المعوَّل في أداء العبادات على القلب لا على قوة البدن

القوة في أداء الطاعة لا تُقرن بقوة البدن أبدًا، فلا علاقة بين الطاعة وبين قوة البدن وضعفه، ولذا تجد الشاب في الثلاثين من عمره عنده استعداد أن يحمل مائتي كيلو ويجري بها، لكن إذا صفَّ خلف الإمام الذي لا تتجاوز قراءته عشر آيات تجده يراوح بين قدميه، وعليه فلا ارتباط لقوة البدن مع تحمل هذه العبادات الطويلة، إنما علاقة هذه العبادات بالقلب السليم، فالقلب هو الذي يحمل البدن، فهناك نماذج لهذا، منها أن شيخًا كبيرًا يعتمد على عصاه وقد جاوز المائة كان يصلي التهجد خلف إمام يقرأ في كل تسليمة جزءًا من القرآن، ولما خفَّف الإمام في التسليمة الأخيرة؛ لأنه سمع مؤذن الأذان الأول -وسماع المؤذن معناه أن المسجد انتهى من صلاة التهجد-، وسلم من صلاته بادره هذا الشيخ الكبير يوبخه ويؤنبه، ويقول: لما جاء وقت اللزوم -يريد أهم الأوقات: ثلث الليل الأخير- خفَّفت؟!

وفي المقابل شخص كبير زاد على الثمانين يصلي وهو جالس على مدى عشر سنوات أو أكثر، لما جاء يوم العيد، وجاءت العرضة قام أكثر من ساعة يعرض السيف بيده. وهذا كله تصديق لقوله تعالى: {إِنَّ سَعۡيَكُمۡ ‌لَشَتَّىٰ} [الليل: 4].