شرح متن الآجرومية (8)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

باب الحال: الحال هو الاسم المنصوب المفسر لما انبهم من الهيئات نحو: جاء...."

الحال هو الاسم، الحال أصله واوي؛ لأنه يجمع على أحوال، ويصغَّر على حويلة، والتصغير والجمع يردان الكلمة إلى أصلها، فأصل الكلمة من ينطقها؟ من ينطق حال قبل أن يدخل عليها التغيير؟

نعم، نقول: تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألف وصارت حالاً، ما زلنا في لفظ حال هذا العنوان الآن: الحال، يقول: أصله واوي، تحركت الواو وانفتح ما قبلها، المال يجمع على أموال، مثله، هم يقولون: أصله واوي؛ لأن الجمع يرده إلى أصله، جمعه أحوال، فالألف هذه أصلها واو.

طالب:........

لا، تحركت الواو، ما عندنا مدرس تجويد يعرف لنا الإشمام ويعرف لنا.....؟

المقصود أنه واوي، فيه أحد من العربية يصرفه لنا؟

طالب:........

لا بد، لولا تحركها لنطقت بخفة، لو صارت حوَل وإلا حوِل ما عدلت، لولا أن في النطق بها صعوبة ما حولت، بقيت على أصلها.

يقول: هو الاسم، الحال اسم، مثلما قال: (جاء زيد راكبًا) راكبًا: اسم فاعل، "هو الاسم" يخرج بذلك الفعل والحرف، من يعرب سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول؟

طالب:.......

كلها، كلها.

طالب:.......

أيوه، طيب، الجملة حال، كيف يكون هو الاسم ويقول: حال؟

طالب:.......

قائلًا، لا بد من تأويله باسم مفرد، لأنه يرد على قوله: "هو الاسم" هذا الفعل، وإذا كانت جملة الحال مبدوءة بمضارع مثبت فهي لا تحتاج إلى واو، ما تحتاج إلى واو، ما في شيء اسمه واو الحال؟ في شيء اسمه واو الحال؟

طالب:.......

فيه، وين واو الحال في يقول؟ الجملة إذا كانت حال تحتاج إلى رابط، وين الواو؟ واو الحال ما في؟ ما يحتاج؟ هل تقول: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويقول؟"

وذات بدءٍ بمضارعٍ ثبت

 

حوت ضميرًا ومن الواو خلت

لكن لو وجد واو، ويقول: رأيت زيدًا ويضحك، لا بد من تقديم مبتدأ، يعني: وهو يضحك.

وذات واوٍ بعدها انوِ مبتدأ

 

له المضارع اجعلن مسندا

فلا بد من تقدير مسند، لتكون الواو داخلة على جملة اسمية.

طالب:.......

الضمير من أعرف المعارف، من الأسماء، إيه الضمير اسم، لكن هنا: الجملة كلها حال، وهو يضحك يؤول ضاحكًا.

هو الاسم المنصوب، تقدم مرارًا أن إدخال الحكم في الحد منتقد، اسم منصوب، الحال منصوب إذا كان الحال صريحًا غير مؤول، أما المؤول فهو في محل نصب، الاسم المنصوب المبيّن المفسّر الموضّح لهيئة أو لحال الفاعل أو المفعول، والمبتدأ والخبر على خلافٍ فيهما، المبيّن لما انبهم، يعني صار مبهمًا أو منبهمًا، مع أن انبهم ليست قياسية، لو قال: استبهم أو للمبهم، أما لما انبهم هذه ماشية وإلا ما هي ماشية؟ على كل حال الحال اسم منصوب يبيّن حال وهيئة الذات لما انبهم من الذوات وإلا إيش؟ من الهيئات، يختلف هذا عن التمييز بهذا، يبيّن ما انبهم من الهيئات، إذا قلت: (جاء زيد راكبًا) فراكبًا: حال؛ لأنه يبيّن الهيئة التي جاء عليها زيد، يعني (جاء زيد) جملة مفيدة، لكن السامع قد يتطلع إلى هيئته حال مجيئه، فتقول: (جاء زيد راكبًا) وصاحبه الآن الفاعل، (رأيت عمرًا ضاحكًا) رأيت: فعل وفاعل، وعمرًا: مفعول، وضاحكًا: اسم منصوب يبين هيئة المفعول، (مررت بزيدٍ جالسًا) مررت: فعل وفاعل، وبزيد: جار ومجرور متعلق بمررت، وجالسًا: حال من إيش؟ من زيد المجرور، فيأتي من الفاعل والمفعول والمجرور، وفي كل هذه الأمثلة معرفة، الصاحب معرفة، والحال نكرة، الصاحب معرفة، صاحبه معرفة، والحال نكرة، فهل يجيء الحال معرفة؟ وهل يجيء صاحبه نكرة؟ وإذا جاء الحال من المجرور بالحرف هل يجيء الحال من المجرور بالإضافة أو لا؟

طالب:.......

نعم، أي: منفردًا (فأرسلها العراك) أولًا: لا يجوز مجيء الحال معرفة، فإذا جاء أُول بنكرة.

والحال إن عُرف لفظًا فاعتقد

 

تنكيره معنًا كوحدك اجتهد

(كوحدك اجتهد) يعني اجتهد وحدك، إذا قيل: (أتموا الصف الأول فالأول) حال، لكن لا بد من تأويله بمرتبين.

هذا بالنسبة للحال لا يجيء إلا نكرة، فإذا جاء معرفةً أول بالنكرة، صاحب الحال نكرة وإلا معرفة؟ يعني الذي يأتي من الصاحب النكرة وإلا ما يأتي؟ يعني إذا عرفنا النكرة فرد مشاع، النكرة رجل، رجل فرد من جزء من شيء مشاع، هل هذا الجزء من الشيء المشاع بحاجة إلى بيان ذاته أو إلى بيان هيئته؟ بيان ذاته أولى من بيان هيئته؛ ولذلك هو بحاجة إلى وصف أكثر من حاجته إلى حال؛ ولذلك يقولون: الجمل بعد المعارف إيش؟ أحوال، وبعد النكرات صفات، يجوز عند الكوفيين أن يأتي الحال من الصاحب النكرة، لكن لا بد من تخصيص، يعني تقليل من هذا الشيوع (لِمَيةَ موحشًا طللُ) صاحب الحال إيش؟ من هو؟ طلل والموحش هو الحال، وسوغ مجيء الحال من الصاحب النكرة ولذلك جاز الابتداء به، جاز الابتداء بالنكرة لماذا؟ لأنه قدم عليها إيش؟ الخبر، جاز الابتداء بـ(طلل) لتقدم الخبر؛ ولذلك يلزم هنا تقدم الخبر، لا بد أن يتقدم الخبر.

ونحو عندي درهمٌ ولي وطر

 

ملتزمٌ فيه تقدم الخبر

فإذا جاز الابتداء به، بهذا المسوغ جاز بيان هيئته بالحال، عرفنا أن الحال يأتي من المرفوع من الفاعل، ومن المنصوب المفعول، مجيئه من المبتدأ محل خلاف، لماذا؟

طالب:.......

نعم، ما هو نكرة، الآن خله مبتدأ معرفة (زيد) يجوز مجيء الحال من المبتدأ أو الخبر؟ الآن أجزناه والمبتدأ نكرة لوجود المسوغ، فكيف لا نجيزه إذا كان المبتدأ معرفة؟ (زيد كاتبًا أفضل منه خطيبًا) من أهل العلم من يمنع مجيء الحال من المبتدأ لماذا؟ لأن العامل في المبتدأ معنوي ضعيف، يعني عمله في المبتدأ فيه ضعف، فكيف يعمل بما هو من لواحق وتوابع المبتدأ؟ على كل حال هو جائز، فإذا أجزناه في مثل: (لِمَية موحشًا طلل) وهو نكرة فجوازه من المعرفة من باب أولى، لا سيما إذا جاءت معه أفعل التفضيل، (زيد خطيبًا أفضل منه شاعرًا) مثلًا، إذا جاز الحال من المجرور بالحرف، فهل يجوز مجيء الحال من المجرور بالإضافة؟

طالب:.......

يقول: نعم، مثال: (رأيت ضوء الشمس ساطعةً) ألا يكون الساطع هو الضوء؟ أنت قلت: طالعةً! بدل ساطعةً الذي هو للضوء، يعني حال من المضاف ما هو من المضاف إليه، نحن نريد من المضاف إليه، نقول: طالعةً، (رأيت ضوء الشمس طالعةً) يجوز وإلا ما يجوز؟

طالب:.......

طالعةً إيه يجوز حال من المضاف إليه، ما في إشكال؟ ما في أدنى إشكال؟

طالب:.......

هو الحال من الشمس، حال بيان هيئة الشمس، حال كونها طالعة.

طالب:.......

نعم، ما في إشكال؟ يعني ما في إشكال مجيء الحال من المضاف إليه؟

طالب:.......

نعم، يعني ما في إشكال؟ (ولا تجز حالًا من المضاف له..) هذا الأصل، (إلا) استثناء ثلاث صور:

ولا تجز حالًا من المضاف له
أو كان جزء ماله أضيفا

 

إلا إذا اقتضى المضاف عمله
أو مثل جزئه فلا تحيفا

نأتي إلى المثال الذي ذكره الأخ (رأيت ضوء الشمس طالعةً) الآن هل يعمل الضوء في الشمس؟ لا يقتضي العمل، هل (ضوء) جزء من الشمس؟ جزء أو مثل الجزء؟ يعني ينفصل منها؟ جزء منها؟ بمعنى أنه إذا ذهب نقصت؟ إذًا مثل الجزء، مثل: {اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [(123) سورة النحل] الملة كالجزء من إبراهيم، واضح وإلا لا؟ هذا مثال للجزء (حنيفًا) من إبراهيم، وهو مضاف إليه؛ لأن المضاف مثل الجزء من المضاف إليه.

طالب:.......

نعم، كيف؟ إيه في ثلاث مسائل فقط، أما ما عدا ذلك فلا، (حنيفًا) هذا مثال للجزء، نريد مثالاً للجزء، (قطعت يد زيدٍ قائمًا) يد زيد جزء منه، {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} [(4) سورة يونس] هذا مثال لإيش؟ (قطعت يد زيد قائمًا) اليد جزء من زيد، {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} [(4) سورة يونس] (جميعًا) حال من وين؟ من الضمير الكاف، من المضاف إليه، ومجيئه؛ لأن المضاف يقتضي العمل في المضاف إليه، المرجع والرجوع، لو قيل: إليه رجوعكم جميعًا ألا يكون الكاف معمولة للمصدر؟ إذًا تقتضي العمل، ومثله المرجع.

"نحو جاء زيد راكبًا"

(جاء زيد راكبًا) من يعرب؟

طالب:.......

زيد وإيش فيه؟ فاعل؟ صحيح، راكبًا: حال، طيب الحال عرفنا أنه إذا جاء معرفة لا بد من تأويله، لكن إذا جاء جامدًا؟ الأصل أن الحال مشتق، الأصل فيه أنه مشتق، ونعت الحال لا بد أن يكون مشتقًّا، لكن إذا جاء جامدًا مثلًا ((فتمثل لي الملك رجلًا)) يؤول بإيش؟ مشبهًا رجلًا.

"وركبت الفرس مسرجًا".

(ركبت الفرس مسرجًا) مسرجًا: حال من إيش؟ من الفرس الذي هو إيش؟ المفعول.

"ولقيت عبد الله ماشيًا".

(لقيت عبد الله ماشيًا) أيضًا حال من المفعول.

"وما أشبه ذلك".

(لقيت عبد الله راكبًا) الحال مِن مَن؟ من صاحب الحال؟ يمكن أن يكون الفاعل، ويمكن أن يكون المفعول، إذا قلت: (لقيت زيدًا مصعدًا منحدرًا) أنت في السلم وواحد طالع وواحد نازل، أيهم؟ (لقيت زيدًا مصعدًا منحدرًا) أيهما الذي طالع وأيهما الذي نازل؟ (لقيت زيدًا مصعدًا منحدرًا) أيهما الذي طالع؟

(لقيت زيدًا مصعدًا) هو الذي مصعد، ومنحدرًا المتكلم الذي هو الفاعل، نعم القاعدة يقولون: أول الحالين لثاني الاسمين، وثاني الحالين لأول الاسمين، أول الحالين لثاني الاسمين، وثاني الحالين لأول الاسمين، ولا يكون الحال إلا نكرة، لكن إذا عرف لا بد من اعتقاد تنكيره، لا بد من تأويله بنكرة، (اجتهد وحدك) أي اجتهد منفردًا.

"ولا يكون إلا بعد تمام الكلام".

"ولا يكون إلا بعد تمام الكلام" كيف ما يكون إلا بعد تمام الكلام؟ مو قلنا: (لمية موحشًا طلل) طلل إعرابها إيش؟ مبتدأ مؤخر، تم الكلام؟ لمية موحشًا يكفي؟ الآن رأس مال الجملة المبتدأ ما بعد جاء، عمدة العمد في هذه الجملة المبتدأ، (طلل لمية موحشًا) يعني هذا الأصل، يعني وإن تأخر لفظًا فهو متقدم حكمًا.

"ولا يكون صاحبها إلا معرفة".

ولا يكون إلا معرفة، وعرفنا الخلاف في مجيء الحال من الصاحب النكرة، والأمثلة على ذلك.

"باب التمييز، التمييز: هو الاسم المنصوب".

التمييز والتفسير والتبيين؛ لأن المتقدمين قد يعبرون عنه بالتفسير، إعرابها تفسير، هذا يوجد في تفسير الطبري، ويوجد في كتاب سيبويه، ويوجد في كتب المتقدمين، فنعرف هذا، تفسير وتبيين.

"التمييز: هو الاسم المنصوب المفسر لما انبهم من الذوات".

مثل الحال إلا أن الحال لما انبهم من الهيئات، وهذا لما انبهم من الذوات، (طاب زيد نفسًا) انبهم زيد، لكنا بيّنا أن نفسه قد طابت، (تفقأ بكر شحمًا) انبهم بكر فميزناه عن غيره بالتمييز.

طالب:.......

امتلأ أو تشقق، إذا زاد بعد ينفقع.

طالب:.......

ها، وإيش هو؟ نعم، اسأل ربك العافية.

"نحو قولك: تصبب زيد عرقًا".

(تصبب زيد عرقًا) وهذا تمييز يقولون هو محول من إيش؟ من الفاعل الأصل: (تصبب عرق زيد) فلما أضيف التصبب إلى زيد، وهذه الذات احتاجت إلى ما يميزها فجيء بالتمييز فتميز.

طالب:.......

(حالًا من المضاف له..) الألفية يا أخي، سبحان الله أحد يطلب النحو بدون ألفية، (إلا إذا اقتضى المضاف عمله).

أو كان جزء ما له أضيفا

 

أو مثله جزئه فلا تحيفا

راجع الألفية.

يقول: كيف درس للمبتدئين وتطالبنا بالشواهد من الألفية؟

الأصل أنه درس للمبتدئين، لكن لو ما كان عندي إلا ست سنوات، سبع سنوات، عشر سنوات، طالب في الابتدائي قلنا: للمبتدئين، لكن أقلهم طالب جامعي إيش يصير؟

طالب:.......

المتن لا عبرة به، المتن أصله للمبتدئين صحيح، أصله للمبتدئين، لكن كبار، كل اللي قدامي الآن كلهم ما شاء الله مر عليهم النحو في مراحل متعددة.

طالب:.......

إيه، لكن وإن لم يحفظوا يستوعبون، الكلام على الاستيعاب، ومثل هذا الكلام وإن لم يكن أحدهم حافظًا لكن ما في شك أن هذا يحفز الهمم، يعني يسمع الكلام ويروق له مثل هذا الكلام، ويضبط العلم بهذا الكلام، يحفظه، لكن لو اقتصرنا على الآجرومية وحول الآجرومية ما في أحد تطاول على الألفية، صح وإلا لا؟ هذا حافز لأن تحفظ الألفية.

طالب:.......

نعم، كيف؟

طالب:.......

لا، أنتم تفهمون، يعني الذي قدامي ناس يفهمون، ومع ذلك نقول: ما فينا أحد حافظ الألفية، احفظ إيش المانع؟ ما دام تفهم احفظ.

"وتفقأ بكر شحمًا، وطاب محمد نفسًا".

(طاب محمد نفسًا) كلها مرت هذه.

"واشتريت عشرين غلامًا، وملكت تسعين نعجةً، وزيد أكرم منك أبًا، وأجمل منك وجهًا، ولا يكون إلا نكرةً، ولا يكون إلا بعد تمام الكلام".

ولا يكون إلا نكرة، طبت النفس، (وطبت النفس يا قيس عن عمرو) لا يكون إلا نكرة، أو نقول: مثلما قلنا سابقًا نؤوله بنكرة.

طالب:.......

إيه، لكن لا بد من تخريج، لا بد من تخريجه، وعسفه على القواعد، يعني مثلما قلنا: (وحدك اجتهد) نقول: يؤول بنكرة، وهنا يؤولون: (طبت النفس) طبت نفسًا، والعدول من النكرة إلى المعرفة لضرورة الشعر، مع أنه يمكن أن يقول: (وطبت نفسًا يا قيس عن عمرو) إيش المانع؟

طالب:.......

نعم، مثله، الباب واحد، بابان متقاربان، إلا أن الأول لبيان الهيئات، والثاني لبيان الذوات، في إشكال الآن في التمييز؟

طالب:.......

الهيئة والذات (جاء زيد راكبًا) ذاته إن احتاجت إلى بيان فهي بحاجة إلى ما يميزها عن غيرها، وإن احتجنا لبيان هيئته، وكيفية مجيئه احتجنا إلى الحال لبيان الهيئة، زيد معروف عندك، لو قلت: (جاء أبوك ضاحكًا) أنت بحاجة إلى أن تبين لك ذات أبيك؟ لست بحاجة، أنت محتاج إلى أن تقول: الخاطر عسى ما يكون متكدر بس، نقول: (جاء أبوك ضاحكًا) إذا احتجنا لبيان ذاته، احتجنا إلى تمييزه من بين المحمدين، احتجنا إلى التمييز والتفسير لحاله، (اشتريت الكتاب بعشرين درهمًا) إعرابها؟

طالب:.......

الكتاب: مفعول يا لله، (اشتريت الكتاب) فعل وفاعل ومفعول، اختصر، جار ومجرور متعلق بإيش؟ بـ(اشتريت) درهمًا؟ تمييز، لإيش قلنا تمييز؟ لأن السامع لو لم نذكر هذا التمييز احتمل أن يكون بعشرين دينارًا بعشرين ألفًا؟ لكن لما قلنا: (درهمًا) تميز عن غيره، في شيء يحتاج إلى بيان هنا؟

طالب:.......

هي لأزالت الإبهام، وهي تشارك في التمييز من حيث المعنى حتى استدرك بعضهم على قولهم: "هو الاسم المنصوب" قال: وما المانع أن يكون المجرور بالإضافة تمييزًا؛ لأنه من حيث المعنى تمييز، (اشتريت الدار بألف دينار) الأصل تمييز؛ لأنه ميز لنا القيمة، العدد من بين سائر العملات، لكن إذا قلت: ثلاثة آلاف، وثلاثين ألفًا، ثلاثة آلاف وثلاثين ألف، من حيث المعنى هل التمييز مناسب للعد أو غير مناسب؟ بمعنى أن الألف مفرد، هل مناسبة الألف المفرد للثلاثة أو للثلاثين؟

نعم، ثلاثة آلاف، وثلاثين ألف، إيش المناسبة بين إذا قل العدد زدنا في التمييز، آلاف، وإذا كثر العدد قللنا في التمييز، وإيش العلة في هذا؟ هل من علةٍ معروفة وإلا ما في؟ ما هو أنسب للآلاف الثلاثين من الثلاثة؟

طالب:.......

نعم، إيه من حيث المعنى، والعرب تتكلم بألفاظها وقواعدها ولغتها تابعةً للمعاني، الألفاظ تتبع المعاني، ثلاثين آلاف، وثلاثة ألف، ما تجي؟

طالب:.......

ها، وإيش هو؟ أي حركة؟ يعني فيها ثقل، يعني لو قلت: ثلاثين آلاف، وثلاثة ألف، ما في شك أن العرب لهم ملاحظ دقيقة، قد يدركها المتعلم وقد لا يدركها، ومثل هذا في غاية الثقل، وإن كانت المناسبة موجودة للعكس.

طالب:.......

أصل الجملة (تصبب عرق زيدٍ) محول عن الفاعل، فحذفنا المضاف فاحتاج المضاف إليه الذي صار هو الفاعل لما حذف الفاعل الحقيقي صار هو الفاعل، فاحتاج إلى ما يميزه فجيء بالتمييز.

طالب:........

سم، وإيش هو؟ إذا قلت: (تصبب زيد زيتًا) يجي وإلا ما يجي؟ انكب عليه برميل زيت وإيش يصير؟

طالب:.......

نعم، كيف؟ هو لبيان هذه الذات الذي هو زيد، لبيان الذات التي هي زيد، والتصبب والذي تصبب الفعل عامل في الذات وفيما يميز الذات.

ما زال الحديث عن منصوبات الأسماء، من يذكرنا بما تقدم منها؟ المنصوبات؟

طالب:.......

نعم، المفعول به، المفعول المطلق الذي هو المصدر، الحال، التمييز، ظرف الزمان وظرف المكان، وبقيت ستة أبواب.

"باب الاستثناء: وحروف الاستثناء ثمانية".

الاستثناء إخراج بعض ما يتناوله اللفظ العام بـ(إلا أو إحدى أخواتها) و(إلا) هي الأصل في الباب؛ لأنه استثناء والأصل فيه (إلا) وهي أوضح وأكثر استعمالًا من غيرها، وحروف الاستثناء ثمانية وهم يقولون: حروف بما فيها من أسماء وأفعال. إما حملًا للأسماء والأفعال على الحرف الأصلي في الباب (إلا) أو من باب استعمال الحرف في معناه العام يشمل الكلمة عمومًا بأنواعها الثلاثة، فالاسم حرف والفعل حرف، والحرف الاصطلاحي حرف، فإذا قيل مثلًا الخلاف في المراد بالحرف في القرآن: ((من قرأ القرآن فله بكل حرفٍ عشر حسنات)) الخلاف في الحرف معروف، هل المراد بالحرف حرف المبنى ألف باء تاء ثاء.. الخ؟ أو المراد به حرف المعنى فيشمل الكلمة بجميع أنواعها وأقسامها؟

طالب:.......

نعم، الذي هو الحرف المنفرد، حرف المبنى، على كل حال الخلاف موجود.

طالب:.......

نعم، هذا يستدل به الطرف الثاني يا أخي، أنت تبي ألم مثل: (الم) صح وإلا لا؟ كل واحدة فيها ثلاثين حسنة، ألم مثل: (ألم) يصح هذا؟ اتضح لك وإلا ما اتضح؟

طالب:.......

أنت تقول: المراد حرف المبنى صح؟ وتستدل بقوله -عليه الصلاة والسلام-: ((لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) ثلاثين حسنة، ألف لام ميم، كم من حرف هذه؟ تسعة، بينما: (ألم) ألم ثلاثة، فيها ثلاثين حسنة وإلا ما فيها؟

طالب:.......

ها، كيف؟ نعم لا هو يبي يستدل بدليل هو دليل القول الثاني.

طالب:.......

أنت كيف تنطقها؟ أنت تؤجر على ما تنطق.

طالب:.......

ها، أنت تؤجر بقدر ما تنطق؛ لأن الأجر على قدر الحروف، صح وإلا لا؟ فهل الأجر المرتب على (الم) مثل الأجر المرتب على (ألف لام ميم) مثله وإلا لا؟ يعني ثلاثة حروف مثل تسعة حروف؟

طالب:.......

لا، هو الكلام يوضحه المثال، -عليه الصلاة والسلام- مثل بمثال: ألف ثلاثة حروف، يعني على القول الثاني المراد حرف المبنى، في (الم) تسعين حسنة، اسم مثلما تقول: زيد، يراد به اسم ويطلق على هذا حرف، مثلما تقول: زيد، يعني: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ} [(37) سورة الأحزاب] زيد حرف واحد، وأنت تبي ثلاثة، الخلاف موجود بين أهل العلم، والسبب أن الحرف يطلق على هذا ويطلق على هذا في لغة العرب، صحيح الأكثر على أن المراد به حرف المبنى صحيح، لكن القول الثاني له وجهه، ويرجحه شيخ الإسلام ابن تيمية، وإيش الفرق بين القولين؟ وإيش الأثر المترتب على الخلاف؟ الأجر يعني بدل الختمة الواحدة ثلاثة ملايين تصير سبعمائة ألف، الربع أقل من الربع، نقول: ثقتنا بفضل الله -جل وعلا- أعظم من ثقتنا بعلم شيخ الإسلام، ما عندنا غير هذا، والترجيح صعب.

طالب:.......

لا، إيه؟ كما قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- مثله، الرسول يقول ثلاثين حسنة، (الم) فيها ثلاثين حسنة، ((لا أقول: الم حرف ولكن أقول: ألف حرف..) وفي كل حرف عشر حسنات إذًا في عشر حسنات.

ما يستثنى به ليشمل الجميع من حرف وفعل واسم، إن أردتها على سبيل البسط فهي عشرة، وإن أردتها على سبيل الإجمال فهي ثمانية، والمؤلف بسطها وترك اثنين؛ لأن ثمانية إذا اعتبرنا (سوى) حرف واحد، أداة واحدة، بألفاظها الثلاثة، أداة واحدة تكون العدة كم؟

طالب:.......

لا، حرف واحد، تصير ستة، تكون ستة، وإذا أضفنا إليها (ليس) (ولا يكون) التي حذفها المؤلف تكون ثمانية، وعلى طريقة المؤلف ثمانية، من غير (ليس، ولا يكون) باعتبار اللغات في (سوى): سوى كبِناء، وسُوى كهدى، وسواء أو سُواء حتى المد فيه لغات، المقصود أنه اعتبرها ثلاثة، وحذف (ليس، ولا يكون).

"وحروف الاستثناء ثمانية، وهي: إلا وغير وسوى وسُوى وسواء وخلا وعدا وحاشا".

خلا وعدا وحاشا، (إلا) حرف بالاتفاق، و(غير وسوى) إيش؟ أسماء اتفاقًا و(ليس ولا يكون) فعلان اتفاقًا، وخلا وعدا وحاشا الخلاف فيهما، هل هما حرفان من حروف الجر؟ أو هما فعلان؟ فإن جررت ما بعدهما فهما حرفان، وإن نصبت ما بعدها فهي أفعال.

"فالمستثنى بـ(إلا) ينصب إذا كان الكلام تامًّا موجبًا".

نعم، بدأ بالتفصيل، المستثنى بـ(إلا) حكمه النصب، متى؟ إذا كان الكلام تامًّا موجبًا، إيش معنى تام؟ ذِكْر المستثنى منه، وموجبًا لم يتقدم عليه نفي أو شبه نفي، فإذا قلت: (قام القوم إلا زيدًا) هذا المثال الذي عندك (قام القوم إلا زيدًا) قام: فعل ماض، والقوم: فاعل، وإلا: أداة استثناء، وزيدًا: منصوب على الاستثناء وحينئذٍ يجب النصب لماذا؟ لأنه استثناء تام موجب، توافر فيه الشرطان.

"نحو قام القوم إلا زيدًا، وخرج الناس إلا عمرًا".

و(خرج الناس إلا عمرًا) مثله، خرج: فعل ماض، والناس: فاعل، وإلا: أداة استثناء، وعمرًا: منصوب على الاستثناء نصبه ظاهر، والاستثناء تام موجب، فيجب نصب ما بعد (إلا)، هذا التام الموجب، لكن كيف نتمم القسمة؟ تام موجب، تام غير موجب، ناقص موجب، وناقص غير موجب.

طالب:.......

انتظر، انتظر لا تستعجل، يعني الأصل في القسمة أن تكون رباعية، لا بد كل اثنين متقابلين، هذا الأصل في القسمة، لكن تام موجب عرفناه، ناقص غير موجب كيف يجي؟ اللي هو يقابل التام الموجب؟ ناقص غير موجب، (ما نجح إلا علي) هذا مقابل التام الموجب، تام ناقص يجي؟ ما يتصور؛ لأن (ما) ما تأتي إلا ليس لها صفة الكلام، ولا يمكن أن تأتي من دون أن يتقدمها شيء، الرابع والمتمم للقسمة وهو ممكن تام منفي، إذًا تام موجب، تام منفي، ناقص غير تام، الرابع.....، طيب تام غير موجب مثاله: نعم يأتي.

"وإن كان الكلام منفيًّا تامًّا جاز فيه البدل".

جاز فيه البدل، والنصب..

"والنصب على الاستثناء".

طيب، عرفنا أنه إذا كان تامًّا موجبًا فحكمه النصب، وهذا هو الذي أدخله في المنصوبات، إذا كان الكلام تامًّا غير موجب فلك في إعراب ما بعد (إلا) وجهان: النصب على الاستثناء، والإعراب على البدلية، (ما قام القوم إلا زيدٌ أو زيدًا) تنصبه على الاستثناء أو ترفعه على البدلية من قوم، ما رأيت....

طالب:.......

كيف؟ إيش عندك؟

"نحو ما قام القوم إلا زيد وإلا زيدًا".

نعم، (ما قام القوم إلا زيدًا أو إلا زيدٌ) أعربه؟ أعطنا إعرابها.

طالب: (ما) نافية.

صحيح، طيب، القوم؟

طالب: فاعل.

تمام.

طالب: وإلا أداة استثناء وزيدًا...

مستثنى منصوب، ولك أن تقول: إلا زيدٌ على البدلية، تمام، اللي بعده.

"وإن كان الكلام ناقصًا كان على حسب العوامل".

لحظة لحظة، نريد ناقص موجب يمكن إعرابه على البدلية بالنصب والجر (ما سلمت إلا محمدًا أو إلا محمدٍ) فالنصب على الاستثناء والجر على البدلية، طيب منصوب؟ هو منصوب على وجهين، على الاستثناء أو البدلية، (ما رأيت الطلاب إلا محمدًا) فهو منصوب على الوجهين، إما على البدلية أو على الاستثناء.

"وإن كان الكلام ناقصًا كان على حسب العوامل نحو..."

ناقصًا، وإن كان الكلام ناقصًا، هو ناقص، لكن هل يقال: موجب وإلا سالب، أو لا بد أن يكون سالبًا؟ لا بد أن يكون سالبًا، وليس له مقابل، لا يقابله شيء.

"نحو: ما قام إلا زيد، وما ضربت إلا زيدًا، وما مررت إلا بزيدٍ".

(ما قام إلا زيدٌ) و(ما رأيت إلا زيدًا)، و(ما مررت إلا بزيدٍ) إعرابها؟ (ما رأيت إلا زيدًا).

طالب:.......

نعم، طيب؟ ما مررت إلا بزيدٍ.

طالب:.......

طيب، إلا أداة استثناء، ما مررت إلا بزيدٍ جار ومجرور متعلق بمررت.

"والمستثنى بغير..."

انتهينا من (إلا) بأحوالها.

طالب:.......

إيه نعم هو بدل بعض من كل، ما يجي غير هذا، هذا استثناء في الأمثلة التي ذكرت على أن الاستثناء متصل، هناك ما يسمى بالاستثناء المنقطع، الاستثناء المنقطع، الاستثناء المتصل يكون فيه المستثنى جزء من المستثنى منه، والاستثناء المنقطع يكون فيه المستثنى من غير المستثنى منه، كما لو تقول: (قام القوم إلا حمارًا) {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} [(25-26) سورة الواقعة] هنا منقطع؛ لأن السلام ليس بلغو ولا تأثيم.

طالب:.......

إلا إبليس، على هذا خلاف، على الخلاف في كونه من الملائكة أو من الجن، كانت الآية نصًّا {كان من الجن ففسق عن أمر ربه}، والذين يقولون من الملائكة عندهم أدلتهم ويوجهون؛ لأن الملائكة قد يطلق عليهم بالمعنى اللغوي جن لاجتنانهم واختفائهم عن العيون، والمسألة معروف الخلاف فيها.

"والمستثنى بغير وسوىً وسُوى وسواء مجرور لا غير".

مجرور لا غير؛ لأنها مضاف وما بعدها مضاف إليه، (جاء القوم سوى زيدٍ) جاء القوم غيرَ وإلا غيرُ؟ جاء القوم...

طالب:.......

كيف؟ اللي بعدها مجرور بالمضاف إليه، نعم؟ حكم المستثنى بـ(إلا) تأخذ حكم المستثنى بـ(إلا) والمستثنى بإلا في هذا المثال تام موجب فهو منصوب، تقول: غيرَ زيدٍ.

"والمستثنى بخلا وعدا وحاشا يجوز نصبه وجره".

يجوز نصبه وجره؛ لأنها مترددات بين أن تكون حروفًا أو أفعالاً، فإن جرت فهي حروف جر، خلا زيدٍ وعدا زيدٍ، وحاشا زيدٍ، وإن نصبت فهي أفعال.

هاك حروف الجر وهي من إلى

 

حتى خلا حاشا عدا في عن على

 

(خلا): حرف جر، زيدٍ: مجرور بـ(خلا)

طالب:.......

إيه غير الأولى، تجي معها، سوى زيدٍ، خلا زيدٍ.

طالب:.......

كيف؟ على، هذا إذا قلنا: إنها أسماء؛ لأنها مترددة متى تكون أسماء؟ ومتى تكون؟

طالب:.......

لا لا، نعم، غير {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ} [(6-7) سورة الفاتحة] أو غيرَ؟ صراط الذين أنعمت عليهم غيرِ فهي بدل من الضمير المجرور بـ(على) مجرورة مثله.

"نحو: قام القوم خلا زيدًا وزيدٍ، وعدا عمرًا وعمرٍ، وحاشا بكرًا وبكرٍ".

(قام القوم عدا زيدًا وزيدٍ) من يعرب؟

طالب:.......

طيب، تمام، وإيش؟ يجوز زيدًا على إيش؟ على الاستثناء؛ لأنها أفعال، إيه مفعول، تكون حرف جر إذا جرّ ما بعدها بحرف جر؛ ولذا ابن مالك -رحمه الله- في الألفية يقول:

هاك حروف الجر وهي من إلى

 

حتى خلا حاشا عدا في عن على

هذه حروف الجر، فهي حروف جر، ما قام القوم يجري يتعين، أما البدلية فلا، البدلية لا ما تجي هنا، ما تأتي البدلية هنا كيف يبدل حمار من القوم، (ليس ولا يكون) هذه أهملها المؤلف، ترك للكتب المتقدمة وللكبار، درسنا ما أدري إيش تركنا.

طالب:.......

(إلا اللهُ) لو كان فيهما آلهة إلا اللهُ ممكن، وإلا غير ممكن؟ ولماذا؟ لو أنّا قلنا: هذا استثناء، أو نقول: ليس فيه فساد أصلًا فلا استثناء؟

طالب:.......

كيف؟ غير عامل، لماذا؟ لأنه لا يوجد فساد، لا يوجد فساد فلا يستثنى منه.

"باب: (لا) اعلم أن (لا) تنصب النكرات بغير تنوين".

هذه (لا) النافية لإيش؟ للجنس، أما (لا) النافية للوحدة تعمل وإلا ما تعمل؟ لا النافية ما تعمل النصب، إنما تختلف باختلاف موقعها، تأتي عاطفة، وهل هذه تعمل عمل ليس؟ (لا زيد قائمًا) يعني لو دخلت على النكرات صارت نافية للجنس، (لا زيد قائمًا) فعملها عمل إيش؟

طالب:.......

إيه، يعني هل هي مثل (ما) التي يقال لها: الحجازية والتميمية فتعمل عمل ليس، هذه إذا دخلت على معرفة، أما إذا دخلت على نكرات فعملها عمل إيش؟ عمل (إن) النافية للجنس.

"تنصب النكرات بغير تنوينٍ إذا باشرت النكرة، ولم تتكرر (لا)".

ولم تتكرر، باشرت النكرة ما فصل بينها وبين النكرة، (لا رجل في الدار) لكن إذا ما باشرت النكرة أو تكررت (لا) اختلف الحكم، إذا قلت: (لا في الدار رجل) اختلف الحكم، إذا قلت: (لا رجل في الدار ولا امرأة) اختلف الحكم إذا تكررت، إذًا: لا حول ولا قوة.

طالب:.......

كيف؟ إيه، تكررت هنا، نعم، على المحل لا على اللفظ، والرفع؟ طيب، على أساس؟ لا قوةٌ موجودةً، ثلاثة أوجه.

"نحو: لا رجل في الدار".

(لا رجل في الدار) إعرابها؟ لا نافية للجنس.

نعم، إيش تقول؟ اسمها مبني على الفتح في محل نصب اسم (لا).

"فإن لم تباشرها وجب الرفع، ووجب تكرار (لا) نحو..."

وجب إيش؟

"فإن لم تباشرها وجب الرفع، ووجب تكرار (لا) نحو: لا في الدار رجل ولا امرأة".

وجب تكرار (لا) (لا في الدار رجل ولا امرأة)؛ لأنها لم تباشر النكرة، وكررت لا فاجتمع فيها الأمران، (لا في الدار رجل ولا امرأة) (لا ناقة ولا جمل) هم يقولون هذا؟ لا ناقةَ، مثل: لا حول ولا قوةَ، طيب، (لا في العيرِ ولا في النفير) وإيش هي؟ وين اسمها؟ لا هو أو لا زيد أو لا كذا، زيد لا في العير ولا في النفير، قدره متقدم، أو قدره مما يليها، أو قدره متأخر، (زيد لا في العير ولا في النفير) لا زيد في العير ولا في النفير؛ لأنه معرفة كائنًا تعمل عمل ليس.

"وإن تكررت (لا) جاز إعمالها وإلغاؤها، فإن شئت قلت: لا رجل في الدار ولا امرأة، وإن شئت قلت: لا رجل في الدار ولا امرأة".

ولا إيش؟

طالب: ولا امرأةٌ.

ماذا يجوز في مدخول (لا) الثانية؟ لا حول ولا قوة، البناء على أنها عاملة نافية للجنس، من يعيد؟ أشوف الإخوان هم معنا، عندنا: لا حولَ ولا قوةَ، حول الأولى لا حولَ ماذا تستحق النصب وإلا البناء على الفتح؟ البناء على الفتح، لا حول مبني على الفتح؛ لأنه اسم لا النافية للجنس، والواو عاطفة ولا يجوز أن تكون نافية للجنس فتكون كسابقتها، ولا قوة مبني على الفتح في محل نصب اسم لا النافية للجنس، يجوز الرفع ولا قوةٌ ويجوز النصب مع التنوين ولا قوةً، لا بد أن تقول: مبني، يعني بيجينا في المنادى بعد، يا رجل.

طالب:.......

لا يأتيك يأتيك في المنادى أيضًا مبني على الفتح في محل نصب؛ لأنه مع (لا) كالمركب، كالجزء الثاني من المركب.

"باب المنادى، المنادى خمسة أنواع: المفرد العلم والنكرة".

خمسة أنواع: المفرد العلم، والمراد بالمفرد هنا ما ليس مضافًا ولا شبيه بالمضاف، مثاله؟

طالب:.......

أدخل عليها النداء يا محمدُ، ياء إعرابها: حرف نداء، محمد: منادى مبني على الضم في محل نصب، لماذا قلنا: في محل نصب؟ لأن معنى النداء أدعو محمدًا، أدعو أو أنادي محمدًا، فهو مبني على الضم في محل نصب؛ لأنه مفرد علم، يقابل العلم، يقابل المفرد المركب، يقابل العلم النكرة، لكن لماذا نقول: إن العلم يقابل النكرة ما نقول: المعرفة تقابل النكرة؟

طالب:.......

نعم، إيه، صحيح، لكن ما الذي يقابل النكرة؟ يقابلها المعرفة، لماذا لا نقول: معرفة غير مركبة مثلما نقول: علم؟

طالب:.......

أوسع من العلم لكن هي المقابلة للنكرة، إذا قلنا: إن العلم يقابل النكرة فلماذا لا نقول: المعرفة تقابل النكرة، كما هو الأصل، شوف أنواع المعارف إن عرف بـ(أل) كيف تدخل عليه ياء؟ نعم، لا..... إن كان ضميرًا من تنادي؟ يا هذا، يا هذا ما يبنى على الضم، يبنى على السكون، إن كان مضافًا خرج بقولنا: مفرد،

المقصود أن قولهم مفرد علم كلام دقيق، يعني لما نقول: العلم هنا يقابل النكرة لا يستدرك علينا بقية المعارف، لا يستدرك ببقية المعارف؛ لأن بقية المعارف لها أوضاع خاصة تخصها، وهذا الكلام خاص بالعلم؛ لأنه إن كان التعريف بأل فكيف تدخل ياء عليه؟ يا الرجل ما تجي، إن كان التعريف بضمير ما يمكن تقول: يا أنا ما تنادي نفسك أو يا هو أو يا نحن، يا هذا إشارة، ما تدخله في العلم لماذا؟ لأنه مبني على السكون، والعلم تبي تبنيه على الضم، لا لا، في محل نصب وذاك مبني على الضم في محل نصب، أو تبي تقول: في محل ضم لو كان علمًا، لا لا، مباشرةً اطلع، على حكم المنادى الأصلي.

طالب:.......

اسم (لا) لو كان مثنىً أو جمعًا، يا رجلان، يا رجلين، يا إيش؟ هناك مبني على الفتح، خلاص يا رجلين، إيه، يا رجلين.

"والنكرة المقصودة".

انتهينا من العلم، يا زيد: مبني على الضم في محل نصب، يقابل العلم النكرة، طيب النكرة حكمها لا تخلو إما أن تكون مقصودة أو غير مقصودة، فإن كانت مقصودة فهي مبنية على الضم في محل نصب، يا رجل خذ بيدي، إن كانت غير مقصودة فهي منصوبة مع التنوين يا رجلًا كقول الأعمى: يا رجلًا خذ بيدي، قول الخطيب: يا غافلًا عما خلقت له انتبه، يا غافلًا لأنه ما يقصد غافل بعينه إنما يقصد أي شخص غافل.

"والنكرة غير المقصودة والمضاف والمشبه بالمضاف".

المضاف: يا عبد الله، النكرة غير المقصودة تقول: يا رجلًا فمعرب وليس بمبني، ومنون أيضًا؛ لأنه نكرة وغير مقصودة أيضًا، والمنادى المضاف الذي هو مقابل للمفرد، لما قلنا: العلم المفرد يبنى على الضم طيب ما للمركب يا عبد الله، هذا إيش؟ منصوب، منصوب مباشرةً لا بناء ولا شيء منصوب، يا عبد الله، أعرب؟ ياء: حرف نداء، عبد: منادى ما له؟ عبد مضاف، واسم الجلالة مضاف إليه، في بيت من شواهد شروح الألفية.

(سلام الله يا مطرٌ عليها) يا مطرٌ إعرابه؟

طالب:.......

أيوه؟ طيب، لا، مقصود ما هو بنكرة، معرفة، رجل، اسم علم، اسم مطر، اسم علم، إيه، أنت لو تسمع بقية الأبيات عرفت أنه علم.

سلام الله يا مطرٌ عليها
فطلقها فلست لها بكفءٍ

 

وليس عليك يا مطرُ السلامُ
وإلا يعلو مفرقك الحسامُ

رجل هذا.

طالب:.......

لا لا، سلام الله يا مطرٌ كذا، شاعر هذا إيش نقول له؟ ضرورة نعم.

"والمضاف والمشبه بالمضاف".

المضاف والمشبه بالمضاف، المضاف قلنا: يا عبد الله، المشبه بالمضاف؟ يا طالعًا جبلًا. طيب، ومثله: يا غافلًا عما خلقت له، والأصل أنه إذا لم يقصد به شخص بعينه دخل في الأول، صار نكرة مقصودة، وإذا قصد به شخص بعينه يا غافلًا يخاطب الرجال، عما خلقت له، يا طالعًا جبلًا إعرابها؟

طالعًا جبلًا مفعول به لاسم الفاعل، اسم فاعل، طالعًا، طالع ويعمل عمل فعله، اسم الفاعل يعمل عمل فعله، طالعًا تقديره أنت، كيف صار هذا شبه مضاف؟ يعني تقديره: يا طالع الجبل.

طالب:.......

نعم، كيف؟ وين هو؟ تجي هو؟ هو يخاطب رجل بعينه، يا طالعًا أنت، واضحة؛ لأن الأصل في الجبل أنه مضاف إليه، يا طالع الجبل، يا طالبًا علمًا كأنه قال: يا طالب العلم فهذا شبه مضاف، وحينئذٍ يكون حكمه النصب، نعم.

"فأما المفرد العلم والنكرة المقصودة فيبنيان على الضم من غير تنوين".

يبنيان على الضم من غير تنوين، يا محمد، يا زيد، يا رجل، يخاطب رجل مجابهةً، يا رجل اتق الله، نعم.

"نحو يا زيد ويا رجل، والثلاثة الباقية منصوبة لا غير".

منصوبة، فالنكرة غير المقصودة، والمضاف، والمشبه به، يا قومي، المنادى المضاف لياء المتكلم، حكمه المنادى المضاف لياء المتكلم.

طالب:.......

إيش؟ على إيش؟ مبني على..... نعم، الياء لإيه؟ وإيش المانع؟ لماذا لم يقل: يا قومي؟ ويا قومِ مالي أدعوكم، المضاف إلى ياء المتكلم؟ يجوز أن يقال: يا قومُ، أو يا قومَ، ويا قوماه، ويا قومِ، يا قومُ، يا قومي، كل هذا تجوز، كلها جائزة، في نحو: يا عبدي إيش يقول ابن مالك؟ كل ما يخطر على بالك يجوز.

طالب:.......

ها؟ يا قومي خلاص انتهت يا المتكلم، كل ما يخطر على بالك؛ لأنه مضاف، منادى مضاف.

طالب:.......

كيف؟ لا، هنا لا ما تجي، يا قومًا ما تجي، لا لا، طيب، ويا قومي؟ نعم، كل الأوجه تجوز فيها.

"باب المفعول من أجله".

المفعول من أجله، ويقال له: المفعول لأجله، ويقال: المفعول له.

"وهو الاسم المنصوب الذي يذكر بيانًا لسبب وقوع الفعل نحو".

الاسم المنصوب، مر بنا أن المنصوب حكم، وعرفنا ما في إدخال الحكم في الحد؛ لأن الحكم فرع عن التصور، ولما يتم التصور إلا بتمام الحد، لكنهم جروا على هذا، يذكر بيانًا للعلة، الاسم المنصوب وهو مصدر، الأصل فيه أنه مصدر، يذكر بيانًا للعلة، لعلة الفعل.

"نحو: قام زيد إجلالًا لعمرٍ، وقصدتك ابتغاءَ معروفك".

(قام زيد إجلالًا لعمرٍ) قام زيد إجلالًا لعمرٍ؟ ها، الإعراب؟

طالب:.......

مفعول لأجله، منصوب وإلا..؟ كمل الإعراب، طيب، متعلق بإيش؟ جار ومجرور متعلق بأي شيء؟ إيه، مو جار ومجرور لا بد له من متعلق، إجلالًا لعمر، إيش علاقة الجار والمجرور بالفعل المذكور، متعلق بالمصدر، باعتبار المصدر يعمل عمل الفعل؛ لأنه ما له ارتباط له بالقيام، لا ارتباط له بالقيام، (قصدتك ابتغاء معروفك) الإعراب؟ ابتغاء: مضاف، ومعروف: مضاف إليه، مضاف والكاف مضاف إليه، فجاء بمثالين، أحدهما مجرد عن الإضافة، والثاني مضاف، إجلالًا مجرد عن الإضافة، وابتغاء مضاف، ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، خشية إيش فيها؟ مفعول لأجله، وهذا من المثال الأول أو الثاني؟ الثاني.

"باب المفعول معه وهو الاسم...".

نريد أمثله للمفعول لأجله، والمفعول له، والمفعول من أجله، (قمت احترامًا) مثل الأول بالضبط، مثل المثال الأول، إجلالًا لعمرٍ، مطابق، (حذر الموت) حذر: المفعول لأجله، هل لا بد أن يكون المصدر الاسم الذي يقع مفعول لأجله صريح أو يجوز أن يكون مؤولًا؟ لا بد أن يكون صريحًا، طيب، (أن تعولوا) إيش إعرابها؟ من يقرأ الآية؟

طالب:.......

إيه طيب وما له؟ هذا مؤول بمصدر، خشية؟ كيف؟ أن تعولوا مو أن لا تعولوا، خشية أن لا تعولوا، والعيلة معروفة، أو خشية أن يكثر العيال، أم العيلة وهي الفقر، أو خشية كثرة العيال، وإن أمشى وعال، يعني كثرت ماشيته وعياله، لكن الآن هذا المؤول بالمصدر يصلح أن يكون مفعولاً لأجله أو لا يصلح؟ ما لا يكون إلا مصدر، وهنا ماذا يعرب؟ المصدر المؤول إعرابه؟ ذلك أدنى أن لا تعولوا إعرابها؟

طالب:.......

مضاف إليه، مثال: أن لا تعولوا مضاف إليه، خشية العيلة، إذا قلنا: إنها خشية الفقر أو أن لا تعولوا يعني تجوروا وتميلوا هذا الخلاف في معناها، خشية الميل، ذلك أدنى، حذر الميل أو خشية الميل، نعم، مثال من القرآن أو من السنة، ابتغاء نفس الشيء، الذي بعده.

"باب المفعول معه: وهو الاسم المنصوب الذي يذكر لبيان من فعل معه الفعل".

الاسم المنصوب المذكور لبيان من فعل معه الفعل، هذا المفعول معه واضح، الاسم المنصوب المذكور لبيان من فعل معه الفعل، يعني من شارك الفاعل، والفعل أعم من أن يكون فعلاً أو ما يقوم مقام الفعل في العمل من مصدر أو اسم فاعل كلاهما ما ينوب عن الفعل في العمل، لبيان ما فعل معه الفعل، تقول: سرتُ والطريقَ، جاء زيد وعمرًا، قمت وبكرًا، استوى الماء والخشبة، هذه الأمثلة بعضها يتعذر إعرابه بالعطف، وبعضها يتعذر فيه النصب، وبعضها يجوز الأمران، هات الأمثلة.

"نحو قولك: جاء الأمير والجيش".

جاء الأمير والجيشَ، الإعراب؟

الأميرُ فاعل، لا إذا قلت: الواو عاطفة انتهى، تقول: الجيشُ، إذا قلت: عاطفة تقول: والجيشُ، الواو واو المعية، الجيشَ: منصوب مفعول معه، هنا في هذا المثال أيهما أرجح أن نقول: جاء الأمير والجيشَ أو جاء الأمير والجيشُ؟ أيهما أرجح؟

طالب:.......

أنا أريد في هذا المثال، (جاء الأميرُ والجيشَ أو جاء الأميرُ والجيشُ؟ لكن أيهما أرجح؟

طالب:.......

لماذا؟ لكن الجيش ألا يتصور منه المجيء؟ والعطف على نية تكرار العام، تقول: جاء الأميرُ وجاء الجيشُ؟ لا في هذا المثال العطف أرجح، يجوز النصب والعطف أرجح.

والعطف إن يمكن بلا ضعفٍ أحق       

 

والنصب مختار لدى ضعف النسق

يعني لدى ضعف العطف، في هذا المثال العطف أرجح، إذا قلت: (قمتُ وزيدًا) هنا إيش؟ النصب أرجح لماذا؟ لأنه عطف على ضمير رفع متصل من غير فاصل، وهذا ضعيف جدًّا، بل بعضهم يمنع هذا، قمتُ وزيدًا، ما تقول: قمت وزيدٌ؛ لأنه ترتب على هذا أن نعطف على ضمير الرفع المتصل من غير فاصل.

وإن على ضمير رفعٍ متصل
أو فاصل ما وبلا فصلٍ يرد

 

عطفت فافصل بالضمير المنفصل
في النظم فاشيًا وضعفه اعتقد

ضعيف، ففي مثل هذا المثال المرجَّح النصب، وعلى كلام ابن مالك يجب النصب في مثل هذا، (جاء الأميرُ والجيشَ) الراجح العطف الرفع، (قمت وزيدًا) الراجح إن لم يقل بالوجوب فلا أقل من رجحان النصب، لأنه ترتب عليه أن نعطف على ضمير الرفع المتصل من غير فاصل.

"واستوى الماء والخشبة".

استوى الماء والخشبةَ الأعراب؟

طالب:.......

استوى: فعل ماضي، الماء: فاعل، والواو: واو المعية، والخشبة: مفعول معه منصوب، يجوز أن نقول: استوى الماء والخشبةُ؟ يجوز؟ إيش معنى المثال الأول؟ لأن فهم المعنى يتوقف عليه الإعراب، وقد يتوقف فهم المعنى على الإعراب فيلزم عليه الدور وإلا ما يلزم؟ الآن إذا فهمنا المعنى عرفنا كيف نعرب؟ وأحيانًا لا نعرف المعنى إلا إذا أعربنا، نعم إيش المعنى؟

طالب:.......

نعم إلى حد الخشبة، يعني الخشبة مقياس، عندهم خشبة تقيس نسبة ارتفاع الماء، يعني مثلًا السيل، السيل كم قدم؟ عندهم خشبة يقيسون بها، فإذا استوى الماء مع الخشبة فهل نقول: الآن يجوز أن نقول: استوت الخشبة؟ نعم، لا يجوز أن نقول: استوت الخشبة إنما الذي استوى الماء، وحينئذٍ يجوز وإلا ما يجوز؟ يجوز الرفع وإلا ما يجوز؟ إذًا النصب فيه متعين.

طالب:.......

ما يجوز العطف وإيش لون؟ ما تستوي الخشبة يا أخي، تستوي الخشبة؟! وإيش لون تستوي؟ يعني طبخت وإلا..؟ (سرتُ والطريقَ) نفس الشيء؛ لأن الطريق ما يسير، (تشارك زيد وعمرو) يجب الرفع في مثل هذا لماذا؟ مفاعلة، ولا بد أن تكون من طرفين، إذًا لا بد من الرفع في مثل هذا.

"وأما خبر كان وأخواتها، واسم إنّ وأخواتها، فقد تقدم ذكرهما في المرفوعات، وكذلك التوابع فقد تقدمت هناك".

خبر كان وأخواتها، قلنا سابقًا: من المنصوبات خبر كان وأخواتها، (كان الله سميعًا بصيرًا) طيب؟ واسم إن وأخواتها (إن الله سميع بصير) (إن الله عزيز حكيم) وهذا تقدم في المرفوعات، لماذا ذكر في المرفوعات وحقه أن يذكر في المنصوبات؟ أصل الجملة مرفوعة، مكونة من مبتدأ وخبر ودخل عليها الناسخ وغيرها، وكذلك التوابع، التوابع أربعة وإلا خمسة؟ إذا قلنا: العطف واحد صارت أربعة، وإن قلنا: العطف اثنين يصير خمسة.

يتبع في الإعراب الأسماء الأول

 

نعت وتوكيد وعطف وبدل

والعطف منه عطف البيان، ومنه عطف النسق، فبالاعتبارين، وهذه أيضًا تقدمت في إيش؟ المرفوعات؛ لأن التابع للمرفوع مرفوع، وهنا تابع المنصوب منصوب، نعت، (رأيت زيدًا الفاضلَ) توكيد: (جاء زيد نفسه) (أكلتُ الرغيف كله أو بعضه؟ ثلثه؟ كله، هذا ما فيه مراعاة الأثلاث، ثلث للطعام وثلث...، الله المستعان، هذا بدل بعض من كل، نعت وتوكيد وعطف نعم العطف: (رأيت زيدًا وعمرًا) (رأيتُ زيدًا أبا بكر) هذا إيش؟ هذا بدل أو عطف، كل شيء يصلح أن يكون بدلاً يصلح أن يكون عطف بيان إلا في ثلاث مسائل.

"باب مخفوضات الأسماء"

وهذا هو آخر الأبواب، باب مخفوضات الأسماء، يعني المجرورات، والتعبير بالخفض تعبير كوفي؛ ولذا قال بعضهم: إن المؤلف جرى على مذهب الكوفيين في التأليف، فالبصريون يعبرون بالجر، الكوفيون يعبرون بالخفض، وجعل هذا الباب آخر الكتاب لماذا؟

طالب:.......

أثقلها اللسان لكن أقوى الحركات إيش؟ أقوى الحركات الكسر، لماذا لم تقدم؟ بعض الشراح يلتمسون ولو بعيدة جدًّا، يقولون: الخفض أخره ليختم كتابه بالخفض الدال على التواضع، اخفض جناحك، الدال على التواضع، ما يقول: أنا والله أنهيت هذا المتن اللي يمكن يصير له شأن، عاد هو ما يدري وإيش اللي صار؟ صار له شأن عظيم، لكن مؤلفه ما يدري، ما يقول: أنا الذي ألفت هذا المتن الذي دار الناس في فلكه واعتمدوه، وكل الناس يقرؤونه، فينبغي التواضع، ويجب أن يكون التواضع مقترنًا من أول العمل إلى آخره، لأن الكبر سبب لحرمان العلم والعمل، {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [(146) سورة الأعراف] فالكبر لا شك أنه خلق ذميم، وعلى طالب العلم أن يتصف بالتواضع، كلما ازداد علمه ينبغي أن يزيد في تواضعه، وهذا هو الحاصل، كلما يزيد العلم يزيد التواضع؛ لأن الإنسان يكون أبصر بنفسه وأعرف، وأخبر بحقيقة نفسه.

طالب:.......

لا، لا، ما هي بواحدة، الله يجزاك خيرًا، يعني (سرتُ والطريقَ) مثل: (قمتُ إجلالًا لعمرو).

طالب:.......

لا، لا، فرق كبير، يعني التعريف قصدك أنه متقارب؟ إيه سهل هذا، مضى له نظائر هذا.

"المخفوضات ثلاثة".

ثلاثة، بالحرف وبالإضافة وبالتبعية، وقد اجتمع الثلاثة في البسملة، فاسم مجرور بالباء، ولفظ الجلالة مجرور بالإضافة، والرحمن الرحيم مجرورة بالتبعية.

"مخفوض بالحرف ومخفوض بالإضافة"

مخفوض بالحرف، وقد مضى ذكر الحروف في أول الكتاب، في معرفة علامات الاسم، وذكرها هناك بالتفصيل، وذكرت أمثلتها هناك، مخفوض بالإضافة، لكن هل الخفض هنا بالإضافة أو بالمضاف؟ كما يكون الخفض بالحرف، فكذلك يكون الخفض بالمضاف، والفرق بينهما...؟

طالب:.......

لا، هو إذا قلنا: مخفوض بالمضاف صار العامل لفظي، وإذا قلنا: مخفوض بالإضافة صار العامل معنويًّا.

"وتابع للمخفوض".

وتابع للمخفوض، التوابع ذكرت في المرفوعات، وأشير إليها في آخر المنصوبات، وهنا تذكر المجرورات؛ لأن تابع المرفوع مرفوع، وتابع المنصوب منصوب، وتابع المجرور مجرور، (جاء زيد وعمرو) و(رأيت زيدًا وعمرًا) و(مررت بزيدٍ وعمرٍ).

طالب:.......

المسألة خلافية ما لها أثر، ما لها أثر بين، إلا أنه نقول: والله العامل اللفظي أقوى من المعنوي، مع أن أقوى العمد المبتدأ، ورافعه الابتداء وهو معنوي؛ لأنها مرت سابقًا، مرّت، كم ذكرها في أول الموضع الأول؟

طالب:.......

ذكرها في الاستثناء، وأنها إذا جر ما بعدها صارت حروف جر.

"فأما المخفوض بالحرف فهو ما يخفض بـ(من وإلى وعن وعلى وفي وربّ والباء والكاف واللام، وبحروف القسم: وهي الواو والباء والتاء وبواو ربّ وبمذ ومنذ)".

أمثلة، المثال الأول: {مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} [(1) سورة الإسراء] من المسجد إلى المسجد كلها، و(من) ابتداء الغاية و(إلى) انتهاء الغاية، وهذه تقدمت في أمثلتها ومعانيها، المثال الثالث: انتهينا من اثنين الحين، {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ} [(15) سورة المطففين] مثال لإيش؟ لـ(عن) عن ربهم، المثال الذي يليه: {وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} [(9) سورة النحل] طيب {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ} [(22) سورة الذاريات] بعده؟ حروف القسم، أولها: (ربّ) (ربّ أخٍ لك لم تلده أمك) بعده، للناس تقصد؟ تقصد الباء، غيره، الباء قال: (ببكة) بعده، حروف القسم الآن، الكاف، على الترتيب، كما تلي {لَيْسَ كَمِثْلِهِ} [(11) سورة الشورى] والأمثلة كثيرة، بعده، اللام، {لِلَّهِ الْأَمْرُ} [(4) سورة الروم] {وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} [(109) سورة آل عمران] وتالله طيب؟ قبلها الواو: {وَالْعَصْرِ} [(1) سورة العصر] والتاء: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ} [(57) سورة الأنبياء] والباء {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ} [(82) سورة ص] بعدها، واو رب: (وليلٍ كموج البحر) (وأبيضَ يستسقى الغمام بوجهه) الأمثلة كثيرة جدًّا، لكن هل الجار هو الواو أو ربّ المقدرة؟

طالب:.......

وليلٍ نعم، إذًا ذكر ربّ، ذكر رب قبل ذلك، قبل حروف القسم، وكلامه يوحي بأن الجار الواو، واو رب، لكن رب جارة تقدمت، وهي تجر سواء ذكرت أو قدرت، وانتهى الإشكال، ما تصير حرفين، حرف واحد، إذا قلنا: الجار رب.

طالب:.......

قد تأتي للتقليل، وأكثر معانيها التقليل، وتأتي للتكثير، تأتي للتكثير، ربما.... أيوه؟ هذا قليل وإلا كثير؟ {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ} [(2) سورة الحجر] كثير جدًّا، إذا عاينوا ودوا أن كلهم أسلموا.

"وأما ما يخفض بالإضافة فنحو قولك: غلام زيدٍ".

غلام زيدٍ، جاء غلام زيدٍ، زيد: مضاف إليه، مجرور بالإضافة.

"وهو على قسمين، ما يخفض باللام نحو: غلام زيدٍ".

يعني تقدر اللام، إذا قلت: غلام زيدٍ، كأنك قلت: الغلام لزيد، فتقدر اللام.

"وما يقدر بـ(من) نحو ثوب خزٍ".

ثوب خزٍ يعني من خز، اللام الأولى للملك، غلام زيد يعني: ملكه، غلام لزيد، وهنا تبعيض، الثوب بعض الخز، أو الخز بعض الثوب؟ يعني بعض الخز مأخوذ من الخز، طيب (خاتم من حديد) خاتم حديد كذلك.

"وباب ساجٍ وخاتم حديد".

باب ساجٍ، يعني من ساج.

"وخاتم حديدٍ، وما أشبه ذلك".

طيب {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ} [(33) سورة سبأ] إيش تقدر هنا؟ تقدر (في) وهنا أهملها المؤلف، وذكرها ابن مالك، ذكروها، (بل مكر الليل) يعني مكر في الليل، انتهى.

"في تتمة؟"

اقرأ.

"تتمة: الإضافة تارةً تكون بمعنى (في) إذا كان المضاف إليه ظرفًا للمضاف كمكر الليل".

هذه ما هي من الكتاب، هذا ليست من الكتاب، وبهذا يكون انتهى الكتاب، والله أعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"
يقول: كفالة الأيتام للأموات، ووضع مصاحف بنية أنها للأموات؟

يعني إهداء الثواب يكفل يتيمًا ويهدي ثواب هذه الكفالة لميّت، ومثله اشترى مصحفًا وأعطاه من يقرأ فيه، أو وضعه في مسجد، وأهدى ثوابه للأموات، هذا لا بأس به يصل -إن شاء الله تعالى-.

يقول: من هي صاحبة الهجرتين، ومصلية القبلتين، وزوجة الشهيدين؟

أسماء بنت عميس.

يقول: ما رأيكم في حديث: قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة؟ ابن الجوزي صنَّف في هذا الحديث في الموضوعات، وأنه تفرد به محمد بن حميد...؟

الحديث حسن -إن شاء الله- بلا شك، الحديث حسن.

يقول: هل يعتبر قتلى فلسطين شهداء؟ ولهم حكم الشهيد؟

على كل حال من أحسن العمل، وصدق في نيته، وجاهد الأعداء ترجى له الشهادة -إن شاء الله تعالى-، لكن لا يأتي شخص ويقول: أن جميع من قتل في هذه البلاد أو في غيرها ممن لا يعرف بدين أو لا يعرف بصلاة لا يصلي مثلًا، أو متساهل في أوامر الله -جل وعلا-، ومرتكب للفواحش، ثم يأتيه سهم طائش فيقتله ويقال: استشهد فلان، هذا ليس بصحيح.

يقول: هل القيامة هي مجرد جمع عظام؟ وكيف نردُّ في هذه الحالة على شبهة الآكل والمأكول؟ وقد وجدنا في الشريعة نصوصًا ظاهرها أن القيامة مجرد جمع، كقوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ} [(3) سورة القيامة]

والآية ظاهرها أن القيامة هي خلق جديد، والأحاديث الصحيحة فيها أن الله يبعث غمامًا فيه مطر، ثم ينبت الأموات بماء المطر، فكيف نوفِّق بين هذه النصوص التي ظاهرها التعارض؟
تجمع العظام المتفرقة، والأشلاء المتمزقة، وما أكلته الأرض، وما أكله الدود، وما أكلته السباع كل يجمع بقوله -جل وعلا-: {كُنْ فَيَكُونُ} [(82) سورة يــس] والذين أكلتهم النار يوم القيامة يرسل إليهم المطر فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، ولا تعارض.

ما حكم التسمية باسم (مهيمن)؟

هذا من أسماء الله -جل وعلا-.
ومعين؟
معين ممكن أن يكون من الأسماء المشتركة، مثل كريم وعزيز أسماء مشتركة، لا سيما أننا في سوريا لو سمي الشخص عبد المهيمن لسماه الناس فيما بعد مهيمن، يسمى عبد المهيمن؛ لأنه اسم من أسماء الله -جل وعلا- ثبت في القرآن، وكونه يسمى مهمينًا، أو عبد العزيز يسمى عزيزًا لا بأس -إن شاء الله تعالى-؛ لأن العزيز مشترك، والمهيمن يرجى؛ لأن معناه المحيط.

يقول: سمعت أن في كتاب الأربعين النووية حديثين ضعيفين فهل هذا الكلام صحيح؟

نعم فيه بعض الأحاديث التي فيها كلام لأهل العلم، وابن رجب -رحمه الله تعالى- تولى ذلك في شرحه.

يقول: صليت العصر في جماعةٍ وأنا أنعس، وربما فقد شعوري بنعسةٍ أو نعستين علمًا بأني مأموم، فهل عليّ شيء؟

احرص يا أخي أن تقبل على صلاتك، وأنت بوعيك الكامل، تقبل عليها بقلبك وقالبك، يذكر عن ابن مسعود أن النوم في الصلاة من النفاق، نسأل الله العافية، بخلاف النوم في الجهاد فإنه من الإيمان، فاحرص أن تقبل على صلاتك، وعلى كل حال إذا كان النوم خفقات يسيرة فهو لا يؤثر، لكن يخشى من الإنسان أن ينام وهذه صفته أن يذهب ليدعو لنفسه فيدعو عليها، فعليه أن يأتي الصلاة وهو مكتمل القوى، نشيط طيب النفس.

يقول: هل يجوز للمرأة زيارة القبر لوالدها وأخواتها، وقراءة القرآن؟

هذه من البدع، قراءة القرآن في المقابر بدعة، وزيارة المرأة للقبور جاء فيها اللعن ((لعن الله زوارات القبور)).