كتاب بدء الوحي (024)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

في الحديث الثاني يقول الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-:

حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن الحارث بن هاشم -رضي الله عنه- سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: كيف يا رسول الله يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجل فيكلمني فأعي ما يقول)).

((وأحياناً يتمثل لي الملك)) اللام للعهد، وهو الملك الذي يحمل الوحي، وهو جبريل -عليه السلام-، وقد وقع التصريح به في رواية ابن سعد من طريق أبي سلمة الماجشون، أنه بلغه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: ((كان الوحي يأتيني على نحوين: يأتيني به جبريل -هذا التصريح به- يأتيني به جبريل فليقيه عليّ كما يلقي الرجل على الرجل))...الحديث.

((يتمثل لي الملك)) عرفنا أنه جبريل كما في رواية ابن سعد، ((رجلاً)) قالوا: منصوب على المصدرية، منصوب على المصدرية، أي يتمثل لي مثل رجل، أو تمييز، أو حال، وقد جاء الملك في أكثر من مرة على صورة دحية بن خليفة الكلبي، وجاء على هيئة لم يعرف فيها، لما سأل عن الدين ((إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد)) على ما سيأتي شرحه في حديث من؟

طالب:........

نعم؟

طالب:........

هو حديث جبريل، لا تقل كلاهما، لكن الصحابي؟

طالب:........

عمر في البخاري؟ ها؟ حديث أبي هريرة متفق عليه، وعمر في مسلم.

قال المتكلمون: الملائكة أجسام علوية لطيفة، تتشكل في أي شكل أرادوا، أجسام علوية لطيفة تتشكل في أي شكل أرادوا، يعني جاء في النصوص الكثيرة المتعلقة بالملائكة ما يدل على أنهم يتشكلون، وأنهم يأتون بأجسام، والنبي -عليه الصلاة والسلام- رآه على هيئة رجل، ورآه على هيئته التي خلق عليها، وله ست مائة جناح، فهم أجسام، كونها علوية نعم؛ لأنهم في السماء، هم عمار السماوات.

لطيفة، إيش معنى لطيفة؟ لطيفة يعني عندها خفة في الحركة وسرعة في تحقيق ما يراد منهم، تتشكل في أي شكل أرادوا، أرادوا يأتي على هيئته، ويأتي على هيئة رجل، ومرة على شكل فلان، ومرة على شكل فلان، هذا القدرة هي من عند الله -جل وعلا-، الذي خلقهم على هذه الهيئة العظيمة.

قالوا: وزعم بعض الفلاسفة أنهم جواهر روحانية، يعني أنهم ليسوا بأجسام فلا يرون، وإنما يؤدون ما أمروا به من غير أن يكون لهم وجود في الخارج يُرى، وهذا القول باطل.

يقول ابن حجر: والحق أن تمثل الملك رجلاً ليس معناه أن ذاته انقلبت رجلاً، والحق أن تمثل الملك رجلاً ليس معناه أن ذاته انقلبت رجلاً، بل معناه أنه ظهر بتلك الصورة تأنيس لمن يخاطبه، والظاهر أيضاً أن القدر الزائد لا يزول, ولا يفنى، بل يخفى على الرائي فقط، والله أعلم، هذا كلام ابن حجر، يقول: إن الهيئة لا تتغير، جبريل له ست مائة جناح يسد الأفق، ومع ذلك لما جلس بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- الزائد منه باقي ما فني، قال: والظاهر أيضاً أن القدر الزائد لا يزول ولا يفنى، بل يخفى على الرائي فقط، يعني كلامه هذا لما دخل المسجد وجثا بين يدي النبي -عليه الصلاة والسلام- يسأله، على كلام ابن حجر أن الستمائة جناح موجودة، ويسد الأفق وهو جسم، هل يسعه المسجد؟ الزائد موجود على كلام ابن حجر ما فني ولا زال، والظاهر أن القدر الزائد لا يزول ولا يفنى، نعم مهما كان، يعني الرسول -عليه الصلاة والسلام- صحابته بجواره، والموضع الذي جلس فيه لا يستوعب فيه أكثر من القدر المحتمل، يكمن يسع رجل أو رجلين أو ثلاثة، ما يمكن أن يتفرق عنه أكثر من هذا، فكلام ابن حجر ضعيف، بل لا وجه له، نعم؟

طالب:........

الآن لما جاء جبريل ودخل المسجد وجثا بين يدي النبي -عليه الصلاة والسلام- هل القدر الزائد ستمائة جناح موجود وإلا ما في إلا أمامنا رجل فقط؟ هذا أمور غيبية لا تدرك، لكن الذي جرنا إلى هذا الكلام قول ابن حجر: والظاهر أيضاً أن القدر الزائد لا يزول ولا يفنى، والأولى لا نقول: يزول ولا لا يزول؛ لأن هذه أمور فوق إدراكنا، هذه أمور فوق ما ندركه.

ولا يفنى بل يخفى على الرائي فقط، بالمناسبة يجرنا هذا الكلام إلى شيء وهو أن ما يظهر على أيدي السحرة والمشعوذين، الحنيفة يرون أن كل هذا تخييل ولا حقيقة له {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ} [(66) سورة طـه] يعني كله تخييل ولا حقيقة له، والجمهور على أن السحر له حقيقة، وأنه يرى بالعين، ويلمس، يحس به، وقبل حدود عشرين سنة واحد من المشائخ ذكر له طبيب في الفلبين يعالج العيون، وذهب إلى ألمانيا، وأجرى بعض العمليات وقالوا: إنها ما نجحت، وقالوا: إنه ما يمكن تستفيد إلا من طبيب هذا وصفه وهذا عنوانه في الفلبين، راح وكان الناس فتنوا به من كثرة ما يسمعون عنه، راح هذا الشيخ من المشايخ من أهل العلم، وقد كف بصره، دخل على هذا الطبيب المزعوم من باب وعنده صالحة انتظار، والمعالج لا يرجع إليه، يخرج من باب ثاني، يقولون: دخل عليه وأحضر الآلات فأخرج العينين ووضعهما على الطاولة، وقال: إن ظهره فيها آلام وكذا، وجاء المشرط يقول: والذي معي يرى الدم يسيل، والحدقتان على الطاولة، ومعه كمرة تصور، معه كمرة تصور، يقول: دقائق ورد العينين ومسح الظهر قال: خلاص انتهى، يعني الشيخ ما أبصر استمر أعمى، وأخرجه من الباب الثاني ومعه الصور، جاء وكتب تقرير مفصل عن هذا الدجال في إحدى الصحف، ما أدري عاد الجزيرة أو الرياض، وكان بعض الكبار حاجز يبي يروح إلى هذا الطبيب فمنع، أقول: إن الكمرة التقطت هذا العمل، التقطته وهو سحر، يعني الاستعانة بالشياطين يحصل مثل هذا، يحصل على أيديهم مثل هذا مما يشبه الخوارق، وهو في الحقيقة استعانة من الشياطين، والسحر له حقيقة، وله وجود، والكامرة لقطة ما لقطته العين، فمثل هذه الأمور التي لا تدرك لا سميا وأن القدر الزائد الذي يقول: لا يزول يعني بالنظر بالحس أنه غير موجود، ووصفه الصحابة واتفقوا على وصفه، وخاطبه النبي -عليه الصلاة والسلام- على أنه رجل، فيقول ابن حجر: القدر الزائد لا يزول ولا ينفى، بل يخفى على الرائي، الله أعلم، هذا أولى ما يقال، لا نقول: يزول ولا نقول: لا يزول؛ لأن هذه أمور فوق ما ندرك، والصحابة رأوه رجلاً، والرسول -عليه الصلاة والسلام-... ((يتمثل لي الملك رجلاً)) قوله: ((يتمثل)) يؤخذ منه أن المسألة مجرد تمثل تكيف، فصار في هيئة رجل أو مثل رجل، على هيئة رجل نعم، ((فيكلمني)) كذا للأكثر، ووقع عند البيهقي: "فيعلمني" بالعين بدل الكاف، يقول ابن حجر: والظاهر أنه تصحيف، نعم؟

طالب:.......

ما له داعي.

طالب:.......

ويش يقول شيخ الإسلام؟ ها؟ ابن حجر؟ ويش يقول؟

طالب:.......

البلقيني؟ البلقيني شيخ شيخ الإسلام البلقيني، ها؟

طالب:........

القطن؟ نعم، ويش هو؟

طالب:........

لا عنده، عنده نقل عن شيخ الإسلام البلقيني، شيخه شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، هذا إذا أطلق شيخ الإسلام.

طالب:........

إيش هو؟

طالب:........

لا ما هو بشيخ الإسلام، هو إذا أطلق شيخ الإسلام يريد به البلقيني، معروف هذا عند ابن حجر.

طالب:........

البلقيني، إيه هذا معروف هذا محفوظ، يعني ما يتردد فيه، إحنا ما عندنا أدنى شك في هذا ((فيكلمني)) يقول: كذا عند الأكثر، ووقع عند البيهقي: "فيعلمني" بالعين بدل الكاف، هذا مثل ما نقول للإخوان: إنكم إذا نقلتم عن الكتب تأكدوا، يعني مثل ما ضربنا مثال: القرطبي كثير ما يقول نفس العبارات التي يستعملها ابن القيم بالنسبة لشيخ الإسلام، ولقد سألت شيخنا أبا العباس مراراً، يعني نفس ابن القيم يكرر هذا، نعم، فينقل شيخ الإسلام عن تفسير القرطبي والقرطبي المفسر قبل شيخ الإسلام.

طالب:........

ويش هو؟

طالب:........

هذا لا ننفي ولا نثبت هذا شيء لا ندركه الله أعلم، هذا النص: ((يتمثل رجلاً)) وانتهى الإشكال.

طالب:........

عليه ثياب بلا شك.

طالب:........

إحنا ما نقول: إنه على هيئته ستمائة جناح، ولا نقول: إن ..... زايد، ولا..، ما نقول شيء، إحنا نقر ونعترف، سيأتينا في كتاب الإيمان في الملائكة، وما يتعلق بهم، وفي بدأ الخلق، باب: ذكر الملائكة، سيأتي شيء من التفصيل فيما يتعلق بهم، لكن الشيء الذي لا تدركه العقول لا داعي لأن......؛ لأن العقول إذا بحثت بشيء لا تدركه تتوه.

((فأعي ما يقول)) هناك قال: ((وقد وعيت عنه ما قال)) وهنا يقول: ((فأعي ما يقول))، ((فأعي ما يقول)) أي القول الذي يقوله، ووقع التغاير في فهم النوعين، وقع التغاير فهم النوعين، فقال في الأول: "وعيت" بلفظ الماضي، وفي الثاني قال: "فأعي" بلفظ المضار ع؛ لأن الفهم والوعي حصل قبل الفصم، ولا يتصور بعده، وفي الثاني يحصل حال المكالمة، ولا يتصور قبلها، يعني في الأول: ((مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليّ، فيفصم عني قد وعيت)) وقد وعيت، فيكون الفهم عنه قبل الفصم قبل الانفصال، وفي الثاني: ((فيكلمني فأعي ما يقول)) ويش الفرق بينهما؟ نعم؟

طالب:........

كيف؟

طالب:........

أعي، وعيتُ يعني: فرغت، يعني وعيت قبل ما يفصم عنه، وهنا حال التمثل وحال المكالمة يفهم، يقول: ((فأعي)) وهناك: ((قد وعيت))، نعم؟

طالب:........

إيه.

طالب:........

أيوه.

طالب:........

يعني يعي حال الصلصلة أو هذه الصلصلة مقدمة لما يلقى إليه؟ أولاً: أعي وعيت هذا يدل على أنه يحصل له حال -عليه الصلاة والسلام- تخرجه عن حالته الطبيعية، وسيأتي بعض أوصافه -عليه الصلاة والسلام- حال الوحي.

تعود إليه حالته الطبيعة إذا انفصم عنه، يكون قد وعى.... ((قد وعيت)) قبل ذلك في حال الصلصلة، وأعي أثناء ذلك في حال التمثل رجلاً، يعني كما يخاطب الرجل رجلاً، ومفهوم الحديث حصر الوحي في النوعين المذكورين، مفهوم الحديث حصر الوحي في النوعين المذكورين، لكن هل المفهوم مراد وإلا غير مراد؟ قالوا: غير مراد، قالوا: المفهوم غير مراد؛ لأن للوحي أنواع أخر، إما من صفة الوحي كمجيئه كدوي النحل، والنفث في الروع، والإلهام، والرؤيا الصالحة، والتكليم ليلة الإسرى بلا واسطة، وإما من صفة حامل الوحي كمجيئه في صورته التي خلق عليها، له ستمائة جناح، ورؤيته على كرسي بين السماء والأرض وقد سد الأفق، عرفنا أن للوحي صفات غير المذكورتين، ولحامله أيضاً صفات، يأتي كدوي النحل، ويأتي على صفة نفث في روعه -عليه الصلاة والسلام-، ويأتي أيضاً إلهام، وأيضاً في الرؤيا في المنام، ورؤيا الأنبياء وحي، والتكليم ليلة الإسرى بدون واسطة، ويأتي الملك كما في الحديث على هيئة رجل، ويأتي أيضاً في صورته التي خلق عليها وله ستمائة جناح، ورؤيته على كرسي بين السماء والأرض وقد سد الأفق.

قال ابن حجر: الجواب منع الحصر في الحالتين المذكورتين، وحملهما على الغالب، يعني غالب ما يأتي الوحي على هاتين الصورتين المذكورتين في الحديث.

يقول: وحملهما على الغالب، على الغالب أو حمل ما يغايرهما على أنه وقع بعد السؤال، يعني وقت السؤال، الحارث بن هاشم لما سأل ما في إلا هاتين الصفتين، ثم بعد ذلك جاءت صفات أخرى، أما أن يقال: هذا غالب، نعم؟

طالب:.........

ها؟

طالب:........

من مسلمة الفتح إيه.

طالب:.........

هذا جواب يأتي ما فيه.

يقول: وحملهما على الغالب أو حمل ما يغايرهما على أنه وقع بعد السؤال أو لم يتعرض لصفة الملك المذكورتين لندورهما، فقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنه لم يره كذلك إلا مرتين، أو لم يأتِ بتلك الحالة بوحي، والمتكلم عنه الوحي، رآه على هيئته مرتين لكن ما جاء بوحي، فلا يقع تحت المسئول عنه، أو لم يأته بتلك الحالة بوحي، أو أتاه به فكان على مثل صلصلة الجرس، يعني على صورته ما تمثل له رجلاً لكنه على صورته فيدخل في الحالة الأولى أنه جاء على مثل صلصلة الجرس، فكان على مثل صلصلة الجرس فإنه بين بها صفة الوحي لا صفة حامله، يعني قد يكون إتيانه مثل صلصلة الجرس وهو على حالته التي خلق عليها، أو رؤيته على حالته التي خلق عليها لم ينزل فيها بوحي فلا تدخل تحت السؤال، فكان على مثل صلصلة الجرس، وإنه بين بها صفة الوحي لا صفة حامله، وأما فنون الوحي فدوي النحل لا تعارض صلصلة الجرس، دوي النحل لا تعارض صلصلة الجرس؛ لأن سماع الدوي بالنسبة إلى الحاضرين كما في حديث عمر -رضي الله عنه- يسمع عنده كدوي النحل، والصلصلة بالنسبة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-الحاضر يعني هل جاء وصفه بدوي النحل على لسان النبي -عليه الصلاة والسلام-؟ جاء الوصف بصلصلة الجرس على لسانه -عليه الصلاة والسلام-، وعلى لسان الصحابي بدوي النحل، فيكون بالنسبة للنبي -عليه الصلاة والسلام- الصوت على مثل صلصلة الجرس، وبالنسبة للسامع غير النبي -عليه الصلاة والسلام- كدوي النحل.

وأما النفث في الروع فيحتمل أن يرجع إلى أحدى الحالتين، فإذا أتاه الملك في مثل الصلصلة الجرس نفث حينئذٍ في روعه، وأما النفث في الروع فيحتمل أن يرجع إلى أحدى الحالتين، فإذا أتاه الملك في مثل صلصلة الجرس نفث حينئذٍ في روعه، وأما الإلهام فلم يقع عنه السؤال، وأما الإلهام فلم يقع عنه السؤال، لماذا؟ لأن السؤال وقع عن الوحي الذي يكون بواسطة، الوحي الذي يكون بواسطة، والإلهام بدون واسطة، وكذا التكليم ليلة الإسراء، وكذا أيضاً الرؤيا، نعم؟

طالب:.........

كيف؟

طالب:........

هو من وراء حجاب، إيه من وراء حجاب.

طالب:.........

هو مفهوم الوحي العام يشمل، أيه يدخل لأنهم عرفوا الوحي: أنه الكلام الخفي، على كل حال العطف يقتضي المغايرة و(أو) هذه يحتمل أن تكون للتنويع والتقسيم، فيكون غيره أو تكون بمعنى الواو فتقتضي الجمع ومعاني (أو) كثيرة.

وأما الإلهام فلم يقع السؤال عنه؛ لأن السؤال وقع عن صفة الوحي الذي يأتي بحامل، وكذا التكليم ليلة الإسراء، وأما الرؤيا الصالحة فقال ابن بطال: لا ترد؛ لأن السؤال وقع عما ينفرد به عن الناس؛ لأن السؤال وقع عما ينفرد به عن الناس؛ لأن الرؤيا قد يشركه فيها غيره -عليه الصلاة والسلام-، والرؤيا الصادقة أو الصالحة وإن كانت جزء من النبوة فهي باعتبار صدقها لا غير، فهي باعتبار صدقها لا غير، وإلا لساغ لصاحبه أن يسمى نبياً وليس كذلك، ويحتمل أن يكن السؤال وقع عما في اليقظة، يقول: والرؤيا الصادقة وإن كانت جزء من النبوة فهي باعتبار صدقها لا غير، ولا يلزم من تسمية الشيء بغيره أن يكون مطابقاً له، يعني الجلوس بعد صلاة الصبح حجة، تجزئ عن حجة الإسلام؟ قراءة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [(1) سورة الإخلاص] ثلاث مرات تعدل قراءة القران، هل تجزئ عن قراءته؟ من نذر مثلاً أن يقرأ القرآن يقال: اقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [(1) سورة الإخلاص] ثلاث مرات؟ لا، لا يلزم من هذا المطابقة، يعني لو أن شخصاً رأى رؤيا صادقة ستة وأربعين مرة خلاص نقول: صار نبي كامل هذا؟ لا ما يمكن، ويحتمل أن يكون السؤال وقع عما في اليقظة، أو لكون حال المنام لا يخفى على السائل فاقتصر على ما يخفى عليه، أو لكون حال المنام لا يخفى على السائل فاقتصر على ما يخفى عليه.

يقول العيني: فيه إثبات الملائكة رداً على من أنكرهم من الفلاسفة، فيه إثبات الملائكة رداً على من أنكرهم من الفلاسفة، وأن الصحابة كانوا يسألون النبي -عليه الصلاة والسلام- عن كثير من المعاني، وكان -عليه الصلاة والسلام- يجمعهم ويعلمهم، وكانت طائفة منهم تسمع وأخرى تحفظ وتؤدي، وحصل بذلك حمل الشريعة كاملة مصونة إلى قيام الساعة، محفوظة إلى قيام الساعة، حتى أكمل الله تعالى دينه، وفيه أيضاً دلالة على أن الملك له قدرة على التشكل بما شاء من الصور، و قدرته تابعة لقدرة الله -جل وعلا-، نعم؟

طالب:........

طيب، صحيح.

طالب:........

لكن عمر ملهم ومحدث بالنص، فأين لهم النص؟ أين لهم النص؟ هذه دعاوى إذا لم تقم عليها بينات شرعية مقبولة فلا قيمة لها، نعم؟

طالب:.........

إيه، إيه.

طالب:........

يعني هل الأسلوب في الحديث أسلوب حصر؟ أسلوب حصر وإلا ذكر أمثلة وترك لنا البقية؟ والأحيان: جمع حين، وإذا قلنا: إن أقل الجمع اثنين قلنا: حصر، وإذا قلنا: أقل الجمع ثلاثة قلنا: لا، بل في الحديث ما يدل على عدم الحصر، الجواب على اعتبار أن أقل الجمع اثنين، وأيضاً الجواب لا بد أن يطابق السؤال، الجواب لا بد أن يكون مطابقاً للسؤال، فإذا سئل عن شيء عام له أفراد الأصل أنه لا بد من تقصي أفراده، وإلا فيكون الجواب ناقصاً وهذا في الكلام العادي، في الكلام العادي، قد يأتي الجواب أعم من السؤال، يسأل السائل عن شيء فيجاب بما هو أعم منه نظراً لكون السائل رأى أن المسكوت عنه ولم يسأل عنه أولى بالبيان من المسئول عنه، وهذا في الأجوبة النبوية كثيرة، وأحياناً يرى المسئول أن حاجة السائل إلى بعض الصور دون بعض، فيقتصر على ما هو بحاجته؛ لأن المقام مقام بيان، والبيان لا بد منه في وقت الحاجة، أما قبل وقت الحاجة لا يلزم البيان، يقول البخاري -رحمه الله تعالى-: قالت عائشة -رضي الله عنها-... نعم؟ في شيء؟

طالب:.......

هو يتمثل، هم يقولون يمسكون هذه الكلمة وخلاص.

طالب:.......

يعني تريد أن التمثل غير التمثيل؟ يقول لك: هذا الذي يؤدي هذا الدور يتمثلك بصورة شخص كبير، ها؟

طالب:.......

وهؤلاء يدخلون عليها أشياء.

طالب:.......

على كل حال سد الباب هو المطلوب، سد الباب والذرائع الموصلة إلى هذا التساهل الذي وجد لا شك أنه هو المتعين.

طالب:........

هذا من وجهة نظره ما نلزمه برأي، حتى حديث الثلاثة أيضاً يستدلون به، نعم؟

طالب:.......

لا هو بأمر من بيده الأمر، أقول: بأذن من له الإذن، وأمر من له الأمر، ونحن نتصرف بغير أمر، على كل حال المسألة معروفة يعني الكلام فيها كثير لأهل العلم، وسد الذرائع هو المتعين، نعم؟

طالب:........

إيه في الصورة الأولى أو الثانية؟ "أعي" هذه ما فيها إشكال، قد يكون بعد؛ لأنها للمضارع والمضارع للحال والاستقبال، أما "وعيت" فهو للماضي.

طالب:........

سيأتي يعني الروابط تأتي -إن شاء الله- بين الأحاديث....

هذا يقول: في أذان المؤذن -هو كاتب همزة ممدودة آذان، الآذان جمع أذن غير الأذان الذي هو النداء- في أذان المؤذن لحن واضح جداً محيل للمعنى أرجو منكم تعليمه؟

الكبار كبار السن يعني العوام أظن تعليمهم إذ وصل إلى هذا الحد شبه مستحيل، وهناك محاولات لبعضهم وكلها لم تجدِ، يعني يتمثل الآن ثم بعد ذلك إذا شرع في الآذان على عادته؛ لأن ألسنتهم تعودت على هذا ومشت عليه، جبلت على هذا، ها؟
طالب:.........
لا إذا كان لحن جلي يحيل المعنى لا، لا يجوز، ولا يجوز إذا كان يحلي المعنى ويغيره، وليس له تأويل، ولا في لغة من لغات العرب، على كل حال الأمر مشكل عنده وعند غيره، ما رأيكم نقيم دورة للأئمة والمؤذنين؟ أنا بأذني سمعت إمام مسجد في مدينة كبيرة من مدن الشمال في وسطها يقول: {ثم لآ تسألون يومئذٍ عن النعيم} نسأل الله العافية، أقيمت دورة استفاد منها من استفاد..، والوزارة أذكر أنها أرسلت من يتتبع أمثال هؤلاء، وأبدل كثير منهم، لكن مثل هؤلاء الشياب إذا استغني عنه المفترض أن راتب المؤذن أو الإمام يستمر والحمد لله بيت المال فيه سعة، وتجدهم تعودوا على هذا النمط، وبعضهم لا دخل له غير هذا.

وهاتان ورقتان متعارضتان حول التمثيل والآراء كثيراً ما تتباين.

وهذا يقول: في ظل انتشار القنوات الفضائية ظهرت قنوات إسلامية تدعو إلى الخير وإلى اجتناب الشر وأهله ووضعت تمثيليات هادفة وخالية أيضاً من وجود النساء والموسيقى وتهدف إلى معالجة بعض المشاكل الاجتماعية كعقوق الوالدين والغش وغيرها وتهدف أيضاً إلى إيجاد بديل إسلامي لما يوجد في القنوات الفضائية، وترغيب الناس في مشاهدتها، والاستغناء بها عن غيرها، فما رأيكم في ذلك؟
هذا واحد، الثاني يقول: تعرضتم في الدرس الماضي عن مسألة التمثيل وحكمه والخلاف فيه مع تجاوزنا مسألة التصوير وحكم ذلك وحكم ...... وظهرت في الآونة الأخيرة اجتماعات وندوات عن حكم استعمال الفن في الدعوة، وكان ذلك بمحضر بعض أهل العلم الذين أقروا ذلك، وتبين لي بعض المحاذير في استعمال التمثيل في الدعوة، وهي قد يؤدي بعد ذلك بعد زمن إلى تمثيل الشخصيات المحترمة كالأنبياء والرسل والملائكة وغيرهم؟ هذا حصل بالفعل مو مؤدي.
أن هذا يؤدي إلى فتح معاهد ووضع مناهج وطلاب لدراسة التمثيل ومدرسين ومخرجين.
نعم في معاهد للموسيقى، في معاهد لكل شيء مما يخطر على البال.
وكُتاب إيش؟ ومخرجين وكُتاب نص وغير ذلك مما فيه مشغلة عن العمل، وقد يؤدي إلى طلب العنصر النسائي فيما بعد وقد يؤدي إلى تصوير بعض... يقول: بعض المعجزات وتأديتها، قد يتخللها هذه المشاهد صلاة أو ذبح أو صدقات فيكون في شيء من التشريك، قد يعظم الممثلون فيما بعد، ويقدسون بأعمالهم المزعومة في أداء الأدوار المحترمة، قد يمثل أدوار الكفار كفرعون وإبليس واليهود وغيرهم، كما حصل ذلك، قد يؤدي للاستعانة بالكفار والذهاب إليهم لدارسة أسس هذا الفن تهوين لأهل العلم في تمثيل أدوار تعبر عن الأحاديث النبوية بمشاهد فيها شيء من الاستهانة بما قام به حذاق الحديث والسنن على مر العصور، قد يضطرون بتمثيل بعض الأحاديث الضعيفة بما فيها المشاهد والقصص مما يرسخ عند الناس صحتها، هذا ما تبين لي وبينوا لنا قولكم؟
فيما بين هاتين الورقتين التي كاتب الأولى يرى أن هذا مما يمكن أن ينتفع به، مع انتقاء المحذورات التي ذكرها، وهذا لا شك أن المحظورات التي ذكرها والوسائل والذرائع التي قد توصل إلى شيء من المحرمات، وحقيقة أنا مع الورقة الثانية، وأنا في باب الاحتياط لهذه الأمور مهما قالوا من الاحتياطات وأنهم على ضوء الطريقة الشريعة والإسلام والعفاف والحشمة كل هذا لا ينفع؛ لأننا نرى ما حصل في البلدان المجاورة، وعندنا كتاب الله وسنة رسوله من لم يعظه القرآن فلن يتعظ، من لم يعظه القرآن لن يتعظ، نرى أناس أعاجم لا يعرفون من العربية شيء أسلموا لسماع القرآن، ونحن نصد عن القرآن بهذه الطرق، وذكرت لكم أنا في الدرس الماضي يعني بون شاسع في التصور من شخص لآخر، يرى الناس أنه لا بد أن يدخل في التعليم وسائل الإيضاح بأنواعها وأشكالها، ولو تخطينا أمر التصوير والتمثيل، حتى التصوير المجسم، وأنه لا يمكن أن يتعلم شيء حتى الوضوء حتى الصلاة إلا بشيء من التجاوزات، نقول: ما عند الله لا ينال بسخطه، ما عند الله لا ينال بسخطه، ذكرت لكم أنا الذي يتهجى، طالب في الابتدائي يتهجاء القط ومرسوم أمامه قط يمكن أنه أكبر من الحروف وبالألوان، يعني تجاوزوا هذه المسائل كلها من أجل الفائدة المرتبة على ذلك، حتى أن بعضهم من الكبار يعني ممن يقتدى به وتبرأ الذمة بتقليده يعني لما سئل عن التصوير بالفيديو وما أشبه ذلك قال: إذا كان للتعليم فيتجاوز، نقول: ما دام حكمه تصوير فهو محرم للتعليم ولغيره، يعني درس كامل يقرأ عليهم (ق، ط) والصورة ملأ الصفحة قط، وفي النهاية لما انتهى قال: اقرأ يا ولد (قا، قا، قا، إيش؟ بِس) ثم ماذا؟ كل عمله ذهب سدى، يعني ناس مشوا قرون، قرون عديدة وتعلموا، بل تعلموا في وقت أقصر بكثير من الوقت الذي يصرف الآن، صحيح أن قدر نسبة المتعلمين في العصور المتأخرة أكثر بكثير من المتعلمين في العصور الخالية، لماذا؟ لأن التعليم هبط إلى مستوى دون المتوسط في الذكاء، ولا شك أن في مثل هذا ظلم للأذكياء، يعني يحبس الطالب الذكي عشرين، خمسة وعشرين سنة من أجل أن يحلق به هذا الغبي؟! على شان نقول: والله خرجنا أكبر قدر، يعني خمس سنوات ست سنوات تخرج عالم، ومع ذلك البقية يتركون يذهبون إلى نواحي الحياة الأخرى، يسدون فراغ تحتاجه الأمة، يعني هذه سلبية كثرة ونشر العلم في الناس كلهم، هذه منقبة ومحمدة لكن ما يحبس الذكي من أجل الغبي، من أجل أن نقول: انمحت الأمية، كل يعطى بقدره، ويمكن يخرج عالم يحمل عبء كبير بالنسبة للأمة في عشر سنوات، وإحنا نحتاج أن ننتظر إلى ثلاثين سنة على شان يصير دكتور بحث جزئية من الجزئيات، فمثل هذه الأمور لا بد أن يعود التعليم إلى ما كان عليه في عهده السابق، ولا مانع من أن يختبر الطلاب وينظر إلى الأذكياء والمتوسطين والأغبياء، وكل يعطى على قدر مستواه، وهذا يخرج في عشر سنين، وهذا يخرج في عشرين، وهذا يخرج في ثلاثين، ما الذي يمنع من هذا؟ والله المستعان.