تعليق على تفسير سورة البقرة (32)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان.

قال الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى-:

"قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} [سورة البقرة 2/99-103]

قال الإمام أبو جعفر بن جرير في قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [سورة البقرة:99] الآية أي: أنزلنا إليك يا محمد علامات واضحات دالات على نبوتك، وتلك الآيات هي ما حواه كتاب الله من خفايا علوم اليهود ومكنونات سرائر أخبارهم وأخبار أوائلهم من بني إسرائيل، والنبأ عما تضمنته كتبهم التي لم يكن يعلمها إلا أحبارهم وعلماؤهم وما حرفه أوائلهم وأواخرهم وبدلوه من أحكامهم التي كانت في التوراة، فأطلع الله في كتابه الذي أنزله إلى نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-.."

إلى أم على؟

إلى..

الذي أنزله على نبيه..

في بعض النسخ على..

عندك؟ في بعض النسخ موجود إلى؟

طالب: ..........

إلى رقم ثلاثة تعليق {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ} [سورة الفرقان:1] {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ} [سورة النحل:44] إليك يجوز هذا وهذا.

طالب: في الآية: ولقد أنزلنا في الآية ولقد أنزلنا إليك.

صحيح، على كل حال النص من كتاب الله يدل على هذا وهذا.

"فأطلع الله في كتابه الذي أنزله إلى نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- فكان في ذلك من أمره الآيات البينات لمن أنصف نفسه.."

من نفسه.

"لمن أنصف من نفسه.."

عندك نفسه؟

في (ن) من نفسه..

نعم، من نفسه؛ لأن من أنصف نفسه يعني أخذ حقه وافيًا من غيره، وأنصف من نفسه أعطى غيره الحق وافيًا.

طالب: وما بعدها قد لا.. الكلام الذي بعدها قد يؤيد من أنصف نفسه.

نعم.

"لمن أنصف من نفسه ولم يدعه إلا هلاكها الحسد والبغي؛ إذ كان في فطرة كل ذي.."

يدعه أم يدعها..

ولم يدعه..

يدعه الهلاك هذا الصحيح..

ولم يدعه إلى هلاكها الحسد والبغي؛ إذ كان في فطرة كل ذي فطرة صحيحة تصديق من أتى بمثل ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- من الآيات البينات التي وصف من غير تعلم تعلمه من بشر ولا أخذ شيئًا ولا أُخذ.."

ولا أَخذ شيئًا منه عن آدمي.

"ولا أَخذ شيئًا منه عن آدمي كما قال الضحاك عن ابن عباس.."

إضافة إلى المعجزات هذه الآيات البينات هي المعجزة الكبرى لنبينا -عليه الصلاة والسلام-، وهناك معجزات أخرى دلت على أنه نبي مرسل من الله -جل وعلا-.

"كما قال الضحاك عن ابن عباس {وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [سورة البقرة:99] يقول: فأنت تتلوه عليهم وتخبرهم به غدوّة وعشية.."

غدوَة.. غدوَة..

"غدوَة وعشية وبين ذلك، وأنت عندهم أمي لم تقرأ كتابًا، وأنت تخبرهم بما في أيديهم على وجهه، يقول الله تعالى.."

لأنه لو كان يقرأ أو يكتب لحصلت الريبة بأن يقال: أخذه عن غيره كما قالوا أساطير الأولين {أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا} [سورة الفرقان:5] لكن أمي ما يقرأ ولا يكتب.

"يقول الله تعالى في ذلك عبرة وبيان وعليهم حجة لو كانوا يعلمون، وقال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال ابن صوريا الفطيوني لرسول.."

ماذا؟ ما هي قاف؟

عندي فاء.

عندنا القطويني.

(ج) و(ز) و(ع) الموافق لما جاء في ابن جرير.

هذا تختلف في كتب التفاسير كثيرًا والوصول إلى حقيقة الأمر فيه صعوبة؛ لأن تراجم هؤلاء لم تكن محفوظة عند المسلمين كما هو الشأن في تراجم المسلمين الذين تفيد ترجمتهم في العلوم في علوم الدين كالمحدثين والمفسرين والفقهاء، هؤلاء وصل إلى حقائق أسمائهم، أما من تقدم من الأمم قد لا تصل إلى نتيجة؛ لأن كتب التفاسير كلها إما فاء وإما قاف وإما طاء على حسب ما يرسم لهم في الكتب السابقة، وعلى حسب ما يقرأ.

طالب: ..........

أنه أسلم؟ نعم، لكن هل ضبطوا اسمه؟

طالب: ..........

ماذا بالفاء؟ هذا ابن صوريا الذي كتم آية الرجم الذي وضع يده على آية الرجم.

"قال ابن صوريا الفطيوني لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه وما أنزل الله عليك من آية بينة فنتبعك، فأنزل الله في ذلك من قوله: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} [سورة البقرة:99] وقال مالك بن الضيف.."

ضيف أم صيف؟

طالب: ..........

عندنا الصيف.. قال مالك..

منقوطة الضيف.

ما ذكر اختلاف نسخ أو شيء؟

طالب: ..........

نعم.

"حيث بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذكّرهم ما أخذ عليهم من الميثاق وما عهد إليهم في محمد -صلى الله عليه وسلم- والله ما عهد إلينا في محمد وما أخذ علينا ميثاقًا، فأنزل الله تعالى: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم} [سورة البقرة:100] وقال الحسن البصري في قوله: {أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} [سورة البقرة:100]."

لما أخذ عليهم أشد العهود والمواثيق -عليه الصلاة والسلام- في مجلس واحد بحيث لا يستطيعون الإنكار ولزمتهم الحجة قال: من قرينك من الملائكة؟ عهود ومواثيق في نفس المجلس لا يستطيعون أن ينكروا، لما لم يستطيعوا الإنكار قالوا: من قرينك من الملائكة؟ لما قال: جبريل، قالوا: هذا عدونا.

"وقال الحسن البصري في قوله {أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} [سورة البقرة:100] قال: نعم ليس في الأرض عهد يعاهدون عليه إلا نقضوه ونبذوه، يعاهدون اليوم وينقضون غدًا، وقال السدي: لا يؤمنون بما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقال قتادة: {نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم} [سورة البقرة:100] أي نقضه فريق منهم، وقال ابن جرير: أصل النبذ الطرح والإلقاء، ومنه سمي اللقيط منبوذًا، ومنه سمي النبيذ وهو التمر والزبيب إذا طرحا في الماء قال أبو الأسود الدؤلي:

نظرتُ إلى عنوانه فنبذته
 

 

 كنبذك نعلاً أخلقت من نعالك"
 

نظرتَ..

"نظرتَ إلى عنوانه فنبذته
 

 

 كنبذك نعلاً أخلقت من نعالك
 

قلت: فالقوم ذمهم الله بنبذهم العهود التي تقدم الله إليهم في التمسك بها والقيام بحقها، ولهذا أعقبهم ذلك التكذيبُ ذلك التكذيبَ.."

أعقبهم ذلك التكذيبُ بدل أو بيان.

"ولهذا أعقبهم ذلك التكذيبُ بالرسول المبعوث إليهم وإلى الناس كافة الذي في كتبهم نعته وصفته وأخباره، وقد أمروا فيها باتباعه ومؤازرته ونصرته كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ} [سورة الأعراف:157] الآية وقال هاهنا: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ} [سورة البقرة:101]."

ولهذا أعقبهم ذلك كأن المراد النبذ ذلك النبذُ أعقبهم التكذيبَ، يصير فاعلًا ننتظر المفعول، ما جاء؟

"{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [سورة البقرة:101] أي طرح طائفة منهم كتاب الله الذي بأيديهم مما فيه البشارة بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وراء ظهورهم، أي تركوها كأنهم لا يعلمون ما فيها، وأقبلوا على تعلم السحر واتباعه، ولهذا أرادوا كيد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسحروه في مشط.."

أرادوا كيدًا برسول الله -صلى الله عليه وسلم-..

طالب: ..........

كيد الرسول.. سبعة.. في أكثر النسخ.. كيد الرسول في (ز) و(ن) كيدًا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- على كل حال المعنى واضح.

"وسحروه في مشط ومشاقة.."

مشاقة أو مشاطة هذا وهذا.

"ومشاقة وجف طلعةٍ ذكر.."

وجف طلعةِ ذكر.

"وجف طلعةِ ذكر.."

جعلوا المشط والمشاطة من المشط والشعر في جف طلعة ذكر يعني الكافور الذي.

طالب: ..........

مشاطة أو مشاقة ما ينزل في المشط من الشعر.

طالب: ..........

ما هو؟

طالب: ..........

شف وجف طلعة يعني يلزم عليه التنوين.. في الصحيح في حديث السحر موجود في الصحيح في البخاري.

"تحت راعوفة ببئر ذي أروان.."

ما هو؟

راعوفة ببئر ذي أروان.

ما هو ذروان؟

طالب: ..........

ما هو؟

في نسخة ذروان.

نعم، ذروان هذا المحفوظ.

"وكان الذي تولى ذلك منهم.."

طالب: ..........

ما هو؟

طالب: ..........

قالوا: المقصود أن هذه الأمور المشط والمشاطة جعلوها في الكافور الذي يؤخذ منه التلقيح من الذكر من النخل للأنثى من النخل، تلقيح.

"وكان الذي تولى ذلك منهم رجل يقال له: لبيد بن الأعصم- لعنه الله وقبحه- فأطلع الله على ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشفاه منه وأنقذه كما ثبت ذلك مبسوطًا في الصحيحين عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- كما سيأتي بيانه قال السدي."

وحديث السحر مع كونه في الصحيحين أكره من أنكره من العقلانيين الذين يقولون السحر ينافي العصمة، ومع الأسف أن من أبنائنا من الذين درسوا في الخارج تابعوهم على ذلك، لكنه لما طبع رسالته مرة ثانية وأبعد عنهم وعن سيطرتهم ومسألة الإشراف وما الإشراف عدل، فمشكلتنا مشكلة تكتب شيئًا غير مقتنع به كله من أجل أنه يشرف عليك شخص قد لا يكون مسلمًا في الأصل؟! الله المستعان، أو مسلم من العقلانيين الذين يقدمون آراءهم وعقولهم على ما جاء في الصحيح.

طالب: ..........

هذا دواؤه أنه يتلبس به الجن، ثم يقر غصب عليه.

طالب: ..........

على كل حال الواقع يعني كل شيء في الواقع نص عليه النبي -عليه الصلاة والسلام-؟ يعني الواقع ما يشهد؟

طالب: ..........

خلاص.

طالب: ..........

{كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [سورة البقرة:275] قالوا: يبعثون مجانين.

طالب: ..........

طيب الواقع ما يقطع به الواقع؟

طالب: ..........

هو ما يرى هذا، دواؤه إن شاء الله.

طالب: ..........

نعم.

"قال السدي {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ} [سورة البقرة:101] قال: لما جاءهم محمد -صلى الله عليه وسلم- عارضوه بالتوراة فخاصموه بها، فاتفقت التوراة والقرآن فنبذوا التوراة وأخذوا بكتاب آصف وسحر هاروت وماروت فلم يوافق القرآن، فذلك قوله: {كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [سورة البقرة:101]."

مع أن عندهم التوراة، وفيها حكم الله، لكن عدلوا عنها إلى ما ذُكر، فصاروا كالجهال؛ لأن الذي عنده علم ولا ينتفع به جاهل حقيقة.

"وقال قتادة في قوله: {كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [سورة البقرة:101] قال: إن القوم كانوا يعلمون، ولكنهم نبذوا علمهم وكتموه وجحدوا به، وقال العوفي في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ} [سورة البقرة:102] وكان حين ذهب ملك سليمان ارتد فئام من الجن والإنس واتبعوا الشهوات، فلما رجع.."

فلما أرجع الله..

"فلما أرجع الله إلى سليمان ملكه، وقام الناس على الدين كما كان.."

قام يعني استقاموا على الدين.

"وأن سليمان ظهر على كتبهم فدفنها تحت كرسيه.."

كتبهم المشتملة على السحر أعوذ بالله.

"وتوفي سليمان -عليه السلام- حدثان ذلك.."

حدثان؟

ماذا؟

"وتوفي سليمان -عليه السلام- حدَثان ذلك.."

يعني قريبًا في مدة وجيزة من دفن كتبهم مثل: «لولا أن قومكِ حديثوا عهد».

"فظهر الإنس والجن على الكتب.."

طالب: ..........

حِدْثان حِدْثان؟ سهل..

"فظهر الإنس والجن على الكتب بعد وفاة سليمان وقالوا: هذا كتاب من الله نزل على سليمان أخفاه منا فأخذوا به فجعلوه دينًا فأنزل الله: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [سورة البقرة:101] واتبعوا الشهوات التي كانت تتلو الشياطين وهي المعازف واللعب وكل شيء يصد عن ذكر الله، وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان آصف كاتب سليمان وكان يعلم الاسم الأعظم، وكان يكتب كل شيء بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين، فكتبوا بين كل سطرين سحر.."

سحرًا.

"سحرًا وكفًرا وقالوا: هذا الذي كان سليمان يعمل بها قال: فأكفره جهال الناس وسبوه.."

يعني أكفروا سليمان وسبوه قالوا: مادام هذه عمدته من هذا السحر وهذا معوَّله وهذا ما يعمل به يعمل بالسحر إذًا هو كافر وسبوه، ولذا قال الله -جل وعلا-: { وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ} [سورة البقرة 2/102].

"ووقف علماؤهم فلم يزل جهالهم يسبونه حتى أنزل الله على محمد -صلى الله عليه وسلم- {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ} [سورة البقرة 2/102]. وقال ابن جرير: حدثني أبو السائب سلْم بن جنادة السوائي قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان سليمان -عليه السلام- إذا أراد أن يدخل الخلاء أو يأتي شيئًا من نسائه أعطى الجرادة وهي امرأة خاتَمه فلما.."

امرأة أم امرأته؟

امرأة.

أو يأتي شيئًا من نسائه أعطى الجرادة وهي امرأة.. لو قال امرأته كما عندنا هي واحدة من نسائه.

"فلما أراد الله أن يبتلي سليمان -عليه السلام- بالذي ابتلاه به أعطى الجرادة ذات يوم خاتمه، فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال: هاتِ خاتمي، فأخذه ولبسه، فلما لبسه دانت له الشياطين والجن والإنس قال: فجاءها سليمان فقال لها: هاتِ خاتمي فقالت: كذبت لست سليمان، قال: فعرف سليمان أنه بلاء ابتلي به قال: فانطلقت الشياطين فكتبت في تلك الأيام كتبًا فيها سحر وكفر، ثم دفنوها تحت كرسي سليمان، ثم أخرجوها فقرؤوها على الناس وقالوا: إنما كان سليمان يغلب الناس بهذه الكتب، قال: فبرئ الناس من سليمان -عليه السلام- وأكفروه حتى بعث الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- فأنزل عليه: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ} [سورة البقرة:102] ثم قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير عن حصين بن عبد الرحمن عن.."

الحافظ ابن كثير -رحمه الله- أورد كثيرًا من الأخبار فيما يتعلق بهذا، والمعوَّل في مثل ذلك على ما ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أو عن الصحابة بأسانيد صحيحة مما تلقوه عنه، لا مما تلقي عن أهل الكتاب، وأما ما لم يكن كذلك من أخبار بني إسرائيل فإنها تروى وكما جاء في الحديث: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» إلا إذا خالف ما عندنا من كتاب الله وسنة نبيه فلا عبرة به.

"عن حصين بن عبد الرحمن عن عمران وهو ابن الحارث قال: بينما نحن عند ابن عباس- رضي الله عنهما-، إذ جاء رجل فقال له: من أين جئت؟ قال: من العراق، قال: من أيه؟ قال: من الكوفة، قال: فما الخبر؟ قال: تركتهم يتحدثون أن عليًّا خارج إليهم ففزع ثم قال: ما تقول لا أبا لك، لو شعرنا ما نكحنا نساءه، ولا قسمنا ميراثه، أما إني سأحدثكم عن ذلك، إنه كانت الشياطين يسترقون السمع من السماء، فيجيء أحد.."

أن عليًّا خارج إليهم، يعني هذا بعد وفاته وإلا ففي حياته يعني هذا الذي يسمونه الرجعة، وتؤمن به الروافض، تؤمن بالرجعة.

"فيجيء أحدهم بكلمة حق قد سمعها، فإذا جرب منه صدق كذب معها سبعين كذبة، قال: فتشربها قلوب الناس، قال: فأطلع الله عليها سليمان -عليه السلام- فدفنها تحت كرسيه، فلما توفي سليمان -عليه السلام- قام شيطان الطريق فقال: ألا أدلكم على كنزه الممنع الذي لا كنز له مثله؟ تحت الكرسي فأخرجوه، فقال: هذا سحر، فتناسخها الأمم حتى بقاياها ما يتحدث به أهل العراق، فأنزل الله -عز وجل-: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ} [سورة البقرة:102]، ورواه الحاكم في مستدركه.."

لحظة..

طالب: ..........

ما هو؟

طالب: ..........

هو يريد أن هذا من جنس كلام الشياطين وكلام..

"ورواه الحاكم في مستدركه عن أبي زكريا العنبري عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير به وقال السدي في قوله تعالى: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} [سورة البقرة:102] أي على عهد سليمان قال: كانت الشياطين تصعد إلى السماء فتقعد منها مقاعد للسمع، فيستمعون من كلام الملائكة ما يكون في الأرض من موت أو غيب أو أمر، فيأتون الكهنة فيخبرونهم، فتحدث الكهنة الناس، فيجدونه كما قالوا، فلما أمنتهم الكهنة كذبوا لهم وأدخلوا فيه غيره، فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة، فاكتتب الناس ذلك الحديث في الكتب، وفشى ذلك في بني إسرائيل أن الجن تعلم الغيب، فبعث سليمان في الناس فجمع تلك الكتب، فجعلها في صندوق، ثم دفنها تحت كرسيه، ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنو من الكرسي إلا احترق وقال: لا أسمع أحدًا يذكر أن الشياطين يعلمون الغيب إلا ضربت عنقه، فلما مات سليمان، وذهبت العلماء الذين كانوا يعرفون أمر سليمان، وخلف من بعد ذلك خلف تمثل شيطان في صورة إنسان، ثم أتى نفرًا من بني إسرائيل فقال لهم: هل أدلكم على كنز لا تأكلونه أبدًا؟ قالوا: نعم، قال: فاحفروا تحت الكرسي، وذهب معهم فأراهم المكان وقام ناحيته فقالوا له فادن.."

يعني لا تأكلونه أبدًا، يعني لا ينتهي، تأكلون منه ولا ينتهي.

"فقال: لا، ولكنني هاهنا في أيديكم، فإن لم تجدوا فاقتلوني، فحفروا فوجدوا تلك الكتب، فلما أخرجوها قال الشيطان: إن سليمان إنما كان يضبط الإنس والشياطين والطير بهذا السحر، ثم طار وذهب وفشا في الناس أن سليمان كان ساحرًا، واتخذت بنوا إسرائيل تلك الكتب، فلما جاء محمد -صلى الله عليه وسلم- خاصموه بها فذلك حين يقول الله تعالى: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا}. وقال الربيع بن أنس: إن اليهود سألوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- زمانًا عن أمور من التوراة لا يسألونه عن شيء من ذلك إلا أنزل الله -عز وجل- ما سألوه عنه فيخصمهم، فلما رأوا ذلك قالوا: هذا أعلم بما أنزل الله إلينا منا، وإنما سألوه عن السحر وخاصموه به فأنزل الله -عز وجل-: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [سورة البقرة:102]، وإن الشياطين عمدوا إلى كتاب فكتبوا فيه السحر والكهانة وما شاء الله من ذلك، فدفنوه تحت مجلس سليمان، وكان عليه السلام.."

تحت كرسي مجلس سليمان.. يقول: تحت كرسي مجلس سليمان أحدهما يغني عن.. الكرسي والمجلس والكرسي في المجلس..

"فدفنوه تحت كرسي مجلس سليمان، وكان -عليه السلام- لا يعلم الغيب، فلما فارق سليمان الدنيا استخرجوا ذلك السحر وخدعوا الناس وقالوا: هذا علم كان سليمان يكتمه ويحسد الناس عليه، فأخبرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الحديث، فرجعوا من عنده وقد خزبوا وأدحض الله حجتهم.."

أو خزيوا..

وقد..

"وقد خزيوا وأدحض الله حجتهم.."

خرجوا.. في تفسير ابن جرير: وقد حزنوا، حزنوا وخرجوا، وقد خرجوا، عندي أنا: وخزيوا، واضح معناها.

"وقال مجاهد في قوله تعالى: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} [سورة البقرة:102] قال: كانت الشياطين تستمع الوحي فما سمعوا من كلمة زادوا فيها مائتين مثلها، فأرسل سليمان -عليه السلام- إلى ما كتبوا من ذلك، فلما توفي سليمان وجدته الشياطين وعلمته الناس، وهو السحر. وقال سعيد بن جبير: كان سليمان يتتبع ما في أيدي الشياطين من السحر فيأخذه منهم فيدفنه تحت كرسيه في بيت خزائنه، فلم تقدر الشياطين أن يصلوا إليه، فدنت إلى الإنس، فقالوا لهم: أتدرون العلم الذي كان سليمان يسخر به الشياطين والرياح وغير ذلك؟ قالوا: نعم، قالوا: فإنه في بيت خزانته وتحت كرسيه، فاستثارته الإنس واستخرجوه وعملوا بها فقال أهل الحجا: كان سليمان يعمل بهذا، وهذا سحر.."

وقال أهل..

عندي الحجا.. يقول في بعض النسخ: الحجاز.

يعني عقلاؤهم أهل الحجا يعني عقلاؤهم أم أهل الحجاز ما لهم سنعة.

"فأنزل الله تعالى على لسان نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- براءة سليمان -عليه السلام-، فقال تعالى: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ} [سورة البقرة:102] وقال محمد بن إسحاق بن يسار: عمدت الشياطين حين عرفت موت سليمان بن داود -عليه السلام- فكتبوا أصناف السحر من كان يحب أن يبلغ كذا وكذا فليفعل كذا وكذا حتى إذا.."

متى عرفوا موت سليمان؟ لما خرّ، الأرضة أكلت العصا، كان قائمًا عليها فلما خر عرفوا {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} [سورة سبأ:14]؛ لأنهم يعملون، يشتغلون ليل نهار، مادام وهو ميت -عليه السلام- فلما خر، سقط، تبين أنهم لا يعلمون الغيب؛ إذ لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين.

طالب: ..........

المقصود أنهم يشتغلون، يعملون، يكدحون؛ لأنهم سخروا له -عليه السلام-.

"حتى إذا صنفوا أصناف السحر جعلوه في كتاب ثم ختموه بخاتم على نقش خاتم سليمان، وكتبوا في عنوانه: هذا ما كتب آصف بن برخيا الصديق للملك سليمان بن داود -عليه السلام- من ذخائر كنوز العلم، ثم دفنوه تحت كرسيه، واستخرجته بعد ذلك بقايا بني إسرائيل، حتى أحدثوا ما أحدثوا، فما عثروا عليه، فقالوا: والله ما كان سليمان إلا بهذا فأفشوا السحر في الناس فتعلموه وعلموه، فليس هو في أحد أكثر منه في اليهود- لعنهم الله- فلما ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما نزل عليه من الله سليمان بن داود وعده فيمن عد من المرسلين قال من كان بالمدينة من يهود: ألا تعجبون من محمد يزعم أن ابن داود كان نبيًّا، والله ما كان إلا ساحرًا، وأنزل الله في ذلك من قولهم: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ} [سورة البقرة:102] الآية.

 وقال ابن جرير: حدثنا القاسم قال: حدثنا حسين قال: حدثنا حجاج عن أبي بكر عن شهر بن حوشب قال: لما سلِب سليمان ملكه كانت الشياطين تكتب السحر في غيبة سليمان، فكتبت: من أراد أن يأتي كذا وكذا فليستقبل الشمس وليقل كذا وكذا، ومن أراد أن يفعل كذا وكذا فليستدبر الشمس وليقل كذا وكذا، فكتبته وجعلت عنوانه: هذا ما كتب آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود -عليه السلام- من ذخائر كنوز العلم، ثم دفنته تحت كرسيه، فلما مات سليمان -عليه السلام- قام إبليس -لعنه الله- خطيبًا قال: يا أيها الناس، إن سليمان لم يكن نبيًّا، إنما كان ساحرًا، فالتمسوا سحره في متاعه وبيوته، ثم دلهم على المكان الذي دفن فيه، فقالوا: والله لقد كان سليمان ساحرًا، هذا سحره، بهذا تعبدنا، وبهذا قهرنا، فقال المؤمنون: بل كان نبيًّا مؤمنًا."

تفضل يا أبا عبد الله.

 

"فلما بعث الله النبي محمدًا -صلى الله عليه وسلم- جعل يذكر الأنبياء حتى ذكر داود وسليمان فقالت اليهود: انظروا إلى محمد.."

بإمكان الحافظ ابن كثير -رحمه الله- أن يختصر هذه الروايات، ويكتفي ببعضها عن بعض؛ لأن بعضها في معنى واحد، ويكرره مرارًا كعادته -رحمه الله- وعادة المتقدمين في التكرار، وهذا ما حدا بكثير من المتأخرين من المعاصرين أن يختصروا هذا التفسير؛ لأن طلاب العلم في عصرنا لا يصبرون ولا يتحملون مثل هذا التكرار، وقل مثل هذا في تفسير ابن جرير، فالمناسِب للمثقفين في هذا العصر يعني حذف مثل هذا التكرار، وقد حصل، ولكن طالب العلم الشرعي الذي لا يرضى بالأقل يصبر على مثل هذه، والتكرار في الغالب لا يخلو من فائدة، ولذلك كتب الأئمة كلها فيها تكرار، البخاري سبعة آلاف وخمسمائة حديث عدتها بغير تكرار ألفان وخمسمائة وحديثان، يعني قريب من خمسة آلاف مكررة، لكن التكرار عندهم هو في الأصل لا يخلو من فائدة، ولا يخلو من شيء زائد على ما ذكر، ولذا قال ابن حجر وغيره: إنه لا يوجد في البخاري حديث مكرر في موضعين بسنده ومتنه دون أي فائدة إلا في نحو عشرين موضعًا، أما البقية فكلها فيها فوائد إسنادية ومتنية.

 لكن في مثل هذه الأخبار التي لا يترتب عليها أحكام، وهي متلقاة عن بني إسرائيل، لو أن الحافظ -رحمه الله- اقتصر ببعضها لعله يكون أنسب، وجاء في الخبر: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»، وفي رواية البزار: «فإن فيهم الأعاجيب»، لكن مع ذلك مر بنا روايات كثيرة كثير منها بمعنى بعض، فيكتفى بها، يعني هذه الصفحات التي قرأناها كم أخذت على الحافظ ابن كثير في جمعها وهو من الحفاظ في جمعها وفي كتابتها، الآن لو يقال لواحد من طلاب العلم: اكتب ما مضى ضاق بها ذرعًا، وما وسعته الأرض، فضلاً عن أن يكون قد جمعها من الكتب ورتبها ونظمها، الله المستعان، ما يدل على صبر الأوائل وجلدهم في تحصيل العلم وفي تأليفه وترتيبه وجمع الفوائد والشوارد من بطون الكتب المختلفة، نحن مللنا ونحن نسمع لا نكتب ولا نجمع شيئًا.

"فقالت اليهود: انظروا إلى محمد يخلط الحق بالباطل، يذكر سليمان مع الأنبياء، إنما كان ساحرًا يركب الريح، فأنزل الله تعالى: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ} [سورة البقرة:102] الآية.

 وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال: حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت عمران بن حدير عن أبي مجلز قال: أخذ سليمان- عليه السلام- من كل دابة عهدًا، فإذا أصيب رجل فسأل بذلك العهد خلي عنه، فزاد الناس السجع والسحر فقالوا: هذا يعمل به سليمان بن داود -عليه السلام- فقال الله تعالى: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ} [سورة البقرة:102].."

فإذا أصيب رجل يعني من قبل الجن، أصيب رجل يعني من قبل الجن، فسأل بذلك العهد الذي أخذه سليمان -عليه السلام- عليهم خُلِّيَ عنه، تُرِك.

طالب: ..........

نعم، يشمل، لكن الكلام الأصل أن التعرض من الجن.

طالب: ..........

وكذلك السباع.

"فقال الله تعالى: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [سورة البقرة:102] وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عصام بن رُوَّاد.."

رَوَّاد رَوَّاد رَوَّاد..

"حدثنا عصام بن رَوَّاد قال: حدثنا آدم قال: حدثنا المسعودي عن زياد مولى مصعب.."

أو ابن مصعب..

طالب: ..........

مولى ابن.. علق عليها عندك؟

يقول: كذا في (ج)، وهو الموافق لما في تفسير أبي حاتم، ووقع في سائر الأصول ابن مصعب، والصواب ما أثبت، وهو زيادة المصفر أبو عثمان مولى مصعب بن الزبير يروي عن الحسن البصري وثابت البناني ترجمه البخاري..

يعني الرجوع إلى المصدر الذي أخذ منه الخبر هو الحكم.

"عن زياد مولى مصعب عن الحسن {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ} [سورة البقرة:102] قال: ثلث الشعر، وثلث السعر، وثلث الكهانة. وقال: حدثنا الحسن بن أحمد قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي قال: حدثني سرور بن المغيرة عن عباد بن منصور عن الحسن {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} [سورة البقرة:102] وأتبعته اليهود على ملكه، وكان السحر قبل ذلك في الأرض لم يزل بهذا، ولكنه.."

لم يزل بها.

بها لم يزل بها.

نعم.

"وكان السحر قبل ذلك في الأرض لم يزل بها، ولكنه إنما اتبع على ملك سليمان، فهذه نبذة من أقوال أئمة السلف في هذا المقام، ولا يخفى ملخص القصة، والجمع بين أطرافها، وأنه لا تعارض بين السياقات.."

ليته فعل.

طالب: ..........

نبذة ولا يخفى ملخص القصة والجمع بين أطرافها، ليته فعل.

"وأنه لا تعارض بين السياقات على اللبيب الفهم، والله الهادي.

وقوله تعالى: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} [سورة البقرة:102] أي واتبعت اليهود الذين أوتوا الكتاب من بعد إعراضهم عن كتاب الذي بأيديهم."

الآن جاء التفسير، الآن جاء التفسير.

"من بعد إعراضهم عن كتاب الله الذي بأيديهم ومخالفتهم الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-. ما تتلوه الشياطين أي ما ترويه وتخبر به وتحدثه الشياطين على ملك سليمان، وعدَّاه بـ على؛ لأنه ضمن تتلوا تكذب، وقال ابن جرير: على هاهنا بمعنى في، أي تتلوا في ملك سليمان، ونقله عن ابن جريج وابن إسحاق. قلت: والتضمين أحسن وأولى، والله أعلم."

كله تضمين، إما تضمين فعل، وإما تضمين حرف.

طالب: ..........

ما هو؟

طالب: ..........

ما هو؟

طالب: ..........

نعم، معروف، لكنه أرجح تضمين الفعل من تضمين الحرف، وهذا ما قرره شيخ الإسلام في مقدمته مقدمة التفسير قال: تضمين الفعل أولى من تضمين الحرف، وكله تضمين؛ لأن هذا جعل هذا مكان هذا، تضمين.

"وقول الحسن البصري- رحمه الله- وقد كان السحر قبل زمن سليمان بن داود صحيح لا شك فيه؛ لأن.."

يعني موجود، يعني الصحة تصحيح وجود.

"لأنه السحرة كانوا في زمان موسى -عليه السلام-."

لأن السحرة.

"لأن السحرة كانوا في زمان موسى -عليه السلام- وسليمان بن داود بعده كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة البقرة:246] البقرة ثم ذكر القصة بعدها وفيها {وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة} وقال قوم صالح وهم قبل إبراهيم الخليل -عليه السلام- لنبيهم صالح: {إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} [سورة الشعراء:153] أي المسحورين على المشهور.

وقوله تعالى: {وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} [سورة البقرة:102] اختلفت الناس في هذا المقام."

اختلف الناس.

"اختلف الناس في هذا المقام؛ فذهب بعضهم إلى أن ما نافية، أعني التي في قوله: {وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} [سورة البقرة:102] قال القرطبي: ما نافية ومعطوفة على قوله: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ} [سورة البقرة:102] ثم قال: {وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} [سورة البقرة:102].."

يكون فيه تقديم وتأخير.

"وذلك أن اليهود كانوا يزعمون أنه نزل به جبريل وميكائيل، فأكذبهم الله، وجعل قوله: هاروت وماروت بدلاً من الشياطين، قال: وصح ذلك إما لأن الجمع يُطلَق على الاثنين كما في قوله تعالى: {فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ} [سورة النساء:11]، أو لكونه ما لهما أتباع أو ذُكرا من بينهم؛ لتمردهما، فتقدير الكلام عنده: يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت، ثم قال: وهذا أولى ما حُملت عليه الآية وأصح، ولا يلتفت إلى ما سواه."

طالب: .........

ماذا؟

طالب: .........

على كلامه {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [سورة البقرة:102].

طالب: .........

نعم، بدل من الشيطاين ليسوا من الملائكة، وإن جاء في آثار وأخبار إسرائيلية أنهما ملكان في الأصل، ملائكة ثم كفروا مثل ما كان إبليس {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ} [سورة البقرة:34] هذا يدل على أنه من الملائكة ثم كفر بعد ذلك.

"وروى ابن جرير بإسناده من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله: {وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ} [سورة البقرة:102] الآية يقول: لم ينزل الله السحر، وبإسناده عن الربيع بن أنس في قوله: {وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} [سورة البقرة:102] قال: ما أنزل الله عليهما السحر، قال ابن جرير: فتأويل الآية."

فيكون المراد بالملكين جبريل وميكائيل.

طالب: .........

أين؟

طالب: .........

باعتبار ما كان قبل كفرهم، هذا على القول بأن..

طالب: .........

أنهم كانوا ملائكة ثم كفروا.

طالب: .........

على كل حال أقوال مثل ما قيل في إبليس: كان من الملائكة ومن أشدهم عبادة قالوا.

طالب: .........

أين؟

طالب: .........

والجِن والجِنة يطلق على الملائكة؛ لاجتنانهم واستتارهم عن الناس.

طالب: .........

ماذا؟

طالب: .........

ما أنزل ببابل {وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ} [سورة البقرة:102] النفي، ما نافية، ما أنزل على الملكين كما قرر مثل ما قرره نقلاً عن القرطبي.

"قال ابن جرير: فتأويل الآية على هذا: واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان من السحر، وما كفر سليمان، ولا أنزل الله السحر على الملكين، ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت، فيكون قوله.."

فيه تقديم وتأخير في العبارة، وأسلوب التقديم والتأخير معروف في القرآن.

"فيكون قوله: ببابل هاروت وماروت من المؤخر الذي معناه المقدَّم قال: فإن قال لنا قائل: كيف وجه تقديم ذلك؟

قيل: وجه تقديمه أن يقال: واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان من السحر، وما كفر سليمان، وما أنزل الله السحر على الملكين، ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت، فيكون معنيًّا بالملكين جبريل وميكائيل -عليهما السلام-؛ لأن سحرة اليهود فيما ذكر كانت تزعم أن الله أنزل السحر على لسان جبريل وميكائيل إلى سليمان بن داود، فأكذبهم الله بذلك، وأخبر نبيَّه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أن جبريل وميكائيل لم ينزلا بسحر، وبرَّأ سليمان -عليه السلام- مما نحلوه من السحر، وأخبرهم أن السحر من عمل الشياطين، وأنها تعلِّم الناس ذلك ببابل، وأن الذين يعلمونهم ذلك رجلان اسم أحدهما هاروت، واسم الآخر ماروت، فيكون هاروت وماروت على هذا التأويل ترجمة عن الناس وردًّا عليهم هذا لفظه بحروفه.

 وقد قال ابن أبي حاتم: حُدِّثت عن عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا فضيل بن مرزوق عن عطية {وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} [سورة البقرة:102] قال: ما أنزل الله على جبريل وميكائيل السحر. قال ابن أبي حاتم: وحدثنا الفضل بن شاذان قال: أخبرنا محمد بن عيسى قال: أخبرنا يعلى يعني ابن أسد: أخبرنا بكر يعني ابن مصعب قال: أخبرنا الحسن بن أبي جعفر أن عبد الرحمن.."

ماذا؟ معلى معلّى بن أسد.. ماذا عندك يا أبا عبد الله؟ يعلى بن أسد أم معلى؟

طالب: .........

هو معلى أم يعلى؟

طالب: .........

نعم هذا الأصل بدل يعلى مُعَلَّى.

طالب: .........

نعم.

"أخبرنا الحسن بن أبي جعفر أن عبد الرحمن بن أبزى كان يقرأها: {وما أنزل على الملَكين}.."

الملِكين الملِكين..

"وما أنزل على الملِكين داود وسليمان وقال أبو العالية: لم ينزل عليهما السحر، يقول عَلِما الإيمان والكفر.."

عَلَّما..

عُلِّما؟

عَلَّما..

"يقول: عَلَّما الإيمان والكفر، فالسحر من الكفر.."

طالب: .........

الظاهر أن سليمان وداود عَلَّما الإيمان والكفر، الإيمان ليعمل به، والكفر ليجتنب.

"يقول: عَلِما الإيمان والكفر، فالسحر من الكفر، فما ينهيان عنه أشد النهي. رواه ابن أبي حاتم، ثم شرع ابن جرير في رد هذا القول، وأن ما بمعنى الذي، وأطال القول في ذلك، وادَّعى أن هاروت وماروت ملكان أنزلهما الله إلى الأرض، وأذن لهما في تعليم السحر؛ اختبارًا لعباده وامتحانًا بعد أن بين لعباده أن ذلك مما ينهى عنه على ألسنة الرسل، وادعى أن هاروت وماروت مطيعان في تعليم ذلك؛ لأنهما امتثلا ما أمرا به، وهذا الذي سلكه غريب جدًّا، وأغرب منه قول من زعم أن هاروت وماروت قبيلان من الجن، كما زعمه ابن حزم، وروى ابن أبي حاتم بإسناد.."

المسألة في ما هل هي نافية كما قال القرطبي ونقله عنه ابن كثير، أو أنها موصولة كما اختاره ابن جرير.

"وروى ابن أبي حاتم بإسناده عن الضحاك بن مزاحم أنه كان يقرؤها: وما أنزل على الملَكين ويقول: هما علجان من أهل بابل.."

الملِكين يكون ما يصير ملَكان.

"هم علجان من أهل بابل، ووجه أصحابَ هذا القول.."

أصحابُ..

"ووجه أصحابُ هذا القول الإنزال بمعنى الخلْق لا بمعنى الإيحاء في قوله تعالى: {وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} [سورة البقرة:102]، كما قال تعالى: {وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} [سورة الزمر:6] الآية، {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد}، و{ننزل لكم من السماء رزقًا}، وفي الحديث: «ما أنزل الله داءً إلا أنزل له دواءً» وكما يقال: أنزل الله الخير والشر، وحكى القرطبي عن ابن عباس وابن أبزى والضحاك.."

يعني ما يلزم من ذلك أن يكون الإنزال من السماء من الأعلى إلى الأسفل، إنما هو مجرد إيجاد.

"والحسن البصري أنهم قرؤوا: وما أنزل على الملِكين بكسر اللام، قال ابن أبزى: وهما داود وسليمان قال القرطبي: فعلى هذا تكون ما نافية أيضًا، وذهب آخرون إلى الوقف على قوله: {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [سورة البقرة:102] وما نافية، قال ابن جرير: حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد وسأله رجل عن قول الله: {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ} [سورة البقرة:102] فقال الرجل يعلمان الناس ما أنزل عليهما.."

الرجلان الرجلان.

 

قال الرجلان يعلمان الناس، ما يكون الرجل يعلمان.

طالب: .........

انتهى. قال: فقال: الرجلان يعلمان الناس.

"فقال: الرجلان يعلمان الناس ما أنزل عليهما أو يعلمان الناس ما لم ينزل عليهما فقال القاسم: ما أبالي أيتهما كانت، ثم روى عن يونس عن أنس بن عياض عن بعض أصحابه أن القاسم قال في هذه القصة: لا أبالي أي ذلك كان، إني آمنت به، وذهب كثيرون من السلف إلى أنهما كانا ملَكين من السماء، وأنهما أنزلا إلى الأرض، فكان من أمرهما ما كان، وقد ورد في ذلك حديث مرفوع."

القول الأول أنهما ملَكان وامتثلا ما أُمرا به فتنة للناس، والقول الأخير على أنهما ملَكان فانحرفا وحصل لهما من العذاب ما جاء في بعض الروايات ما حصل.

طالب: .........

ماذا؟ فقال: الرجلان يعلمان..

طالب: .........

فقال الرجل السائل؟ ما هو بجواب السؤال؟

طالب: .........

ماذا عندك يا أبا عبد الله؟

طالب: .........

الجواب: فقال الرجلان يعلمان هذا الجواب؟ أو الرجل السائل قال؟

طالب: السائل لازال يستفسر يا شيخ.. هل يعلمان..؟

طالب: .........

الرجل السائل ومضمون السؤال الرجلان يعلمان.. اللفظ محتمِل.

طالب: .........

الاحتمالات الموجودة لا شك أن فيها نوع تعارض، فيها نوع تعارض، ولا بد من الترجيح.

"وقد ورد في ذلك حديث مرفوع رواه الإمام أحمد في مسنده -رحمه الله- كما سنورده إن شاء الله تعالى، وحكاه القرطبي عن علي وابن مسعود وابن عباس وابن عمر وكعب الأحبار والسدي والكلبي، وعلى هذا فيكون الجمع بين هذا وبين ما ورد من الدلائل على عصمة الملائكة أن هذين سبق في علم الله لهما هذا، فيكون تخصيصًا لهما، فلا تعارُض حينئذٍ كما سبق في علمه من أمر إبليس ما سبق، وفي قول إنه كان من الملائكة؛ لقوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى} [سورة البقرة:34] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ذلك، مع أن شأن هاروت وماروت على ما ذُكر أخف مما وقع من إبليس، لعنه الله تعالى."

لأن الضرر المترتب على صنيع هاروت وماروت أقل بكثير من الضرر المترتب على فعل إبليس.

طالب: .........

قضى؟! عندي..

وقد حكاه القرطبي عن علي وابن مسعود...

طالب: حكاه القرطبي مقدَّمة قبل يا شيخ..

على أين؟

طالب: .........

كما سنورده إن شاء الله..

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك...