كتاب بدء الوحي من إرشاد الساري (05)

قال المصنف –رحمه الله تعالى- : وبه قال حدثنا، ولأبي ذر وحدثنا بواو العطف يحيى".

بالإسناد السابق الذي يروي به الصحيح.

طالب: "يحيى أبو زكريا (بن بكير) بضم الموحدة تصغير بكر، القرشي المخزومي المصري، المتوفى سنة إحدى وثلاثين ومائتين، ونسبه المؤلف لجده؛ لشهرته به واسم أبيه عبد الله".

اسم أبيه عبدُ الله.

طالب: "واسم أبيه عبد الله، (قال: حدّثنا الليث) بالمثلثة ابن سعد بن عبد الرحمن الفَهمي عالم أهل مصر من تابعي التابعين، قال أبو نعيم: أدرك نيفًا وخمسين من التابعين القلقشندي".

الْقَلْقَشَنْدِي، قلقشندة من مصر معروفة، تعرفها؟

طالب: أما بالنسبة لي ما أعرف أنها بلد.................

طالب: "المولود سنة".

طالب: النقشبندي...

لا النقشبندي طريقة.

طالب: "المولود سنة ثلاث أو أربع وتسعين، المتوفى في شعبان سنة خمس وسبعين ومائة، وكان حنفي المذهب فيما قاله ابن خلكان".

ابن خِلِّكَان يقال إنه حنفي المذهب، لكن بعيد.

طالب: "لكن المشهور أنه مجتهد. وقد روينا عن الشافعي أنه قال: الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به".

ضيعوه ضيعوه.

طالب: "وفي رواية عنه ضيعه قومه. وقال يحيى بن بكير: الليث أفقه من مالك، ولكن كانت الخظوة لمالك".

الحظوةُ لمالك.

طالب: ولكن كانت الحظوة لمالك.

درهم من حظوة خير من قنطار علم –الله المستعان-.

طالب: )"عن عقيل) بضم العين المهملة".

الإمام مالك دعم من قبل الولاة، فاشتهر مذهبه وانتشر، وهذه إرادة الله –سبحانه وتعالى- لعل مرد ذلك الإخلاص، الحظوة لها دور، ربيع شيخ الإمام مالك هو الذي يقول: درهم من حظوة خير من قنطار علم، هو شيخ الإمام مالك، ربيع يتوسد رداءه بالمسجد والناس يتزاحمون على مالك، وهو ما عنده أحد، وهو شيخه.

طالب: هذا واقع الآن.

طالب: (عن عُقيل) بضم العين المهملة وفتح القاف مصغرًا، ابن خالد بن عَقيل بفتح العين، الأيليّ بفتح الهمزة وسكون المثناة التحتية، القرشيّ الأمويّ، المتوفى سنة إحدى وأربعين ومائة، (عن ابن شهاب) أبي بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري المدنيّ تابعيّ صغير، ونسبه المؤلف كغيره إلى جدّه الأعلى لشهرته به، (عن عروة بن الزبير) بالتصغير، (عن عائشة أم الؤمنين- رضي الله عنها- (أنها قالت: أول ما بدىء به) بضم الموحدة وكسر الدال (رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من الوحي) إليه (الرؤيا الصالحة في النوم)، وهذا الحديث يحتمل أن يكون من مراسيل الصحابة".

عائشة لم تدرك القصة، عائشة ما ولدت في وقت القصة، يحتمل أن يكون الرسول –عليه الصلاة والسلام- حدثها بذلك.

طالب: أحسن الله إليك، "فإن عائشة لم تدرك هذه القصة، لكن الظاهر أنها سمعت ذلك منه- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لقولها قالها قال: فأخذني فغطني، فيكون قولها أول ما بدىء به حكاية ما تلفظ به النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وحينئذ فلا يكون من المراسيل. وقوله: من الوحي أي".

وعلى تقدير أنه مرسل مرسل الصحابي حجة، أما الذي أرسله الصحابي فحكمه الوصل على الصواب.

طالب: كل هذه الألفاظ صحيحة عائشة وعايشة؟

طالب: "وقوله: من الوحي أي من أقسام الوحي، فمِن للتبعيض. وقال أبو عبد الله القزاز: ليست الرؤيا من الوحي ومِن لبيان الجنس. وقال الأبّي نعم هي كالوحي في الصحة؛ إذ لا مدخل للشيطان فيها. وفي رواية مسلم كالمصنف في رواية معمر ويونس" .

في رواية؟

طالب: "وفي رواية مسلم كالمصنف في رواية معمر ويونس الصادقة وهي التي ليست فيها ضَغَث" كذا يا شيخ".

أو ضِغْثٌ؟ واحد الأضغاث.

طالب: أحسن الله إليك يا شيخ  "وهي التي ليست فيها ضغث".

واحد الأضغاث.

طالب: "وذكر النوم بعد الرؤيا المخصوصة به؛ لزيادة الإيضاح والبيان، أو لدفع وهم من يتوهم أن الرؤيا تطلق على رؤية العين، فهو ْصفة موضحة، أو لأن".

الفعل رأى، والمصدر رؤية إذا كانت بصرية، ورؤيا إذا كانت في المنام، ورأي إذا كانت بالعقل نعم فعل واحد والمصادر مختلفة.

طالب: "أو لأن غيرها يسمى حِلمًا".

حِلم أم حُلم؟

طالب: "أو لأن غيرها يسمى حُلمًا أو تخصيص دون السيئة والكاذبة المسماة بأضغاث الأحلام، وأهل المعاني يسمونها صفة فارقة. وكانت مدة الرؤيا ستة أشهر فيما حكاه البيهقي. وحينئذ فيكون ابتداء النبوّة بالرؤيا حصل في شهر ربيع وهو شهر مولده."

نعم يكون على بدئ الوحي بالرؤيا على رأس الأربعين، وحينئذ إذا قلنا: إن الرؤيا ستة أشهر، ومدة الوحي ثلاث وعشرون سنة تكون نسبة الستة أشهر إلى الثلاث والعشرين ستة وأربعين، واحد على ستة وأربعين، على هذا يتجه ما قاله بعضهم من أن الرؤيا هو حديث، لكن توجيه الحديث على هذا تطبيق الحديث على ما ذكرنا متجه أن الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة؛ لأنه أوحي للنبي –عليه الصلاة والسلام- من طريق الرؤيا مدة ستة أشهر، واثنين وعشرين سنة ونص بالوحي المنزل.

طالب: ستة وأربعين يا شيخ من واحد على مئة؟

لا واحد على ستة وأربعين.

طالب: يعني أقل من واحد أو أزيد من واحد، واحد ونصف إلا قليلًا؟

ماذا؟

طالب: من مئة.

أكثر من اثنين بالمئة، واحد على ستة وأربعين.

طالب: "واحترز بقوله من الوحي عما رآه من دلائل نبوّته من غير وحي كتسليم الحجر عليه كما في مسلم، وأوّله مطلقًا ما سمعه من بحيرا الراهب كما في الترمذي بسند صحيح. (فكان) بالفاء للأصيلي ولأبوي ذر والوقت وابن عساكر وفي نسخة للأصيلي: وكان أي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (لا يرى رؤيا) بغير تنوين (إلا جاءث مثل فلق الصبح) كرؤياه".

كان لا يرى رؤيا في روايتهم وكان.

طالب: "كرؤياه دخول المسجد الحرام، ومثل نصب بمصدر محذوف، أي إلاّ جاءت مجيئًا مثل فلق الصبح، والمعنى أنها شبيهة له في الضياء والوضوح أو التقدير مشبهة ضياء الصبح، فيكون النصب على الحال، وعبر بفلق الصبح؛ لأن شمس النبوّة قد كانت مبادئ أنوارها الرؤيا، إلى أن ظهرت أشعتها وتم نورها، والفلق: الصبح. لكنه لما كان مستعملاً في هذا المعنى وغيره أضيف إليه للتخصيص والبيان إضافة العام إلى الخاص. وعن أمالي الرافعي حكاية خلاف أنه أوحي إليه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شيء من القرآن في النوم أولاً. وقال: الأشبه أن القرآن نزل كله يقظة، ووقع في مرسل عبد الله بن أبي بكر بن حزم عند الدولابي ما يدل على أن الذي كان يراه عليه الصلاة والسلام هو جبريل. ولفظه أنه قال لخديجة بعد أن أقرأه جبريل: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّك}: «أرأيتك الذي كنت أحدثك أني رأيته في المنام هو جبريل استعلن»، وإنما ابتدىء عليه الصلاة والسلام بالرؤيا؛ لئلا يفجأه الملك". 

توطيد للنفس.

طالب: "لئلا يفجأه الملك ويأتيه بصريح النبوّة بغتة فلا تحتمل القوى البشرية، فبدئ بأوائل خصال النبوة. (ثم حُبِّب إليه الخلاء) بالمد مصدر بمعنى الخلوة أي الاختلاء وهو بالرفع نائب عن الفاعل، وعبر بحبب المبني لما لم يسم فاعله؛ لعدم تحقق الباعث على ذلك، وإن كان كلٌّ من عند الله".

ما يدرى ما المحبب إليه، لعله أشار عليه أحد، يمكن أنه استحسنه من تلقاء نفسه فحبب، للجهل بالفاعل بُني للمفعول.

طالب: "أو تنبيهًا على أنه لم يكن من باعث البشر، وإنما حُبب إليه الخلوة؛ لأن معها فراغ القلب والانقطاع عن الخلق؛ ليجد الوحي منه متمكنًا كما قيل: فصادف قلبًا خاليًا فتمكّنا. وفيه تنبيه على فضل العزلة؛ لأنها تريح القلب من أشغال الدنيا وتفرغه لله تعالى، فيتفجر منه ينابيع الحكمة، والخلوة: أن يخلو عن غيره بل وعن نفسه بربه، وعند ذلك يصير خليقًا بأن يكون قالبه ممرًّا لواردات علوم الغيب، وقلبه مقرًّا لها. وخلوته -عليه الصلاة والسلام- إنما كانت لأجل التقرب لا على أن النبوّة مكتسبة. (وكان) -عليه الصلاة والسلام- 

طالب: يا شيخ.............

نعم.

طالب:  يقول: وفيه الخلوة مقدمة على اجتماع الناس أو كذا .

الخلطة نعم.

طالب: الخلطة نعم، وفي حديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم- بالمعنى يا شيخ ما أذكره اللفظ أنه يأتي زمان خير للإنسان أن يجلس بشغف الجبال ومثل هكذا.

«يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال».

طالب: نعم، وحديث آخر: « الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير له من.. »، كيف نجمع بين هذه المسألة؟

الناس متفاوتون؛ من الناس من يتأثر ولا يؤثر، مثل هذا يقال له: اعتزل، يخشى عليه أن يتأثر بما حوله من المنكرات، ووجوده في الناس مثل عدمه ما له أثر، مثل هذا العزلة خير له، شخص يخالط الناس وينفعهم، ولا يتأثر بما يدور حوله يقال له: هذا خير له يخالط الناس.

طالب: يا شيخ فيه مسألة فرعية على هذه الآن بعض المشايخ الفضلاء يؤثر الخلوة بنفسه فيه حتى يستطيع أن يعبد ربه إذا قيل له مثلاً شارك بمحاضرات أو شارك بندوات في موسم من مواسم الخير قال: لا أنا أريد أن أستغل هذا الموسم لأتعبد أو لأفرغ لعبادة ربي.

الإنسان أعرف بنفسه، أدرى بظروفه، وأعرف بنفسه.

طالب:....................

ما يلزم ما يلزم، الإنسان أعرف بنفسه، لذلك بعض الصحابة سأل عن أفضل الأعمال فقيل له: الصلاة، بعضهم قيل له: الجهاد، قيل له... الناس يتفاوتون، بعض الناس قيل له: الحج المبرور بعض الناس قيل ل:ه الزكاة بعض الناس وجه للأعمال المتعدية".

طالب: يعني وجه الجمع بين الحديثين تفاوت الناس؟

نعم بلا شك.

طالب: "(وكان) -عليه الصلاة والسلام- (يخلو بغار حراء)".

بعض الشباب في رمضان على سبيل المثال ينزوي بمسجد، ويلازم القرآن، المنكرات تعج بها الأسواق، أليس من الأفضل أن يذهب إلى الأسواق في هذه الليالي، وينكر ما تعج به الأسواق من منكرات؟ يعني لو نوجه كل الشباب إلى هذا، ألا يوجد من هؤلاء الشباب من لو انعزل وقرأ أحصن له وأحسن له من لو راح يمكن أن يفتن؟ أليس كذلك؟ بعضهم يفتن، كل إنسان أعرف بظروفه وأدرى بنفسه.

طالب: " )وكان) -عليه الصلاة والسلام- (يخلو بغار حراء) بكسر الحاء المهملة وتخفيف الراء وبالمد، وحكى الأصيلي ".

لذلك بعض الناس يقال له: لا تروح للأماكن التي تجتمع فيها الناس ولو مكة، لا تروح، مسجد الحي عندك أفضل لك، وبعضهم لو رحت لمكة تنزوي لا تطوف لوجود بعض المنكرات من تبرج النساء ويتعرض لفتنة، وهو لا يصبر، لكن ما فيه شك أن الناس متفاوتون، من الشباب من يشعرون بتعدٍّ ولا شك أن هذا أفضل إذا وجد من غير تأثر، ويرجع إلى القاعدة التي ذكرناها في أول الأمر قضية التأثر والتأثير.

طالب: "وحكى الأصيلي فتحها والقصر، وعزاها في القاموس للقاضي عياض، قال: وهي لغية، وهو مصروف إن أُريد المكان، وممنوع إن أريد البقعة، فهي أربعة: التذكير والتأنيث والمد والقصر".

ومثله قُبَاء.

طالب:......................

لغية تصغير لغة، يعني لغة للنزاع وأفراد من القبائل.

طالب: "كذا حكم قباء، وقد نظم بعضهم أحكامها في بيت فقال:

حرا وقبا ذكّر وأنّثهما معًا... ومدّ أو اقصر واصرفن وامنع الصرفا
وحراء جبل بينه وبين مكة نحو ثلاثة أميال على يسار الذاهب إلى منى والغار نقب فيه. (فيتحنث فيه) بالحاء المهملة وآخره مثلثة، والضمير المنفصل عائد إلى مصدر يتحنث، وهو من الأفعال التي معناها السلب أي اجتناب فاعلها".

يلقي الحنث.

طالب: "أي اجتناب فاعلها لمَصْدَرِها، مثل تأثم وتحوّب إذا اجتنب الإثم والحوب، أو هي بمعنى يتحنف بالفاء أي يتبع الحنيفية دين إبراهيم، والفاء تبدل ثاءً، (وهو التعبد الليالي ذوات العدد)".

هذا مدرج، كلام الزهري في تفسير التحنث، التحنث هو التعبد.

طالب: "(وهو التعبد الليالي ذوات العدد) مع أيامهن، واقتصر عليهن للتغليب؛ لأنهن أنسب للخلوة".

الليل أنسب للخلوة من النهار، فيعبر به وإن كان النهار تابعًا له.

طالب: "ووصف الليالي بذوات العدد؛ لإرادة التقليل كما في قوله تعالى: {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20]، أو للكثرة لاحتياجها إلى العدد، وهو المناسب للمقام، وهذا التفسير للزهري أدرجه في الخبر كما جزم به الطيبي. ورواية المصنف من طريق يونس عنه في التفسير تدل على الإدراج، والليالي نصب على الظرفية متعلق بقوله يتحنث، لا بالتعبد؛ لأن التعبد لا تشترط فيه الليالي بل مطلب التعبد.

وذوات نصب بالكسرة صفة الليالي، وأبهم العدد؛ لاختلافه بالنسبة إلى المدد التي يتخللها مجيئه إلى أهله، وأقل الخلوة ثلاثة أيام. وتأمل ما للثلاثة في كل مثلث من التكفير والتطهير والتنوير، ثم سبعة أيام ثم شهر؛ لما عند المؤلف ومسلم: جاورت بحراء شهرًا، وعند ابن إسحاق أنه شهر رمضان.

قال في قوت الإحياء: ولم يصح عنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أكثر منه، نعم روى الأربعين سوار بن مصعب، وهو متروك الحديث. قاله الحاكم وغيره، وأما قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} [الأعراف: 142] فحجة للشهر، والزيادة إتمامًا للثلاثين حيث استاك أو أكل فيها كسجود السهو، فقوي تقييدها بالشهر وأنها سُنّة".

وأنها سُنَّة.

طالب: يا شيخ ما قوت الأحياء؟

فيه قوت القلوب لأبي طالب المكي له صلة وثيقة بإحياء الغزالي، باعتبار أنه كله مفرغ في الإحياء، القوت كله مفرغ في الإحياء، القوت متقدم على الإحياء، أما قوت الإحياء فما أدري والله؟

طالب:......................

وعلقت في قلبك –لا حول ولا قوة إلا بالله-

طالب: "نعم الأربعون ثمرة نتاج النطفة علقة فمضغة فصورة والدر في صدفه. إن قلت: أمر الغار قبل الرسالة فلا حكم؟ أجيب بأنه أوّل ما بدىء به -عليه الصلاة والسلام- من الوحي الرؤيا الصالحة، ثم حُبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء كما مرّ. فدلّ على أن الخلوة حكم مرتب على الوحي؛ لأن كلمة ثم للترتيب، وأيضًا لو لم تكن من الدين لنهى عنها، بل هي ذريعة لمجيء الحق وظهوره مبارك عليه وعلى أمته تأسّيًا وسلامة من المناكير وضررها، ولها شروط مذكورة في محلها من كتب القوم.

فإن قلت: لمِ خصّ حراء بالتعبد فيه دون غيره؟ قال ابن أبي جمرة: لمزيد فضله على غيره، لأنه منزوٍ مجموع لتحنثه وينظر منه الكعبة المعظمة، والنظر إليها عبادة، فكان له -عليه الصلاة والسلام- فيه ثلاث عبادات: الخلوة والتحنث والنظر إلى الكعبة.

وعند ابن إسحاق أنه كان يعتكف شهر رمضان، ولم يأت التصريح بصفة تعبده -عليه الصلاة والسلام- ، فيحتمل أن عائشة أطلقت على الخلوة بمجردها تعبدًا، فإن الانعزال عن الناس ولا سيما من كان على باطل من جملة العبادة، وقيل: كان يتعبد بالتفكر".

يتفكر في مخلوقات الله الاستدلال بها عليه، أو هو مجرد انكفائه عن مجامع الناس التي لا تسلم من الشرور والآثام، ومحافلهم مملؤوة بالمنكرات، فمجرد البعد عنها عبادة.

طالب: أحسن الله إليكم، النظر إلى الكعبة ما صح هذا؟

ما قرأت فيه شيئًا؟ ثلاثة ثلاثة النظر إليهن عبادة.

طالب: كم؟

ثلاثة أشياء.

طالب: النظر إليها عبادة؟

نعم ماذا؟

طالب:... الخضرة.

والوجه الحسن ما شاء الله عليك، الماء والخضرة والوجه الحسن صح؟

طالب: ما أدري.

عبادة سبحان الله ! أما الثلاثة المصحف نعم والكعبة والوالد، جاءت في الآثار، وإن كان فيه مقال.

طالب: صحيح يا شيخ؟

لا لا لا يلزم بصحتها.

طالب: "(قبل أن ينزع) بفتح أوّله وكسر الزاي".

من ابن أبي جمرة؟ هذاك أبو جمرة نصر بن عمران هذاك تابعي، هذا ابن أبي عمرة مختصر البخاري له شرح عليه، مطبوع المختصر.

طالب:.....................

يعني هل نقل منها شيء؟ ما أعرف والله، الخلاف هل نزل شيء من القرآن أثناء هذه الرؤيا أو لم ينزل؟ الظاهر لا.

طالب: أحسن الله إليك "(قبل أن ينزع) بفتح أوّله وكسر الزاي".

يكفي يكفي بركة.

"