شرح رفع الملام عن الأئمة الأعلام (3)

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رفع الملام عن الأئمة الأعلام:

السبب الرابع اشتراطه في خبر العدل اشتراطه في خبر الواحد العدل الحافظ شروطًا يخالفه فيها غيره مثل اشتراط.

كاشتراط أن يكون مبصرًا أو يكون حرًا أو يكون فقيهًا هذه يشترطها بعض أهل العلم ويخالفه غيره ويترتب على هذا تصحيح الخبر الذي يأتي من قبل هذا أو تضعيفه.

أحسن الله إليك.

مثل اشتراط بعضهم عرض الحديث على الكتاب والسنة واشتراط بعضهم أن يكون المحدث فقيهًا إذا خالف قياس الأصول واشتراط بعضم انتشار الحديث وظهوره إذا كان فيما تعم به البلوى إلى غير ذلك مما هو معروف في مواضعه السبب الخامس أن يكون الحديث أن يكون الحديثُ قد بلغه وثبت..

يعني إذا كان الخبر مما تعم به البلوى مضمونه تعم به البلوى توافر الهمم على نقله ولا ينقل إلا من قبل واحد ويكون مثار شك عند بعضهم لكن الواحد الثقة العدل تثبت به الحجة وخبره ملزِم ولا أدل على ذلك من حديث الأعمال بالنيات النية شرط لكل عمل شرعي وثبتت بخبر عمر رضي الله عنه الذي لا يُروى إلا من طريقه.

أحسن الله إليك.

السبب الخامس: أن يكون الحديث أن يكون الحديثُ قد بلغه وثبت عنده لكن نسيه وهذا يراد في الكتاب وهذا يرد في الكتاب والسنة مثل الحديث وهذا يَرِدُ في الكتاب والسنة مثل الحديث المشهور عن عمر رضي الله عنه أنه سُئل عن الرجل يجنب في السفر فلا يجد الماء فقال لا يصلي حتى يجد الماء فقال له عمّار بن ياسر يا أمير المؤمنين أما تذكر إذ كنت أنا وأنت في الإبل فأجنبنا فأما أنا فتمرغت كما تمرغ الدابة وأما أنت فلم تصلِّ فذكرت ذلك للنبي فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال «إنما يكفيك هكذا وضرب بيديه الأرض فمسح بهما وجهه وكفيه» فقال له عمر اتق الله يا عمار فقال إن شئت لم أحدث به فقال بل نوليك من ذلك ما توليت فهذه سنة شهدها عمر ثم نسيها حتى أفتى بخلافها وذكّره عمار رضي الله عنه فلم يذكر وهو لم يكذب عمارًا بل أمره أن يحدث به.

لو لو كذبه لتعارض قول عمر مع قول عمار واحتجنا إلى مرجح لكنه نسي رضي الله عنه وأرضاه ووكل ذلك إلى أمانته وديانته وتركه يحدّث به.

أحسن الله إليك.

طالب: ...............

إن شئت لم أحدث به الآن هو حمّله الأمانة وبرئ من عهدة الكتمان ولدى عمر رضي الله عنه من الحرص على الدين والعمل به وتبليغه ما يكفي ما تبرأ به الذمة فإذا حمله إياه وهو بهذا المثابة نعم ساغ له أن يسكت لأنه لا يطلب من الأمة كلها أن تتوافر أو أكثر من واحد يتوافرون على نقل الحديث وبلغه إياه وعمر تبرأ الذمة بتبليغه وقد يرى عمر من المصلحة وقد أمرنا بالاقتداء به ما لا يراه عمار المقصود أنه من كان بمثابة عمر في حرصه على الدين وغيرته عليه والذي حداه إلى مثل هذا الكلام هو الغيرة على الدين لكن إذا كان غيره ممن يخشى من الدين مثل هذا ما تبرأ الذمة بتبليغه فرق ممن يخشى على الدين ومن يخشى من الدين هذا فرق كبير.

طالب: ...............

اللي في عصره.

أحسن الله إليك.

وأبلغ من هذا أنه خطب الناس فقال لا يزيد رجل على صَداق أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- وبناته إلا رددته فقالت له امرأة يا أمير المؤمنين لمَ تحرمنا شيئًا أعطانا الله إياه ثم قرأت ﭝﭞ النساء: ٢٠  فرجع عمر إلى قولها وقد كان حافظًا للآية ولكن نسيها وكذلك ما روي أن عليًّا.

قد يكون الإنسان حافظ لكتاب الله جل وعلا ضابط الحفظ متقن لكن يكون عنده في الاستدلال أو في حضور الدليل في وقته يكون فيه بطء كثير من من الإخوان والشباب يحفظون القرآن لكن قد يتأخر الاستدلال عن وقته حتى يُسأل بعضهم عن بعض المسائل المنصوص صراحة بالقرآن وهو حافظ لهذا الآية كغيرها لكن في وقتها ما تحضر نقول مثلاً امرأة طُلقت قبل الدخول كم تعتد؟ وإذا تحايل عليه السائل وأطال عليه السؤال طلقها قبل الدخول وهي آيسة أو ذات إقراء هل تعتد في أطول الأجلين تحايل عليه خلاص ينسى النص اللي عنده وبعضهم قد يجيب بخلاف النص الذي يحفظه على كل حال هذا دواؤه وعلاجه التدبر للقرآن مع قراءة تفسير يُعنى بالأحكام والاستنباط مثل هذا يفتِّح الذهن.

أحسن الله إليك.

وكذلك ما رُوي.

طالب: ...............

والله أنا أشوف لو أقل الأحوال تُجرد رؤوس المسائل من تفسير القرطبي طيب رؤوس المسائل من غير إفاضة مما يستنبط من كل مسألة من كل آية نعم.

طالب: ...............

لا ما يُستبعد أن يخفى عليه مثل هذا وخفي عليه خبر الاستئذان ووجد عند من دونه بمراحل ما يفترض في شخص من الأشخاص أن يجمع العلم كله أبدًا.

طالب: ...............

لا لا لا، ما فيها إشكال.

أحسن الله إليك.

طالب: ...............

أيهن أيهن القصص؟

طالب: ...............

مع المرأة والا مع عمار؟

طالب: ...............

لا، مع المرأة محل محل كلام طويل لأهل العلم ظنيت المسألة مع عمار مع عمار ما فيها إشكال.

طالب: ...............

عمار؟ القصة في الصحيح ما فيها إشكال.

أحسن الله إليك.

وكذلك ما روي أن عليًّا ذكر الزبير يوم الجمل.

قصة عمر مع المرأة كل يأخذ منها ما يريد من أراد أن يمدح عمر مدحه بهذه القصة ومن أراد أن يذمه ذمه بهذه القصة على كل حال القصة فيها كلام طويل لأهل العلم.

أحسن الله إليك.

وكذلك ما روي أن عليًا ذكر الزبير يوم الجمل شيئًا عهده إليهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

ذكَّر ذكَّر.

وكذلك ما روي أن عليًا ذكَّر الزبير يوم الجمل شيئا عهده إليهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكَره حتى انصرف عن القتال وهذا كثير في السلف والخلف. السبب السادس..

النسيان النسيان من يعرى من الخطأ والنسيان ما فيه أحد يسلم من الخطأ والنسيان وكثيرًا ما تحصل قصص يشهدها اثنان فنسى أحدهما ويذكرها الثاني كثير هذا.

أحسن الله إليك.

السبب السادس عدم معرفته بدِلالة الحديث تارة لكون اللفظ في الحديث غريبًا عنده مثل لفظ المزابنة والمخابرة والمحاقلة والملامسة والمنابذة والغرر.

فإذا لم يعرف المراد من هذا اللفظ لم يستطع أن يستنبط منه الحكم المناسب فضلاً عن كونه يفهم غير المراد منه فمثلاً الذي لا يعرف معنى المحروم في قوله تعالى: المعارج: ٢٤ - ٢٥  ما يعرف وش معنى محروم! هذا لا يستطيع أن يبني عليه حكم وإن فهم منه خلاف المراد وخلاف المقصود استنبط منه حكما تبعًا لفهمه الخاطئ فيكون أيضًا ما بُني عليه خطأ وهذا كثير في الألفاظ التي تختلف فيها الحقائق الشرعية مع الحقائق العرفية.

أحسن الله إليك.

إلى غير ذلك من الكلمات الغريبة التي قد يختلف العلماء في تفسيرها وكالحديث المرفوع «لا طلاق ولا عتاق في إغلاق» فإنهم قد فسروا الإغلاق بالإكراه ومن يخالفه لا يعرف هذا التفسير وتارة لكون معناه في لغته وعرفه غير معناه في لغة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

نعم هذا يكثر عند اختلاف الحقائق العرفية مع الحقائق الشرعية مثل المحروم في عرف الناس الآن المحروم الذي عنده الأموال الطائلة في البنوك لكنه لا يستفيد منها هذا يسمونه محروم وفي العرف الشرعي هو الفقير المحتاج لكنه لا يسأل يتعفف عن السؤال فيحرم من الصدقة لكونه لا يفطن له ولا يتعرضه فالذي يمشي على الحقيقة العرفية يقول هؤلاء التجار الذين لا ينفقون على أنفسهم يصرف لهم من الزكاة.

طالب: ...............

مثله، المقصود أن لو مشى على الحقيقة العرفية قال تصرف الزكاة لمثل هؤلاء وهم في عرف الشرع أغنياء لا يجوز أن تصرف لهم الزكاة بحال.

أحسن الله إليك.

وهو يحمله على على ما يفهمه في لغته بناء على أن الأصل بقاء بقاء اللغة كما سمع بعضهم آثارًا في الرخصة في النبيذ فظنوه بعض أنواع المسكر لأن لغتهم لأن لغتهم إنما هي.. لأنه لغتهم وإنما هو ما يُنبذ لتحلية الماء قبل أن يشتد فإنه جاء مفسَّرًا في أحاديث كثيرة صحيحة وسمعوا لفظ الخمر..

النبي -عليه الصلاة والسلام- يُنبذ له لكنه لا يترك حتى يشتد ويقذف بالزبد يكون هناك احتمال إسكار لا، فالذي يسمع أن النبي -عليه الصلاة والسلام- يُنبذ له يقول النبيذ حلال عاد إذا وجد هذا اللفظ وصدر له هذا الحكم اختلط الأمر بين النبيذ الذي يسكر وبين النبيذ الذي لا يسكر نعم اتحاد اللفظ.

الله يحسن إليك.

وسمعوا لفظ الخمر في الكتاب والسنة فاعتقدوه عصير العَنب المشتد خاصة.

العِنب العِنب.

أحسن الله إليك.

وسمعوا لفظ الخمر في الكتاب والسنة فاعتقدوه عصير العِنب المشتد خاصة بناء على أنه كذلك في اللغة.

نعم منهم من يقصر كالحنفية حقيقة الخمر في عصير العنب وما عداه لا يسمى خمر لغة وإن كان يشمله التحريم لوجود العلة التي هي الإسكار لكن من يقول أن الخمر ما خامر العقل وغطاه من أي أصل كان هذه حقيقته لغة وشرعًا وحُرمت الخمرة بالمدينة وليس فيها إلاخمر البسر لا يوجد خُمُر العنب فدخولها في الحقيقة اللغوية مع الحقيقة الشرعية قطعي.

فاعتقدوه عصير العنب المشتد خاصة بناء على أنه كذلك في اللغة وإن كان قد جاء من الأحاديث أحاديث صحيحة تبين أن الخمر اسم لكل شراب مسكر وتارة لكون اللفظ مشتركًا أو مجملاً أو مترددًا بين حقيقة ومجاز فيحمله على الأقرب عنده وإن كان المراد هو الآخر كما حمل جماعة من الصحابة في أول الأمر الخيط الأبيض والخيط الأبيض والخيط الأسود على الحبل.

هذه حقيقته هذه حقيقة الحبل الخيط حقيقته الحبل ففهموا من الآية أن المراد الحقيقة فوضعوا حبل أسود وحبل أبيض لكن ليست هذه الحقيقة هي المرادة.

أحسن الله إليك.

وكما حمل آخرون قوله تعالى: ﯯﯰ النساء: ٤٣  آية النساء آيةَ النساء على اليد إلى الإبط وتارة لكون الدلالة من النص خفية فمن جهات دلالة..

نعم اليد تتناول الكف وتتناول إلى المرفق وتتناول إلى الإبط كلها يقال لها يد والمرجِّح من هذه المرجَّح من هذه الاحتمالات ما يرجِّحه الدليل.

الله يحسن إليك.

فإن جهات فإن جهات دلالات الأقوال متسعة جدًا يتفاوت الناس في إدراكها وفهم وجوه الكلام بحسب منح الحق سبحانه ومواهبه ثم قد يعرفها الرجل من حيث العموم ولا يتفطن لكون هذا المعنى داخلاً في ذلك العام ثم قد يتفطن له تارة ثم ينساه بعد ذلك وهذا باب واسع.

نعم يلوح له معنى من هذا النص في وقت من الأوقات ثم عند الحاجة ينسى ولذا القيد والتقييد لا بد منه فإذا لاح لك معنى آية ومعنى حديث يغلب على ظنك أنه لا يوجد عند غيرك قيد.

العلم صيد والكتابة قيده

 

.......................................

الله يحسن إليك.

 

وهذا باب واسع جدًا لا يحيط به إلا الله وقد يغلط الرجل فيفهم من الكلام ما لا تحتمله اللغة ما لا تحتمله اللغة العربية التي بُعث بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- السبب السابع..

"