التعليق على تفسير سورة البقرة من تفسير الجلالين (08)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال رحمه الله تعالى:
"{فِي قُلُوبِهِم مَرَض} شك ونفاق فهو يَمرض قلوبهم
يُمرِضُ من أمرضَ مرضًا
فهو يُمرضُ قلوبهم أي يُضعفها {فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا} بما أنزله من القرآن لكفرهم به {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم {بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}
{يُكَذِّبُونَ} {يُكَذِّبُونَ}
{بِمَا كَانُوا يُكَذِّبُونَ} بالتشديد أي نبي الله
أي نبيَّ الله
{بِمَا كَانُوا يُكَذِّبُونَ} بالتشديد أي نبيَّ الله وبالتخفيف أي قولهم {آمَنَّا}
يعني يكذبون في قولهم آمنّا.
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
يقول تعالى: "{فِي قُلُوبِهِم مَرَض} شك ونفاق" وأصل المرض السقم ضد الصحة، يقول ابن جرير: يقال ذلك في الأجساد والأديان. فأخبر جل ثناؤه أن في قلوبهم مرضًا وإنما عنى -تبارك وتعالى- بخبره عما في قلوبهم الخبر عن مرض ما في قلوبهم من الاعتقاد، نعم هناك الأمراض الحسية التي تعتري الأجساد، وهناك الأمراض المعنوية التي تعتري القلوب والأديان من الملوثات من الشهوات والشبهات بدءًا بالنفاق والكفر وانتهاءً بالمعاصي صغارها وكبارها كما في قوله تعالى: {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَض} في قلبه ضعف شهوة، يقول القرطبي: قلوبهم مرضى لخلوها عن العصمة والتوفيق والرعاية والتأييد ثم نقل عن ابن فارس قوله: المرض كل ما خرج به الإنسان عن حد الصحة من علة أو نفاق أو تقصيرٍ في أمر والقراء مجمعون على فتح الراء في مرَض إلا ما روى الأصمعي عن أبي عمرو أنه سكَّن الراء، الإجماع على أن الراء مفتوحة مرَض حكى الأصمعي عن ابن عمرو أنه قال: مرْض.
المرَض الذي في قلوبهم عند المؤلف "هو الشك والنفاق" ولذا يقول ابن جرير رحمه الله: والمرض الذي ذكره الله جل ثناؤه أنه في اعتقاد قلوبهم الذي وصفنا هو شكهم في أمر محمد –صلى الله عليه وسلم- وما جاء به من عند الله وتحيرهم فيه فلا هم بهم موقنون به إيقان إيمان ولا هم له منكرون إنكار إشراك ولكنهم كما وصفهم الله عز وجل {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلاءِ ولَا إِلَى هَؤُلاءِ} لا إلى المؤمنين ولا إلى الكفار، ولذا جاء وصفهم بالحديث بأنهم كالشاة العائرة نعم بين ماذا؟ بين غنمين ما تدري تروح مع هؤلاء وإلا مع هؤلاء وأبلغ من ذلك قوله تعالى: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلاءِ ولَا إِلَى هَؤُلاءِ} نسأل الله العافية "فهو يمرض قلوبهم" أي يُضعفها يقال: فلان يَمرُضُ في هذا الأمر أي يضعف يعني يضعف عزمه ولا يصحح الرويةَ فيه.
"{فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا}" هل هذا خبر أو دعاء؟ هل هو دعاءٌ عليهم أن يزيدهم الله -سبحانه وتعالى- مرضًا إلى مرضهم؟ أو أنه خبر عن واقعهم؟
يقول القرطبي: قيل: هو دعاءٌ عليهم ويكون معنى الكلام زادهم الله شكًا ونفاقًا جزاءً على كفرهم وضعفًا عن الانتصار وعجزًا عن القدرة وعلى هذا يكون في الآية دليل على جواز الدعاء على المنافقين لأنهم شر خلق الله. وقيل: هو إخبار من الله تعالى على زيادة مرضهم كما في الآية الأخرى: {فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} [سورة التوبة:125] هذا خبر، يقول وقال أرباب المعاني، من أرباب المعاني عنده؟ نعم؟
طالب: ....................
لا.
طالب: ....................
نعم؟
طالب: ....................
أرباب المعاني أهل السلوك الذين ينظرون إلى حقائق الأمور، نعم..
وقال أرباب المعاني: {فِي قُلُوبِهِم مَرَض} بسكونهم إلى الدنيا وحبهم لها وغفلتهم عن الآخرة وإعراضهم عنها {فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا} أي وكلهم إلى أنفسهم وجمع عليهم هموم الدنيا فلم يتفرغوا من ذلك إلى الإهتمام بالدين {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} بما يفنى عما يبقى وقال الجنيد: علل القلوب من اتباع الهوى، كما أن علل الجوارح من مرض البدن.
جاء في الحديث: «من أصبح والدنيا» ماذا؟ نعم «فرق الله».
طالب: ....................
وجعل ماذا؟
طالب: ....................
«فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له» وهذا بخلاف من جعل الآخرة همه، الزمخشري يقول: استعمال المرض في القلب يجوز أن يكون حقيقة ومجازًا، فالحقيقة أن يراد به الألم كما تقول في جوفه مرض والمجاز أن يستعار لبعض أمراض القلوب كسوء الاعتقاد والغل والحسد والميل إلى المعاصي والعزم عليها واستشعار الهوى والجبن والضعف وغير ذلك مما هو فساد وآفة شبيهة بالمرض كما استعيرت الصحة والسلامة في نقائض ذلك.
الزمخشري يقول المرض هنا يجوز أن يكون حقيقة وأن يكون مجازًا مرض القلوب، فإذا كان حقيقة فعلاجه الطب، وإذا كان مجاز على رأيه فعلاجه في نصوص الوحين، علاجه في الكتاب والسنة.
على كل مسألة الحقيقة والمجاز مسألة كثر الكلام فيها وعلى كل الذي ينفي الحقيقة سواء في القرآن أو في السنة أو في كلام العرب له أن يقول أن هذه حقيقة وليست مجاز، وهي وإن لم تكن حقيقة لُغوية فهي حقيقة شرعية، والحقائق كما هو معروف ثلاث: لغوية وحقيقية وشرعية، زيادة المرض نعم؟
طالب: ....................
أين؟
طالب: ....................
إيه.
طالب: ....................
إيه عذابهم الأليم بما تعلقوا به مما يفنى وهذا مشاهد، المتعلق في الدنيا وأحبها وأحب شيئًا من متطلباتها عُذِّب به هذا شيء مشاهد.
"{فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا} بما أنزله من القرآن لكفرهم به" كما في الآية الأخرى: {فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} [سورة التوبة:125] ابن جرير رحمه الله يقول: زادهم الله بما أحدث من حدوده وفرائضه التي لم يكن فرضها قبل الزيادة التي زادها المنافقين من الشك والحيرة إذا شكوا وارتابوا فالذي أحدث لهم من ذلك إلى المرض والشك الذي كان في قلوبهم في السالف من حدوده وفرائضه التي كان فرضها، كما زاد المؤمنين به إلى إيمانهم الذي كانوا عليه قبل ذلك بالذي أحدث لهم من الفرائض والحدود إذ آمنوا به إلى إيمانهم بالسالف من حدوده وفرائضه إيمانًا كالذي قال جل ثناؤه في تنزيله: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [سورة التوبة:124] {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} [سورة التوبة:125] فالزيادة التي زيدها المنافقون من الرجاسة إلى رجاستهم هو ما وصفنا والتي زيدها المؤمنون إلى إيمانهم هو ما بينا وذلك هو التأويل المجمع عليه.
الآن المرض الذي أصيب به المنافقون في قلوبهم سببه شكهم ونفاقهم وريبهم وتكذيبهم للنبي –عليه الصلاة والسلام- في الباطن، فكلما جاءهم أو كلما نزلت آية شكوا فيها فانضاف شك إلى شك، كلما جاء حد أو فرض من فرائض الله شكوا فيه وارتابوا فيه وكذبوا النبي –عليه الصلاة والسلام- فزاد مرضهم إلى مرضهم الأول، ويقول الرازي: تأويل زيادة المرض من وجوه الأول: يُحمل المرض على الغم، فهؤلاء لما اشتد عليهم الغم باستعلاء شأن النبي –صلى الله عليه وسلم- وصف الله تعالى ذلك فقال: {فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا} يعني لما يصيبهم من الحسرة والغيض بارتفاع شأن النبي –عليه الصلاة والسلام- وظهور دينه.
{فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا} أي زادهم غمًّا على غمهم بما يزيد في إعلاء أمر النبي –عليه الصلاة والسلام،
الثاني: وكفرهم كان يزداد بسبب زيادة التكاليف وهذا الذي أشار إليه الطبري رحمه الله.
الثالث: أن المراد منع من زيادة الألطاف فيكون ذلك بسبب المنع خاذلاً لهم يكون المنع خاذلاً لهم.
الرابع: أن المراد بالمرض الفتور في النية يعني المراد به الضعف.
الخامس: أن يحمل المرض على ألم القلب وذلك أن الإنسان إذا صار مبتلاً بالحسد والنفاق ومشاهدة المكروه صار ذلك سببًا لتغير مزاج القلب وتألمه وهذا أولى الوجوه.
يحمل المرض على ألم القلب، فيكون المرض.. يعني إذا قارنا بين كلام الزمخشري والرازي يكون المرض حقيقي، مرض القلب المحسوس وسببه ما يهجم على القلب مما يثير الحسد والغل والنفاق وهذا أمر مشاهد محسوس، إذا رأى الإنسان ما يكرهه أو أثيرت حفيظته بكلام واستغضب يتألم قلبه يتحسر ويتحسر ويحس بالألم لا سيما إذا كان عنده شيء من ألم القلب العضوي، نعم يزداد مرضه، لكن الذي قرره أهل العلم أن المرض مرض معنوي، فقد يكون الكافر والمنافق من أسلم الناس قلبًا بالنسبة للعضو المعروف القلب الحسي وهو مع ذلك من أمرضهم قلبًا من الناحية المعنوية، ولا شك أن المرض المعنوي له أثر في الحسي، لكن من كان خاليًا قلبه عن ما يطلبه الله -سبحانه وتعالى- منه ممن لم تبلغه شريعة مثلاً هذا قد يكون قلبه سليما لكن المنافق المذبذب الذي لا يعرف أين يتجه هذا وإن قرر الأطباء سلامة قلبه إلا أنه مريض ولابد، لأن من أعرض عن الله وأعرض عن ذكر الله كما أخبر الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [سورة طه:124] وهذا الضنك وهذا الحسرة وهذا الضيق لابد وأن يؤثر في القلب تأثيرا حسيًا بعد تأثيره المعنوي.
الرازي يقول: وهذا أولى الوجوه. لأنه الحقيقة على حد زعمه لأنه يرى تقسيم الكلام إلى الحقيقة والمحاز،
"{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم" الأليم المؤلم الموجع، يقول ابن جرير: الأليم هو الموجع ومعناه لهم عذاب مؤلم بصرف مؤلم إلى أليم كما يقال: ضرب وجيع بمعنى موجع والله بديع السماوات والأرض يعني مبدع. ثم نقل عن الضحاك كل شيء في القرآن من الأليم فهو الموجع. والزمخشري يقول: يقال ألِمَ فهو أليم كوجِع فهو وجيع ووصف العذاب به نحو قوله:
تَـحِــــيَّــــةُ بَــــيــنِـهِــمٍ ضَــــْربٌ وَجِــيـعٌ ..............................
وفيه رمزٌ إلى قبح الكذب وسماجته، وتخييل أن العذاب الأليم لاحق بهم من أجل كذبهم. وفيه رمز إلى قبح الكذب وسماجته رمز نعم يعني إشارة؟ نعم؟
طالب: ......................
نعم، وتخييل وما تخييل؟ هذا كلام الرازي هذا كلام الزمخشري هذا، هذا كلام الزمخشري، فيه رمز إلى قبح الكذب وسماجته وتخييل أن العذاب الأليم لاحق بهم من أجل كذبهم. هاه؟ كلام صحيح وإلا لا؟ نعم
طالب: ......................
هناك من طوائف المبتدعة من يرى أن العقوبات المذكورة في النصوص المرتبة على بعض الأعمال إنما هي مجرد تخييل لحث الناس على العمل، وهذه الطائفة ومن يقول بهذا القول تكلم عنهم شيخ الإسلام كثيرًا في كتبه، وسماهم أهل التخييل، يعني بدءًا من التدميرية وغيرها، لكن الزمخشري ما يثبت العذاب؟ العذاب الحقيقي؟ بالنسبة للمعتزلة بالنسبة لعذاب القبر يثبتونه وإلا ينفونه؟
طالب: ......................
ما يثبتونه ينفون عذاب القبر, وفيه أيضًا استمرار العذاب في النار، وأنها تفنى وإن كان بينهم خلاف هل تفنى بالكلية أو تفنى الحركات دون الأشخاص، المقصود أن هذا قولهم في الجنة والنار أيضًا، "{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم {بِمَا كَانُوا يُكَذِّبُونَ} بالتشديد أي نبيَّ الله" أي بما كانوا يكذبون نبي الله –صلى الله عليه وسلم- "وبالتخفيف" يكذبون والمراد في "قولهم {آمَنَّا}" ابن جرير رحمه الله يقول: اختلفت القَرَاءَةُ. هذه عبارته: اختلفت القَرَاءَةُ. جمع قارئ ككتبة جمع كاتب بعض الطابعين للتفسير يعدلها يقول القُرَّاء، نعم تصرف على المألوف، يقول: اختلفت القَرَأَةُ على ذلك فقرأها بعضهم {بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} مخففة الذال مفتوحة الياء وهي قراءةُ عُظْمِ قراءَةِ أهل الكوفة. عُظم يعني معظم، وهي قراءةُ عُظْمِ قرأَةِ أهل الكوفة. كلام غير مألوف غير مطروق على الالسنة، وقرأها آخرون {يُكَذِّبُونَ} بضم الياء وتشديد الذال وهي قَرأَةُ عُظم أهل المدينة والحجاز والبصرة. وجهة نظر من قرأ بالتخفيف ومن قرأ بالتشديد قبل أن نقرأ كلام أهل العلم باختصار {يُكَذِّبُونَ} فرق بين يكذَّبون النبي –صلى الله عليه وسلم- ويردون عليه قوله وبين كونهم يكذِبون، يعني الذي يكذِب هل يستحق أن يقال له: {عَذَابٌ أَلِيمٌ} الذي يُكذِّب بالتشديد أشد من الذي يكذِب، فالذين قرؤا بالتشديد قالوا: أنهم لا يستحقون عذاب أليم بمجرد كذب وإلا لاستحق العذاب الأليم كل من اتصف بهذا الوصف كل من كذب جاء بكلام غير مطابق للواقع يستحق العذاب الأليم، وحينئذٍ تكون القراءة الراجحة عنده {يُكَذِّبُونَ} بالتشديد، لكن ابن جرير ماذا رجح؟ رجح التخفيف، ورأى أن القراءة الثانية لا وجه لها، يقول رحمه الله: وكأن الذين قرأوا ذلك بتشديد الذال وضم الياء رأو أن الله جل ثناؤه إنما أوجب للمنافقين العذاب الأليم بتكذيبهم نبيه –صلى الله عليه وسلم- وبما جاء به، وأن الكذب لولا التكذيب لا يوجب لأحد اليسير من العذاب، فكيف بالأليم منه؟. نعم يعني إذا قال جاء زيد وهو ما جاء، صدق عليه أنه يكذب نعم هل يستحق العذاب الأليم بهذا؟ يقول: وأن الكذب لولا التكذيب لا يوجب لأحد اليسير من العذاب فكيف بالأليم منه؟
يقول رحمه الله: وليس الأمر في ذلك عندي كالذي قالوا، وذلك لأن الله عز وجل أنبأ عن المنافقين في أول النبأ عنهم في هذه السورة بأنهم يكذبون بدعواهم الإيمان وإظهارهم ذلك بألسنتهم خداعًا لله عز وجل ولرسوله والمؤمنين، أنبأ عن المنافقين في أول النبأ عنه في أول الخبر عنهم في هذه السورة: {وَمِنَ الْنَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبَالْيَومِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} هذا تكذيب لهم في هذه السورة بأنهم يَكذبون بدعواهم بدعواهم الإيمان وإظهارهم ذلك بألسنتهم خداعًا لله عز وجل ولرسوله والمؤمنين فقال: {وَمِنَ الْنَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبَالْيَومِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} {يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذينَ آمَنُواْ} إلى آخره، وهم في قيلهم ذلك كذبة لاستسرارهم الشك والمرض في اعتقادات قلوبهم في أمر الله وأمر رسوله –صلى الله عليه وسلم- فأولى في حكمة الله جل جلاله أن يكون الوعيد منهم على ما افتتح به الخبر عنهم من قبيح أفعالهم وذميم أخلاقهم دون مالم يجري له ذكر من أفعالهم.
يقول رُتّب هذا العذاب الأليم على الكذب لكن أي كذب؟ مب أي كذب مب لأنهم قالوا جاء زيد وهو ما قال لا، لأجل أن نطرد هذا العذاب الأليم في كل كذب، رتب على دعواهم أنهم آمنوا بالله وباليوم الآخر ثم أكذبهم الله سبحانه وتعالى بقوله: {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} نعم لو كان الكذب كله في مرتبة واحدة، يتجه كلام من يقول بأن الكذب لا يستحق أو بعض أنواع الكذب لا يستحق اليسير من العذاب فضلاً عن الأليم، لكن الكذب ليس درجة واحدة، الإفتراء على الله سبحانه وتعالى مثل الكذب على آحاد الناس؟ الكذب على الرسول –عليه الصلاة والسلام- شأنه عظيم «فليتبوأ مقعده من النار» «إن كذبًا عليَّ ليس ككذبًا على غيري» والكذب لاقتطاع حق امرء مسلم أشد من الكذب الذي لا تترتب عليه مفسدة مع أن الكذب كله قبيح لكن الكذب متفاوت، هذا معنى كلامه رحمه الله يقول: ومن الأدلة على صحة ما اخترناه من أن وعيد الله المنافقين في هذه الآية العذاب الأليم على الكذب الجامع معنى الشك والتكذيب وذلك قول الله تبارك وتعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [سورة المنافقون:1] يقول: ما فيه أحد من القراء قرأ المكذبون أشهد أنهم لكاذبون فأخبر جل ثناؤه أن المنافقين بقيلهم ما قالوا لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ما اعتقادهم فيه معتقدون كاذبون ولو كان الصحيح من القراءة على ما قرأه القارؤون يُكَذِّبُونَ لكانت القراءة في السورة الأخرى: {وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَمُكَذِّبُونَ}.
طالب: ......................
نعم.
طالب: ......................
نعم الذي استحقوا عليه العذاب الأليم مقيد، المذكور في الآية قالوا : {آمَنَّا بِاللهِ وَبَالْيَومِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}.
طالب: ......................
نعم يردها.
طالب: ......................
هي ثابتة بلا شك، ونسبها إلى عُظْمِ قراء البصرة والحجاز والمدينة، يردها من حيث المعنى من حيث المعنى عنده هي مرجوحة عنده على كل حال وبكلامه هذا وبقيله يرجح القراءة الأخرى، الرازي في تفسيره يقول: فيه أبحاث.
ليتك ما تجيبه معك يا أبا عبد الله لأنك أنت قريب عند التسجيل يعني مانت بإنسان بعيد هو جاي ما جاي كل يوم تسذا مب النداء اليوم، يقول الرازي: فيه أبحاث أحدها: أن الكذب الخبر عن الشيء خلاف ما هو به, والجاحظ لا يسميه كذبًا إلا إذا علم المُخبِر كون المُخبَر عنه مخالفًا للخبر وهذه الآية حجة عليه، الكذب هو الخبر عن الشيء خلاف ما هو به، والجاحظ لا يسميه كذبًا إلا إذا علم المُخبِر كون المُخبَر عنه مخالفًا للخبر، وهذه الآية حجة عليه. ما معنى هذا الكلام؟ معناه إذا قال جاء زيد وهو في ظنه أنه جاء لا يسمى كاذبًا عنده، لكن إذا كان يعرف أنه ما جاء بالفعل لكن قال جاء متعمدًا الكذب، يقول: الجاحظ لا يسميه كذبًا. الكذب عند أهل السنة نقيض الصدق، إذا طابق الخبر الواقع صار صدقًا وإذا خالف الواقع كان كذبًا ولا واسطة بينهما عند أهل السنة، المعتزلة يثبتون الواسطة وأن هناك كلام ليس بصدق ولا كذب وهو غير المتعمد غير المتعمد ليس بكذب عندهم، النصوص ترد هذا الكلام جاء إطلاق الكذب على الخطأ في لغة العرب في النصوص، الصحابة يواجهون من يحدثون بأنه كذب معناه أخطأ وعلى هذا الكذب نقيض الصدق، المعتزلة من حججهم نعم؟
طالب: ......................
كيف؟
طالب: ......................
ما طابق الواقع، الصدق طابق الواقع، صدق الله وكذب بطن أخيك نعم؟ من حجج المعتزلة أن الله -سبحانه وتعالى- قابل الكذب بغير الصدق {أَفْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} [سورة سبإ:8] فما صار الكذب نقيض الصدق، يعني قد يرتفع الصدق والكذب نعم فيحل محلها، ما قبل به الجِنة، هذا الكلام صحيح وإلا لا؟ هاه؟
طالب: غير صحيح
كيف نرد عليه؟
طالب: ......................
نعم، ليس من باب المقابلة، له في مجال تعداد ما اتهم النبي- عليه الصلاة والسلام- اتهم بأنه مجنون أنه كاذب مفتري أنه ساحر نعم أنه شاعر إلى آخرة، فهل نقول هذه أشياء متقابلة لا هذه أقسام أنواع لما اتهم به –عليه الصلاة والسلام- فليست بما نحن فيه، الكذب مخالفة الخبر للواقع، التورية تخالف الواقع، المناظرات تخالف الواقع، المناظرات التي يعقدها أهل العلم سواء كانت مما يصح منه الكلام والمناظرة، أو كانت مما لا يصح منه الكلام، مناظرة بين العلوم قال علم التفسير كذا وكذا وكذا ثم قال علم الحديث كذا.. كل علم يذكر فضله هذا كلام مطابق للواقع وإلا لا؟ نعم غير مطابق للواقع، المقامات، المبالغة الواردة في النصوص مبالغة، جاء في النصوص مبالغة هل تطابق الواقع وإلا لا؟ أما أبو جهم لا يضع عصاه عن عاتقه، يعني ولا إذا نام أو هذه مبالغة؟ نعم مبالغة فالمبالغة في بعض صورها لا تطابق الواقع، هل نقول أن كل ما لم يطابق الواقع كذب؟ أو نقول أن هذه الأمور مستثناة؟ يعني إذا قلنا بالمناظرات وقلنا بالمقامات حدث الحارث بن همام لا وجود له الحارث بن همام قال نعم قال كلامًا كثيرًا في المقامات مجلد حدث الحارث بن همام قال، ولذلك ما قال حدثني الحارث بن همام قال حدث؟ يقول الحرير حدث الحارث بن حمام؟
طالب: ......................
لا لا مب شخصية حقيقية، إنما على لسانه كل المقامات بهذه الطريقة، كلهم يجردون من الخيال شخص يتحدث ويجردون أشخاص يردون عليهم، وهكذا نعم
طالب: ......................
هي أقرب ما تكون للمناظرة التمثيلن الآن المناظرات التي في كتاب الشفاء للعليل قال السني قال الجبري قال كذا قال، وإن كان الكلام مأخوذ من مقالاتهم لكن ترتيب المناظرة بهذه الطريقة من صنيع ابن القيم رحمه الله.
طالب: ......................
المقامات فيها فوائد ما تعد ولا تحصى، أبدًا المقامات.
طالب: في التمثيل
طيب والمناظرات؟ والمبالغات؟ هاه؟ المعاريض؟ جاءت بها النصوص أيضًا.
طالب: يجوز يا شيخ ......................
يعني إذا أراد غزوة مرة بغيرها –عليه الصلاة والسلام- يجوز وإلا ما يجوز؟
طالب: ......................
على كل الكذب وإن كان حده مخالفة الخبر الواقع إلا أن من الكذب ما استثني، يعني استثني مما استثني صور من الكذب المحرم.
يقول: ثانيها الرازي: أن قوله: {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} الباء هذه سببية، صريح في أن كذبهم علة للعذاب الأليم وذلك يقتضي أن يكون كل كذب حرامًا، يقول فأما ما روي في الصحيحين أن إبراهيم –عليه السلام- كذب ثلاث كذَبات فالمراد التعريض ولكن لما كانت صورته صورة الكذب سمي به وهذا الكلام منقول عن الزمخشري أيضًا وهو موجود في الكشاف.
إبراهيم عليه السلام كذب ثلاث كذبات هي قوله: "إني سقيم" وقوله لسارة "أختي" "بل فعله كبيرهم".
طالب: ......................
نعم هذه معاريض وهي وإن كانت في حقه –عليه السلام- مباحة إلا أنه اعتبرها منقصه، الدليل على ذلك أنه لما طلبت منه الشفاعة العظمى ذكر الكذبات الثلاث جعلها عذرًا في عدم تلبية طلبهم ورغبتهم
طالب: ......................
كيف؟
طالب: ......................
المقصود أنه مخالف للواقع، لكن الحاجة قائمة
طالب: ......................
وراه؟
طالب: ......................
ما عرفه مباشرة ما عرفه مباشرة، المقصود أن هذه الكذبات الثلاث ثابتة في الصحيحين وغيرهما.
طالب: ......................
على كل إبراهيم –عليه السلام- أفضل الخلق بعد محمد –عليه الصلاة والسلام- وهو أول من يكسى –عليه السلام- قبل محمد –عليه الصلاة والسلام- فما أحد بيتصور على إبراهيم يقول كذب ما كذب لا هذا أمر محسوم مفروغ منه لكن هذا الواقع نص قال كذب، وهو في الحقيقة عرّض وكونه أخته نعم ليس على الدين إلا هو وهي فهي أخته من الملة من الدين.
طالب: ......................
ما فيها؟
طالب: ......................
بل فعلها كبيرهم ما الذي فيه؟
طالب: ......................
يمكن أن نقول جواز لكن في شريعته يمكن أن نقول هذا في شريعته لأن لا يسترسل الناس في الكذب ويحتجون.. مع أن النصوص القطعية عندنا بتحريم الكذب..
هنا مسألة مسألة كبيرة تتعلق بالمنافقين، المنافقون مسلمون وإلا كفار؟ نعم؟
طالب: ......................
في الحقيقة وواقع أمرهم كفار {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} هم ينطقون بالشهادة ويقولون آمنا ثم ينقضونها، فهم من هذه الحيثية مرتدون، إذا قال لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم سب االرسول –عليه الصلاة والسلام- مرتد، كفرهم الله سبحانه وتعالى {لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم} [سورة التوبة:66] لماذا لم يجرِ عليهم النبي –عليه الصلاة والسلام- الحكم في قتل المرتد، لماذا لم يقتلهم النبي –عليه الصلاة والسلام- ؟
طالب: ......................
ما الذي قالته؟
طالب: حتى لا يقال محمد يقتل أصحابه
طيب.
طالب: ......................
طيب الآن في الوقت الحاضر لو وجد عندنا منافق، وقامت البينة بأنه منافق ويصلي مع الناس لكنه يحصل منه ما يحصل من المنافقين نعم
طالب: ......................
تاب، يعني يصلي بالنهار ويفعل ما يفعل إذا خلا مع قومه ويشهد عليه ثم يتوب؟ ويسلم وهكذا ديدنه نعم؟
طالب: ......................
لكن هل الردة حد من حدود الله؟ نعم حد من حدود الله والا لا؟ وكل من ارتكب حد ول تكرر منه هذا الإرتكاب تقبل توبته ويدين بينه وبين ربه؟ على كل المسألة خلافية بين أهل العلم تسمعون الأقوال، في أحكام القرآن لابن العربي يقول: الحكم المستفاد هاهنا أن النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يقتل المنافقين مع علمه بهم وقيام الشهادة عليهم أو على أكثرهم،
واختلف العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال:
الأول: أنه لم يقتلهم لأنه لم يعلم حالهم سواه، وقد اتفق العلماء عن بكرة أبيهم على أن القاضي لا يقتل بعلمه، وإن اختلفوا في سائر الأحكام هل يحكم بعلمه أم لا؟. يعني بالنسبة للقتل لا يقتل، سائر الأحكام الأموال الفروج وغير ذلك مسألة خلافية، الجمهور على أنه لا يحكم بعلمه أيضًا، شريح يرى أن القاضي له أن يحكم بعلمه، وقال لشخص قال له لما حكم عليه: أين البينة؟ قال: شهد عليك ابن أخت خالتك، يعني أنت شهدت على نفسك، هذا القول الأول: القاضي لا يحكم بعلمه ولم يعلم حالهم سواه.
الثاني: أنه لم يقتلهم لمصلحة تألف القلوب عليه لأن لا تنفر عنه وقد أشار –صلى الله عليه وسلم- إلى هذا المعنى فقال: «أُخاف أن يتحدث الناس أن محمدًا –صلى الله عليه وسلم- يَقتل أصحابه».
الثالث: قال أصحاب الشافعي: إنما لم يقتلهم النبي –عليه الصلاة والسلام- لأن الزنديق وهو الذي يسر الكفر ويظهر الإيمان يستتاب.. وإلا يستتاب ولا يُقتل. نعم إنما لم يقتلهم لأن الزنديق وهو الذي يسر الكفر ويظهر الإيمان.. يعني هذا حقيقة ماذا؟
طالب: ......................
المنافق يستتاب ولا يقتل، يقول ابن العربي: وهذا وهمٌ من علماء أصحابه "يعني من أصحاب الشافعية" فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يستتبهم، ولا يقول أحد أن استتابة الزنديق غيرُ واجبة "يقول: غير واجبة وهذي غير لا توجد في تفسير القرطبي حينما نقل عن ابن العربي هي موجودة في تفسير ابن العربي في أحكام القرآن، الذي في القرطبي ولا يقول أحد إن استتابة الزنديق واجبة " فكأن "غير" زائدة لأجل أن يتسق الكلام" وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- معرضًا عنهم مع علمه بهم، فهذا المتأخر من أصحاب الشافعي الذي قال: إن استتابة الزنديق جائزة "كذا في تفسير ابن العربي" هناك قال ماذا؟ قال: يستتاب ولا يقتل وهنا يقول إن استتابة الزنديق جائزة وهذا كما في أحكام القرآن قال ما لم يصح قولاً لأحد والتصويب من القرطبي وإلا فالذي لابن العربي قولاً واحدًا، الآن الأقوال الثلاثة التي حكاها ابن العربي: القاضي لا يحكم بعلمه، ولا يعلم حالهم إلا النبي –عليه الصلاة والسلام- ، وعلى هذا لم تقم البينة بما قالوا فلم يجب عليهم الحد أو أن النبي –عليه الصلاة والسلام- تركهم لمصلحة التأليف لأن لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه،
والقول الثالث وهو لبعض أصحاب الشافعي قال إنما لم يقتلهم لأن الزنديق هو الذي .. إلى آخره يستتاب ولا يُقتل، ما نتيجة الاستتابة؟ نعم؟
طالب: ......................
يستتاب؟ كل فاعل معصية يستتاب، يعني كل فاعل تارك الصلاة مثلاً يستتاب فإن تاب وإلا قتل، يعني لو قال هنا يستتاب وإلا قتل يعني فإن تاب وإلا قتل صار ماشي كلامه على وتيرة واحدة.
يقول ابن العربي: وأما قول من قال إنهم لم يقتلهم لأن الحاكم لا يقضي بعلمه في الحدود فقد قَتل بالمجذّر بن زياد بعلمه الحارث بن سويد بن الصامت لأن المجذّر قتل أباه سويدًا يوم بعاث "يعني في الجاهلية" فأسلم الحارث وأغفله يوم أحد فقتله فأخبر به جبريل النبي –صلى الله عليه وسلم- فقتله به لأن قتله كان غيلة، وقتل الغيلة حد من حدود الله عز وجل، كيف؟
طالب: ......................
إيه
طالب: ......................
لو هو مشرك ما قتل، تصير قتل قتل من الأصل يحتاج إلى القتل.
طالب: ......................
منه؟
طالب: ......................
الآن من المقتول عندنا؟
طالب: ......................
قتل بالمجذر الآن الحارث بن سويدة هو الذي قتل المجذر غيلة.
طالب: ......................
يقتل المسلم بالكافر.
طالب: ......................
خلاص يحتاج إلى سؤال؟ نعم؟
طالب: ......................
نعم كلاهما من المسلمين، نعم.
القرطبي ينتقد ابن العربي في كلامه هذا يقول: هذه غفلة من هذا الإمام؛ لأنه إن ثبت الإجماع المذكور على ماذا؟ على أن القاضي لا يحكم بعلمه في الحدود، فإن ثبت الإجماع المذكور فليس بمنتقض بما ذكر. يعني تصير هذه قضية عين لا ينقض بها الإجماع: لأن الإجماع لا ينعقد ولا يثبت إلا بعد موت النبي –صلى الله عليه وسلم- وانقطاع الوحي، وعلى هذا فتكون قضية في عين بوحي فلا يحتج بها أو منسوخة بالإجماع. يقول القرطبي: أو منسوخة بالإجماع. قضية عين بوحي خبر من السماء أو تكون هذه القضية منسوخة بالإجماع وعرفنا مرارًا أن الإجماع لا ينسخ ولا ينسخ لأن النسخ من خواص النصوص، لكن الإجماع يدل على وجود ناسخ، الإجماع يستدل أهل العلم على وجود ناسخ، يقول ابن العربي: والصحيح أن النبي –صلى الله عليه وسلم- إنما أعرض عنهم تألفًا ومخافة من سوء المقالة الموجبة للتنفير كما سبق من قوله، وهذا كما يعطى الصدقة للمؤلفة قلوبهم مع علمه بسوء اعتقادهم تألفًا لهم، أجرى الله سبحانه وتعالى أحكامه على الفائدة التي سنها إمضاء لقضاياه السنة التي لا تبديل لها. هذا كلام ابن العربي، يقول القرطبي: قال ابن عطية وهذه طريقة مالك رحمه الله تعالى في كف رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن المنافقين.
قال مالك: النفاق في عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- هو الزندقة فينا اليوم فيقتل الزنديق إذا شهد عليه بها "أي بالزندقة" دون استتابة وهو أحد قولي الشافعي. هاه؟ يعني ثبت عن كثير من الخلفاء أنهم قتلوا الزنادقة، والزنديق هو المنافق عند جمهور العلماء، ماذا يقول مالك؟ قال مالك رحمه الله: النفاق في عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- هو الزندقة فينا اليوم فيقتل الزنديق إذا شهد عليه بها دون استتابة وهو أحد قولي الشافعي.
قال مالك: وإنما كف رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن المنافقين ليبين لأمته أن الحاكم لا يحكم بعلمه إذا.. إذ لم يشهد على المنافقين. يعني ما فيه شهود، قال القاضي إسماعيل: لم يشهد على عبد الله بن أبي إلا زيد ابن أرقم وحده ولا على الجلاس بن سويد إلا عمير بن سعد ربيبه ولو شهد على أحد منهم رجلان بكفره ونفاقه قتل، هاه؟ هذا الكلام صحيح؟ يعني يشهد بالاستفاضة وإلا ما يشهد؟ يحكم بالاستفاضة وإلا ما يحكم؟ هاه؟ يعني أمر عبد الله بن أبي ونفاقه مب مستفيض؟ يحتاج مثله إلى شهادة؟ وهل كون النبي –عليه الصلاة والسلام- لم يقم عليه الحد سواء كان الحد بالقتل بسبب نفاقه وكفره أو بحد القذف لقذفه لعائشة –رضي الله عنها- لماذا؟ هو الذي تولى كبره، قد ثبت أن النبي –عليه الصلاة واالسلام- حد رجلان وامرأة حد القذف لما نزلت الآيات المبرئة لعائشة –رضي الله عنها- جلد رجلين وامرأة، ثبت عنهم ذلك بالشهادة بالبينة التامة.
ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ذكر وجوهًا كثيرة في درء الحد عن ابن أبي بالنسبة لحد القذف، فلتراجع هناك، وقال الشافعي رحمه الله محتجًا للقول الآخر: السنة لمن شهد عليه بالزندقة فجحد وأعلن بالإيمان وتبرأ من كل دينٍ سوى الإسلام أن ذلك يمنع من إراقة دمه وبه قال أصحاب الرأي وأحمد والطبري وغيرهم.
قال الشافعي: إنما منع رسولَ الله –صلى الله عليه وسلم- من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الإسلام مع العلم بنفاقهم، لأن ما يظهرونه يجُب ما قبله. لأنهم يصلون مع المسلمين ومن صلى فهو مسلم حكمًا إذا صلى فهو مسلم حكمًا فما يظهرونه من الإسلام يجُب ما قبله وعلى كل من نطق بالشهادة فقد عصم دمه «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاس حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَه إِلَّا الله فإذَا قَالُوهَا قَدْ عَصَمُوا دِمَاءَهَمْ» كونه صادق ظاهره موافق لباطنه أو كاذب هذا أمره إلى الله «أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَا قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله؟» قال أسامة: إنما قالها ؟
طالب: ......................
نعم إلى أن قال: «هَلَّا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبَه؟» الناس مأمورون بالحكم على الظواهر دون البواطن نعم؟
طالب: ......................
لكنه يصلي مع الناس، ارتكب مكفر موجب للقتل؟
طالب: ......................
مثل ماذا؟
طالب: ......................
ساحر مثلاً يصلي ويسحر الناس، مثله ما لو صلى وزنى وقد أحصن يرجم، مسألة أخرى، نعم؟
طالب: ......................
كيف؟
طالب: ......................
مكفر بلى، لكن فرق بين ما ضرره متعدي وبين ما ضرره لازم، على كل المرتد من بدل دينه فاقتلوه لكن لو أسلم، ارتد ثم أسلم نعم، ارتكب مكفر ضرره على نفسه ويأتي في القول الرابع وهو مما زاده القرطبي على ابن العربي: من أنه إذا كان ضرره متعدي يقتل وإذا كان ضرره لازم فإنه لا يقتل. يأتي هذا فيما بعد إن شاء الله تعالى.
طالب: أحسن الله إليك يا شيخ.
نعم.
طالب: ......................
لا أعلمه ستأتي الإشارة فيه،
يقول الطبري: جعل الله تعالى الأحكام بين عباده على الظاهر وتولى الحكم في سرائرهم دون أحدٍ من خلقه، فليس لأحدٍ أن يحكم بخلاف ما ظهر لأنه حكم بالظنون ولو كان ذلك لأحد كان أولى الناس به رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقد حكم للمنافقين بحكم المسلمين بما أظهروا ووكل سرائرهم إلى الله وقد كذّب الله ظاهرهم في قوله: {وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبِونَ} [سورة المنافقون:1].
قال ابن عطية: ينفصل المالكيون عما لزموه من هذه الآية بأنها لم تعين أشخاصهم. يعني لو عينت أشخاص فلان وفلان قال كذا وليس الأمر كما قال، بما كانوا يكذبون وعين منهم فلان وفلان يوجب القتل وإلا ما يوجب على كلامه؟ أنه لو عين منهم أحد قتل وما عين أحد فإنه لا يقتل، يقول ابن عطية: ينفصل المالكيون عما لزموه من هذه الآية بأنها لم تعين أشخاصهم فيها وإنما جاء فيها توبيخ لكل مغموص عليه بالنفاق وبقي لكل واحد منهم أن يكون لم أرد بها ما أنا إلا مؤمن ولو عين أحد لما جب كذبه شيء. قال القرطبي: قلت هذا الانفصال في نظر. يعني كلام ابن عطية فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يعلمهم أو كثيرًا منهم. لأنه جاء في الآية: {نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} [سورة التوبة:101] " يعني إذا كان لا يعلمهم كلهم كما دلت عليه هذه الآية فهو يعلم عدد كبير منهم بأسمائهم وأعيانهم بإعلام الله تعالى إياه وكان حذيفة يعلم ذلك بإخبار النبي –صلى الله عليه وسلم- إياه حتى كان عمر –رضي الله عنه- يقول له: يا حذيفة هل أنا منهم؟ فيقول له: لا.
أضاف القرطبي قولاً رابعًا وهو أن السبب في إعراض النبي –صلى الله عليه وسلم- عنهم أن الله تعالى كان قد حفظ أصحاب نبيه –صلى الله عليه وسلم- بكونه ثبتهم أن يفسدهم المنافقون أو يفسدوا دينهم فلم يكن في تبقيتهم ضرر وليس كذلك اليوم لأننا لا نأمن الزنادقة أن يفسدوا عامتنا وجهالنا. نعم..
الآن خلاصة الأقوال الأربعة:
أولاً: أنه كف عنهم لأن القاضي لا يحكم بعلمه ولم تقم البينة على كل واحد منهم بعينه إنه ارتكب مكفرا.
الثاني: تركهم لمصلحة التألف.
الثالث: تركهم لأن الزنديق يستتاب ولا يقتل هذا كلام بعض أصحاب الشافعي.
الرابع ما أضافه القرطبي: وهو أن الله سبحانه وتعالى حفظ الصحابة من ضررهم وحفظهم من من تأثيرهم عليهم وثبتهم على دينهم فكان ضرر المنافقين لازمًا لهم، وأما ضرر الزنادقة بعد عصره -عليه الصلاة والسلام- فإنه متعدي ولا يؤمَن أن يفسدوا عوام الناس وجهالهم كما هو الحاصل نعم، كما هو الحاصل والواقع وعلى كل أولى أن يقال أنه تركهم لأن لا يتحدث الناس أن محمًدا –عليه الصلاة والسلام- يقتل أصحابه وهذه علة منصوصة منه –عليه الصلاة والسلام- وحينئذٍ يكون هو القول الراجح نعم في ماذا؟
طالب: ......................
االقول الرابع؟
طالب: ......................
أن الله ثبت أصحاب نبيه على النص.. لكن هذا كلام مستنبط، وعندنا كلام منصوص.
طالب: ......................
ما يمنع أن المستنبط يعضد المنصوص لكن ما يكون هو العمدة في الباب، العمدة قوله –عليه الصلاة والسلام- لألا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه، فإن كان هذا فيه سبب لصرف الناس الدين فإنه فإن المصلحة تقتضي اللا ينفذ بعض ما ضرره أكبر من نفعه لو حصل، لا يقول قائل أن الناس يقولون الآن ويرمون هذه الدولة في تنفيذها الحدود بأنها أهدرت حقوق الإنسان وأنها فعلت وتركت وأن هذا يصد عن الدخول في دين الإسلام وكذا لا هذا لا يقول.. لا يمكن أن يقال به، الحدود ثابتة ومقرره في الشرع لا يجوز التساهل فيها ولا التراخي إذا ثبتت على أحد يقام على أي شخص كان شريفًا كان أو وضيعًا ولا مدخل لأي رأي ولا لاجتهاد في هذه الأمور، هذه أمور محسومة نعم ما نقول أن العالم كله الآن يتهمنا بأنا نشوه الناس في قطع أيديهم أو أن نقتلهم ونقضي عليهم هذا كلام مفسدته ظاهرة، المصالح المترتبة على إقامة الحدود أظهر من الشمس في رابعة النهار.
طالب: ......................
نعم نعم.
طالب: ......................
إيه هم أصحابه في الظاهر أصحابه في الظاهر يصلون معه في الظاهر إيه لكن المنافق ليس بصحابي يعني هم صحبوه في الظاهر يغزون معه يصلون معه نعم ينطقون بالشهادة كما ينطق لكن يكون في الباطن على يظهر فليسو بصحابة المنافقون ليسو بصحابة ليس لهم شرف الصحبة.
طالب: ......................
لا أبدًا حفظ الله دينه عنهم، أبدًا لا يمكن أن تجد رواية من طريق منافق أبدًا، والسبب؟ السبب
طالب: ......................
ما يحفظون ما يمكن يحفظون خبر، {ماذا قال آنفًا} نعم، حفظًا للدين من أن يلتبس رواية الثقة بغير الثقة هذا من الحفظ للشريعة.
طالب: ......................
يعني إذا ارتد وأصر على ردته يستتاب إن تاب وإلا قتل، إذا ارتكب مكفر، لأن من بدل دينه فاقتلوه، المنافق بدل دينه.
طالب: ......................
كيف؟
طالب: ......................
يستتاب فإن تاب وإلا قتل، إذا عرف أن توبته كذب نعم ودلت على ذلك القرائن القوية من خلال تكرره معروف حكمه، إذا رأى الإمام قتله قطع لدابره ودابر الفساد معه ما الذي يمنع؟
طالب: ......................
لا هو صاحب مبدأ، هو كافر في الحقيقة لكن يصلي ويظهر الإسلام من أجل حقن دمه
طالب: ......................
لكن إذا كفر بسب الله سبحانه وتعالى أو سب نبيه أو سب القرآن الجمهور على أنه لا تقبل توبته بل يقتل، نعم نعم
طالب: ......................
نعم إذا تكرر منه وعرف أن توبته اتقاء السيف نعم وعرف من طريقته وعادة المستمرة بأن تكرر منه مرارًا حينئذ يكون للإمام قتله وإن لم يكن حد...
طالب: ......................
أين؟
طالب: ......................
يقتل به.. إيه يقتل به.
طالب: ......................
يعني مثل لو علم رأى شخصًا يزني قال أنا أقيم عليه الحد نعم إذا كان القاضي لا يحكم بعلمه فكيف بآحاد الناس؟
طالب: ......................
أين؟
طالب: ......................
أيقتله فتقتلونه؟ نعم يقتله يقتل فهو يقتل في الدنيا نعم وهو أيضًا صار سببا في وجود الفوضى والأمور كلها منوطة بالإمام تنفيذ الحدود منوط بالإمام ليس لأحد رأيه.
طالب: ......................
إيه.
طالب: ......................
يطالب يطالب الإمام.
طالب: ......................
طيب افرض إنه كافر صحيح وقال سب الله عنده علنًا هل له ن ينفذ حد الردة؟ أو ن هذا تعدي على حق الله سبحانه.. حق الحاكم؟ حق ولي الأمر؟
طالب: ......................
تعدي يقتل به إذا لم يقم بينة وذاك مستحق للقتل يعني العلماء حين قالوا لو وجد شخص على امرأته فقتله كيف؟
طالب: ......................
شهد عليه أربعة؟ وهو محصن؟ شهد طيب قامت البينة بأنه زنى حقيقة وأنه محصن؟ أمره إلى الإمام..
طالب: ......................
تبقى قضية الإفتيات على الإمام وهي حق الإمام إن شاء عفا عنه ومن شاء عاقبه
طالب: تعزير................
نعم إيه.
طالب: ......................
يتوب عن افتياته في حق الإمام، هو افتات عن الإمام لأن تنفيذ الحدود من حق الإمام، والسلطان يزع الله به سبحانه وتعالى ما لا يزع بالقرآن شأن الإمام عظيم في الشرع بلا شك وإلا صارت الناس فوضى،
لا يصلح الناس فوضى لا سرات لهم ولا سرات إذا جهالهم سادوا
ما الذي وقفنا عليه؟
طالب: ......................
انتهينا من القول الرابع، نعم؟
طالب: ......................
ما به؟
طالب: ......................
إذا إعادة الكلمة {فِي قُلُوبِهِم مَرَضًا فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا} بدون ال.
طالب: ......................
نعم؟ جاءني رجل فأكرمت رجلاً، هو الأول أو غيره؟ بخلاف لو كان معرفة فأكرمتُ الرجل هو
طالب: ......................
إيه لكنه نكرة هنا في سياق الإثبات ما يقتضي العموم، لا.
طالب: ......................
اقرأ.
" {وَإذَا قِيلَ لَهُمْ} أي هؤلاء {لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} بالكفر والتعويق عن الإيمان {قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} وليس ما نحنُ فيه بفساد، قال الله تعالى ردًا عليهم: {أَلَا} للتنبيه {إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} بذلك".
نعم.
طالب: أكمل؟
لا، "{وَإذَا قِيلَ لَهُمْ} يعني لهؤلاء" المنافقين الذين تقدم الحديث عنهم {لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} إذا في موضع نصب على الظرف والعامل فيها قالوا وهي تؤذن بوقوع الفعل المنتظر، إذا تؤذن بوقوع الفعل المنتظر نعم إذا لا تجزم إذا قيل قالوا نعم، إذا لا تجزم اللفظ وإن كان فيها جزم بالمعنى، بخلاف "إن" إن تجزم اللفظ ولكنها من حيث المعنى لا جزم فيها، ولذا يقول القائل هاه؟
أَنَـــا إِنْ شَكَــكَـتُ وَجَــدْتُـــمُــونِـــي جَــازِمًا وَإِذَا جَــــزَمْـــتُ فَــــإِنَّــنِــــي لَـــمْ أَجْــــزمِ
يعني إذا جزمت الفعل فالمعنى غير مجزوم به، إن يقم أقم، لكن هذا غير مجزوم بالقيام، الفعل مجزوم يقم أقم، لكن القيام غير مجزوم به، بخلاف ما إذا قيل إذا يقوم أقوم، الفعل غير مجزوم، لكن المتكلم جازم بالقيام إذا قامَ.
يقول الجوهري: إذا اسم يدل على زمان المستقبل، ولم تستعمل إلا إضافة إلى جملة، قيل من القول، وأصله قَوِلَ، نقلت كسرة الواو إلى القاف فانقلبت الواو ياءً ويجوز قيل لهم بإدغام اللام في اللام. وقال الأخفش: يجوز قُيُلَ بضم القاف والياء. وقال الكسائي: يجوز إشمام القاف الضم، ليدل على أنه لما لم يسم فاعله، وهي لغة قَيس وكذلك جيء وغيض وحيل وسيق وسيء وسيئت.
{لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} الأرض مؤنثة وهي اسم جنس، وكان حق الواحدة منها أن يقال: أرضةٌ. ولكنهم لم يقولوا وجمع أرضات فحذفت الألف والتاء وعوِّض عنها الواو والنون فجمعت على أرَضين وتركت فتحة الراء على حالها وربما سكنت: أرْضين، وهي ملحقة بجمع المذكر السالم يعني من حيث الإعراب فترفع بالواو وتنصب وتجر بالياء إلحاقًا لها بجمع المذكر السالم، قيل {وَإذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا} قيل مبني للمجهول وعلى هذا فالفاعل محذوف، يحذف الفاعل ويبني الفعل للمجهول إما للعلم به، {خُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [سورة النساء:28] أو للجهل به سرق المتاع، أو للستر عليه معروف لكنه من أجل الستر عليه لأن لا يؤذى تبني الفعل للمجهول.
هنا من القائل: {لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} ؟ الرازي في تفسيره يقول: منهم من يقول أن القائل هو الله -سبحانه وتعالى-. الله -سبحانه وتعالى- يقول لهم: {لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} ؟ {وَإذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} من الذي قال لهم {لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} ؟ نعم؟
طالب: ......................
منهم من قال: القائل هو الله سبحانه وتعالى، على من؟
طالب: ......................
ماذا؟
طالب: ......................
عموم النهي عن الفساد في الأرض نعم لكن تأتي المواجهة بالجواب: {قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} لقواعد وعوام النصوص نعم أو يقتضي قائل مواجه؟ ولذا قال بعضهم القائل: هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- .
ومنهم من قال: القائل بعض المؤمنين.
يقول الرازي: وكل ذلك محتمل ولا يجوز أن يكون القائل "الكلام للرازي" من لا يختص بالدين والنصيحة. يعني ما يجوز يكون بعضهم لبعض يقول لا تفسدوا في الأرض لأن هذا يكون من باب الاستهزاء، يقول: وإن كان الأقرب هو أن القائل لهم ذلك من شافههم بذلك، فإن قيل: أفما كانوا يخبرون الرسول –عليه الصلاة والسلام- بذلك؟ يقول: قلنا نعم إلا أن المنافقين كانوا إذا عوتبوا عادوا إلى إظهار الإسلام والندم وكذبوا الناقلين عنهم وحلفوا بالله عليه كما أخبر تعالى في قوله: {يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفُرِ} [سورة التوبة:74] وقال: {يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوا عَنْهُمْ} [سورة التوبة:69] فهم يعيثون في الأرض فسادًا سواء كان بالأقوال أو بالأعمال، وإذا قيل لهم قالوا نحن مصلحون، إن أردنا إلا إحسنًا وتوفيقًا {إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} وإذا نُقل للنبي –عليه الصلاة والسلام- أنهم قالوا ما يدل على فسادهم وإفسادهم يحلفون ما قالوا، ثم ينزل تكذيبهم من الله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفُرِ} وإن حلفوا فهم كاذبون في أقوالهم وفي حلفهم، الإفساد في الأرض {وَإذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} الإفساد في الأرض العمل فيها بما نهى الله جل ثناؤه عنه. هذا كلام الطبري، ما معنى الإفساد في الأرض؟ العمل بمعاصي الله سبحانه وتعالى، إذا تولى سعى نعم وشؤم المعصية وأثرها على الأرض ومن عليها وما عليها ظاهر، يقول الإمام ابن جرير –رحمه الله- : الإفساد في الأرض العمل فيها بما نهى الله جل ثناؤه عنه وتضييع ما أمر الله بحفظه، فذلك جملة الإفساد كما قال جل ثناؤه في كتابه مخبرًا عن قيل ملائكته: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [سورة البقرة:30] يعنون بذلك أتجعل في الأرض من يعصيك ويخالف أمرك؟ فكذلك صفة أهل النفاق مفسدون في الأرض بمعصيتهم فيها ربهم، ركوبهم فيها ما نهاهم عن ركوبه، وتضييع فرائضه، وشكهم في دين الله الذي لا يقبل من أحد عملاً إلا بالتصديق به والإيقان بحقيقته، وكذبهم على المؤمنين بدعواهم غير ما هم عليه مقيمون من الشك والريب وبمظاهرتهم أهل التكذيب بالله وكتبه ورسله على أولياء الله إذا وجدوا إلى ذلك سبيلاً. نعم يظاهرون اليهود يظاهرون الأحزاب على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فذلك إفساد المنافقين في أرض الله وهم يحسبون أنهم يفعلون ذلك مصلحون فيها.
طالب: ......................
مفسد إيه لكن هذا الفساد متفاوت بقدر جرمه،
يقول القرطبي: الفساد ضد الصلاح، وحقيقته العدول عن الإستقامة إلى ضدها فسد الشيء يفسد فسدًا وفسودًا، وهو فاسدٌ وفسِّيد كما يقال فسِّيق. والمعنى في الآية "{لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} بالكفر" وموالاة أهله وتفريق الناس عن الإيمان بمحمد –صلى الله عليه وسلم- وبالقرآن وقيل: كانت الأرض قبل أن يبعث النبي –صلى الله عليه وسلم- فيها الفساد ويفعل فيها بالمعاصي فلما بعث النبي –صلى الله عليه وسلم- ارتفع الفساد وصلحت الأرض فإذا عملوا بالمعاصي فقد أفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، كما قال في آية أخرى: {فَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} "{وَإذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} بالكفر والتعويق عن الإيمان {قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}" نحنُ نقل القرطبي عن بعضهم: أن أصلها بفتح بضم الحاء نَحُن، قلبت حركت الحاء على النون واسكنت الحاء.
قال الزجاج: نَحْنُ لجماعة ومن علامة الجماعة الواو والضمة من جنس الواو فلما اضطروا إلى حركة نَحْنُ لالتقاء الساكنين حركوها بما يكون للجماعة. وقال محمد بن يزيد: من هو؟
طالب: ......................
محمد بن يزيد بن عباس المبرد، نحنُ مثل قبل وبعد لأنها متعلقة بالإخبار عن الاثنين وأكثر فأنا للواحد ونحن للتثنية والجمع، وقد يخبر به المتكلم عن نفسه في قوله: نحن قمنا قال تعالى: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ} [سورة الزخرف:32] يعني يقول المعظم نفسه نحنُ، ويقول المؤكد لفعله: نحنُ وإن كان واحد ولا يقصد التعظيم كما في صحيح البخاري في تفسير سورة {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} [سورة القدر:1] إن العرب تؤكد فعل الواحد بضمير الجمع، العرب تؤكد فعل الواحد بضمير الجمع، والمرأة في هذا كالرجل، تقول أنَا فعلت ونَحن فعلنا {قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} مصلحون جمع مصلح وهو اسم فاعل من أصلح والصلاح ضد الفساد، صلَحَ بالفتح وصلُحَ بالضم الشيء لغتان قاله ابن السكيت.
{إِنَّمَا} "{قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} وليس نحنُ.. وليس ما نحن فيه بفساد" هم يزعمون أنهم مصلحون وأنهم لم يفسدوا وليس ما نحن فيه بفساد "قال الله سبحانه وتعالى ردًا عليهم: {أَلَا} وهي حرف تنبيه {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} بذلك" إنهم {إِنَّهُمْ} كسرت همزة إنّ لأنها مبتدأةٌ قاله النحاس.
{هُمُ الْمُفْسِدُونَ} هم يجوز أن تكون توكيدًا للهاء والميم في إنهم ويجوز ن تكون فاصلة يعني ضمير فصل لا محل له من الإعراب، والكوفيون يقولون عماد، والمفسدون خبر إنَّ والتقدير ألا إنهم هم المفسدون ألا إنهم المفسدون بدون هم، كما تقدم في قوله: {وَاُلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} أَلا إنهم هم المفسدون إنَّ حرف توكيد ونصب وهم اسمها وهم الثانية إما مؤكدة لهم أو ضمير فصل لا محل له من الإعراب نعم، المفسدون خبر إنَّ، في مثل قوله: كنت أنت الرقيب عليهم، هل نقول أن نستطيع أن نقول هم هنا مبتدأ ثاني والمفسدون خبره والجملة كلها خبر إن؟ لماذا؟
طالب: ......................
هاه؟ لا هنا {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ} {وَاُلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} قلنا هذا هم مبتدأ ثاني المفلحون خبر المبتدأ الثاني والجملة خبر المبتدأ الأول، هنا نقول أن {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ} لماذا؟ كيف؟
طالب: ......................
لكن ألا نقول أن إنَّ.. هم اسم إنَّ، وهم الثانية ضمير الفصل هذا مبتدأ والمفسدون خبر والجملة خبر إنَّ، هاه؟
طالب: ......................
كيف؟
طالب: ......................
إنَّ ما يكون خبرها جملة اسمية، متأكد؟
طالب: ......................
إذا قلت إنَّ زيدًا أبوه قائمٌ يصير وإلا ما يصير؟ يصير هناك في آية المائدة: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِبَ عَلَيْهِم} [سورة المائدة:117] كنت كان واسمها، وأنت ماذا؟
طالب: ......................
ضمير فصل لا محل له من الإعراب، الرقيب خبر كان، ألا يجوز أن نقول كنتَ كان واسمها، وأنت مبتدأ والرقيب خبر والجملة خبر كان يمكن؟ لا ما يمكن لأن الرقيب منصوب فهي خبر كان لا محالة.
"{وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} بذلك" قال ابن كيسان: يقال ما على من لم يعلم أنه مفسد من الذم إنما يذم إذا علم أنه مفسد. هم لا يشعرون أنهم مفسدون، الآن الجاهل ما يعذر بجهله؟ الجاهل الذي لا يعلم ألا يعذر بالجهل؟ نعم؟ يقول ابن كيسان: يقال ما على من لم يعلم أنه مفسد من الذنب إنما يذم إذا علم أنه مفسد ثم أفسد على علم، قال فيه جوابان:
أحدهما: أنهم كانوا يعلمون الفساد سرًا أو يعملون الفساد سرًا ويظهرون الصلاح وهم لا يشعرون أن أمرهم يظهر عند النبي –صلى الله عليه وسلم- ولكن لا يشعرون بذلك لا يشعرون بأن النبي –عليه الصلاة والسلام- يعرف حقيقتهم.
والوجه الآخر: أن يكون فسادهم عندهم صلاحًا وهم لا يشعرون أن ذلك فساد وقد عصوا الله ورسوله في تركهم تبين الحق واتباعه.
هم أعرضوا عن الحق وأعرضوا عن اتباعه، نعم، فيلزمهم تبعات هذا الإعراض ولو وقع بعضها جهلاً منهم، نعم لو تصورنا أن شخص دعي إلى الإسلام فرفض وأعند.. وعاند واستكبر، ثم فعل جهلاً بالحكم ما يوجب العقوبة قال أنا ما أعرف قال هو ما يعرف، قَتَل يُقتل طيب ما يعرف الحكم أن القاتل يقتل نعم، هذا نقول هذا من تبعات الإعراض الأصلي فهنا يقول أنهم كانوا يعملون الفساد.
الوجه الثاني الآخر أن يكون فسادهم عندهم صلاحًا وهم لا يشعرون أن ذلك فساد، لأن فسادهم الثاني الذي يزعمون أنه صلاح ولا يعلمون أنه فساد نعم من تبعة الفساد الأكبر وهو إعراضهم عن الدين، عرفنا الإشكال؟ الإشكال أن الجاهل معذور، ولذا يقول: ما على من لم يعلم أنه مفسد من الذم إنما يذم إذا علم أنه مفسد ثم أفسد على علم قال فيه جوابان، أحدهما: أنهم كانوا يعلمون الفساد سرًا ولا يشعرون أن النبي –عليه الصلاة والسلام- يعلم ما يشعرون أن أمرهم يظهر عند النبي –عليه الصلاة والسلام- يعملون الفساد ويعرفون أنه فساد وعدم شعورهم بعلمه -عليه الصلاة والسلام- وإطلاعه على حقيقتهم، والوجه الآخر: أن يكون فسادهم عندهم صلاحًا وهم لا يشعرون ذلك فساد نعم هم لا يشعرون بذلك الفساد لكنه من آثار فسادهم الأكبر وهو إعراضهم وتركهم للحق واتباع الحق.
{ولكن لا يشعرون} لكن حرف تأكيد واستدراك ولابد فيه من نفي وإثبات، إن كان نفي كان قبله إيجاب وإن كان قبله إيجاب كان بعده نفي ولا يجوز الاقتصار بعده على اسم واحد إذا تقدم الإيجاب، يعني ما تقول جاء زيدٌ لكن عمرو ولا يجوز الاقتصار بعده على اسم واحد إذا تقدم الإيجاب ولكنك تذكر جملة مضادة لما قبلها كما في هذه الآية وقولك جاءني زيد لكن عمرو لم يجِئ لابد أن تقول لم يجئ، ولا يجوز جاءني زيدٌ لكن عمرو ثم تسكت، لأنهم قد استغنوا بـ بل في مثل هذا الموضع عن لكن وإنما يجوز ذلك إذا تقدم النفي كقولك: ما جاءني زيد لكن عمرو. والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.