العناية بأسماء الرواة

من المباحث التي هي في غاية الأهمية، مبحث أسماء الرواة، والجهل به قبيح جداً بطالب العلم، فلا بد أن يعنى به الطالب، ويراجع عليه المصادر؛ لأن أسماء الرجال تختلف عن المتون، فالمتون قد يُستدل عليها بما قبلها وما بعدها، حيث إن السياق يساعد في أن تفهم اللفظ، وتنطقه على الوجه الصحيح، لكن أسماء الرجال تختلف فإذا أشكل عليك راو من الرواة فكيف تنطقه إذا خالف الجادة، وأنت لم تراجع عليه الكتب، ولم تأخذه من أفواه الشيوخ؟!

فكم من شخص يغلط في (عَبيدة السلماني)؛ لأن الجادة (عُبيدة)، فالعناية بأسماء الرواة في غاية الأهمية، والجهل بها شنيع في حق طالب العلم، فهل يجدر بشخص من الكبار الذين يشار إليهم الآن، وعمره فوق السبعين، ويتصدر لتعليم الناس وإفتائهم أن يقول: سلمة بن كَهبل؟ وهل تقبل هذه ممن ينتسب إلى علم؟ الراوي معروف وهو سلمة بن كُهيل! فهذا عيب بالنسبة للصغار فضلاً عن الكبار، والطالب إذا لم يعتنِ بهذا الباب من أول الأمر فسيقع في الخطأ وسيستمر على ذلك.