كثير من الناس يُحرِم في مطار الرياض، وليس المراد بالإحرام التأهُّب للإحرام، لا، بل بعض الناس يقول: (أخشى أن تمر الطائرة على الميقات وأنا لم أنتبه)، فيُلبِّي في مطار الرياض، وقد ثبت عن بعض الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم أحرموا قبل الميقات، مثل: ابن عمر، وعُبادة -رضي الله عنهم-، وغيرهما من الصحابة، ومنهم من أحرم من بيت المقدس، وإلا لو لم يثبت الإحرام قبل الميقات عن بعض الصحابة لقيل بأنه بدعة؛ لأن فعله -عليه الصلاة والسلام- هو الأصل في الباب، وأحرم النبي -عليه الصلاة والسلام- من الميقات وقال: «لتأخذوا مناسككم» [مسلم: 1297]، فالإحرام قبل الميقات لا شك أنه خلاف الأولى، فالذي يحرم من مطار الرياض خشية أن تمر الطائرة على الميقات وهو لا يشعر، يقول: (بهذا أرتاح، فأنا الآن أضمن أني دخلتُ في النسك)، والمراد بالإحرام نية الدخول في النسك، لا التجهُّز له والتجرُّد من المخيط ولبس لباس الإحرام، فهذا لا بأس به من بيته، فيتجهَّز في بيته في الرياض، ويلبس الإزار والرداء، لكن لا ينوي الدخول في النسك إلا إذا حاذى الميقات.
ويوجد في مدينة الرسول -عليه الصلاة والسلام- مَن يلبس ثياب الإحرام في مكان إقامته، ثم يدخل المسجد النبوي للصلاة بإحرامه، ولوحظ هذا بكثرة، ومثل هذا يُوقع في لَبْس، فبعض الجُهَّال يظن أن هذا أحرم لدخول المسجد، أو لزيارة النبي -عليه الصلاة والسلام-، فيظن أن هذا مشروع، فينبغي أن يُمنع، فإذا أراد أن يلبس ثياب الإحرام في بيته وهو أرفق به من الميقات فليلبس، لكن لا يأتي إلى المسجد النبوي، فلا يلبس ثياب الإحرام إلا إذا انتهى من المسجد، فكونه يلبس ثياب الإحرام ثم يدخل المسجد قد يظن بعض الجُهَّال، ولا سيما أنه لوحظ أنه يزداد، حيث كان يوجد في السابق أفراد، لكن الآن يوجد جماعات يدخلون المسجد لابسين لثياب الإحرام، فيُظَن بهم -أو يَظنون- أنهم أحرموا من أجل زيارة النبي -عليه الصلاة والسلام-، فمثل هذا ينبغي أن يُمنع، فلا يلبس ثياب الإحرام إلا في الميقات، أو لا يدخل المسجد إذا لبسها.