كيفية احتساب المصيبة إذا كانت جزاء معصية

السؤال
على العبد أن يحتسب ما يصيبه من بلايا عند الله -عز وجل-، والسؤال كيف يحتسب العبد مصيبة تأكَّد أنها جزاء معصية، فالله تعالى يقول: {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79]؟
الجواب

 على العبد أن يصبر ويحتسب، والمصائب مكفِّرات، فإن وَجدتْ ما تكفِّره وإلَّا فهي رافعة للدرجات، وأجرها عظيم، وثوابها جسيم، {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، على خلاف بين أهل العلم: هل الأجر مرتَّب على مجرَّد حصول المصيبة، أو هو مربوط بالصبر والاحتساب، فالذي يُرجِّحه ابن حجر -رحمه الله- أن أجر المصيبة ثابت بحصولها، ولو لم يصبر، وأجر الصبر قدر زائد على ذلك، وهذا من فضل الله -جل وعلا-، لكن عامة أهل العلم على أنه لا بد أن يصبر، أما إذا لم يصبر على هذه المصيبة، بل جزع وتشكَّى، فإنه لا يُؤجَر عليها، هذا قول جمهور العلماء.

أما كونها تكون جزاء معصية، فالأجر حاصل على كل حال، سواء كانت في مقابل معصية، أو لم تكن في مقابل معصية، فإن كانت في مقابل معصية، فالمقاصَّة، فيكون أجرها في مقابل إثم هذه المعصية، وقد يزيد أجرها على إثم المعصية، وقد ينقص، فتكون من باب المقاصَّة، أما إذا لم تُصادِف معصية، فإنها تُرفع بها الدرجات.