تعليق على تفسير سورة البقرة (106)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 قال الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى-: "قوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:284] يخبر تعالى أن له ملكُ السماوات والأرض".

ملكَ ملكَ.

"أن له ملكَ السماوات والأرض وما فيهن وما بينهن، وأنه المطلع على ما فيهن، لا تخفى عليه الظواهر ولا السرائر والضمائر، وإن دقت وخفيت، وأخبر أنه سيحاسب عباده على ما فعلوه وما أخفوه في صدورهم كما قال: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [ آل عمران: 29 ]، وقال: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [ طه: 7 ]، والآيات في ذلك كثيرة جدًّا، وقد أخبر في هذه بمزيد على العلم، وهو: المحاسبة على ذلك، ولهذا لما نزلت هذه الآية اشتد ذلك على الصحابة -رضي الله عنهم- وخافوا منها، ومن محاسبةٍ".

من محاسبةِ الله.

"ومن محاسبةِ الله لهم على جليل الأعمال وحقيرها، وهذا من شدة إيمانهم وإيقانهم. قال الإمام أحمد: حدثنا عفان قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثني أبو عبد الرحمن يعني العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: لما نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:284]".

طالب: ..............

ماذا؟

طالب: ..............

أبو عبد الرحمن، العلاء يعني أبو عبد الرحمن.

طالب:...

حدثني أبو عبد الرحمن يعني العلاء، يعني العلاء عن أبيه.

طالب: ..............

 ما فيه إشكال. هو، العلاء بن عبد الرحمن وهو أبو عبد الرحمن، ما المانع؟ ما يجيء؟

طالب: ..............

يمكن، ما المانع، حدثني أبو عبد الرحمن يعني العلاء، حدثني ابن عبد الرحمن وهو كنيته أبو عبد الرحمن ما الذي يمنع؟

"اشتد ذلك على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم جثوا على الركب، وقالوا: يا رسول الله، كلفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزل عليك هذه الآية ولا نطيقها. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير». فلما أقر بها القوم وذلت بها ألسنتهم، أنزل الله في أثرها: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة:285] فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة:286] إلى آخرها".

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 لا شك أن التكليف بما تكنه الضمائر من أعمال القلوب مثل حديث النفس والهم والخطرات تكليف مثل هذا لا يطاق، ولذا فزع الصحابة -رضوان الله عليهم- خوفًا على أنفسهم من تكليفهم بما لا يطيقون، وأن يقعوا في الإثم وهم لا يقدرون دفعه، ولما قالوا ذلك للنبي -عليه الصلاة والسلام- كما مرّ في الحديث الصحيح، أمرهم النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يذعنوا ويسمعوا ويطيعوا، ثم بعد ذلك لما علم الله منهم هذا الإذعان وهذا السمع وهذه الطاعة وعدم المخالفة والمعصية خفف عنهم، فنسخ الآية الأولى، وجعل مناط التكليف القول والعمل الذي يستطاع ويكون مقدورًا عليه ما فيه أحد يفتح فم الإنسان ويجعله يتكلم بما لا يريد قهرًا عنه، قد يكره الإنسان على القول، قد يكره على العمل، ولكنه إذا أُكره مع طمأنينة قلبه بالإيمان أنه لا شيء عليه، {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} [النحل:106]، وأما مع عدم الإكراه فإن الإنسان لا يفعل الفعل وهو لا يريده، أو يقول القول وهو لا يريده، إلا مكرهًا أو طائعًا مختارًا للمعصية، وعلى كل حال لا شك أن التكليف بالخطرات والهواجس وحديث النفس والهم كلها أمور تعرض للإنسان من غير إرادته بحيث لا يستطيع دفعها، بحيث لا يستطيع دفعها، فلا يؤاخذ عليها.

 بقيت مرتبة من مراتب القصد وهو العزم قالوا: إنه يؤاخذ عليه، كما جاء في الحديث: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» قيل: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: «كان حريصًا على قتل صاحبه»، فحصل منه عمل، وحصل منه مدافعة، حرص على قتل صاحبه، فيؤاخذ من هذه الحيثية.

 بعض الأعمال القلبية التي هي العمل الأصلي للقلب يثاب عليه، قد يؤاخذ على مثل الحسد، وهو عمل قلبي، والإخلاص يثاب عليه، بل يعاقب على تركه، هذه الأمور تفصيلها عند أهل العلم في كتب يسمونها كتب السلوك، التي تتعلق بأعمال القلوب، ومن أوسعها كتاب مدارج السالكين لابن القيم، مع أن عليه شيئًا من الملاحظات من كلام أبي إسماعيل الهروي وكلام بعض العارفين كما يقولون.

 وعلى كل حال فالكتاب نافع جدًّا في بابه، طرق أبوابًا لم يطرقها أحد، وتوسع فيها، وبينها وفصلها بالأدلة- رحمة الله عليه-.

 الحسد لا شك أنه عمل قلبي، وأدرجه ابن الجوزي في الحديث، قال: إذا كان مجرد قلب تمن بقلبك ولا تعمل ولا تتكلم يدخل في حديث النفس، فيه أمور تزيد مع الاسترسال، وتتطور، ولا يستطيع دفعها، وقد تشغله في صلاته، وقد تشغله في عباداته، أصلها يسير، ثم استرسل معها وترك الحبل على الغارب، ثم صار غطت على حياته، حتى إن بعضهم يسأل إذا كان الرجل يعاشر زوجته ويتصور غيرها هل يأثم أم لا؟

طالب: ..............

 ماذا يقول؟

طالب: ..............

هذا عمل قلب أم ما هو بعمل قلب؟ وما تكلم ولا عمل ولا فعل شيئًا، لكن هذا مع التطور يغريه بهذه المرأة، التطور مع الوقت وترديدها على نفسه تعلق في قلبه، وتشغله عما هو أهم، وقد- لا سمح الله- يتشوف إليها بحيث لو تطور هذا الأمر وأدركها وقدر عليها يمكن أن يحصل شيء محرم، وعلى هذا فجمعٌ من أهل العلم يقولون: يحسم المادة، ولا يجوز له أن يسترسل، وإن استرسل فهو آثم، وإن كان العمل في الأصل حديث نفس لا عمل ولا تكلم، لكن الذي يخطر ويمشي على طول ما يتسلسل معه هذه الخطرات والهواجس هذه ما فيها إشكال، ما فيها إشكال، لكن كون هذا يرددها في نفسه، وإذا عاشر زوجته استحضرها، هذا لا شك أنه مفرط.

طالب: ..............

نعم.

طالب: ..............

 هو ابن عبد الرحمن ما فيه شك في اسمه.

طالب: ..............

 أبو شبل؟ هذا الابن يصير، عن ابن عبد الرحمن العلاء تصير ابن ليس بأبو، ولا شك أن العلاء بن عبد الرحمن معروف ومشهور.

طالب: ..............

نعم، عن أبيه عبد الرحمن.

طالب: ..............

 مرتين؟ من هو؟

طالب: ..............

ماذا؟

طالب: ..............

عن العلاء عن أبيه يعني أبي العلاء ليس بأبو عبد الرحمن، ما كرر مرتين.

طالب: ..............

 لا، تراجع بعد.

طالب: ..............

إذا كررها ورتب عليها أشياء؛ لأن تكرار المحرم على النفس يغري به، ومع الوقت لو ظفر به قد يفعله.

طالب: ..............

 طيب، لماذا لا يكتفي بما أباح الله له؟ لأنه إذا استرسل مع امرأة ماتت فقد يتصور غيرها من الأحياء فسد الباب هو المطلوب.

"ورواه مسلم منفردًا به، من حديث يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر مثله، ولفظه: "فلما فعلوا ذلك نسخها الله، فأنزل: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة:286] قال: نعم، {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا}[البقرة:286] قال: نعم، {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} قال: نعم، {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} قال: نعم.

حديث ابن عباس في ذلك قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان، عن آدم بن سليمان، سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة:284] قال: دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا». فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة:285] إلى قوله: {فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة:286]. وهكذا رواه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب، وإسحاق بن إبراهيم، ثلاثتهم عن وكيع، به وزاد: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة:286] قال: قد فعلت، {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قال: قد فعلت، {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} قال: قد فعلت، {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[البقرة:286] قال: قد فعلت.

طريق أخرى عن ابن عباس: قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد، قال: دخلت على ابن عباس فقلت: يا أبا عباس، كنت عند ابن عمر فقرأ هذه الآية فبكى. قال: أية آية؟ قلت: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة:284] قال ابن عباس: إن هذه الآية حين أنزلت غمت أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غمًّا شديدًا، وغاظتهم غيظًا شديدًا، وقالوا: يا رسول الله، هلكنا، إن كنا نؤاخذ بما تكلمنا وبما نعمل، فأما قلوبنا فليست بأيدينا، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قولوا: سمعنا وأطعنا». قالوا: سمعنا وأطعنا. قال: فنسختها هذه الآية: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ} [البقرة:285] إلى {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة:286] فتُجُوِّزَ لهم عن حديث النفس وأخذوا بالأعمال".

يعني والأقوال؛ لأن القول من عمل اللسان، فهو عمل، ما لم تتكلم أو تعمل.

طالب: ..............

 النسيان مستمر والخطأ مستمر، وطلب المغفرة من الله -جل وعلا- لما قد يصاحب هذه الأمور، قد يكون الأصل فيها الخطأ والنسيان، لكن قد تتجوز النفس في شيء قد لا تطيقه، فيقع في خطأ، ويكون له منه سبب، فمثل هذا..

طالب: ..............

 يُدعى به، من الأدعية القرآنية، التكليف بما لا يطاق الخلاف فيه عند الأصوليين معروف هل هو واقع أو ممكن، ولكن مسألة خلافية، ثم بعد ذلك جاء هذا الدعاء في القرآن نفعه ظاهر ما يقال: إنه خلاص قد فعلت، لماذا لا ترفع من المصحف؟ كالمنسوخ كالمنسوخ.

 على كل حال هذا من الأدعية النبوية، ومن أفضل الأدعية؛ لأن الإنسان لا يجزم بأن ما فعله تبرأ به ذمته من كل وجه، يتهم نفسه بالتقصير.

 طالب: ..............

نعم، وجدوا في أنفسهم غمًّا وهمًّا شديدًا وغيظًا.

طالب: ..............

لا، الهاجس الخاطر أول شيء من مراتب القصد ثم الخاطر ثم حديث النفس ثم الهم ثم العزم، لما همَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يحرّق على المتخلفين بيوتهم هذا حديث نفس؟ لا، لا مرتبة متأخرة، ما يليها إلا العزم، «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام» إلى آخره، «وآمر برجل يحتطب» إلى آخر الحديث، هذا كله بعد مرتبة حديث النفس، لكن لو جمع الحطب، وأوقد النار وما فعل قلنا: هذا عزم؛ لأنه فعل، بدأت المقدمات القريبة. 

"طريق أخرى عنه: قال ابن جرير: حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن مَرجانة، سمعه يحدث أنه بينما هو جالس مع عبد الله بن عمر تلا هذه الآية: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة:284] الآية. فقال: والله لئن واخذنا الله بهذا لنهلكن، ثم بكى ابن عمر حتى سمع نشيجه. قال ابن مرجانة: فقمت حتى أتيت ابن عباس، فذكرت له ما قال ابن عمر، وما فعل حين تلاها، فقال عبد الله بن عباس: يغفر الله لأبي عبد الرحمن. لعمري لقد وجد المسلمون منها حين أنزلت مثل ما وجد عبد الله بن عمر، فأنزل الله بعدها: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286] إلى آخر السورة، قال ابن عباس: فكانت هذه الوسوسة مما لا طاقة للمسلمين بها، وصار الأمر إلى أن قضى الله- عز وجل- أن للنفس ما كسبت، وعليها ما اكتسبت في القول والفعل.

طريق أخرى: قال ابن جرير: حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سالم: أن أباه قرأ: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة:284] فدمعت عيناه، فبلغ صنيعه ابن عباس، فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن، لقد صنع كما صنع رسول الله".

أصحاب، كما صنع أصحاب رسول الله.

"لقد صنع كما صنع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أنزلت، فنسختها الآية التي بعدها: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286]. فهذه طرق صحيحة عن ابن عباس، وقد ثبت عن ابن عمر كما ثبت عن ابن عباس. قال البخاري: حدثنا إسحاق قال: حدثنا روح".

ابن عمر -رضي الله عنه- لشدة تحريه وخوفه ووَجله استصحب الأمر وصار الأمر عنده مخوف وهو منسوخ، وهو منسوخ، وإلا ثبت عنده النسخ، منقول عنه في الصحيحين وغيرهما، لكن لشدة خوفه ووجله وتحريه، يخاف، يخاف من التبعات، ويخشى من التقصير، فابن عباس له منهج، وابن عمر له منهج، ولا شك أن الآية منسوخة، لكن يبقى أثرها في القلب يبقى أثرها في القلب، عندنا حديث: «وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها» وبالعكس بالمقابل: «وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيعمل بعمل أهل النار فيسبق عليه الكتاب فيدخلها» في الحديث الصحيح أيضًا: «وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس»، «وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس» يعني السلف هل ارتاحت قلوبهم بهذا القيد؟ لا، كلهم يخافون من الحديث، وإن كان القيد موجودًا، وإذا تحقق القيد حُمِل المطلق على المقيد، لكن من يضمن أنه يتحقق القيد فيه في نفسه، فمثل هذه الأمور وإن كان تطبيق القواعد الظاهرة عليها يريح النفس نوعًا ما لكن يبقى الإنسان لا بد أن يكون خائفًا وجلاً، {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون:60].

"قال البخاري: حدثنا إسحاق قال: حدثنا روح قال: حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصغر".

أصغر أو أصفر؟

طالب: ..............

نعم، الأصفر.

"عن مروان الأصفر عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أحسبه ابن عمر {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة:284] قال: نسختها الآية التي بعدها. وهكذا رُوي عن علي، وابن مسعود، وكعب الأحبار، والشعبي، والنخعي، ومحمد بن كعب القرظي، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وقتادة: أنها منسوخة بالتي بعدها. وقد ثبت بما رواه الجماعة في كتبهم الستة من طريق قتادة".

وذُكِر عن بعضهم أن الآية لم تنسخ، أن الآية لم تنسخ، وأن هذا إذا بعث الناس يوم القيامة فالله يعلم ما في الصدور وما في السرائر، وأن هذا استجاب، وهذا لم يستجب، إلى غير ذلك، وقد يشير إليه المؤلف.

طالب: ..............

 نعم؟

طالب: ..............

ماذا فيه؟

طالب: ..............

تقريب بالغين؟

طالب: ..............

طيب، ماذا؟

طالب:...

نعم، نحفظه بالأصفر، ما الذي عندك يا أبا عبد الرحمن؟

طالب: ..............

نعم هو الظاهر، إن ضبطه الحافظ بالغين، فما لك سند، إذا كان مضبوطًا فما لك سند.

"عن زرارة بن أبي أوفى".

ابن أوفى، ابن أوفى، زرارة بن أوفى. هذا الذي مات لما سمع القارئ في صلاة الصبح يقرأ.. ماذا يقرأ؟

{فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر:8]، {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر:8]، هل أحد يتصور معناها من الذين يصلون وراء الأئمة؟

طالب: ..............

ماذا؟

طالب: ..............

أول مرة يرتفع الإيمان عنده إلى هذا الحد ويموت، لا تكون كذلك يا أبا عبد الله. هذا كلام عوام، هذا كلام عوام، الإيمان يزيد وينقص في وقت أنت تدمع وفي وقت أنت تضحك، تصورت؟

طالب: ..............

نعم.

 "عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تكلم أو تعمل». وفي الصحيحين، من حديث سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قال الله: إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عملها فاكتبوها سيئة، وإذا هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة، فإن عملها فاكتبوها عشرًا». لفظ مسلم وهو في إفراده".

أفراده يعني مما تفرد به عن البخاري.

"وهو في أفراده من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبي هريرة".

عن أبيه، عن أبيه عن أبي هريرة.

"عن العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله: إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة، فإن عملها كتبتها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، وإذا هم بسيئة فلم يعملها لم أكتبها عليه، فإن عملها كتبتها سيئة واحدة». وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قال الله: إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة، فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل، فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها، وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له، ما لم يعملها، فإن عملها فأنا أكتبها له بمثلها». وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قالت الملائكة: رب، وإن عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به فقال: ارقبوه، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، وإنما تركها من جَراي»".

يعني من أجلي، مفهومه أنه لو تركها عاجزًا عن فعلها، طلبها فلم يدركها أو خائفًا على نفسه، إنما تركه ليس من أجل الله لها، عجزًا، تعليل إنما تركها من جراي، يدل على أنه إذا تركها عجزًا أو خوفًا أنها لا تكتب حسنة.

طالب: ..............

 ماذا؟

طالب: ..............

على حسب المراتب، المحاولة إذا وصلت إلى حد العزم كتبت، وما دون ذلك لا.

طالب: ..............

 نعم إذا همّ، المراد أعم من ذلك، المراد أعم من ذلك.

طالب: ..............

 على حسب ما يقدمه من مقدمات؛ لأن مراتب القصد مثل ما ذكرنا خمسة، العزم الأخير يؤاخذ عليه، تكتب عليه، وما قبله فلا.

طالب:...

ليس منها، أليست من توابع الخوف من الله -جل وعلا- أو من مقدماته؟ وهذا هو القرآن لله، القرآن من أجل الله.

"وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أحسن أحد إسلامه، فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وكل سيئة تكتب بمثلها حتى يلقى الله- عز وجل-». تفرد به مسلم عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق بهذا السياق واللفظ، وبعضه في صحيح البخاري. وقال مسلم أيضًا: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا خالد الأحمر".

أبو خالد.

"قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشرًا إلى سبعمائة ضعف، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب، وإن عملها كتبت». تفرد به مسلم دون غيره من أصحاب الكتب".

كيف لم تكتب له سيئة؟ ومن همّ بسيئة فلم يعملها لم تكتب، عندك لم؟ سيئة لن تكتب.

"وقال مسلم أيضًا: حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا عبد الوارث، عن الجعد أبي عثمان قال: حدثنا أبو رجاء العَطاردي".

العُطاردي.

"العُطاردي عن ابن عباس، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يروي عن ربه تعالى قال: «إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة»".

لو همّ بالحسنة فندم على همه هذا، ورأى أنه إن لم يعملها خير له فلم يعملها لهذا التصور عنده تكتب حسنة؟ ندم ولم يعملها، إذا كان عاجزًا وحاول فله أجره، لكن إذا كان تركها لا نادمًا عليها ولا عاجزًا عنها، هذا تكتب له حسنة، لكن إذا تركها نادمًا عليها وحمد الله يعني حمد على فعل ذا، لكن ما قال شيئًا بلسانه ولا عمل ببدنه شيئًا، لكنه في نفسه حمد الله أنه ما فعلها، ماذا تقول؟

طالب: ..............

ماذا يقول الشيخ؟

طالب:...

ماذا يقول؟

طالب:...

فعملها، فعملها، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات، طيب عملها وندم عليها، ماذا يصير؟

طالب:...

كمِّل يا شيخ.

طالب: ..............

 ماذا؟

طالب: ..............

هو الذي عندنا أن هذا ما عمل، همّ بسيئة وما عمل، تكتب له حسنة، وهذا همّ بحسنة ولم يعملها كتبت له، لم تكتب عليه هذه، لكن عندنا مؤشر، وهو إنما تركها من جراي، يعني من أجلي، المنظور فيه في الموضوع كله والمنظور إليه هو كون الأمر لله -جل وعلا-.

طالب: ..............

 ماذا؟

طالب: ..............

يؤجر إذا ندم؟ هو همّ ثم ندم على هذا الهمّ، يتكلم قال: الحمد لله أنب ما فعلت يؤاخذ على هذا؛ لأنه تكلم، لكن إذا أضمره في قلبه، فرح أنه ما عمل وتدارك نفسه أنه ما عمل هذه الحسنة، يعني بعض الأمور قد يتجاذبها أمور، قد تتصور أنها حسنة، ثم يترجح عندك أنها سيئة أو العكس، أو ما يترجح عندك شيء، هذه أمور لها صور لا تتناهى؛ لأنه تبين له أنه استعان بهذا الإحسان على معصية، فالأمور بمقاصدها. ما السبب؟ لماذا ندم؟ قد يؤجر على هذا الندم؟

طالب: ..............

لو أحسن إلى إنسان، ودفع إليه مالًا، واشترى به ما يعينه على المعصية وندم، هو لن يؤاخذ ولا يكتب عليه شيء؛ لأنه ما علم، وأحسن عليه بمعنى الإحسان، ولأنه مستحق للإحسان في تقديره، ولذلك لما تصدق على تاجر، وتصدق على زانية، تصدق على سارق فأجورهم ثابتة.

طالب:...

نسأل الله العافية نعم.

"«وإن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده سيئة واحدة»".

نعم، موجودة، هذا مزيد من النسخة رقم ستة، في خاء لم تكتب عليه.

"ثم رواه مسلم، عن يحيى بن يحيى، عن جعفر بن سليمان، عن الجعد أبي عثمان في هذا الإسناد بمعنى حديث عبد الرزاق".

عبد الوارث. بمعنى حديث عبد الوارث.

"بمعنى حديث عبد الوارث زاد: «ومحاها الله، ولا يهلك على الله إلا هالك»".

يعني مع جميع ما تقدم من سعة رحمة الله -جل وعلا- ومزيد فضله وتقليص السيئات وكثرة الماحيات لن يهلك على الله إلا هالك، ولذا قال السلف: خاب من زادت آحاده على عشراته، مرّ بنا أن الله ليضاعف الحسنة إلى سبعمائة ضعف، وإن الله ليضاعف لبعض عبيده إلى ألفي ضعف، حسنة واحدة إلى ألفي ألف ضعف، يعني مليونين.

"وفي حديث سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: «وقد وجدتموه؟» قالوا: نعم. قال: «ذاك صريح الإيمان»". لفظ مسلم وهو عند مسلم أيضًا من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- به. وروى مسلم أيضًا من حديث مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الوسوسة، قال: «تلك محض الإيمان»".

محض أم صريح؟ ماذا يقول؟

طالب:...

محض، الصواب محض، كلاهما وارد.

"وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة:284] فإنها لم تنسخ، ولكن الله إذا جمع الخلائق يوم القيامة يقول: إني أخبركم بما أخفيتم في أنفسكم، مما لم يطلع عليه ملائكتي، فأما المؤمنون فيخبرهم ويغفر لهم ما حدثوا به أنفسهم، وهو قوله: {يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} يقول: يخبركم، وأما أهل الشك والريب فيخبرهم بما أخفوا من التكذيب وهو قوله: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة:284] وهو قوله: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} [ البقرة: 225 ] أي: من الشك والنفاق. وقد روى العوفي والضحاك عنه قريبًا من هذا. وروى ابن جرير، عن مجاهد والضحاك، نحوه. وعن الحسن البصري أنه قال: هي محكمة لم تنسخ. واختار ابن جرير ذلك، واحتج على أنه لا يلزم من المحاسبة المعاقبة، وأنه تعالى قد يحاسب ويغفر، وقد يحاسب ويعاقب بالحديث الذي رواه عند هذه الآية، قائلاً: حدثنا ابن بشار قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد بن هشام".

عن سعيد وهشام.

"عن سعيد وهشام، (ح) وحدثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا ابن علية قال: حدثنا ابن هشام".

قال: حدثنا هشام.

"قال: حدثنا هشام، قالا جميعًا في حديثهما: عن قتادة، عن صفوان بن محرز، قال: بينما نحن نطوف بالبيت مع عبد الله بن عمر، وهو يطوف، إذ عرض له رجل فقال: يا ابن عمر، ما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في النجوى؟ فقال: سمعت نبي الله -صلى الله عليه وسلم -يقول: «يدنو المؤمن من ربه- عز وجل- حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه فيقول: هل تعرف كذا؟ فيقول: رب أعرف، مرتين، حتى إذا بلغ به ما شاء الله أن يبلغ قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم». قال: «فيعطى صحيفة حسناته أو كتابه بيمينه، وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الأشهاد: {هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [ هود: 18 ]». وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وغيرهما من طرق متعددة، عن قتادة، به. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أمية قالت: سألت عائشة عن هذه الآية".

ماذا؟

طالب: ..............

آمنة؟

طالب: ..............

 لا لا، أمية امرأة أبيه زوجة أبيه.

"قالت: سألت عائشة عن هذه الآية: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة:284] فقالت: ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنها، قالت: هذه مبايعة الله العبد، وما يصيبه من الحمى، والنكبة، والبضاعة يضعها في يد كمه، فيفتقدها فيفزع لها، ثم يجدها في ضبنته، حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير. وكذا رواه الترمذي، وابن جرير من طريق حماد بن سلمة، به. وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديثه. قلت: وشيخه علي بن زيد بن جدعان ضعيف، يغرِب في رواياته، وهو يروي هذا الحديث عن امرأة أبيه: أم محمد أمية بنت عبد الله، عن عائشة، وليس لها عنها في الكتب سواه".

 محض الإيمان المحض والصريح واحد، وجاء بهذا اللفظ وهذا اللفظ، جاء بهذا وهذا، عامة أهل العلم على أنها منسوخة.