التعليق على تفسير القرطبي - سورة الانفطار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، قال الإمام القرطبي- رحمه الله تعالى-:

" سورة الانفطار مكية عند الجميع، وهي تسع عشرة آية، بسم الله الرحمن الرحيم، قوله تعالى:    الانفطار: ١ - ٥ "

" قوله تعالى: الانفطار: ١  أي تشققت بأمر الله بنزول الملائكة كقوله:          الفرقان: ٢٥  وقيل: تفطرت لهيبة الله تعالى، والفطر الشق، يقال: فطرته فانفطر، ومنه: فطر ناب البعير طلع، فهو بعير فاطر، وتفطر الشيء شقق وسيف فطار أي فيه شقوق، قال عنترة:

وسيفي كالعقيقة وهي .....            .

 

.................................                  .

كمعي.

................. وهي كمعي          .

 

سلاحي ...................  .

يقول: الكمع الضجيع يعني أنه ملازم لها.

وسيفي كالعقيقة وهي كمعي         .

 

سلاحي لا أفل ولا فطارًا "                 .

وهذا يكون يوم القيامة، أما بالنسبة للدنيا      الملك: ٣  ليس فيها فطور ولا شقوق ولا شيء، لكن في يوم القيامة تنفطر وتتشقق، كما سيأتي أيضًا في سورة الانشقاق.

" الانفطار: ٢  أي تساقطت، نثرت الشيء أنثره نثرًا فانتثر، والاسم النثار والنُّثار بالضم ما تناثر من الشيء، ودر منثّر شدد للكثرة. الانفطار: ٣  أي فجّر بعضها في بعض، فصارت بحرًا واحدًا على ما تقدم، قال الحسن: فجرت ذهب ماؤها ويبست، وذلك أنها أولاً راكدة مجتمعة، فإذا فجرت تفرقت، فذهب ماؤها، وهذه الأشياء بين يدي الساعة على ما تقدم في      التكوير: ١ .    الانفطار: ٤  أي قُلبت وأخرج ما فيها من أهلها أحياء، يقال: بعثرت المتاع قلبته لبطن، وبعثرت الحوض وبحثرته إذا هدمت.. "

طبيعة القبر إذا نبش يتبعثر ترابه، يصير أعلاه أسفله، وأسفله أعلاه، ولذا يفرق بعض أهل العلم في الصلاة في المقبرة بين ما إذا كانت منبوشة أو غير منبوشة، فيمنع إذا كانت المقبرة منبوشة لأنه يختلط فيها صديد الأموات ودماؤهم، وإذا كانت غير منبوشة فليس فيها شيء من ذلك، وهذا ظنّ منهم أن النهي عن الصلاة في المقبرة؛ لنجاستها، وليس الأمر كذلك، وإنما هو لسد ذريعة الشرك، وإلا فالمقبرة طاهرة، والأموات أيضًا من بني آدم محكوم بطهارتها، المؤمن لا ينجس، وابن آدم طاهر حي وميت.

" يقال: بعثرت المتاع قلبته ظهرًا لبطن، وبعثرت الحوض وبحثرته إذا هدمتُه وجعلت. "

هدمتَه.

" إذا هدمتَه وجعلتَ أسفله أعلاه، وقال قوم منهم الفراء: الانفطار: ٤  أخرجت ما في بطنها من الذهب والفضة، وذلك من أشراط الساعة أن تخرج الأرض ذهبها وفضتها. "

نعم، الأرض إذا حرثت وبعثرت وقلب أعلاها وأسفلها خرج ما فيها، وكان الناس يستخدمون الأرض خزائن، ما عندهم أماكن يخزنون فيها الأموال، وإنما كنوزهم تحت الأرض، فإذا بعثرت خرج ما فيها من كنوز.

" الانفطار: ٥  مثل القيامة: ١٣،  وتقدم، وهذا جواب الانفطار: ١ ؛ لأنه قسم في قول الحسن وقع على قوله تعالى: الانفطار: ٥ ، يقول: إذا بدت هذه الأمور من أشراط الساعة ختمت الأعمال، فعلمت كل نفس ما كسبت، فإنها لا ينفعها عمل بعد ذلك، وقيل. "

أما كونها قسم، فهذا ليس بظاهر، بل هي جملة شرطية.

" وقيل: أي إذا كانت هذه الأشياء قامت القيامة، فحوسبت كل نفس بما عملت، وأوتيت كتابها بيمينها أو بشمالها، فتذكرت عند قراءته جميع أعمالها، وقيل: هو خبر وليس بقسم، وهو الصحيح، إن شاء الله تعالى. "

لا يظهر يعني كونه قسم؛ لعدم وجود أي حرف من حروف القسم، وليس فيه حتى معنى القسم الذي هو إما للحث وإما للمنع، ليس فيه شيء من ذلك.

طالب: ..............

مادام ما فيه قبور فلا.

" قوله تعالى: الانفطار: ٦  خاطب بهذا منكري البعث، وقال ابن عباس: الإنسان هنا الوليد بن المغيرة، وقال عكرمة: أبي بن خلف، وقيل: نزلت في أبي الأشد بن كَلَدَة الجُمَحِيّ عن ابن عباس أيضًا. "

والأصل في (ال) في الإنسان أنها للجنس، أي عموم الناس    الانفطار: ٦  إلى آخر الآيات، فالإنسان قد يغتر بربه، وينسى فضله عليه فلا يؤمن، وقد ينسى فضله عليه فيعصيه، ولو استحضر الإنسان فضل الله عليه، وأنه هو الموجد له، وأنه هو الخالق والرازق والمنعم والمتفضل، وأن أموره كلها بيده ما عصاه، لكنه قد يغتر وينسى، فيحصل منه ما يحصل.

"    الانفطار: ٦  أي ما الذي غرك حتى كفرت    الانفطار: ٦  أي المتجاوز عنك، قال قتادة: غره شيطانه المسلط عليه، وقال الحسن: غره شيطانه الخبيث، وقيل: حمقه وجهله، رواه الحسن عن عمر- رضي الله عنه-، وروى غالب الحنفي قال: لما قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-    الانفطار: ٦  قال: غره الجهل، وقال صالح بن مسمار: بلغنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ:    الانفطار: ٦  فقال: غره جهله، وقال عمر- رضي الله عنه-."

التخريج.

طالب: ..............

خرج الخبرين جميعًا.

" وقال عمر- رضي الله عنه- كما قال الله تعالى:        الأحزاب: ٧٢ ، وقيل: غره عفو الله إذ لم يعاقبه في أول مرة، قال إبراهيم بن الأشعث: قيل للفضيل بن عياض: لو أقامك الله تعالى يوم القيامة بين يديه فقال لك:    الانفطار: ٦ ماذا كنت تقول؟ قال: كنت أقول غرني ستورك المرخاة؛ لأن الكريم هو الستار، نظمه ابن السماك فقال:

يا كاتم الذنب أما تستحي           .

 

والله في الخلوة ثانيكا                  .

غرك من ربك إمهاله               .

 

وستره طول مساويك                  .

وقال ذو النون المصري: كم من مغرور تحت السَّتر وهو لا يشعر، وأنشد أبو بكر بن طاهر الأبهري:

يا من غلا في العجب والتيه            .

 

وغره طول تماديه                  .

أملى لك الله فبارزته               .

 

ولم تخف غب معاصيه                  .

وروي عن علي- رضي الله عنه- أنه صاح بغلام. "

لو أن الإنسان كلما أذنب عوقب لما عاد، ولكن لحكمة إلهية أن الله- جل وعلا- يمهل للظالم، ويمهل العاصي؛ عله أن يتوب، عله أن يستعتب، عله أن يرجع، فيتاب عليه، وأما إذا وافاه على ظلمه ومعاصيه، فإن كانت دون الكبرى، فهو تحت المشيئة، وإن كانت بالشرك أو الكفر، فالله- جل وعلا- لا يغفر أن يشرك به.

" وروي عن علي- رضي الله عنه- أنه صاح بغلام له مرات فلم يلبه، فنظر فإذا هو بالباب فقال: مالك لم تجبني؟ فقال: لثقتي بحلمك وأمني من عقوبتك، فاستحسن جوابه، فأعتقه. وناس يقولون: الانفطار: ٦  ما خدعك وسول لك حتى أضعت ما وجب عليك؟ وقال ابن مسعود: ما منكم من أحد إلا وسيخلو الله به يوم القيامة، فيقول له: يا ابن آدم، ماذا غرك بي؟! يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟ يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟."

قول ابن مسعود: ما منكم من أحد، يرجح أن (ال) جنسية في الإنسان، وأنها عامة للكافر والمؤمن وغيرهم.

" الانفطار: ٧  أي قدر خلقك من نطفة. الانفطار: ٧  في بطن أمك، وجعل لك يدين ورجلين وعينين وسائر أعضائك، {فعدلك} فجعلك معتدلاً سوي الخلق، كما يقال: هذا شيء معدّل، وهذه قراءة العامة، وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم قال الفرّاء وأبو عبيد: يدل عليه قوله تعالى:   التين: ٤  وقرأ الكوفيون عاصم وحمزة والكسائي: الانفطار: ٧  مخففًا أي أمالك وصرفك إلى أي صورة شاء، إما حسنًا وإما قبيحًا وإما طويلاً وإما قصيرًا، وقال موسى بن عَلي. "

عُلَيّ.

" وقال موسى بن عُلي بن أبي رباح اللخمي عن أبيه عن جده قال: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم، أما قرأت هذه الآية: الانفطار: ٨  فيما بينك وبين آدم»، وقال عكرمة وأبو صالح: الانفطار: ٨  إن شاء في صورة إنسان، وإن شاء في صورة حمار، وإن شاء في صورة قرد، وإن شاء في صورة خنزير، وقال مكحول: إن شاء ذكرًا، وإن شاء أنثى، قال مجاهد: الانفطار: ٨  أي في أي شبه من أب أو أم أو عم أو خال أو غيرهم، وفي متعلقة بركبك، ولا تتعلق بعدلك على قراءة من خفف؛ لأنك تقول: عدلت إلى كذا، ولا تقول عدلت في كذا، ولذلك منع الفراء التخفيف؛ لأنه قدر في متعلقة بعدَلك. و(ما) يجوز أن تكون صلة مؤكِّدة أي في أي صورة شاء. "

ولذلك منع الفراء التخفيف؛ لأنه قدر في متعلقة بعدّلك على منعه التخفيف، وعرفنا أن التشديد هي قراءة العامة، قراءة الأكثر، أما قراءة الكوفيين بالتخفيف عاصم وحمزة والكسائي كلهم بالتخفيف، وما عداهم كلهم بالتشديد، ولذا لا تقول: عدَلك في كذا، إنما تقول: عدَلك إلى كذا، يعني أمالك إليه، فرق بين عدَله وعدَّله، إذا قال: عدَل عن الطريق يعني انحرف ومال عنه، والعدل والمعدّل الذي هو المستقيم الذي في طريقه، والتعديل كأنه من حيث المعنى خلقك فعدلك يكون فيها معنى في أحسن تقويم، العدل المستقيم هذا أحسن تقويم.

" و(ما) يجوز أن تكون صلة مؤكِّدة أي في أي صورة شاء ركبك، ويجوز أن تكون شرطية أي إن شاء ركبك في غير صورة الإنسان من صورة قرد أو حمار أو خنزير، فما بمعنى الشرط والجزاء أي في صورة ما شاء يركِّبك ركَّبك. قوله تعالى:     الانفطار: ٩  يجوز أن تكون كلا بمعنى حقًّا، وألا فيبتدأ بها، ويجوز أن تكون بمعنى (لا) على أن يكون المعنى: ليس الأمر كما تقولون من أنكم في عبادتكم غير الله محقون. "

كلا في الغالب تأتي للزجر والردع.

" يدل على ذلك قوله تعالى:    الانفطار: ٦  وكذلك يقول الفراء: يصير المعنى ليس كما غررت به، وقيل: أي ليس الأمر كما تقولون من أنه لا بعث، وقيل: هو بمعنى الردع والزجر أي لا تغتروا بحلم الله وكرمه فتتركوا التفكر في آياته قال: قال ابن الأنباري: الوقف الجيّد على الدين، وعلى ركبك، والوقف على كلا قبيح. الانفطار: ٩  يا أهل مكة الانفطار: ٩  أي بالحساب، وبل لنفي شيء تقدم وتحقيق غيره، وإنكارهم للبعث كان معلومًا، وإن لم يجر له ذكر في هذه السورة. قوله تعالى: ﭿ الانفطار: ١٠  أي رقباء من الملائكة. الانفطار: ١١  أي عَلي كقوله:              عبس: ١٦ ، وهنا ثلاث مسائل؛ الأولى: روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أكرموا الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى حالتين الخراءة أو الجماع، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر بجرم حائط أو بغيره أو ليستره أخوه»، وروي عن علي- رضي الله عنه-: قال لا يزال الملك موليًا عن العبد مادام بادي العورة، وروي: إن العبد إذا دخل الحمام بغير مئزر لعنه ملكاه. الثانية: واختلف الناس في الكفار، هل عليهم حفظة. "

الاغتسال عريانًا لا شك أنه إن كان ينظر إليه أحد فهو محرم لا بد من الاستتار عن أنظار الناس، وإن كان في محل خاليًا فبعض أهل العلم يقول بكراهته؛ إكرامًا للكرام الكاتبين والحفظة، ومنهم من يقول: إنه مادام ما ينظر إليه أحد فلا مانع منه ولا بأس، واغتسل موسى- عليه السلام- عريانًا فانطلق الحجر بثوبه فلحقه، المقصود أن هذا أمره سهل إذا كان في مكان مغلق ولا ينظر إليه أحد، وإن استتر فهو أكمل.

طالب: ...............

لأن الشعر فيه نسم، الشعر فيه تجويف، ولا يجتمع جهد الإنسان إلا إذا سكر كل المناسم، يقولون كذا.

طالب: ...............

لا، هذه العلة، هذا الذي ذكروه.

طالب: الحديث أحسن الله إليك.

سم

طالبك: الحديث: «أكرموا الكرام الكاتبين».

نعم، هذا مرفوع، روي أول واحد.

طالب: ...............

وعند الشافعي يتقوّى المرفوع بالمرسل، يتقوى الضعيف إذا كان مرفوعًا بالمرسل.

طالب: ...............

نعم، معروف أنه إذا دخل الحمام صار بحيث يراه الناس، الحمام، حمامات جماعية، المقصود بها.

الثانية: واختلف.

يقولون: كل ما ورد في الحمّام فهو ضعيف، ابن القيم في المنار المنيف وغيره كل ما ورد في الحمّام فهو ضعيف؛ لأنه ليس عند المخاطبين حمامات، لا توجد في الحجاز.

" الثانية: واختلف الناس في الكفار، هل عليهم حفظة أم لا، فقال بعضهم: لا؛ لأن أمرهم ظاهر، وعملهم واحد. "

حسناتهم لا تحتاج إلى كتابة يعني أعمالهم الطيبة لا تحتاج إلى كتابة؛ لأنها هباء منثور، نسأل الله العافية، وكفرهم يقضي على كل ما عندهم.

قال الله تعالى..

طالب: ...............

معروف.

طالب: ...............

لا يغادر شيئًا لا تخفى عليه خافية.

طالب: ...............

اختلف الناس في الكفار، هل عليهم حفظة أم لا، فقال بعضهم: لا؛ لأن أمرهم والقول الثاني يمكن يذكره المؤلف.

" قال الله تعالى: الرحمن: ٤١  وقيل: بل عليهم حفظة؛ لقوله تعالى: {كلا بل تكذبون بالدين وإن عليهم لحافظين كرامًا}."

عليهم؟!

طالب: ..................

أيش؟ خطأ.

طالب: ..................

إن عليكم.

" ﭿ         الانفطار: ١٠ - ١٢  وقال:       الحاقة: ٢٥  وقال:         الانشقاق: ١٠  فأخبر أن الكفار يكون لهم كتّاب ويكون عليهم حفظة، فإن قيل: الذي على يمينه أي شيء يكتب، ولا حسنة له؟ قيل له: الذي يكتب عن شماله يكون بإذن صاحبه، ويكون شاهدًا على ذلك وإن لم يكتب، والله أعلم. "

طالب: ..................

يجازى عليها في الدنيا.

طالب: ..................

فيه أسلمت على ما أسلفت.

طالب: ..................

فيها لأنه يحتفظ له إذا أسلم بهذا الشرط، ولعل المقصود من مات على كفره.

" الثالثة: سئل سفيان: كيف تعلم الملائكة أن العبد قد هم بحسنة أو سيئة؟ قال: إذا هم العبد بحسنة وجدوا منه ريح المسك، وإذا هم بسيئة وجدوا منه ريح النتن، وقد مضى في (ق).. "

لأن الهم هل يؤاخذ عليه العبد، أو لا يؤاخذ عليه؟ العزم يؤاخذ عليه، أما ما قبله من مراحل أو من مراتب القصد فإنه لا يؤاخذ عليها حتى الهم، لكن الهم الذي يثاب عليه الهم الذي هو بسبب ما يصيبه من مصيبة أو ما يتوقعه من مصيبة، فيؤجر على ذلك، حتى الهم يؤجر عليه، ومثله أيضًا من حمل هم الدين لا شك أن أجره عظيم لو صار على باله وشغله، من ذلك الهم سواء كان همًّا بسبب أمر دنيا أو بسبب أمر الدين، فإنه يؤجر عليه، لكن هذا ليس المراد به المرتبة الرابعة من مراتب القصد؛ لأن مراتب القصد: الهاجس ثم الخاطر ثم حديث النفس ثم الهم ثم العزم آخر شيء يقول:

................ كلها رفعت           .

 

إلا الأخير ....................               .

الذي هو العزم.

...............................               .

 

.......... ففيه الإثم قد وقعا               .

يستدلون له بأن القاتل والمقتول: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار»، قالوا: هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: «كان حريصًا على قتل صاحبه»، فعزم على قتله فأثم بذلك، وأما الهم الذي لا يؤاخذ عليه بخلاف الهم الذي يؤجر عليه ويثاب عليه.

طالب: ..................

لقد هممت؟

طالب: ..................

هذا قبل العزم.

طالب: ..................

ما يلزم، ولذلك من هم بسيئة، هل يكتب عليه شيء ولم يعملها ؟ ما يكتب عليه شيء.

طالب: ..................

سفيان، وسفيان هذا من كلامه أو مما يتلقى من بني إسرائيل..

" وقد مضى في (ق) عند قوله:   ق: ١٨  زيادة بيان لمعنى هذه الآية، وقد كره العلماء الكلام عند الغائط والجماع؛ لمفارقة الملك لمفارقة الملك العبد عند ذلك، وقد مضى.. "

لكن قد يقول بعض الفسقة: لماذا لا أزاول ما حرم الله علي من كلام في هذا الموضع يعني فرصة أن الملك ما هو موجود، ألا يمكن أن يخطر على بال من رق دينه؟ ما يمكن يقول كذا؟

طالب: ..................

لا، بعضهم يقول: نم يا ابن الحلال، ريح الملائكة، يحسبون المسألة مقيسة بمقاييسهم أن هناك تعبًا من كثرة الكتابة أو راحة من قلتها، لا، والله المستعان.

" وقد مضى في آخر آل عمران القول في هذا، وعن الحسن يعلمون لا يخفى عليهم شيء من أعمالكم، وقيل: يعلمون ما ظهر منكم دون ما حدثتم به أنفسكم، والله أعلم. قوله تعالى:    ... الانفطار: ١٣ – ١٤. "

نعم.

طالب: ..................

ماذا يكتبون؟

طالب: ..................

ما فيه شك أنهم خلق من خلق الله لا يعلم الغيب إلا الله- جل وعلا-، هم خلق من خلق الله، والغيب لا يعلمه إلا الله، وما في القلوب لا يعلمه إلا علام الغيوب، لكن قد تكون هناك علامات تصاحب العمل الخالص، وأن له نورًا يدركون بها الإخلاص، فيكون ظاهرًا ما هو خفي من هذه الحيثية.

طالب: ..................

أو يكون الله قد أطلعهم بعلامة بيّنة تظهر لهم.

" قوله تعالى:          الانفطار: ١٣ - ١٤  تقسيم مثل قوله: الشورى: ٧  وقال: الروم: ٤٣   الروم: ١٥  الآيتين الانفطار: ١٥  أي يصيبهم لهبها وحرها. "

نعم.

طالب: ..................

ماذا؟

طالب: ..................

أي آية؟

طالب: ..................

نعم..

طالب: ..................

أحيانًا تأتي آيتان متقاربتان، وما بعدهما صالح، يعني جاء بلفظ ما جاء بعد الآية الثانية، لكن ما الذي يحدد المراد؟ هو سياق الكلام مثل:      النور: ٦١  إلى آخره ..... النور: ٦١  المقصود أن الحرج في موضع يختلف عنه في موضع، والسياق يحدد هذا ويحدد هذا، وأحيانًا تكون المقصودة آية النور، وأحيانًا تكون المقصودة آية الفتح.

طالب: ..................

ماذا؟

طالب: ..................

المقصود أن السياق ما الموضوع فيه؟ هل في الأكل مثلًا وتأتي لي بآية الفتح؟ هذا ما يصلح.

" الانفطار: ١٥  أي يصيبهم لهبها وحرها. "

والذين يحققون الكتب، ويرقمون الآيات، ويخرجون الأحاديث، يخفى على كثير منهم مثل هذه الأمور، مثل آية التيمم أحيانًا يكون السياق المناسب آية النساء، ويرقم لي من آية المائدة، والسياق يأبى أن يكون المراد آية المائدة.

" أي يصيبهم لهبها وحرها الانفطار: ١٥  أي يوم الجزاء والحساب، وكرر ذكره؛ تعظيمًا لشأنه، نحو قوله تعالى: القارعة: ١ - ٣  وقال ابن عباس فيما روي عنه: كل شيء من القرآن من قوله: الانفطار: ١٧  فقد أدراه، وكل شيء من قوله: الأحزاب: ٦٣  فقد طوي عنه. الانفطار: ١٩. "

يعني لم يُخبر به بخلاف الأول.

" الانفطار: ١٩  قرأ ابن كثير وأبو عمرو: يومُ بالرفع على البدل من {يومُ الدين}، أو ردًّا على اليوم الأول، فيكون صفة ونعتًا ليوم الدين، ويجوز أن يرفع بإضمار هو، والباقون بالنصب على أنه في موضع رفع، إلا أنه نصب؛ لأنه مضاف غير متمكن كما تقول: أعجبني يومَ يقوم زيد. "

يومُ.

" أعجبني يومُ يقوم زيد. "

لأنه إذا أضيف إلى جملة صدرها معرب أعرب، وإذا أضيف إلى جملة صدرها مبني بني، فيقول: أعجبني يومَ قام زيد، بخلاف ما يكون أعجبني يومُ يقوم «رجع من ذنوبه كيومَ ولدته أمه»." وأنشد المبرد:

من أي يومي من الموت أفر              .

 

أيومَ لم يقدر أم يوم قُدر                 

فاليومان الثانيان مخفوضان بالإضافة عن الترجمة عن اليومين الأولين إلا أنهما نُصبا في اللفظ؛ لأنهما أضيفا إلى غير محض، وهذا اختيار الفراء والزجاج، وقال قوم: اليوم الثاني منصوب على المحل، كأنه قال: في يوم لا تملك نفس لنفس شيئًا، وقيل: بمعنى إنما.

فنصب على نزع الخافض، والأصل أن الظرف ملاحظ فيه الظرفية التي بمعنى في.

وقيل: بمعنى أن هذه الأشياء تكون يومَ أو على معنى يدانون يومَ؛ لأن الدين يدل عليه أو بإضمار اذكر.

لأن الدين هو الجزاء.

الانفطار: ١٩  لا ينازعه فيه أحد، كما قال:      ﯺﯻ ﯿ          ﭖﭗ ﭚﭛ غافر: ١٦ - ١٧ .

 تمت السورة والحمد لله. "

"