رد الإمام مسلم على من اشترط اللقاء في السند المعنن

استفاض عند أهل العلم نقل اشتراط اللقاء في السند المعنن عن الإمام البخاري وعن شيخه علي بن المديني، أما الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- فقد قرر في (مقدمة الصحيح) الاكتفاء بالمعاصرة، وشنّع وشدّد ورد على من اشترط اللقاء، وقال: إنه قول مخترع مبتدع، الهدف منه رد السنن، وكون الإمام مسلم يشدد فهذا رأيه، أما كونه يقصد البخاري بكلامه هذا فلا يلزم، ولا يلزم أن يكون المقصود -أيضًا- علي بن المديني، إنما المردود عليه مبتدع، يريد أن يستغل احتياط الإمام البخاري في نصر مذهبه الذي يقتضي رد السنة، وهو نظير ما قيل في الرد على المعتزلة، الذين يردون أخبار الآحاد، ويستندون إلى احتياط عمر –رضي الله عنه- في خبر أبي موسى -رضي الله عنه- في الاستئذان [مسلم: 2153]، فاحتياط عمر -رضي الله عنه- محل تقدير، واحتياط البخاري أيضاً موضع تقدير، لكن استغلال هذا الاحتياط في نصر البدع هو الذي يُرد عليه.