شرح كتاب التوحيد - 67

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد...

فيقول الإمام المُجدد –رحمة الله عليه-: "باب ما جاء في اللو" تقدم الكلام على الترجمة في الدرس الماضي، وذكرنا أن لو حرف امتناع لامتناع، وأن (أل) هذه لا تدخل إلا على الأسماء فهي من علامات الاسم دون الفعل والحرف، ودخلت هنا؛ لأن المراد الكلمة، وليس المراد معنى الحرف، الكلمة هذا اللفظ إذا أُريد اللفظ فهو اسم يُسند إليه، مثل ما قلنا في الدرس الماضي: إذا قلت (مِن) تجر الأسماء، أو (مِن حرف جر)، فيكون إعراب (مِن) مبتدأً؛ لأنه لا يُراد الحرف، إذا أردت الحرف، قلت: مِن حرف، إذا أردت حرف الجر لجررت ما بعده، وأنت الآن تقول: (مِن) حرف جرٍّ، وليس المراد الحرف بذاته، وإنما يُراد لفظه كما هنا.

وذكرنا في الدرس الماضي أن (أل) حرف التعريف أو (اللام) فقط نقول: لام التعريف، طيب إذا كانت اللام للتعريف فالألف التي قبلها ماذا تكون؟

طالب:........

ماذا؟

طالب: ........

يقول: "أَلْ حَرْفُ تَعْرِيفٍ أو الَّلامُ فَقَطْ" صلة يُتَوصَّل بها إلى النطق باللام الساكنة.

أَلْ حَرْفُ تَعْرِيفٍ أو الَّلامُ فَقَطْ

 

فَنَمَط عَرَّفْتَ قُلْ فِيهِ النَّمَطْ

أو "فَنَمَطٌ عَرَّفْتَ قُلْ فِيهِ النَّمَطْ" يجوز الوجهان.

انتهينا من هذا يعني ما جاء في هذا الحرف من النهي كما سيأتي في نصوص الباب.

و(لو) هذه يُعترض بها على الشرع، ويُعترض بها على القدر {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا} [الأنعام:148] ولو فعلنا كذا لما حصل كذا كما سيأتي في الآيات والأحاديث، والعامة أحيانًا وأشباه العامة يعترضون بها على الأدلة، فتجده إذا قيل له: هذا العمل لا يجوز بدليل كذا، قال: الإمام الفلاني يقول: يجوز، تقول له: الدليل في البخاري، يقول لك: ولو، هذا من استدلالات العامة؛ لثقتهم بشيوخهم، وهذا موجود في الأقطار كلها تجده يُزاول الشرك، وتقول له: الدليل كذا، يقول: العالم الفلاني يقول كذا، يُعارض به الدليل، ثم يُعلل ويُبرر بتبريراتٍ مثل ما يُبرر غيره، لكن الناس يتفاوتون، أحدهم يُبرر للشرك، هناك أحدٌ يُبرر للمُحرَّم، أحدٌ يُبرر لهوى النفس والمكروهات وهكذا.

"وقول الله تعالى: {يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} [آل عمران:154]" المنافقون لما خرج النبي –عليه الصلاة والسلام- إلى غزوة أُحد وخرج معه المؤمنون، ورجع من رجع من المنافقين {يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} [آل عمران:154] لو لم تحضروا إلى هذه البقعة هاهنا وآجالكم قد حانت، ومُددكم في هذه الدنيا قد انتهت، ما الذي يكون؟ سيموتون، ما تنفع كلمة (لو).

في حوادث سيارات أو طائرات مما هو واقع تجد شخصًا تفوته الرحلة، ويحصل للطائرة ما يحصل من الخلل، وتسقط ويموت جميع من فيها، هذه واقعة لما سقطت الطائرة ومات جميع من فيها ذهبت الأم لتُوقظ ولدها فتُخبره وتُهنئه بالسلامة؛ لأنه لم يكن معهم، فوجدته ميتًا في فراشه {وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء:78].

ذكر الحافظ ابن كثير قصة حول هذه الآية في سورة النساء، قال: كان عبد، غلام عند أسرة يخدمهم، مولى لهم، لما حانت ولادة الأم قالت لهذا الغلام: اذهب فأتِ بالسكين، من أجل ماذا؟ قطع السُّرة، هذا الغلام قد رأى من قبل أن هذه المرأة تأتي ببنت، وهذه البنت تزني مائة زنية، وسوف يتزوج هذا الغلام هذه البنت، فما كان منه إلا أنه لما أحضر السكين بقر بطنها؛ لئلا تتحقق الرؤيا، وهرب، عاد بعد عشرين سنة بعد أن صار ثريًّا، وغلب على ظنه أو جزم بأن القصة نُسيت ما فيه أحد يعرف تلك القصة، بنت بُقر بطنها وماتت وانتهى، لما عاد إلى البلد قال لامرأةٍ كبيرةٍ في السِّن وهو صار من الأثرياء، صار له ثروة كبيرة، فقال لها: ابحثي لي عن أجمل بنت في البلد، فبحثت فوجدتها، خطبها وتزوجها ودخل بها، فرأى أثر الطعن في بطنها، من تتمة الرؤيا أنك سوف تتزوجها، وسوف تموت بسبب العنكبوت، هذه البنت، تزوجها، ورأى الأثر في بطنها وسألها عن قصتها، فقالت ذكرت القصة الحاصلة: كان عندنا عبد، وفعل كذا وكذا وهرب، قال: هذه واحدة، وسألها هل سبق لها أن قارفت؟ قالت: حصل شيءٌ من ذلك، قال: قليل أو كثير؟ قالت: حصل شيءٌ، والله يستر على الجميع، المهم قال: تبلغ المائة؟ قالت: أو قريبٌ منه، المهم أنها أقرت، لكن هل فارقها لما سمع هذا الكلام؟ ما فارقها؛ لأن الإنسان قد يُشرب قلبه حب امرأةٍ لا يستطيع أن يتركها.

كثيرًا ما يحصل السؤال عمَّن حصل من نسائهم –نسأل الله العافية- شيء من هذه الخيانة، هو لا يستطيع أن يُفارقها، بعض الناس الغيرة تصل به إلى حد القتل، وبعضهم الطلاق بدون تردد، وبعضهم صراع في نفسه، هو يُحب هذه المرأة، وحصل منها ما حصل، فتجده يسأل هل يجوز إبقاء المرأة إذا زنت؟ الجمهور أو عامة أهل العلم على أنه يجوز بعد أن يستبرئها، يستدلون بحديث «إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ» هذا حكم شرعي غير، غيرة هذا أمرٌ ثانٍ، كون الإنسان ما يتحمل، ولا يُطيق هذا يصل به إلى أن يقتل هذا شيء آخر، في الحديث الصحيح «إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَجْلِدْهَا الْحَدَّ وَلَا يُثَرِّبْ عَلَيْهَا» أنت تؤدي ما عليك، عليها حد اجلدها الحد «ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا فَلْيَجْلِدْهَا الْحَدَّ وَلَا يُثَرِّبْ عَلَيْهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ الثَّالِثَةَ فَلْيَبِعْهَا وَلَوْ بضفير» مادام جاز إمساك هذه الأمة وهي فراشٌ له يطؤها، قال العلماء: إن الحرة مثلها، لكن لا بُد أن تُستبرأ، وفي الباب {وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ} [النور:3] وللعلماء كلامٌ طويل في مثل هذا باعتبار أن الآية جاءت للتغليظ في حق الزُّناة، وإلا فالمشرك لا ينكح المؤمنة ولو زنت، هذا محل إجماع.

المقصود أنه لم يستطع أن يُفارقها، فبنى لها قصرًا مشيدًا ورفع السقف؛ لئلا تأتي العنكبوت، فنام هو وإياها ذات يوم، إذ نزلت العنكبوت من السقف، فقال لها: سوف تموتين بسبب هذه العنكبوت، فتركتها إلى أن وصلت الأرض، لما وصلت الأرض، قامت المرأة فسحقتها بعرقوبها، العقب سحقت هذا العنكبوت، فأُصيبت في عقبها بالآكلة، تعرف الآكلة؟

طالب:........

نعم يأكل شيئًا فشيئًا إلى أن يُنهي الإنسان، وهذا الذي حصل، أكلها شيئًا فشيئًا إلى أن انتهت، فماتت بسبب هذه العنكبوت.

هل نفع القصر المشيد بالنسبة لهذه المرأة؟ وبأضعف مخلوق، لا بصواريخ ولا متفجرات، بعنكبوت.

{يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} [آل عمران:154] ونحن فيما يزعمون المنافقون فيما يزعمون أنهم هم أهل الرأي والمشورة، والنبي –عليه الصلاة والسلام- استشار غيرهم، هذا عند أنفسهم أنهم أهل رأي ومشورة أو كُفء بأن يُستشار، ليس بكُفء.

{يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} [آل عمران:154] في الآية الأخرى {الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} [آل عمران:168] لو أطاعونا وقعدوا معنا في المدينة ولم يخرجوا ما قتلوا، لكن إذا كان هذا شيءٍ كتبه الله عليك، فهل من مفر؟ لا، والله.

{الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} [آل عمران:168] في الآية الأولى {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} [آل عمران:154] مصارعهم، البقعة التي يموتون فيها.

في الآية الثانية يقول: {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران:168].

والشاهد من الآيتين: (لو) {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ} [آل عمران:154] الثانية: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} [آل عمران:168].

"في الصحيح عن أبي هريرة" والمراد صحيح مسلم "-رضي الله تعالى- عنه أن رسول الله- صلي الله عليه وسلم- قال: «اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ»".

المادة الماضي حرص {وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [النساء:129] حرص يحرص، والماضي؟

طالب:.......

الأمر؟

طالب:.......

نعم؛ لأنه هو المضارع المجزوم، إذا أردت أن ترى بناء الأمر فاجعله مضارعًا مجزومًا، تقول: لم يحرص، وهنا «اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ».

قبل هذه الجملة في الحديث، الحديث مُختصر في (الصحيح) «المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ» المؤمن القوي في أيش؟

طالب:........

نعم؛ لأن المؤمن فيه وصف مؤثر وهو الإيمان، فالقوة قوة الإيمان لا قوة البدن.

طالب:........

ما هو؟

طالب:........

البدن إذا كان في مقدوره أن يزيد في قوته في بدنه، أو يدفع الأمور التي تُضعف البدن تصير مطلوبة، لكن الأصل قوة الإيمان، والشجاعة شجاعة القلب ما هي بشجاعة البدن، والقوة قوة الإيمان.

كم من واحد من الجثث الكبار، وقد رأيت شابًّا فتيًّا سمينًا طويلاً يُلاحقه طفل بجرادة، ويدور على سور الفيلا وراءه.

طالب:........

أنت أنت أبا رضوان أنت.

طالب:........

لا، أنا أقول: الشاهد أن القوة ما هي بقوة البدن، والشجاعة ليست شجاعة البدن، إنما القلب هو الذي بالفعل يُقدِّر الأمور قدرها، ويُقدم في موضع الإقدام، ويُحجم في موضع الإحجام، كم رأينا من شيخ كبير في الثمانينيات والتسعينيات، بل قد يُناهز المائة ويقف وراء الإمام الساعة كاملة، وشاب في الثلاثينيات أو قبل الثلاثينيات أول ما يدخل المسجد يسحب له الكرسي، أو يخرج من المسجد يقول: الإمام يطوِّل، ويقف يتحدث عند الباب إلى أن يطلع الناس، هذا الحاصل؛ لأن التعامل في الحقيقة للقلب، قد يكون البدن فيه عاهة فيه شيء الحمد لله الأمر فيه سعة «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا».

المقصود «المؤمنُ القويُّ» يعني: في إيمانه، والبدن يأتي تبعه إذا فيه قوة أو ضعف هذا يأتي تبعه «المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ» مادام الوصف موجودًا، الذي هو الإيمان الذي يوصلك إلى جنات الله ونعيمه فيه خير على كله.

«وفي كلٍّ خيرٌ اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ» سواءً كان في أمر دينك أو دُنياك، افعل ما ينفعك مع الحرص، وليس هذا من الحرص المذموم، لقد جاءت النصوص بذم الحرص على الدنيا، لكن قال: «عَلَى مَا يَنْفَعُكَ» فالذي ينفع كله خير، بخلاف أمور الدنيا التي فيها الخير وفيها الشر جاء النهي عن الحرص عليها.

«وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ» يعني مع حرصك لا تعتمد على قوتك وحولك وطَولك استعن بالله، ونجد من يُخططون للمشاريع على كافة المستويات، ويبحثون مع كبار المنظرين في أمور الدنيا، ويدرسون الجدوى الاقتصادية، كثيرٌ منهم يُصدر النتائج قطعية، ثم النتيجة لا شيء، إذا لم يستعن المرء بالله –جلَّ وعلا- ما نفعه تخطيط.

«وَلَا تَعْجَزْن» عجز {أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ} [المائدة:31] يعني مثل حرص في الوزن؟

طالب:.........

يعجِز؟

طالب:........

يعجزُ؟

طالب:.......

لا.

استعاذ النبي –عليه الصلاة والسلام- من العجز والكسل، والجُبن والبخل في أوصافٍ أخرى ذميمة، لكن منها العجز، تجد الإنسان تفوته مصالح الدين والدنيا وهو عاجز كسول ملول، لا يغتنم الفرص، ولا يحرص الحرص الذي أُمِر به مع الاستعانة بالله –جلَّ وعلا- ابذل الأسباب من الحرص ونفي الموانع مثل العجز إذا حصل خلاف ما توقعت وأصابك مع الاحتياط وبذل الأسباب شيءٌ تكرهه «وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ لَكَانَ كَذَا وَكَذَا» دخلت في مشروع بعد الحرص والتخطيط، والاستعانة بالله -جلَّ وعلا- شمَّرت عن ساعد جِدك؛ لتُدرك هذا المشروع الخيري من أمور الدنيا أو الآخر،ة جاءت الأمور على خلاف ما توقعته، ما تقول: لو أني ما دخلت هذا المشروع ما خسرت، لا تقل هذا، «وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ لَكَانَ كَذَا وَكَذَا»، وفي نسخةٍ «لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا لَكَانَ كَذَا وَكَذَا».

«وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اَللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ» وضُبِط هذا اللفظ «قُل: قدَر الله وما شاء فعل» أنت بذلت الأسباب، انتفت عندك الموانع، والنتيجة بيد الله –جلَّ وعلا-، أنت مأمور ببذل الأسباب، ونفي الموانع، وإذا خرجت النتيجة على خلاف ما توقعت أو ما خططت له فلا تقل: لو «فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ اَلشَّيْطَانِ».

«وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ لَكَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اَللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ» استسلم للقدر، في المصيبة تحتج بالقدر هذا شيءٌ كتبه الله عليك، هذا شيء مكتوب عليك في المصيبة، لكن لو ما فعلت الأسباب لو أنك ما فعلت الأسباب، و(لو) هنا ليست مما معنا، وإلا فأنا قلت: يُمنع استعمال (لو) في العربية كلها لا، لو أنك ما فعلت الأسباب، ولا نفيت الموانع، تقول: قدَّر الله وما شاء فعل؟

طالب:....... 

تحتج بالقدر في هذا؟

في قصة احتجاج آدم وموسى، موسى –عليه السلام- قال لآدم: «أنت أبو البشر خلقك الله بيده وأسكنك جنته، أخرجت نفسك وذريتك من الجنة؟!» يلومه، أخرجت نفسك وذريتك من الجنة؟! قال: «كم تجد هذا مكتوبًا عليِّ» يعني احتج بالقدر، موسى –عليه السلام- يلوم آدم على ذنبٍ ارتكبه، وآدم –عليه السلام- يحتج بالقدر لا على الذنب، وإنما على المصيبة؛ لأنه مكتوبة عليه.

الذنب الذي ارتكبه آدم يُلام عليه أم ما يُلام؟

طالب:.........

لا يُلام، لماذا؟ لأنه تاب منه؛ لأنه من تاب من الذنب ما هو مسألة ذنب فقط وانمحى تُبدَّل سيئاته حسنات، فلا يُلام؛ ولذا جاء في الحديث «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى».

طالب:........

ماذا؟

طالب:........

نعم إذا بذلت السبب فالنتيجة بيد الله.

طالب:........

الباقي النتيجة.

«وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اَللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ اَلشَّيْطَانِ» تستمر لو أني فعلت كذا لصار كذا، لو أني فعلت كذا في قضاياك كلها، وتبدأ تُحيل على هذا اللفظ في أعمالك كلها، وحينئذٍ لا تتوكل على الله، ولا تعتمد عليه، ولا تبذل سببًا، فتقع في المخالفة، وتعترض على القدر.

طيب، النبي –عليه الصلاة والسلام- قال: «لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ ما سُقت الْهَدْيَ وَلجَعَلْتُهَا عُمْرَةً» فيه نظائر لهذا كثيرة.

طالب:........

يدخل في الباب؟

طالب:.........

ماذا؟

طالب:.........

نعم؟

طالب:.........

لو أني فعلت كذا (لو)، يعني ما تقول: لو أنه فاتك شيء: لو أني تقدمت قليلاً ما فات؟

طالب:.........

هذا الممنوع.

طالب:........

تمنٍ للخير للأفضل أو أنه كما قال بعض الشُّراح أنه لو حصل في المستقبل، فيكون لو حصل لي في المستقبل ما سُقت الهدي، فيُفرقون بين ما مضى وما يُستقبَل.

وعلى كل حال مَن الذي صدر منه هذا سواء كان تمنيًا أو امتناعًا، امتنع سوق الهدي؟

طالب:........

امتناع لامتناع أو (لولا) لولا أني فهذا امتناع لوجود، امتنع فسخ الحج إلى عمرة لوجود الهدي، فهو الذي منعه من...

طالب:........

«مَا وَسِعَهُ إِلاَّ اتّبَاعِي» «لَوْ كَانَ أخي مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلاَّ اتّبَاعِي» في قصة عمر –رضي الله عنه- حينما وجد قطعةً من التوراة، فغضب عليه النبي –عليه الصلاة والسلام- وقال: «أفي شكٍّ أنت يا ابن الخطَّاب؟ لَوْ كَانَ أخي مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلاَّ اتّبَاعِي» هذا إخبارٌ بواقع؛ لأن رسالته –عليه الصلاة والسلام- عامة.

طالب:.......

المُطْعِم نعم «لأجبته فِي هَؤُلاَءِ النَّتْنَى» هذا ما فيه تحسُّر ولا اعتراض على القدر، هذا إخبار مجرد إخبار، ما فيه التحسر على ما مضى أو اعتراضٌ على شرعٍ أو على قدر.   

يقول –رحمه الله-: "فيه مسائل: الأولى: تفسير الآيتين في آل عمران" قد تقدم.

"الثانية: النهي الصريح عن قول: لو أني، إذا أصابك شيء" والتعليل السبب أنها تفتح عمل الشيطان.

"الرابعة: الإرشاد إلى الكلام الحسن" «وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اَللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ».

"الخامسة: الأمر بالحرص على ما ينفع مع الاستعانة بالله" «اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ، وَلَا تَعْجَزْن».

"السادسة: النهي عن ضد ذلك وهو العجز" ويكفي أن النبي –عليه الصلاة والسلام- استعاذ منه.

اقرأ الباب الذي يليه.

طالب:.......

لا لا، لا بُد أن تفتح عمل الشيطان إذا كان في هذا السياق.

طالب:.......

هذا تمني الخير، لو ذاكرت نجحت.

طالب:.......

لا، تمني الخير غير.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.

قال الإمام المجدد –رحمه الله تعالى-: "باب النهي عن سب الريح: عن أُبي بن كعبٍ -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: «لا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فإذَا رأَيتُم ما تَكرهُونَ، فقُولُوا: اللّهُمَّ إنَّا نَسألُكَ من خَير هَذهِ الرِّيح وخَير مَا فيهَا، وخَير ما أُمِرت بهِ، ونَعُوذُ بكَ مِنْ شَرّ هذِه الرِّيحِ وشَرّ ما فيهَا وشَرّ ما أُمِرت بهِ» صححه الترمذي.

فيه مسائل:

الأولى: النهي عن سب الريح.

الثانية: الإرشاد إلى الكلام النافع إذا رأى الإنسان ما يكره.

الثالثة: الإرشاد إلى أنها مأمورة.

الرابعة: أنه قد تؤمر بخيرٍ وقد تؤمر بشر".

يقول الإمام المؤلف –رحمه الله تعالى: "باب النهي عن سب الرِّيح" وهو شبيهٌ بما تقدم من النهي عن سب الدَّهر؛ لأن الدَّهر عبارة عن الظرف المكون من الليل والنهار، والمتصرف فيه هو الله –جلَّ وعلا- والرِّيح الله –جلَّ وعلا- هو الذي يُصرِّفها، وهو الذي يأمرها، وهو الذي يجعلها قويةً شديدةً باردة ضارة، أو يجعلها لطيفةً نافعة، تلطف الجو، وتُبرده، فالله –جلَّ وعلا- هو المتصرف فيها حقيقة وهي مأمورة مُرسلة.

"النهي عن سب الريح" الريح تأتي من الجهات الأربعة الأصلية من الشمال والجنوب، والشرق والغرب، ولكل واحدةٍ صفتها وخصائصها، وقد تأتي من الجهات الفرعية، فالله يأمرها فتأتي من أي وجهةٍ تنبعث منها بأمر الله -جلَّ وعلا-.

والرِّيح لها منافع كثيرة، وجاء في بعض الأخبار أنه لولا الريح لأنتن ما بين السماء والأرض، انظر المادة القابلة للتعفن إذا أغلقت عليها في مكانٍ لا هواء فيه أسرع إليها النتن، وإذا عرَّضتها للريح فإنها تطول مدتها.

الماء إذا أجِن وتغير من طول مُكثه، وقد يُنتن، تُطيَّب رائحته بالريح.

ماذا تفعلون به؟

طالب:........

تشرب؟!

طالب:........

ما هو بالريح مُنتنة ما تجعل رائحتها طيبة، نشرب؟

طالب:........

يؤخذ بإناء ويُرفع ويُصب تُعرَّض للهواء فتطيب الرائحة، فتطيب رائحته.

على كل حال الرياح لها فوائد، والرياح بالجمع محمودة، والريح بالإفراد مذمومة «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا، وَلا تَجْعَلْهَا رِيحًا» هذا معروفٌ أنه على وجه الأرض، أما في البحر {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ} [الشورى:33] في البحار ما تنفع رياح، تُغرق السفن، لكن الريح التي تدفع السفن إلى مقصدها هذه النافعة.

جاء عن جابر –رضي الله تعالى عنه-: إذا أراد الله بقومٍ خيرًا أرسل إليهم الأمطار، وحجب عنهم الغُبار، وإذا أراد الله بقومٍ سوءً أرسل إليهم الغُبار وحجب عنهم الأمطار"، نسأل الله العفو والعافية.

هذه الرياح لها فوائد منها:

التلقيح للأشجار والثمار.

ومنها: تنشيف بعض الأمور التي لو استمرت رطبة لأثرت في الجو، ومنها أمور كثيرة جدًّا.

وسوق السحاب وهي أيضًا لواقح كما جاء وصفها.

ففيها فوائد، وفيها أيضًا مضار.

والله –جلَّ وعلا- هو المصرِّف لها، فإذا جاء من الرياح ما يشتمل على ضرر أو ما أُمِر بشر لا يجوز سبُّها لا يجوز أن يُسب؛ لأن المصرِّف لها، والمدبر، والآمر لها هو الله –جلَّ وعلا- فالذي يذم المأمور هو في حقيقته ذامٌّ للآمر كما تقدم في ذم الدهر.

النبي –عليه الصلاة والسلام- ما عاب طعامًا قط، إن أعجبه أكل، وإن لم يُعجبه ترك ولا يعيبه.

طالب:........

تذمه أنت؟

طالب:........

اتركه.

طالب:........

يعني لو دخلت مطعمًا ودفعت مائة ريال، وأتى لك بطعامٍ مالح، تقول: السلام عليكم؟

طالب:........

ما شاء الله عليك يا أبا رضوان.

الرسول –عليه الصلاة والسلام- ما عاب طعامًا قط، الطعام لذاته لا يجوز ذمه؛ لأنه نعمة من نعم الله –جلَّ وعلا-، وذمه كفرانٌ لهذه النعمة، لكن الصانع لهذا الطعام.

طالب:.......

ما أحسن صنعته، وصنع لك شيئًا خلط لك أخلاطًا لا تقبلها، وأضاع عليك ما يُمكن الانتفاع به، فذمُّ الصانع عيبه هل هو من عيب الطعام الذي ما عاب النبي –عليه الصلاة والسلام- طعامًا قط؟

لأن الصانع اليوم هو الصانع بالأمس، الرسول –عليه الصلاة والسلام- لما يُقدَّم له طعام– عليه الصلاة والسلام- هو مُكون من مادة وصانع، مادة يتكون منها هذا الطعام بالصناعة، وهكذا أمور الدنيا كلها أو جُلها ما يحتاج منها إلى صناعة، لو أعطيت النجار خشبًا، قلت له: اصنع لي كذا، فصنع غيره، يُلام بلا شك، هكذا لو قلت للطباخ: اطبخ لي هذا على هذه الصفة، فطبخ لك غيره، غير الصفة التي تُريد.

من كمال أدبه –عليه الصلاة والسلام- أنه ما يُواجه أحدًا بما يسوؤه، لكن إذا أفسد عليك أحد شيئًا قد يُضمَّن قيمته، ولا يكفي اللوم.

وعلى كل حال هل هو مما معنا أو لا؟

طالب:........

أنت عندك مروحة أو ثنتان؟

طالب:........

ثلاث.

طالب:........

الله يعينه.

يا أبا رضوان ما أنت بابن حلال؟

طالب:........

أنا أقول: هل كونه –عليه الصلاة والسلام- لا يعيب طعامًا قط، وعيب الطعام لذاته أو لصناعته يدخل مما معنا مثل سب الريح أو سب الدهر؟ في الريح والدهر الصانع هو الله –جلَّ وعلا- فمن يسب المصنوع هو سابٌّ للصانع، وأمور الدنيا التي تُصنع بالأجرة الأجير إذا أفسد ما استُؤجر عليه يُلام، أو حرفه عن مراد صاحبه، حرفه، ضيَّع عليه المادة التي أحضرها بالدراهم، قد لا يكون ممن لا يُطيق هذا الطعام، فاللوم على الصانع المُفرِّط الذي فرَّط، وكذلك إذا كان جاهلًا ويزعم أنه يُحسن.

طالب:.......

اصبر اصبر خلنا نأت بمثالٍ مناسب للجماعة.

أنتم أدركتم الجص؟ ما الجص؟

طالب:.......

الذي لونه أبيض، كيف يُحضَّر؟

طالب:.......

على طول يقولون: يموت ييبس، أحضر واحد لبناء أو لتجصيص منزل، فجاء بمقاول من جماعة هذا الرجل يزعم أنه يعرف، والجص بطبعه بسرعة يجمد، ولا يخرجونه من الخلطة إلا بالمعاول، فهمت؟

طالب:........

بالنسبة جماعته ما عندهم مشكلة.

طالب:.......

ماذا عندك؟

طالب:.......

لا، هذا المقصود بهذا.

طالب:.......

المقصود أنه قد يُسيء وقد يُحسن، فيلزمه بذل العوض لما أفسد، قد يكون المدعي يدعي طبًّا مثلاً، قد يدعي الطب وهو لا يُحسن الطب، فيموت على يده أُناس، قد يدعي المعرفة في العمارة مثل صاحبنا ذاك، ويُفسد المادة، هنا يُلام ما يُقال...

طالب:........

ماذا؟

طالب:........

لا لا، هو يكون خلاف الأولى.

طالب:........

لا لا، من باب التنظير، من باب التقريب، أنا ما أقول لك: إنها داخلة في الباب.

طالب:.......

إذا أخذت فعل الرسول على إطلاقه، قلت: إذًا هذا خلاف الأولى، وإلا فالتعليل لا يتم إلا بالبيان، يعني إذا ما قلت لمن طبخه: الملح زائد أو ناقص استمر على هذا، استمر على هذا وقد يضرك تجعل فيه أشياء لا تُناسب صحتك.

فكونه –عليه الصلاة والسلام- من كريم خُلقه وأدبه، وفعله هذا يُقال فيه: أنه خلاف الأولى لمن فعله، وبعض الناس ما يكفيه أنه يذم الطعام، ولا يذم صاحبه، ولا يذم كل من حوله من أجل هذه اللقمة التي لم يستسغها، فلا هذا ولا ذاك.

قال: "عن أُبي بن كعبٍ -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: «لا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فإذَا رأَيتُم ما تَكرهُونَ، فقُولُوا: اللّهُمَّ إنَّا نَسألُكَ من خَير هَذهِ الرِّيح وخَير مَا فيهَا، وخَير ما أُمِرت بهِ، ونَعُوذُ بكَ مِنْ شَرّ هذِه الرِّيحِ وشَرّ ما فيهَا وشَرّ ما أُمِرت بهِ»" في أحاديث مطلقة، فيها مطلقة لا خير ولا شر مجرد ما ترى اسأل.

والنبي –عليه الصلاة والسلام- إذا رأى الريح تغير، وخرج ودخل، فإذا أمطرت سُري عنه، والرسول –عليه الصلاة والسلام- يقول: «نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُور».

طالب:........   

ماذا؟

طالب: ........                               

نعم تجيء.

طالب:.......

هذا الذي يظهر أنها ليست شرًّا خالصًا.

طالب:........

ماذا استفدت من الغبار؟

طالب:........

الهواء ما هو غبار.         

«فإذَا رأَيتُم ما تَكرهُونَ، فقُولُوا: اللّهُمَّ إنَّا نَسألُكَ من خَيرَ هَذهِ الرِّيح وخَيرَ مَا فيهَا، وخَيرَ ما أُمِرت بهِ» دليل أنها مأمورة من الله -جلَّ وعلا-.

"«ونَعُوذُ بكَ مِنْ شَرّ هذِه الرِّيحِ وشَرّ ما فيهَا وشَرّ ما أُمِرت بهِ» صححه الترمذي".

طالب:........

من أين؟

طالب:.........

نعم، ماذا فيها؟

طالب: ........

لا، قد يكون الخير والشر في ذاتها، يعني لو ساكنة ما صارت ريحًا.

طالب:.......

ماذا؟

طالب:.......

على كل حال هذا النص.

طالب:.......

أنت تؤمر بما أُمِرت به إذا آذاك الحر لك وظيفة، إذا اشتد عليك البرد لك وظيفة، إذا زادت الريح لك وظيفة، وإذا هدأت الأمور وسكنت فأنت مُطالبٌ بشكر الله –جلَّ وعلا- وذكره واستغلال هذه الظروف المناسبة لما ينفعك في الدنيا والآخرة.

يقول: "فيه مسائل: الأولى: النهي عن سب الريح" «لا تَسُبُّوا الرِّيحَ»، وهذا ظاهر.

طالب:......

التضجر سبٌّ فعلي.

طالب:.......

هذا وصفٌ إلهي ما فيه شك {أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} [فصلت:16].

"الثانية: الإرشاد إلى الكلام النافع إذا رأى الإنسان ما يكره" «اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ من خَيْرهَا، وَخَيْرِ مَا أُمِرت به» الدعاء إلى آخره.

"الثالثة: الإرشاد إلى أنها مأمورة" «خَيْرِ مَا أُمِرت به، وشَرّ ما أُمِرت بهِ» فهي مأمورةٌ إما بخير، وإما بشر، فإذا لُمتها أو سببتها فالسبُّ يتوجه إلى الآمر كما تقدم.

"الرابعة: أنه قد تؤمر بخيرٍ وقد تؤمر بشر" وذكر لها أهل العلم من المنافع والمضار، وأظن ابن القيم في (مفتاح دار السعادة) تكلم عليها، وأطال الكلام فيها.

والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.