القرآن في قول أهل العلم مشتمل على فاضل ومفضول، والمتكلم هو الله جل جلاله بالجميع؛ لكن نظرًا لموضوع الكلام فإنه يتفاوت، فالسور أو الآيات التي تتحدث عن الله جل جلاله أفضل من السور أو الآيات التي تتحدث في الأحكام، والآيات التي تتحدث في العقائد مثلًا أفضل من الآيات التي تتحدث في الأحكام وهكذا، فضلًا عن كون السورة تتحدث في قصة رجل كافر «كـ{تبّت}».
وقد جاءت النصوص في فضل {قل هو الله أحد} وأنها تعدِل ثلث القرآن [البخاري (5001)]، وجاءت في فضل آية الكرسي، وجاءت في فضل الفاتحة، وغير ذلك من السور والآيات، ولا يعني هذا التنقّص من بعض السور أو قلة الأجر في قراءتها، فسورة {تبّت} في كل حرف منها عشر حسنات كغيرها من السور؛ لكن لا تعدِل ثلث القرآن مثل: {قل هو الله أحد}.
ومتى يمنع التفضيل؟ نقول: إذا أدّى هذا التفضيل إلى التنقص، إذا تُنُقِّص المفضول يمنع، لا تفضل بين الآيات؛ لأن بعض الناس -لا سيما من بعض الفرق المبتدعة- لا يقرأ سورة {تبّت} لأنها تتحدث في أبي لهب، وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم ومن آل بيته، و«عم الرجل صنو أبيه» [مسلم (983)]، ويرون في هذا إهانة للنبي صلى الله عليه وسلم.