التعليق على تفسير القرطبي - سورة الزلزلة

سورة الزلزلة مدنية في قول ابن عباس وقتادة، ومكية في قول ابن مسعود وعطاء وجابر، وهي تسع آيات، قال العلماء: وهذه السورة فضلها كثير، وتحتوي على عظيم، روى الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ إِذَا زُلۡزِلَتِ الزلزلة: ١  عدلت له بنصف القرآن، ومن قرأ: قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ الكافرون: ١  عدلت له بربع القرآن، ومن قرأ: قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ الإخلاص: ١  عدلت له بثلث القرآن» قال: حديث غريب، وفي الباب عن ابن عباس، وروي عن علي- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ إِذَا زُلۡزِلَتِ الزلزلة: ١  أربع مرات كان كمن قرأ القرآن كله»، وروى عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لما نزلت إِذَا زُلۡزِلَتِ الزلزلة: ١  بكى أبو بكر فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لولا أنكم تخطئون وتذنبون ويغفر الله لكم لخلق أمة يخطئون ويذنبون ويغفر لهم إنه هو الغفور الرحيم»."

حديث الترمذي الأحاديث كلها.

طالب: .................

كأن الربع أمثل من النصف، رواية ربع القرآن أمثل من رواية نصفه، وكلها ضعيفة.

طالب: .................

ماذا؟

طالب: .................

نعم، ماذا يقول؟

طالب: .................

وكفتني الذرتان لما سمعه الأعرابي قال: كفتني الذرتان، مخرج عندك؟

طالب: .................

من يشوفه لنا؟

طالب: .................

لما سمع السورة، صلى خلف النبي -عليه الصلاة والسلام- فسمع السورة قال: كفتني الذرتان فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ * وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ الزلزلة: ٧ - ٨.

" بسم الله الرحمن الرحيم، قوله تعالى: إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا الزلزلة: ١  أي حُرِّكت من أصلها، كذا روى عكرمة عن ابن عباس، وكان يقول في النفخة الأولى: يزلزلها، وقاله مجاهد؛ لقوله تعالى:  يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ * تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ النازعات: ٦ - ٧ ، ثم تزلزل ثانية فتخرِج موتاها وهي الأثقال، وذكر المصدر للتأكيد، ثم أضيف إلى الأرض، كقولك: لأعطينك عطيتك أي عطيتي لك، وحَسن ذلك؛ لموافقة رؤوس الآي بعدها، وقراءة العامة بكسر الزاي من الزلزال، وقرأ الجحدري وعيسى بن عمر بفتحها، وهو مصدر أيضًا كالوسواس والقلقال والجَرجار، وقيل: الكسر المصدر، والفتح الاسم. "

يعني اسم المصدر.

" قوله تعالى:  وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا  الزلزلة: ٢  قال أبو عبيدة والأخفش: إذا كان الميِّت في بطن الأرض فهو ثقل لها، وإذا كان فوقها فهو ثقل عليها، وقال ابن عباس ومجاهد: أثقالها موتاها تخرجهم في النفخة الثانية، ومنه قيل للجن والإنس: الثقلان، وقالت الخنساء:

أبعد ابن عمرو من آل الشريد
 

 

خلت .................
 

حلّت.

...........................
 

 

حلّت به الأرض أثقالها
 

تقول: لما دفن عمرو صار حلية لأهل القبور من شرفه وسؤدده، وذكر بعض أهل العلم قال: كانت العرب تقول: إذا كان الرجل سفاكًا للدماء كان ثقلاً على ظهر الأرض قد مات حطّت الأرض عن ظهرها ثقلها، وقيل: أثقالها كنوزها، ومنه الحديث: «تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة»."

تخريجه.

طالب: .................

ما خرجه؟!

طالب: .................

ما خرجه؟!

طالب: .................

عندك؟ نعم، زين.

طالب: .................

نعم، قطعة من حديث مسلم.

" قوله تعالى:وَقَالَ ٱلۡإِنسَٰنُ الزلزلة: ٣  أي ابن آدم الكافر، فروى الضحاك عن ابن عباس قال: هو الأسود بن عبد الأسد، وقيل: أراد كل إنسان يشاهد ذلك عند قيام الساعة في النفخة الأولى من مؤمن وكافر، وهذا قول من جعلها في الدنيا من أشراط الساعة؛ لأنهم لا يعلمون جميعًا من أشراط الساعة في ابتداء أمرها حتى يتحقق عمومها، فلذلك سأل بعضهم بعضًا عنها، وعلى قول من قال: إن المراد بالإنسان الكافر. "

الكفار.

" الكفار خاصة، جعلها زلزلة القيامة؛ لأن المؤمن معترف بها، فهو لا يسأل عنها، والكافر جاحد لها، فلذلك يسأل عنها ومعنى ما لها أي ما لها زلزلت، وقيل: ما لها أخرجت أثقالها، وهي كلمة تعجيب أي لأي شيء زلزلت، ويجوز أن يحيي الله الموتى بعد وقوع النفخة الأولى، ثم تتحرك الأرض فتخرج الموتى، وقد رأوا الزلزلة وانشقاق الأرض عن الموتى أحياء، فيقولون من الهول ما لها. "

في مطلع سورة الحج يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيۡءٌ عَظِيمٞ (1) يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ  الحج: ١ - ٢  هذا يدل على أن المراد بالإنسان الجنس، جنس الإنسان يذهلون في ذلك الوقت، ويسأل بعضهم بعضًا ماذا حصل؟! الزلزال الموجود المذكور هنا والمذكور في سورة الحج.

طالب: يوم ترونها دليل على أن الكل يراه......

أي نعم حتى من المسلمين، وإذا ذهِلت المرضعة فيما هو دون ذلك بكثير، فكيف بهذا الأمر العظيم؟ في أيام دخول العراق للكويت أصبح الناس على أصوات المدافع والأسلحة ذُهلوا ذهولاً شديدًا، امرأة كان بجانبها طفل ترضعه، حملت الوسادة وهربت، هذه تركت الطفل، يحصل هذا، من رأى الناس في الكوارث في الحرائق مثلاً يحصل أشياء لا يتعقل الإنسان ولا يتبصر، يريد النجاة، فكيف بأعظم حدث الذي هو الساعة؟

" قوله تعالى: يَوۡمَئِذٖ تُحَدِّثُ أَخۡبَارَهَا  الزلزلة: ٤  يومئذٍ منصوب بقوله: الزلزلة: ١ ، وقيل: بقوله:  تُحَدِّثُ الزلزلة: ٤  أي تخبر الأرض بما عُمل عليها من خير أو شر يومئذٍ، ثم قيل: هو من قول الله تعالى، وقيل: من قول الإنسان، أي يقول الإنسان: ما لها تحدث أخبارها متعجبًا، وفي الترمذي عن أبي هريرة قال: قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية: الزلزلة: ٤  قال: «أتدرون ما أخبارُها؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها، تقول: عمل يوم كذا كذا وكذا، قال: فهذه أخبارها» قال: هذا حديث حسن صحيح، قال الماوردي: قوله: الزلزلة: ٤. "

التخريج تخريج الحديث.

طالب: .................

نعم، يحتاج إلى متابع لكن، يعني ما هو منكر.

طالب: .................

ماذا فيه؟

طالب: .................

يكتب حديثه يعني على ضعفه يكتب حديثه؛ لينظر هل يشهد له شيء أم لا، كتابة الحديث لا يعني قبوله، لكنه ليس بمرفوض بالكلية.

قال الماوردي.

وقول ابن حجر: ليّن، يعني لا بد له من متابع ليقبل، فإن توبع فمقبول، وإلا فليّن..

" قال الماوردي: قوله الزلزلة: ٤ فيه ثلاثة أقاويل؛ أحدها: تحدث أخبارها بأعمال العباد على ظهرها، قاله أبو هريرة، ورواه مرفوعًا وهو قول من زعم أنها زلزلة القيامة. الثاني: تحدث أخبارها بما أخرجت من أثقالها، قاله يحيى بن سلام، وهو قول من زعم أنها زلزلة أشراط الساعة. قلت: وفي هذا المعنى حديث رواه ابن مسعود عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إذا كان أجل العبد بأرض أو»."

«أوثبته الحاجة إليها».

"«أوثبته الحاجة إليها، حتى إذا بلغ أقصى أثره قبضه الله، فتقول الأرض يوم القيامة: رب هذا ما استودعتني»، أخرجه ابن ماجه في سننه، وقد تقدم. الثالث: أنها تحدث.. "

تخريجه مخرج عندكم أم؟

طالب: .................

عندكم؟ قال تقدم فقط؟ ولا ذكر صفحة ولا شيئًا؟

طالب: .................

يخرج، يراجع في سورة.

" الثالث: أنها تحدث بقيام الساعة إذا قال الإنسان ما لها، قاله ابن مسعود، فتخبر أن أمر الدنيا قد انقضى، وأمر الآخرة قد أتى، فيكون ذلك منها جوابًا لهم عند سؤالهم ووعيدًا للكافر وإنذارًا للمؤمن، وفي حديثها.. "

لحظة..

طالب: .................

في سورة لقمان ماذا يقول؟

طالب: .................

نعم، أنا أقول يراجع، نعم وفي حديثها.

" وفي حديثها بأخبارها ثلاثة أقاويل؛ أحدها: أن الله تعالى يقلبها حيوانًا ناطقًا فتتكلم بذلك. الثاني: أن الله تعالى يحدث يحدث فيها الكلام. الثالث: أنه يكون منها بيانٌ يقوم مقام الكلم، قال الطبري: تبين. "

القدرة الإلهية صالحة لهذا ولما فوق هذا، قالتا أتينا طائعين، السموات والأرض قالتا أتينا طائعين، فلا مانع أن تتحدث الأرض كما تتحدث الجوارح، تتحدث المعاني قدرة الله- جل وعلا- يجعلها تتحدث، هذا إذا قلنا: إن المراد بلسان المقال، أما إذا قلنا بلسان الحال فيفهم منها مثل هذا الحديث وإن لم تنطق به، ولكن الأصل المقال.

قال الطبري..

لحظة..

طالب: .................

نعم..

" قال الطبري: تبين أخبارها بالرجة والزلزلة وإخراج الموتى. ﭿ الزلزلة: ٥  أي إنها تحدث أخبارها بوحي الله لها أي إليها، والعرب تضع لام الصفة موضع إلى، قال العجاج يصف الأرض:

وحالها القرار فاستقرت
 

 

وشدها بالراسيات الثبت
 

وهذا قول أبي عبيدة، أحالها أي إليها، وقيل: أوحى لها أي أمرها، قاله مجاهد، وقال السدي: أوحى لها أي قال لها. "

طالب: أحسن الله إليك، الأولى أوحى أم أحا؟

أوحى قول أبي عبيدة؟

نعم.

أوحى لها أي إليها.

" وقال السدي: أوحى لها أي قال لها، وقيل: سخرها، وقيل: المعنى يوم تكون الزلزلة وإخراج الأرض أثقالها تحدث الأرض أخبارها ما كان عليها من الطاعات والمعاصي وما عمل على ظهرها من خير وشر، ورُوي ذلك عن الثوري وغيره. يومئذٍ يصدر الناس أشتاتًا أي فرقًا جمع شت قيل: عن موقف الحساب فريق يأخذ جهة اليمين إلى الجنة، وفريق آخر يأخذ جهة الشمال إلى النار، كما قال تعالى:  وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ  الروم: ١٤،   فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ ٱلۡقَيِّمِ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۖ يَوۡمَئِذٖ يَصَّدَّعُونَ الروم: ٤٣ ، وقيل: يرجعون عن الحساب بعد فراغهم من الحساب. الزلزلة: ٦  يعني فرقًا فرقًا.يَوۡمَئِذٖ يَصۡدُرُ ٱلنَّاسُ أَشۡتَاتٗا لِّيُرَوۡاْ أَعۡمَٰلَهُمۡ الزلزلة: ٦  يعني ثواب أعمالهم، وهذا كما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-."

التشتت هو التفرق، التشتت: التفرق.

وقد يجمع الله الشتيتين بعدما
 

 

يظنان كل الظن ألا تلاقيا
 

" وهذا كما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ما من أحد يوم القيامة إلا ويلوم نفسه، فإن كان محسنًا فيقول: لم لا ازددت إحسانًا، وإن كان غير ذلك يقول: لم لا نزعت عن المعاصي، وهذا عند معاينة الثواب والعقاب» وكان ابن عباس يقول: أشتاتًا متفرقين على قدر أعمالهم، أهل الإيمان على حدة، وأهل كل دين على حدة، وقيل: هذا الصدور إنما هو عند.. "

كما قال الله- جل وعلا-: فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ الليل: ٤  متفرقين تجد هذا في أقصى اليمين، وذاك في أقصى الشمال، وبينهما أنواع وأوزاع من الناس في أعمالهم.

" وقيل: هذا الصدور إنما هو عند النشور يصدرون أشتاتًا من القبور، فيصار بهم إلى موقف الحساب ليروا أعمالهم في كتبهم، أو ليروا جزاء أعمالهم، فكأنهم وردوا القبور فدفنوا فيها ثم صدروا عنها، والوارد الجاثي، والصادر المنصرف أشتاتًا. "

الجائي.

الجائي؟

الجائيّ.

" والوارد الجائيّ، والصادر المنصرف. "

يعني مثل ورود الإبل والناس على الماء، يعني يجيئون إليه وإذا صدروا عنه بمعنى انصرفوا منه.

" أشتاتًا أي يبعثون من أقطار الأرض، وعلى القول الأول فيه تقديم وتأخير، مجازه تحدث أخبارها. "

مجازه يعني ترتيب الكلام فيه تقديم وتأخير إذا رتب صار سياقه كذا.

" تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها ليروا أعمالهم، واعترض قوله: الزلزلة: ٦  متفرقين عن موقف الحساب، وقراءة العامة: ليُروا بضم الياء أي ليريهم الله أعمالهم، وقرأ الحسن والزهري وقتادة والأعرج ونصر بن عاصم وطلحة بفتحها، وروي ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قوله تعالى.. "

مخرّج؟ خرجه..

طالب: .................

مخرّج عندكم؟

" قوله تعالى: فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ * وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ الزلزلة: ٧ - ٨  فيه ثلاث مسائل؛ الأولى: قوله تعالى: فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ الزلزلة: ٧  كان ابن عباس يقول: من يعمل من الكفار مثقال ذرة خيرًا يره في الدنيا، ولا يثاب عليه في الآخرة، ومن يعمل مثقال ذرة من شر عوقب عليه في الآخرة مع عقاب الشرك، ومن يعمل مثقال ذرة من شر من المؤمنين يره في الدنيا، ولا يعاقب عليه في الآخرة إذا مات ويتجاوز عنه، وإن عمل مثقال ذرة من خير يُقبل منه، ويُضاعف له في الآخرة، وفي بعض الحديث الذرة لا زنة لها، وهذا مثل ضربه الله تعالى أنه لا يغفل من عمل ابن آدم صغيرة ولا كبيرة، وهو مثل قوله تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا  النساء: ٤٠  وقد تقدم الكلام هناك في الذر، وأنه لا وزن له، وذكر بعض أهل اللغة أن الذر. "

في بعض الحديث ماذا قال؟

طالب: .................

يعني الأثر، فيكون أثرًا ليس بحديث.

" وذكر بعض أهل اللغة أن الذرَّ أن يضرب الرجل بيده على الأرض، فما علق بها من التراب فهو الذر، وكذا قال ابن عباس: إذا وضعت يدك على الأرض ورفعتها، فكل واحد مما لزق به من التراب ذرة. وقال محمد بن كعب القرظي: فمن يعمل مثقال ذرة من خير من كافر يرى ثوابه في الدنيا في نفسه وماله وأهله وولده حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله خير، ومن يعمل مثقال ذرة من شر من مؤمن يرى عقوبته في الدنيا في نفسه وماله وولده وأهله حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله شر. دليله ما رواه العلماء الأثبات من حديث أنس: أن هذه الآية نزلت على النبي- صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يأكل، فأمسك وقال: يا رسول الله، وإنا لنرى ما عملنا من خير وشر؟ قال: -«ما رأيت مما تكره فهو مثاقيل ذر الشر، ويدخر لكم مثاقيل ذر الخير، حتى تعطوه يوم القيامة». قال أبو إدريس: إن مصداقه في كتاب الله: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، ويعفوا عن كثير. وقال مقاتل: نزلت في رجلين، وذلك أنه لما نزل ويطعمون الطعام على حبه، كان أحدهم يأتيه السائل، فيستقل أن يعطيه التمرة والكسرة والجوزة. وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير، كالكذبة والغيبة والنظرة، ويقول: إنما أوعد الله النار على الكبائر، فنزلت ترغبهم في القليل من الخير أن يعطوه، فإنه يوشك أن يكثر، ويحذرهم اليسير من الذنب، فإنه يوشك أن يكثر، وقاله سعيد بن جبير. والإثم الصغير في عين صاحبه يوم القيامة أعظم من الجبال، وجميع محاسنه أقل في عينه من كل شيء. "

الله المستعان، الصغير مع الإصرار وعدم الندم عليه يجتمع يجتمع شيئًا فشيئًا، محقرات الذنوب هذه تهلك ابن آدم، يحتقر هذه ويسهل، نحن ما عصينا، نحن ما فعلنا كبائر، ما فعلنا جرائم، وفي النهاية تجتمع عليه هذه الكبائر فتهلكه، بينما الذي يراقب الله- جل وعلا- ويتوب ويستغفر ويكثر من المكفرات مثل هذا مهما عمل فالله يعفو عنه.

طالب: .................

يفعلون خيرًا بمعنى أنهم يحسنون إلى الناس من باب الإحسان إلى الناس.

أحسن الله إليك، الأحاديث.

طالب: .................

المقصود أنه في ظاهره خير، وهو في حقيقته خير إحسان إلى الناس يؤجرون عليه.

طالب: .................

نعم جهد المقل، تنفع التمرة لما فقدها الصحابة أثّرت فيهم، وما يستقلونها في وقت الحاجة يستقلونها في وقت الترف، نعم في وقت الترف.

طالب: .................

أين؟

طالب: .................

هو الإشكال في المعطي أنه يغلب على ظنه أن الآخذ ما يقبلها، هذا الإشكال، الآن لو فقير تعطيه تمرة، يأخذ تمرة منك؟

طالب: .................

والله ما فيه شك أن الحاجة متفاوتة ونسبية، وبعض الناس أشد حاجة من بعض، بعضهم يتمنى التمرة، وبعضهم لو تعطيه مائة ريال يقول...

طالب: .................

أبدًا لو تعطيه ثوبًا مستعملاً يومًا واحدًا ما قبله منك.

طالب: .................

الله المستعان، الحاجة الحاجة، واحد توفي قبل سبع أو ثماني سنين يقول: مرة سافرنا ما أدري قال مصر أو الشام أو العراق يسمون العقيلات، يقول: سافرنا بعد سنين مرة ثانية، فملنا على طريقنا في سفرتنا الأولى مالوا إليه يقول: مسافة عشرة كيلوات أو أكثر علّنا أن نجد في مقامنا ذاك الذي ضحينا فيه أو عشينا شيئًا سقط منا، ماذا سقط منك وله سنين؟ ماذا يصير؟ افرض أنه تمر ألا يصل إليه الخراب؟

طالب: .................

لا لا لا، الزكاة للحوائج الأصلية، والحوائج الأصلية متفاوتة من زمان إلى زمان حتى شيء أدركناه، ما كان الناس يعطون من أجل ثلاجة من الزكاة، هي ليست بحاجة ملحة، ليست ضرورية، يعيش الناس بدون ثلاجة، وما كانوا يعطون من أجل مكيف، لكن من يعيش اليوم بدون ثلاجة وبدون مكيف؟ ما يمكن السيارة، الآن بعضهم يقول والله مين يعيش بلا سيارة؟ ويأخذ من الزكاة من أجل سيارة، الله المستعان، أمور نسبية.

طالب: أحسن الله إليك، حديث أنس.

أيهن؟

طالب: العلماء الأثبات.

أبو بكر يأكل، ماذا يقول؟

طالب: .................

المقصود أنه ضعيف.

طالب: أحسن الله إليك، توسع في مسألة الذرة وعلماء الذرة، والاستشهاد بهاتين الآيتين.

الذرة؟

طالب: نعم توسع في مسألة الذرة، وأنها الأصل، وأنها وعلم الذرة.

علم الذرة..؟ هذا لا شك أنه علم دخيل واستعمالهم للذرة غير استعمالنا لها.

" الثانية: قراءة العامة: يَره بفتح الياء فيهما، وقرأ الجحدري والسلمي وعيسى بن عمر وأبان عن عاصم: يره. "

يُره يُره.

" يُره بضم الياء أي يريه الله إياه، والأولى الاختيار؛ لقوله تعالى: يَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَيۡرٖ مُّحۡضَرٗا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوٓءٖ تَوَدُّ لَوۡ أَنَّ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَهُۥٓ أَمَدَۢا بَعِيدٗاۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ آل عمران: ٣٠  الآية. "

فهي تجد بنفسها وترى بنفسها.

" وسكّن الهاء في قوله: يرهْ في الموضعين هشام، وكذلك رواه الكسائي عن أبي بكر وأبي حيوة والمغيرة، واختلس يعقوب والزهري والجحدري وشيبة، وأشبع الباقون، وقيل: يره أي يرى جزاءه؛ لأن ما عمله قد مضى وعُدم، فلا يُرى، وأنشدوا:

إن من يعتدي ويكسب إثمًا
 

 

وزن مثقال ذرة سيراه
 

ويجازى بفعله الشر شرًا
 

 

وبفعل الجميل أيضًا جزاه
 

هكذا قوله تبارك ربي
 

 

في إذا زلزلت وجل ثناه
 

         

الثالثة: قال ابن مسعود: هذه أحكم آية في القرآن. وصدق وقد اتفق العلماء على عموم هذه الآية، القائلون بالعموم ومن لم يقل به، وروى كعب الأحبار أنه قال: لقد أنزل الله على محمد آيتين أحصتا ما في التوراة والإنجيل والزبور والصحف: الزلزلة: ٧ - ٨ ، قال الشيخ أبو مدين في قوله تعالى: الزلزلة: ٧  قال: في الحال قبل المآل، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسمي هذه الآية الجامعة الفاذة كما في الصحيح لما سئل عن الخمر. "

الحُمر الحُمر.

" لما سئل عن الحُمر وسكت عن البغال، والجواب فيهما واحد؛ لأن البغل والحمار لا.. "

لا كرّ فيهما ولا..

" لا كرّ فيهما ولا قرّ، فلما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- ما في الخيل من الأجر الدائم والثواب المستمر، سأل السائل عن الحمر؛ لأنهم لم يكن عندهم يومئذٍ بغل، ولا دخل الحجاز منها إلا بغلة النبي -صلى الله عليه وسلم- الدلدل التي أهداها له المقوقس، فأفتاه في الحمير بعموم الآية، وإن في الحمار مثاقيل ذر كثيرة، قاله ابن العربي، وفي الموطأ: أن مسكينًا استطعم. "

مثاقيل ذر؛ لأنه ينتفع بها، ويمكن أن تعار، ويمكن أن تقضى عليها حوائج، فتثبت الأجور بذلك.

"وفي الموطأ: أن مسكينًا استطعم عائشة أم المؤمنين وبين يديها عنب، فقالت لإنسان: خذ حبة فأعطه إياها، فجعل ينظر إليها ويعجب، فقالت: أتعجب كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة؟ وروي عن سعد بن أبي وقاص أنه تصدق بتمرتين، فقبض السائل يده فقال للسائل: ويقبل الله منا مثاقيل الذر، وفي التمرتين مثاقيل كثيرة. وروى المطلب بن حنطب أن أعرابيًّا سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرؤها فقال: يا رسول الله، أمثقال ذرة؟ قال: «نعم»، فقال الأعرابي: واسوأتاه مرارًا ثم قام وهو يقولها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لقد دخل قلب الأعرابي الإيمان»، وقال الحسن: قدم صعصعة عم الفرزدق على النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما سمع الزلزلة: ٧  الآيات قال: لا أبالي ألا أسمع من القرآن غيرها، حسبي فقد انتهت الموعظة. ذكره الثعلبي، ولفظ الماوردي: وروي أن صعصعة بن ناجية جدَّ الفرزدق أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- يستقرؤه، فقرأ عليه هذه الآية، فقال صعصعة: حسبي حسبي إن عملت مثقال ذرة شرًّا رأيته. وروى معمر عن زيد بن أسلم أن رجلاً جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: علمني مما علمك الله، فدفعه إلى رجل يعلمه فعلمه: الزلزلة: ١ ، حتى إذا بلغ: الزلزلة: ٧ - ٨  قال: حسبي، فأُخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «دعوه فإنه قد فقه» ويُحكى أن أعرابيًّا أخّر خيرًا يره فقيل: قدمت وأخرت فقال:

خذا بطن هرشا أو قفاها فإنه
 

 

كلا جانبي هرشًا لهن طريق"
 

يعني ما فيه فرق، من يعمل خيرًا يره، ومن يعمل شرًّا يره، ما فيه فرق، أعرابي يقول ما فيه فرق تقدم أو تأخر، واحد على مائدة إفطار بقي نصف ساعة على غروب الشمس جاء واحد: ما هنا زود وأخذ الماء وشرب قال له: باقي نصف ساعة، قال: ما فيه فرق الحين ونصف ساعة ما.. الله المستعان، الأعراب يحصل منهم أشياء، الأعراب عندهم الجهل.. التخريج.

طالب: ...................

نعم، من أول.

طالب: ...................

نعم، معروف.

طالب: ...................

طالب: حديث عائشة.

طالب: حديث عائشة في الموطأ.

صدقة عائشة بالعنب.

طالب: وفي الموطأ.

وفي الموطأ نعم، وفي الموطأ أيضًا أن عائشة- رضي الله عنها- كانت صائمة، فطرق الباب سائل، وكان بين يديها رغيف واحد أعدته لإفطارها، فقالت للخادمة: أعطيه إياه، قالت: ما فيه غيره قالت: أعطيه إياه، فأعطاه السائل، وقبل الغروب طرق الباب شخص لم يكن من عادته أن يُهدي، فدفع إليها كبشًا مكفّنًا، انظر اليقين بما عند الله- جل وعلا- ما فيه إلا هذا الرغيف وأعطته إياه، وهذا ليس من عادته أن يهدي، ما هو يقال والله.. ليس من عادته أن يهدي، وإنما ساقه الله- جل وعلا- لمكافأتها على يقينها بما في يد الله- جل وعلا- كبشًا مكفنًا، ومازال في الحجاز موجودًا يُلف بالخبز يعني بالعجين. ثم يصير خبزًا فيما بعد فيدخل في الفرن، والله المستعان.

لدينا وقت الآن؟

طالب: ...................

خلاص، والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه.

"