كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هما مصدرا التلقي عند أهلِ السنةِ، ولا ثالث لهما يستقلُّ بنفسه، وأما ما يُذكر من الإجماعِ، والقياسِ، فكلاهما مردُّهما إلى الكتابِ والسنةِ، فالإجماعُ لا بد أن يستندَ على أصلٍ من الكتابِ أو السنةِ، وفي القياس لا بد أن يكون الأصلُ المقيسُ عليه له أصل في الكتابِ أو السنةِ؛ فلا يوجد مصدر ثالث، لا عقل، ولا منطق، كما يقول المبتدعة ويزعُمون أنه يعصم الرَّأي من الخطأ، ولا مقدِّمات كلامية ولا منطقية تترتَّب عليها نتائج وأحكام شرعية؛ كما يدندن به أهلُ الكلامِ، فليس عندنا إلا «قال الله سبحانه وتعالى»، و«قال رسولُه صلى الله عليه وسلم».
العلم قال الله قال رَسولُه قال الصَّحابةُ هم أولو العرفانِ [نونية ابن القيم (ص: 226)]
وكلام الصَّحابة رضي الله عنهم أيضًا مبنيٌّ على الكتابِ والسنةِ، وما كان من كلامهم يخالف نصًا، فلا عبرة به.