شرح مقدمة صحيح مسلم (08)

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

..في الدرس الماضي في الخبر قال: "وحدثني بشر بن الحكم العبدي قال سمعت سفيان بن عيينة يقول أخبروني عن أبي عقيل صاحب بهية أن أبناء هكذا ضبطت "أن أبناءَ لعبد الله بن عمر سألوه عن شيء لم يكن عنده فيه علم فقال له يحيى بن سعيد والله إني لأعظم أن يكون مثلك وأنت ابن إمامي هدى" القصة تدل في ظاهرها على أن المسئول يعني على هذه القراءة أن المسئول عبد الله بن عمر وأن الذي سأله أبناؤه على هذا مشيناها بالأمس، لكن بعد التأمل فيها يعني نجد أن عبد الله بن عمر الذي قررنا أن أبناءه سألوه لا يمكن أن يكون عبد الله بن عمر بن الخطاب مباشرة إلا أن يكون واحد من أحفاده بهذا الاسم عبد الله بن عمر بن عاصم بن عبد الله بن عمر مثلا يمكن هذا لكن بعض الإخوان له توجيه لأن عبد الله بن عمر للمتقدم الصحابي لا يمكن أن يكون يحيى بن المتوكل شاهد وأن يقول له يحيى بن سعيد والله إني لأعظم لا يمكن أن يخاطب لأنهم متأخرين عن عبد الله بن عمر، عبد الله بن عمر ليس هو ابن عمر بن الخطاب.

طالب: .............

نعم كذلك ابن إمامي هدى يعني عمر وابن عمر فهو متأخر بلا شك، الأمر الثاني الجمع والإفراد أن أبناءً لعبد الله بن عمر سألوه يعني سألوا عبد الله بن عمر هذا المتأخر يعني غير عبد الله بن عمر بن الخطاب أن أبناءه سألوه وعود الضمير على الأبناء الذين هم جمع بضمير الجمع سألوه مناسب وهو الذي جعلنا نستروح إلى أنها أبناء وليست ابن وهي مضبوطة بالكتاب هكذا واحد من الإخوان يقول أمرتنا في مقدمة مسلم بأن نغير كلمة ابنًا ليس فيه تغيير هي الأصل باقية أبناء هي مضبوطة عندنا أبناء ووجناها على هذا الأساس يقول أن نغير كلمة ابنا بأبناء ولعل الصواب عدم التغيير ففي الحديث أربع وثلاثين، قال إن ابنًا لعبد الله بن عمر سألوه وهذا مثل قول ابن عون في الحديث ستة وثلاثين إن شهرا نزكوه أي الناس نزكوه فيكون سياق الحديث أربع وثلاثين إن ابنا لعبد الله بن عمر تفسيرا لقوله إن ابنا لعبد الله بن عمر الناس سألوه.

طالب: .............

نعم، فما يكون الضمير عائد إلى الأبناء إنما يكون عائد إلى الناس أن ابنًا لعبد الله بن عمر الناسُ سألوه ويكون قوله وأنت ابن إمامي هدى أي عمر وابن عمر تفسيرا لقوله إن ابنًا لعبد الله بن عمر لأنه قال وأنتَ فيكون أبًا له من هذه الحيثية أي من ذريته لأن في الحديث ثلاث وثلاثين ذكره القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر فهو حفيد ابن عمر في الحديث ثلاثة وثلاثين وحفيده أيضا في الحديث أربع وثلاثين ولو أثبتناها أبناء كما أمرت لكان السؤال في الحديث أربعة وثلاثين ابن عمر نفسه فيكون المنكر عليه قال له وأنت ابن ابن عمر أي أنه ليس عبد الله بن عمر وبهذا يزول الإشكال ويتفق السياق وتجتمع الروايات وهذا مقتضى ما علمتنا من صيانة النسخ عن التخطئة والتعديل وسامحنا إلى آخره جزاه الله خيرا أسلوبه مناسب جدا وعلى كل حال كلامه صواب بلا شك، أما مسألة التغيير فليس بتغيير هكذا كتبت عندنا أن أبناءً لعبد الله بن عمر سألوه، وكون عبد الله بن عمر متقدم لا يرد ألبتة، لا بد أن يكون اسمه عبد الله بن عمر متأخر من أحفاد عبد الله بن عمر ولا يمنع أن يكون فيهم من بهذا الاسم عبد الله بن عمر العمري المكبر معروف متأخر ومعاصر لمن ذكر لكن كلامه وتوجيهه أن ابنا لعبد الله بن عمر سألوه يعني الناس سألوه على هذا التقدير يمشي الكلام بدون إشكال وكلامه صحيح وأوافقه على هذا، سم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الإمام مسلم- رحمه الله تعالى-:

حدثنا قتية بن سعيد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال حدثني الحارث الأعور الهمداني وكان كذابا، وحدثنا أبو عامر عبد الله بن براد الأشعري قال حدثنا أبو أسامة عن مفضل عن مغيرة قال سمعت الشعبي يقول: حدثني الحارث الأعور وهو يشهد أنه أحد الكاذبين، وحدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال قال علقمة قرأت القرآن في سنتين فقال الحارث القرآن هيّن الوحي أشد، حدثنا حجاج بن الشاعر قال حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا زائدة عن الأعمش عن إبراهيم أن الحارث قال تعلمت القرآن في ثلاث سنين والوحي في سنتين أو قال الوحي في ثلاث سنين والقرآن في سنتين، وحدثني حجاج قال حدثني أحمد وهو ابن يونس قال حدثنا زائدة عن منصور والمغيرة عن إبراهيم أن الحارث اتُّهم، وحدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا جرير عن حمزة الزيات قال سمع مُرَّة الهمْداني من الحارث شيئا فقال له اقعد في الباب فقال فدخل مرة وأخذ سيفه قال وأحس الحارث بالشر، فذهب، حدثنا عبيد الله بن سعيد قال حدثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي قال حدثنا حماد بن زيد عن ابن عون قال قال لنا إبراهيم إياكم والمغيرة بن سعيد وأبا عبد الرحيم فإنهما كذابان، وحدثني أبو كام الجحدري قال حدثنا وهو ابن زيد قال حدثنا عاصم قال كنا نأتي أبا عبد الرحمن السلمي ونحن غلمة أيفاع فكان يقول لنا لا تجالسوا القصاص غير أبي الأحوص وإياكم وشقيقا، قال وكان شقيق هذا يرى رأي الخوارج وليس بأبي وائل، وحدثنا أبو غسّان محمد بن عمرو الرازي قال سمعت جريرا يقول لقيت جابر بن يزيد الجعفي فلم أكتب عنه كان يؤمن بالرجعة، حدثنا الحسن الحلواني قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا مسعر قال حدثنا جابر هو ابن يزيد قبل أن يحدث ما أحدث، وحدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال كان الناس يحملون عن جابر قبل أن يظهر ما أظهر فلما أظهر ما أظهر واتهمه الناس في حديثه وتركه بعض الناس فقيل له وما أظهر قال الإيمان بالرجعة، وحدثنا حسن الحلواني قال حدثنا أبو يحيى الحماني قال حدثنا قبيصة وأخوه أنهما سمعا الجراح أنهما سمعا الجراح بن مليح يقول سمعت جابرًا يقول عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كلها، وحدثني حجاج بن الشاعر قال حدثنا أحمد بن يونس قال سمعت زهيرا يقول قال جابر أو سمعت جابرا يقول إن عندي لخمسين ألف حديث ما حدثت منها بشيء ثم حدث يوما بحديث فقال هذا من الخمسين ألفا، وحدثني إبراهيم بن خالد اليشكري قال سمعت أبا الوليد يقول سمعت سلام بن أبي مطيع يقول سمعت جابرا الجعفي يقول عندي خمسون ألف حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وحدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال سمعت رجلا سأل جابرا عن قول الله عز وجل:    ﭿ ﮂﮃ    يوسف: ٨٠  فقال جابر لم يجيء تأويل هذه، قال سفيان وكذب فقلنا لسفيان وما أراد بهذا فقال إن الرافضة تقول إن عليا رضي الله عنه في السحاب فلا نخرج مع من خرج من ولده حتى ينادي منادٍ من السماء يريد عليا أنه ينادي اخرجوا مع فلان، يقول جابر فذا تأويل هذه الآية وكذب كانت في إخوة يوسف -صلى الله عليه وسلم- وحدثني سلمة قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال سمعت جابرًا يحدث بنحو من ثلاثين ألف حديث ما أستحل أن أذكر منها شيئا وأن لي كذا وكذا، قال مسلم وسمعت أبا غسّان محمد بن عمرو الرازي قال سألت جرير بن عبد الحميد فقلت الحارث بن حصيرة لقيته؟ قال نعم شيخ طويل السكوت يصرّ على أمر عظيم، حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد قال ذكر أيوب رجلا يوما فقال لم يكن بمستقيم اللسان وذكر آخر فقال هو يزيد في الرقم، حدثنا حجاج بن الشاعر قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد قال قال أيوب إن لي جارا ثم ذكر من فضله ولو شهد عندي على تمرتين ما رأيت شهادته جائزة، وحدثنا محمد بن رافع وحجاج بن الشاعر قالا حدثنا عبد الرزاق قال قال معمر ما رأيت أيوب اغتاب أحدا قط إلا عبد الكريم يعني أبا أمية فإنه ذكره فقال رحمه الله كان غير ثقة لقد سألني عن حديث لعكرمة ثم قال سمعت عكرمة، حدثني الفضل بن سهل قال حدثنا عفّان بن مسلم قال حدثنا همام قال قدم علينا أبو داود الأعمى فجعل يقول حدثنا البراء قال وحدثنا زيد بن أرقم فذكرنا ذلك لقتادة فقال كذب ما سمع منهم إنما كان إذ ذاك سائلا يتكفف الناس زمن طاعون الجارف، وحدثني حسن بن علي الحلواني قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا همام قال دخل أبو داود الأعمى على قتادة فلما قام قالوا إن هذا يزعم أنه لقي ثمانية عشر بدريا فقال قتادة هذا كان سائلا قبل الجارف لا يعرض لشيء من هذا ولا يتكلم فيه فوالله ما حدثنا الحسن عن بدريٍّ مشافهة، ولا حدثنا سعيد بن المسيب عن بدري مشافهة إلا عن سعد بن مالك، وحدثنا عثمان بن شيبة قال حدثنا جرير عن رقبة أن أبا جعفر الهاشمي المدني كان يضع أحاديث كلام حق وليست من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان يرويها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حدثنا الحسن الحلواني قال حدثنا نعيم بن حماد قال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان قال وحدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا نعيم بن حماد قال أبو داود الطيالسي عن شعبة عن يونس بن عبيد قال كان عمرو بن عبيد يكذب في الحديث.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول المؤلف- رحمه الله تعالى- أعني الإمام مسلما في مقدمة صحيحه في الكشف عن معايب رواة الحديث والكلام فيمن جرح منهم قال- رحمه الله-: "حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا جرير جرير يعني ابن عبد الحميد الضبي عن مغيرة عن الشعبي قال حدثني الحارث الأعور الهمْداني" نسبة إلى همْدان قبيلة، وأما التحريك فمع  الإعجام الهمَذاني نسبة إلى بلد فهمْدان قبيلة وهمَذان بلد، والمتقدمون ليس فيهم همَذاني لأن النسبة إلى البلد بعدما فتحت الأمصار؛ لأنها في المشرق منهم البديع بديع الزمان الهمَذاني، لكن أكثر الرواة من القبيلة لا من البلد "الهمداني وكان كذابا" هذا جرح في هذا الراوي وهو أهل لأن يجرح وإن دافع عنه من دافع لأنه غال في التشيع غالي في التشيع، ودافع عنه من دافع فيما ذكرنا فيما سبق من أنه أُلف في الدفاع عنه رسالة اسمها الباعث عن علل الطعن في الحارث وطعن بسببه في كبار الأئمة كله من أجل الدفاع عن هذا يطعن في البخاري ومسلم من أجل كذاب؟! ويطعن في الشعبي الذي طعن فيه لكنه التعصب نسأل الله السلامة والعافية؟! التعصب يعني أبو عوانة اسمه الوضاح ابن عبد الله اليشكري جاء في طبعة بعض الكتب مصحفا الوضاع فاستغلها من يريد الطعن فيه من أجل الدفاع عن غيره ممن ينتسب إليه فاستغل هذه وقال أن أهل العلم يقولون وضاع وهو خطأ مطبعي، أصول الكتاب الذي نقلها منه كلها باسمه الوضاح فالتعصب المذموم يحمل على مثل هذا، يتعصب للحارث الأعور ويرمي بسببه الأئمة؟! والتنكيل للمعلمي- رحمه الله- فيه أمثلة كثيرة من هذا النوع، يعني تعصب لإمام يحمل على الطعن في خيار الأمة، وهذه عادة الأتباع تجد التبع ينتصر لشيخه وشيخه ليس في باله عن هذه المسألة شيء، تجده يرفع شيخه ويغلو فيه ومع ذلك يقدح في غيره، تجد أن المقلدة من الحنفية يذمون مالكا لأنه خالف أبا حنيفة في مسألة، ومن المالكية من يذم الشافعي، ووضع في مثالب الأئمة أحاديث كُذب على النبي -عليه الصلاة والسلام- من أجل الأئمة وهذه عادة الأتباع من قديم، تجد الكبار ما بينهم خلاف حقيقي لكن تجد هذا ينتصر لشيخ وهذا ينتصر شيخ ويطول الكلام ويزيد وينقص ثم بعد ذلك يحصل ما يحصل، فمثل هذا يُتقى وتحسم مادته من أول الأمر، على طالب العلم ألا يلتفت لمثل هذه الأمور وأن يكون ولاؤه وعداؤه من أجل إمامه، بل يكون الولاء لله ورسوله يوالي في الله ويعادي في الله، ما عليه من أحد ولا يبيع دينه بدنيا غيره، هذا إذا تصورنا أن المتبوع ينتفع بمثل هذا وهو لا ينتفع إنما ينتفع إذا نُزِّل منزلته من غير إفراط ولا تفريط، فعلى الإنسان أن يضع مثل هذا نصب عينيه يعني يزن الناس بالموازين الشرعية، أُمرنا أن ننزل الناس منازلهم والله المستعان قال- رحمه الله- "حدثنا أبو عامر عبد الله بن براد الأشعري وقال حدثنا أبو أسامة اسمه حماد بن أسامة حدثنا أبو أسامة عن مفضل عن مغيرة قال سمعت الشعبي يقول حدثني الحارث الأعور وهو يعني الشعبي يشهد أنه أحد الكاذِبين وعلى كل حال الحارث الأعور مضعف عند جماهير أهل العلم، "قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا جرير عن المغيرة عن إبراهيم قال قال علقمة قرأت القرآن في سنتين وقال الحارث القرآن هيّن الوحي أشد القرآن هيّن والوحي أشد" فإن كان على ما فسره به جمع من أهل العلم وأن مراده بالوحي ما يُلقى إلى علي- رضي الله عنه- ثم إلى من بعده من ذريته من أئمتهم فهذا لا شك أنها طامة من الطوام نسأل الله السلامة والعافية، ويروون عن أئمتهم ألوف مؤلفة كما سيأتي يروي سبعين ألف يروي خمسين ألف حفظ مثل هذه الأمور أشد من حفظ القرآن، مع أنه ثبت في الخبر الصحيح عن علي- رضي الله تعالى عنه- أنه أجاب من سأله هل عندكم شيء غير القرآن؟ قالوا والله ما عندنا إلا ما في كتاب الله وهذه الصحيفة، صحيفة ما فيه غيرها هذا من كلامه رضي الله تعالى عنه وأرضاه، ولا يوجد ممن يتبع النبي -عليه الصلاة والسلام- ويعترف برسالته أن يدعي أن له مصدرا غير الرسول -عليه الصلاة والسلام- فهو الواسطة بين الله- جل وعلا- وبين خلقه فيما ينزل إليهم منه، أما ما يرتفع من الخلق إلى الخالق فلا واسطة، "قال القرآن هين الوحي أشد" فإن كان يقصد بذلك ما يوحى كما يزعم الرافضة الغلاة أن عليا- رضي الله تعالى عنه- يُوحى إليه فإن كان هذا فهو أمر عظيم، حاول بعضهم كالقاضي عياض مثلا أن يدافع عن هذا الكلام وأن يحمله على وجه صحيح، قال القاضي عياض- رحمه الله- وأرجو أن هذا من أخف أقواله لاحتماله الصواب، وقد فسره بعضهم بأن الوحي هنا الكتابة ومعرفة الخط قاله الخطابي يقال أوحى ووحى إذا كتب، وعلى هذا ليس على الحارث في هذا درك وعليه الدرك في غيره، قال القاضي ولكن لما عُرف قُبح مذهبه وغلوه في مذهبه الشيعة ودعواهم الوصية إلى علي رضي الله عنه وسر النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه من الوحي وعلم الغيب ما لم يطلع غيره عليه بزعمهم سيء الظن بالحارث في هذا وذهب به ذلك المذهب، ولعل هذا القائل فهم من الحارث معنى منكرا فيما أراده وهو الأقرب لأن هذا له نظائر في كلامهم في كلام الرافضة، يعني لو قال قائل أنني حفظت القرآن في سنة وقيل له القرآن هيّن لكن الإشكال السنة كيف تحفظ السنة كاملة يعني إذا حفظت القرآن في سنة فتحتاج إلى ثلاثين سنة لتحفظ السنة هذا الكلام صحيح أو ما هو بصحيح؟ صحيح لأن السنة أولا القرآن ميسر    القمر: ١٧  والسنة أمرها عظيم متشتتة وكثيرة، وفيها المقبول وفيها المردود ودواوين كبيرة، المسند يحتاج إلى عمر لمن كانت حافظته متوسطة فكيف بقية كتب السنة، وهذا يريد أن ما يلقى ويوحى ويخص به علي- رضي الله تعالى عنه- أشد فيحتاج أضعاف أضعاف ما يحتاجه القرآن من الحفظ، "قال حدثني حجاج بن الشاعري قال حدثنا أحمد يعني ابن يونس قال حدثنا زائدة عن الأعمش عن إبراهيم أن الحارث قال تعلمت القرآن في ثلاث سنين والوحي في سنتين أو قال الوحي في ثلاث سنين والقرآن في سنتين" يعني عكس يعني الراوي ظنه هذا أو هذا يعني شك هل قال هذا أو هذا، وقوله "الوحي أشد" يدل على أن الجملة الأخيرة أصح من الأولى، قال: "الوحي في ثلاث سنين والقرآن في سنتين قال وحدثني". كل هذا يستدل به الإمام مسلم على أن الحارث منحرف في عقيدته وأنه مطعون به في روايته وأنه كذاب، "قال وحدثني حجاج قال حدثني أحمد وهو ابن يونس قال حدثنا زائدة عن منصور والمغيرة عن إبراهيم أن الحارث اتهم" ومعلوم أن المتهم بالكذب وقد يكون اتهامه هنا على الدين أو بالدين أو في ديانته ومن اتهم بالكذب فلأنه عرف بالكذب في حديثه العادي، أما من ثبت كذبه في الحديث فهو كذاب لا يقال متهم وهنا اتهم في ديانته في عقيدته، "قال وحدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا جرير عن حمزة الزيات قال سمع مرة الهمداني" المعروف مرة الطيب "من الحارث شيئا شيئا أنكره" يستحق به القتل ويقضي بردته من وجهة نظر مرة الهمداني "سمع مرة الهمداني من الحارث شيئا فقال له اقعد بالباب فدخل مُرة وأخذ سيفه قال وأحس الحارث بالشر فذهب" نعم أحس أن وجه الرجل تغير ودخل مغضبا فهرب والله المستعان، "قال وحدثني عبيد الله بن سعيد قال حدثنا عبد الرحمن يعني بن مهدي قال حدثنا حماد بن زيد عن ابن عَون قال قال لنا إبراهيم إياكم والمغيرة بن سعيد وأبا عبد الرحيم فإنهما كذابان" أما المغيرة فقد قال النسائي في كتابه كتاب الضعفاء كوفي دجال أحرق بالنار لأنه ادعى النبوة، وأما أبو عبد الرحيم فهو شقيق الضبي الكوفي القاص وليس بشقيق  ابن سلمة وليس هو شقيق ابن سلمة كما نبّه على ذلك الإمام أبو وائل المعروف صاحب ابن مسعود، "فإنهما كذابان قال حدثنا أبو كامل الجحدري قال حدثنا حماد وهو ابن زيد قال حدثنا عاصم قال كنا نأتي أبا عبد الرحمن السلمي ونحن غلمة أيفاع" يعني شببة في عمر الشباب "فكان يقول لا تجالسوا القصاص" لأن هؤلاء القصاص يلفقون قصصهم يمشونها بالقصص المكذوبة وهذا كثير فيهم، تحذير الخواص من أحاديث القصاص فيحذرون من هؤلاء الذين يروجون قصصهم بهذه الأحاديث المكذوبة "غير أبي الأحوص" لأنه قاص لكنه على الجادة "وإياكم وشقيقا وكان شقيق هذا يرى رأي الخوارج" كان يرى رأي الخوارج، وشقيق هو أبو عبد الرحيم السابق يرى رأي الخوارج وليس بأبي وائل لأن أبا وائل شقيق ابن سلمة إمام إمام هدى، "قال حدثنا أبو غسان محمد بن عمرو الرازي قال سمعت جريرا يقول لقيت جابر بن يزيد الجعفي فلم أكتب عنه كان يؤمن بالرجعة" والمراد بالرجعة رجوع علي رضي الله عنه في آخر الزمان يقولون إنه لم يمت وإنما هو في السحاب يشرف على تصريف الكون وأنه ما مات وأنه سيعود في آخر الزمان، وهذه هي الرجعة عندهم نسأل الله العافية، قال رحمه الله "حدثنا الحسن الحلواني قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا مسعر بن كِدام قال حدثنا جابر بن يزيد يعني الجعفي قبل أن يحدث ما أحدث" يعني قبل أن يلتحق بهذه الفئة الضالة من الروافض ويغلو في الرفض حتى قال ما قال بالرجعة- نسأل الله السلامة والعافية- "قال وحدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال كان الناس يحملون عن جابر قبل أن يظهر ما أظهر فلما أظهر ما أظهر اتهمه الناس في حديثه وتركه بعض الناس فقيل له وما أظهر؟ قال الإيمان بالرجعة، ثم قال وحدثنا حسن الحلواني قال حدثنا أبو يحيى الحماني قال حدثنا قبيصة وأخوه أنهما سمعا الجراح بن مليح" قبيصة وأخوه الأخ هذا مبهم والمبهم مردود الرواية ولكنه مقرون بغيره فالمعوّل على من ذكر وهو قبيصة "أنهما سمعا الجراح بن مليح" الجراح بن مليح والد وكيع بن الجراح مضعّف عند أهل العلم "يقول سمعت جابرا يقول عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كلها" يعني أبا جعفر محمد بن علي الباقر، "وحدثني الحجاج بن الشاعر قال حدثنا أحمد بن يونس قال سمعت زهيرا يقول قال جابر أو سمعت جابرا يقول إن عندي لخمسين ألف حديث ما حدثت منها ثم قال قال ثم حدث يوما بحديث فقال هذا من الخمسين ألفا" مرة قال سبعين ومرة قال خمسين واحتمال يقول مائة احتمال يقول لأنها لا حقيقة لها يعني ليس هناك عدد محدد له حقيقة فهو قابل للزيادة والنقص؛ لأن المسألة كلها فرية في فرية والله المستعان، وعندهم من الموضوعات ما يزيد على هذا العدد يعني كتبهم وموسوعاتهم مملوءة بالموضوعات، قال- رحمه الله- "وحدثني إبراهيم بن خالد اليشكري قال سمعت أبا الوليد يقول سمعت سلام بن أبي مطيع يقول سمعت جابرا الجعفي يقول عندي خمسون ألف حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال وحدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا  الحميدي قال حدثنا سفيان قال سمعت رجلا سأل جابرا عن قول الله عز وجل    يوسف: ٨٠  والمقصود به جابر الجعفي الذي الحديث عنه    ﭿ ﮂﮃ    يوسف: ٨٠  فقال جابر لم يجئ تأويل هذه الآية ما جاء إلى الآن "فقال سفيان وكذب فقلنا لسفيان وما أراد بهذا فقال إن الرافضة تقول إن عليا في السحاب فلا نخرج مع من خرج من ولده حتى ينادي منادٍ من السماء يريد عليًّا أنه ينادي اخرجوا مع فلان يقول جابر فذا تأويل هذه الآية حتى يأذن لي أبي لأنه من ولده ولا يُخرج معه حتى يأذن له أبوه الذي هو علي في السحاب- نسأل الله السلامة والعافية- نعوذ بالله من الخذلان- "فهذا تأويل هذه الآية وكذب كانت في إخوة يوسف -صلى الله عليه وسلم- وهذا معروف، السياق من أول السورة إلى آخرها يدل على هذا، "قال وحدثني سلمة قال حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير" البخاري يروي عنه بدون واسطة ومسلم يروي عنه بالواسطة، "قال حدثنا سفيان وابن عيينة قال سمعت جابرًا يحدث بنحو من ثلاثين ألف حديث ما أستحل أن أذكر منها شيئا وأن لي كذا وكذا" يحدث بالموضوعات المختلقات الملصقات بالنبي -عليه الصلاة والسلام- لكن إن حدث بها للتحذير منها فأجر على ذلك كما صنف الأئمة في الموضوعات، قال مسلم وسمعت أبا غسان مسلم المؤلف رحمه الله وسمعت أبا غسان محمد بن عمرو الرازي قال سألت جرير بن عبد الحميد الضبي فقلت الحارث بن حصيرة لقيته؟ قال نعم شيخ طويل السكوت يصر على أمر عظيم" نعم لأن هذا الذي يكثر السكوت إن كان ما عرف بعلم وعمل وماشي على الجادّة فلا شك أن إن كان عرف بالفضل فالسكوت مطلوب ولا شك أن السكوت خير من السكوت عن الباطل أفضل من النطق به، السكوت بلا شك أنه أفضل وممدوح السكوت ومن كثر كلامه كثر سقطه، لكن من يسكت في لامجالس العامة والمجامع ويتحدث بكثرة إذا خلا بأصحابه ومن يوافقه مثل هذا يخشى منه يعني مثل هذا يحتمل له معارف وله من يوافقه على رأيه فيتحدثون بأمور عظيمة يكيدون فيها للدين وأهلها وهذا من هذا النوع شيخ طويل السكوت يصر على أمر عظيم؛ لأنه يخشى أن يتحدث في المجالس ثم يزل بكلمة مما يحفظ عليه فيقاد بها "يصر على أمر عظيم قال حدثني أحمد بن إبراهيم" نعم المقصود أنه الآن يروي عنه بواسطة.

طالب: ............

ماذا؟

طالب: ............

إذا روى عنه بواسطة شخص يروي عنه بواسطة شخص آخر.

طالب: ............

نعم الحميدي من شيوخ البخاري معروف كونه يرد في سند لمسلم لا يعني أنه من شيوخه لما يروي عنه بواسطة.

"قال حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثني عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد قال ذكر أيوب رجلا يوما فقال لم يكن بمستقيم اللسان إنما يقع في أعراض الناس ويقول الخنا والكذب والزور "وذكر آخر فقال هو يزيد في الرقم" يعني وهذه أيضا كناية عن الكذب في أنه يزيد فيما يرويه من عنده "قال حدثني الحجاج بن الشاعر قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد قال قال أيوب إن لي جارا ثم ذكر من فضله ولو شهد عندي على تمرتين ما رأيت شهادته جائزة" لأنه ليس من أهل هذا الشأن، ليس من أهل الشهادة لا يضبط ولا يتقن ويمكن أن يلقَّن، يعني مثل ما ذكرنا في مثال سبق، فبعض الناس يتمنى الإنسان أن يلقى الله بعمله ومع ذلك لا تقبل شهادته، ومع ذلك لا تقبل روايته، يعني ما فيه ارتباط بين الديانة وبين الرواية لأن الديانة جزء من شرطي القبول؛ لأن الرواية مشتملة على أمرين ديانة وحفظ وضبط فإذا تخلف الحفظ ولو وجدت الديانة "وحدثني محمد بن رافع وحجاج بن الشاعر قالا حدثنا عبد الرزاق قال قال معمر ما رأيت أيوب اغتاب أحدا قط إلا عبد الكريم يعني أبا أمية عبد الكريم بن أبي المخارق فإنه ذكره فقال: رحمه الله كان غير ثقة" فقال أيوب في حق أبي أمية:"رحمه الله- كان غير ثقة" هل- رحمه الله- تعود إلى القائل فقال أيوب رحمه الله ونضع نقطتين هنا كان غير ثقة أو نقول فقال نقطتين رحمه الله كان غير ثقة؟ نعم هذا الثاني هو الظاهر وهاتان النقطتان لا بد من وضعهما في موضعهما الصحيح وإلا اختل الكلام، يعني واحد يحقق كتابا وفي حديث اقتناء الكلب الروايات ينقص من عمله في كل يوم قيراط رواه مسلم، وفي رواية له قيراطان، المحقق وفي رواية وضع نقطتين له قيراطان يعني يكسب قيراطين بدلا من أن يحبط من عمله أو يؤخذ من عمله قيراطان يكون له قيراطان فوضع النقطتين هنا بعد له، وفي رواية له يعني مسلم قيراطان يعني ينقص من عمله كل يوم قيراطان، فلا بد من وضع هذه العلامات علامات الترقيم في مكانها، فقال- رحمه الله- "كان غير ثقة لقد سألني عن حديث لعكرمة ثم قال سمعت عكرمة" هذه غفلة شديدة ، "قال حدثني الفضل بن سهل قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا همام" يوجد كثير في كلام الناس الآن يعني يسمع كلاما ثم يتبناه يصدقه في أول الأمر ثم يتبناه ويتحدث به على أنه هو الذي أنشأه هذا موجود في كلام الناس لكن خطره أقل، كلام الناس العادي ليس بملزم الإشكال فيما ينسب إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- «إن كذبا علي ليس ككذب على غيري» وإلا يوجد كثير، بعض الناس من كثرة ما يردد الكلام خلاص يقتنع به وكأنه هو الذي أنشأه، "حدثني الفضل بن سهل قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا همام قال قدم علينا أبو داود الأعمى" واسمه نفيع بن الحارث القاص الأعمى متفق على ضعفه وقال عنه بعضهم متروك، وقيل ليس بشيء إلى آخر ما قاله أهل العلم فيه "أبو داود الأعمى وقد تقدم ذكره فجعل يقول حدثنا البراء قال وحدثنا زيد بن أرقم فذكرنا ذلك لقتادة" بن دعامة السدوسي الحافظ "فقال كذب ما سمع منهم إنما كان ذلك سائلا يتكفف الناس زمن طاعون الجارف" الطاعون معروف مرض يخرج على هيئة بثور ثم بعد ذلك في الغالب عدم السلامة منه، وحصل على مر التاريخ مرارا ومنه طاعون عمَواس ومات به كثير من الصحابة سنة ثمان عشرة، طاعون الجارف يختلف المؤرخون في وقت حصوله ويتباينون في ذلك منهم من يقول في ستين وسبع وستين، ومنهم من يقول سنة مائة وثلاثين، لكثرة من مات فيه سمي جارفا، المقصود أن هذا الطاعون يوجد فيه هذا الرجل سائل يتكفف الناس ويسأل الناس لا علاقة له بالحديث ثم صار يحدث عن كبار الصحابة، "قال وحدثني حسن بن علي الحلواني قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا همام قال دخل أبو داود على قتادة فلما قام قالوا إن هذا يزعم أنه لقي ثمانية عشر بدريا فقال قتادة هذا كان سائلا قبل الجارف لا يعرض في شيء من هذا ولا يتكلم فيه" يعني ليس له علاقة بالحديث لا من قريب ولا من بعيد ونحن نشاهد من هذه العينة من يطالعنا في كتاباته وفي مقالاته ببعض الأحكام وبعض الأحاديث وهو لا يمت إلى العلم بصلة نسأل الله العافية "ولا يتكلم فيه فوالله ما حدثنا الحسن على إمامته عن بدري مشافهة ولا حدثنا سعيد بن المسيب عن بدري مشافهة إلا عن سعد بن مالك" أبي سعيد الخدري تأخرت وفاته ثم قال بعد هذا "حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير وهو ابن عبد الحميد عن رقبة يعني ابن مسقلة أن أبا جعفر الهاشمي المدني كان يضع أحاديث كلام حق وليست من أحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- وكان يرويها عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وليس كل كلام حق صدق تجوز نسبته إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- ولو كان حقًّا لكن لا تجوز النسبة إلا ما ثبت عنه بالأسانيد الصحيحة وقبله أهل العلم، هذا ما تجوز نسبته أما لو قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الواحد نصف الاثنين كلام صحيح ويقطع به ويحلف عليه لكن ما بلغنا عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال ذلك، الاحتمال قائم أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال مدة حياته  الواحد نصف الاثنين أو الخمسة نصف لكن لا تجوز نسبته إليه ولو كان صحيحا إلا بالأسانيد الصحيحة التي يقبلها أهل العلم، قال رحمه الله "حدثنا الحسن الحلواني قال حدثنا نعيم بن حماد قال قال أبو إسحاق" القائل حدثنا حسن الحلوان هذا الإمام مسلم "قال حدثنا نعيم بن حماد قال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان" هذا رجوع لأن إبراهيم بن محمد بن سفيان هذا راوي الصحيح عن الإمام مسلم "وحدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا نعيم بن حماد" فساوى مسلما هذا علو فيه المساواة يعني الخبر يرويه مسلم من طريق نعيم بن حماد بواسطة الحسن الحلوان وسفيان الآخذ عن مسلم يرويه عن محمد بن حماد بواسطة محمد بن يحيى يعني من غير طريق مسلم فساواه، "حدثنا أبو داود قال حدثنا أبو داود الطيالسي عن شعبة عن يونس بن عبيد قال كان عمرو بن عبيد يكذب في الحديث" عمرو بن عبيد المعروف بالاعتزال رأس المعتزلة الذي اعتزل حلقة الحسن البصري، وللمعتزلة آراء في الصفات وفي الأسماء وفي القدر وفي كثير من أبواب العقيدة نسأل الله السلامة والعافية.

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.