كتاب بدء الوحي (100)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذا كتاب اسمه الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي، للمعافى ابن زكريا النهرواني، متقدِّم في القرن الرابع، وكتابٌ جيد فيه فوائد، وفيه متعة للقارئ، وعبرة أيضًا، مطبوع في ثلاث مجلدات، أول ما طبع منه مجلدان، تأخر طبع الثالث ثم طُبع، ثم طبع كاملاً بتحقيق واحد. المقصود أن هذا الكتاب نافع، فيه أخبار، وفيه أشياء صحيحة وجيدة، وفيه أشياء ضعيفة، لكن محل السؤال الذي من أجله جيء بهذه القطعة بهذا المجلس من هذه المجالس يقول: بيان أرجو بيان حكم الحديث الضعيف إذا أخبر عن أمور مستقبلية، ووقعت كما بالحديث هل يعتبر صحيحًا حينئذٍ أم لا؟ كما في الحديث التالي.

بعض أهل العلم يستروح ويميل إلى أن الحديث إذا كان فيه شيء من التفصيل، ووقع مصداقه في الواقع على تفصيله أن هذا يدل على صحته، وليس كل ضعيفٍ باطل، فقد يضبط الراوي الضعيف، وقد يصدق الكذوب، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الشيطان: «صدقك وهو كذوب» والحكم بالضعف بناء على غلبة الظن، كما أن الحكم بالصحة بناءً على غلبة الظن. ولذا لا يقطعون بثبوت ما صحّ من أخبار الآحاد كما أنهم لا يقطعون بنفي ما ضعُف من الأحاديث، وإنما هي أحكام مبنية على غلبة الظن، فالراوي الثقة الذي يغلب على الظن أن خبره صحيح، والراوي الضعيف الذي يغلب على الظن أن خبره غير صحيح. ومع ذلك لا يحكمون ببطلانه، يكتفون بضعفه تبعًا لضعف راويه، وإذا اشتد الضعف ورُمي راويه بالكذب لم يترددوا في الحكم عليه بالوضع.

المقصود أنه في حديث طويل هنا في ثلاث صفحات، يقول فيه هذا الكاتب الي علق على الكتاب يقول: ويتكلم الرويبضة، قال سلمان: وما الرويبضة؟ قال: «يتكلم في العامة من لم يتكلم، ويتغنى بكتاب الله تعالى ويتخذ القرآن مزامير، وتكثر الشُرَط» قال سلمان: بأبي وأمي، وإن هذا لكائن؟ قال: «إي والذي نفسي بيده، عندها يحج أمراء الناس لهوًا وتنزهًا، وأوساط الناس للتجارة، وفقراء الناس للمسألة، وقُراء الناس للرياء والسمعة» قال سلمان: بأبي أنت وأمي، وإن هذا لكائن؟ قال: «إي والذي نفسي بيده، عندها يغار على الغلام كما يغار على الجارية البكر، ويخطب الغلام كما تخطب المرأة، ويهيء كما تُهيء المرأة، وتتشبه النساء بالرجال، وتتشبه الرجال بالنساء»، نسأل الله العافية، «ويكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وتركب ذوات الفروج السروج فعليهن من أمتي لعنة الله» قال سلمان: بأبي وأمي، وإن هذا لكائن؟

 قوله: وتركب ذوات الفروج السروج قال الذي علّق على الكتاب: فهل في هذا إشارة إلى قيادة المرأة للسيارة؟ ما فيه شك أن المركبة قريبة من السرج الذي يوضع.

 على كل حال الخبر ضعيف، وهو يسأل وجود مثل هذه الأمور بهذا الترتيب، ووقوع كثير منها هل يعتبر مصحِّحًا للخبر؟ على كل حال هذا مسلك لبعض أهل العلم، وبعضهم يدور مع السند صحةً وضعفًا، فما أمكن إضافته إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- بغلبة الظن يُثبت وما لا فلا، هنا كلام للشيخ محمود التويجري أظنه ممن قد يثبت الخبر المستقبل إذا شهد له الواقع، وقال: هذا حديث ضعيف، وفي بعض سياقه نكارة، ولبعضه شواهد مما تقدَّم وما يأتي، وقد ظهر مصداق بعض ما ذُكر فيه، وقد ظهر مصداق بعض ما ذُكر فيه، «سيأتي على الناس زمان تمات فيه الصلاة، ويشرف فيه البنيان، يعني يرتفع نحو يشرف، ويكثر فيه الحلف والتلاعن، ويفشو فيه الرشى والزنى، وتباع الآخرة بالدنيا، فإذا رأيت ذلك فالنجاة النجاة»، قيل: وكيف النجاة؟ قال: «كن حلسًا من أحلاس بيتك، وكف لسانك ويدك».

 الوقت لا شك أنه وقت فتن، وأن في أول الخبر خبر ابن عباس في الجليس الصالح قال: لما حجّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حجة الوداع أخذ بحلقتي باب الكعبة، ثم أقبل بوجهه على الناس فقال: «يا أيها الناس، فقالوا: لبيك يا رسول الله، فدتك آباؤنا وأمهاتنا، ثم بكى حتى علا انتحابه فقال: يا أيها الناس، إني أخبركم بأشراط الساعة، إن من أشراط الساعة إماتة الصلاة، اتباع الشهوات، والميل مع الهوى، تعظيم رب المال» قال: فوثب سلمان فقال: بأبي وأمي، وإن هذا لكائن؟ قال: «إي والذي نفسي بيده عندها يذوب قلب المؤمن كما يذوب الملح في الماء مما يرى ولا يستطيع أن يغير» قال سلمان: بأبي وأمي وإن هذا لكائن؟ قال: «إي والذي نفسي بيده، إن المؤمن ليمشي بينهم يومئذ بالمخافة» قال سلمان: بأبي وأمي وإن هذا لكائن؟ قال: «إي والذي نفسي بيده، عندها يكون المطر قيضًا، والولد غيظًا، وتفيض اللئام فيضًا، ويغيظ الكرام غيظًا» قال سلمان: بأبي وأمي.. إلى آخره. «عندها يكون أمراء جورة ووزراء فسقة وأمناء خونة وإمارة النساء ومشاورة الإماء، وصعود الصبيان المنابر».

 الله ينصر دينه، ويعلي كلمته، اللهم انصر دينك، وأعلِ كلمتك، اللهم انصر من نصر الدين، الله المستعان.

طالب:...

ما هي؟ المنابر عامة.

يقول: هل صحيح أن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- لا يريد أن ينتفع الحنفية بكلامه ولو بجناح بعوضة؟ وإن حصل له شيء من هذا فهو بلا قصد منه.

كلام فاضٍ، هذا كلام باطل، وما ألفه إلا لينتفع به.

 يقول: هل الزواج لطالب العلم الجامعي من الأسباب المعينة على التحصيل مع تضارب الآراء في ذلك؟ أفتونا.

 نعم، هو مما يعين وييسر ويسهل لطالب العلم تحصيل العلم؛ لأن المرأة تحمل عنه عبئًا ثقيلاً كان يقوم به قبل الزواج.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فما زلنا في مواضع تخريج الإمام البخاري للحديث الطويل حديث ابن عباس في قصة هرقل مع أبي سفيان.

 والموضع السادس: خرّجه الإمام البخاري في كتاب الجهاد، في باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «نصرت بالرعب مسيرة شهر» وقول الله -عز وجل-: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ} [سورة آل عمران: 151] قاله جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. من الجملة التي تدل على هذه الترجمة من حديث الباب الذي شرحناه، في شيء تعود عليه؟ «وإنه ليخافه ملك بني الأصفر» وكم بين بلاد الشام والمدينة؟ شهر، شهر، «نصرت بالرعب مسيرة شهر»، «وإنه ليخافه ملك بني الأصفر»، قال -رحمه الله-: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن ابن عباس -رضي الله عنهما- أخبره أن أبا سفيان أخبره أن هرقل أرسل إليه وهم بإيلياء، ثم دعا بكتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما فرغ من قراءة الكتاب كثُر الصخب وارتفعت الأصوات، وأُخرِجنا، فقلت لأصحابي حين أُخرِجنا: لقد أَمِر أَمرُ ابن أبي كبشة، إنه يخافه ملك بني الأصفر، واقتصر على هذا. لأن فيه الدلالة على ما ترجم به.

 قال ابن حجر: باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «نصرت بالرعب مسيرة شهر» وقول الله -عز وجل-: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ} [سورة آل عمران: 151] قاله جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، يشير إلى حديثه الذي أوله: «أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي»، فإن فيه: «ونصرت بالرعب مسيرة شهر» هذا في كتاب الجهد، يقول: وقد تقدم شرحه في التيمم، وقد تقدم شرحه في التيمم، ووقع في الطبراني من حديث أبي أمامة: شهرًا أو شهرين، شهرًا أو شهرين، وله من حديث السائب بن يزيد: «شهرًا أمامي وشهرًا خلفي»، وظهر لي –يقول ابن حجر- : وظهر لي أن الحكمة في الاقتصار على الشهر، وظهر لي أن الحكمة في الاقتصار على الشهر أنه لم يكن بينه وبين الممالك الكبار التي حوله أكثر من ذلك كالشام والعراق واليمن ومصر، ليس بين المدينة النبوية للواحدة منها إلا شهر فما دونه.

ودلّ حديث السائب على أن التردد في الشهر والشهرين إما أن يكون الراوي سمعه كما في حديث السائب، وإما أنه لا أثر لتردده، وحديث السائب لا ينافي حديث جابر، وليس المراد بالخصوصية مجرد حصول الرعب، بل هو وما ينشأ عنه من الظفر بالعدو؛ لأن الرعب سبب الهزيمة، الرعب سبب للهزيمة، فإذا نصر بالرعب فهو مقدمة النصر، قال: وليس المراد بالخصوصية مجرد حصول الرعب، بل هو وما ينشأ عنه من الظفر بالعدو. هذا ظاهر، يعني الخائف ينتصر؟ ولا يهرب؟ ظاهر أم ليس بظاهر؟ الخائف كأنه يدل الناس على نفسه، كأنه يقول: خذوني، نعم هذا الخائف، أما الشجاع الذي لا يخاف فهو مظنة الانتصار.

طالب:...

يخافون أم يخافون؟ هؤلاء الملوك خوفهم بالمؤثرات حولهم إما لأنه شُهر بالظلم أو لما عنده من قوة، ما يخاف لذاته، الرسول -عليه الصلاة والسلام- أحسن الناس خلقًا، وليس عنده من العدد والعُدة ما يُخاف، وإنما يُخاف لذاته -عليه الصلاة والسلام-، وهذا كما هو ثابت له في الأحاديث الصحيحة القطعية، هو ثابت لأتباعه، وكل من أتباعه له من هذا الرعب بقدر إرثه منه -عليه الصلاة والسلام- من علم وعمل، العلماء بعض العلماء ليس عنده شيء مما يسبب الخوف، تجده نضو الخلقة كفيف البصر ضعيف القوى، ومع ذلك إذا جاءه من جاءه من أهل الدنيا تجده يتصبب عرقًا، وإذا جاءه من يسأله من طلاب العلم ضاع سؤاله، هذا شيء جربناه مع بعض شيوخنا، تأتي بعشرة أسئلة تسأله واحدًا وتنسى الباقي؛ لأن عنده إرث علم وعمل، فيحصل له من الهيبة ما يحصل، قد رأينا بعض المسؤولين الكبار في الليالي الشاتية يأتون لبعض أهل العلم من أهل الصلاح والعمل، تجده يتصبب عرقًا في الليالي الشاتية، وهل يخاف هذا المسؤول من هذا الشيخ؟ ما يمكن، لو المسألة عادية وطبيعية لو شخص عادي ما يمكن أن يخاف.

طالب:.....

ومثل ما قال ابن حجر أنه لم يكن بينه -عليه الصلاة والسلام- وهو في مدينته وبين الممالك الكبار أكثر من شهر، الممالك البعيدة أشهر وسنوات مثل البلدان مثلًا في أقصى المشرق أم في أقصى المغرب ما كان هناك سبيل للوصول إليها. لا سيما في عهده -عليه الصلاة والسلام-، قال: ثم ذكر المصنف للباب حديثين، ثانيهما حديث أبي سفيان في قصة هرقل، ذكر طرفًا منها، وقد تقدَّم بهذا الإسناد بطوله في بدء الوحي، والغرض منه هنا قوله: إنه يخافه ملك بني الأصفر؛ لأنه كان بين المدينة وبين المكان الذي كان قيصر ينزل فيه مدة شهرٍ أو نحوه.

الموضع السابع: في كتاب الجزية والموادعة، باب فضل الوفاء بالعهد، كتاب الجزية والموادعة، باب فضل الوفاء بالعهد قال -رحمه الله-: حدثنا يحيى بن بُكير قال: حدثنا الليث، زيادات الرجال بالنسبة للموضع السابق ما فيه زيادة رجال؛ لأنه بنفس الإسناد الذي خُرِّج به في الموضع الأول في بدء الوحي.

 الموضع السابع: في كتاب الجزية والموادعة، باب فضل الوفاء بالعهد، من أين يؤخذ؟ مما مرّ بنا «أيغدر؟» نعم، نعم. قال: حدثنا يحيى بن بُكير قال: حدثنا الليث عن يوس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركبٍ من قريش، كانوا تجارًا بالشام في المدة التي مادّ فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا سفيان، قال ابن حجر: قوله باب فضل الوفاء بالعهد، وذكر فيه طرفًا من حديث أبي سفيان في قصة هرقل.

 قال ابن بطال: أشار البخاري بهذا إلى الغدر، أشار بهذا إلى الغدر، أشار بهذا إلى الغدر أو إلى أن الغدر عند كلٍّ قبيح، يعني عند كل أحد، وليس هو من صفات الرسل، لكنه ما ذكر ما يدل عليه فيما ساقه من الخبر، إحالةً إلى ما تقدم. إحالة إلى ما تقدم؛ لأن البخاري قد يترجم شيئَا، ويأتي بخبرٍ دلالته على ذلك الشيء الذي ترجم به في طريقٍ أخرى، سواء كان خرّجها بنفسه أو لم يخرِّجها، ما يلزم أن تكون المطابقة ظاهرة، وإنما تكون المطابقة تدرك بجمع الطرق، والألفاظ، وهذه من عادته -رحمه الله-.

طالب:...

نعم؟

طالب:...

لكن في الحديث ما هو أصرح منه، في الحديث ما هو أصرح منها، وعرفنا أن من عاداته- رحمه الله- أنه يترجم بالشيء وقد يذكر تحته ما يدل عليه صراحةً، وقد يذكر شيئًا قد يقول القائل: لماذا ترجم بهذا واستدل له بهذا؛ لأنه من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى أن يترجم به، ولا أن يستدل له، باب قول الرجل: ما صلينا، باب قول الرجل: ما صلينا، ثم أورد كلام عمر: أنا ما صليت، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والله وأنا ما صليتها» واضح، يعني هل يمكن أن يعني هذا دلالة ظاهرة جدًّا لكل أحد، لكن هل مثل هذا الكلام يحتاج إلى أن يترجم له الإمام البخاري الذي عُرف بدقة النظر في هذه الأمور؟ ويريد أن يرد على من قال بكراهة ما صلينا. مع أنها إخبار عن واقع يعني ما، إخبارٌ يخبر عن واقعه، فما وجه الكراهة في قول القائل ما صلينا؟ فيه وجه للكراهة؟

طالب:...

لا هذا عكس الرياء.

طالب:...

لا، هذا عكس الرياء، لو المرائي ما يبين للناس أنه ما صلّى.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

لا، هو ما صلى في الماضي، عنده نية يصلي في المستقبل، يلوح شيء؟

طالب:...

تحتاج إلى....

طالب:...

يكون نظير باب الصلاة على الحصير، باب الصلاة على الحصير، ثم أورد حديث أنس: فعمدتُ إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس فنضحته بالماء فصلى عليه النبي -عليه الصلاة والسلام-، صلى على الحصير. وهو يلاحظ في هذا كون جهنم كانت للكافرين حصيرًا، ما يقال: إن الصلاة على الحصير وجهنم حصير، يعني مشابهة باللفظ، وهذا الذي تريده.

طالب:...

المشابهة باللفظ، هذا وإن كان فيه بُعد قد، وهو لائق بتصرفات البخاري -رحمه الله-.

الثامن: في كتاب التفسير في باب: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} [سورة آل عمران: 64] سواء: قصد، إلى كلمة سواء، يعني قصد، قال -رحمه الله-: حدثني إبراهيم بن موسى عن هشام عن معمر ح، وحدثني عبد الله بن محمد قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: حدثني ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: حدثني أبو سفيان من فِيه إلى فِيّ. حدثني إبراهيم بن موسى عن هشام عن معمر ح، هذه حاء التحويل، وهي كثيرة جدًّا عند مسلم وأبي داود، وقليلة عند الإمام البخاري، إذا أرادوا أن يتحولوا من إسناد إلى آخر اختصارًا وضعوا عند الالتقاء حاء، بحيث لا يحتاجون إلى تكميل الإسناد، وهذه الحاء قد يستعملها الإمام البخاري لا للاختصار، فيسوق الإسناد كاملاً إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- ثم يقول: ح، وحدثنا ويسوق الثاني كاملاً.

 وهذا يؤيد ما يراه المغاربة من أن الحاء هنا اختصار للحديث، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحديث، وحدثنا فلان، بمعنى اقرأ الحديث الآتي، وبعضهم يقول: إنها في الأصل خاء وليست حاء، وأن الإسناد لما تم رجع إلى المصنف، والخاء هذه اختصار للبخاري، وإلا كونها تفيد اختصارًا في الإسناد لا تفيد؛ لأنه يذكر السند كاملاً، فهي إما الحديث أو خاء رمز للبخاري بمعنى أن الإسناد رجع إليه بحيث يرويه عن شيخ آخر بعد روايته بإسناده التام في الموضع الأول.

حدثني إبراهيم بن موسى عن هشام عن معمر ح، وحدثني عبد الله بن محمد قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: أخبرني عبيد بن عبد الله بن عتبة قال: حدثني ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: حدثني أبو سفيان من فِيه إلى فِيَّ. قال: انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول أبو سفيان: انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتابٍ من النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هرقل، قال: وكان دحية الكلبي جاء به، فدفعه إلى عظيم بُصرى، فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل، فذكر الحديث بتمامه. مثل ما عندنا في الباب، كاملًا؛ لأن البخاري ذكره كاملاً في الموضع الأول، ثم جزَّأه في المواضع الأخرى، وذكره في كتاب التفسير كاملاً، كما ذكره هنا. ولا يمكن أن يقال: لماذا اقتصر على كذا في هذا الموضع؟ ولماذا أطال في هذا الموضع؟ ولماذا اختصر في هذا الموضع؟ هذه طريقته، وهذا ومنهجه -رحمه الله-.

قال ابن حجر: قوله: باب قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} [سورة آل عمران: 64]  كذا للأكثر، ولأبي ذر: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [سورة آل عمران: 64]  الآية، يعني الفرق بينهما رواية الأكثر: {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} [سورة آل عمران: 64]  تفسير الكلمة، وفي رواية أبي ذر إشارة إلى إحالة إلى الآية.

 قوله: سواء، إلى كلمة سواءٍ قصدًا، سواءً قصدًا، كذا لأبي ذر، الأصل أن التفسير إعرابه إعراب المفسَّر، يعني لو قلت: إلى كلمة سواءٍ أي قصدٍ جئت بحرف التفسير هذا يتعين فيه أن يكون تابعًا لما قبله، وكذا بحذفها: سواءٍ قصدٍ، قال: سواءً قصدًا كذا لأبي ذر بالنصب، كذا لأبي ذر بالنصب، ولغيره بالجر، ولغيره بالجر فيهما، وهو أظهر على الحكاية، وهو أظهر على الحكاية؛ لأنه يفسر قوله: {إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} [سورة آل عمران: 64] ، وقد قُرئ في الشواذ بالنصب إلى كلمة سواءً، قرئ في الشواذ بالنصب، وهي قراءة الحسن البصري، قال الحوفي: انتصب على المصدر، انتصب على المصدر، أي استوت استواءً، استوت استواءً، والقصد بفتح القاف وسكون المهملة: الوسط المعتدل، وجاء في الحديث: «القصد القصد تبلغوا»، يعني توسطوا في الأمور، في الأمور كلها التوسط مطلوب، وهذا أو هذه سِمة هذه الأمة، وسمة أهل السُّنَّة من بين فِرق الأمة، والقصد بفتح القاف وسكون المهملة: الوسط المعتدل، قال أبو عبيدة: إلى كلمة سواء أي عدل، وكذا أخرجه الطبراني وابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس، وأخرجه الطبري عن قتادة مثله، ونسبها الفرّاء إلى قراءة ابن مسعود. ونسبها الفرّاء إلى قراءة ابن مسعود.

طالب:...

ماذا يريد بقراءة ابن مسعود؟ النصب أم الجر أم ...؟

طالب:...

لا.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

يعني تفسير قال أبو عبيدة: إلى كلمة سواء أي عدل، وكذا أخرجه الطبراني وابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس، وأخرج الطبري عن قتادة مثله، ونسبها الفرّاء إلى قراءة ابن مسعود، يعني كما جاء عنه متتابعات، يعني قراءة تفسيرية، قراءة تفسيرية، وأخرج عن أبي العالية أن المراد بالكلمة لا إله إلا الله، الكلمة لا إله إلا الله، وهي التي يدعى إليها. «فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله»، فهي أول ما يُدعى إليه، وهي الأصل، من قالها لا شك أنه دخل في الإسلام: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله»، ومن رفضها ولو قبِل جميع شرائع الإسلام لا حظ له في الإسلام؛ لأنها الركن الأول من أركانه، وأخرج عن أبي العالية أن المراد بالكلمة لا إله إلا الله، وعلى ذلك يدل سياق الآية، وعلى ذلك يدل سياق الآية الذي تضمنه قوله: {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} [سورة آل عمران: 64]  هو معنى لا إله إلا الله. {وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ} وسبق هذا في شرح الحديث.

يقول: فإن جميع ذلك داخلٌ تحت كلمة الحق، وهي لا إله إلا الله. والكلمة على هذا بمعنى الكلام، الكلمة على هذا إلى كلمة سواء هذه الكلمة لا إله إلا الله كلمة التوحيد، والكلمة على هذا بمعنى الكلام، وذلك سائغٌ في اللغة، فتطلق الكلمة على الكلمات، فتطلق الكلمة على الكلمات «أصدق كلمة قالها شاعر: ألا كل شيء ما خلا الله باطل» هذه أصدق، والشطر الثاني؟

طالب:...

صحيح أم لا؟

طالب:...

لا، كل نعيم لا محالة زائل، هذا الكلام ليس بصحيح؛ لأن نعيم الجنة لا يزول، وذلك سائغٌ في اللغة، إطلاق الكلمة ويُراد بها الكلام، كما في كلام ابن مالك في الألفية:

وكِلمة بها كلام قد يؤم

 يعني قد يُقصد، قد يُقصد. قال: وذلك سائغ في اللغة، فتطلق الكلمة على الكلمات؛ لأن بعضها ارتبط ببعض، فصارت في قوة الكلمة الواحدة، في قوة الكلمة الواحدة، بخلاف اصطلاح النحاة في تفريقهم بين الكلمة والكلام؛ لأن بعضها ارتبط ببعض فصارت في قوة الكلمة الواحدة بخلاف اصطلاح النحاة في تفريقهم بين الكلمة والكلام، طيب أليس ابن مالك من أئمة النحاة؟ قال: كِلمة بها كلامٌ قد يؤم، يعني يُقصد، وإلا فالأصل عند النحاة التفريق بين الكلمة والكلام، الكلمة يريدون بها المفردة، والكلام المركب من شيئين فصاعدًا. فلا انتقاد على قول ابن حجر، بخلاف اصطلاح النحاة في تفريقهم بين الكلمة والكلام؛ لأن هذا هو الأصل، وإطلاق الكلمة على الكلام، قد للتقليل، جاء ما يدل عليه، لكن ليس هو الأصل، تقول: فلان ألقى كلمة، ألقى كلمة هل معنى هذا أنه قال: السلام وجلس؟ ما قال: عليكم؟

طالب:...

المقصود أنه ألقى كلمة، يعني كلام، قد يطول، وقد يقصر، لكنه كلام، ثم ذكر المصنف حديث أبي سفيان في قصة هرقل بطوله وقد شرحتُه، ثم ذكر المصنف حديث أبي سفيان في قصة هرقل بطوله، وقد شرحتُه في بدء الوحي، وأحلت بقية شرحه على الجهاد، فلم يُقدَّر إيراده هناك، فأوردته هنا. مناسب إيراده هنا في التفسير؛ لأنه ذكر الحديث تامًّا، وأحلتُ بقية شرحه على الجهاد، فلم يقدَّر إيراده هناك فأوردته هنا، وكثيرًا ما يحيل الحافظ ابن حجر على موضع لاحق، فلا يتيسر له أن يشرحه في ذلك الموضع، بل يشرحه في موضع آخر، وقد ينسى الحافظ أنه أحال على هذا الموضع، فيشرحه في موضع آخر، وهذا قليل بالنسبة للكتاب. والغالب أن إحالات الحافظ ابن حجر دقيقة، ومضبوطة.

طالب:...

مثل ما ذكرنا.

طالب:...

ما أتصور أنه خطأ في الطبع.

طالب:...

نعم، واستشكلناه في الدرس الماضي استشكلنا هذا.

طالب:...

وذكرنا أننا أتينا بكتاب الفتح في الموضع في أول كتاب الإيمان قال: ولم يستفتح بدء الوحي بكتاب، هذا ذكرناه في الدرس الماضي.

طالب:...

يا أخي يسبق اللسان، يسبق اللسان كثيرًا ما يقال كتاب بدء الوحي، تكررت عندنا مرارًا على اللسان، وهو ما هو بكتاب، مسألة سبق اللسان هذا يوجد، لكن العبرة بالكلام التفصيلي، أما الكلام الإجمالي ما هو بحجة، ما يقال: لا والله أخطأ الذين طبعوا الكتاب ما كتبوا كتاب بدء الوحي؛ لأن ابن حجر في موضع قال: كتاب بدء الوحي، لكن جاء بكلام مفصل، قال: ولم يستفتح البخاري بدء الوحي بكتاب إلى آخره، هذا هو الذي يحدد المراد، أما كونه لفظ بكتاب قبل بدء الوحي في موضع من المواضع فهذا لا يعني أنه كتاب ونقضي به على المفصل.

طالب:...

سهو سهو. يقول ابن حجر: وهشام في أول الإسناد هو ابن يوسف الصنعاني، قوله: حدثني أبو سفيان من فِيه إلى فيّ، من فِيه إلى فيّ إنما لم يقل: إلى أذني، الأصل أن الكلام يصدر من الفم إلى الأذن، ما هو من الفم إلى الفم، هذا ظاهر، قال: حدثني أبو سفيان من فِيه إلى فيّ، إنما لم يقل إلى أذني يشير إلى أنه كان متمكنًا من الإصغاء إليه، بحيث يجيبه إذا احتاج إلى الجواب، يشير إلى أنه كان متمكنًا من الإصغاء إليه بحيث يجيبه إذا احتاج إلى الجواب، فلذلك جعل التحديث متعلقًا بفمه، وهو في الحقيقة إنما يتعلق بأذنه، وهو في الحقيقة إنما يتعلق بأذنه، واتفق أكثر الروايات، واتفق أكثر الروايات على أن الحديث كله من رواية ابن عباس، على أن الحديث كله من رواية ابن عباس عن أبي سفيان إلا ما وقع من رواية صالح بن كيسان عن الزهري في الجهاد، فإنه ذكر أول حديث عن ابن عباس إلى قوله: (فلما جاء كتاب قيصر فلما جاء قيصر كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال حين قرأه: التمسوا لي ها هنا أحدًا من قومه لأسألهم عنه».

انظر الموضع الذي أشار إليه في كتاب الجهاد في باب دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس إلى الإسلام والنبوة، وألا يتخذ بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله وقوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ} [سورة آل عمران: 79] الموضع الخامس، {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ} إلى آخر الآية، قال -رحمه الله- ووضع رقم ألفين وتسعمائة وأربعين، هذا الذي رقَّم الكتاب، حدثنا إبراهيم بن حمزة قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنه أخبره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتب إلى قيصر، ما فيه ذكر لأبي سفيان، ما فيه ذكر لأبي سفيان، الطريق الذي يليه قال ابن عباس: فأخبرني أبو سفيان بن حرب أنه كان بالشام في رجال من قريش، هو في موضع واحد الخامس لكنه قسم الحديث إلى قسمين، فجعل ما يرويه ابن عباس لا عن أبي سفيان مستقل كما قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنه أخبره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام إلى آخر الكتاب. ثم قال: برقم مستقل ألفين وتسعمائة وواحد وأربعين: قال ابن عباس: فأخبرني أبو سفيان بن حرب أنه كان بالشام في رجال من قريش قدموا تجارًا في المدة التي كانت بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين كفار قريش. الحديث بطوله.

ففصل بين هذا الجزء من الحديث عما قبله لماذا؟ لأن الأول يروى عن ابن عباس لا عن أبي سفيان، والقسم الأخير يروى عن ابن عباس عن أبي سفيان، ولذلك تلاحظون دقة الذي رقَّم البخاري. وهل هذا الترقيم وهذا التبويب وترقيم الأبواب والأحاديث من تلقاء نفسه محمد فؤاد عبد الباقي؟ أو اعتمد على شيء آخر؟

طالب:...

يعني لو كان من تلقاء نفسه لكانت براعة؛ لأن الترقيم ليس بالأمر السهل، تعد أحاديث كلما رأيت حدثنا تضع رقمًا، لا، هنا وضع رقم ألفين وتسعمائة وواحد وأربعين، قال ابن عباس فأخبرني أبو سفيان، وهل هو بالسند السابق أو غيره، يعني مع اختلاف مخرج الحديث هل هو ابن عباس أو أبو سفيان؟

طالب:...

نعم، هو اعتمد على غيره، اعتمد على غيره، وعدد الأحاديث عند البخاري يذكرها ابن حجر في نهاية كل كتاب، هو يستفيد من هذا.

طالب:...

يعني ابن عباس تلقى الخبر من أبي سفيان بفيه، والفم مشتمل على اللسان، {إذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم} [سورة النور: 15]، كل هذا يدل على أن الخبر ما وصل إلى القلب، بل هو مجرد إشاعات لا حقيقة له، واتفق أكثر الروايات على أن الحديث كله من رواية ابن عباس عن أبي سفيان إلا ما وقع من رواية صالح بن كيسان عن الزهري في الجهاد، فإنه ذكر أول الحديث عن ابن عباس إلى قوله: فلما جاء قيصرَ كتابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال حين قرأه: التمسوا لي ها هنا أحدًا من قومه لأسألهم عنه. قال ابن عباس: فأخبرني أبو سفيان أنه كان بالشام الحديث. كذا وقع عند أبي يعلى من رواية الوليد بن محمد عن الزهري، وهذه الرواية المفصلة تشعر بأن فاعل قال الذي وقع هنا من قوله: قال وكان دحية إلى آخره هو ابن عباس، لا أبو سفيان. تشعر بأن فاعل قال الذي وقع هنا من قول من قوله، هذه الرواية المفصلة تشعر بأن فاعل قال الذي وقع هنا من قوله قال: وكان دحية إلى آخره هو ابن عباس لا أبو سفيان، وفاعلُ قال وقال هرقل وفاعل قال وقال هرقل هنا، فاعل قال وقال هرقل هل هنا أحدٌ؟ من الذي يتصور أن يقولها؟

طالب:...

أبو سفيان قطعًا؛ لأنه هو الذي حضر القصة، ثم شرح الحديث شرحًا مفصلاً مطولاً في سبع صفحات من صفحات فتح الباري المرصوصة الطويلة، الرجال في هذا الموضع إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا إبراهيم بن موسى عن هشام عن معمر، إبراهيم بن موسى بن يزيد التميمي أبو إسحاق الفرّاء الرازي يلقب الصغير ثقة حافظ من العاشرة مات بعد العشرين ومائتين. مات بعد العشرين ومائتين، وهشام بن يوسف الصنعاني، أبو عبد الرحمن القاضي ثقة من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين يعني؟ ومائة، ح، وحدثني عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر الجُعفي، أبو جعفر البخاري المعروف بالمسندي، ابن مسندي بفتح النون، ثقة حافظ جمع المسند من العاشرة، مات سنة تسعٍ وعشرين يعني وكم؟

طالب:...

مائتين، ومائتين، البخاري يقال له: الجُعفي، لماذا؟ جُعف من العرب مولاهم؛ لأن جده أسلم على جد عبد الله بن محمد المسندي الجُعفي هذا، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، هو نافع أم ماتع؟ كذا في التقريب نافع فقط أنا في شك، ما صار عندي وقت لأراجع، عبد الرزاق الأول من التقريب، أبا عبد الله انظر الأول من التقريب.

طالب:...

لو تسعفنا من حفظك بعدُ أسرع.

طالب:...

اختلطتْ؟ هل تجمع شيئًا ممن يختلط؟

طالب:...

عندي شك، أنا ما زلت شاكًّا، أنا أقصد من التقريب غير هذه الطبعة. ماذا عندك؟

طالب:...

ما فيه كتاب تراجم وغيره؟ تراجم للأئمة في كتب أو شيء؟

طالب:...

تذكرة الحفاظ فيه، تذكرة الحفاظ موجود، ما فيه أحد عنده جهاز ولا شيء.

طالب:...

عبد الرزاق بن همام. يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث. لا، التقريب معنا.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

المزي لو كان موجودًا؛ لأن الكتب المحققة هذه تنفع.

طالب:...

الطبعات القديمة يصير فيها شيء من هذا. أستغفر الله، أستغفر الله، القاموس قاموس.

طالب:...

متع باب العين الميم، بعض الكلمات لازم تحاجر من كل جهة.

طالب:...

ما سعفنا؛ لأنه يذكر أسماء الرجال، يذكر، يقول لك لو هو مضبوط لو كلامنا على الجادة وعلى الهمة قال: وماتع جد عبد الرزاق، لكن ما يذكره، احتمال أن يستدرك عليه صاحب الشرح، أو يكون نافعًا، أنا بعيد العهد جدًّا، لكن أنا ما ارتحت لكلمة نافع.

طالب:...

نعم، تراجع بإذن الله، على كل حال نمشي على ما في الكتب إلى أن نراجعها. عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري مولاهم أبو بكر الصنعاني، ثقة حافظ ومصنِّف شهير، عمي في آخر عمره فتغير، وكان يتشيع، من التاسعة، مات سنة إحدى عشرة، وله خمسٌ وثمانون سنة. سنة إحدى عشرة وكم؟ ومائتين، مع أنهم التاسعة قبل المائتين والعاشرة بعد المائتين، لكن يندر مثلاً يوجد مُعمَّر، هو في الأصل من أقران الطبقة التاسعة ثم عُمِّر بعدهم وعاش إلى أن عاصر أصحاب الطبقة العاشرة.

طالب:...

أسلم على جد عبد الله بن محمد المسندي على يد جده أو جد أبيه.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد على البشير النذير.

 اللهم صل وسلم.