قل آمنت بالله ثم استقم

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنناه ونصلي ونسلم على أشرف خلقه محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه، أما بعد:

فأحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حياكم الله وبياكم في هذا المجلس المبارك ضمن سلسلة الدروس العلمية والتوجيهات العامة والتي تقام بإشراف من إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد وأيضًا الإخوة إدارة المساجد والمشاريع الخيرية والإخوة الأفاضل أئمة المساجد والدعاة في هذه المنطقة في هذه الليلة نحن نستضيف فضيلة الشيخ الدكتور: عبد الكريم الخضير المحاضر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقًا في محاضرة في حديث من حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- «قل آمنت بالله ثم استقم» فحياه الله وبياه بسمكم جميعا نرحب به ونشكر له استجابته لدعوتنا فبارك الله فيه وفي خطاه فليتفضل مأجورًا مشكورًا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى الإمام أحمد ومسلم والترمذي وغيرهم من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل معه غيرك أو بعدك قال «قل آمنت بالله فاستقم» هذا لفظ مسلم وفي رواية «ثم استقم» زاد الترمذي وأحمد وما أخوف ما تخاف عليّ يا رسول الله؟ فأخذ بلسان نفسه وقال «هذا» يعني اللسان وسفيان بن عبد الله الثقفي صحابي جليل لكنه مقلّ في الرواية فليس له عند مسلم إلا هذا الحديث وولاه عمر الخليفة الراشد على الطائف ويكفيه بعد صحبته للنبي -عليه الصلاة والسلام- ترشيح عمر له فمن الذي يشرحه عمر لهذا المنصب مع حيطته وتحريه رضي الله عنه وأرضاه هذا الحديث قل لي قولاً في الإسلام لا أسأل عنه أحدًا بعدك وفي رواية غيرك يريد كلامًا جامعًا يغنيه عن بقية الأسئلة في دينه فأجابه النبي -عليه الصلاة والسلام- بهذا الكلام الموجز المختصر في لفظه العظيم في معناه ومحتواه «قل آمنت بالله» والإيمان بما اشتمل عليه من أركان لا شك أنه هو الدين الكامل وجاء تفسيره في حديث أبي هريرة وفي حديث عمر رضي الله عنه حديث أبي هريرة في الصحيحين حديث عمر في مسلم في أسئلة جبريل عليه السلام حينما جاء يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الدين فسأله عن الإيمان فقال «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره وتؤمن بالبعث بعد الموت» الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره حلوه ومره وبالبعث بعد الموت باليوم الآخر «قل آمنت بالله» القول سهل وكل يستطيعه لكن هل المراد به مجرد النطق باللسان الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان إذا قلت آمنت بالله بلسانك ولم تعتقد ذلك بقلبك فهذا حد النفاق نسأل الله السلامة والعافية ولو قلت آمنت بالله بلسانك واعتقدت ذلك بقلبك ولم تعمل الأعمال الصالحة لم توجد برهانا يثبت صحة دعواك ولذا المقرر عند أهل السنة أن العمل شرط صحة في الإيمان إذ لا بد من جنس العمل كما يقول شيخ الإسلام متى يصدق الإنسان في دعواه؟ إذا كان المسألة مجرد كلام أو مجرد اعتقاد لا يطلع عليه الناس فلا بد من تصديق القول بالعمل وإلا صار مجرد دعوى لا تقبل من صاحبها في الحديث الصحيح «أمرت أن أقاتل» كما يقول النبي -عليه الصلاة والسلام- «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا فقد عصموا» إلى آخره مجرد القول يدخل به في الإسلام لكن لا يكفي مجرد القول نعم هو يدخل في الإسلام بمجرد القول ويكف عنه حتى يرتكب ما يخرجه من الدين فإذا لم يعمل أعمالاً تصدق هذا القول فلا عبرة بهذا القول وإنما المعوّل عليه العمل العمل الصالح هو الذي يصدق هذه الدعوى «قل آمنت بالله ثم استقم» استمر واثبت ودُم على هذا الإيمان والاستقامة الدوام والثبات على الطريق وعلى الصراط المستقيم على الطريق والصراط المستقيم الذي نسأل الله جل وعلا في كل ركعة من ركعات صلاتنا أن يهدينا إليه الفاتحة: ٦  الصراط موحَّد والسبل الأنعام: ١٥٣  فالصراط واحد والسبل متعددة وما جاء في قوله جل وعلا: المائدة: ١٦  هي فروع عن هذا الصراط هي كلها تصب في هذا الصراط أما السبل المخالفة المجانبة لهذا الصراط المستقيم فهي سبل الشيطان وأتباع الشياطين وعلى كل طريق وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو إلى النار نسأل الله السلامة والعافية «قل آمنت بالله ثم استقم» وفي رواية «فاستقم» ورواية الفاء تجعل الاستقامة والثبات مقارنة للنطق من غير فاصل وأما قوله «ثم استقم» فيتصور الفاصل اليسير إذا قال آمنت بالله ثم انتظر حتى يأتي وقت عبادة إلى أن يصليها ثبت أنه فصل بين هذا الكلام وبين العبادة التي تليه ومثل هذا الفاصل مغتفر المقصود أنه لا بد أن يقول «آمنت بالله» وليس المراد به مجرد القول وإنما المراد به القول المدلَّل عليه بالعمل والاستقامة على هذا الإيمان الموصل إلى الله جل وعلا والدوام والثبات عليه الاستقامة قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه قالوا آمنوا بالله واستقاموا على توحيده واستقاموا على توحيده وفي رواية لم يشركوا به شيئًا فالاستقامة معناها تحقيق التوحيد على رأي أبي بكر رضي الله تعالى عنه تحقيق التوحيد والمراد بذلك المراد بتحقيق التوحيد تخليصه وتصفيته عن شوائب الشرك بنوعيه الأصغر والأكبر والبدع والمعاصي هذه هي الاستقامة وقال عمر رضي الله تعالى عنه آمنوا بالله ولم يروغوا روغان الثعالب يعني استقاموا على هذا الطريق وعلى هذا الصراط ولم يحيدوا عنه يمينًا ولا شمالاً كما تفعل الثعالب التي من طبعها الروغان ويلاحظ في حال من حال كثير من المسلمين هذا الذي ذكره عمر رضي الله تعالى عنه تجده في مجلس على حال وتجده في مجلس آخر على حال وتجده في مجلس ثالث على حال ثالث فهو يتكيف حسب الظروف حسب الظروف وقد وجد مع الأسف من ينتسب إلى العلم والدين من يعتنق من المذاهب مذهب البلد الذي يوجد فيه دعونا من المذاهب الفرعية كونه في في بلد على مذهب أبي حنيفة ثم انتقل إلى مذهب على مذهب الشافعي ثم سهل ذا لكن في في المسائل الأصلية في العقائد وشر الناس ذو الوجهين نسأل الله السلامة والعافية هذا هو الروغان هذا هو روغان الثعالب هذا الحديث موافق لقول الله جل وعلا:                  ﭫﭬ فصلت: ٣٠ - ٣١  هؤلاء الذين آمنوا بالله والإيمان ليس بدعوى إنما ما وقر في القلب وصدقه العمل على ما ذكرنا آمنوا بالله بجميع ما تطلبه هذه الكلمة ثم استقاموا على ذلك واستمروا عليه وثبتوا عليه إلى الممات هؤلاء تأتيهم البشارة قبل الموت تتنزل عليهم الملائكة عند الاحتضار وتبشرهم ألا تخافوا مما أمامكم ولا تحزنوا على ما خلفتموه وأبشروا أبشروا وأي فضل أعظم من هذا وأي نعمة أكرم من هذه النعمة فالحديث موافق لهذه الآية ومن طبق هذا الحديث انطبق عليه الوعد الوارد في الآية جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- من طرق متعددة من حديث أبي بكر وعائشة وأبي هريرة وجمع من الصحابة أنه قال -عليه الصلاة والسلام- «شيبتني هود وأخواتها شيبتني هود وأخواتها» الحديث فيه كلام كثير لأهل العلم ووصفه جمع منهم بالاضطراب لأنه يروى على أوجه مختلفة الحديث يروى على أوجه مختلفة لكن من وصفه بالاضطراب قال إن هذه الأوجه المختلفة متساوية ومن نفى عنه الاضطراب رجح بعض هذه الأوجه على بعض «شيبتني هود وأخواتها» مَن مِنا تُحرك فيه سورة هود شعرة بل وجد من يعقل قراءته وهو في يونس فلم يفق إلا وهو في يوسف يوجد عندنا هذا ونحن نقرأ والا ما يوجد مثل هذا؟ يوجد لاسيما من اعتاد السرعة في القراءة ولم يقرأ القرآن على الوجه المأمور به يقع منه هذا كثير من المسلمين لا تحرك فيهم شعرة سورة هود من منا من يعقل معنى     المدثر: ٨  كلنا نحفظها ونحفظ السورة التي هي منها لكن هل نعقل معناها مثل زرارة بن أوفى الذي سمعها من الإمام فمات صعق فمات هل تحرك فينا ساكن مثل هذه الآية إذًا علينا أن نراجع أنفسنا علينا أن نراجع أنفسنا لنعقل عن الله جل وعلا كلامه ونفهم مراده كلنا نهتم بما يأتينا من الجهات الرسمية من ولاة الأمر لاسيما من يعنيه الأمر مدير إدارة جاءته أنظمة من الجهات العليا تجد هذا المدير يجمع الوكلاء ورؤساء الأقسام يتدارسون هذه الأنظمة والذي يشكل عليهم منها يستفهمون عنه ويطلبون لوائح تفسيرية لهذه الأنظمة لكن عندنا كلام الله جل وعلا هل نفعل هذا مثل ما نفعل في الأنظمة؟ هل نقرأ القرآن على الوجه المأمور به؟ شيخ الإسلام يقول قراءة القرآن على الوجه المأمور به يورث القلب من اليقين والطمأنينة والعلم وزيادة في الإيمان لا يجده إلا من زاوله وعرفه وعمله.

فتدبر القرآن إن رمت الهدى

 

فالعلم تحت تدبر القرآن

«شيبتني هود وأخواتها» ما الذي شيبه من هود -عليه الصلاة والسلام- مع أنه ثبت في الصحيح من حديث أنس أنه ما شاب -عليه الصلاة والسلام- وثبت أيضًا أنه صبغ فالذي يقول إنه ما شاب ما كثر فيه الشيب بحيث يبين لكل أحد وإن فيه إنما فيه نحو من عشرين هذه لا تبين إلا لمن قرب ومن قال إنه شاب ومن قال إنه صبغ -عليه الصلاة والسلام- نظر إلى هذا الشعر اليسير الذي بدا في لحيته -عليه الصلاة والسلام- «شيبتني هود وأخواتها» ما الذي شيبه في هود؟ أهل العلم يقولون قوله جل وعلا: هود: ١١٢  هذا الخطاب موجه لمن؟ للنبي -عليه الصلاة والسلام- أفضل الخلق وأكمل الخلق وأشرف الخلق وأتقى الخلق وأخشاهم لله جل وعلا وأعلمهم بالله جل وعلا يقال له هود: ١١٢  فكيف بغيره؟ هود: ١١٢  إذا كان التائب يقال له استقم فكيف بغيره فكيف بغير التائب؟ كيف بأمثالنا أهل التفريط والإضاعة إضاعة الأوقات إضاعة العمر بدون فائدة إضاعة كل ما يملك من وقت وجهد ومال هذا ضايع على كثير من الناس والفراغ والصحة التي يتمتع بهما كثير من المسلمين يضيعان سدى «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» الصحة والفراغ كيف مغبون بالفراغ؟ يعني لم يستغل هذا الفراغ فيما يرضي الله جل وعلا وفيما يحقق به الهدف الذي أوجد من غيره وهو تحقيق العبودية لله جل وعلا الصحة يتقلب بنعم صحة لا نشكو من شيء ومع ذلك تضيع أوقاتنا سدى «اغتنم خمسًا قبل خمس» ومنها «فراغك قبل شغلك وصحتك قبل سقمك» لا بد من استغلال هذه الأمور لا نهدر الأوقات دون فائدة فعلينا أن نعنى بهذا وأن نلزم الصراط المستقيم والطريق القويم إلى أن نلقى الله جل وعلا بعد أن نبشر بما جاء في سورة فصلت الاستقامة لفظ شرعي جاءت به نصوص الكتاب والسنة ومنها ما ذكر من الآيات والحديث الحديث المشروح كثير من الناس يستبدلها بالالتزام إذا سئل عن شخص قيل فلان ملتزم لو قال مستقيم يعني على مراد الله وعلى أمر الله هناك فرق كبير بين ملتزم ومستقيم المستقيم! هو الذي آمن بالله جل وعلا واستقام واستمر على ذلك ولزم هذا الصراط المستقيم والطريق القويم والدين القيّم والدين القِيَم لزم هذا وأما الملتزم فكل مسلم ملتزم كل مسلم ملتزم لأن مقتضى الإسلام الاستسلام فهو ملتزم بأن يفعل الأوامر ويترك الناهي لكن هل كل من التزم بشيء ينفذ ما التزم به؟ هل كل من التزم شيئًا ينفذ ما التزم به؟ نضرب مثال بكتب السنة مثلاً البخاري ومسلم التزما الصحة ابن خزيمة وابن حبان والحاكم التزموا الصحة كلهم التزموا لكن هل نفذ كل من هؤلاء ما التزم؟ البخاري ومسلم نفذوا والا ما نفذوا نفذوا الأئمة الثلاثة ابن خزيمة وابن حبان والحاكم التزموا الصحة وسموا كتبهم الصحاح هل نفذوا ما التزموا به؟ لا، تخلف شرطهم تخلّف كثير يعني يغتفر عن الشيء اليسير لكن تخلفوا كثيرًا المقصود أن الالتزام غير الاستقامة كل مسلم ملتزم بالأوامر والنواهي وهذا هو مقتضى الإسلام الذي هو الاستسلام بينما الاستقامة لزوم الطريق القويم والدين القيم ولا يروغ عنه مقتضى هذه الاستقامة ألا يروغ عنه روغان الثعالب طيب الاستقامة والثبات الاستقامة والثبات متقاربان لكن الثبات لا يلزم منه الثبات على الصراط المستقيم قد يبتدع في دينه ويثبت عليه على هذه البدع فهناك فرق من هذه الحيثية فمن آمن بالله وصدق القول بالعمل وثبت على هذا صار مستقيمًا وفيه يقول الله جل وعلا: إبراهيم: ٢٧  بإيش؟ ﭷﭸ إبراهيم: ٢٧  فإذا ثبتنا على هذا الصراط المستقيم صار الثبات بمعنى الاستقامة أما من يثبت على أي مبدأ يراه لنفسه فعنده شيء من الثبات لكن هل هذا الثبات ينفعه أو لا ينفعه؟  لا ينفعه إلا أن من الله عليه جل وعلا بتوبة قبل الموت فهناك فرق بين الاستقامة والالتزام والثبات هل يلزم من هذا الحديث أو يُفهم منه أنه يُتصور في شخص لا يحيد قيد أنملة عن هذا الصراط بمعنى أنه لا تقع منه المعاصي أو لا يتصور منه ترك المأمور هل يلزم من طلب الاستقامة هود: ١١٢ بالنسبة للنبي المعصوم -عليه الصلاة والسلام-؟ هذا هو الأصل لكن غيره هود: ١١٢ وكل مسلم مطالب بالاستقامة كل مسلم مطالب بالاستقامة لكن هل معنى هذه الاستقامة ألا يخل بمأمور ولا يرتك محظور؟ هذه هي العصمة التي لا تكون إلا للأنبياء قد يقع الخطأ قد يتساهل في في ترك مأمور أو فعل محظور لكنه يوفق للتوبة منه ويبادر بالتوبة «والتائب من الذنب كمن لا ذنب له التائب من الذنب كمن لا ذنب له» والتوبة تهدم ما كان قبلها والله جل وعلا أخبر في كتابه بعد أن ذكر من عظائم الأمور             ﭡﭢ             ﭽﭾ الفرقان: ٦٨ - ٧٠  فضل من الله جل وعلا يعصي ثم يوفق للتوبة بشروطها بالشرط المنصوص عليه الفرقان: ٧٠  يعني استبدل السيئات بحسنات «وأتبع السيئة الحسنة تمحها» وفي الآية مزيد فضل من الله جل وعلا أن بدل السيئات حسنات قد يقول قائل ما الفرق بين شخص منذ أن كُلِّف وديدنه الطاعات ديدنه الطاعات ومات عن تسعين عامًا مثلاً أو مائة عام فمدة خمسة وثمانين سنة على الاستقامة وعلى الجادة والآخر مثله إلا أنه على الانحراف يعمل المعاصي ويترك الواجبات نفس المدة إلا أنه في آخر عمره وُفق للتوبة بشروطها وبدلت سيئاته حسنات ما الفرق بين هذين هل هناك فرق والا ما فيه فرق؟ ذاك يعمل الحسنات من الأصل ورصدت له حسنات في سجله وهذا يعمل السيئات ورصدت هذه السيئات في سجله ثم بعد ذلك وُفق لتوبة نصوح بُدلت سيئاته حسنات فهل نقول أن هذا مثل هذا؟ لا يلزم أن يكون هذا مثل هذا لأن حسنات الحسنات الأصلية مضاعفة الحسنة بعشر أمثالها والحسنات المبدلة عن سيئات البلد له حكم المبدل والسيئات لا تضاعف إذًا الحسنات المبدلة منها لا تضاعف فشتان بين هذا وهذا لئلا يوجد من تسول له نفسه ممن يدّعي أنه يريد أن يستمتع بشبابه ونشاطه وقوته وبعد ذلك يتوب على أن هذا تصور خاطئ حتى لو قلنا أن هذا لو افترضنا أن في شخص يوفق للتوبة شتان بين من آحاده عشرات وبين من آحاده آحاد شتان يعني بين عشرة أضعاف عشرين إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء وجاء في المسند لكن حديث فيه كلام لأهل العلم «إن الله يضاعف لبعض لبعض عباده الحسنة إلى ألفي ألف حسنة مليونين حسنة» فهل يقول الذي يعمل ويرتكب المنكرات أنه مثل هذا أبدًا لا يستوون                 ﯔﯕ السجدة: ١٨  لا يستوون فهذا حسناته مضاعفة وذاك حسناته غير مضاعفة ومن أهل العلم من يرى أن الثاني أيضًا حسناته مضاعفة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء لكن اللائق بقواعد الشريعة ما ذكرناه الذي يقول أريد أن أستمتع بشبابي ويرسل لنفسه العنان ويقع في المنكرات والمحرمات ويقول نتوب والتوبة تهدم ما كان قبلها هل يضمن أن يعيش إلى أن يتوب؟ مثل هذا هل يضمن أن يعيش إلى أن يتوب؟ كلا، الأمر ليس بيده الموت يأتي بغتة لا تدري متى يفجأك الأمل.. الأجل لا تدري متى يفجأك الأجل قد يأتيك وأنت على فراشك وكم من شخص بنى قصرا وأثث القصر فمات قبل أن قبل أن يسكن ومنهم من مات قبل أن يؤثث ومنهم من مات ليلة زواجه ومنهم من مات من الغد في الصباح وهو جالس مع عرسه الموت يأتي بغتة فهذا الذي تسوّل له نفسه حقيقة يخادع نفسه ويغش نفسه ووجد شخص قبل خمس أو ست سنوات بلغ الستين من عمره بلغ الستين من عمره وهو لا يصلي ولم يتزوج فجاء إليه قريب له من بلد آخر بقصد نصحه فقال له يا فلان الآن بلغت الستين «وقد أعذر الله لامرئ بلغه الستين» كما في الحديث الصحيح «أعذر الله لمن بلغه الستين» بلغت الستين ولا تصلي ولا تزوجت نصيحة من محب مشفق أن تعود إلى رشدك وأن تصلي وتموت على الإسلام وتتزوج يأتي ولد صالح يدعو لك فقال يا أبا عبد الله يقول لصاحبه والدي كم كان عمره يوم مات؟ قال مائة وعشرين قال وجدي قال مائة وخمسة وعشرة قال وخالي قال مائة وعشر المقصود أنه عدد خمسة أشخاص كلهم فوق المائة قال أنا من أناس طويلة أعمارهم بلهجته يقول: ريضين يعني تونا باقي نصف الطريق الآن ستين سنة يقول أنا أكلمه في يوم جمعة ثم أيست منه ورجعت إلى بلدي وفي الجمعة التالية جاءني خبره مات هذا اللي بيعيش مائة وعشرين فعلى الإنسان أن يغتنم هذه الأوقات وأن يعمر هذا الظرف الذي يعيشه وأن يملأ هذا الإناء بما ينفعه ويسره وليحاسب نفسه إذا أراد أن يتكلم ينظر في هذا الكلام هل ينفعه في الآخرة هل يقربه إلى الله جل وعلا؟ إن كان فنعم وإلا فلا هذا القلم الذي يكتب فيه إن كان يسره أن يرى هذه الكتابة غدًا فليقدم وإلا فلا هذا العمل الذي يعمله هذه الخطى التي يخطوها هذا النظر هذا السمع ﯵﯶ           ﯿ الإسراء: ٣٦  هذه نعم هذه نعم نتقلب فيها من نعم الله جل وعلا التي نعجز عن شكرها لكن علينا أن نستعملها فيما يرضي الله جل وعلا وإذا لم نستعملها فيما يرضي الله جل وعلا عادت نقم عادت نقم ثم ماذا إذا استمتعت ببصرك في رؤية المناظر الجميلة والمناظر الخلابة ومن روضة إلى بستان إلى كذا وأنت لا تستعمل هذا النظر فيما يرضي الله جل وعلا فضلاً عن كونك تستعمله فيما يغضب الله جل وعلا من نظرة محرمة وشبهها أو سماع كلام محرم أو أغاني أو معازف أو مزامير أو ما أشبه ذلك أو قلب يطوف في المزابل القلب بيت الرب فلا تودع هذا القلب إلا ما ينفعك والإنسان على ما عوّد نفسه وجبلها عليه في أيام الرخاء «تعرّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة» تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة يعني هل نتصور أن شخصا ساجد في صلاة التهجد ليلة سبع وعشرين من رمضان يضحك بدلا أن يبكي نتصور مثل هذا؟! موجود لماذا لأن عمره مشغول بالقيل والقال والنكت نعم والسخرية والاستهزاء بالناس هل نتصور أن في عشية عرفة من يوجد من يغتاب الناس أو يتتبع عورات المسلمين؟ نعم يوجد لماذا لأنه في أيام الرخاء هذا عمله فعلينا جميعا أن نتعرف على الله في الرخاء ليعرفنا في الشدة ما الفرق بين شخص يعمر وقته بما يرضي الله جل وعلا وآخر يعمره فيما لا يرضي الله إذا جاء وقت الضيق شوف انظر ترى تجد في المواسم التي تضاعَف فيها الأجور والأماكن التي يعطي الله جل وعلا فيها عباده من غير حساب وتضاعَف الصلاة بمائة ألف صلاة تجد الإنسان محروم وهو في هذا المكان يهجر أهله ووطنه ويتغرب ومع ذلك لا يكتب له شيء مما قصده لماذا؟ لأنه في وقت السعة مفرّط فهذه الأيام وهذه السنون ظروف فليملأها الإنسان بما يسره يوم القيامة وعليه أن يستغل كل وقت وكل ظرف وكل دقيقة يعيشها والأمور ولله الحمد ميسورة وأبواب الخير مشرعة مفتوحة هناك العبادات القاصرة وهناك العبادات المتعدية النفع للآخرين هناك أمور تحتاج إلى معاناة وهناك أشياء لا تحتاج إلى أدنى مشقة ومن نعم الله على المسلمين تنوع العبادات تنوع  العبادات الذي لا يستطيع النفع المتعدي تعين صانعًا أو تصنع لأخرق إن لم تستطع كف شرك عن الناس هذه صدقة منك على نفسك لكن قد تستطيع ما هو أعظم من ذلك «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله» «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كتب له مائة حسنة وحط عنه مائة خطيئة ورفع بها مائة درجة وكأنما أعتق عشرة من ولد إسماعيل وحفظ وكانت حرزًا له من الشيطان» ذلك اليوم أمر سهل ترى تقال بعشر دقائق مائة مرة عشر دقائق فقط «من قال في يوم سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» في دقيقة ونصف تقال «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا» الاستغفار النبي -عليه الصلاة والسلام- يحفظ عنه في المجلس الواحد أنه يستغفر أكثر من سبعين مرة أكثر من سبعين مرة في المجلس الواحد فماذا على الإنسان لو قال لا إله إلا الله مائة مرة قال سبحان الله وبحمده مائة مرة افتتح نهاره بهذا واستغفر الله مائة مرة وقرأ سورة الإخلاص عشر مرات وصلى على النبي عشر مرات وجاء في ذلك الوعد العظيم يفتتح بهذا نهاره وليله ويختم يومه بهذا ما الذي يضيره كل هذه لا تحتاج إلى بع ساعة لا تحتاج إلى ربع ساعة الإنسان عنده استعداد يجلس من أن تغيب الشمس إلى قبيل الفجر مع أترابه وأقرانه وزملائه إما على رصيف والا في منتزه والا في استراحة والا شيء قيل وقال وكلنا ذلك الرجل هذا سهل على النفس لا شك أنه سهل على النفس وغيره وإن كان بالفعل سهل لكنه شاق على النفس لماذا؟ لأن الجنة حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات يعني سهل أن الإنسان يفلي الجرائد فلي يأخذ خمس ست جرائد ويقرؤها في خمس ست ساعات وش المانع؟ سهل على النفس هذا لكن اقرأ جزء من القرآن وشوف اختبر نفسك في جزء من القرآن تعرف الفرق القلوب تحتاج إلى علاج القلوب مريضة تحتاج إلى علاج فلنهتم بهذا الأمر والأمر ميسور ولله الحمد     آل عمران: ١٩١  ما يحتاج أن تجي إلى المسجد من أجل أن تقول سبحانه الله وبحمده ولا يحتاج أن تتوضأ لتقول سبحان الله وبحمده يا إخوان لو واحد منا قيل له أن الأمير البارح أثنى عليك بالمجلس يتصور أن يدخل عينه النوم من الفرح كثير من الناس أنا أجزم أنهم ما ينامون هاك الليلة من الفرح إذا قال أثنى عليك الأمير أو الوزير أو المدير طار به فرحًا لكن ماذا عن حديث «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي» هذه لا نقيم لها رأسًا أبدًا لا نرفع بها رأسًا «ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم» لأنه إذا ذكر الله في ملأ مع إخلاصه وصدقه مع الله جل وعلا واقتدى به هذا الملأ لا شك أن الأجر أعظم لكن إذا خشي على نفسه لا شك أن السر أقرب إلى الإخلاص فإذا ضمن الإخلاص فليذكر الله في الملأ ليكون له أجره وأجر من عمل بهذه السنة.

نعم نكتفي بهذا ونشوف الأسئلة لأن كثير من الإخوان يستفيد من الأسئلة أكثر من الكلام..

 

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله و...