شرح قصب السكر (06) - تقسيم الخبر إلى مرفوع وموقوف ومقطوع - 02

 

بسم الله الرحمن الرحيم،

 

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تتمًا لبحث المرفوع الذي سبق ذكره وأن المعتمد في تعريفه ما أضيف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قولٍ أو فعلٍ أو وصف، ويُفهَم من كلام الخطيب البغدادي اشتراط رفع الصحابي للنبي -عليه الصلاة والسلام-، فلا يسمى مرفوعًا إلا إذا أضافه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- الصحابي فقط، دونما رفعه التابعي فمن دونه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، ففي الكفاية المرفوع ما أخبر فيه الصحابي عن قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو فعله، فعلى هذا ما يضيفه التابعي إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يسمى مرفوعًا، لكن ابن حجر توقف في كونه قيدًا، وفي كونه شرطًا فإنه قال: يجوز أن يكون ذكر الخطيب للصحابي على سبيل المثال أو الغالب، على سبيل المثال أو الغالب؛ لأن غالب ما يضاف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- هو من إضافة الصحابي، لا أنه ذكره على سبيل الاشتراط والتقييد، فلا يخرج حينئذٍ عن الأول، ثم قال ابن حجر: ويتأيد هذا الكلام بكون الرفع إنما يُنظَر فيه إلى المتن دون الإسناد، ننظر يُنظَر إلى المتن، فإن كان هذا المتن من قوله -عليه الصلاة والسلام- بغض النظر عمن أضافه إليه فهو المرفوع، وإن كان من قول الصحابي على ما سيأتي فهو الموقوف إلى آخره، وقد يُطلَق المرفوع ويراد به المتصل لا سيما عند مقابلته بالمرسل، يعني حينما يقول الإمام عن حديث ما: رفعه فلان وأرسله فلان، رفعه فلان يعني وصل إسناده، رفعه فلان وأرسله فلان يعني فلان الأول رفعه يعني وصل إسناده والثاني لم يصل إسناده، على أي وجه كان انقطاعه، أرسله فلان الفعل كما حرره ابن حجر وغيره أن الإرسال هنا يُطلَق ويُرَادُ به الانقطاع في أي طبقة من طبقات إسناده ولا يَختص بما اصطُلِح عليه وتُعُورِفَ عليه بأنه ما رفعه التابعي إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، فإذا جيء بالفعل أرسله فالمراد قطع إسناده، ورفعه وصل إسناده، وحينئذٍ فهو رفعٌ مخصوصٌ على أن ابن النفيس مشى على ظاهر هذا فقيَّد المرفوع بالاتصال، يعني لا يسمى مرفوع إلا إذا كان متصل الإسناد. يقول الحافظ العراقي:

وسَمِّ مرفوعًا مضافًا للنبي

 

واشترط الخطيب رفع الصاحب

ومن يقابله بالإرسال

 

فقد عنى بذاك ذي اتصال

ثم قال الناظم -رحمه الله تعالى-:

"أَوْ يَنْتهِيَ إلَى الصَّحَابِيِّ الّذِي

 

باِلوصْفِ بِالإِيْمانِ قَد لاَقَى النَّبِيْ

وَمَاتَ بَعدُ مُسلِمًا وإنْ أتَى

 

بِرِدَّةٍ تخَلَّلَتْ أوِ انْتَهَى".

لما انتهى الناظم -رحمه الله تعالى- من حدّ المرفوع، الذي قُدِّمَ لشرف الإضافة إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- على ما بعده أردفه بالموقوف، فقال: أو ينتهي، وأو هنا ماذا؟ أو للشك، للإباحة، للتخيير؟ كيف؟ للتخيير؟ يعني اختر هذا أو اختر ذاك؟

طالب:...

للتقسيم للتقسيم، خيِّر أبح قسِّم بأو وأبهمِ، للتقسيم، أو ينتهي أو للتقسيم هنا ينتهي الإسناد إلى الصحابي كذلك، أي مثل ما تقدَّم في كون اللفظ يقتضي التصريح بأن المقول من قول الصحابي أو من فعله أو تقريره. والصحابي نعم؟

طالب:...

وربما عاقبت الواو إذا، بعده، أنت استعجلت، هاه؟ مثال إيش؟

طالب:...

هذه بمعنى بل.

طالب:...

أنت استعجلت وإلا البيت الذي بعده: وربما عاقبت الواو إذا لم يُلف إلى آخره. فهمت؟ إي، العجلة ترى ما هي، ما في شك أنها مبادرة إلى، أقول المبادرة إلى الاستشكال طيب، نعم، لا بأس به. ولذلك يعني لو سكت ما فهم أنها تأتي بمعنى أو بمعنى الواو صح؟ إي. نعم. تفضل.

طالب:...

إي.

طالب:...

هذا بحثتوه ولا؟

طالب:...

في أحد بحثه؟ طُلِب بحثه من المفسرين المحققين. إي ما عني لكن هل هل، ولذلك الجواب..، هل أحد منكم بحث؟

طالب:...

نعم؟

طالب:...

بحثت شيئًا؟ إي ما بحثه الإخوان ما نشطوا للبحث. إلى الصحابي كذلك أي مثل ما تقدَّم والصحابي عرّفه بقوله: الذي بالوصف بالإيمان لاقى النبي، قد لاقى النبي، ومات بعدُ مسلمًا وإن أتى بردة تخللت أو انتهى، بعدُ مبنى على الضم لماذا؟

طالب:...

مقطوع عن الإضافة، وأيضًا؟

طالب:...

مع نية المضاف إليه، ما يكفي المقطوع عن الإضافة لأنه إذا قطع عن الإضافة مع عدم نية المضاف إليه يُعرَب منونًا، نعم، عرف الصحابي الناظم تبعًا للحافظ -رحمه الله تعالى- الذي بالوصف بالإيمان قد لاقى النبي، ومات بعدُ مسلمًا وإن أتى بردة تخللت، هذا ما اختاره الحافظ وتبعه عليه الناظم في تعريف الصحابي، فقال: هو من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنًا به، ومات على ذلك ولو تخللته ردة، ولو تخللت ردة على الأصح، والمراد باللقاء من لقي لأن بعض الناس يطلق في التعريف من رأى نعم، من لقي النبي -عليه الصلاة والسلام- المراد باللقاء ما هو أعمُّ من المجالسة والمماشاة ووصول أحدهما إلى الآخر وإن لم يكالمه، وتدخل فيه رؤية أحدهما الآخر سواء كان ذلك بنفسه أو بغيره، قال الحافظ: والتعبير باللقي أولى من تعبير بعضهم لقوله: من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنه يخرج العميان نعم، يخرج ابن أم مكتوب، ومن شابهه من العميان وهم صحابة بلا خلاف، وقوله: مؤمنًا حال، حال كونه مؤمنًا، يخرج من حصل له اللقاء المذكور ولكن حال كونه كافرًا، وقوله: به يخرج من كان مؤمنًا لكن بغيره من الأنبياء، يخرج من كان مؤمنًا لكن بغيره من الأنبياء، لكن هل يخرج من لقيه مؤمنًا بأن سيُبعَث؟ مؤمنًا بأنه سيُبعث ولم يدرك البعثة، قال الحافظ: فيه نظر، لقي النبي -عليه الصلاة والسلام- مؤمنًا بأنه سيُبعَث، مثل من؟ وأيضًا؟

طالب:...

بحيرا الراهب، إن صحّت قصته مع أن الحافظ يصححها في فتح الباري صححها، نعم، زيد بن عمرو آمن به؟ ببعثته، محمد على التعيين؟

طالب:...

لا هذا الشخص على التعيين، مؤمنًا بشخصه على التعيين بأنه سيُبعث، ومن أوضح الأمثلة ورقة بن نوفل، نعم.

طالب:...

كيف؟

طالب:...

هذا الكلام سيأتي هذه الإشكالية، قلت: مثاله ورقة بن نوفل حيث ذكره الطبري والبغوي وابن قانع وابن السكن وغيرهم في الصحابة، كل هؤلاء أثبتوا صحبته، قال الحافظ في الإصابة: وفي إثبات الصحبة له نظر، لقوله في قصة بدء الوحي يعني في حديث عائشة: فلم ينشب ورقة أن توفي فهذا ظاهره أنه أقر بنبوته ولكنه مات قبل أن يدعو الرسول -عليه الصلاة والسلام- الناس إلى الإسلام، ثم ذكر الحافظ خبرًا مرسلاً وصفه بأنه جيد يدل على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الإسلام حتى أسلم بلال، ثم قال: والجمع بينه وبين حديث عائشة أن يحمل قوله: ولم ينشب ورقة أن توفي أي قبل أن يشتهر الإسلام، قبل أن يشتهر الإسلام، ثم ذكر الحافظ خبرًا ضعيفًا يدل على أن ورقة مات على نصرانيته، المقصود أن كلام الحافظ مضطرب في هذا، في إثبات الصحة له نظر، قاله الحافظ: ثم ذكر خبرًا مرسلاً وصفه بأنه جيد يدل على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى الإسلام، ودخل فيه بعض الناس كبلال مثلاً، ثم ساق خبرًا ضعيفًا ذكر فيه أن ورقة مات على نصرانيته، وعلى كل حال فورقة سواء كان صحابيًا أو غير صحابي مآله إلى الجنة، لماذا؟ لأنه مؤمن بمن قبل النبي -عليه الصلاة والسلام- من الأنبياء وقصته في بدء الوحي تدل على أنه على خير، وقوله: مات على الإسلام يخرج من ارتد بعد أن لقيه مؤمنًا به، ومات على الردة كعبيد الله بن جحش، وابن خطل، هؤلاء آمنوا بالنبي -عليه الصلاة والسلام- لقوه وآمنوا به، لكنهم ارتدوا وماتوا على الردة نسأل الله العافية، وقوله: ولو تخللت ردةٌ أي بين لقيه له مؤمنًا به وبين موته على الإسلام، فإن اسم الصحبة باقٍ له سواء رجع إلى الإسلام في حياته -صلى الله عليه وسلم- أو بعده، وسواء لقيه ثانيًا أم لا كالأشعث بن قيس فإنه كان ممن ارتد وأتي به أبو بكرٍ الصديق أسيرًا فعاد إلى الإسلام فَقَبِلَ منه ذلك وزوجه أخته، ولم يتخلف أحد عن ذكره في الصحابة، ولا عن تخريج أحاديثه في المسانيد وغيرها، المقصود أن الأشعث بن قيس ارتد، نسأل الله العافية، بعد رؤيته ولقيه للنبي -عليه الصلاة والسلام-، لكنه أتي به أبو بكر بعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام-، فآمن، وقال الحافظ في الإصابة: يدخل في قولنا: مؤمنًا به كل مكلفٍ من الجن والإنس، فحينئذٍ يتعيَّن ذكر من حُفِظ ذكره من الجن الذين آمنوا به بالشرط المذكور، مؤمنًا به، الجن لقوا النبي -عليه الصلاة والسلام- وآمنوا به وهم داخلون في هذا الحديث، في تعريف الصحابي، ولذا يقول الحافظ: ويدخل في قولنا مؤمنًا به كل مكلفٍ من الجن والإنس فحينئذٍ يتعيّن ذكر من حفظ ذكره من الجن، الذين آمنوا به بالشرط المذكور، وأما إنكار ابن الأثير على أبي موسى تخريجه لبعض الجن الذين الذين عُرفوا في كتاب الصحابة فليس بمنكر لما ذكرته. يعني لأن الحدّ يتناولهم، وقال ابن حزم في المحلى: من ادعى الإجماع فقد كذب، هاه؟ الإجماع على أنهم ليسوا بصحابة نعم، من ادعى الإجماع فقد كذب على الأمة فإن الله تعالى قد أعلمنا أن نفرًا من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبي -صلى الله عليه وسلم- فهم صحابةٌ فضلاء، فمن أين للمدعي إجماع أولئك؟ قال ابن حجر في الإصابة: وهذا الذي ذكره من الإجماع لا نوافقه عليه وإنما أردت نقل كلامه في كونهم صحابة، وهل تدخل الملائكة في الصحابة؟ فيه نظر.

طالب:...

إي نعم، هناك قصص كثيرة في السير وغيرها، مذكورة. في التفاسير في سورة الجن في سورة إيش الأحقاف نعم، مذكورة، سموا بالأسماء إي. لكن هل منهم رواة؟ نعم؟

طالب:...

موجود الآن؟

طالب:...

ما ندري والله هذا. الإنس كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «ما من نفسٍ منفوسة يأتي عليها مائة عام» يعني من من كلامه -عليه الصلاة والسلام- سنة عشر يعني في آخر أيامه، فلن يعيش بعده أكثر من مائة عام.

طالب:...

أين؟

طالب:...

الطفيل. نعم. لكن غيرهم؟ مائة وعشرين، إي. الطفيل مات سنة مائة وعشرة، يعني بعد بعد قول النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الحديث بمائة سنة، لكن هل عاش حسان بعد قوله بمائة سنة؟ لا، أقل أقل بكثير.

طالب:...

نعم. قال الحافظ: وهل تدخل الملائكة؟ محل نظر، قد قال بعضهم إن ذلك ينبني على أنه هل كان -عليه الصلاة والسلام- مبعوثًا إليهم؟ أو لا؟ وقد نقل الفخر الرازي الإجماع على أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يكن مرسلاً إلى الملائكة، ونوزع في هذا النقل، بل رجح الشيخ تقي الدين السبكي أنه كان مرسلاً إليهم، قال ابن حجر: وفي صحة بناء هذه المسألة على هذا الأصل نظر لا يخفى، ما وجه النظر؟ الآن كون الملائكة فيهم صحابة أو صحابة، أو من رأى منهم النبي -عليه الصلاة والسلام- ولقيه صحابي منهم، هذا مبني على إيش؟ أنه كان مرسلاً إليهم، وهذا محل نزاع، فمنهم من نفى ومنهم من أثبت، لكن هل الصحبة مبنية على الإرسال؟ اسمعوا الكلام! وهل تدخل الملائكة؟ محل نظر فقد قال بعضهم إن ذلك ينبني على أنه هل كان -عليه الصلاة والسلام- مبعوثًا إليهم؟ أو لا؟ وقد نقل الرازي الإجماع على أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يكن مرسلاً إلى الملائكة، ونوزع في هذا النقل بل رجح الشيخ تقي الدين السبكي أنه كان مرسلاً إليهم، ثم قال ابن حجر: وفي صحة بناء هذه المسألة على هذا على هذا الأصل نظرٌ لا يخفى. يعني كون هذه المسألة مسألة الصحبة مبنية على الإرسال، أولاً: معلوم أنه الصحبة منهم لمن قال بها خاصة بمن لقي النبي -عليه الصلاة والسلام-، أما مسألة الإيمان فكلهم مؤمنون به، أما من لم يلق النبي -عليه الصلاة والسلام- منهم هذا يشمله الحد أو لا يشمله؟ لا يشمله الحد، لكن هل الملائكة تُرسَل إليهم الرسل بمعنى أنهم يكلَّفون ويُرتَب عليهم الثواب والعقاب؟ التكليف خاصٌ بمن؟

طالب:...

بالإنس والجن الذين رُكِّبت فيهم الشهوة، الذين يُتصوَّر منهم مخالفة الأمر، لكن الذين لا يُتصوَّر منهم مخالفة الأمر هل يحتاجون إلى بعثة أنبياء؟ لا يحتاجون.

طالب:...

إي، لكن الوصف الأعلى يقضي على الأدنى.

طالب:...

إي، كيف؟

طالب:...

هو ما بُعث إليهم مثل الملائكة، لكن عندك وصف، هم رأوه مؤمنين به، حال كونهم مؤمنين به نعم، رأوه مؤمنين به لكن عندهم من الوصف ما يقضي على هذا الوصف الشريف، فهمت؟ إي. عندهم من الوصف بالنبوة والرسالة ما يقضي على هذا الوصف وإن كان شريفًا؛ لأن الوصف الأعلى يقضي على الأدنى.

طالب:...

كيف؟

طالب:...

على الخلاف على الخلاف، في الملائكة في المفاضلة بين الملائكة وصالحي البشر.

طالب:...

على الخلاف، أما الأنبياء لا خلاف في كونهم أفضل من الصحابة.

طالب:...

ولذلك قالوا إن لهم أن ينتسبوا إليه -عليه الصلاة والسلام- فيكونون صحابة.

طالب:...

إي، لكن ليس على ظهرها، على ظهرها من هو على ظهر الأرض، نعم، ولذلك ما يعارض حديث المائة عام، وأيضًا الدجال كما في حديث الجساسة على البحر أقول في البحر، على ظهرها.

طالب:...

والخضر عند من يقول بوجوده.

طالب:...

هذا الصحيح عند جمع من المحققين وإن كان الجمهور على عدمه عدم موته.

طالب:...

قصص، كله يقول شوفت الخضر، نعم.

طالب:...

قال بعضهم: لا يُعَدُّ صحابيًا إلا من وُصف بأحد أوصاف أربعة: لا يُعَدُّ صحابيًا إلا من وُصف بأحد أوصاف أربعة: من طالت مجالسته، أو حُفظت روايته، أو ضُبِط أنه غزا مع النبي -عليه الصلاة والسلام-، أو استشهد بين يديه -عليه الصلاة والسلام-. واشترط بعضهم في صحة الصحبة بلوغ الحلم أو المجالسة ولو قصرت، يعني ما يكفي مجرد اللقي، اشترط بعضهم لصحة الصحبة بلوغ الحلم أو المجالسة ولو قَصُرَت، أما بلوغ الحلم فهذا مردود؛ لأن أهل العلم لم يترددوا في إدخال صغار الصحابة في كتبهم، خرجوا أحاديثهم في مسانيدهم، ابن عباس كم كان عمره يوم أن تُوفي النبي -عليه الصلاة والسلام-؟ ثلاث عشرة سنة، ناهز الاحتلام، قد ناهز الاحتلام، وغيره الحسن والحسين كم كان عمرهم؟ كلهم صغار، نعم، الزبير صغير، والعدد كبيرٌ جدًّا ممن هذا وصفه ممن لم يبلغ الحُلم، واختار الإمام البخاري في صحيحه في أول كتاب فضائل الصحابة أن من صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه، ورجحه ابن حجر في الفتح، إلا أنه هل يشترط في الرائي أن يكون بحيث يميز ما رآه؟ أو يكتفى بمجرد حصول الرؤية؟ أن يكون الرائي بحيث يميز ما رآه، يعني هل يشترط التمييز؟ أو لا يُشترط؟ يقول: محل نظر، وعمل من صنّف في الصحابة يدل على الثاني، يدل على الثاني الذي هو ماذا؟ يكتفى بمجرد حصول الرؤية، فإنهم ذكروا مثل محمد بن أبي بكر الصديق وإنما ولد قبل وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاثة أشهر وأيام، عمره ثلاثة أشهر ومع ذلك أُدخِل في الصحابة، كما ثبت في الصحيح أن أمه أسماء بنت عميس ولدته في حجة الوداع، قبل أن يدخلوا مكة، وذلك في أواخر ذي القعدة سنة عشر من الهجرة، ومع ذلك فأحاديث هذا الضرب إيش؟ مراسيل، أحاديث هذا الضرب مراسيل، والخلاف الجاري بين الجمهور وبين أبي إسحاق الإسفرائيني ومن وافقه على رد المراسيل مطلقًا حتى مرسيل الصحابة لا يجري في أحاديث هؤلاء، هؤلاء مثل محمد بن أبي بكر الصديق الذي لما توفي النبي -عليه الصلاة والسلام- كان عمره ثلاثة من السنين، ثلاثًا من الأشهر، ثلاثة من الأشهر، هؤلاء عرفنا فيما تقدَّم أن مراسيل الصحابة فيها خلاف، والجمهور على قبولها وقد نقل عليه الاتفاق لكن في نقله نظر، أما الذي أرسله الصحابي فحكمه الوصل على الصواب، مثل محمد بن أبي بكر مرسله يكون من هذا أو لا؟ نعم؟

طالب:...

لماذا؟ الآن مرسل الصحابي قُبِل لماذا؟ لأن الاحتمال الأقوى أن يكون سمعه من صحابي نعم، ورُدَّ مرسل التابعي لماذا؟ نعم لاحتمال أن يكون سمعه من تابعي، والتابعي يحتمل أن يكون ثقة أو غير ثقة، مثل محمد بن أبي بكر الاحتمال الأقوى بالنسبة له أن يكون سمع من إيش؟ إذًا يكون مرسل الصحابي.

طالب:...

في ماذا؟

طالب:...

ما في احتمال أنه سمع من النبي -عليه الصلاة والسلام-، بينما الصحابي الذي عُدَّ قُبِل مرسله يحتمل أن يكون سمعه من النبي -عليه الصلاة والسلام- فالسقط لا بد منه، في مثل محمد بن أبي بكر، إذا كان ابن عباس اختلف فيما سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة، مع قربه منه ومع كبر سِنه، حتى قال بعضهم: أنها أربعة أحاديث فقط وأما البقية فبواسطة، وإن قال الحافظ أنها تبلغ الأربعين بين صحيح وحسن. فمثل هذا محمد بن أبي بكر أولاً الاحتمال في كونه سمعه من النبي -عليه الصلاة والسلام- غير وارد، ويبقى التردد، في كونه سمع من صحابي آخر أو من تابعي، وهذا التردد على حدٍ سواء، ما فيما يُرجح أنه سمع من صحابي، وإذا كان بعض الصحابة ممن أدرك النبي -عليه الصلاة والسلام- إدراكًا بينًا قد روى عن بعض التابعين. فهذا الذي يغلب على الظن أن روايته عن التابعين.

طالب:...

اسمع ما يقوله أهل العلم! والخلاف الجاري بين الجمهور وبين وبين أبي إسحاق الإسفرائيني ومن وافقه على ردّ المراسيل مطلقًا حتى مراسيل الصحابة لا يجري في أحاديث هؤلاء؛ لأن أحاديثهم لا من قبيل مراسيل كبار التابعين ولا من قبيل مراسيل الصحابة الذين سمعوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا مما يُلغَز به فيُقال: صحابي حديثه مرسل لا يقبله من يقبل مراسيل الصحابة. صحابي حديثه مرسل لا يقبله من يقبل من يقبل مراسيل الصحابة. في مثل هذه الصورة، وبالمقابل تابعي يقبل حديثه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يردُّ مراسيل التابعين، تابعي يقبل خبره من يردّ مراسيل التابعين، مثاله: عكس الذي معنا، من هو؟

طالب:...

 المخضرمين؟ لو رأوا النبي -عليه الصلاة والسلام- لو لقوه خلاص صحابة، نعم؟

طالب:...

لا. من لقي النبي -عليه الصلاة والسلام- حال كونه كافرًا ومات النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو على كفره نعم، لقي النبي ولم يؤمن به، لقي النبي غير مؤمن به، ومات النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو على كفره، ثم أسلم بعد النبي -عليه الصلاة والسلام-، فهذا من التابعين؛ لأن لقي الصحابة، ولقي النبي -عليه الصلاة والسلام- وسمع منه، مثل ماذا؟

طالب:...

لا، هذا صحابي اتفاقًا.

طالب:...

سمع حال كفره، إي لكن ما هو من الذي معنا. مثاله؟ هاه؟

طالب:...

من، لا هذا هذا مخضرم لكن ما لقي النبي -عليه الصلاة والسلام-.

طالب:...

الجواب؟ هاه؟

طالب:...

مثَّلوا له بالتنوخي رسول هرقل، حينما جاء إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، وسمع منه، لكنه لم يسلم إلا بعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهذا من باب المقابلة وإلا ليس من الذي معنا، نعم، إي ذكروا له حديث. ومن أهل العلم من بالغ فكان لا يعد في الصحابة إلا من صحب الصحبة العرفية، يعني لا تُعد صحبة إلا إذا طالت كما جاء عن عاصم الأحول قال: رأى عبد الله بن سرجس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غير أنه لم يكن له صحبة، أخرجه أحمد هذا مع كون عاصم قد روى عن عبد الله بن سرجس عدة أحاديث وهي عند مسلم وأصحاب السُنن وأكثرها من رواية عاصم عنه. فهذا رأي عاصم أن الصحابي من يكون صحب الصحبة العرفية، وروي عن سعيد بن المسيب.

طالب:...

مقبول ما في انقطاع.

طالب:...

هذا مردود، نعم.

طالب:...

عجيب! أنت علمت الواسطة الآن؟

طالب:...

إي. يعني أجبت على نفسك؟ لا بأس. روي عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يعد في الصحابة إلا من أقام مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة فصاعدًا، يعني سنة أو سنتين أو غزا معه غزوة فصاعدا يعني أو غزا معه غزوة أو غزوتين، قال ابن حجر: والعمل على خلاف هذا القول لأنهم اتفقوا على عدِّ جمع جمٍ في الصحابة لم يجتمعوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إلا في حجة الوداع وهذا إن ثبت عن سعيد، وإلا ففيه مقال. إن ثبت عنه وإلا فيه مقال. نعم، هنا يقول: وكذا روي عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يعد في الصحابة إلا من أقام مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة فصاعدا أو غزا معه غزوة فصاعدا والعمل على خلاف هذا القول؛ لأنهم اتفقوا على عدِّ جمع جمٍ في الصحابة لم يجتمعوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إلا في حجة الوداع، ومن اشترط الصحبة العرفية أخرج من له رؤية أو من اجتمع به لكن فارقه عن قرب، كما جاء عن أنس أنه قيل له: هل بقي من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- غيرك؟ قال: لا، مع أنه كان في ذلك الوقت عدد كثير ممن لقيه من الأعراب، ومنهم من اشترط في ذلك أن يكون حين اجتماعه به بالغًا وهو مردود؛ لأنه يخرج مثل الحسن بن علي ونحوه من أحداث الصحابة، والذي جزم به البخاري وهو قوله: من صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه، والذي جزم به البخاري وقول أحمد والجمهور من المحدثين وهو قول البخاري من المسلمين قيد يخرج به يخرج به من صحبه أو من رآه من الكفار، فأما من أسلم بعد موته منهم فإنه فإن كان قوله من المسلمين حالاً خرج من هذه صفته وهو المعتمد، ويرد على التعريف من صحبه ورآه مؤمنًا به ثم ارتد بعد ذلك ولم يعد إلى الإسلام فإنه ليس صحابيًا، صحابيًا اتفاقًا، فينبغي أن يزاد فيه: ومات على ذلك، ومات على ذلك.

طالب:...

نعم.

طالب:...

كيف؟

طالب:...

ما يلزم، مثل، هذا في، تبعًا لصحة سماع الصبي، متى يبدأ سماع الصبي؟ متى يصحّ سماع الصبي؟

طالب:...

أدخلوا محمد بن أبي بكر، وهو ثلاثة أشهر؟

طالب:...

هو غير مميِّز. ورؤيته أيضًا فيها ما فيها، رؤية غير المميِّز كلا رؤية، لكنهم عدوه في الصحابة، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك.

طالب:...

نعم؟

طالب:...

مثل محمد بن أبي بكر، هذا الذي تستحيل روايته عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، كيف؟

طالب:...

لا، أكثر، أقل من ثلاث سنوات؛ لأنه لا يمكن أن يميِّز ثلاث سنوات، أربع فيه احتمال؛ لأن محمود بن الربيع عقل المجَّة في بعض الروايات عمره أربع سنين نعم.

طالب:...

أيهم؟

طالب:...

المعروف الآن المُتَدَاول. إي ما في شك، لا لا العرف الخاص الذي هو عرف أهل العلم. أما الصحبة في اللغة إنما تُطلق على من طالت صحبته ومجالسته.

طالب:...

ورآه؟ نفسه نفسه نفسه، النساء شقائق الرجال. ما هي؟ اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك.