكن التسبيح بعد وفاتك -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: "الآية، فأي تناقض وراء هذا الإفك الذي افتراه الشيعي قاتله الله".

من الشيعة من قال: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} [الإسراء: 60] عائشة! {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: 22]: الحسن والحسين! {مِنْهُمَا}: من علي وفاطمة! من هذا النوع.

طالب: "ومن أرباب الكلام من ادعى جواز نكاح الرجل منا تسع نسوة حرائر مستدلاًّ على ذلك بقوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3]، ولا يقول مثل هذا من فهم وضع العرب في مثنى وثلاث ورباع. ومنهم من يرى شحم الخنزير وجلده حلالاً؛ لأن الله قال: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} [المائدة: 3]".

أي ما ذُكر الشحم ولا الجلد.

طالب: "فلم يحرم شيئًا غير لحمه، ولفظ اللحم يتناول الشحم وغيره بخلاف العكس".

وبهذا يستدل على أن ما حواه جلد الإبل أنه ينقض الوضوء وأنه يطلق عليه لحم، يشمله اللحم كما في لحم الخنزير.

طالب: "ومنهم من فَسَّر الكرسي في قوله: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] بالعِلم، مستدلين ببيت لا يُعرف، وهو: ولا يكرسئ علم الله مخلوق، كأنه عندهم: ولا يُعلَم علمه، ويكرسئ مهموز، والكرسي غير مهموز. ومنهم من فسر (غوى) في قوله تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 121]، أنه تَخم من أكل الشجرة، من قول العرب: غوي الفصيل يغوى غوًى، إذا بشم من شُرب اللبن وهو فاسد؛ لأن غَوِيَّ".

"غَوِيَ".

طالب: "لأن غَوِيَ الفصيل فَعِلَ، والذي في القرآن على وزن فَعَلَ".

"غَوَى": فَعَلَ.

طالب: "ومنهم من قال في قوله: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ} [الأعراف: 179]، أي: ألقينا فيها، كأنه عندهم من قول الناس: ذرته الريح، وذرأ مهموز، وذرا غير مهموز. وفي قوله: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [النساء: 125]".

"{ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ}"، يعني: خلقنا، الذرء مهموز هو الخلق، والذَّري بالياء: البث في الهواء. نعم.

طالب: "وفي قوله: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [النساء: 125]، أي: فقيرًا إلى رحمته، من الخَلَّة بفتح الخاء، محتجين على ذلك بقول زهير: وإن أتاه خليل يوم مسألة، قال ابن قتيبة: أيُّ فضيلة لإبراهيم في هذا القول؟ أمَا يعلمون أن الناس فقراء إلى الله؟ وهل إبراهيم في لفظ خليل الله إلا كما قيل: موسى كليم الله؟".

يعني منقبة من المناقب، فكيف يتحول إلى ما يشاركه في كثير أو أكثر الخلق؟ كلهم، الناس كلهم فقراء إلى الله. هذا إذا قلنا: إن الافتقار عموم الحاجة، وإذا قلنا: إن الافتقار ما يقابل الغنى المادي فأكثر الناس فقراء.

طالب: "إلا كما قيل: موسى كليم الله، وعيسى روح الله؟ ويشهد له الحديث: «لو كنت متخذًا خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلاً، إن صاحبكم خليل الله»، وهؤلاء من أهل الكلام هم النابذون للمنقولات اتباعًا للرأي، وقد أداهم ذلك إلى تحريف كلام الله بما لا يشهد للفظه عربي ولا لمعناه برهان كما رأيت".

هم السبب في كون أهل الكلام نابذون للمنقولات مغرمون ومعجبون بالرأي، هم لما اعتمدوا على الرأي أعياهم حفظ السنة، صعب عليهم، فلما عجزوا عن حفظها عدلوا عنها إلى غيرها، ووجدوا ما يشتغلون به وما يصرفون به وجوه الناس إليهم.

طالب: "بما لا يشهد للفظه عربي ولا لمعناه برهان كما رأيت. وإنما أكثرت من الأمثلة وإن كانت من الخروج عن مقصود العربية، والمعنى على ما علمت؛ لتكون تنبيهًا على ما وراءها مما هو مثلها أو قريب منها.

فصل: وكون الباطن هو المراد من الخطاب قد ظهر أيضًا مما تقدم في المسألة قبلها، ولكن يُشترط".

نعم. إذا كان بالباطن المفهوم فهو معتبر، المفهوم بأنه المقبولة؛ لأن فيه مفاهيم صحيحة، وفيه مفاهيم باطلة مردودة، وفيه مفاهيم ضعيفة. فالمقصود بذلك المفاهيم المقبولة عند أهل العلم، هذه لا شك أنها من باطن الكلام لا من ظاهره؛ لأن ظاهر الكلام يدل على المنطوق، والمفهوم خلاف محل النطق، يعني غير ظاهر في محل النطق، لكنه دلالة اللفظ لا في محل النطق. فالمفهوم مقبول، يعني يريد بذلك ما يفهمه الباطنية من أقوال يدعونها مقصودًا لله- جل وعلا- أو مقصودًا لنبيه في الكتاب والسنة، فلا شك ببطلانه.

انظر إلى التفسير الإشاري وكيف ينزعون، وهو تفسير باطني مردود، لكن مع الأسف أن الألوسي يعتمده، والألوسي لا يسلم من الاتصال بالتصوف؛ لأنه نقشبندي، الألوسي المفسر ما هو بمحمود شكري.

طالب: الأول.

نعم، الأول. يذكر كثيرًا من باب الإشارة قولهم كذا وكذا، ثم يأتي. هذا من باب الإشارة في الآيات: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا}، في عين الجمع المطلق قائلاً: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ} أي القوى النفسانية {قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ} أي من الحواس والأعضاء الظاهرة، أو من الصور الإنسانية بأن جعلتموهم أتباعكم بإغوائكم إياهم وتزيين اللذائذ الجسمانية لهم، {وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ}، وانتفع كل منا في صورة الجمعية الإنسانية بالآخر، {وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا} بالموت أو المعاد على أقبح الهيئات وأسوأ الأحوال، {قَالَ النَّارُ} أي نار الحرمان ووجدان الآلام، و{مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} ولا يشاء إلا ما يعلم، ولا يعلم سبحانه الشيء إلا على ما هو عليه في نفسه، {إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ} لا يعذبكم إلا بهيئات لبوسكم على ما تقتضيه الحكمة، {عَلِيمٌ} [الأنعام: 128] بهاتيك الهيئات فيعذب على حسبها. يقول: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} [الأنعام: 130]، وهي عند كثير من أرباب الإشارة العقول، وهي رسل خاصة ذاتية إلى ذويها مصححة لإرسال الرسل الآخر، وهي رسل خارجية... إلى غير ذلك من الهذيان الذي لو نزه تفسيره عنه لكان هو اللائق به؛ لأن التفسير فيه فوائد وجمع قد لا يوجد له نظير في كثير من التفاسير، يعني ما يستفيد منه طالب العلم. نعم. لكن في هذا شانه بهذا وشانه بأشياء ثانية، لكن هذا أمر كيف قبله عقله؟!  

طالب: "وكون الباطن هو المراد من الخطاب قد ظهر أيضًا مما تقدم في المسألة قبلها، ولكن يشترط فيه شرطان؛ أحدهما: أن يصح على مقتضى الظاهر المقرر في لسان العرب، ويجري على المقاصد العربية.

 والثاني: أن يكون له شاهد نصًّا أو ظاهرًا في محل آخر يشهد لصحته من غير معارض. فأما الأول فظاهر من قاعدة كون القرآن عربيًّا، فإنه لو كان له فهم لا يقتضيه كلام العرب، لم يوصف بكونه عربيًّا بإطلاق، ولأنه مفهوم يُلصق بالقرآن ليس في ألفاظه ولا في معانيه ما يدل عليه، وما كان كذلك فلا يصح أن يُنسب إليه أصلاً؛ إذ ليست نسبته إليه على أن مدلوله أولى من نسبة ضده إليه، ولا مرجح يدل على أحدهما، فإثبات أحدهما تحكُّم وتقوُّل على القرآن ظاهر".

اعتماد مثل هذه الطرق الباطنية لتفسير القرآن، وأنها لا أصل لها يُرجع إليه في شرعنا، أنك لو قارنت بين هذا الكلام وكلام تفسير آخر باطني، ما وجدت بينهما أدنى مشابهة ولا نسبة ولا يلتقيان في شيء، هذا ظاهر من أقصى الشمال وهذا أقصى الجنوب، لماذا؟ لأنه ما فيه أصول يُرجع إليها، ولا فيه قاعدة ينطلق منها، إنما هو كما تسول لهم نفوسهم وتهيئ لهم عقولهم.

طالب: "وعند ذلك يدخل قائله تحت إثم من قال في كتاب الله بغير علم، والأدلة المذكورة في أن القرآن عربي جارية هنا. وأما الثاني فلأنه إن لم يكن له شاهد في محل آخر أو كان له معارض، صار من جملة الدعاوى التي تُدَّعى على القرآن، والدعوى المجردة غير مقبولة باتفاق العلماء. وبهذين الشرطين يتبين صحة ما تقدم أنه الباطن؛ لأنهما موفران فيه، بخلاف ما فسر به الباطنية، فإنه ليس من علم الباطن، كما أنه ليس من علم الظاهر، فقد قالوا في قوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} [النمل: 16] إنه الإمام ورث النبيُّ عِلمَه، وقالوا في الجنابة".

"ورث النبيَّ"، نعم هو هذا كلام الرافضة.

طالب: نعم.

"الإمام" من الاثني عشر "ورث" علم النبوة. نعم. والنص في سليمان وداود.

طالب: "إنه الإمام ورث النبيَّ علمه، وقالوا في الجنابة: إن معناها مبادرة المستجيب بإفشاء السر إليه قبل أن ينال رتبة الاستحقاق، ومعنى الغُسل: تجديد العهد على من فعل ذلك، ومعنى الطهور: هو التبري والتنظف من اعتقاد كل مذهب سوى متابعة الإمام، والتيمم: الأخذ من المأذون إلى أن يشاهد الداعي أو الإمام، والصيام: الإمساك عن كشف السر".

هذه تفاسير الباطنية.

طالب: "والكعبة: النبي، والباب: علي، والصفا: هو النبي، والمروة: علي، والتلبية: إجابة الداعي، والطواف سبعًا: هو الطواف بمحمد -عليه الصلاة والسلام- إلى تمام الأئمة السبعة، والصلوات الخمس: أدلة على الأصول الأربعة وعلى الإمام، ونار إبراهيم: هو غضب نمرود لا النار الحقيقية، وذبح إسحاق: هو أخذ العهد عليه".

هذا على القول بأن الذبيح إسحاق، لكن المرجح عند أهل التحقيق من أهل العلم أنه إسماعيل.

طالب: "وعصا موسى: حجته التي تلقفت شبه السحرة، وانفلاق البحر: افتراق علم موسى- عليه السلام- فيهم، والبحر: هو العالَم"، "العالَم" أم "العالِم"؟

"العالِم".

طالب: "والبحر: هو العالِم، وتظليل الغمام: نصب موسى الإمام لإرشادهم، والمَن: علم نزل من السماء، والسلوى: داع من الدعاة، والجراد والقمل والضفادع: سؤالات موسى وإلزماته التي تسلطت عليهم، وتسبيح الجبال: رجال شداد في الدين، والجن الذين ملكهم سليمان: باطنية ذلك الزمان، والشياطين: هم الظاهرية الذين كُلفوا الأعمال الشاقة... إلى سائر ما نُقل من خباطهم".

ويزعمون أن من يعمل بظاهر النصوص هم مثل ها الشياطين الذين هم الظاهرية الذين كُلفوا الأعمال الشاقة.

طالب: "إلى سائر ما نُقل من خباطهم الذي هو عين الخبال وضحكة السامع، نعوذ بالله من الخذلان. قال القَتْبِي".

"القُتَبِي".

طالب: "قال القُتَبِي: وكان بعض أهل الأدب يقول: ما أُشبه تفسير الروافض للقرآن إلا بتأويل رجل من أهل مكة للشِّعر، فإنه قال ذات يوم: ما سمعت بأكذب من بني تميم، زعموا أن قول القائل: بيت زرارة محتب بفنائه ومجاشع وأبو الفوارس نهشل، إنه في رجل منهم. قيل له: فما تقول أنت فيه؟ قال: البيت بيت الله".

"بيتٌ زرارةُ محتب بفنائه"، هذا بيت الله عندهم!

طالب: "وزرارة: الحجر. قيل: فمجاشع؟ قال: زمزم جَشعت بالماء. قيل: فأبو الفوراس؟ قال: أبو قبيس. قيل: فنهشل؟ قال: نهشل أشده، وصمت ساعةً، ثم قال: نعم، نهشل مصباح الكعبة؛ لأنه طويل أسود، فذلك نهشل، انتهى ما حكاه".

يكفي يكفي، بركة.

اللهم صل وسلم، الحمد لله على السلامة، نعوذ بالله من الخذلان.

يتعبون تعبًا شديدًا على تجميع هذه الأفكار.

طالب: مضنية .......

نسأل الله العافية، يتعبون تعبًا شديدًا، وكثير منهم يبتكر مثل هذه الأمور، ويكون عليه وزرها ووزر من عمل بها، وهو في حقيقة الأمر مضحكة...