الجمع بين الخوف والرجاء

بعض الناس يتوسَّع في بابِ الرجاء، فيظن أنه بمجرَّد أن يؤدِّي الصلوات، ويصوم مع الناس؛ قد ضمن الجنَّة، وقد جاء في النُّصوص ما يدلُّ على فضل الصلاةِ، وأنها تمحو الذُّنوب، وأنها كفَّارة لما بينها، وكذا رمضان إلى رمضان [مسلم (233)]، وهذا لا إشكال فيه، وليس عندنا فيه ريبٌ ولا ترددٌ، لكن يجب أن يتَّهم الإنسان نفسه، ولا يخاف إلا ذنبه، فلن يُؤتى إلا من قبل نفسه، وبما كسبت يده، ولولا أن الله سبحانه وتعالى عفوٌّ غفورٌ لهلك ابن آدم؛ قال تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ} [النحل: 61]. ومع ذلك فلا ينبغي أن يحملنا هذا على أن نيأسَ ونقنطَ من رحمة الله، بل علينا أن نخاف ونرجو، والله جل جلاله يعفو عن كثير.