التعليق على تفسير القرطبي - سورة المرسلات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى-:

سورة المرسلات مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر، وقال ابن عباس وقتادة: إلا آية منها وهي قوله تعالى: المرسلات: ٤٨ مدنية، وقال ابن مسعود: نزلت المرسلات: ١ على النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن، ونحن معه نسير حتى أوينا إلى غار بمنى فنزلت، فبينا نحن نتلقاها منه وإن فاه لرطب بها إذا وثبت حية فوثبنا عليها لنقتلها فذهبت، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «وقيتم شرها كما وُقِيت شركم»، وعن كريب مولى ابن عباس قال: قرأت سورة المرسلات: ١ فسمعتني أم الفضل امرأة العباس فبكت وقالت: والله يا بني لقد أذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها في صلاة المغرب، والله أعلم. وهي خمسون آية. "

ذكر العلماء في كتب مصطلح الحديث أن هذه السورة يُختبر بها حفظ الطفل إذا ضبطها وأتقنها مكّنوه من حفظ الحديث. الحديث مخرّج؟

طالب: ...........

ماذا يقول في الحديث السابق؟

طالب: ...........

ليلة..

طالب: ...........

بدل ليلة الجن كيف توضع في مكانها في السياق؟

طالب: ...........

نزلت المرسلات: ١..

طالب: ...........

نعم، ما يخالف ركّب الجملة.

طالب: ...........

نعم معروف هذا الكلام المثبت في الكتاب.

طالب: ...........

نعم، ليلة الجن.

طالب: ...........

نزلت المرسلات: ١ على النبي -عليه الصلاة والسلام- ليلة الجن ونحن نسير معه. ماذا قال عندك بالتخريج؟

طالب: ...........

يعني ليست موجودة ليلة الجن لا عند ابن مردويه ولا عند البخاري وغيره.

حديث أم الفضل..

طالب: ...........

يعني ما قتلتوها ولا أصابت أحدًا منكم.

طالب: ...........

لا، هو يتكلم عن الواقع أنكم ما قتلتموها ولا لدغت أحدًا منكم، وإن كان الأمر بقتل الحيات واردًا بعد إنذارها.

طالب: ...........

إذا سُمعت من النبي -عليه الصلاة والسلام- في وقت أو في صلاة أو شيء منها ثبت سنيتها.

طالب: ...........

إذا ثبت أن النبي -عليه الصلاة والسلام- داوم عليها يداوم عليها وإلا الأصل أن القرآن كله يقرأ.

طالب: ...........

نعم، والمرسلات في صلاة المغرب والطور في صلاة المغرب ما فيه ما يدل على أنها تقرأ كاملة بركعة.

" حديث أم الفضل -أحسن الله إليك- حديث أم الفضل درجته. "

عندك حديث أم الفضل؟

طالب: ...........

أي نعم.

" بسم الله الرحمن الرحيم، قوله تعالى: المرسلات: ١ جمهور المفسرين على أن المرسلات الرياح، وروى مسروق عن عبد الله قال: هي الملائكة أُرسلت بالمعروف من أمر الله تعالى ونهيه والخير والوحي، وهو قول أبي هريرة ومقاتل وأبي صالح والكلبي، وقيل: هم الأنبياء أُرسلوا بلا إله إلا الله، قاله ابن عباس، وقال أبو صالح: إنهم الرسل تُرسل بما يعرفون.. "

يعني ذكر في جوده -عليه الصلاة والسلام- أنه أجود بالخير من الريح المرسلة.

" وعن ابن عباس وابن مسعود: إنها الرياح، كما قال تعالى: الحجر: ٢٢ ، وقال: الأعراف: ٥٧ ومعنى عرفًا يتبع بعضها بعضًا كعرف الفرس، تقول العرب: الناس إلى فلان عرف واحد إذا توجهوا إليه فأكثروا، وهو نصب على الحال من المرسلات: ١ أي والرياح التي أُرسلت متتابعة، ويجوز أن تكون مصدرًا أي تباعًا، ويجوز أن يكون النصب على تقدير حرف الجر كأنه قال: والمرسلات بالعرف، والمراد الملائكة أو الملائكة والرسل، وقيل: يحتمل أن يكون المراد بالمرسلات السحاب؛ لما فيها من نعمة ونقمة عارفة بما أُرسلت فيه ومن أُرسلت إليه، وقيل: إنها الزواجر والمواعظ، وعرفًا على هذا التأويل متتابعات كعرف الفرس، قاله ابن مسعود، وقيل: جاريات، قاله الحسن، يعني في القلوب، وقيل: معروفات في العقول. المرسلات: ٢ الرياح بغير اختلاف، قاله المهدوي، وعن ابن مسعود: هي الرياح العواصف تأتي بالعصف أي وهو ورق الزرع وحطامه كما قال تعالى: ﭿ الإسراء: ٦٩ وقيل: العاصفات الملائكة الموكلون بالرياح يعصفون بها، وقيل: الملائكة تعصف بروح الكافر، يقال: عصف بالشيء أي أباده وأهلكه، وناقة عصوف أي تعصف براكبها فتمضي كأنها ريح في السرعة، وعصفت الحرب بالقوم أي ذهبت بهم، وقيل: يحتمل أنها الآيات المهلكة كالزلازل والخسوف. المرسلات: ٣ الملائكة.. "

التي تعصف بما تمر به فتهلكه وتدمّره، ومعروف أن الزلازل والخسوف آثارها قوية جدًّا على من أُرسلت إليه ومن سُلطت عليه، نسأل الله اللطف في ثوانٍ يسيرة جدًّا تُباد قرى بكاملها، وكثرت في الأزمان المتأخرة، ومع ذلك هل من مدّكر؟ فهناك من يخرج ويبرر هذه الآيات ويجعلها أمورًا عادية وطبيعية، وينسبها إلى أسباب ومقدمات تهوّن من شأنها، وتقلل من خطرها، فلا يعتبر أحد، قال: هذا عادي، هذا معروف أنه بسبب اقتران كذا بكذا أو كذا من المبررات التي يذكرونها مما يهون من شأنها في قلوب الناس، وهذا أمر واضح، فالناس في الأول كانوا إذا سمعوا أي اختلال في الكون لجؤوا إلى الله -جل وعلا-، لكن الآن يخرجون إليها ويصورون ويلهون ويلعبون ويعبثون، يجعلون هذه فرصة كما يحصل في الكسوف والخسوف وما يصاحبه من تغيرات كونية تنذر بخطر على الناس، ومع ذلك يوجد ممن ينتسب إلى العلم مع الأسف الشديد من يكتب في هذه الأمور، ويضاهي بذلك من لا علم له علمًا شرعيًّا كأنه لم تمر عليه النصوص، وإنما علومه متلقاة من أهل الهيئة والفلك، فيبررون هذه الأشياء، وسمعتم ما حصل في العام الماضي وما كُتب، وآخر من تكلم في هذا أهلُ العلم في بيان الحق في هذه المسألة، والله المستعان، مئات الألوف في ثوانٍ تزهق من النفوس ولا يعتبرون ولا يدّكرون، بل يأتي من يقول إن في البلدان من هو شر من هذا البلد الذي حصل فيه، ولو كان عقوبة ما قدموا على غيرهم، بل الأمر أدهى من ذلك وأشد، من قرر أنها عقوبة عوقب ونوقش وعوتب، إنا لله وإنا إليه راجعون.

" المرسلات: ٣ الملائكة الموكلون بالسحب ينشرونها، وقال ابن مسعود ومجاهد: هي الرياح يرسلها الله تعالى نشرًا بين يدي رحمته، أي تنشر السحاب. "

للغيث.

" للغيث، وروي ذلك عن أبي صالح، وعنه أيضًا: الأمطار؛ لأنها تنشر النبات، فالنشر بمعنى الإحياء، يقال: نشر الله الميّت وأنشره أي أحياه، وروى عنه السدي أنها الملائكة تنشر كتب الله -عز وجل-، وروى الضحاك عن ابن عباس قال: يريد ما ينشر من الكتب وأعمال بني آدم، قال الضحاك: إنها الصحف تُنشر على الله بأعمال العباد. وقال الربيع: إنه البعث للقيامة تُنشر فيه الأرواح. قال: والناشرات بالواو؛ لأنه استئناف قسم آخر. المرسلات: ٤ الملائكة تنزل بالفرق بين الحق والباطل، قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك وأبو صالح، وروى الضحاك عن ابن عباس قال: ما تفرق الملائكة من الأقوات والأرزاق والآجال. وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: الفارقات الرياح تفرِّق بين السحاب وتبدده. وعن سعيد عن قتادة قال: الفارقات فرقًا الفرقان فرّق الله فيه بين الحق والباطل والحرام والحلال. وقاله الحسن وابن كيسان، وقيل: يعني الرسل فرقوا بين ما أمر الله به ونهى عنه أي بيَّنوا ذلك، وقيل: السحابات الماطرة تشبيهًا بالناقة الفارق، وهي الحامل التي تخرج وتند في الأرض حين تضع، ونوق فوارق وفُرَّق، وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة، قال ذو الرمة:

أو مزنة فارق يجلو غواربها

 

تبوّج البرق والظلماء علجوم

المرسلات: ٥ الملائكة بإجماع أي تلقي كتب الله -عز وجل- إلى الأنبياء- عليهم السلام- قاله المهدوي، وقيل: هو جبريل وسُمي باسم الجمع؛ لأنه كان ينزل بها، وقيل: المراد الرسل يلقون إلى أممهم ما أنزل الله عليهم، قاله قطرب، وقرأ ابن عباس: الملقِّيات بالتشديد مع فتح القاف، وهو كقوله تعالى.. "

التشديد مع فتح القاف.

الملقَّيات.

نعم.

" وقرأ ابن عباس: فالملقَّيات بالتشديد مع فتح القاف، وهو كقوله تعالى: ﭿ النمل: ٦ المرسلات: ٦ أي تلقى الوحي إعذارًا من الله أو إنذارًا إلى خلقه من عذابه، قاله الفراء، وروي عن أبي صالح قال: يعني الرسل يعذرون وينذرون. وروى سعيد عن قتادة عذرًا قال: عذرًا لله -جل ثناؤه- إلى خلقه ونذرًا.. "

الله -جل وعلا- يرسل الرسل وينزل الكتب؛ لئلا يكون للناس على الله حجة ليُعذر من خلقه؛ لئلا يقال إنك عذبت قبل أن تنذر. حصل الإنذار بإرسال الرسل وإنزال الكتب، ثم بعد ذلك من عصى استحق العذاب، ومن أطاع استحق النعيم؛ الإسراء: ١٥ ، فالإعذار والعذر والمعذرة بمعنى واحد.

" ونذرًا للمؤمنين ينتفعون به ويأخذون به، وروى الضحاك عن ابن عباس: عذرًا أي ما يلقيه الله- جل ثناؤه- من معاذير أوليائه، وهي التوبة أو نذرًا ينذر أعداءه. وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص: أو نذرًا بإسكان الذال، وجميع السبعة على إسكان ذال عذرًا سوى ما رواه الجعفي والأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه ضم الذال، وروي ذلك عن ابن عباس والحسن وغيرهما، وقرأ إبراهيم التيمي وقتادة: عذرًا ونذرًا بالواو العاطفة، ولم يجعلا بينهما ألفًا، وهما منصوبًا على الفاعل له أي للإنذار أي للإعذار أو للإنذار، وقيل.. "

المفعول له المفعول لأجله؛ لأنه فسره بقوله أي للإعذار لأجل الإعذار وأجل الإنذار، والمفعول لأجله يقال له المفعول له مثل ما يقال المفعول به والمفعول معه والمفعول فيه.

" وقيل: على المفعول به، قيل: على البدل من ذكرى أي فالملقيات عذرًا أو نذرًا، وقال أبو علي: يجوز أن يكون العذر والنذر بالتثقيل على جمع عاذر وناذر، كقوله.. "

التثقيل التحريك بالضم والسكون تخفيف يعني التثقيل يقابل التحريك؛ لأن الحرف المحرك ثقيل يخفَّف بالتسكين، وليس التثقيل المراد به التشديد لا.

طالب: .........

نعم تحريك.

" يجوز أن يكون العذر والنذر بالتثقيل على جمع عاذر وناذر، كقوله تعالى: النجم: ٥٦ فيكون نصبًا على الحال من الإلقاء أي يلقون الذكر في حال العذر والإنذار، أو يكون مفعولاً لذكرى أي فالملقيات أي تذكِّر عذرًا أو نذرًا، وقال المبرد: هما بالتثقيل جمع، والواحد عذير ونذير. المرسلات: ٧ هذا جواب ما تقدم من القسم أي ما توعدون من أمر القيامة لواقع بكم ونازل عليكم، ثم بيّن وقت وقوعه فقال: المرسلات: ٨ أي ذهب ضوؤها ومحي نورها كطمس الكتاب، يقال: طمس الشيءَ إذا درس وطُمس فهو مطموس والريح.. "

طمس الشيءُ.

" يقال: طمس الشيءُ إذا درس وطُمس فهو مطموس، والريح تطمس الآثار فتكون الريح طامسة، والأثر طامسًا بمعنى مطموس. المرسلات: ٩.. "

طمس الكتاب يعني محاه، محا ما فيه من كتابة، ومازال هذا اللفظ مستعملاً.

" المرسلات: ٩ أي فتحت وشقت، ومنه قوله تعالى: النبأ: ١٩ ، وروى الضحاك عن ابن عباس قال: فرجت للطي المرسلات: ١٠ أي ذُهب بها كلها بسرعة يقال.. "

الطي الأنبياء: ١٠٤ فرجت للطي من قوله: ﭭﭮ الأنبياء: ١٠٤ الأمور كلها تتغير، والكون كله يتأثر في أهوال لا تطاق لولا أن الله- جل وعلا- ركّب في الخلق في وقتها ما لا يكون سببًا في زوالهم لزالوا، إنما الله -جل وعلا- قدّر هذه الأمور، وهي أمور مهولة لا تُدرك، يعني شيء مما يمر على الناس في هذه الدنيا، وهو لا شيء بالنسبة لما يحصل في يوم القيامة العقول معه تطيش، بل كثير من الناس يصاب بالجنون من بعض الأهوال التي لا يطيقها البشر، فكيف بما ذكر في هذه السورة وفي غيرها من أهوال يوم القيامة؟

" المرسلات: ١٠ أي ذُهب بها كلها بسرعة يقال: نسفت الشيء وأنسفته إذا أخذتُه كله..

أخذتَه..

إذا أخذتَه كله بسرعة، وكان ابن عباس والكلبي يقول: سويت بالأرض والعرب تقول: فرس نسوف إذا كان يؤخر الحزام بمرفقيه قال بشر:

نسوف للحزام بمرفقيها

 

.........................

ونسقت الناقة الكلأ..

نسفت.

ونسفت الناقة الكلأ إذا رعته وقال المبرد: نُسفت قلعت من موضعها يقول الرجل للرجل: يقتلع رجليه من الأرض أنسفْت رجلاه، وقيل.. "

أنسفَت.

" يقول الرجل للرجل يقتلع رجليه من الأرض أنسفَت رجلاه وقيل: النسْف تفريق الأجزاء حتى تذروها الرياح، ومنه نسف الطعام؛ لأنه يحرّك حتى يُذهب الريحُ بعض ما فيه من التبن. المرسلات: ١١.. "

يعني كلام المبرد نسفت قلعت من موضعها طه: ١٠٥ - ١٠٧ أرض مستوية، وهنا نسفت من مواضعها، وهي في ذلك اليوم المهول تمشي عن أماكنها بعد نسفها، وتمر على الناس مر السحاب.

" المرسلات: ١١ أي جمعت لوقتها ليوم القيامة، والوقت الأجل الذي يكون عنده الشيء المؤخر إليه، فالمعنى جُعل لها وقت وأجل للفصل والقضاء بينهم وبين الأمم كما قال تعالى: المائدة: ١٠٩ وقيل: هذا في الدنيا أي جُمعت الرسل لميقاتها الذي ضُرب لها في إنزال العذاب بمن كذبهم بأن الكفار ممهلون، وإنما تزول الشكوك يوم القيامة، والأول أحسن؛ لأن التوقيت معناه شيء يقع يوم القيامة كالطمس ونسف الجبال وتشقيق السماء، ولا يليق به التأقيت قبل يوم القيامة، قال أبو علي.. "

لأن السياق كله في يوم القيامة.

" قال أبو علي: أي جُعل يوم الدين والفصل لها وقتًا، وقيل: أقتت وُعدت وأُجِّلت، وقيل: أقتت أي أرسلت لأوقات معلومة على ما علمه الله وأراد، والهمزة في أقتت بدل من الواو، قاله الفراء والزجاج، فقال الفراء. "

لأنه من الوقت واوي أصلها واو وقتت فأبدلت بالهمز، والأصل الواو؛ لأنها من الوقت.

" فقال الفراء: وكل واو ضمت وكانت ضمتها لازمة جاز أن يُبدل منها همزة تقول صلى القومُ إحدانًا، تريد وحدانًا، ويقولون: هذه وجوه حسان وأجوه؛ وهذا لأن ضمة الواو ثقيلة ولم يجز البدل في قوله: ﯽﯾ البقرة: ٢٣٧ ؛ لأن الضمة غير لازمة، وقرأ أبو عمرو وحميد والحسن ونصر.. "

طالب: .........

أين؟

طالب: .........

مقتضى ضمة الواو ضم الهمزة؛ لأنها بدل، لكن هذا يقول: لأن ضمة الواو ثقيلة ولم يجز البدل في قوله: ﯽﯾ البقرة: ٢٣٧ ؛ لأن الضمة غير لازمة، أين التي تبدل؟ الواو التي تبدل همز؟ ولا تنسئوا.

طالب: .........

هي ليست لازمة، لكن الواو التي ينبغي أن تبدل لو كانت لازمة تنسئوا؟ ولا تنسئوا الفضل بينكم؟

طالب: .........

نعم، لكن هو كلامه على أن الضمة ليست لازمة، وهو صحيح ليست لازمة، لكن أي واو تُبدل همزة هنا؟

طالب: .........

التي في آخر الكلمة، والكلام في الواو التي تقع في أولها.

طالب: .........

هو في القاعدة لكن الذي معنا في الأول، والمثال لم يجز البدل في قوله: ﯽﯾ البقرة: ٢٣٧ ؛ لأن الضمة غير لازمة وإلا تبدل الواو همزة هنا، تنسئوا، همزة مضمومة.

" وقرأ أبو عمرو وحميد والحسن ونصر وعن عاصم ومجاهد: وقّتت بالواو وتشديد القاف على الأصل، قال أبو عمرو: وإنما يقرأ: أقتت من قال في وجوه: أجوه، وقرأ أبو جعفر وشيبة والأعرج: وقِتت بالواو وتخفيف القاف، وهو فُعِلت من الوقت، ومنه {كتابًا موقوتًا}، وعن الحسن أيضًا: "

 ووقتت.

" ووقتت بواوين وهو فوعلت من الوقت أيضًا مثل عوهدت، ولو قلبت الواو في هاتين القراءتين ألفًا لجاز، وقرأ يحيى وأيّوب وخالد وخالد بن إلياس وسلام: أقِتت بالهمزة والتخفيف؛ لأنها مكتوبة في المصحف بالألف. المرسلات: ١٢ أي أخرت، وهذا تعظيم لذلك اليوم، فهو استفهام على التعظيم، أي ليوم الفصل أجّلت، وروى سعيد عن قتادة قال: يُفصل فيه بين الناس بأعمالهم إلى الجنة أو إلى النار، وفي الحديث: «إذا حُشر الناس يوم القيامة قاموا أربعين عامًا على رؤوسهم الشمس شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون الفصل»."

مخرّج؟

طالب: .........

نعم.

" المرسلات: ١٤ أتبع التعظيم تعظيمًا أي وما أعلمك ما يوم الفصل. المرسلات: ١٥ أي عذاب وخزي لمن كذب بالله وبرسله وكتبه وبيوم الفصل، فهو وعيد، وكرره في هذه السورة عند كل آية لمن كذب؛ لأنه قسمه بينهم على قدر تكذيبهم فإن لكل.. "

وجاء تفسيره أيضًا بأنه وادٍ في جهنم، ويل وادٍ في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت، نسأل الله العافية.

" لأنه قسمه بينهم على قدر تكذيبهم، فإن لكل مكذب بشيء عذابًا سوى تكذيبه بشيء آخر، ورُب شيء كذّب به هو أعظم جرمًا من تكذيبه بغيره؛ لأنه أقبح في تكذيبه وأعظم في الرد على الله، فإنما يقسَّم له من الويل على قدر ذلك، وعلى قدر وفاقه، وهو قوله: {جزاء وفاقا}. وروي عن النعمان بن بشير قال: ويل وادٍ في جهنم فيه ألوان العذاب. وقاله ابن عباس: إذا خبت جهنم أخذ من جمره أخذ من جمره فأُلقي عليها.. "

من جمر هذا الوادي، نسأل الله العافية.

" فأُلقي عليها فيأكل بعضها بعضًا. وروي أيضًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «عُرضت علي جهنم فلم أرَ فيها واديًا أعظم من الويل»، ورُوي أنه مجمع ما يسيل من قيح أهل النار وصديدهم، وإنما يسيل الشيء فيما سفل من الأرض وانفطر، وقد علم العباد في الدنيا أن شر المواضع في الدنيا ما استنقع فيها مياه الأدناس والأقذار والغسالات من الجيف وماء الحمامات، فذكر أن ذلك الوادي مستنقع صديد أهل الكفر والشرك؛ ليعلم ذوو العقول أنه لا شيء أقذر منه قذارة، ولا أنتن منه نتنًا، ولا أشد منه مرارة، ولا أشد سوادًا منه، ثم وصفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما تضمن من العذاب، وأنه أعظم وادٍ في جهنم، فذكره الله تعالى في وعيده في هذه السورة. "

مخرج الحديث؟ أكثر من حديث.

طالب: ..............

كلام ابن عباس ما ذكر؛ لأنه موقوف.

طالب: ..............

" قوله تعالى: المرسلات: ١٦ أخبر عن إهلاك الكفار من الأمم الماضين من لدن آدم إلى محمد -صلى الله عليه وسلم-. المرسلات: ١٧ أي نلحق الآخرين بالأولين. المرسلات: ١٨ أي مثل ما فعلناه بمن تقدم نفعل بمشركي قريش إما بالسيف وإما بالهلاك. "

لأنه لا فرق بينهم وبين من تقدم من الأمم القمر: ٤٣ ما فيه فرق، من كفر الوصف واحد، والخلق بالنسبة إليه سواء المطيع مثل المطيع، والعاصي مثل العاصي، والكافر مثل الكافر القمر: ٤٣.

" وقرأ العامة: ثم نتبعهم بالرفع على الاستئناف، وقرأ الأعرج: نتبعْهم بالجزم عطفًا على نهلك الأولين، كما تقول: ألم تزرْني ثم أكرمك؟ والمراد أنه أهلك قومًا بعد قوم على اختلاف أوقات المرسلين، ثم استأنف بقوله: المرسلات: ١٨ يريد من يهلك فيما بعد، ويجوز أن يكون الإسكان تخفيفًا من نتبعهم؛ لتوالي الحركات، وروي عنه الإسكان للتخفيف، وفي قراءة ابن مسعود: ثم سنتبعهم، والكاف من كذلك في موضع نصب أي مثل ذلك الهلاك نفعله بكل مشرك، ثم قيل: معناه التهويل لهلاكهم في الدنيا اعتبارًا، وقيل: هو إخبارهم بعذابهم في الآخرة. قوله تعالى: المرسلات: ٢٠ أي ضعيف حقير وهو النطفة، وقد تقدم وهذه الآية أصل لمن قال: إن خلق الجنين إنما هو من ماء الرجل وحده، وقد مضى القول فيه. "

يعني قيل في الطارق: ٧ أنه من صلب الرجل وترائبه، ومنهم من يقول إنه من صلب الرجل وترائب المرأة، فيكون مخلوطًا من الماءين، والطب الحديث يثبت أنه مخلوط من حيوان الرجل وبويضة المرأة مخلوط منهما.

" المرسلات: ٢١ أي في مكان حريز وهو الرحم. المرسلات: ٢٢ قال مجاهد: إلى أن نصوره، وقيل: إلى وقت الولادة. المرسلات: ٢٣ وقرأ نافع والكسائي: فقدّرنا بالتشديد، وخفف الباقون، وهما لغتان بمعنًى، قاله الكسائي والفراء والقتبي، قال القتبي: قدَرنا بمعنى قدّرنا مشددة كما تقول: قدَرت كذا وقدّرته، ومنه قول النبي- صلى الله عليه وسلم- في الهلال إذا غُم عليكم فاقدروا له. أي قدّروا له المسير والمنازل، وقال محمد بن الجهم عن الفراء: فقدِّرنا. "

قدَّرنا.

" فقدَّرنا قال: وذكر تشديدها عن علي -رضي الله عنه- وتخفيفها، قال: ولا يبعد أن يكون المعنى في التشديد والتخفيف واحدًا؛ لأن العرب تقول: قدر عليه الموت وقدّر. قال الله تعالى: ﭿ الواقعة: ٦٠ قرئ بالتخفيف والتشديد: وقدَر عليه رزقه، وقدّر قال: واحتج الذين خففوا فقالوا: لو كان كذلك لكانت: فنعم المقدّرون قال الفراء: وتجمع العرب بين اللغتين قال الله تعالى: الطارق: ١٧ ، قال الأعشى:

وأنكرتني وما كان الذي نكِرت

 

من الحوادث إلا الشيبَ والصلعا

وروي عن عكرمة: فقدَرنا مخففة من القدرة، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم والكسائي؛ لقوله: المرسلات: ٢٣ ، ومن شدد فهو من التقدير أي فقدرنا الشقي والسعيد، فنعم المقدرون، رواه ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم-."

من القدر ومن التقدير، إذا كان من التقدير فهو مشدد مثل التكليم، وإن كان من القدْر أو من القدَر فهو مخفف.

" وقيل: المعنى قدّرنا قصيرًا أو طويلاً، ونحوه عن ابن عباس: قدّرنا ملك، قال المهدوي: وهذا التفسير.. "

ملّكنا.

ملّكنا؟

نعم قدّرنا ملّكنا.

" وعن ابن عباس قدّرنا ملَكنا قال المهدوي: وهذا التفسير أشبه بقراءة التخفيف. قلت: هو صحيح فإن عكرمة هو الذي قرأ: فقدَرنا مخففًا قال: معناه فملَكنا فنعم المالكون، فأفادت الكلمتان معنيين متغايرين أي قدّرنا وقت الولادة وأحوال النطفة في التنقيل من حالة إلى حالة حتى صارت بشرًا سويًّا أو الشقي والسعيد أو الطويل والقصير كله على قراءة التشديد، وقيل: هما بمعنًى كما ذكرنا. "

يعني التخفيف والتشديد لا يختلف مع أن التشديد في الغالب أنه يكون للتكثير، هذا مفاد التشديد، بخلاف التخفيف فإنه يكون لمرة واحدة.

" قوله تعالى: المرسلات: ٢٥ - ٢٨ فيه مسألتان؛ الأولى: قوله تعالى: المرسلات: ٢٥ أي ضامة تضم الأحياء على ظهورها والأموات في بطنها، وهذا يدل على وجوب مواراة الميت ودفنه ودفن شعره وسائر ما يزيله عنه، وقوله -عليه السلام-: «قصوا أظافركم وادفنوا»."

غلاماتكم.

"«غلاماتكم»، وقد مضى في البقرة بيانه، يقال.. "

مخرّج الحديث؟

طالب: ............

أما مواراة الميت ودفنه وقبره فهذا فرض لا بد منه، وأما أبعاضه وأجزاؤه فإن كانت مما تحلها الحياة كاليد والرجل والإصبع وما أشبه ذلك فهذا حكمه حكم الكل، يجب دفنه ومواراته، وأما ما كان من باب إزالة القذر كالشعر والظفر وما أشبه ذلك فلا يجب شيء من ذلك، ولا يجب دفن الظفر ولا الشعر، وما ورد في ذلك فإنه لا يثبت، نعم بعض الناس يدفن مثل هذه الأمور، يخشى أن يقع عليها من يسيء إليه بسحر ونحوه، هذا الأمر إليه، لكن لا يُتعبَّد به، وإلا فمثل هذا لا يُتعبَّد به أصلاً.

طالب: ............

لا، ما أعرف أن.. الجن إلا بواسطة الإنس يسحرون، نعم قد يؤذون، لكن ما يؤذون شعرًا أو شيئًا..

طالب: ............

المقصود أنه ما هو يدفن ويوارى مواراة الميت يقبر لا، كونه من باب الإزالة يوارَى عن النظر؛ لأنه قذر مثل الظفر مثلاً الناس لا تطيقه، كثير من الناس لا يطيق قصاصة الظفر وما أشبه ذلك؛ لأنه قذر كذلك الشعر، ولذلك يُنظف عنه المسجد، ويُصان عنه، وينص العلماء في كتاب الاعتكاف أنه لا يجوز أن تلقى قلامة الظفر أو ما يُقطع من الشعر في المسجد، مما يدل على أن إزالته إبعاده ليس إبعاد احترام كأجزاء الميت وأطرافه.

الحديث الله يحفظك..

الحديث في غاية الضعف.

طالب: ............

دمه -عليه الصلاة والسلام- هذا الخلاف في أحكام فضلاته -عليه الصلاة والسلام- يختلف عن غيره.

" يقال: كفتّ الشيء أكفته إذا جمعته وضممته، والكفت الضم والجمع، وأنشد سيبويه:

كرام حين تنكفت الأفاعي

 

إلى أجحارهن من الصقيع

وقال أبو عبيد: كفاتًا أوعية، ويقال للنحي: كِفْت وكفيت؛ لأنه يحوي اللبن ويضمه، قال:

فأنت اليوم فوق الأرض حيًّا

 

وأنت غدًا تضمك في كفات

ويقال للرجل: أكفت إذا انضمت شفتاه داخل فمه يقال له: أكفت.

وخرج الشعبي في جنازة فنظر إلى الجبّان فقال: هذه كفاة الأموات، ثم نظر إلى البيوت فقال: هذه كفات الأحياء. والثانية: رُوي عن ربيعة في النباش قال: تقطع يده، فقيل له: لمَ قلت ذلك؟ قال: إن الله -عز وجل- يقول: المرسلات: ٢٥ - ٢٦ فالأرض حرز، وقد مضى.. "

يعني كما أن بيوت الأحياء حرز فقبور الأموات حرز، وقد زاول بعض الناس هذه المهنة نبش القبور وأخذ ما فيها من أكفان حتى قال بعض العلماء: ونصوا على أن الكفن ينبغي أن يخرق وينبغي ألا يكون جديدًا؛ لئلا يطمع فيه السراق، وهذا في أزمان غابرة قديمة، وأما في أوقاتنا هذه فالسرقة أعظم من الأكفان، سرقة أعضاء، نسأل الله العافية، وسرقة أموات وجثث للتشريح ونحوه تُباع بأغلى الأثمان، وصل الأمر إلى هذا الحد.

" وقد مضى هذا في سورة المائدة، وكانوا يسمون بقيع الغرقد كفتة؛ لأنه مقبرة تضم الموتى، فالأرض تضم الأحياء إلى منازلهم، والأموات في قبورهم، وأيضًا استقرار الناس على وجه الأرض ثم اضطجاعهم عليها انضمام منهم إليها، وقيل: هي كفات للأحياء يعني دفن ما يخرج من الإنسان من الفضلات في الأرض؛ إذ لا ضم في كون الناس عليها، والضم يشير إلى الاحتفاف من جميع الوجوه وقال الأخفش وأبو عبيدة ومجاهد في أحد قوليه: الأحياء والأموات ترجع إلى الأرض أي الأرض منقسمة إلى حي وهو الذي ينبت وإلى ميت وهو الذي لا ينبت. وقال الفراء: انتصب أحياءً وأمواتا بوقوع الكفات عليه أي ألم نجعل الأرض كفات أحياء وأموات فإذا نونت نصبت كقوله تعالى: البلد: ١٤ - ١٥ وقيل: نصب على الحال من الأرض أي منها كذا، ومنها كذا. وقال الأخفش: كفاتًا جمع كافتة والأرض، يُراد بها الجمع فنُعتت بالجمع. وقال الخليل: التكفيت تقليب الشيء ظهرًا لبطن أو بطنًا لظهر، ويقال: انكفت القوم إلى منازلهم أن انقلبوا، فمعنى الكفات أنهم يتصرفون على ظهرها وينقلبون إليها ويدفنون فيها. "

ويتصرفون فيها يتصرفون على ظهرها وينقلبون إليها ويتصرفون فيها يقلبونها ظهرًا لبطن في الحرث، وأيضًا في حفر القبور وما أشبه ذلك، كلها يتصرف فيها لا الأرض الحية التي تزرع وتنبت ولا الأرض الميتة التي لا تزرع.

" المرسلات: ٢٧ أي في الأرض المرسلات: ٢٧ يعني الجبال والرواسي الثوابت والشامخات الطوال ومنه يقال: شمخ بأنفه إذا رفعه كبرًا. قال: {وأسقيناكم ماء فراتًا} أي وجعلنا لكم سقيًا، والفرات الماء العذب يُشرب ويُسقى منه الزرع أي خلقنا الجبال وأنزلنا الماء الفرات، وهذه الأمور أعجب من البعث وفي بعض الحديث قال أبو هريرة: في الأرض من الجنة الفرات والدجلة ونهر الأردن، وفي صحيح مسلم: «سيحان وجيحان والنيل والفرات كل من أنهار الجنة»."

لكن ما فائدة مثل هذا الخبر؟ كون هذه الأنهار من أنهار الجنة، هل معنى هذا أن لها خصيصة وميزة لنحرص على الاغتسال فيها أو الشرب منها أو السقي منها لأنها من أنهار الجنة أو لا؟ نعم هذا مجرد خبر لم ترد كيفية تطبيقه، لكن «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» جاء في الحديث الصحيح: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» ما قال: إذا مررتم بنهر من أنهار الجنة فاغتسلوا، فدل على أن الروضة لها مزية، وأن المكث فيها للصلاة والذكر والقراءة والدعاء فاضل؛ لأنه من الرتع فيها، وأما بالنسبة لهذه الأنهار فلم يرد فيها شيء اللهم إلا مثل هذا الخبر.

" قوله تعالى: ﭿ المرسلات: ٢٩ أي يقال للكفار: سيروا إلى ما كنتم به تكذبون من العذاب يعني النار، فقد شاهدتموها عيانًا. المرسلات: ٣٠ أي دخان المرسلات: ٣٠ يعني الدخان الذي يرتفع ثم يتشعب إلى ثلاث شعب، وكذلك شأن الدخان العظيم إذا ارتفع تشعب، ثم وصف الظل فقال: المرسلات: ٣١ أي ليس كالظل الذي يقي حر الشمس، المرسلات: ٣١ أي لا يدفع من لهب جهنم شيئًا، واللهب ما يعلو على النار إذا اضطرمت من أحمر وأصفر وأخضر، وقيل: إن الشعب الثلاث هي الضريع والزقوم والغسلين، قاله الضحاك، وقيل: اللهب ثم الشرر ثم الدخان؛ لأنها ثلاثة أحوال هي غاية أوصاف النار إذا اضطرمت واشتدت، وقيل: عنق يخرج من النار فيتشعب ثلاث شعب، فأما النور فيقف على رؤوس المؤمنين، وأما الدخان فيقف على رؤوس المنافقين، وأما اللهب الصافي فيقف على رؤوس الكافرين، وقيل: هو السرادق، وهو لسان من نار يحيط بهم ثم يتشعب. "

على كل حال مثل هذا يحتاج إلى نص صحيح ثابت عن الله وعن رسوله، ولا شيء من ذلك، وفيه ما يُنكر النور يقف على رؤوس المؤمنين، النور الذي ينبعث من أيش؟ من النار؟! نور ينبعث من النار ويتخطاها إلى الجنة ويقف على رؤوس المؤمنين! منكر، هذا الدخان يقف على رؤوس المنافقين، واللهب يقف على رؤوس الكافرين من المقطوع به المجزوم أن المنافقين في الدرك الأسفل أسوأ من حال الكافرين، والدخان أسهل من اللهب الصافي، مما يدل على ضعف هذا القول.

" وقيل: هو السرادق وهو لسان من نار يحيط بهم ثم يتشعب منه ثلاث شعب فتظلهم حتى يفرغ من حسابهم إلى النار، وقيل: هو الظل من يحموم كما قال تعالى: الواقعة: ٤٢ - ٤٤ على ما تقدم، وفي الحديث: «إن الشمس تدنو من رؤوس الخلائق ،وليس عليهم يومئذ لباس ولا لهم أكفان، فتلحقهم الشمس وتأخذ بأنفاسهم ومد ذلك اليوم، ثم ينجي الله برحمته من يشاء».."

يقول في بعض النسخ: تلفحهم الشمس وتأخذ بأنفاسهم، مخرّج؟ ماذا يقول؟

طالب: ............

نعم.

" ثم ينجي الله برحمته من يشاء إلى ظل من ظله، فهنالك يقولون: {فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم}. ويقال للمكذبين: ﭿ المرسلات: ٢٩ من عذاب الله وعقابه، المرسلات: ٣٠ فيكون أولياء الله -جل ثناؤه- في ظل عرشه أو حيث شاء من الظل إلى أن يفرغ من الحساب، ثم يؤمر بكل فريق إلى مستقره من الجنة والنار، ثم وصف النار فقال: المرسلات: ٣٢ الشرر واحدته شررة، والشرار واحدته شرارة، وهو ما تطاير من النار في كل جهة، وأصله من شرَرت الثوب. "

شرّرت.

" وأصله من شرَّرت الثوب إذا بسطته للشمس ليجف، والقصر البناء العالي، وقراءة العامة كالقصر بإسكان الصاد أي الحصون والمدائن في العِظَم، وهو واحد القصور، قاله ابن عباس وابن مسعود، وهو في معنى الجمع على طريق الجنس، وقيل: القصر جمع قصْرة ساكنة الصاد مثل جمرة وجمرٍ وتمرة وتمر، والقصرة الواحدة من جزل الحطب الغليظ، وفي البخاري عن ابن عباس أيضًا: {ترمي بشرر كالقصر} قال: كنا نرفع الخشب بقصْر ثلاثة أذرع أو أقل فترفعه للشتاء فنسميه القصَر، وقال سعيد بن جبير والضحاك: هي أصول الشجر والنخْل العظام إذا وقع وقُطع وقيل: أعناقه. "

يعني ما جاء في البخاري عن ابن عباس المرسلات: ٣٢ قال: كنا نرفع الخشب بقَصَر ثلاثة أذرع أو أقل فنرفعه للشتاء فنسميه القصر يعني هو يؤيد القول الأخير أن القصر جمع قصرة مثل تمر وتمرة، الواحدة من جزل الحطب الغليظ الشرارة مثل الحطب يسمونه أيش؟

طالب: ............

الجذوع الكبار شرارة تنطلق من هذه النار، نسأل الله العافية، وأما على المعنى الظاهر المرسلات: ٣٢ مثل القصور الشرارة الواحدة مثل القصر الكبير، ولا يبعد مثل هذا فالقدرة الإلهية فوق كل ذلك.

"وقيل: أعناقه، وقرأ ابن عباس ومجاهد وحميد والسلمي: كالقصَر بفتح الصاد، أراد أعناق النخل، والقصَرة العنق، جمعها قصَر وقصَرات، وقال قتادة: أعناق الإبل، وقرأ سعيد بن جبير بكسر القاف وفتح الصاد، وهي أيضًا جمع قصْرة مثل بدْرة وبدَر وقصْعة وقصَع وحلْقة وحلَق لحلق الحديد، وقال أبو حاتم: ولعله لغة كما قالوا حاجة وحِوج، وقيل: القصر الجبل فشبه الشرر بالقصر في مقاديره، ثم شبهه في لونه بالجمالات الصفر، وهي الإبل السود، والعرب تسمي السود من الإبل صُفْرًا، قال الشاعر:

تلك خيلي منه وتلك ركابي

 

هن صفر أولادها كالزبيب"

يعني سود.

" أي هن سود، وإنما سميت.. "

الألوان عرفية وإلا فاللون الأصفر يختلف عن الأسود في عرفنا، ولو حلف شخص أنه ما رأى جمالة صفر، والله يقول ما رأيت عمري كله يقول: ما رأيت جملًا أصفر، ويقصد بذلك اللون الأصفر المتعارف عليه عندنا، هل يقال إنه مكذب للقرآن؟ وعلى اعتبار حقيقة عرفية معروفة عنده وعند غيره من أهله وذويه ومجتمعه، فهذه حقيقة عرفية الأصفر لون يختلف عن الأسود، ولكن الألوان قد يتصرف فيها من وقت إلى آخر، ومن جيل إلى آخر، ومن مجتمع إلى آخر، الإبل ألوانها لا يقاس عليها شيء، وكذلك الغنم الأملح، ما اللون الأملح هذا؟ ضحى بكبشين أقرنين أملحين، الشراح يختلفون، جاؤوا بكل الألوان طبقوها على الأملح، والأصل أن الأملح ما قارب لون الملح، قد يكون أبيض، لكن ليس بخالص، هذا الأصل فيه، لكن مثلما قلنا: التصرف في الألوان تبعًا للأعراف والعادات، ومر علينا في التفسير لون القرمزي بالتفسير هنا جاء قبل سنين قبل ثلاثين أو أربعين سنة يطلقونه على البنفسجي ثم أُلغيت كلمة بنفسجي ثم صار موف، يعني الألوان يتصرفون فيها تبعًا للأعراف وتبعًا للأحوال والأزمان، يعني تختلف من وقت إلى آخر، لكن يبقى ما ورد فيه نص مثل المياثر الحمر، النهي عن المياثر الحمر، وعن لبس الأحمر، هل نقول إنه في يوم من الأيام أن الأحمر يتغير إلى أسود أو إلى أبيض، ثم يكون النهي عن الأسود أو الأبيض؟ لا، ما تعلق به حكم شرعي لا يمكن تغييره ثابت ما عدا ذلك فالأمر فيه سهل.

" وإنما سميت السود من الإبل صفرًا؛ لأنه يشوب سوادها شيء من صفرة كما قيل لبيض الظباء: الأدم؛ لأن بياضها تعلوه كدرة، والشرر إذا تطاير وسقط وفيه بقية من لون النار أشبه شيء بالإبل السود؛ لما يشوبها من صفرة، وفي شعر عمران بن حطان الخارجي:

دعتهم بأعلى صوتها ورمتهم

 

بمثل الجمال الصفر نزاعة الشوى

وضعف الترمذي هذا القول فقال: وهذا القول محال في اللغة أن يكون شيء يشوبه شيء قليل، فنسب كله إلى ذلك الشائب. "

يقول: ضعف الترمذي، وفي نسخة اليزيدي.

طالب: ............

لا الحكيم مظنة الحكيم الترمذي في النوادر يقول مثل هذا الكلام بخلاف صاحب الجامع ضعف....

" فالعجب لمن قد قال هذا، وقد قال الله تعالى: {جمالات صفر} فلا نعلم شيئًا من هذا في اللغة، ووجهه عندنا أن النار خُلِقت من النور، فهي نار مضيئة، فلما خلق الله جهنم وهي موضع النار حشا ذلك الموضع بتلك النار، وبعث إليها سلطانه وغضبه فاسودت من سلطانه وازدادت حدّة، وصارت أشد سوادًا من النار ومن كل شيء سوادًا، فإذا كان يوم القيامة وجيء بجهنم في الموقف رمت بشررها على أهل الموقف غضبًا لغضب الله، والشرر هو أسود؛ لأنه من نار سوداء، فإذا رمت النار بشررها فإنها ترمي الأعداء به، فهن سود من سواد النار، لا يصل ذلك إلى الموحدين؛ لأنهم في سرادق الرحمة قد أحاط بهم في الموقف وهو الغمام الذي يأتي فيه الرب تبارك وتعالى، ولكن يعاينون ذلك الرمي، فإذا عاينوه نزع الله ذلك السلطان والغضب عنه في رأي العين منهم حتى يروها صفرًا؛ ليعلم الموحدون أنهم في رحمة الله لا في سلطانه وغضبه، وكان ابن عباس يقول: الجمالات الصفر حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجال، ذكره البخاري وكان يقرؤها: جمالات بضم الجيم.. "

أبا عبد الله الثامن والتاسع من فتح الباري..

" وكان يقرؤها: جمالات بضم الجيم، وكذلك قرأ مجاهد وحميد: جمالات بضم الجيم، وهي الحبال الغلاظ، وهي قلوص السفينة أي حبالها، وواحد القلوص قلص، وعن ابن عباس أيضًا على أنها قطع النحاس والمعروف في الحبل الغليظ جمّل بتشديد الميم، كما تقدم في الأعراف وجمالات بضم الجيم جمع جمالة بكسر الجيم موحدًا، كأنه جمع جمل نحو حجر وحجارة وذكر وذكارة. "

فتكون جمالات جمع الجمع.

في البخاري يقول -رحمه الله-: باب قوله: المرسلات: ٣٢ حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان قال: حدثنا عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس يقول: المرسلات: ٣٢ قال: كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقل، فنرفعه للشتاء ونسميه القصَر. فيه كلام لابن حجر حول ما تقدم ثم قال: بابٌ {كأنه جمالات صفر} قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى قال: أخبرنا سفيان قال: حدثنا عبد الرحمن بن عابس: سمعت ابن عباس -رضي الله عنهما-: المرسلات: ٣٢ كنا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرع وفوق ذلك فنرفعه للشتاء فنسميه القصَر، {كأنه جمالات صفر} حبال السفن تجمع حتى تكون كأوساط الرجال تُجمع ويُضم بعضها إلى بعض؛ ليقوى حتى تكون كأوساط الرجال. قلت: ومن تتمة الحديث وقد أخرجه عبد الرزاق عن أبي ثور بإسناده وقال في آخره: وسمعت ابن عباس يُسأل عن قوله تعالى: {كأنه جمالات صفر} قال: حبال السفن يُجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجال، وفي رواية قيس بن الربيع عن عبد الرحمن بن عابس عن عبد الرحمن بن عباس أو عابس، في المتن عابس، والشرح عباس: هي القلوص التي تكون في الجسور، والأول هو المحفوظ.

" وقرأ يعقوب وابن أبي إسحاق وعيسى والجحدري: جمالة بضم الجيم موحدًا، وهي الشيء العظيم المجموع بعضه إلى بعض، وقرأ حفص وحمزة والكسائي: جمالة، وبقية السبعة: جمالات قال الفراء: يجوز أن تكون الجمالات جمع جمال كما يقال: رجل ورجال ورجالات، وقيل: شبهها بالجمالات؛ لسرعة سيرها، وقيل: لمتابعة بعضها بعضًا، والقصر واحد القصور. "

وقصر الظلام.

و"قصر الظلام اختلاطه، ويقال أتيته قصرًا أي عشيًّا فهو مشترك قال:

كأنهم قصرًا مصابيح راهب

 

بموزِن.....................

بموزَنِ.

بموزَنِ..

بموزَنَ.

...............................

 

بموزَنَ رواب السليط ذبالها"

كأنه موضع ممنوع من الصرف.

" في هذه الآية دليل على جواز ادخار الحطب والفحم وإن لم يكن من القوت، فإنه من مصالح المرء، ومغاني مفاقره، وذلك مما يقتضي النظر أن يكتسبه في غير وقت حاجته؛ ليكون أرخص، وحالة وجوده أمكن، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدّخر القوت في وقت عموم وجوده من كسبه وماله، وكل شيء محمول عليه، وقد بيّن ابن عباس هذا بقوله: كنا نعمد إلى الخشبة فنقطعها ثلاثة أذرع وفوق ذلك ودونه وندّخره للشتاء، وكنا نسميه القصَر، وهذا أصح ما قيل في ذلك، والله أعلم. "

جواز الادخار من كلام ابن عباس ليس من الآية، وادخاره لا شيء فيه مثل ادخار القوت الأولى؛ لأنه مما تدعو إليه الحاجة في وقت من الأوقات وقد لا يوجد إذا احتيج إليه، فالإنسان يدّخره كما يدّخر القوت، وأما انتزاع الحكم فهو من كلام ابن عباس: كنا نعمد إلى الخشبة وندّخره للشتاء.

طالب: ............

أين؟

طالب: ............

يقول: كنا احتمال أن ابن عباس بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- بستين سنة ما قال في عهده- عليه الصلاة والسلام-.

طالب: ............

واحتمال أنه بعده وهو الأصل لما توفى الرسول -عليه الصلاة والسلام- ما احتلم.

قوله.

ويبقى أنه إذا كانوا في عهد الصحابة وكلهم متوافرون ومثل هذه الصيغة نسبتها إلى الجميع يثبت به الحكم بلا شك أنا ما أنازع في أصل المسألة والاستدلال بهذا على الحكم المذكور، لكن انتزاعه من الآية أين دليله؟ دليله من كلام ابن عباس.

" قوله تعالى: المرسلات: ٣٥ أي لا يتكلمون. المرسلات: ٣٦ أي إن يوم القيامة له مواطن ومواقيت، فهذا من المواقيت التي لا يتكلمون فيها ولا يُؤذن لهم في الاعتذار والتنصل، وعن عكرمة عن ابن عباس قال: سأله ابن الأزرق عن قوله تعالى: المرسلات: ٣٥ و طه: ١٠٨ وقد قال تعالى: الصافات: ٢٧.. "

ابن الأزرق هذا من الخوارج يتتبع المتشابه ويسأل ابن عباس عنه، وله أسئلة كثيرة، وجمعها بعضهم، وهي مذكورة في البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي في بحث غريب القرآن ومشكله.

" فقال له: إن الله -عز وجل- يقول: الحج: ٤٧ فإن لكل مقدار من هذه الأيام لونًا من هذه الألوان، وقيل: لا ينطقون بحجة نافعة، ومن نطق بما لا ينفع ولا يفيد فكأنه ما نطق، قال الحسن. "

لا ينطقون بكلام ينفعهم، والذي تكلم بكلام لا ينفع كأنه صامت، بل الصامت أفضل منه.

" قال الحسن: لا ينطقون بحجة وإن كانوا ينطقون، وقيل: إن هذا وقت جوابهم المؤمنون: ١٠٨ وقد تقدم، وقال أبو عثمان: أسكتتهم رؤية الهيبة وحياء الذنوب، وقال الجنيد: أي عذر لمن أعرض عن منعمه وجحده وكفر أياديه ونعمه؟ ويومُ بالرفع قراءة العامة على الابتداء والخبر أي تقول الملائكة هذا يومُ لا ينطقون، ويجوز أن يكون قوله: المرسلات: ٢٩ من قول الملائكة، ثم يقول الله لأوليائه: هذا يوم لا ينطق الكفار، ومعنى اليوم الساعة والوقت، وروى يحيى بن سلطان عن أبي بكر عن عاصم: هذا يومَ لا ينطقون بالنصب، ورويت عن ابن هرمز وغيره، فجاز أن يكون مبنيًّا لإضافته إلى الفعل وموضعه رفع، وهذا مذهب الكوفيين، وجاز أن يكون في موضع نصب على أن تكون الإشارة إلى غير اليوم وهذا مذهب البصريين؛ لأنه إنما بُني عندهم إذا أُضيف إلى مبني، والفعل هاهنا معرب، وقال الفراء في قوله.. "

الظرف إذا أضيف إلى جملة فإن كان صدرها مبنيًّا بُني، وإن كان صدرها معربًا أُعرب ﯿ المائدة: ١١٩ في آخر المائدة.

طالب: ............

نعم ﯿ المائدة: ١١٩ صدرها معرب فأُعرب، «كيومَ ولدته أمه» أضيف إلى جملة صدرها مبني فبني، وهنا إن اعتبرنا الحرف حرف النفي فهو مبني إن اعتبرنا الحرف فالحرف مبني، وإن ألغيناه وقلنا: إنه مضاف إلى الجملة، والجملة فعلية، فالفعل معرب، وعلى هذا يعرب، وإن اعتبرنا الحرف بنيناه.

" وقال الفراء في قوله تعالى: المرسلات: ٣٦ الفاء نسَق أي عطف على يؤذن، وأُجيز ذلك؛ لأن أواخر الكلام بالنون ولو قال: فيعتذروا لم يوافق الآيات، وقد قال: فاطر: ٣٦ بالنصب، وكله صواب، ومثله: البقرة: ٢٤٥ بالنصب والرفع. قوله تعالى.. "

ويكون الرفع معطوفًا على الفعل المرفوع بالفاء واضح، والنصب بأن المضمرة بعد الفاء الواقعة في سياق العرض من ذا الذي.

" قوله تعالى: ﮮﮯ المرسلات: ٣٨ أي ويقال لهم هذا اليوم الذي يُفصل فيه بين الخلائق فيتبين المحق من المبطل. المرسلات: ٣٨ قال ابن عباس: جُمع الذين كذبوا محمدًا والذين كذبوا النبيين من قبله، رواه عنه الضحاك. المرسلات: ٣٩ أي حيلة في الخلاص من الهلاك. المرسلات: ٣٩ أي فاحتالوا لأنفسكم وقاووني، ولن تجدوا ذلك، وقيل: أي المرسلات: ٣٩ أي قدرتم على حرب المرسلات: ٣٩ أي حاربوني، كذا روى الضحاك عن ابن عباس قال: يريد كنتم في الدنيا تحاربون محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وتحاربونني، فاليوم حاربوني، وقيل: أي إنكم كنتم في الدنيا تعملون بالمعاصي وقد عجزتم الآن عنها وعن الدفع عن أنفسكم، وقيل: إنه من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيكون كقول هود: هود: ٥٥. قوله تعالى: المرسلات: ٤١ أخبر.. "

في الدنيا ولهم شيء من الحرية والتصرف والاختيار يحاربون الله ورسوله بإعلان الربا ونحوه من عظائم الأمور، لكن في الآخرة ﯛﯜ البقرة: ٢٧٩ في الدنيا ترك لهم مثل هذا الخيار؛ لتتم محاسبتهم عليه، أما في الآخرة فليس لهم حول ولا طول ولا قدرة ولا قوة، ويحصل به التحدي المرسلات: ٣٩ هود -عليه السلام- قاله في الدنيا: {كيدوني جميعًا ثم لا تنظرون} يعني كان يتحداهم وهم أحياء وقادرون على ذلك، لكنه في حماية الله ومنعته وعصمته لا يقدرون عليه من هذه الحيثية ﮍﮎ المائدة: ٦٧ كما قال للنبي -عليه الصلاة والسلام-، أما بالنسبة للآخرة فالمسألة لا يستطيعون أن يدفعوا عن أنفسهم أدنى شيء، فكيف يتطاولون على غيرهم؟

" قوله تعالى: المرسلات: ٤١ أخبر بما يصير إليه المتقون غدًا والمراد بالظلال ظلال الأشجار وظلال القصور مكان الظل في الشعب الثلاث، وفي سورة يس: يس: ٥٦ ، المرسلات: ٤٢ أي يتمنون. وقراءة العامة: ظلال، وقرأ الأعرج والزهري وطلحة: ظلل جمع ظلة يعني في الجنة. المرسلات: ٤٣ أي يقال لهم غدًا هذا بدل ما يقال للمشركين: المرسلات: ٣٩ فكلوا واشربوا في موضع الحال من ضمير المتقين في الظرف الذي هو في ظلال أي هم مستقرون في ظلال مقولاً لهم ذلك المرسلات: ٤٤ أي نثيب الذين أحسنوا في تصديقهم بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وأعمالهم في الدنيا. "

المحسنين الذين أحسنوا إلى أنفسهم وأحسنوا إلى غيرهم، أحسنوا إلى أنفسهم أولاً بالسعي في نجاتها من عذاب الله، والوصول إلى ما يرضيه، وأحسنوا إلى غيرهم فأعانوهم وساعدوهم ووجهوهم وأرشدوهم ودعوهم وأمروهم ونهوهم إلى آخره.

طالب: ............

يدخل في هذا، لكن الكلام في الإحسان إذا أُطلق فهو الإحسان إلى النفس وإلى الخلق، ومن الإحسان إلى النفس بلوغها إلى مرتبة الإحسان.

" قوله تعالى: المرسلات: ٤٦ هذا مردود إلى ما تقدم قبل المتقين وهو وعيد وتهديد، وهو حال من المكذبين أي الويل ثابت لهم في حال ما يقال لهم كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون أي كافرون، وقيل: مكتسبون فعلاً يضركم في الآخرة من الشرك والمعاصي. قوله تعالى: المرسلات: ٤٨ أي إذا قيل لهؤلاء المشركين.. "

الفعل جرم واجترم واجترح أيضًا بمعنى اكتسب، ولذلك قال: إنكم مجرمون، قيل: مكتسبون فعلاً يضركم في الآخرة، والإجرام والجريمة معروف معانيها تشمل من الكفر ما دونه، كلها جرائم.

" أي إذا قيل لهؤلاء المشركين: اركعوا أي صلوا، لا يركعون أي لا يصلون، قاله مجاهد، وقال مقاتل: نزلت في ثقيف امتنعوا من الصلاة، فنزل ذلك فيهم، قال مقاتل: قال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أسلموا»، وأمرهم بالصلاة فقالوا: لا ننحني فإنها مسبة علينا، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود» يُذكر.. "

وإن كان السبب خاصًّا في ثقيف أو غيرهم، لكنه عام يتناول كل من اتصف بهذا الوصف الذي لا يصلي يناله هذا الوعيد الشديد، نسأل الله العافية، «لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود» مخرّج؟

طالب: ............

معضل يعني سقط من إسناده اثنان فأكثر، لكنه المفترض أنه يبين إسناده قبل؛ لنعرف موضع الإعضال، فيه تخريج غير هذا؟ عندك شيء؟ أو نفسه؟

طالب: ............

وما بيّن حكمه.

" يُذكر أن مالكًا -رحمه الله- دخل المسجد بعد صلاة العصر، وهو ممن لا يرى الركوع بعد العصر، فجلس ولم يركع.. "

لأنه وقت نهي، الإمام مالك والأئمة الثلاثة وجمهور أهل العلم لا يرون الصلوات في أوقات النهي ولو كانت ذات سبب خلافًا للشافعية، فيُذكر أن مالكًا -رحمه الله- دخل المسجد بعد صلاة العصر يعني في وقت النهي وهو ممن لا يرى الركوع بعد العصر يعني لا يرى الصلاة في وقت النهي ولو كانت ذات سبب، فجلس ولم يركع.

" فجلس ولم يركع فقال له صبي: يا شيخ، قم فاركع، فقام فركع ولم يحاجّه بما يراه مذهبًا. "

نعم، لماذا؟ لئلا يدخل في قوله: المرسلات: ٤٨ ؛ لأنه قال له هذا الصبي: قم اركع، فلو لم يركع تناولته الآية، وإن كان المانع له من الركوع نصًّا صحيًّا صريحًا في الموضوع، فالذي أمره بالركوع هو الذي نهاه عن الركوع في هذا الوقت، لكن هذا من ورعه.

" فقيل له في ذلك، فقال: خشيت أن أكون من الذين إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون وقال ابن عباس: إنما يقال لهم هذا في الآخرة حينما يدعون إلى السجود فلا يستطيعون قال قتادة: هذا في الدنيا، وقال ابن العربي: هذه الآية حجة على وجوب الركوع وإنزاله ركنًا في الصلاة، وقد انعقد الإجماع عليه، وظن قوم أن هذا إنما يكون في القيامة، وليست بدار تكليف، فيتوجه فيها أمر يكون عليه ويل وعقاب، وإنما يدعون إلى السجود كشفًا لحال الناس في الدنيا، فمن كان لله يسجد يمكن من السجود، ومن كان يسجد رئاءً لغيره صار ظهره طبقًا واحدًا وقيل: إذا قيل لهم اخفضوا.. "

اخضعوا..

" وقيل: إذا قيل لهم اخضعوا للحق لا يخضعون، فهو عام للصلاة وغيرها، وإنما ذكر الصلاة؛ لأنها أصل الشرائع بعد التوحيد، وقيل: الأمر للإيمان؛ لأنها لا تصح من غير إيمان. "

" قوله تعالى: المرسلات: ٥٠ أي إن لم يصدقوا بالقرآن الذي هو المعجز والدلالة على صدق الرسول -عليه السلام- فبأي شيء يصدقون؟ وكرر المرسلات: ١٥ لمعنى تكرير التخوف والوعيد وقيل: ليس بتكرار؛ لأنه أراد بكل قول منه غير الذي أراد بالآخر كأنه ذكر شيئًا فقال: ويل لمن يكذب بهذا ثم ذكر شيئًا آخر فقال: ويل لمن يكذب بهذا ثم ذكر شيئًا آخر فقال: ويل لمن يكذب بهذا ثم كذلك إلى آخرها. "

لأن بعض الملاحدة يقول: القرآن فيه تكرار، فلو يحذف هذا التكرار يظن أنه لا فائدة فيه مثل المرسلات: ٥٠ تكررت الرحمن: ١٣ تكررت فأحضر إلى الخليفة بحضرة بعض العلماء فقيل للخليفة: هو فيه تكرار بعد، عنده عينان تكفي واحدة، وأذنان وتكفي واحدة، ورجلان وتكفي واحدة، وهكذا اعترف أن هذا ليس بتكرار، الله المستعان.

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

"