إمرار الموسى على رأس الأقرع

الأقرع الذي لا شعر له يرى بعض أهل العلم أنه يمر الموسى على رأسه؛ لأن هذا هو المقدور عليه بالنسبة له، فيأتي بما يستطيع، وما لا يستطيعه فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها. ومن أهل العلم من يقول: إن هذا عبث؛ لأن إمرار الموسى إنما هو من أجل حلق الشعر ولا شعر. والقاعدة المعروفة: أن من قدر على بعض العبادة، وعجز عن باقيها، فعليه أن يأتي بما يقدر عليه. فالذي لا يقرأ الفاتحة في الصلاة، لا نلزمه ونقول له: حرِّك لسانك كصنيع القراء. لكن إذا عجز عن القراءة وهي ركن القيام، فلا يقول: أنا لا أحفظ القرآن سأركع مباشرة، بل لا بد من القيام؛ لأنه ركن مستقل. فيفرق بين ما يطلب لذاته، وما يطلب لغيره. والذي لا يستطيع الصلاة مع الجماعة، لكن يستطيع أن يصل إلى نصف الطريق، لا يقاله له: اذهب إلى نصف الطريق وارجع؛ لأنك قادر على المشي. لأن المشي هذا ليس بغاية وإنما هو وسيلة، وليس جزءًا من العبادة. وعلى هذا فإمرار الموسى على رأس الأصلع الأقرع لا وجه له.