التعليق على تفسير القرطبي - سورة الطارق

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، قال الإمام القرطبي- رحمه الله تعالى-:

" بسم الله الرحمن الرحيم سورة الطارق مكية، وهي سبع عشرة آية. "

" قوله تعالى:    الطارق: ١ - ٣  قوله تعالى: الطارق: ١  قَسَمان: السماء قَسَم، والطارق قَسَم. والطارق: النجم. وقد بيّنه الله تعالى بقوله:    الطارق: ٢ - ٣. واختلف فيه؛ فقيل: هو زحل: الكوكب الذي في السماء السابعة، ذكره محمد بن الحسن في تفسيره، وذكر له أخبارًا، الله أعلم بصحتها. وقال ابن زيد: إنه الثريا. وعنه أيضًا أنه زحل، وقاله الفراء. قال ابن عباس: هو الجدي. وعنه أيضًا وعن علي بن أبي طالب -رضي اللّه عنهما- والفراء: الطارق: ٣  نجم في السماء السابعة، لا يسكنها غيره من النجوم؛ إذا أخذت النجوم أمكِنتها من السماء هبط فكان معها. ثم يرجع إلى مكانه من السماء السابعة، وهو زحل، فهو طارق حين ينزل، وطارق حين يصعد. وحكى الفراء: ثُقْب الطائر: إذا ارتفع وعلا. "

ثَقُبَ.

" ثَقُب الطائر إذا ارتفع وعلا. وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعدًا مع أبي طالب، فانحط نجم، فامتلأت الأرض نورًا، ففزع أبو طالب، وقال: أي شيء هذا؟ فقال: هذا نجم رُمي به، وهو آية من آيات الله فعجب أبو طالب، ونزل: الطارق: ١. وروي عن ابن عباس أيضًا: الطارق: ١. قال: السماء وما يطرق فيها. "

هذا للتخصيص بنجم بعينه مما ذكر يحتاج إلى نص اللهم إلا إذا كان قصدهم تمييزه عن غيره بالوصف الذي هو الثاقب النجم الثاقب أي الذي قوي ضوؤه وتميز من غيره، فالنجوم التي ذكرت فيها تميز عن غيرها، وإلا فنجوم السماء لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله- جل وعلا-.

"وعن ابن عباس وعطاء: الطارق: ٣: الذي ترمي به الشياطين. وقال قتادة: هو عام في سائر النجوم؛ لأن طلوعها بليل، وكل من أتاك ليلاً فهو طارق. قال:

ومثلك حبلى قد طرقت ومرضعًا     .

 

فألهبتها .........................."              .

فألهيتها.

"...............................               .

 

فألهيتها عن ذي تمائم مغيل"               .

ومثلكِ حبلى قد طرقت ومرضعًا  هذا يفتخر- حسبنا الله ونعم الوكيل- بأنه يزني ويفجر بالنساء، نسأل الله العافية، يعني كثير من مثلك قد طرقت سواء كانت حبلى أو مرضعًا، فألهيتها يعني أشغلتها عن طفلها الذي عليه التمائم، لا يزال صغيرًا، مُغيل: الذي يشرب اللبن غيلة، الغيلة شرب اللبن وأمه حامل، الأم ترضع وهي حامل -نسأل الله العافية-.

يقول: الطارق: ١ يفسر الطارق قوله: الطارق: ٣  المضيء الذي يثقب نوره فيخرق السموات حتى يرى في الأرض، والصحيح أنه اسم جنس يشمل سائر النجوم الثواقب، وقد قيل: إنه زحل الذي يخرق السموات السبع وينفذ فيها فيرى منها، وسمي طارقًا؛ لأنه يطرق ليلاً.. يعني مثل ما ذكرنا أنه لا بد للتعيين من نص يدل عليه، وإلا فالأصل أن النجم أصله جنس وُصف، والوصف معروف أنه يخصص بالصفة، فيخرج من هذا الجنس ما ليس بثاقب، أي نوره خافت ما هو ثاقب مثل النجوم التي نورها قوي.

" وقال:

ألم ترياني كلما جئت طارقًا               .

 

وجدت بها طيبًا وإن لم تطيَّب               .

فالطارق: النجم، اسم جنس، سمي بذلك؛ لأنه يطرق ليلاً، ومنه الحديث: «نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يطرق المسافر أهله ليلاً، كي تستحد المغيبة، وتمتشط الشعثة». والعرب تسمي كل قاصد في الليل طارقًا. يقال: طرق فلان إذا جاء بليل. وقد طرق يطرق طروقًا، فهو طارق. ولابن الرومي: "

وهو الغالب أن الناس في النهار بيوتهم لا تحتاج إلى غلق، ما تغلق وتحكم، من أرادها دخل من غير طرق لاسيما إذا كان من أهلها، أما بالليل فإنه يحكم إغلاقها، ولا يمكن فتحها إلا بعد الطرق.

طالب: .............

هذا في الأذكار «ولا طارق يطرق إلا بخير»، لكن الغالب أنه بالليل، هذا هو الغالب واقع النجوم أنها بالليل في النهار لا ترى.

" ولابن الرومي:

يا راقد الليل مسرورًا بأوله               .

 

إن الحوادث قد يطرقن أسحارًا               .

لا تفرحن بليل طاب أوله               .

 

فرب آخر ليل أجج النارًا               .

وفي الصحاح: والطارق: النجم الذي يقال له كوكب الصبح. ومنه قول هند:

نحن بنات طارق                 .

 

نمشي على النمارق                 .

أي إن أبانا في الشرف كالنجم المضيء. قال الماوردي: وأصل الطرْق: الدق، ومنه سميت المطرقة، فسمي قاصد الليل طارقًا؛ لاحتياجه في الوصول إلى الدق. وقال قوم: إنه. "

قد يكون.

" وقال قوم: إنه قد يكون نهارًا. والعرب تقول: أتيتك اليوم طرقتين: أي مرتين. ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم-: «أعوذ بك من شر طوارق الليل والنهار، إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن». وقال جرير في الطروق:

طرقتك صائدة القلوب وليس ذا              .

 

حين الزيارة فارجعي بسلام               .

ثم بيَّن فقال:    الطارق: ٢ - ٣  والثاقب: المضيء. ومنه الصافات: ١٠. يقال: ثقب يثقب ثقوبًا وثقابة: أي أضاء. وثقوبه: ضوئه. والعرب تقول: أثقب نارك أي أضئها. قال:

أذاع به في الناس حتى كأنه               .

 

بعلياء نار أوقدت بثقوب               .

الثقوب: ما تشعل به النار من دقاق العيدان. وقال مجاهد: الثاقب: المتوهج. وقال القشيري: والمعظم على أن الطارق والثاقب اسم جنس أريد به العموم، كما ذكرنا عن مجاهد.    الطارق: ٢  تفخيمًا. "

إلا أن الوصف مراد، يعني أن الثاقب الذي يصل إلى ما لا يصل إليه غيره؛ لقوة ضوئه، كأنه يثقب كأنه يثقب الأجرام وينفذ فيها ولنفوذه سُمِّي ثاقب، ومنه استعير لدقة الفهم والنظر فقيل: نظر ثاقب يعني دقيق يصل إلى القلوب فيلزم بقبوله.

"    الطارق: ٢  تفخيمًا لشأن هذا المقسم به. وقال سفيان: كل ما في القرآن: الطارق: ٢ ؟ فقد أخبره به. وكل شيء قال فيه: الأحزاب: ٦٣: لم يخبره به. قوله تعالى:         الطارق: ٤  قال قتادة: حفظة يحفظون عليك رزقك وعملك وأجلك. وعنه أيضًا قال: قرينه يحفظ عليه عمله من خير أو شر. وهذا هو جواب القسم. وقيل: الجواب       الطارق: ٨  في قول الترمذي: محمد بن علي. "

المعروف بالحكيم.

" وإن: مخففة من الثقيلة، وما: مؤكدة، أي إن كل نفس لعليها حافظ. "

نعم مخففة من الثقيلة، وهي تختلف عن النافية، إن النافية يأتي بعدها الاستثناء، وأما المخففة من الثقيلة تبقى على التوكيد، ويؤكد خبرها باللام.

" وقيل: المعنى إن كل نفس إلا عليها حافظ يحفظها من الآفات، حتى يسلمها إلى القدر. قال الفراء: "

له معقبات، له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله، فهؤلاء الحفظة يحفظون الإنسان، فإذا جاء القدر أسلموه له، لا يغني من القدر شيء. قد يقول قائل: مادام القَدر ما جاء فلن يصيبه شيء فلا داعي لهؤلاء الحفظة مادام يسلمونه للقدر إذا جاء، فإذا لم يأتِ القدر لن يصيبه شيء ما يمكن أن يقال هذا؟ الجواب: نعم من قدر إلى قدر الإنسان مأمور بفعل السبب والقدر جارٍ سواء فعل أو لم يفعل ما كتبه الله لا بد من أن يكون، والله- جل وعلا- جعل الحفظ بهذا السبب، حفظهم بهذا السبب.

" قال الفراء: الحافظ من الله، يحفظها حتى يسلمها إلى المقادير، وقاله الكلبي. وقال أبو أمامة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «وكِّل بالمؤمن مائة وستون ملكًا يذبون عنه ما لم يقدر عليه من ذلك البصر، سبعة أملاك يذبون عنه، كما يذب عن قصعة العسل الذباب. ولو وكل العبد إلى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين»."

من خرّجه؟ تخريجه.

طالب: ..............

" وقراءة ابن عامر وعاصم وحمزة لمّا بتشديد الميم، أي ما كل نفس إلا عليها حافظ، وهي لغة هذيل: يقول قائلهم: نشدتك لما قمت. والباقون بالتخفيف، على أنها زائدة مؤكدة، كما ذكرنا. ونظير هذه الآية قوله تعالى:        ﮪﮫ الرعد: ١١ ، على ما تقدم. "

ومن أهل العلم من قال:    ﮪﮫ الرعد: ١١  من هذه بمعنى الباء، يعني بأمر الله.

" وقيل: الحافظ هو الله سبحانه؛ فلولا حفظه لها لم تبق. "

فلولا.

" فلولا حفظُه لها لم تبق. وقيل: الحافظ عليه عقله، يرشده إلى مصالحه، ويكفه عن مضاره. "

ولذلك سمي حجرًا، حجابًا؛ لأنه يمنع صاحبه من أن يقع فيما يضره غالبًا.

" قلت: العقل وغيره وسائط، والحافظ في الحقيقة هو الله- جل وعز-؛ قال الله- عز وجل-:   ﭟﭠ يوسف: ٦٤  وقال: ﮥﮦ الأنبياء: ٤٢  وما كان مثله. "

هذا ظاهر يعني ينسب الفعل إلى الفاعل حقيقة المتفرد به وهو الله- جل وعلا-، وقد يضاف إلى واسطة، الفعل قد يضاف إلى واسطة    الزمر: ٤٢      الأنعام: ٦١.

طالب: ...............

منهم من يقول: هي بمعنى الباء بأمر الله.

طالب: ...............

كل شيء مكتوب نعم.

" قوله تعالى: الطارق: ٥  أي ابن آدم الطارق: ٥  وجه الاتصال بما قبله توصية الإنسان بالنظر في أول أمره وسنته. "

الإنسان لو جلس يتأمل ويفكر في أصله ومنشئه ومبدئه ونشأته ونهايته ومعاده ما استرسل في كثير مما يزاوله لارتدع وراجع نفسه وعقل واستعد لما أمامه، لكن الناس في غفلة عما يراد بهم، كأنهم غنم بأيدي جزار.

" وجه الاتصال بما قبله توصية الإنسان بالنظر في أول أمره وسنته الأولى. "

أو سنّته؟

وسنّته نعم السنة الأولى ما تختلف عن الثانية.

" وسنّته الأولى حتى يعلم أن من أنشأه قادر على إعادته قادر على إعادته وجزائه؛ فيعمل ليوم الإعادة والجزاء، ولا يملي على حافظه إلا ما يسره في عاقبة أمره. و الطارق: ٥  استفهام؛ أي من أي شيء خلق؟ ثم قال: الطارق: ٦  وهو جواب الاستفهام الطارق: ٦  أي من المني. والدفق: صب الماء، دفقت الماء أدفقه دفقًا: صببته، فهو ماء دافق، أي مدفوق. "

فاعل بمعنى مفعول، يأتي اسم الفاعل ويراد به اسم المفعول، كالعكس يأتي به اسم المفعول ويراد به اسم الفاعل، حجابًا مستورًا يعني ساترًا، ويأتي المصدر يراد به اسم الفاعل، يأتي المصدر ويراد به اسم المفعول، وهكذا.

" كما قالوا: سر كاتم: أي مكتوم؛ لأنه من قولك: دفق الماء، على ما لم يسم فاعله. ولا يقال: دفق الماء. ويقال: دفق الله روحه: إذا دعي عليه بالموت. قال الفراء والأخفش: الطارق: ٦  أي مصبوب في الرحم، وقال الزجاج: من ماء ذي اندفاق. يقال: دارع وفارس ونابل؛ أي ذو فرس، ودرع، ونبل. وهذا مذهب سيبويه. "

ولابن وتامر صاحب لبن وصاحب تمر.

" فالدافق هو المتدفق بشدة قوة. "

المندفق.

" هو المندفق بشدة قوته. وأراد ماءين: ماء الرجل وماء المرأة؛ لأن الإنسان مخلوق منهما، لكن جعلهما ماءً واحدًا لامتزاجهما. وعن عكرمة عن ابن... "

يعني يختلط ماء الرجل بماء المرأة، وينشأ عن ذلك الولد بإذنه تعالى.

"وعن عكرمة عن ابن عباس: الطارق: ٦  لزج. الطارق: ٧  أي هذا الماء الطارق: ٧  أي الظهر. وفيه لغات أربع: صلْب، وصلُب -وقرئ بهما- وصلَب بفتح اللام، وصالب على وزن قالب؛ ومنه قول العباس: تُنقل من صالب إلى رحم، والترائب أي الصدر، الواحدة: تريبة؛ وهي موضع القلادة من الصدر. قال:

مهفهفة بيضاء غير مفاضة               .

 

ترائبها مصقولة كالسجنجل               .

والصلب من الرجل، والترائب من المرأة. قال ابن عباس: الترائب: موضع القلادة. وعنه: ما بين ثدييها؛ وقال عكرمة. وروي عنه: يعني ترائب المرأة: اليدين والرجلين والعينين؛ وبه قال الضحاك. وقال سعيد بن جبير: هو الجيد. وقال مجاهد: هو ما بين المنكبين والصدر، وعنه: الصدَر. وعنه: التراقي. وعن ابن جبير عن ابن عباس: الترائب: أربع أضلاع من هذا الجانب. وحكى الزجاج: أن الترائب أربع أضلاع من يمنة الصدر، وأربع أضلاع من يسرة الصدر. وقال معمر بن أبي حبيبة المدني: الترائب عصارة القلب؛ ومنها يكون الولد. والمشهور من كلام العرب: أنها عظام الصدر والنحر. وقال دريد بن الصِّمة:

فإن تدبروا نأخذكم في ظهوركم              .

 

وإن تقبلوا نأخذكم في الترائب               .

وقال آخر:

وبدت كأن ترائبًا من نحرها               .

 

جمر الغضى في ساعد تتوقد               .

وقال آخر:

والزعفران على ترائبها               .

 

شرق به اللبات والنحر                .

وعن عكرمة: الترائب: الصدر، ثم أنشد:

نظام در على ترائبها               .

 

.....................                .

وقال ذو الرمة:

....................               .

 

ضرجن البرود عن ترائب حرة               .

أي شققن. ويروى ضرحن بالحاء، أي ألفين. وفي الصحاح...

ألقين.

أي ألقين وفي الصحاح: والتربية: واحدة الترائب، وهي عظام الصدر؛ ما بين الترقوة والثندوة. قال الشاعر:

....................               .

 

أشرف ثدياها على التريب               .

وقال المثقب العبدي:

ومن ذهب يسن على تريب"                 .

 

كلون العاج ليس بذي غصون                  .

غضون.

غضون؟

بالضاد نعم، بعض المفسرين يرى أن الصلب والترائب كلها من الرجل، ولا شك أن الماء مشترك بين الرجل والمرأة، وهذا الذي جعل جماهير المفسرين يرون أن صلب الرجل، والترائب من المرأة، ولذلك يقولون: إن الرجل يتأثر صلبه بكثرة الجماع دون المرأة، وأظن الشيخ أيضًا أشار إلى هذا القول. يخرج يخرج   الطارق: ٧  يحتمل أنه من بين صلب الرجل وترائب المرأة وهي ثدياها، ويحتمل أن المراد المني الدافق مني الرجل، وأن محله الذي يخرج منه ما بين صلبه وترائبه، ولعل هذا أولى، فإنه إنما وصف الله به الماء الدافق، والذي يحس به ويشاهد دفقه هو مني الرجل، وكذلك الترائب فإنها تستعمل في الرجل، فإن الترائب للرجل بمنزلة الثديين للأنثى، فلو أريدت الأنثى لقال من بين الصلب والثديين، ونحو ذلك، والله أعلم. لكن عامة المفسرين على ما ذكره المؤلف- رحمه الله- أن الصلب للرجل، والترائب للمرأة، ومنهما يجتمع الماءان.

طالب: ............

الماء الدافق والمرأة ما منها ماء؟ منها ماء.

" عن غير الجوهري: الثندوة للرجل: بمنزلة الثدي للمرأة. وقال الأصمعي: مغرز الثدي. وقال ابن السكيت: هي اللحم الذي حول الثدي؛ إذا ضممت أولها همزت، وإذا فتحت لم تهمز. "

وثَندوة وثُندؤة.

" وفي التفسير: يخلق من ماء الرجل الذي يخرج من صلبه العظم والعصب. ومن ماء المرأة الذي يخرج من ترائبها اللحم والدم، وقاله الأعمش. وقد تقدم مرفوعًا في أول سورة آل عمران. والحمد لله، وفي الحجرات    الحجرات: ١٣  وقد تقدم. وقيل: إن ماء الرجل ينزل من الدماغ، ثم يجتمع في الأنثيين. وهذا لا يعارض قوله: الطارق: ٧ ؛ لأنه إن نزل من الدماغ، فإنما يمر بين الصلب والترائب. وقال قتادة: المعنى ويخرج من صلب الرجل وترائب المرأة. وحكى الفراء.. "

هذا الذي ينزل من الدماغ هذا بعيد، والعامة تذكر عن ماء الرجل أنه ماء العينين ومخ الساقين، فهل له علاقة بين العين والساق؟ ما يظهر هذا، صحيح أنه مفاد الكلام أن كثرته متعبة وتضر بالرجل، ولهذا يحذرون بمثل هذا الكلام.

" وحكى الفراء: أن مثل هذا يأتي عن العرب؛ وعليه فيكون معنى من بين الصلب: من الصلب. وقال الحسن: المعنى: يخرج من صلب الرجل وترائب المرأة، ومن صلب المرأة وترائب المرأة. ثم إنّا نعلم أن النطفة من جميع أجزاء البدن؛ ولذلك يشبه الرجل والديه كثيرًا. وهذه الحكمة في غسل جميع الجسد من خروج المني. وأيضًا المكثر من الجماع يجد وجعًا في ظهره وصلبه؛ وليس ذلك إلا لخلو صلبه عما كان محتبسًا من الماء. وروى إسماعيل عن أهل مكة: يخرج من بين الصلُب بضم اللام. ورويت عن عيسى الثقفي. حكاه المهدوي وقال: من جعل المني يخرج من بين صلب الرجل وترائبه، فالضمير في يخرج للماء. ومن جعله من بين صلب الرجل وترائب المرأة، فالضمير للإنسان. وقرئ الصَلَب، بفتح الصاد واللام. وفيه أربع لغات: صُلْب وصُلُب وصَلَب وصَالَب. "

يعني كما تقدم.

" قال العجاج:

......................                  .

 

في صَلَب مثل العنان المؤدم                  .

وفي مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-:

.....................                  .

 

تنقل من صالب إلى رحم                  .

الأبيات مشهورة معروفة.   الطارق: ٨  أي إن الله- جل ثناؤه- الطارق: ٨  أي على رد الماء في الإحليل،     الطارق: ٨  كذا قال مجاهد والضحاك. وعنهما أيضًا أن المعنى: إنه على رد الماء في الصلب؛ وقاله عكرمة. وعن الضحاك أيضا أن المعنى.. "

يعني على صعوبته أن رد الماء في الإحليل كرد اللبن في الضرع، والعرب يضربون المثل بالشيء المستحيل حتى يعود اللبن في الضرع، الله جلت قدرته وعظم شأنه قادر على ذلك       الطارق: ٨  أن يعيده إلى مكانه، ولو بعد أن يتغير ويمتزج بغيره، فيرد هذا إلى مكانه، وهذا إلى مكانه.

" وعن الضحاك أيضًا أن المعنى: إنه على رد الإنسان ماءً كما كان لقادر. وعنه أيضًا أن المعنى: إنه على رد الإنسان من الكبر إلى الشباب، ومن الشباب إلى الكبر، لقادر. وكذا في المهدوي. وفي الماوردي والثعلبي: إلى الصبا، ومن الصبا إلى النطفة. وقال ابن زيد: إنه على حبس ذلك الماء حتى لا يخرج، لقادر. وقال ابن عباس وقتادة.. "

يعني رجعه قبل خروجه.

" وقال ابن عباس وقتادة والحسن وعكرمة أيضًا: إنه على رد الإنسان بعد الموت لقادر. وهو اختيار الطبري. قال الثعلبي: وهو الأقوى؛ لقوله تعالى:          الطارق: ٩  قال الماوردي: ويحتمل أنه على أن يعيده إلى الدنيا بعد بعثه في الآخرة؛ لأن الكفار يسألون الله تعالى فيها الرجعة. "

لكن الكلام الأول هو الأولى؛ لقرب العهد به.

طالب: .............

.. والسياق يؤيده.

" قوله تعالى:          الطارق: ٩  فيه مسألتان: الأولى: العامل في الطارق: ٩  في قول من جعل المعنى إنه على بعث الإنسان قوله:     الطارق: ٨ ، ولا يعمل فيه الطارق: ٨ ؛ لما فيه من التفرقة بين الصلة والموصول بخبر إنّ. وعلى الأقوال الأخر التي في       الطارق: ٨ ، يكون العامل في الطارق: ٩  فعل مضمر، ولا يعمل فيه     الطارق: ٨ ؛ لأن المراد في الدنيا. و     الطارق: ٩  أي تمتحن وتختبر، وقال أبو الغول الطُّهْوي.. "

الطُّهَوي.

الطُّهَوي.

يوم ظرف منصوب ،وإنه على رجعه لقادر يوم يعني في اليوم الذي تبتلى فيه السرائر، وكثير من المفسرين في مثل هذا الموضع ينصبون يوم بفعل مقدر يقدرون اذكر يوم تبلى السرائر فيقطعونه عما قبله، ولا يجعلونه ظرفًا للكلام السابق.

"ولا تبلى بسالتهم وإن هم    

 

صلوا بالحرب حينًا بعد حين      .

ويروى تُبلى بسالتهم فمن رواه تُبلى بضم التاء جعله من الاختبار؛ وتكون البسالة على هذه الرواية الكراهة؛ كأنه قال: لا يعرف لهم فيها كراهة. وتبلى تُعرف. وقال الراجز.."

الابتلاء والاختبار والامتحان معانيها متقاربة وعلى الرواية الأولى تَبلى يعني تخلق.

" قال الراجز:

قد كنت قبل اليوم تزدريني        

 

فاليوم أبلوك وتبتليني    

أي أعرفك.. "

إن كنت قبل مترفعًا علي تسخر مني وتزدريني وتحتقرني، والآن أنداد يعني كان هذا أكبر منه بكثير، ثم لما كبر صار ندًّا له.

" أي أعرفك وتعرفني. ومن رواه تَبلى بفتح التاء فالمعنى: أنهم لا يضعفون عن الحرب وإن تكررت عليهم زمانًا بعد زمان. وذلك أن الأمور الشداد إذا تكررت على الإنسان هدّته وأضعفته. وقيل:          الطارق: ٩  أي تخرج مخبآتها وتظهر، وهو كل ما كان استسره الإنسان من خير أو شر، وأضمره من إيمان أو كفر؛ كما قال... "

لا يستطيع الإخفاء أو الجحد؛ لأنه إذا أخفى شيئًا نطقت جوارحه تشهد عليه، وقد يكون هذا قبل الموت إذا أصيب الإنسان بخلل في عقله أظهر ما كان يضمره والإنسان إذا كرر شيئًا في نفسه فإنه قد يخرج منه على فلتات لسانه ما لا يريد إظهاره، ولذا ابن القيم- رحمه الله- يحذر من تكرار الخطرات في القلب والهواجس؛ لأن الإنسان قد ينطق بها وهو لا يشعر، أما إذا حصل في عقله شيء من خرف ونحوه، فهذا كثير لكن قد يكون في عقله ويكرر هذه الخواطر ويرددها وأماني ويحدث بها نفسه كثيرًا لا بد أن تفلت منه كما قال ابن القيم، ثم بعد ذلك قد يخجل منها خجلًا عظيمًا؛ لأن هذه أماني قد لا يبلغها عمره كله، ثم بعد ذلك مثل هذه الأمور على الإنسان أن يحفظ قلبه، وأن يوجهه لما ينفع، والله المستعان.

" كما قال الأحوص:

سيبقى لها في مضمر القلب والحشا                     .

 

سريرة ود يوم تبلى السرائر                   .

الثانية: روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ائتمن الله تعالى خلقه على أربع: على الصلاة، والصوم، والزكاة، والغسل، وهي السرائر التي يختبرها الله- عز وجل- يوم القيامة». ذكره المهدوي. "

مخرّج؟

طالب: ..............

" وقال ابن عمر قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاث من حافظ عليها فهو ولي الله حقًّا، ومن اختانهن فهو عدو الله حقًّا: الصلاة؛ والصوم، والغسل من الجنابة» ذكره الثعلبي. وذكر الماوردي عن زيد ابن أسلم: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الأمانة ثلاث: الصلاة والصوم، والجنابة، استأمن الله عز وجل ابن آدم على الصلاة، فإن شاء قال: صليت ولم يصل. استأمن الله- عز وجل- ابن آدم على الصوم، فإن شاء قال: صمت ولم يصم. استأمن الله- عز وجل- ابن آدم على الجنابة، فإن شاء قال: اغتسلت ولم يغتسل، اقرؤوا إن شئتم:          الطارق: ٩ »، وذكره الثعلبي عن عطاء. وقال مالك.. "

لا شك أن الإنسان مؤتمن على دينه، فإذا ذكر أنه صلى لا يُحلف على ذلك يكتفى به، فإذا قال أنه صائم فالصوم سر بين العبد وربه، وكذلك إذا زعم أنه اغتسل وتوضأ وما أشبه ذلك، فإنه لا يُحلَّف إلا عند الريبة والشك، إذا وجد من الأبناء من يدعي مثل هذه الأمور، فإن على والده أن يحتاط في أمره، ماذا قال عن الحديثين؟

طالب: .............

" وقال مالك في رواية أشهب عنه، وسألته عن قوله تعالى:          الطارق: ٩  أبلغك أن الوضوء من السرائر؟ قال: قد بلغني ذلك فيما يقول الناس، فأما حديث أحدث به فلا. "

يعني حديث مرفوع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فلا.

" والصلاة من السرائر، والصيام من السرائر، إن شاء قال: صليت ولم يصل. ومن السرائر ما في القلوب، يجزي الله به العباد. قال ابن العربي: قال ابن مسعود: يغفر للشهيد إلا الأمانة، والوضوء من الأمانة، والصلاة والزكاة من الأمانة، والوديعة من الأمانة، وأشد ذلك الوديعة، تمثل له على هيئتها يوم أخذها، فيرمى بها في قعر جهنم، فيقال له: أخرجها، فيتبعها فيجعلُها في عنقه.

فيجعلَها؟"

نعم في عنقه.

" فيجعلَها في عنقه، فإذا رجا أن يخرج بها زلّت منه، فيتبعها؛ فهو كذلك دهر الداهرين. وقال أبي بن كعب: من الأمانة أن ائتمنت المرأة على فرجها. قال أشهب: قال لي سفيان في الحيضة والحمل، إن قالت: لم أحض وأنا حامل صدقت، ما لم تأتِ بما يعرف فيه أنها كاذبة. وفي الحديث: «غسل الجنابة من الأمانة»."

إذا ادعت ممكنًا، إذا ادعت أنها في حيض أو في طهر، فإنها تصدق تدين بهذا وهذا، ولا يحل لها أن تكتم شيئًا من ذلك، إما إسراعًا في العدة لتنتهي أو تبطئة لها لتطول علَّها أن تراجع فهي مؤتمنة على هذا إذا ادعت ممكنًا، إذا ادعت أنها حاضت ثلاث مرات في شهر، ممكن أم غير ممكن؟ أقل الطهر وأقل الحيض، أقل الحيض يوم وليلة وأقل الطهر..

طالب: ...........

شطر الدهر خمسة عشر يومًا، فإذا حاضت يومًا وليلة ثم طهرت خمسة عشر يومًا، ثم حاضت يومًا وليلة ثم طهرت خمسة عشر يومًا، ثم حاضت، يكون ثلاثة وثلاثين، حاضت ثلاث مرات.

" وفي الحديث: «غسل الجنابة من الأمانة»، وقال ابن عمر: يبدي الله يوم القيامة كل سر خفي، فيكون زينًا في الوجوه، وشينًا في الوجوه. والله عالم بكل شيء، ولكن يظهر علامات الملائكة والمؤمنين. "

يعني يظهر هذه العلامات للملائكة والمؤمنين على وجوه الناس -نسأل الله العافية- الصلاة نور في وجه المسلم يوم القيامة.

طالب: ...............

إلا الدين، الثابت إلا الدين.

" قوله تعالى:   الطارق: ١٠  أي للإنسان ﭿ  الطارق: ١٠  أي منعة تمنعه.    الطارق: ١٠  ينصره مما نزل به. وقال عكرمة:   ﭿ     الطارق: ١٠  قال: هؤلاء الملوك، ما لهم يوم القيامة من قوة ولا ناصر. "

يعني لا توجد قوة ذاتية، ولا يوجد من ينصره بقوته.

" وعن عكرمة:   ﭿ     الطارق: ١٠  قال هؤلاء الملوك: ما لهم يوم القيامة من قوة ولا ناصر. "

لا عندهم جيوش ولا أسلحة ولا شيء ولا خدم، يأتي الإنسان بمفرده.

" وقال سفيان: القوة: العشيرة. والناصر: الحليف. وقيل:   ﭿ  الطارق: ١٠  في بدنه.    الطارق: ١٠  من غيره يمتنع به من الله. وهو معنى قول قتادة. "

" قوله تعالى:         الطارق: ١١  أي ذات المطر. ترجع كل سنة بمطر بعد مطر. كذا قال عامة المفسرين. وقال أهل اللغة: الرجع: المطر، وأنشدوا للمتنخل يصف سيفًا شبهه بالماء:

أبيض كالرجع رسوب إذا              .

 

ما ناخ في محتفل ................                .

إذا ما ثاخ.

............................. إذا                .

 

ما ثاخ في محتفل يختلي                  .

ثاخت قدمه في الوحل تثوخ وتثيخ: خاضت وغابت فيه. "

مثل ساخت.

" قاله الجوهري، قال الخليل: الرجع: المطر نفسه، والرجع أيضًا: نبات الربيع. وقيل: ذات الرجع. أي ذات النفع. وقد يسمى المطر أيضًا أوبًا، كما يسمى رجعًا، قال:

رَبَّاءُ شَمَّاءُ لا يأوي لقلتها                  .

 

إلا السحاب وإلا الأوب والسبل                  .

وقال عبد الرحمن بن زيد: الشمس والقمر والنجوم يرجعن في السماء؛ تطلع من ناحية وتغيب في أخرى. وقيل: ذات الملائكة؛ لرجوعهم إليها بأعمال العباد. "

قد يستدل لمثل هذا لمن يقول إن المطر أصله تبخير ماء البحر فهو يُبخر من الأرض ويرتفع إلى السماء، حيث يتجمد، ثم يرجع إلى الأرض ثانية، قد يدل على هذا، ومنه:

شربن بماء البحر ثم ترفعت              .

 

....................................                   .

شربن يعني السحاب أخذن المطر من ماء البحر بالتبخير ثم ترفعت فوق.

...................................                  .

 

متى لجج لهن لئيج                   .

يعني السحاب له صوت واصطكاك رعد.

" وقيل ذات الملائكة لرجوعهم إليها بأعمال العباد، وهذا قسم.    الطارق: ١٢  قسم آخر؛ أي تتصدع عن النبات والشجر والثمار والأنهار، نظيره عبس: ٢٦  الآية. والصدع: بمعنى الشق؛ لأنه يصدع الأرض، فتنصدع به. وكأنه قال: والأرض ذات النبات؛ لأن النبات صادع للأرض. وقال مجاهد.. "

والقمر أيضًا صدع من الأرض، وسينصدع يعني ينشق، والنبي -عليه الصلاة والسلام- أول من تنشق عنه الأرض، والله المستعان.

" وقال مجاهد: والأرض ذات الطرق التي تصدعها المشاة. وقيل: ذات الحرث؛ لأنه يصدعها."

يعني تشق بالمحاريث لتزرع.

" وقيل: ذات الأموات: لانصداعهم عنها للنشور.   الطارق: ١٣  على هذا وقع القسم. أي إن القرآن يفصل بين الحق والباطل. وقد تقدم في مقدمة الكتاب ما رواه الحارث عن علي- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «كتاب فيه خبر ما قبلكم وحكم ما بعدكم، هو الفصل، ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله»."

هذا يرويه الحارث الأعور عن علي شديد الضعف متروك، فالحديث ضعيف بإسناده، لكن في بعض جمله يوجد ما يشهد له. ماذا قال عندك؟

طالب: ..............

هو حديث طويل «إنها ستكون فتن» قالوا: وما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: «كتاب الله فيه خبر ما قبلكم» إلى آخره.

طالب: ..............

المقصود أن له في جمله ما يشهد له.

"«ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله» وقيل: المراد بالقول الفصل: ما تقدم من الوعيد في هذه السورة، من قوله تعالى:                الطارق: ٨ - ٩.   الطارق: ١٤  أي ليس القرآن بالباطل واللعب. والهزل: ضد الجد، وقد هزل يهزل. قال الكُميت:

...................................                  .

 

يَجِد بنا في كل يوم ونهزِل"                  .

يُجَد يُجَد.

"...................................                  .

 

يُجَد بنا في كل يوم ونهزل"                  .

نعم الأصل في المسلم المؤتمر بالأوامر والمنتهي عن النواهي أن تكون حياته كلها جد؛ لأن العمر قصير ما يفي بما طلب منه، فينبغي على المسلم أن تكون حياته كلها جد فيغتنمها فيما يرضي الله- جل وعلا- والنبي -عليه الصلاة والسلام- قد يحصل منه شيء من الطُرف بحيث يتبسم ويروح على أصحابه، هذا معروف عنه، لكنه نادر، أما بقية الحياة فهو جد، فلا يمنع أن الإنسان وإن كان طالب العلم، وإن كان عالمًا أن يطلع على أمور يروح بها نفسه كالقراءة في كتب التواريخ مثلاً بدلاً من أن تكون قراءته كلها في العلم الشرعي ينظر في التواريخ؛ لأن فيها متعة من جهة، وفيها عبرة ينظر في كتب أخرى في كتب مثلاً الرحلات والذكريات كتب الأدب لاسيما العفيف منها هذه لا شك أنها تروح النفس، وتنفس عما فيها من شحن وضغوط الحياة، وتفيد أيضًا فيها ثروة، وفيها يعني تساهم في بناء شخصية العالم وطالب العلم، لكن الأصل هو العلم الموروث عن النبي -عليه الصلاة والسلام- المتمثل في الوحيين، وما يعين على فهم الوحيين، وبهذا جاءت النصوص التي يُمدح بها من اتصف بهذا الوصف.

" الطارق: ١٥  أي إن أعداء الله           الطارق: ١٥  أي يمكرون بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه مكرًا.       الطارق: ١٦  أي أجازيهم جزاء كيدهم. وقيل: هو ما أوقع الله بهم يوم بدر من القتل والأسر. "

الكيد والمكر والسخرية والاستهزاء جاءت إضافتها ونسبتها إلى الله- جل وعلا-، الجادة عند أهل العلم أن يثبت لله- جل وعلا- ما أثبته لنفسه على مراده من غير أن يتعرض لكيفيتها وتشبيهها وتمثيلها بما ينسب إلى المخلوق على ما يليق بجلاله وعظمته، ومنهم من يقول إن هذه الأمور ما جاءت للإثبات إثبات هذه الصفات لله- جل وعلا-، وإنما من باب المشاكلة والمجازاة المجانسة في التعبير.

" وقيل: كيد الله: استدراجهم من حيث لا يعلمون. وقد مضى هذا المعنى في أول البقرة، عند قوله تعالى: البقرة: ١٥. مستوفًى. قوله تعالى: الطارق: ١٧  أي أخرهم، ولا تسأل الله تعجيل إهلاكهم، وارضَ بما يدبره في أمورهم. ثم نُسخت بآية السيف التوبة: ٥. "

يقول أهل العلم إن آية السيف نَسخت سبعين آية، نسخت سبعين آية التي فيها الموادعة وترك الإمهال، كلها منسوخة بآية السيف، وفيما يكتبه الناس اليوم لن تعدم من يقول إن آية السيف نسخت سبعين آية ﭗﭘ التوبة: ٧٣  ما يريدون مثل هذا الأسلوب؟

طالب: ..............

سببه الضعف، نعم الأمة تمر بضعف، ولا تستطيع أن ترتكب العزائم وتقوم بما كُلِّفت به حق القيام؛ لوجود المبرر وهو الضعف، لكن تبقى الأحكام الشرعية شامخة قائمة لا تتغير ولا تتبدل على مر العصور، أما تطبيق هذه الأحكام فهو الذي يُربط بالقدرة عليه.

طالب: ..............

الأكثر على أنها هذه الآية، لكن المقصود أن ما يدل على معناها من الأمر بمناجزة المشركين وقتلهم                آل عمران: ١١٢  أينما وجدوا.

طالب: ..............

على كل حال ﮖﮗ النساء: ٨٩   البقرة: ١٩١  هذه..

طالب: .............

القتال لا بد له من نظام، ولا بد له من مرجع يرجع إليه، فهناك عبادات خاصة يخاطب بها كل إنسان بمفرده يجب عليه اتباعها وفعلها والإتيان بها وإبراء الذمة منها، وهناك عبادات على الجماعة، مفروضة على الجماعة، ما هي على الأفراد، مفروضة على الجماعة، ليس على الأفراد؛ لأن الأمة لو خرجت فردًا فردًا لتقاتل لمحيت من الأرض، إنما هي بمجموعها تقاتل.

طالب: ..............

لا هي في الأصل.. أنت تريد أن تقول مثل الذي يقسم العهد إلى مكي ومدني، ويمكن يعود العهد المكي ثانية.

طالب: .................

لا، المسألة على النسخ هو قول عامة أهل العلم، هذه مرحلة معينة وانتهت، لكن إذا وجد ما يشبه هذه المرحلة ففي الأمر مندوحة لعدم القيام بهذا الحكم للعجز عنه.

طالب: ................

في كلامه ما يدل على هذا، وأيضًا يروج له الآن أن العهد المكي ما نسخ كله، فقد يحتاج إليه في بعض الأوقات.

" الطارق: ١٧  تأكيد. ومهل وأمهل: بمعنى؛ مثل نزل وأنزل. وأمهله: أنظره، ومهله تمهيلاً، والاسم: المهلة. "

اسم المصدر.

" والاستمهال: الاستنظار. ه وتمهل في أمره أي اتأد. وانمهل انمهلالاً: أي اعتدل وانتصب. "

نقطة وحدة أم اثنتان؟! انمهل أم اتمهل.

" انمهل انمهلالاً. "

ماذا عندك في الطبعات: تاء أم نون؟ نعم بالتاء.

انمهل؟

عندك أنت كذلك، نقطة واحدة أبا عبد الله؟ كمّل.

" واتمهل اتمهلالاً: أي اعتدل وانتصب. والاتمهلال أيضًا: سكون وفتور. ويقال: مهلاً يا فلان؛ أي رفقًا وسكونًا. رويدًا أي قريبًا عن ابن عباس. وقال قتادة: قليلاً. والتقدير: أمهلهم إمهالاً قليلاً. والرويد في كلام العرب: تصغير رود. وكذا قاله أبو عبيد. وأنشد:

...................................                  .

 

كأنها ثمل يمشي على رود                  .

أي على مهل. وتفسير الطارق: ١٧  مهلاً، وتفسير رويدك: أمهل؛ لأن الكاف إنما تدخله إذا كان بمعنى أفعل دون غيره، وإنما حرّكت الدال لالتقاء الساكنين، فنصب المصادر، وهو مصغر مأمور به؛ لأنه تصغير الترخيم من إرواد؛ وهو مصدر أرود يرود. وله أربعة أوجه: اسم للفعل، وصفة، وحال، ومصدر؛ فالاسم نحو قولك: رويد عمرًا، أي أرود عمرًا، بمعني أمهله. والصفة نحو قولك: ساروا سيرًا رويدا. والحال نحو قولك: سار القوم رويدًا. "

رويدًا يعني متمهلين.

" لما اتصل بالمعرفة صار حالاً لها. والمصدر نحو قولك: رويد عمرو. "

لأنه بعد النكرة، النكرة تحتاج إلى وصف، والمعرفة تحتاج إلى حال لا تحتاج إلى وصف، ولذلك قالوا: الجمل بعد النكرات صفات وبعد المعارف أحوال، وهنا سار سيرًا رويدًا صفة سار القوم رويدًا حال؛ لأنه بعد معرفة.

طالب: .............

رويدة.

طالب: .............

هم يسمون رويدة، ما فيه ما يمنع أبدًا.

طالب: ............

الاصل مصدر.

" والمصدر نحو قولك: رويد عمرو بالإضافة؛ كقوله تعالى: محمد: ٤. قال جميعه الجوهري. والذي في الآية من هذه الوجوه أن يكون نعتًا للمصدر؛ أي إمهالاً رويدًا. ويجوز أن يكون للحال؛ أي أمهلهم غير مستعجل لهم العذاب. ختمت السورة. "

 

 

"