كتاب بدء الوحي (058)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إتمامًا لما بدأنا به في الدرس الماضي حول تنزيل القرآن في شهر رمضان، وهل المراد تنزيل القرآن جملة إلى السماء الدنيا لبيت العزة، أو أن المراد ابتداء التنزيل، وبقية القرآن نزل في غير رمضان، في رمضان وفي غيره؟
تقدم نقل شيء من كلام أهل العلم في هذه المسألة، ونتابع النقل، فإذا انتهينا نخلص –إن شاء الله تعالى- إلى القول المرجح.
يقول ابن حجر في "فتح الباري": "يؤخذ من هذا الحديث –يعني حديث عائشة وابن عباس- رضي الله عنهم- قال: لبث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بمكة عشر سنين، ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشر سنين".
يؤخذ من هذا الحديث ما يتعلق بالترجمة، يقول: "والترجمة باب: كيف نزل الوحي، وأول ما نزل، أنه نزل مفرقًا ولم ينزل جملة واحدة، أنه نزل مفرقًا ولم ينزل جملة واحدة". هذا أمر مقطوع به بالنسبة لنزوله على النبي –عليه الصلاة والسلام- وتنزيله عليه، ودلَّت على ذلك نصوص الكتاب والسُّنة، والواقع يقطع بهذا.
قال: "ولعله أشار إلى ما أخرجه النسائي وأبو عبيد والحاكم من وجهٍ آخر، عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر. أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر". يعني: هذا اعتمادًا على قول ابن عباس. "ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة، وقرأ {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ} [الإسراء:106] الآية، وفي روايةٍ للحاكم والبيهقي في "الدلائل" فرِّق في السنين وفي أخرى صحيحة لابن أبي شيبة والحاكم أيضًا: وضع في بيت العزة في السماء الدنيا، فجعل جبريل ينزل به على النبي –عليه الصلاة والسلام- وإسناده صحيح". ووقع في "المنهاج"  للحليمي أن جبريل كان ينزل منه من .."أن جبريل كان يُنزل منه من اللوح المحفوظ في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، قدر ما ينزل به على النبي –عليه الصلاة والسلام- في تلك السنة." أن جبريل كان ينزل منه من اللوح المحفوظ. يعني: لا من كلامٍ يسمعه من الله –جل وعلا-، وهذا الكلام مخالف لقول أهل السنة قاطبة لأئمة الهدى لسلف هذه الأمة وأئمتها.
"ينزل منه من اللوح المحفوظ ليلة القدر إلى السماء الدنيا، قدر ما ينزل به على النبي –عليه الصلاة والسلام- في تلك السنة، إلى ليلة القدر التي تليها. أنزل كله في عشرين ليلة من عشرين سنة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، وهذا أورده ابن الأنباري من طريق ضعيف ومنقطعة أيضًا".
"وما تقدم من أنه أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم أنزل بعد ذلك مفرقًا، يقول ابن حجر: هو الصحيح المعتمد. ما تقدم من أنه أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم أنزل بعد ذلك مفرقًا هو الصحيح المعتمد".
"وحكى الماوردي في تفسيره لليلة القدر: أنه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة، وأن الحفظة نجمته على جبريل في عشرين ليلة".
يعني: أن جبريل لم يأخذه من الله –جل وعلا- مباشرة.
يقول: "نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة، والحفظة نجمته على جبريل في عشرين ليلة، وجبريل نجمه على النبي –عليه الصلاة والسلام- في عشرين سنة، قال ابن حجر: وهذا غريب، والمعتمد أن جبريل كان يعارض النبي –صلى الله عليه وسلم- في رمضان". يعني: كما في حديث الباب. "بما ينزل عليه بطول السنة، كذا جزم به الشعبي فيما أخرجه عنه أبو عبيد وابن أبي شيبة بإسنادٍ صحيح".
ثم قال ابن حجر: "في معارضة جبريل للنبي –صلى الله عليه وسلم- بالقرآن في شهر رمضان حكمتان إحداهما: تعاهده، والأخرى: تبقية ما لم ينسخ ورفع ما نسخ. فكان  رمضان ظرفًا لإنزاله جملة وتفصيلاً وعرضًا". فكان رمضان ظرفًا لإنزاله جملة إلى بيت العزة، وتفصيلاً إلى النبي –عليه الصلاة والسلام- وهذه هي البداية، وعرضًا.

وفي "الاتقان" للسيوطي، يذكر الحكمة من إنزاله جملة، السيوطي يذكر تنبيهات منها: الحكمة من إنزاله جملة، يقول: "قيل: السرُّ في إنزاله جملة إلى السماء تفخيم أمره، وأمر من نزل عليه، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب المنزَّلَة على خاتم الرسل لأشرف الأمم، قد قربناه إليهم لننزله عليهم، ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجمًا بحسب الوقائع لهُبط به إلى الأرض جملة". يعني: كسائر الكتب. "كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله باين بينه وبينها". يعني: غاير بين القرآن وبين الكتب المنزلة التي أنزلت جملة. "فجعل له الأمرين، إنزاله جملةً، فيكون مثل الكتب، ثم إنزاله مفرَّقًا، تشريفًا للمنزل عليه، ذكر ذلك أبو شامة في "المرشد الوجيز".
ما وجه التعظيم والتفخيم في إنزاله جملة إلى بيت العزة؟ ما وجه التعظيم والتفخيم ورفعة الشأن لهذا القرآن المنزل، ولمن أنزل عليه، ومن أنزل لهم من الأمة؟
هذه الأمة التي القرآن شرفٌ لها، كما قال الله -جل وعلا- {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف:44]، يعني: شرف للرسول –عليه الصلاة والسلام- ولأمته، يعني: إنزاله جملة إلى السماء الدنيا، يعني: لولا أن الحكمة اقتضت أن ينزل منجمًا لنزل جملة على النبي –عليه الصلاة والسلام- كما جاء موسى –عليه السلام- بالألواح التي كتبها الله –جل وعلا- بيده.
طالب:......
ماذا؟
طالب:....
نعم.
طالب:....
نعم، الملائكة تدخله كل يومٍ سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم.
يقول: "لولا الحكمة في إنزاله منجما". يعني: كونها مصلحة راجحة. "لأنزل كغيره من الكتب". الآن شارك الكتب السابقة في إنزاله جملة إلى البيت المعمور إلى  بيت العزة، في السماء الدنيا، شارك الكتب "أنزل جملة" ثم بعد ذلك أنزل مفرقا على النبي –عليه الصلاة والسلام- طيلة حياته بعد البعثة. يقول: "تفخيم أمره، وأمر من نزل عليهِ". كونه ينزل جملة تفخيم؟ تفخيم مفهوم هذا أن الكتب التي أنزلت جملة أفضل من الكتب التي أنزلت منجمة، يفهم هذا ولَّا ما يُفهم؟
طالب:...
كيف؟
طالب:...
"كون إنزاله جملة إلى السماء تفخيم أمره وأمر من نزل عليه". يعني كون موسى عليه السلام نزل بالتوراة جملة، يعني مر من بين الملائكة ومعه التوراة مرة واحدة، لكن هذا القرآن أودع في بيت العزَّة يراه كل من يدخل هذا البيت وعرفنا عدد من يدخل هذا البيت، أمم وخلائق لا يحصيهم إلا الله –جل وعلا- من الملائكة، يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه مرة ثانية آخر ما عليهم إلى قيام السَّاعة، ثم بعد ذلك كون جبريل ينزل به منجما من الله –جل وعلا- بعد أن يسمعه من كلامه شرفٌ آخر. فهو منزل جملة ومنزل أيضًا منجمًا، مما لا يشركه فيه غيره من الكتب، فهو أفضل الكتب، والرسول الذي أنزل عليه أفضل الخلق والأمة التي نزل لها خير أمة أخرجت للناس، وقال الحكيم الترمذي: "أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا تسليمًا منه للأمَّة ما كان أبرز لهم من الحظِّ بمبعث محمدٍ –صلى الله عليه وسلم- وذلك أن بعثته كانت رحمةً، فلما خرجت الرَّحمة بفتح الباب، جاءت بمحمدٍ –صلى الله عليه وسلم- وبالقرآن ووضع القرآن ببيت العزة في السماء الدُّنيا ليدخل في حدِّ الدنيا، ووضعت النبوَّة في قلب محمد وجاء جبريل بالرسالة، ثم الوحي، كأنه أراد تعالى أن يسلم هذه الرحمة التي كانت حظ هذه الأمة من الله إلى الأمة".
كلام واضح ولَّا مو بواضح؟
مم
كلام مقبول ولَّا غير مقبول؟
ممم
هو الحكيم هذا معروف أن عنده مخالفات، عنده مخالفات، مخالفات كبيرة في الاعتقاد، وهو يرى أن الولاية لها شأن عظيم، قريبًا من النبوة أو.. المقصود أن كلامه ليس بمقبول أصلًا في مسألة الولاية والنبوة، وكُتب كتب في الولاية عند الحكيم الترمذي، هذا غير الإمام محمد بن عيسى الترمذي صاحب السنن، صاحب "النوادر" نوادر الرسول، وأي خبرٍ يتفرد به فهو ضعيف عند أهل العلم، فليس من أهل الخبر، وليس من أهل الأثر، المقصود: أن كلامه يعني فيه ما فيه.
وقال السخاوي في "جمال القراء"، السخاوي معروف السخاوي، أيش له من الكتب؟
طالب:...
لا، هذا غير، هذا متقدم هذا، هذا علم الدين السخاوي، القارئ المشهور، له كتاب اسمه "جمال القراء" مطبوع، هذا علم الدين السخاوي، يقول في "جمال القراء" في نزوله إلى السماء جملة: "تكريم بني آدم، وتعظيم شأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله بهم، ورحمته لهم، ولهذا المعنى أمر سبعين ألفا من الملائكة أن تشيع سورة "الأنعام" وزاد –سبحانه- في هذا المعنى بأن أمر جبريل بإملائه على السفرة الكرام، وإنساخهم إياه، وتلاوتهم له. {فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ *مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ} [عبس:13-16]، قال: وفيه أيضا التسوية بين نبينا –صلى الله عليه وسلم- وبين موسى –عليه السلام- في إنزاله كتابه جملة، والتفضيل لمحمد في إنزاله عليه منجما ليحفظه، فهو مشارك للكتب السابقة ويزيد عليها أنه نزل منجما"؛ لحكمٍ ومصالح عظيمة؛ لأن كون النازل يرتبط بسببه لا شك أن هذا له وقع في القلب وفي النفس. يعني: لو أنزل جملة، يعني: ننظر وضعنا مع القرآن، ووضع من جاء قبلنا إلى عصره –عليه الصلاة والسلام- مع من نزل عليهم القرآن في عصره –عليه الصلاة والسلام- يعني: هل الوضع واحد؟ هل تعظيمنا للقرآن مثل تعظيمهم إياه؟ هل فهمنا للقرآن مثل فهمهم إياه؟ تلقينا القرآن جملة واحدة، وهم نزل القرآن على نبيه –عليه الصلاة والسلام- وهو حوله منجما مؤقتًا، كل حادثة ينزل فيها ما يناسبها، نحن تلقينا القرآن جملة واحدة، يعني: ما أخذناه بالتدريج مثلهم، وما ربطنا الأسباب بما نزل فيها؛ لأننا لو نظرنا في أسباب النزول؛ لأن سبب النزول من أعظم ما يعين على فهم النازل، يعرفون أن هذه الآية نزلت في كذا، فهم يفهمونها، ربط النازل بسببه يعين على الفهم، فهذه مزية ما حصلت للأمم السابقة، طيب: قد يقال: إن ما بعد وقت التنزيل بوفاته –عليه الصلاة والسلام- ما في فرق بينه وبين الأمم السابقة. لما كتب عثمان المصاحف ووزعها على الأمصار صرنا مثل الأمم السابقة، ارتفعت حكمة تنزيل القرآن منجما. نقول: ما ارتفعت؛ عندنا ما يعيننا على ذلك، وعندنا ما يعيدنا إلى العهد الأول، من كتب أسباب النزول، وما ذكر في التفاسير، فالذي يريد أن يأخذ القرآن كما أخذه الصحابة فليرجع إلى هذه الكتب.
طالب:.............
من أي وجه؟
طالب:.......
إي
طالب:.......
هو إذا قلنا: أن خبر ابن عباس صحيح -وهو قول جماهير أهل العلم- وأنه نزل إلى بيت العزة، إعجاز، كتابته في اللوح المحفوظ قبل ذلك، {وّإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء:196] بعد ذلك، إعجاز قائم، لكن لا بد أن نعرف الربط بين هذه الآيات النازلة وبين ما نزلت بسببه؛ لأن هذا الذي يرسخ العلم بهذه الطريقة، ربط كل شيء بسببه، ولذلك قالوا أيضا: الاهتمام بأسباب ورود الحديث؛ لأنه قد يكون في الحديث اختصار وطي لا يُفهم معه الحديث على الوجه المطلوب، إذا رجعنا إلى سببه استفدنا فائدة كبيرة، وقد يكون هناك تعارض بين نصوص يحلها معرفة السبب. وإذا عرف السبب بطل العجب.
طالب:.............
هاه؟
طالب:............
أيضا: لو نزل القرآن جملة واحدة على أمَّة أميَّة لا يقرأون ولا يكتبون، وفيهم كبار السن.
طالب:.....
يصعب عليهم؛ ولذا نزل في أول الأمر على سبعة أحرف.
قال أبو شامة: "فإن قلت فقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}
[القدر:1]، من جملة القرآن الذي نزل جملة أم لا؟"
يعني: هل من جملة القرآن الذي نزل جملة سورة "القدر"؟
لأنه يخبر عن أمر سابق، عُرف السؤال؟ يقول: "فإن قلت فقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}" يعني: هل نزلت هذه السورة مع القرآن جملة؟
طالب:....
هاه؟
طالب:....
أيش معنى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}؟
طالب:.....
كيف؟
طالب:......
هو الآن يخبر عن أمرٍ مضى، عن أمر مضى، فهل سورة القدر التي جاء فيها هذا الخبر من.. هذا الإشكال الذي أورده أبو شامة، بيجيب عليه، لكن أنا أريد أن أقرر ما يريد طرحه.
"فإن قلت: فقوله تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} من جملة القرآن الذي نزل جملة أم لا؟ فإن لم يكن منه فما نزل جملة، وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟ فما وجه صحة هذه العبارة؟"
كلام يعني وجيه، وسؤال له حظ من النظر.
"قلت: له وجهان":
طالب:......
ممم
طالب:....
الله أعلم، لكنه بعد البعثة نعم.
طالب:.....
ذكرنا مرارا في المناسبات أن الفعل الماضي يطلق ويراد به أحد ثلاث أمور:
الأول: الإخبار عن شيء مضى في الزمن الماضي، وأنه وقع وانتهى وفُرغ منه.
الثاني: الشروع في الفعل.
الثالث: إرادة الفعل.
"قلت: له وجهان:
احدهما: أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا، وقدرناه في الأزل.
والثاني: أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال.
{أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل:1]"، يأتي الماضي ويراد به الاستقبال. لماذا؟ لتحقق الوقوع، فكأن ما سيحدث في المستقبل قد حدث بالفعل.
"والثاني: أن لفظه لفظ الماضي ومعناه الاستقبال، أي: ننزله جملة في ليلة القدر، انتهى".
الثاني: -أي التنبيه الثاني للسيوطي-يقول: "قال أبو شامة أيضا: إن نزوله جملة إلى السماء الدنيا قبل ظهور نبوته –صلى الله عليه وسلم- ويحتمل أن يكون بعدها".
"قلت: الظاهر هو الثاني، وسياق الآثار السابقة عن ابن عباس صريح في ذلك".
ثم ذكر أشياء تتعلق بالتنزيل. نعم.
طالب:....إذا كان في ليلة القدر في نفس الليلة
أي، وافقت ليلة القدر..
طالب:....
إي، نعم وين؟
لا يلزم أن تكون في هذه السنة.
طالب:...
إنما بعد البعثة.
طالب: المراد بها نزول..
 
في زمن ما قبل، يعني.. شوف وش يقول الآن: يقول: "الظاهر أن نزوله جملة إلى السماء الدنيا قبل ظهور نبوته –عليه الصلاة والسلام- قال: ويحتمل أن يكون بعدها. قلت: الظاهر هو الثاني". لكن هل هناك ليلة قدر قبل بعثته –عليه الصلاة والسلام- أو هذه من خصائص هذه الأمة بعد بعثته –عليه الصلاة والسلام- هذا هو المتعين، ما في ليلة قدر.
طالب:... نزل..
إي؛ لأن ما مر رمضان ثاني قبل التنزيل، قبل نزول "اقرأ" الإشكال في الستة أشهر من ربيع إلى رمضان، قالوا: أن هذا هو وقت الرؤية الصادق.
 هنا يقول أيضا: تذنيب: ما تقدم في كلام هؤلاء من أن سائر الكتب أنزلت جملة، وهو مشهور في كلام العلماء وعلى ألسنتهم حتى كاد أن يكون إجماعا وقد رأيت بعض فضلاء العصر أنكر ذلك، وقال: إنه لا دليل عليه بل الصواب أنها نزلت مفرقة كالقرآن.
وأقول: الصواب الأول من الأدلة على ذلك، آية الفرقان السابقة.

أطال السيوطي حول هذه المسائل.
طالب: كتاب السنن.
هنا للشيخ  ابن عثيمين –رحمة الله عليه- كلام في المسألة حول قوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة:185].
يقول: هل المراد بالقرآن الجنس فيشمل بعضه، أو المراد به العموم فيشمل كله؟
قال بعض أهل العلم: أن "أل" للعموم فيشمل كل القرآن، وهذا هو المشهور عند كثير من المفسرين المتأخرين، وعلى هذا القول يشكل الواقع؛ لأن الواقع أن القرآن نزل في رمضان وفي شوال وفي ذي القعدة وفي ذي الحجة.
يعني: هذا تقدم في كلام أهل العلم، في جميع الشهور ولكن أجابوا عن ذلك: بأنه روي عن ابن عباس –رضي الله عنهما- أن القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في رمضان، وصار جبريل يأخذه من هذا البيت. هذا الكلام فيه ما فيه. جبريل يسمعه من الله –جل وعلا- بكلام يسمع من الله –جل وعلا-، وصار جبريل يأخذه من هذا البيت فينزل به على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لكن هذا الأثر ضعيف، يعني: كتابات العلماء حول هذا الأثر وأنه نزل جملة وأن جبريل يأخذه من هذا النازل لا من الله –جل وعلا- يوافق بعض معتقداتهم في أن الله –جل وعلا- تكلم في الأزل ولا يتكلم، وأن كلامه –جل وعلا- واحد، وأن الكتب المنزلة على الأنبياء واحد، كتاب واحد، عبارة عن كتاب واحد، إلا أنها تختلف باختلاف اللغات، يعني: كتابته بالعربية تعني القرآن، بالعبرية تعني التوراة، بالسريانية تعني إنجيل، وهكذا.
لكن هذا الأثر ضعيف، لكن هذا الأثر ضعيف ولهذا الصحيح أن "أل" هنا للجنس وليست للعموم، وأن معنى: {أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة:185] ابتدئ فيه إنزاله كقوله –جل وعلا- {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} [الدخان:3]، وقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}
[القدر:1]، يعني: ابتدأنا إنزاله، وهذا قول معتبر عند أهل العلم، وله حظ من النظر، وما في شك أنه إذا ابتدئ إنزاله فقد أنزل.
القرآن: يعني بعضه.
وبعضه أنزل في بقية الأشهر، لكن الكلام في تضعيف الخبر من جهة، وإذا صحَّ هذا الخبر هل يكون من ما لا مجال للرأي فيه فيجزَم بأن النبي –عليه الصلاة والسلام- بأن ابن عباس أخذه من النبي –عليه الصلاة والسلام- لأن هل يتصور أنه قال: إن هذا ما يمكن أن يتلقى من أهل الكتاب؟ هاه؟
طالب:..............
أخذوا ابن عباس وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص.
طالب:....
هاه؟
طالب:.....
ينكر لكن ما يمنع أنه يستفيد يعني.
صححه، صححه غيره من أهل العلم، لكن أقول: هذا الخبر، وما فيه ولا رواية واحدة تنص على أنه يرفعه إلى النبي –عليه الصلاة والسلام- فيُقال: هذا الخبر هل للاجتهاد فيه حظ، هل للرأي فيه مجال؟ لا، الاحتمال: هل أخذه من النبي –عليه الصلاة والسلام- أو من غيره من أهل الكتاب، وهل يتصور أن أهل الكتاب يعرفون مثل هذ؟ من خلال كتبهم؟
طالب:.............
أو نقول: إن ابن عباس اجتهد، لينزِّل الآية على الواقع. يعني: ما يمكن أن يُقال: أن القرآن نزل جملة في رمضان. {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة:185] يعني: هل القرآن الكامل أنزل في شهر رمضان على الرسول –عليه الصلاة والسلام-؟ إذًا لا بد من حمل الآية على وجهٍ يصح، فيمكن أن يقال مثل هذا اجتهادًا منه –رضي الله عنه- ممكن ولَّا لا؟ يعني لا بد أن تصرف مع الآية، آية، الواضح من الآية {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة:185] ما قال: أنزل فيه قرآن.
طالب:........ اللوح المحفوظ ..أو ننسب إلى ..
والله ما أدري، الحقيقة مثل هذا النص قد يستفيد منه بعض المبتدعة ويلبِّسون به على الناس. نعم.
طالب:......... ما يقال يعني..
شو؟
طالب:... أقول ما يقال .. ابن عباس
لابد من حمله على وجهٍ يصح إذا صححناه؛ لأن ابن عباس دعا له النبي –عليه الصلاة والسلام-
طالب: أحسن الله إليك..
شو؟
طالب:.........
ابتدأ التنزيل سورة "اقرأ" نزلت في رمضان، ابتدأ التنزيل في رمضان، والقحطاني يقول:

....................

 

وبداية التنزيل في رمضان


ذكرناه أمس، وفيه نقول: تدلُّ على هذا.
طالب:....
نعم، وصح عن الشعبي هذا.
يقول الألوسي في تفسيره: "{الذي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة:185] ابتدئ فيه إنزاله، وكان ذلك ليلة القدرِ، قاله ابن إسحاق، وروي عن ابن عباس –رضي الله عنهما- وابن جبير والحسن أنه أنزل فيه جملة إلى السماء الدنيا، ثم نزل منجمًّا إلى الأرض في ثلاثٍ وعشرين سنة، وقيل: أُنزل في شأنه القرآن". أنزل في شأن شهر رمضان القرآن، "وقيل: أُنزل في شأنه القرآن، وهو قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة:182]، وأخرج الإمام أحمد"، فذكر الحديث السابق الذي ذكرناه في كلام ابن كثير أن التوراة نزلت في كذا، والإنجيل نزل في كذا، والقرآن نزل في كذا، ثم قال: "ولما كان بين الصوم ونزول الكتب الإلهية"، وهذا بناءً على أن الكتب الإلهية كلها نزلت في رمضان، على خبر الإمام أحمد، ثم قال: "ولما كان بين الصوم ونزول الكتب الإلهية مناسبة عظيمة كان هذا الشهر المختص بنزولها مختصا بالصوم الذي هو نوع عظيم من آيات العبودية وسبب قوي في إزالة العلائق البشرية المانعة عن إشراق الأنوار الصمدية". هذا كلام يعني لأنه الألوسي عنده نوع من التصوف واعتمادٌ على التفسير اللي يسمونه: الإشاري، يلحظ ملاحظ كغيره من يعني الصوفية، يلحظون ملاحظ لا يلحظها غيرهم، فتجدهم ينزعون، يعني: تعاملهم مع القرآن في تفسيره مثل تعامل بعض العابرين للرؤى، ينزع منزع بعيد جدا جدا لا يخطر على بال أحد، ثم يربط به معنى الآية.
مثل بعض العابرين يقول شيء ما يخطر على بالك، وهذا مما يعاب عليه الألوسي.
طيب في قوله –جل وعلا- {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء:192-196]
يعني: القرآن في اللوح المحفوظ، هذا نص عليه القرآن، وأيضا: أُنزل جملة إلى السماء الدنيا إلى بيت العزة، البيت المعمور في خبر ابن عباس، لكن ماذا عن هذه الآية {لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء:196]؟ هاه؟
طالب:...........
طيب، ذكره، هاه شو؟
طالب:...........
في آخر سورة البروج، {قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} [البروج:21-22]
طالب:... ثم جاء كتاب من عند الله.. وكان..
هذه
طالب:.....
هذا فيه كلام كثير لأهل العلم، يقول القرطبي: "{وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء:196] أي: وإن ذكر نزوله لفي كتب الأولين عن الأنبياء، وقيل: أي: إن ذكر محمد –صلى الله عليه وسلم- في كتب الأولين، كما قال -جل وعلا-: {يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ} [الأعراف:157]".
والزبر: الكتب.
في كلام طويل للألوسي حول.
خللينا نشوف كلام الشيخ قبل، يقول: وكونه في كتاب مكنون، هل معناه أن القرآن كله كتب في اللوح المحفوظ أو أن المكتوب في اللوح المحفوظ ذكرُ القرآن وأنه سينزل وسيكون كذا وكذا؟
الجواب: الأول، أن القرآن كله كتب  في اللوح المحفوظ.
هذا كلام الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله-
يقول: وكونه في كتاب مكنون. هل معناه: أن القرآن كله كتب في اللوح المحفوظ؟ أو أن المكتوب في اللوح المحفوظ ذكر القرآن وأنه سينزل وسيكون كذا وكذا؟
 الجواب الأول، لكن يبقى النظر، كيف يُكتب قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وفيه العبارات الدالة على الماضي مثل قوله: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} [آل عمران:122]، ومثل قوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ} [المجادلة:1]، وهو حين كتابته قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة لم يسمع قولها؛ لأن المجادلة لم تُخلق أصلا حتى تسمع مجادلتها. "فالجواب: أن الله تعالى قد علم ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ كما أنه علم المقادير وكتبها في اللوح المحفوظ، وعند تقديرها يتكلم الله –عز وجل- بقوله: كن فيكون. هكذا قرره شيخ الإسلام بن تيمية –رحمه الله- وهو مما تطمئن له النفس، وكنت من قبل أقول: أن الذي في اللوح المحفوظ ذكر القرآن لا القرآن، بناء على أنه يرده بلفظ الماضي قبل الوقوع، وأن هذا كقوله تعالى عن القرآن: {وّإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء:196]"
يعني: كونه في اللوح المحفوظ يمكن أن يفهم على وجه صحيح، لكن كونه في زبر الأولين القرآن كونه كله مضمن في زبر الأولين. نعم.
طالب:.........
كيف؟
طالب:..........
يعني: زبر الأولين، الزبور الذي أنزل على داود –عليه السلام- داود يقرأ الزبور، والفرس تُسرج.
طالب:...........
هاه.؟
طالب:.........
ما ندري شو مقداره لكن...
يعني هل يمكن أن يكون القرآن مدرج في الزبور، مدرج كامل في التوراة مدرج كامل في ال.... إيش صار لنا من المزية نحن؟!
طالب:..........
ممم
طالب:..........
إي لكن الكلام: هل كله في زبر الأولين؟ يعني: فهمنا على وجهٍ يصح أنه كله في اللوح المحفوظ، وهذا هو الظاهر، ظاهر اللفظ، ولا في ما يدفعه، ولا ما يمنعه، لكن {وّإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء:196]؟
طالب:
..........
هاه؟
طالب:...........
لا، هذا الذي أشير الذي تقدم.. {
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى:14] إلى آخره.
هذا الذي تقدم، آيتين أو ثلاث ما في إشكال.
طالب:...
ذكره، وقد يكون شيء منه في مسائل الاعتقاد مثلا، يتفقون عليها، وهي موجودة في زبر الأولين، لكن قضايا، قضايا حادثة تكون في زبر الأولين؟
طالب:..........
وأحكام أحكام تختلف أحكامنا عن أحكامهم.
طالب:..........
نعم.
طالب:.......
هذا الإشكال، مستشكل من أول المسألة كونه نزل جملة إلى بيت العزة.
طالب:. في كلام كثير لابن.. يجدونه بالتوراة..
رسولا أمي يجدون ذكره.
طالب: ما كتب في القرآن.. التوراة والإنجيل والزبور.. {
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ} [الأنبياء: 105]  هل يلزم.. الزبور.
يعني: التوافق في الشيء اليسير هذا لا يعني أنه كامل، وذكر الشيء إجمالا لا يعني ذكره تفصيلا.
طالب:... ابن عباس...
ما أعرف، لكن هذا الغريب، يقول هذا: هل يمكن أن يقال أن ابن عباس أخذ من أهل الكتاب؟ {وّإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء:196] إلا كان على سبيل الاستنكار، نتكلم عن الخبر المنسوب المعروف عن ابن عباس المروي عن ابن عباس أن القرآن نزل جملة إلى بيت العزة، هذا الذي يحصل فيه التساؤل، أما ما جاء في القرآن لا كلام لأحد.
نتابع كلام الشيخ: قال: "فالجواب أن الله قد علم ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ كما أنه علم المقادير وكتبها في اللوح المحفوظ وعند تقديرها يتكلم الله –عز وجل- بقوله: كن فيكون، هكذا قرره شيخ الإسلام بن تيمية –رحمه الله- وهو مما تطمئن إليه النفس، وكنت من قبل أقول: أن الذي في اللوح المحفوظ ذكر القرآن لا القرآن بناء على أنه يرد بلفظ الماضي قبل الوقوع وأن هذا كقوله تعالى عن القرآن: {وّإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء:196]، والذي في زبر الأولين ليس القرآن بل ذكر القرآن والتنويه عنه، ولكن بعض أن اطلعت على كلام شيخ الإسلام بن تيمية –رحمه الله  وجزاه خيرا- انشرح صدري إلى أنه مكتوبٌ في اللوح المحفوظ ولا مانع من ذلك ولكن الله تعالى عند إنزاله إلى محمد –صلى الله عليه وسلم- يتكلم به ويلقيه إلى جبريل".
طالب:..........
وين؟
طالب: الشيخ..
إي.
طالب:...
قبل ذلك قال..
والذي في زبر الأولين ليس القرآن، بل ذكر القرآن والتنويه عنه، لكن ما المانع أن يعود الضمير إلى النبي –عليه الصلاة والسلام-، يعني كما في قوله تعالى {يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ} [الأعراف:157]؟
طالب:.....
إي، معروف أنه الكلام من .. نعم.
آية إيش؟
طالب:........
{وّإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء:196]
لا، قبلها، قبلها، نعم. {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء:192] هذا القرآن {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} [الشعراء:193-195]
كل ضمائر تعود إلى القرآن.
القرطبي يقول: "{وّإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء:196]أي: وإن ذكر نزوله لفي كتب الأولين، يعني: الأنبياء. وقيل: أي إن ذكر محمدٍ –صلى الله عليه وسلم- في كتب الأولين، كما قال تعالى: {يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ} [الأعراف:157]. والزبر : الكتب".
يقول: الألوسي، "{وّإِنَّهُ} [الشعراء:196]، ، أي: وإن ذكر القرآن، وإن ذكر القرآن لفي الكتب المتقدمة على أن الضمير للقرآن، والكلام على  حذف المضاف، وهذا كما يقال: إن فلانا في دفتر الأمير"، يعني ذكره.
حقيقته لا يمكن أن..، يقول: "والكلام على حذف المضاف وهذا كما يقال: إن فلانا في دفتر الأمير. وقيل: المراد وإن معناه لفي الكتب المتقدمة، معناه، وهو باعتبار الأغلب، فإن التوحيد وسائر ما يتعلق بالذات والصفات وكثيرا من المواعظ والقصص مسطورٌ في الكتب السابقة فلا يضر أن منه ما ليس بذلك بحسب الظن الغالب، كقصة الإفك".
يعني: هل يمكن أن تكون قصة الإفك في زبر الأولين؟ "فلا يضر أن منه ما ليس في ذلك بحسب الظن الغالب كقصة الإفك، وما كان في نكاح امرأة زيد، وما تضمنه صدر سورة التحريم، وغير ذلك".
في كلام حول قراءة القرآن بغير العربية تناسب كونه في زبر الأولين؛ لأن زبر الأولين بلغاتهم. يقول الألوسي: "اشتهر عن الإمام أبي حنيفة أنه جوَّز قراءة القرآن بالفارسية، والتركية، والهندية، وغير ذلك من اللغات مطلقا، استدلالا بهذه الآية. {وّإِنَّهُ} [الشعراء:196]، أي القرآن"، يعني: يطلق عليه قرآن وهو في زبر الأولين، الذي في زبر الأولين يطلق عليه قرآن فما ارتفعت التسمية باختلاف اللغة، هذا فهم أبي حنيفة –رحمه الله- "واشتهر عن الإمام أبي حنيفة أنه جوَّز قراءة القرآن بالفارسية، والتركية، والهندية، وغير ذلك من اللغات مطلقًا استدلالا بهذه الآية، وفي روايةٍ: تخصيص الجواز بالفارسيَّة". يعني لا يجوز أن يُقرأ القرآن بغير الفارسية عند أبي حنيفة؛ لأنها أشرف اللغات بعد العربية؛ لخبر: لسان أهل الجنة العربية والفارسية. يقول: بناءً على شفا جرف هارٍ، يبني على خبر لا أصل له، "وفي روايةٍ أخرى أنها إنما تجوز بالفارسية إذا كان ثناءً كسورة "الإخلاص" أما غيره فلا يجوز. وفي أخرى: أنها إنما تجوز الفارسية في الصلاة إذا كان المصلِّي عاجزًا عن العربيَّة، وكان المقروء ذكرًا وتنزيهًا" أما القراءة بها في غير الصلاة أو في الصلاة وكان القارئ يحسن العربية، أو في الصلاة وكان القارئ عاجزًا عن العربيَّة لكن المقروء من القصص والأوامر والنواهي فإنها لا تجوز. وذكر: أن هذا قول صاحبيه وكان –رضي الله عنه- قد ذهب إلى خلافه ثم رجع إليه. "وقد صحَّحَ رجوعه -هذا المهم- عن القول بجواز القراءة بغير العربية مطلقا" –رجوع الإمام أبي حنيفة- يعني: اشتهر عند الحنفية وغيرهم أن أبو حنيفة يقول: يجزئ في الصلاة ما تيسر، وتجوز ترجمة ما تيسَّر بغير العربيَّة، ويقرأ في الصلاة، عندك ما تيسر: مدهامتان، وترجمتها على ما يقولون أنا ما سمعتها سماع لكن قراءةً: دوسبز، تكبر تكبيرة الإحرام وممكن بعد بغير العربية تقول: دوسبز، وتركع، «صلوا كما رأيتموني أصلي» لكن المهم هذا النقل، "وقد صحح رجوعه عن القول بجواز القراءة بغير العربية مطلقا جمعٌ من الثِّقات. وللعلامة حسن الشرمبلالي رسالة في تحقيق هذه المسألة سماها: "النفحة القدسية في أحكام قراءة القرآن وكتابته بالفارسية" فمن أراد التحقيق فليرجع إليها".
"وكان رجوع الإمام –عليه الرحمة- عن ما اشتهر عنه لضعف الاستدلال بهذه الآية". يعني: هل هذه الآية سياقها في الموضوع نفسِه؟ يعني دلالتها الأصلية على قراءة القرآن بغير العربية؟
هذه ليست دلالة أصلية إنما لو سلَّمنا بما قالوا، قلنا: لها دلالة تبعية ما سيق الكلام من أجل هذا، مع أنها معارضة.
طالب:... ذكر..
نعم.
"وكان رجوع الإمام –عليه الرحمة- عما اشتهر عنه لضعف الاستدلال بهذه الآية عليه كما لا يخفى على المتأمل. وفي "الكشف" كشف إيش؟ هاه؟
طالب:...
"كشف الحقائق على كنز الدقائق" "وفي "الكشف" أن القرآن هو المنزل للإعجاز إلى آخره..
إلى آخر ما يُذكر في معناه، فلا وجه، فلا شك أن الترجمة ليست بقرآن، وإن كان هو المعنى القائم بصاحِبِه فلا شك أنه غير ممكن".

رجعنا إلى رأي الأشعريَّة.
"فإن قيل: هو المعنى  المعبر عنه بأي لغةٍ كان." هذا قولهم. والمعنى المعبر عنه بأي لغةٍ كان "قلنا: لا شك في اختلاف الأسامي باختلاف اللغات، وكما لا يسمى القرآن بالتوراة، لا تسمى التوراة بالقرآن، فالأسماء لخصوص العباراتِ فيها مدخَل". لكن هذا جارٍ على قولِ من قال: إن كلام الله واحد، وهذا كلام باطل. يعني: هذا كلام باطل.
وهذا بيناه في الحديث الأوَّل، في قصَّة ورقة، "فالأسماء لخصوص العبارات فيها مدخل لا أنها لمجرَّد المعنى المشترك. انتهى".
قال: "وفيه بحث فإن قوله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا} [فصلت:44]. قرآن أعجميا يستلزم تسميته قرآنا أيضا ولو كان أعجميًّا". لكن هل حصل هذا؟ أو هذا على سبيل الافتراض؟ هذا افتراض.
طالب:.........
هاه؟
طالب:....
لا، هو المقصود أن القرآن أنه لو كان أعجمي فهل معناه أنه لو كان أعجمي صار قرآن مقروء. لا هو يقول: بقيت التسمية مع كونه أعجمي، نقول: ما صار أعجمي لتبقى التسمية أصلا، إن هذا مجرد افتراض، لو جعلناه قرآنا أعجميا لأيش؟
طالب:..........
{لَقَالُوا} [فصلت:44]. "يستلزم تسميته قرآنا أيضا، لو كان أعجميًّا فليس لخصوص العبارة مدخل في تسميته قرآنا".
لكن هذا الكلام ليس بصحيح كما عرضنا. لأنه ما صار قرآن أعجمي واستمرت التسمية، إنما هذا على سبيل الافتراض. هاه؟
طالب:... القرآن.. ما قال.. كلام.. أنه قرآن..
لكن هل صار؟
طالب: لكنه.. كلام .. {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا} [فصلت:44]. أعجمي
التسمية بيد الله –جل وعلا- يسميه ما شاء. نعم.
يسميه  لكن هل حصل؟
ما حصل. مسألة الترجمة، ترجمة القرآن، نكمل النقل عن هذا. يقول: "والحق أن قرآنًا المنكَّر لم يُعهد فيه نقل عن المعنى اللغوي فيتناول كل مقروء، أما القرآن باللام فالمفهوم منه العربي.
والحق أن قرآنا للمنكَّر لم يُعهد فيه نقلٌ عن المعنى اللغوي، فيتناول كل مقروء أما القرآن باللامِ فالمفهوم منه العربيّ في عرف الشَّرع، فلخصوص العبارة مدخل في التسمية نظرًا إليه، وقد جاء كذلك في الآية الدالة على وجوب القراءة، أعني: قوله تعالى: {فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} [المزمل:20]".

"من القرآن اللي هو المعهود، وبذلك تم المقصود وجعله من فيه للتبعيض وإرادة المعنى من هذا البعض لا يخفى ما فيه. وقيل: إن ضمير "إنه" عائد على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- {وّإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء:196]، وليس بواضح".
يقول الألوسي....
ترجمة القرآن مسألة كثر فيها الكلام، وطال النزاع، وأجازها بعضهم، ومنعها بعضهم مطلقًا، ومنهم من قال: تجوز ترجمة المعاني لا الحروف، ترجمة معاني القرآن لا الحروف، أقول: هل ترجمة الحروف ممكنة؟ نعم؟
طالب:...........
ممكنة؟
طالب:..........
هاه؟
طالب:........
كيف؟
طالب:...
يعني لو قلت مثلا: هذا "الاتقان" ترجموه لي للفارسيَّة، حروف فيه، حروفٌ تُقرأ وتُفهَم، تُقرأ وتُفهم، بمعنى أنا باعكس الذي إذا ترجم إلى الفارسية تعطيه إلى مترجم ثاني تقول له: ترجم إلى العربية، هل يُطابِق الأول؟ ليش؟
لماذا؟ لأن كل كلمة لها أكثر من معنى، ومن خلال الترجمات الموجودة. نعم؟
طالب:...
كل يترجم بما لاح له من معنى، حتى أنه وقع في ذلك المضحكات، طيب الملائكة حافين من حول العرش، ترجمها بعضهم: غير منتعلين، يعني: على حسب ما يفهم، إذا ترجمة معنى ولا ترجمة حرف؟
طالب:....
حرف. كيف صارت حرف، منتعلين؟
طالب:...الإشكال في سياق.. الكلام.. عربي.. إذا ترجم يختلف..
لابد أن يختلف، ما يكون ترجمة حرفيَّة بمعنى: أنك تعطيه لشخص بارِع في الفَهم والترجمة، تقول: ترجم لي هذا الكتاب العربي، ثم تأتي بالكتاب المترجم وتعطيه شخص بارع أيضا باللغتين وتقول له: أعده إلى العربية. هل يطابق هذا هذا؟ إذًا مستحيل، ما في ترجمة اسمها حرفية، يعني لو صحت طردا وعكسا من العربية إلى الفارسية والإنجليزية والعكس قلنا ترجمة حرفية، لكن إذا كانوا يختلفون في فهم معناه، فالمرد إلى المعنى وليس إلى الحرف.
أنا أعجب حينما يقول بعضهم أنه يحرم تحرم الترجمة الحرفيَّة، أنا أقول: أن الترجمة الحرفية مستحيلة، إلا لو كان الكلمات العربيَّة لا تحملُ إلا معنًى واحدًا بحيث خرج منها رجعت إليها، ما في معنى غيرها.
هاه؟
طالب: وين؟
ما يمكن، أنا اقول: كتابات كثيرة في تحريم ترجمة الحروف، الترجمة الحرفية.
طالب:....
هاه؟
طالب: يقصد بــ
وش تمكن محاولة؟
طالب:...
هم كثير منهم أجاز ترجمة المعاني، أجاز ترجمة المعنى، لكن أقول: الترجمة الحرفيَّة على حدّ علمي وفهمِي أنها مستحيلة، وأمثِّل أن أقول: يأتي شخص بارع في اللغتين وأنا أقول: انقل هذا الكتاب من العربية إلى الإنكليزية، ثم نأتي بشخصٍ بارعٍ أبرع منه، نقول: أعده إلى العربيَّة، ثم نطابق المترجم منه المترجم إليه. نعم.
طالب:...........
أنا أقول: كيف يتصور خلاف لشيء غير ممكن؟ يعني أنا أعرف كتبت الحروف العربية ونظيرها باللغات الأخرى، هل يكفي أن تكتب في مقابل كل حرف الحرف الذي يقابله من اللغات الأخرى؟
يكفي؟ ما يكفي.
طالب:... تعدد المعاني..
آه. كيف؟
طالب:....
حتى غير، أكتب العين في مقابلها بالإنجليزية، وهناك حروف ما توجد باللغات الأخرى.
طالب:....
حتى الكلمة، كلمة تكتبها بمعناها بحيث يقرأُها كل الإنجليز على ما تريد، ما يمكن.
طالب:....صاحب الكشف.. اختلاف.. تسمية...المعاني المتشابهة ..
يقول صاحب "الكشف" " كشف الحقائق" يقول: هذا الكلام، قال: "وفي "الكشفِ"  أن القرآن هو المنزل للإعجاز إلى آخره". يعني: هل تكون الكتب الأخرى معجِزَة بقدرِ إعجاز القرآن وزيادة لأن فيها القرآن المعجِز؟ ممكن؟ الآن إذا قلنا: أن القرآن هو المعجزة الخالِدة للنبي –عليه الصلاة والسلام- ولا يشركها فيها أحد من الأنبياء، لماذا؟ لأن كتبهم لم تبقَ، خلاص كلها حُرِّفت، ما في كتاب منزَّل إلا وحرِّف إلا هذا الكتاب المحفوظ الذي تكفَّل اللهُ بحفظِه، هل نقول: إن التوراة معجزة بقدر القرآن الذي فيها المضمَّن فيها؛ لأن القرآن محفوظ عن التغيير والتبديل والتحريف، فتكون معجزة بقدر ما فيها من القرآن المحفوظ، وإن كانت هي في الأصل غير محفوظة؟ إذا قلنا أنه في زبر الأولين بكامله لا بد أن نقول هذا. هاه؟
طالب:..........
لكان محفوظ؛ لأنه تكفل بحفظه، "وفي "الكشف" أن القرآن هو المنزل للإعجاز إلى آخر ما يُذكر بمعناه، فلا شك أن الترجمة ليست بقرآن، وإن كان هو المعنى القائم إلى آخره".
طالب: .. الإشكال.. على هذا ..
ممم
قصة الإفك وين حصلت؟
طالب:...
في المدينة، المدينة ما فيها يهود وعندهم توراة، ما يجون للرسول ويقولون عندنا القصة كاملة وقرأنها وأن الله سوف ينزل فيها قرآن تبرأ وكذا، والبراءة عندنا في توراتنا؟ يمكن يقولون هذا الكلام، ينتظر الرسول –عليه الصلاة والسلام- أيام طويلة على أحر من الجمر تبرئة لعرضه –عليه الصلاة والسلام- وعرض أحبِّ النَّاس إليه، واليهود يعرفون ويعلمونه صبيانهمّ لا ما يمكن.
طالب:...
 ما صار له خصيصة لو كان في زبر الأولين بحروفه.
طالب:...
هاه؟
طالب:....
لا
طالب:...
في كونه
طالب:....
إحنا لا يشكل عندنا إلا خبر ابن عباس، يعني إذا ضُعِّف انتهى كل الإشكال، مع أنه يمكن حمله على وجهٍ يصح كما في اللوح المحفوظ.
طالب:....
لا لا يمكن أن يُقال يأخذه منه، إنما يأخذ من الله مباشرة.
طالب:... كلام الله.. الوحي.. معنى.
كيف؟
طالب:...
لا، هو الله –جل وعلا- تكلم بكلام واحد، وتلقته الأمم كل أمة بلغتها، تكلم بكلام واحد بلغة واحدة، ثم الأمم تلقته كل أمة بلغاتها، كيف تلقته؟ هذا كلام اللي يحتاج إلى .. لأنه مبني على مقدِّمة غير شرعيَّة، فلا يمكن أن يكون شرعي، ولذلك في خبر ورقة بن نوفل، قال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى. ما قال: هذه السورة عندنا ونحفظها ونعرفها وهو بعد يترجم، ينقل من التوراة إلى العربية، ومن الإنجيل إلى العبرية وهكذا، يعني تصرف في الكتب، ما قال: هذه عندنا، هذه السورة عندنا، بلغتنا نسميها توراة ولا إنجيل، وعندكم تصير قرآن. نعم.
طالب:.....
هذا غلط غلط..
طالب:....سورة البقرة..
إي
طالب:......
إنها كانت موجودة إيش؟
طالب:.....
وموقع اللوح؟  وعلى هذا لا يكون لها خصيصة، على كل حال: هذه يعني الاستطراد في مثل هذه الأمور يحتاج إلى مزيد عناية وتقصي ومعرفة بعلم الاعتقاد وأقوال الناس في مسألة الكلام؛ ليكون الإنسان على حذر؛ لأنه قد يقع في بعض الأمور وهو ما يدري.
ممم
طالب:..........
من الله –جل وعلا- مباشرة، إلَّا..
طالب: أحسن الله إليكم.. شيخ الإسلام، الشيخ بن عثيمين... ما أشكل .. القرآن.. السنة وأقوال.. في السنة أن .. النبي .. للتعريف.
هو منزل، الله –جل وعلا- يتكلم به متى شاء، كيف شاء، على حسب المقتضيات من الحوادث بغض النظر عن كونه مكتوب في اللوح المحفوظ في بيت العزَّة، هذا لا يعنينا.
طالب:.....
وين؟
طالب:... القرآن كلام الله.
هو كلامه، لكن مراتب القدر، الكتابة مرتبة منه، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"