سورة الفاتحة وهذا هو المشهور، وتسمى أيضًا أم الكتاب عند جمهور العلماء، وكره أنس والحسن وابن سيرين تسميتها بذلك، قال الحسن وابن سيرين: "إنما ذلك اللوح المحفوظ"، {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39] يعني اللوح المحفوظ، فكره أن يطلق على الفاتحة أم الكتاب، قال البخاري في صحيحه -رحمه الله تعالى-: "سميت أم الكتاب أنه يُبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة" فكونها يبدأ بها استحقت أن تسمى أمًّا، كما سميت مكة أم القرى، نريد أن نربط التسمية بالتسمية، قالوا: سميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة، فهل أم القرى سميت بذلك لأنه بدئ بها؟ الإسلام بدأ منها {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} [(96) سورة آل عمران] يقولون أيضًا: أنه بدئ بدحوها قبل غيرها {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [(30) سورة النازعات] فبدئ بمكة لأنها كما قالوا: هي المركز، والله أعلم.