في (البخاري): عن المغيرة بن شعبة أن النبي –صلى الله عليه وسلم– كان يقول في دُبر كل صلاة مكتوبة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيتَ، ولا معطي لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجدُّ» [844]، فثبوته لا إشكال فيه؛ لأنه في (البخاري).
يقول ابن حجر: (قوله: «ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجدُّ» قال الخطابي: الجَدُّ: الغنى، ويُقال: الحظ، قال: و(مِن) في قوله: «منك» بمعنى البدل –يُريد: عندك- قال صاحب (الصحاح): «منك» هنا: عندك، أي لا ينفع ذا الغنى عندك غناه، إنما ينفعه العمل الصالح. وقال ابن التين: الصحيح عندي أنها ليست بمعنى البدل ولا (عند)، بل هو كما تقول: ولا ينفعك مني شيءٌ إن أنا أردتُك بسوء).
يعني: لا ينفع ذا الحظِّ حظُّه، ولا ينفع ذا الغنى غناه إذا لم يُرد الله له النفع، ولم ينتفع بعمله الصالح الذي يقصد به وجه الله تعالى، فالغنى والحظ والنصيب كل هذه لا تُجدي إذا لم يكن الإنسان مخلصًا لله –جلَّ وعلا- في عمله، مؤتمرًا بأوامر الله، ومنتهيًا عن نواهيه، والله المستعان.