الخوف على النفس من خدع الشيطان

إبراهيم عليه السلام - إمام الحنفاء الذي حطَّم الأصنام وكسَّرها بيده - دعا الله سبحانه وتعالى بقوله: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35]؛ ولذا يقول إبراهيم التَّيمي رحمه الله: «من يأمَن البلاء بعد خليلِ الله إبراهيم» [الطَّبري في التفسير 13/687، 688]؟!

وابن القيم رحمه الله يقول [نونية ابن القيم (ص: 355)]:

والله ما خَوفي الذُّنوب فإنها        لعلى طريقِ العفوِ والغُفرانِ

لكنَّما أخشَى انسِلاخَ القلبِ من       تحكيمِ هذا الوَحي والقرآنِ

ورِضًا بآراءِ الرِّجالِ وخَرصها        لا كَان ذاك بمِنَّة الرَّحمنِ

فهم يخافون أشدَّ الخوف في هذا البابِ؛ ولذا لا يرتاح الإنسانُ ما دامت روحُه في جسدِه، بل يخشى على نفسِه من خدعِ الشيطانِ.