قد يقول قائل: إنه لا يعرف أن يقرأ القرآن. وبعض العوامّ شُغلوا بأمور المعيشة في أول أعمارهم، وصعب عليهم تعلم القرآن في الآخر.
نقول له: عليك أن تحرص وتبذل الأسباب لحفظ ما يتيسر لك من القرآن والبيوت -ولله الحمد- مملوءة بمن يقرأ إلا القليل النادر، فهذا الشخص الذي لم يتعلم من القرآن شيئًا؛ بسبب انشغاله بالمعيشة، فبإمكانه أن يطلب من أولاده أو من بناته تعليمه سورة الفاتحة ثم قصار السور وهكذا. ومثل هذا إذا تعلم هذه القصار، وزاد عليها ما يستطيع حفظه هذا ينفعه في آخر عمره، ويتلذذ به، ويناجي به ربه -جل وعلا-.
وأما إذا لم يستطع أن يتعلم مع طول الوقت فهذا يكفيه أن يموت وهو في صدد تعلم القرآن وهو يسلك الطريق إلى تعلم العلم، ومن أفضل العلوم تعلم القرآن وما يتعلق بكلام الله -جل وعلا-: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل اللهُ له به طريقًا إلى الجنة» [مسلم (2699)].