الزهد في الدنيا

ابن عمر شيد بيته بيده، ويومين ثلاث وينتهي البيت، الأمر ميسور، يعني قبل أن تنفتح الدنيا، ويتباهى الناس في البنيان، ويتطاولوا فيه، كان الإنسان يقف عند باب المسجد ويقول: "أعان الله من يعين"، فيأتي هذا بلبنة، وهذا بطينة، وهذا يحضر ماء، وهذا كذا، وفي مدة يسيرة ينتهي بناء البيت؛ لأنهم ينظرون إلى حقيقة هذه الدنيا أنها ممر، عابر سبيل، غريب، ينتقل عنها اليوم أو غدًا، رأينا بيوتًا في الرياض وفي غيره، البيت ستون مترًا، ثم بعد ذلك رأينا حماما في بيت ستين مترًا!! وهذا من التوسع في أمور الدنيا، وليس معنى هذا أنك تقصر نظرك وعملك على هذه المدة بحيث لا تفكر فيما تفعله في الغد أو بعد غد، لا مانع أن تعمل، لكن تجعل نصب عينيك أن المنية أقرب إليك من شراك نعلك.