معنى حديث: «مَن لم يَدَع قول الزور والعمل به...»

السؤال
ما معنى حديث: «مَن لم يَدَع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [البخاري: 1903]؟
الجواب

أولًا: الله -جل وعلا- ليس بحاجة لا لطاعة المطيع، ولا تضره معصية العاصي، «يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجِنَّكم كانوا على أتقى قلبِ رجلٍ واحدٍ منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجِنَّكم كانوا على أفجر قلبِ رجلٍ واحدٍ، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا» [مسلم: 2577]، فالله -جل وعلا- غنيٌّ الغِنى المطلق، لا تنفعه طاعة مطيع، ولا تضره معصية عاصٍ.

فالمقصود بالحاجة: الحاجة التي يُكافِئ عليها، فالله -جل وعلا- لا يُكافِئ مثل هذا الذي لم يَدَع قول الزور والعمل به على صيامه، فكونه ترك الطعام والشراب لا يكفي في ترتُّبِ الأثر على هذا الصيام وترتُّبِ الجزاء العظيم: «الصوم لي، وأنا أجزي به» [البخاري: 1894]، فمثل هذا لا تترتَّب عليه آثاره، ولا يُكتب له من الأجر إلا بقدر ما حقَّقه من هدف الصيام.

وأما كونه يُؤمَر بإعادته فلا.