الشمائل النبوية (27)

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم إلى حلقة جديدة في برنامجكم الشمائل النبوية مع بداية حلقتنا نرحب بصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين قسم السنة وعلومها بالرياض فأهلاً بكم يا شيخ عبد الكريم.

حياكم الله وبارك فيكم وفي الإخوة المستمعين.

في كتاب الشمائل النبوية للإمام الترمذي لازلنا في باب ما جاء في نوم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال رحمه الله: حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا سفيان عن عبد عن عبد الملك بن عُمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه قال «اللهم باسمك أموت وأحيا» وإذا استيقظ قال «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور» قال رحمه الله حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا المُفضل بن فضالة عن عقيل أراه عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه فنفث فيهما وقرأ فيهما { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص: ١ { قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ } الفلق: ١
{ قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ } الناس: ١ ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما رأسه ووجه وما أقبل من جسده يصنع ذلك ثلاث مرات حدثنا الحسين بن محمد الجريري قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن بكر بن عبد الله المُزني عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا عرّس بليل اضطجع على شقه الأيمن وإذا عرّس قبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه.

الحديث الذي قبله.

قال حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه قال «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي».

الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، "حديث حذيفة رضي الله عنه قال كان النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا أوى إلى فراشه قال «اللهم باسمك أموت وأحيا» وإذا استيقظ قال «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور»" حديث مخرج في صحيح البخاري في كتاب الدعوات باب ما يقول إذا نام والنشور الحياة بعد الموت ثم بعد ذلك ذكر المؤلف رحمه الله تعالى "حديث عائشة قالت كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه" الحديث وهو أيضًا مخرج في صحيح البخاري في كتاب فضائل القرآن وكتاب الدعوات، والنفث بالفم شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل لأن التفل لا يكون إلا مع الريق بخلاف النفخ والنفث، ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى "حديث أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه قال «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي»" هذا الحديث خرجه مسلم في صحيحه في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، ثم بعد ذلك ذكر"حديث أبي قتادة أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان إذا عرّس بليل اضطجع على شقه الأيمن وإذا عرس قبل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه" والحديث مخرج في صحيح مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة والتعريس ونزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة، وقيل هو النزول في أي وقت كان بليل أو نهار، المؤلف رحمه الله تعالى في ذكر بعض الصفات وشيئا من الأذكار التي ينبغي أن يداوم عليها المسلم إذا أراد النوم، وأذكار النوم كثيرة، وابن القيم رحمه الله تعالى في طريق الهجرتين في شرح حال المقربين ذكر أنهم كانوا يحرصون عليها وهي نحو الأربعين-يعني أذكار النوم- لكني لم أجدها مجموعة بهذا العدد، فليحرص عليها المسلم كغيرها من الأذكار، وفوائد الذكر كثيرة جدًا ذكر ابن القيم في الوابل الصيب في مقدمته أكثر من مائة فائدة يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في الهدي: فصل في هديه -صلى الله عليه وسلم- وسيرته في نومه وانتباهه، يقول: كان ينام على الفراش تارة، وعلى النطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة، بين رماله وتارة على كساء أسود، قال عباد بن تميم عن عمه رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستلقيًا في المسجد واضعًا إحدى رجليه على الأخرى، والحديث في الصحيحين مع أنه ورد النهي عن الاستلقاء مع وضع الرجل على الأخرى وهذا النهي محمول على ما إذا خشي انكشاف العورة أما إذا أمن انكشاف العورة فلا بأس، وفي هذا الحديث المتفق عليه رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستلقيًا في المسجد واضعًا إحدى رجليه على الأخرى يقول ابن القيم وكان فراشه أدما حشوه ليف وكان له مسح ينام عليه يثنى بثنيتين وثني له يوما أربع ثنيات فنهاهم -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك وقال «ردوه إلى حاله الأولى فإنه منعني صلاتي الليلة» خرجه الترمذي في الشمائل وهو منقطع لكن كيف منعه من صلاته؟ كان له مسح ينام عليه يثنى بثنيتين وثني له يوما أربع ثنيات فنهاهم عن ذلك.

زادت الراحة.

نعم يعني تصور بطانية مثلاً إذا ثنيت مرتين.

تكون قريبة من الأرض.

لكن إذا ثنيت أربع مرات صارت وفيرة واستغرق في نومه، وهذا يمنع من الصلاة ويبعث على الكسل والخمول والله المستعان، الحديث خرجه الترمذي في الشمائل وهو منقطع والمنقطع من قسم الضعيف المقصود أنه نام على الفراش وتغطّى باللحاف -عليه الصلاة والسلام- وقال لنسائه «ما أتاني جبريل وأنا في لحاف امرأة منكن غير عائشة» رواه البخاري وكانت وسادته -عليه الصلاة والسلام- أدما حشوها ليف وقد تقدم في عيشه -عليه الصلاة والسلام- وكان ينام على شقه الأيمن ويضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ثم يقول «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك».

هذه الصفة مهمة يا شيخ يعني هذه وردت في الحديث يضع رأسه على الذراع نفسه أوعلى الكف؟

يضع على يده.

على الكف.

نعم كفه تحت خده.

وهذه تستمر أو فقط من أجل أن يقول هذا الدعاء.

لا، أحيانًا يفعلها وأحيانًا لا يفعلها، في حال دون حال.

يعني من ربط هذه الصيغة بالدعاء فقط «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك» ما ورد هذا.

ثم يقول.

ما تربط الدعاء بـ..

المقصود في بداية النوم يضع يده ويأتي كما أشار الترمذي أنه ينصب ذراعه أحيانًا إذا كان الوقت ضيق لئلا يستغرق في النوم.

ينصب ذراعه وينام على..

ينام على ذراعه المنصوبة وسيأتي ذكره. ومما زاده ابن القيم رحمه الله تعالى أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه- يعني من الأذكار- وسبقت الإشارة إلى أن أذكار النوم نحو أربعين فيما أشار له ابن القيم رحمه الله في المنهج الذي يسير عليه المقربون وهو منهج يسير على من يسره الله عليه. ابن القيم يصف بدقة حال المقربين من أول لحظة في اليوم إلى آخر لحظة، ومع ذلك كأنه يشرح عمله ويقسم رحمه الله تعالى أنه ما شم لهم رائحة والله المستعان. أقول ومما زاده ابن القيم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: «اللهم رب السموات السبع اللهم رب السموات والأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر» الحديث في صحيح مسلم وكان إذا استيقظ من منامه في الليل قال «لا إله إلا أنت سبحانك اللهم إني أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك اللهم زدني علمًا ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب» وكان إذا انتبه من نومه قال «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور» وهذا ذكره الترمذي ثم يتسوك وربما قرأ العشر الآيات من آخر آل عمران من قوله جل وعلا { إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ } آل عمران: ١٩٠ إلى آخرها وقال  «اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت» وهذا الحديث مخرج في البخاري وكان ينام أول الليل ويقوم آخره وربما سهر أول الليل في مصالح المسلمين وكان -عليه الصلاة والسلام- تنام عيناه ولا ينام قلبه وكان إذا نام لم يوقظوه حتى يكون هو الذي يستيقظ وكان إذا عرس بليل اضطجع على شقه الأيمن، يعني كما عند الترمذي وإذا عرّس قبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه هكذا قال الترمذي.

يا شيخ قبل الصبح يعني قبل صلاة الفجر.

نعم لكن إذا عرس بليل يعني مع وقت..

وقت طويل.

نعم اضطجع على شقه الأيمن وإذا عرس قبيل الصبح يعني وقت ضيق لئلا يترسل نصب ذراعه -عليه الصلاة والسلام- ووضع رأسه على كفه هكذا قال الترمذي وقال أبو حاتم في صحيحه كان إذا عرّس بالليل توسد يمينه وإذا عرس قبيل الصبح نصب ساعده وأظن هذا وهمًا والصواب حديث الترمذي وقال أبو حاتم والتعريس إنما يكون قبيل الصبح

 

أحسن الله إليك لعلنا نستكمل هذا إن شاء الله في حلقة قادمة نظرًا لانتهاء وقت هذه الحلقة مستمعي الكرام لازلنا وإياكم في الحديث حول باب ما جاء في نومه -صلى الله عليه وسلم- ونحن نقرأ كما ذكرنا لكم من كتاب شمائل النبي للإمام الترمذي رحمه الله لقاؤنا يتجدد بكم بإذن الله تعالى في الحلقة القادمة وأنتم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

"