صيام رمضان ركن من أركان الإسلام، على المسلم أن يهتم له ويعتني بشأنه ولا يفرِّط، ويتحرَّى موافقة الشرع فيه، وأن يمسك قبل طلوع الفجر، فإذا تحرَّى وحرص ثم أكل فبان أن الفجر قد طلع فالعلماء يقولون: الأصل بقاء الليل، والصيام صحيح، لكن عليه أن يتحرَّى، ولا يفرِّط، فيغلق النوافذ، ولا يترك لمعرفة طلوع الفجر سبيلًا، ولا ينظر في ساعة ولا غيرها، ثم يقول: (أكلتُ بعد طلوع الفجر)! هذا مفرِّط، فيأثم بهذا، ولو أُلزم بالقضاء لما بَعُد، لكن مَن حصل منه الاهتمام والعناية والحرص، ثم تبيَّن له خلاف ما قصد، فالعلماء يقولون: الأصل بقاء النهار. وفي (المغني) قال: (وإن أكل يظن أن الفجر لم يطلع، وقد كان طلع، أو أفطر يظن أن الشمس قد غابت، ولم تغب، فعليه القضاء. هذا قول أكثر أهل العلم من الفقهاء وغيرهم)، صحيح أنه إذا أكل ظانًّا أن الشمس قد غابت، وهي لم تغب، فالأصل بقاء النهار، وحينئذٍ يُفطر، بخلاف ما لو أكل بعد طلوع الفجر، وكان يظن أنه لم يطلع، فالقاعدة أن الأصل بقاء الليل، ولكن ما دام الصيام فرضًا من أيام رمضان فعلى المسلم أن يتقي الله -جل علا-.
وبعضهم يتساهل ويتراخى ويقول: (العمل بهذه القاعدة معتبر عند أهل العلم)، لكن أنت مُلزَم بأن تحتاط لدينك، فاتَّقِ الشبهات، «مَن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه» [البخاري: 52]، وهذه الفرائض يجب الاحتياط لها، والله أعلم.