السؤال
كيف يُجمع بين حديث اللباس «إن الله جميل يُحب الجمال»، وحديث في السنن وهو قوله: «مَن ترك اللباس وهو قادر عليه، خيَّره الله من الحلل يوم القيامة» [يُنظر: أبو داود: 4778 / والترمذي: 2481]؟
الجواب
على كل حال ثبت في الباب حديث: «إن الله جميل يُحب الجمال» [مسلم: 91]، وثبت فيه أيضًا: «البذاذة من الإيمان» [أبو داود: 4161]، ولا شك أن المسلم عليه أن يتوسَّط في أموره كلها، فإذا بالغ في الجمال قلنا له: «البذاذة من الإيمان»، وإذا بالغ في البذاذة قلنا له: «إن الله جميل يُحب الجمال»، فهذا علاج لحال كثير من الناس، وهذا علاج لحال كثير من الناس، فعلى المسلم أن يتوسَّط، فلا يُبالغ في الجمال والتجمُّل، ولا يُبالغ أيضًا في التبذُّل، بحيث يُزدرى ويُحتقر، فإذا بالغ في أحد البابين عُولج بأحد الحديثين. ونظير ذلك مَن تساهل في أمر الدين، وفرَّط في الواجبات، وارتكب المحرمات، فمثل هذا تُورَد عليه أحاديث الوعيد، ويُعالَج بها، بينما مَن عُرف بالتشديد والتطرُّف والغلو، فيُعالَج بنصوص الوعد، فالنصوص الشرعية علاج لأوضاع الناس.