التعليق على تفسير القرطبي - سورة الدخان (02)

نعم.

بسم الله الرحمن الرحيم

"الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى-:

قوله تعالى: {أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }.  قَوْلُهُ تَعَالَى: { أَمْراً مِنْ عِنْدِنا} قَالَ النَّقَّاشُ: الْأَمْرُ هُوَ الْقُرْآنُ أَنْزَلَهُ اللَّهُ مِنْ عِنْدِهِ، وَقَالَ ابْنُ عِيسَى: هُوَ مَا قَضَاهُ اللَّهُ فِي اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ أَحْوَالِ عِبَادِهِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَكَذَلِكَ " رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ"، وَهُمَا عِنْدَ الْأَخْفَشِ حَالَانِ تَقْدِيرُهُمَا: أَنْزَلْنَاهُ آمِرِينَ بِهِ وَرَاحِمِينَ، قال الْمُبَرِّدُ:" أَمْراً" فِي مَوْضِعِ الْمَصْدَرِ، وَالتَّقْدِيرُ: أَنْزَلْنَاهُ إِنْزَالًا، وقال الْفَرَّاءُ وَالزَّجَّاجُ:" أَمْراً" نُصِبَ بِ "يُفْرَقُ" مِثْلُ قَوْلِكَ: يُفْرَقُ فَرْقًا، فأَمَرَ بمعنى فَرَقَ"..

 فَأَمْرٌ بِمَعْنَى فَرْقٌ.

"فَأَمْرٌ بِمَعْنَى فَرْقٌ فَهُوَ مَصْدَرٌ مِثْلُ قَوْلِكَ: يَضْرِبُ ضَرْبًا، وَقِيلَ:" يُفْرَقُ" يَدُلُّ عَلَى يُؤْمَرُ، فَهُوَ مَصْدَرٌ عَمِلَ فِيهِ مَا قَبْلُهُ { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ، رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} ."

يعني كأنه يريده من مصدر مرادف كما تقول: قعدت جلوسًا، والأمر والفرق متقاربان من حيث المعنى عنده.

"قالَ الْفَرَّاءُ: " رَحْمَةً" مَفْعُولٌ ب " مُرْسِلِينَ"، وَالرَّحْمَةُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-."

يعني {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} -عليه الصلاة والسلام-.

" وَقَالَ الزَّجَّاجُ:" رَحْمَةً" مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ أَيْ أَرْسَلْنَاهُ لِلرَّحْمَةِ، وَقِيلَ: هِيَ بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ: " أَمْراً"، وَقِيلَ: هِيَ مَصْدَرٌ، الزَّمَخْشَرِيُّ:" أَمْراً" نُصِبَ عَلَى الِاخْتِصَاصِ جَعَلَ كُلَّ أَمْرٍ جَزْلًا فَخْمًا بِأَنْ وَصَفَهُ بِالْحَكِيمِ ثُمَّ زَادَهُ جزالة وكسبه فَخَامَةً بِأَنْ قَالَ: أَعْنِي بِهَذَا الْأَمْرِ أَمْرًا حَاصِلًا مِنْ عِنْدِنَا كَائِنًا مِنْ لَدُنَّا وَكَمَا اقْتَضَاهُ عِلْمُنَا وَتَدْبِيرُنَا، وَفِي قِرَاءَةِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: { أَمْرٌ مِنْ عِنْدِنَا} عَلَى هُوَ أَمْرٌ."

على تقدير هو أمر.

 "وَهِيَ تَنْصُرُ انْتِصَابَهُ عَلَى الِاخْتِصَاصِ، وَقَرَأَ الْحَسَنُ: " رَحْمَةٌ" عَلَى تِلْكَ هِيَ رَحْمَةٌ."

يعني على تقدير تلك هي رحمة.

"عَلَى تِلْكَ هِيَ رَحْمَةٌ".

فيكون خبرًا لمبتدأ محذوف تقديره هو أمر، وهي رحمة.

" وَهِيَ تَنْصُرُ انتصابها بأنه مفعول له".

يعني الرفع في أمر ينصر انتصابه على الاختصاص، ورفع رحمة ينصر انتصابها بأنها مفعول له، ما وجه النصب في المقامين؟ أمر من عندنا، على أساس أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أمر.

 رحمة من ربك خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي رحمة، الأول ينصر كما قال: انتصاب أمر على الاختصاص، والثاني ينصر انتصاب رحمة على أنها مفعول لأجله، ما وجه التفريق بين الأمرين؟ عن كونهما خبرين، كونهما خبرين لمبتدأ محذوف ظاهر أكيد كون هذا ينصر النصب على الاختصاص، والثاني ينصر النصب على أنه مفعول لأجله، ما أدري ما الفرق، فيه فرق يا إخوان؟

فيه جواب؟

طالب: .....أن يكون الأمر مبنيًّا على الاختصاص .......

 لا، ليس على الرفع، بل على النصب، لكن إذا رفعت على أن لخبر لمبتدأ محذوف فهذا يقرب؛ لأن المرفوع يجوز نصبه على الاختصاص، نعم يجوز النصب على المدح، يجوز النصب على الذم، لكن التفريق بين الأول كونه ينصب على الاختصاص، والثاني ينصب على أنه مفعول لأجله، لا أظن هذا إلا من حيث المعنى، الأمر كونه من عند الله -جل وعلا- يدل على أنه مختص به، والرحمة التي يرحم بها المخلوق، وهي من صفاته –جل وعلا- قال: إنها يصلح أن تكون مفعول لأجله، يعني فعلنا كذا رحمة من ربك بعباده.

طالب: سلام عليكم رحمة المقصود بها النبي –صلى الله عليه وسلم-..... قد أنزل الله إليكم ذكرًا رسولًا يتلوا عليكم، يعني يقال: إن التذكير في التفسير هو الرسول –صلى الله عليه وسلم-..

هي على أن رسولًا بدل من ذكر.

طالب: بدل.

بدل أو بيان له.

طالب:.. الإنزال..

الإنزال من المكان المرتفع العالي العلو كما يكون حسيًّا يكون معنويًّا.

طالب:.........

نعم قد أنزلنا الحديد.

طالب: أنزل..

خلاص المقصود أنه من مكان مرتفع نعم.

"قوله تعالى: { رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ: " رَبِّ" بِالْجَرِّ، والْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ رَدًّا عَلَى قَوْلِهِ: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، وَإِنْ شِئْتَ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أو يكون خبر ابتداء محذوف تقديره: هو رب السموات وَالْأَرْضِ، وَالْجَرُّ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ " رَبِّكَ" وَكَذَلِكَ { رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} بِالْجَرِّ فِيهِمَا، رَوَاهُ الشَّيْزَرِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ، والْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ.

 ثُمَّ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْخِطَابُ مَعَ المعترف بأن الله خلق السموات وَالْأَرْضَ أَيْ إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ بِهِ فَاعْلَمُوا أَنَّ لَهُ أَنْ يُرْسِلَ الرُّسُلَ، وَيُنْزِلَ الْكُتُبَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْخِطَابُ مَعَ مَنْ لَا يَعْتَرِفُ أَنَّهُ الْخَالِقُ، أَيْ يَنْبَغِي أَنْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ الْخَالِقُ وَأَنَّهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَقِيلَ: الموقن ها هنا هُوَ الَّذِي يُرِيدُ الْيَقِينَ وَيَطْلُبُهُ، كَمَا تَقُولُ: فُلَانٌ يُنْجِدُ أَيْ يُرِيدُ نَجْدًا، وَيُتْهِمُ أَيْ يُرِيدُ تِهَامَةَ. {لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ} أَيْ هُوَ خَالِقُ الْعَالَمِ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُشْرِكَ بِهِ غَيْرُهُ مِمَّنْ لَا يَقْدِرُ على خلق شيء، و"هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ" أَيْ يُحْيِي الْأَمْوَاتَ وَيُمِيتُ الْأَحْيَاءَ.

{ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} أَيْ مَالِكُكُمْ وَمَالِكُ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْكُمْ، وَاتَّقُوا تَكْذِيبَ مُحَمَّدٍ لِئَلَّا يَنْزِلَ بِكُمُ الْعَذَابُ، { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ} أَيْ لَيْسُوا عَلَى يَقِينٍ فِيمَا يُظْهِرُونَهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْإِقْرَارِ فِي قَوْلِهِمْ: إِنَّ اللَّهَ خالقهم، وإنما يَقُولُونَهُ؛ لِتَقْلِيدِ آبَائِهِمْ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ، فَهُمْ فِي شَكٍّ، وَإِنْ تَوَهَّمُوا أَنَّهُمْ مُؤْمِنُونَ فَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي دِينِهِمْ بِمَا يَعِنُّ لَهُمْ مِنْ غَيْرِ حُجَّةٍ، وَقِيلَ: " يَلْعَبُونَ" يُضِيفُونَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الِافْتِرَاءَ اسْتِهْزَاءً، وَيُقَالُ لِمَنْ أَعْرَضَ عَنِ الْمَوَاعِظِ: لَاعِبٌ، وَهُوَ كَالصَّبِيِّ الَّذِي يَلْعَبُ فَيَفْعَلُ مَا لَا يَدْرِي عَاقِبَتَهُ".

"قوله تعالى: { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ} ارْتَقِبْ مَعْنَاهُ انْتَظِرْ يَا مُحَمَّدُ بِهَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ، قَالَهُ قَتَادَةُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ احْفَظْ قَوْلَهُمْ هَذَا لِتَشْهَدَ عَلَيْهِمْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْحَافِظُ رَقِيبًا.

 وَفِي الدُّخَانِ أَقْوَالٌ ثَلَاثَةٌ: الْأَوَّلُ أَنَّهُ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ لم يجيء بعد"..

لم يجئ.

 "لَمْ يَجِئْ بَعْدُ، وَأَنَّهُ يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيُصِيبُهُ مِثْلُ الزُّكَامِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْفَاجِرُ فَيَدْخُلُ فِي أُنُوفِهِمْ، فَيَثْقُبُ مَسَامِعَهُمْ، وَيُضَيِّقُ أَنْفَاسَهُمْ، وَهُوَ مِنْ آثَارِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمِمَّنْ قَالَ: إِنَّ الدُّخَانَ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ: عَلِيٌّ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عَمْرٍو وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَالْحَسَنُ وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ وَغَيْرُهُمْ، وَرَوَى أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ مَرْفُوعًا أَنَّهُ دُخَانٌ يَهِيجُ بِالنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَأْخُذُ الْمُؤْمِنُ مِنْهُ كَالزُّكْمَةِ، وَيَنْفُخُ الْكَافِرَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ كُلِّ مِسْمَعٍ مِنْهُ، ذَكَرَهُ الْمَاوَرْدِيُّ."

يدل على أنه في القيامة، والأحاديث الصحيحة تدل على أنه من علامات الساعة، وأنه يكون قرب قيام الساعة، من ضمن العلامات الكبرى.

"وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ: اطَّلَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ: «مَا تَذْكُرُونَ» قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ قَالَ: «إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْا قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ- فَذَكَرَ- الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ من مغربها، ونزول عيسى بن مَرْيَمَ، وَخُرُوجَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بالمشرق وخسف بالمغرب وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ»، فِي رِوَايَةٍ عَنْ حُذَيْفَةَ: «إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الْأَرْضِ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدْنٍ تُرَحِّلُ النَّاسَ».

 وَخَرَّجَهُ الثَّعْلَبِيُّ أَيْضًا عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أول الآيات خروجا الدجال، ونزول عيسى بن مَرْيَمَ، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنَ أَبْيَنَ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ تَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا، وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ إِذَا أَصْبَحُوا، وَتُمْسِي مَعَهُمْ إِذَا أَمْسَوْا» قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَمَا الدُّخَانُ؟ قَالَ هَذِهِ الْآيَةُ: { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ} يَمْلَأُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، يَمْكُثُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً، أَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيُصِيبُهُ مِنْهُ شِبْهُ الزكام، وأما والكافر فَيَكُونُ بِمَنْزِلَةِ السَّكْرَانِ، يدخل الدُّخَانُ مِنْ فَمِهِ ومنخره وعينيه وأذنيه وَدُبُرِهِ » فَهَذَا قَوْلٌ."

يعني هذا القول، القول الأول من الأقوال الثلاثة، وأنه لم يجئ بعد، وأنه من أشراط الساعة وعلاماتها نعم.

طالب:.....لأرض المحشر..

الشام.

طالب: الآن نار تخرج من عدن حتى تصل إلى الشام..

من الجنوب إلى الشمال.

طالب: من قال لأنه قبل القيامة يجتمع الناس في الجزيرة العربية.

بناءً على هذا، وأنه لو كان في غيرها لخرجت الناس من جهات تحشرهم..

طالب:..........

 لا وأنه يعني أرض المحشر تستخرج النار تحشرهم إلى الشام...

طالب: ........

هذا قصدي، يعني أن النار إذا خرجت من اليمن لن تحشر أهل مصر مثلاً إلى الشام؛ لأنها ليست على طريقهم، هذا قصدي.

طالب:......

الله أعلم، نعم.

طالب:. :....حديث...في رواية بن سعد..

يعني الزيادة لا إشكال فيها.

طالب:........

رواية حذيفة على كل حال الآية تكمل بعضها بعضًا بالنصوص الأخرى، ما يلزم أن يأتي حديث واحد يُشكل الآيات كلها.

" الْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّ الدُّخَانَ هُوَ مَا أَصَابَ قُرَيْشًا مِنَ الْجُوعِ بِدُعَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى كَانَ الرَّجُلُ يَرَى بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ دُخَانًا، قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: وَقَدْ كَشَفَهُ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَلَوْ كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ لَمْ يَكْشِفْهُ عَنْهُمْ، وَالْحَدِيثُ عَنْهُ بِهَذَا فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ وَالتِّرْمِذِيِّ، قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنِي يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ."

مسلم بن، بن أبي الضحاك.

" قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّمَا كَانَ هَذَا؛ لِأَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَتْ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَعَا عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ فَأَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَجَهْدٌ حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ، فَجَعَلَ الرَّجُلَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجَهْدِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:  { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ، يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذابٌ أَلِيمٌ} قَالَ: فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَسْقِ اللَّهَ لِمُضَرَ، فَإِنَّهَا قَدْ هَلَكَتْ، قَالَ: «لِمُضَرَ! إِنَّكَ لجرى»، فاستسقى فسقوا، فنزلت: { إِنَّكُمْ عائِدُونَ} [الدخان: 15]، فَلَمَّا أَصَابَتْهُمُ الرَّفَاهِيَةُ عَادُوا إِلَى حَالِهِمْ حِينَ أَصَابَتْهُمُ الرَّفَاهِيَةُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: { يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} قَالَ: يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ."

لأن الآيات لا تغني عن قول الله، {وما تغني الآيات والنذر} حتى إن أهل النار بعد أن تمسهم النار لو ردوا لعادوا نسأل الله السلامة والعافية.

" قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَالدُّخَانُ الْجَدْبُ، الْقُتَبِيُّ: سُمِّيَ دُخَانًا لِيُبْسِ الْأَرْضِ مِنْهُ حِينَ يَرْتَفِعُ مِنْهَا كَالدُّخَانِ.

 الْقَوْلُ الثَّالِثُ: إِنَّهُ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ لَمَّا حَجَبَتِ السَّمَاءَ الْغَبَرَةُ، قَالَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، {يَغْشَى النَّاسَ} فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ لِلدُّخَانِ، فَإِنْ كَانَ قَدْ مَضَى عَلَى مَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَهُوَ خَاصٌّ بِالْمُشْرِكِينَ من أهل مكة، وإن كان من أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَهُوَ عَامٌّ عَلَى مَا تَقَدَّمَ، {هَذَا عَذابٌ أَلِيمٌ} أَيْ يَقُولُ اللَّهُ لَهُمْ: { هَذَا عَذابٌ أَلِيمٌ} فَمَنْ قَالَ: إِنَّ الدُّخَانَ قَدْ مَضَى فَقَوْلُهُ: " هَذَا عَذابٌ أَلِيمٌ" حِكَايَةُ حَالٍ مَاضِيَةٍ، وَمَنْ جَعَلَهُ مُسْتَقْبَلًا فَهُوَ حِكَايَةُ حَالٍ آتِيَةٍ.

 وَقِيلَ:" هَذَا" بِمَعْنَى ذَلِكَ، وَقِيلَ: أَيْ يَقُولُ النَّاسُ لِذَلِكَ الدُّخَانِ: { هَذَا عَذابٌ أَلِيمٌ}، وَقِيلَ: هُوَ إِخْبَارٌ عَنْ دُنُوِّ الْأَمْرِ كما تقول: هذا الشتاء فأعد له.

قوله تعالى: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ } أَيْ يَقُولُونَ ذَلِكَ، اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ فِ" إِنَّا مُؤْمِنُونَ" أَيْ نُؤْمِنُ بِكَ إِنْ كَشَفْتَهُ عَنَّا، قِيلَ: إِنَّ قُرَيْشًا أَتَوُا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-وَقَالُوا: إِنْ كَشَفَ اللَّهُ عَنَّا هَذَا الْعَذَابَ أَسْلَمْنَا ثُمَّ نَقَضُوا هَذَا الْقَوْلَ، قَالَ قَتَادَةُ:" الْعَذابَ" هُنَا الدُّخَانُ، وَقِيلَ: الْجُوعُ حَكَاهُ النَّقَّاشُ.

 قُلْتُ: وَلَا تَنَاقُضَ، فَإِنَّ الدُّخَانَ لَمْ يَكُنْ إِلَّا مِنَ الْجُوعِ الَّذِي أَصَابَهُمْ عَلَى مَا تَقَدَّمَ، وَقَدْ يُقَالُ لِلْجُوعِ وَالْقَحْطِ: الدُّخَانُ؛ لِيُبْسِ الْأَرْضِ فِي سَنَةِ الْجَدْب،ِ وَارْتِفَاعِ الْغُبَارِ؛ بِسَبَبِ قِلَّةِ الْأَمْطَارِ، وَلِهَذَا يُقَالُ لِسَنَةِ الْجَدْبِ: الْغَبْرَاءُ."

يعني هنا الاشتراك بين الغبار والدخان، فإذا كانت سنة الجدب غبراء؛ لأن التربة لا يوجد ما يمسكها، فالجوع يؤثر ما يشبه الدخان، في الجوع يرى الإنسان ما لا يراه إذا شبع، فالجوع له أثر في النفس، له أثر في الحواس.

طالب: شيخ...

نعم.

طالب:... ما شرطية.

نعم.

طالب:.....

لا، ما ليست شرطية، يحتمل، إنما هنا إن كشفت عنا العذاب تقصد؟

طالب:...

 لا، ما تكون.

طالب:...هل ذكر التفسير.

نعم، لكن هنا الشرط ما يجيء من إنا مؤمنون.

طالب:..........

نعم، إن كشفت عن العذاب إنا مؤمنون هذه الجملة شرطية، ويكون جواب الشرط..

طالب: أما أن يقال: شرطية أو حالية وحالهم...

يعني كونهم إننا مؤمنون مستقبل مرتب على كشف العذاب، هذا جواب الشرط، والشرط إن كشفت عنا العذاب إنا مؤمنون.

طالب: يقدر؟

يقدر نعم.

طالب: الجملة الشرطية ذكرت جوابًا لفعل الشرط إذ لم تسبق فلابد من دخول فاء، اللهم إلا إذا قدرت.

تقدر، تقدر.

طالب: ...يعني فإنا مؤمنون..

فلابد من تقديرها.

" وَقِيلَ: إِنَّ الْعَذَابَ هُنَا الثَّلْجُ، قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ: وَهَذَا لَا وَجْهَ لَهُ؛ لِأَنَّ هَذَا إِنَّمَا يَكُونُ فِي الْآخِرَةِ، أَوْ فِي أَهْلِ مَكَّةَ وَلَمْ تَكُنْ مَكَّةُ مِنْ بِلَادِ الثلج، غير أنه مقول، فحكيناه.

قوله تعالى: { أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى } أَيْ مِنْ أَيْنَ يَكُونُ لَهُمُ التَّذَكُّرُ وَالِاتِّعَاظُ عِنْدَ حُلُولِ الْعَذَابِ؟ {وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ} يُبَيِّنُ لَهُمُ الْحَقَّ، وَالذِّكْرَى وَالذِّكْرُ وَاحِدٌ، قَالَهُ الْبُخَارِيُّ، { ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ} أَيْ أَعْرَضُوا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَيْ مَتَى يَتَّعِظُونَ وَاللَّهُ أَبْعَدَهُمْ مِنَ الِاتِّعَاظِ وَالتَّذَكُّرِ بَعْدَ تَوَلِّيهِمْ عَنْ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَكْذِيبِهِمْ إِيَّاهُ، وَقِيلَ: أَيْ أَنَّى يَنْفَعُهُمْ قَوْلُهُمْ: {إِنَّا مُؤْمِنُون}"."

هذا استبعاد، استبعاد أن ينتفعوا، والاستدلال عليه بها من العلامات السابقة.

طالب: ما الحكمة يا شيخ أن الرسول –عليه الصلاة والسلام- أخص بالدخان مثل...؟

ابن صياد ليختبره، ولذلك قال له: «اخسأ، فلن تعدو قدرك«.

طالب:..أربعين يومًا.....

غير أربعين الدجال غيرها.

"أَيْ أَنَّى يَنْفَعُهُمْ قَوْلُهُم:{ إِنَّا مُؤْمِنُون} بَعْدَ ظُهُورِ الْعَذَابِ غَدًا أَوْ بَعْدَ ظُهُورِ أَعْلَامِ السَّاعَةِ فَقَدْ صَارَتِ الْمَعَارِفُ ضَرُورِيَّةً."

والإيمان إذا لم يكن بالغيب لا ينفع، والإيمان إذا لم يكن بالغيب فإنه لا ينفع.

" وَهَذَا إِذَا جَعَلْتَ الدُّخَانَ آيَةً مُرْتَقِبَةً، {وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ} أَيْ عَلَّمَهُ بَشَرٌ أَوْ عَلَّمَهُ الْكَهَنَةُ وَالشَّيَاطِينُ ثُمَّ هُوَ مَجْنُونٌ وليس برسول.

قوله تعالى: { إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا"} أَيْ وَقْتًا قَلِيلًا وَعَدَ أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُمْ ذَلِكَ الْعَذَابَ قَلِيلًا أَيْ فِي زَمَانٍ قَلِيلٍ لِيَعْلَمَ أَنَّهُمْ لَا يَفُونَ بِقَوْلِهِمْ، بَلْ يَعُودُونَ إِلَى الْكُفْرِ بَعْدَ كَشْفِهِ، قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَلَمَّا كَشَفَ ذلك عنهم باستسقاء النبي -صلى لهم الله عليه وسلم- عَادُوا إِلَى تَكْذِيبِهِ، وَمَنْ قَالَ: إِنَّ الدُّخَانَ مُنْتَظِرٌ قَالَ: أَشَارَ بِهَذَا إِلَى مَا يَكُونُ مِنَ الْفُرْجَةِ بَيْنَ آيَةٍ وَآيَةٍ مِنْ آيَاتِ قِيَامِ السَّاعَةِ."

يعني هي متتابعة، لكن لا يعني أنها متصلة، الآيات متتابعة، بمعنى الآية لا تتأخر عن التي قبلها، لكن لا يعني أنها متصلة بها.

" ثُمَّ مَنْ قُضِيَ عَلَيْهِ بِالْكُفْرِ يَسْتَمِرُّ عَلَى كُفْرِهِ، وَمَنْ قَالَ هَذَا فِي الْقِيَامَةِ قَالَ: أَيْ لَوْ كَشَفْنَا عَنْكُمُ الْعَذَابَ لَعُدْتُمْ إِلَى الْكُفْرِ، وَقِيلَ: مَعْنَى: {إِنَّكُمْ عائِدُونَ} إِلَيْنَا أَيْ مَبْعُوثُونَ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى" إِنَّكُمْ عائِدُونَ" إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ إِنْ لَمْ تؤمنوا."

 قوله تعالى: {يَوْمَ} مَحْمُولٌ عَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ" مُنْتَقِمُونَ" أَيْ نَنْتَقِمُ مِنْهُمْ يَوْمَ نَبْطِشُ، وَأَبْعَدَهُ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ بِسَبَبِ أَنَّ مَا بَعْدَ" إِنَّ" لَا يُفَسِّرُ مَا قَبْلَهَا، وَقِيلَ: إِنَّ الْعَامِلَ فِيهِ" مُنْتَقِمُونَ"، وَهُوَ بَعِيدٌ أَيْضًا؛ لِأَنَّ مَا بَعْدَ " إِنَّ" لَا يَعْمَلُ فِيمَا قَبْلَهَا، وَلَا يَحْسُنُ تعلقه بقوله:{ عائِدُونَ}، ولا بقوله:" {إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ}".

المفسرون كثيرا ما يقولون في مثل هذا يقدرون اذكر، اذكر يوم نبطش.

" ولا بقوله:" {إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ} "إِذْ لَيْسَ الْمَعْنَى عَلَيْهِ، وَيَجُوزُ نَصْبُهُ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ كَأَنَّهُ قَالَ: ذَكِّرْهُمْ أَوِ اذْكُرْ، ويجوز أن يكون المعنى إنكم عَائِدُونَ، فَإِذَا عُدْتُمْ أَنْتَقِمُ مِنْكُمْ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى، وَلِهَذَا وَصَلَ هَذَا بِقِصَّةِ فِرْعَوْنَ فَإِنَّهُمْ وَعَدُوا مُوسَى الْإِيمَانَ إِنْ كَشَفَ عَنْهُمُ الْعَذَابَ، ثُمَّ لَمْ يُؤْمِنُوا حَتَّى غَرِقُوا، وَقِيلَ: { إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ} كَلَامٌ تَامٌّ، ثُمَّ ابْتَدَأَ { يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} أَيْ نَنْتَقِمُ مِنْ جَمِيعِ الْكُفَّارِ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى وَارْتَقِبِ الدُّخَانَ، وَارْتَقِبْ يَوْمَ نَبْطِشُ، فَحَذَفَ وَاوَ العطف، كَمَا تَقُولُ: اتَّقِ النَّارَ، اتَّقِ الْعَذَابَ، وَ"الْبَطْشَةَ الْكُبْرى " فِي قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ: يَوْمَ بَدْرٍ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَمُجَاهِدٍ وَالضَّحَّاكِ، وَقِيلَ: عَذَابُ جَهَنَّمَ يَوْمَ القيامة، قاله الْحَسَنُ وَعِكْرِمَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا، وَاخْتَارَهُ الزَّجَّاجُ، وَقِيلَ: دُخَانٌ يَقَعُ فِي الدُّنْيَا أَوْ جُوعٌ أَوْ قَحْطٌ يَقَعُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قال الْمَاوَرْدِيُّ: وَيُحْتَمِلُ أَنَّهَا قِيَامُ السَّاعَةِ؛ لِأَنَّهَا خَاتِمَةُ بَطَشَاتِهِ فِي الدُّنْيَا، وقيل..".

ويقال.

 "وَيُقَالُ: انْتَقَمَ اللَّهُ مِنْهُ أَيْ عَاقَبَهُ، وَالِاسْمُ مِنْهُ النَّقِمَةُ وَالْجَمْعُ النِّقِمَاتُ، وَقِيلَ بِالْفَرْقِ بَيْنَ النِّقْمَةِ وَالْعُقُوبَةِ فَالْعُقُوبَةُ بَعْدَ الْمَعْصِيَةِ؛ لِأَنَّهَا مِنَ الْعَاقِبَةِ، وَالنِّقْمَةُ قَدْ تَكُونُ قَبْلَهَا، قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَقِيلَ: الْعُقُوبَةُ مَا تَقَدَّرَتْ والانتقام غير مقدر.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } أَيِ ابْتَلَيْنَاهُمْ. وَمَعْنَى هَذِهِ الْفِتْنَةُ وَالِابْتِلَاءُ الْأَمْرُ بِالطَّاعَةِ. وَالْمَعْنَى: عَامَلْنَاهُمْ مُعَامَلَةَ الْمُخْتَبَرِ بِبَعْثَةِ مُوسَى إِلَيْهِمْ فَكَذَّبُوا فَأُهْلِكُوا، فَهَكَذَا أَفْعَلُ بِأَعْدَائِكَ يَا مُحَمَّدُ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا.

وَقِيلَ: فَتَنَّاهُمْ عَذَّبْنَاهُمْ بِالْغَرَقِ."

يقول: عاملناهم معاملة المختبر الذي باختباره تتبين له النتائج، وتنكشف له الأمور، والله –جل وعال- عالم بعواقب الأمور يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون، فكونه يختبر الناس، وكونه ليس بحاجة إلى اختبارهم، وليس بحاجة إلى تكليفهم، بل لأنه يعلم ما تؤول إليه أحوالهم وأمورهم، وليس بحاجة لنصب موازين؛ لأنه يعلم ما تؤول إليه أمورهم، لكن كل هذا من إقامة الحجة، ما يقول: إنه مظلوم، يكلف، فإن أطاع فله الجنة، وإن عصى فله النار، أعماله توزن، فإن رجحت حسناته فالجنة، وإن رجحت سيئته فالنار، كل هذا من أجل أن يلتزم، وتقوم عليه الحجة، ويظهر ذلك في عالم الشهود لمن نابه غيب أو شك، وإلا فالله-جل وعلا- عالم بما تؤول إليه الأمور، ما يحتاج إلى أن إلى هذا كله، لكن حكمته البالغة ومشيئته النافذة اقتضت ذلك.

" وَفِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ، وَالتَّقْدِيرُ: وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ رَسُولٌ كَرِيمٌ وَفَتَنَّاهُمْ، أَيْ أَغْرَقْنَاهُمْ؛ لِأَنَّ الْفِتْنَةَ كَانَتْ بَعْدَ مَجِيءِ الرسل. وَالْوَاوُ لَا تُرَتِّبُ. وَمَعْنَى " كَرِيمٌ" أَيْ كَرِيمٌ فِي قَوْمِهِ. وَقِيلَ: كَرِيمُ الْأَخْلَاقِ بِالتَّجَاوُزِ وَالصَّفْحِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كَرِيمٌ عَلَى رَبِّهِ؛ إِذِ اخْتَصَّهُ بالنبوة وإسماع الكلام.
قوله تعالى: { أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْمَعْنَى جَاءَهُمْ فَقَالَ اتَّبِعُونِي. فَ" عِبادَ اللَّهِ" مُنَادَى."

يعني يا عباد الله اتبعوني يا عباد الله.

" وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْمَعْنَى أَرْسِلُوا مَعِي عِبَادَ اللَّهِ وَأَطْلِقُوهُمْ مِنَ الْعَذَابِ. فَ"{ عِبادَ اللَّهِ"} عَلَى هَذَا مَفْعُولٌ. وَقِيلَ: الْمَعْنَى أَدُّوا إِلَيَّ سَمْعَكُمْ حَتَّى أُبَلِّغَكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي.

{ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} أَيْ أَمِينٌ عَلَى الْوَحْيِ فَاقْبَلُوا نصحي. وقيل: أمين على ما أستأديه مِنْكُمْ فَلَا أَخُونُ فِيهِ، { وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ} أَيْ لَا تَتَكَبَّرُوا عَلَيْهِ وَلَا تَرْتَفِعُوا عَنْ طَاعَتِهِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: لَا تَبْغُوا عَلَى اللَّهِ. وقال ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ. وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْبَغْيِ وَالِافْتِرَاءِ أَنَّ الْبَغْيَ بِالْفِعْلِ وَالِافْتِرَاءَ بِالْقَوْلِ. وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: لَا تَعْظُمُوا عَلَى اللَّهِ. يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ: لَا تَسْتَكْبِرُوا عَلَى عِبَادَةِ اللَّهِ.

وَالْفَرْقُ بَيْنَ التَّعْظِيمِ وَالِاسْتِكْبَارِ أَنَّ التَّعْظِيمَ تَطَاوُلُ الْمُقْتَدِرِ، وَالِاسْتِكْبَارُ تَرَفُّعُ الْمُحْتَقَرِ، ذَكَرَهُ الْمَاوَرْدِيُّ.

{إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ} قَالَ قَتَادَةُ: بِعُذْرٍ بَيِّنٍ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ: بِحُجَّةٍ بَيِّنَةٍ. وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، أَيْ بُرْهَانٌ بين."

وألا تعلوا يعني هذه تحذير من العلو والتعالي والتعاظم والكبر، والدار الآخرة إنما هي لمن؟ للذين لا يريدون علوًّا في الأرض، والنار لما احتجت مع الجنة قالت: فيَّ المتكبرون، وفيَّ المتجبرون، –نسأل الله العافية –.

قوله تعالى: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ } كَأَنَّهُمْ تَوَعَّدُوهُ بِالْقَتْلِ فَاسْتَجَارَ بِاللَّهِ. قَالَ قَتَادَةُ: " تَرْجُمُونِ" بِالْحِجَارَةِ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَشْتُمُونَ، فَتَقُولُوا: سَاحِرٌ كَذَّابٌ. وَأَظْهَرَ الذَّالَ مِنْ" عُذْتُ" نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ. وَأَدْغَمَ الْبَاقُونَ. وَالْإِدْغَامُ طَلَبًا لِلتَّخْفِيفِ، وَالْإِظْهَارُ عَلَى الْأَصْلِ. ثُمَّ قِيلَ: إِنِّي عُذْتُ بِاللَّهِ فِيمَا مَضَى؛ لِأَنَّ الله وعده فقال: { فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما} [القصص: 35]. وَقِيلَ: إِنِّي أَعُوذُ، كَمَا تَقُولُ نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ، وأقسمت عليك بالله، أي أقسم. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي} أَيْ إِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي وَلَمْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ لِأَجْلِ بُرْهَانِي."

ولا يمنع أن يكون تكون هذه الاستعاذة في الماضي والمستقبل.

" فَاللَّامُ فِي " لِي" لَامُ أَجْلٍ. وَقِيلَ: أَيْ وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي، كَقَوْلِهِ: { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ" } [العنكبوت: 26] أَيْ بِه."

إما أن يكون اللام بمعني التصديق {ما أنت بمؤمن لنا }، أو تكون اللام بمعنى الباء، ولا شك أن أصل الإيمان عند أهل العلم كما هو حقيقته اللغوية التصديق، والحقائق الشرعية لا تلغي الحقائق اللغوية، بل تبقيها وتزيد عليها قيودًا يأتي بها الشرع، كما قرر بذلك شيخ الإسلام كتاب الإيمان لا يمنع أن يكون الإيمان أصله التصديق، ثم بعد ذلك تضاف له القيود مما يقتضيه اشتراط العمل، وما أشبه ذلك، واليقين والإذعان كل هذا مما يزيد في الشرع على الحقيقة اللغوية.

"{ فَاعْتَزِلُونِ} أَيْ دَعُونِي كَفَافًا لَا لِي وَلَا عَلَيَّ، قَالَهُ مُقَاتِلٌ. وَقِيلَ: أَيْ كُونُوا بِمَعْزِلٍ مِنِّي وَأَنَا بِمَعْزِلٍ مِنْكُمْ إِلَى أَنْ يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا. وَقِيلَ: فَخَلُّوا سَبِيلِي وَكُفُّوا عَنْ أَذَايَ. وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ."

هذه الآية أصل في الاعتزال والعزلة، يعني عمن يخشى شره لاسيما في الدين؛ لأنهم إلم يؤمنوا فشرهم حاصل، {وأعتزلكم وما تدعون من دون الله}، فالعزلة أصله شرعي، لكن الخلطة أيضًا شرعية، فإذا رجا التأثير فيهم، ولم يخشَ من تأثره بهم، وهذا معروف أنه في غير الأنبياء، فهم لا يتأثرون وهم معصومون، هذا يترجح في حقه إذا رجا التأثير ولم يخشَ التأثر يترجح في حقه الخلطة، لكن العكس إذا خشي على نفسه من أن يتأثر بهم، بشرورهم، بمعاصيهم، بجرائمهم، وتأثيره فيهم قليل مثل هذا يعتزل.

"قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَدَعا رَبَّهُ} فِيهِ حَذْفٌ، أَيْ فَكَفَرُوا فَدَعَا رَبَّهُ. " أَنَّ هؤُلاءِ" بِفَتْحِ " أَنْ" أَيْ بِأَنْ هَؤُلَاءِ." قَوْمٌ مُجْرِمُونَ" أَيْ مُشْرِكُونَ، قَدِ امْتَنَعُوا مِنْ إِطْلَاقِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنَ الإيمان.
قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ } فِيهِ مَسْأَلَتَانِ:

الأولى: قوله تعالى: { فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلًا"} أَيْ فَأَجَبْنَا دُعَاءَهُ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي، أَيْ بِمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، " لَيْلًا" أَيْ قَبْلَ الصَّبَاحِ." إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ" وَقَرَأَ أَهْلُ الْحِجَازِ" فَاسْرِ" بِوَصْلِ الْأَلِفِ، وَكَذَلِكَ ابْنُ كَثِيرٍ، مِنْ سَرَى، الْبَاقُونَ: " فَأَسْرِ" بِالْقَطْعِ، مِنْ أَسْرَى. وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَتَقَدَّمَ خُرُوجُ فِرْعَوْنَ وَرَاءَ مُوسَى فِي" الْبَقَرَةِ وَالْأَعْرَافِ وَطَه وَالشُّعَرَاءِ وَيُونُسَ" وَإِغْرَاقُهُ وَإِنْجَاءُ مُوسَى، فَلَا مَعْنَى لِلْإِعَادَةِ."

يعني قصة موسى مع فرعون تكررت في القرآن في مواضع كثيرة، هي أكثر القصص تكررًا في القرآن، لكن جيء بها على وجوه مختلفة؛ منها المبسوط، ومنها المتوسط، ومنها المختصر، ومنها ما يستفاد منه أشياء، ومنه ما يستفاد أشياء أخرى.

 التكرار ليس لمجرد تكثير الكلام من غير فائدة، بل هو عين مصلحة الفائدة، كثير من الناس لا ترسخ المعلومات عنده إلا بالتكرار، وعلى كل حال تكرار القصة ليس بحروفها ، وإن كانت الفكرة واحدة وفي كل موضع من مواضعها تستلهم دروس وعبر وفوائد غير ما وجد في المواضع الأخرى.

طالب:.....تكرار بعض الآيات في كذا سورة ..

تكرار عدد من الآيات، الله –جل وعلا- لا يسأل عما يفعل، ووجودها في هذا الموضع لا بد منه، لابد من تكرارها.

" الثَّانِيَةُ: أُمِرَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْخُرُوجِ لَيْلًا. وَسَيْرُ اللَّيْلِ فِي الْغَالِبِ إِنَّمَا يَكُونُ عَنْ خَوْفٍ، وَالْخَوْفٍ يَكُونُ بِوَجْهَيْنِ: إِمَّا مِنَ الْعَدُوِّ فَيَتَّخِذُ اللَّيْل سِتْرًا مُسْدِلًا، فَهُوَ مِنْ أَسْتَارِ اللَّهِ تَعَالَى. وَإِمَّا مِنْ خَوْفِ الْمَشَقَّةِ عَلَى الدَّوَابِّ وَالْأَبْدَانِ بِحَرٍّ أَوْ جَدْبٍ، فَيُتَّخَذُ السُّرَى مَصْلَحَةً مِنْ ذَلِكَ. وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْرِي وَيُدْلِجُ، ويترفق وَيَسْتَعْجِلُ، بِحَسْبِ الْحَاجَةِ وَمَا تَقْتَضِيهِ الْمَصْلَحَةُ. وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ فَأَعْطُوا الْإِبِلَ حَظَّهَا مِنَ الْأَرْضِ»".

يعني لا تستعجلوا عليها دعوها حتى تأكل، بخلاف أيام الجدب فإنه يستعجل عليها؛ لكي تصل إلى الغاية، ولا تطول بها المدة عن الأكل.

" وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ فَبَادِرُوا بِهَا نِقْيِهَا»، وَقَدْ مَضَى فِي أَوَّلِ" النَّحْلِ"، والحمد لله.

قوله تعالى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ } قال ابن عباس:" رَهْواً" أي طريقًا. وقاله كَعْبٌ وَالْحَسَنُ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا سَمْتًا الضَّحَّاكُ وَالرَّبِيعُ: سَهْلًا. عِكْرِمَةُ: يَبَسًا؛ لِقَوْلِهِ:" {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَسا}" وَقِيلَ: مُفْتَرِقًا."

يعني القرآن يفسر بعضه ببعض، وإن اختلف في المعنى فالمراد أكثر من وصف.

"وقال مجاهد: مُنْفَرِجًا، وَعَنْهُ يَابِسًا، وَعَنْهُ سَاكِنًا، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ فِي اللُّغَةِ."

{فاضرب لهم طريقا في البحر يبسًا} استدلوا بها على أن الطريق مذكر، ما قال: يابسة، وكثير من أهل العلم يستعمله مؤنثًا، جاء في الطريق الأولى، والطريق الثانية، بالتخريج، وعلى كل حال هو يذكر ويؤنث.

" وَقَالَهُ قَتَادَةُ وَالْهَرَوِيُّ."

طالب: ....طريقًا سهلًا يابسًا يعني.......

يعني الطريق واحد، لكن له عدة أوصاف، قلنا: إن معنى رهوًا يابسًا صار وصفًا واحدًا، وإذا قلنا: إن رهوًا غير اليابس صار له عدة أوصاف.

"وَقَالَ غَيْرُهُمَا: مُنْفَرِجًا، وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: وَهُمَا يَرْجِعَانِ إِلَى مَعْنًى وَاحِدٍ، وَإِنِ اخْتَلَفَ لَفْظَاهُمَا؛ لِأَنَّهُ إِذَا سَكَنَ جَرْيُهُ انْفَرَجَ. وَكَذَلِكَ كَانَ الْبَحْرُ يَسْكُنُ جَرْيُهُ وَانْفَرَجَ لِمُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ-. وَالرَّهْوُ عِنْدَ الْعَرَبِ: السَّاكِنُ، يُقَالُ: جَاءَتِ الْخَيْلُ رَهْوًا، أَيْ سَاكِنَةً.

قَالَ:

وَالْخَيْلُ تَمْزَعُ رَهْوًا فِي أَعِنَّتِهَا ... كَالطَّيْرِ تَنْجُو مِنَ الشُّؤْبُوبِ ذِي الْبَرْد

الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ: افْعَلْ ذَلِكَ رَهْوًا، أَيْ سَاكِنًا عَلَى هَيِّنَتِكَ، وَعَيْشٌ رَاهٍ، أَيْ سَاكِنٌ رَافِهٌ. وَخِمْسٌ رَاهٍ، إِذَا كَانَ سَهْلًا. وَرَهَا الْبَحْرُ أَيْ سَكَنَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: رَهَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ يَرْهُو رَهْوًا أَيْ فَتَحَ، وَمِنْهُ قوله تعالى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً}، وَالرَّهْوُ: السَّيْرُ السَّهْلُ، يُقَالُ: جَاءَتِ الْخَيْلُ رَهْوًا. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: رَهَا يَرْهُو فِي السَّيْرِ أَيْ رَفَقَ. قَالَ الْقَطَامِيُّ فِي نَعْتِ الرِّكَابِ:

يَمْشِينَ رَهْوًا فَلَا الْأَعْجَازُ خَاذِلَةٌ ... وَلَا الصُّدُورُ عَلَى الْأَعْجَازِ تَتَّكِلُ

وَالرَّهْوُ وَالرَّهْوَةُ: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ، وَالْمُنْخَفِضُ أَيْضًا يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ، وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الرَّهْوُ: الْجَوْبَةُ تَكُونُ فِي مَحَلَّةِ الْقَوْمِ يَسِيلُ فِيهَا مَاءُ الْمَطَرِ وَغَيْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَضَى أَنْ «لَا شُفْعَةَ فِي فِنَاءٍ وَلَا طَرِيقٍ وَلَا مَنْقَبَةٍ وَلَا رُكْحٍ وَلَا رَهْوٍ»".

خرج؟ ماذا قال؟

طالب: قال: غريب، وأورده ابن الجوزي في الغريب، والزمخشري في الفائق، وابن الأثير في النهاية بدون إسناد، ولم أقف له على سند حتى البيهقي لم يذكره في بحث الشفعة مع كثرة ما ذكره في ذلك.

فيه ألفاظ غريبة يعتني به أهل الغريب، لكن عليهم ألا يعتنوا إلا بما ثبت عن النبي –عليه الصلاة والسلام-؛ لأنهم يفسرون حديثه.

" وَالْجَمْعُ رِهَاءٌ. وَالرَّهْوُ: الْمَرْأَةُ الْوَاسِعَةُ الْهَنِ. حكاه النضير بْنُ شُمَيْلٍ. وَالرَّهْوُ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ، وَيُقَالُ: هُوَ الْكُرْكِيُّ. قَالَ الْهَرَوِيُّ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ" رَهْواً" مِنْ نَعْتِ مُوسَى- وَقَالَهُ الْقُشَيْرِيُّ- أَيْ سِرْ سَاكِنًا عَلَى هَيِّنَتِكَ، فَالرَّهْوُ مِنْ نَعْتِ مُوسَى وَقَوْمِهِ لَا مِنْ نَعْتِ الْبَحْرِ، وَعَلَى الْأَوَّلِ هُوَ مِنْ نَعْتِ الْبَحْرِ، أَيِ اتْرُكْهُ سَاكِنًا كَمَا هُوَ قَدِ انْفَرَقَ فَلَا تَأْمُرْهُ بِالِانْضِمَامِ حَتَّى يَدْخُلَ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ.

قَالَ قَتَادَةُ: أَرَادَ مُوسَى أَنْ يَضْرِبَ الْبَحْرَ لَمَّا قَطَعَهُ بِعَصَاهُ حَتَّى يَلْتَئِمَ، وَخَافَ أَنْ يَتْبَعَهُ فِرْعَوْنُ فَقِيلَ لَهُ هَذَا. وَقِيلَ: لَيْسَ الرَّهْوُ مِنَ السُّكُونِ بَلْ هُوَ الْفُرْجَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، يُقَالُ: رَهَا مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ أَيْ فُرِجَ. فَقَوْلُهُ:" رَهْواً" أي منفرجًا. وقال الليث: الرهو، ومشي فِي سُكُونٍ، يُقَالُ: رَهَا يَرْهُو رَهْوًا فَهُوَ رَاهٍ. وَعَيْشٌ رَاهٍ: وَادِعٌ خَافِضٌ. وَافْعَلْ ذَلِكَ سَهْوًا رَهْوًا، أَيْ سَاكِنًا بِغَيْرِ شِدَّةٍ. وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ آنِفًا.

" إِنَّهُمْ" أَيْ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، { جُنْدٌ مُغْرَقُونَ} أُخْبِرَ مُوسَى بِذَلِكَ؛ لِيَسْكُنَ قَلْبُهُ."

وهذه بشارة لموسى وقومه؛ لأنهم خافوا أن يدركوهم، ولما قيل: إنهم جند مغرقون اطمأن موسى ومن معه.

طالب: بالنسبة إلى الرهوي.

بالنسبة إلى البلد؟ الرُّهاوي بالضم.

"قَوْلُهُ تَعَالَى: { كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ} كم" للتكثير. وَقَدْ مَضَى الْكَلَامُ فِي مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ فِي" الشُّعَرَاءِ" مُسْتَوْفًى".

 وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ" النَّعْمَةُ (بِالْفَتْحِ) التَّنْعِيمُ، يُقَالُ: نَعَّمَهُ اللَّهُ وَنَاعَمَهُ فَتَنَعَّمَ. وَامْرَأَةٌ مُنَعَّمَةٌ وَمُنَاعَمَةٌ، بِمَعْنًى. وَالنِّعْمَةُ (بِالْكَسْرِ) الْيَدُ وَالصَّنِيعَةُ وَالْمِنَّةُ وَمَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكَ وَكَذَلِكَ النُّعْمَى فَإِنْ فَتَحْتَ النُّونَ مَدَدْتَ وَقُلْتَ: النَّعْمَاءُ. وَالنَّعِيمُ مِثْلُهُ وَفُلَانٌ وَاسِعُ النَّعْمَةِ، أَيْ وَاسِعُ الْمَالِ، جَمِيعُهُ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: الْمُرَادُ بِالنَّعْمَةِ نِيلُ مِصْرَ، وقال ابْنُ لَهِيعَةَ: الْفَيُّومُ. وقال ابْنُ زِيَادٍ: أَرْضُ مِصْرَ؛ لِكَثْرَةِ خَيْرِهَا. وَقِيلَ: مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ السَّعَةِ وَالدَّعَةِ. وَقَدْ يُقَالُ: نِعْمَةٌ وَنَعْمَةٌ (بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِهَا)، حَكَاهُ الْمَاوَرْدِيُّ.

قَالَ: وَفِي الْفَرْقِ بَيْنَهُمَا وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا- أَنَّهَا بِكَسْرِ النُّونِ فِي الْمُلْكِ، وَبِفَتْحِهَا فِي الْبَدَنِ وَالدِّينِ، قَالَهُ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ.

الثَّانِي: أَنَّهَا بِالْكَسْرِ مِنَ الْمِنَّةِ وَهُوَ الْإِفْضَالُ وَالْعَطِيَّةُ، وَبِالْفَتْحِ مِنَ التَّنْعِيمِ وَهُوَ سَعَةُ الْعَيْشِ والراحة، قاله ابن زياد.

قُلْتُ: هَذَا الْفَرْقُ هُوَ الَّذِي وَقَعَ فِي الصِّحَاحِ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ. وَقَرَأَ أَبُو رَجَاءٍ وَالْحَسَنُ وَأَبُو الْأَشْهَبِ وَالْأَعْرَجُ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ:" فَكِهِينَ" بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَمَعْنَاهُ أَشِرِينَ بَطِرِينَ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: فكه الرجل (بالكسر)، فهو فكه إذا كان طَيِّبَ النَّفْسِ مَزَّاحًا. وَالْفَكِهُ أَيْضًا الْأَشِرُ الْبَطِرُ. وقرئ: "وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَكِهِينَ" أَيْ أَشِرِينَ بَطِرِينَ. و"فاكِهِينَ" أَيْ نَاعِمِينَ. الْقُشَيْرِيُّ:" فاكِهِينَ" لَاهِينَ مَازِحِينَ، يُقَالُ: إِنَّهُ لَفَاكِهٌ أَيْ مَزَّاحٌ. وَفِيهِ فُكَاهَةٌ أَيْ مَزْحٌ. الثَّعْلَبِيُّ: وَهُمَا لُغَتَانِ كَالْحَاذِرِ وَالْحَذِرِ، وَالْفَارِهِ وَالْفَرِهِ. وَقِيلَ: إِنَّ الْفَاكِهَ هُوَ الْمُسْتَمْتِعُ بِأَنْوَاعِ اللَّذَّةِ كَمَا يَتَمَتَّعُ الْآكِلُ بِأَنْوَاعِ الْفَاكِهَةِ، وَالْفَاكِهَةُ: فَضَلٌ عَنِ الْقُوتِ الَّذِي لَا بُدَّ مِنْهُ".

يعني كمال، ليس من الضروريات، وإنما من الكماليات، وحال المسلم لاسيما طالب العلم عليه أن يكون متوسطًا في أموره؛ لأنه يلاحظ بين المسلمين وبين طلاب العلم هم إما إفراط أو تفريط، إما عبوس وتكدر في حياة الشخص وحياة من حوله، أو إفراط في مزاح والضحك والتنكيت وغير ذلك؛ يعني النبي –عليه الصلاة والسلام – أنه كان يمزح ولا يقول إلا حقًّا، لكن أن تكون حياته كلها مزاحا وجلها مزاحًا، الأصل في حياته الجد، لكنه قد ينفث، قد يروح عن نفسه وعمن حوله، لذا طالب العلم عليه أن يروح عن نفسه بين الثانية والأخرى، لكن لا يخرج عن حدود الأدب المقرر شرعًا.

 له أن يخاطب ويحادث ويجالس ويسافر، وله أن يتنزه، وله أن يقرأ ما فيه متعة واستلذاذ واستجمام، إضافة إلى ما هو بصدده من تحصيل العلوم الشرعية عن الوحيين وما يخدم الوحيين، له أيضًا أن يقرأ فيما يروح عن نفسه من كتب التواريخ، كتب الأدب وغيرها.

 على كل حال على الإنسان أن يتوسط في كل أموره، لكن كثيرًا من الناس لا يستطيع أن يضبط نفسه، لا يستطيع أن يضبط نفسه، فإذا مزح قليلاً يجر ويستمر، فتجد بعض الناس يحزم على نفسه من هذه الجمعة يقول: أنا إذا بدأت خلاص؛ لأن بعض الناس يقترح على بعض يقول: لو يكون سهرك ليلة في الأسبوع أو مثلاً ساعة من كل ليلة؛ لأن البعض يمكن أن يحزم نفسه، يضبط نفسه على ساعة، وإذا انتهى خلاص انتهى، لا، بعض الناس ما ينتهي، فتجد بعض الناس يكون عنده ردة فعل، فيحسم المادة بالكلية، ويحرم نفسه، ويحرم من حوله من هذه المتعة التي أبيحت له.

 وعلى كل حال الدين وسط، دين الله بين الغالي والجافي، وعلى الإنسان أن ينتبه لمثل هذه الأمور، لكن لا يزج ويمضي الأوقات الطويلة باعتبار أنه يستجم، أو يروح عن نفسه، أو كذا، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- كان يمزح، أو كذا، لا، الأصل في المسلم أنه جاد، «احرص على ما ينفعك«، هذا الأصل، لكن ما ينفعك قد لا تصل إليه إلا بوسائل ترويح؛ لأن القلوب إذا ملت كلت.

 هنا أحسن ما يقرأه طلاب العلم في التواريخ من أجل شيء من الاستجمام والراحة والمتعة والعبرة، بعض كتب الأدب العفيف يحسن بطالب العلم أن يقرأ بها، ويطارحها مع زملائه، هذا شيء جيد، لكن الأصل أن طالب العلم يصرف همته وجل وقته إلى ما هو بصدده من كتاب الله وسنة نبيه -عليه السلام- وما يخدم نصوص الوحيين.

طالب: كلمة النعمة بالفتح هذا في القرآن مع الكفار..

{ ونعمة كانوا}.

طالب: لكن { ذرني والمكذبين أولي النَعمة } وما هي .......

ماذا؟

طالب: كيف يقولون: وبفتحها في البدن والدين؟

على كل حال هذه الفروق الدقيقة التي يبديها بعض أهل العلم، وقد يقولون: إن بعض التطبيقات ما يكون هذا هو الأصل، ولو رجعت إلى الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري وجدت شيئًا من هذا.

طالب:..........

إذا ثبتت في القراءة السبعية فما فيه إشكال، لكن لابد من ثبوتها، ولا يكفي صحة المعنى.

"قوله تعالى: {كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ }".

فاكهين يعني فاعلين، معناها مفعول. فاكه وفَكه.

طالب: لأن الفعل ليس منه..

أين؟

طالب: من الله وأنه فكه..

كل شيء من الله، إذن ليس للإنسان شيء إذا قلنا بهذا.

طالب: فاكهين بمعنى فاعلين، معناه مفعول.

يعني مفكهة إذا اعتمدنا هذا ألغينا اسم الفاعل من كثير من التصرفات.

طالب:...في مكتبات المساجد.

لأنه ينصب الفعل إلى الله -جل وعلا- باعتبار أنه هو الأصل فيه، وهو الموجد له، وينسب للمباشر له وإن كان في الأصل ليس منه.

طالب: في مكتبات المساجد داخل مسجد يعرض كتب لكتب الأدب.

على كل حال كتب الأدب تعين، لكن يبقى أنها لابد أن تكون عفيفة، ما يكون فيها شيء من السخف.

""قوله تعالى: {كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ }".

لكن أحيانًا قد يحتاج إلى بعض الألفاظ، وإن كان فيها شيء من الإسفاف.

طالب: كتب التفسير أحيانًا....

مر علينا، مر علينا كثيرًا، مر علينا ويمر في الشواهد أشياء، يعني يحتاج إليها ومن أسوأ كتب الأدب الأغاني، ومع ذلك وجدنا نسخًا عليها بعض خطوط أهل العلم، وجدنا استنباطًا في كتب أهل العلم من هذا الكتاب واستدلالًا بما جاء فيه لا على سبيل الاحتجاج، لكن القصة تتضمن شيئًا يستفاد منه في علوم أخرى، كما مر بنا مرارًا في قوله: بين يدي عدل من ألفاظ التجريح التي كان الحافظ العراقي يظنها لفظ تعديل، بحثوا فوجدوا ما يدل على أنها من أسوء ألفاظ التجريح، ففي الأغاني في قصة طاهر، القائد الطاهر كان على مائدة مع الرشيد مع بعض أولاده، فالرشيد له ولد اسمه إبراهيم صغير، أخذ هندبات فضرب بها عين طاهر، كان طاهر أعور، ضرب السليمة فشكاه إلى أبيه فقال: أتضرب هذه والأخرى بين يدي عدل؟ سمعنا أنها تالفة ثم بعد ذلك مسك طرف الخيط، وبحث عن العدل من هو؟ فوجد أنه العدل بن جزء بن سعد العشيرة، كما ذكره بن قتيبة في أدب الكاتب قالوا: هذا على شرطة تبع إذا سلم إليه الرجل معناه أنه مقتول، الذي يراد قتله يسلم للعدل هذا فقالوا: بين يدي عدل، يعني هالك، ومن أين عرفنا المعنى إلا من خلال القراءة في هذه الكتب؟

طالب:..............

مثله نعم وعلى شرطة تبع.

طالب:.........

ماذا أطلقه منه؟

طالب:........

قيلت في جبارة بن المغلس في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، في جبارة بن المغلس.

"قوله تعالى: {كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَد} قَالَ الزَّجَّاجُ: أَيْ الْأَمْرُ كَذَلِكَ، فَيُوقَفُ عَلَى " كَذلِكَ". وَقِيلَ: إِنَّ الْكَافَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ، عَلَى تَقْدِيرٍ نَفْعَلُ فِعْلًا كَذَلِكَ بِمَنْ نُرِيدُ إِهْلَاكَهُ وَقَالَ الْكَلْبِيُّ:" كَذلِكَ" أَفْعَلُ بِمَنْ عَصَانِي وَقِيلَ:" كَذلِكَ" كَانَ أَمْرُهُمْ فَأُهْلِكُوا، { وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ} يَعْنِي بَنَى إِسْرَائِيلَ، مَلَّكَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى أَرْضَ مِصْرَ بَعْدَ أَنْ كَانُوا فِيهَا مُسْتَعْبَدِينَ، فَصَارُوا لَهَا وَارِثِينَ؛ لِوُصُولِ ذَلِكَ إِلَيْهِمْ كَوُصُولِ الْمِيرَاثِ. وَنَظِيرُهُ { وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا" } [الأعراف: 137] الآية."

يكفينا الوقت لشرح الآية؟

طالب: هل يوجد تعليق...؟

لا، هو المخطط له أن نقف في الدرس القادم ننهي السورة ونقف على الجاثية في الدرس القادم، الجمعة نتوقف، عندنا الأسبوع القادم دورة يكون فيها شيء من المشقة مع الدرس.

طالب:............

نعم.

طالب: ........

على كل حال لو نسرد الباقي سردًا في الجمعة، إن شاء الله تعالى.

 وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم......

"