حادثة سقوط بغداد على أيدي التتار

على العقلاء والعلماء والولاة أن يسعوا في دفع الأسباب التي تنشأ عنها الفتن قبل وقوعها، من أراد أن ينظر في مقدار الأهوال التي تنشأ عن هذه الفتن فليقرأ ما كتبه المؤرخون كابن كثير رحمه الله [البداية والنهاية (17/356- 368)] في حادثة سقوط بغداد على أيدي التتار سنة ست وخمسين وستمائة، فقد ظلَّ سيفهم يَقْتُلُ أهلَ بغداد أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، وقد ذكر ابن كثير رحمه الله من الأقوال الواردة في تَعْداد القتلى أنهم أَلْفُ أَلْفٍ وثمانُمائةِ ألفٍ، أي: مليونًا وثمانمائة ألف شخص، وقد اختفى الناس في الْآبار وأماكنِ الحشوشِ، والقبور، والسبب في ذلك الغفلة والإعراض عن دين الله -جل وعلا-.